logo
من أقوى عسكريا.. أميركا أم الصين؟

من أقوى عسكريا.. أميركا أم الصين؟

بيروت نيوز٠٣-٠٧-٢٠٢٥
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تدرس إيران شراء طائرات شبحية متطورة من الصين، في خطوة تعكس تحالفًا عسكريًا متناميًا بين البلدين.
يأتي هذا بعد الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة، التي شهدت ما قالت تقارير إنه تفوق ملحوظ لإسلام آباد مدعومًا بأسلحة صينية حديثة، ما دفع الكثير من الدول إلى إعادة تقييم خياراتها العسكرية.
ويسلط ذلك الضوء على الدور المتنامي للصين في مجال الأسلحة النوعية، ويفتح الباب لمقارنة شاملة بين القدرات العسكرية النوعية لكل من الصين والولايات المتحدة، اللتين تتنافسان على زعامة العالم عسكريًا.
الولايات المتحدة: أسلحة نوعية متقدمة وريادة تكنولوجية
تحتفظ الولايات المتحدة بمكانة متقدمة في مجال الأسلحة النوعية، مستفيدة من استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وبنية تحتية عسكرية متطورة.
1 – مقاتلة الجيل الخامس إف-35 لايتنينغ 2
تُعتبر إف-35 من أكثر الطائرات المقاتلة تطورًا في العالم، وتتميز بتقنيات تخفي متقدمة تجعلها شبه غير مرئية للرادارات. كما تحتوي على قمرة قيادة زجاجية مع شاشات لمس متعددة، وأنظمة استشعار متقدمة توفر وعيًا شاملاً للطيار.
وتحمل الطائرة صواريخ جو-جو متوسطة وطويلة المدى داخل حجرة الأسلحة الداخلية للحفاظ على التخفي، بالإضافة إلى قنابل موجهة بدقة مثل جدام (JDAM ) و(Paveway).
تحلق بسرعة قصوى تقارب 1.6 ماخ، ومدى قتال يصل إلى 1200 كيلومتر، مع قدرة على الإقلاع والهبوط العمودي في بعض النسخ.
2 – مقاتلة الجيل الخامس إف-22 رابتور (F-22)
تُعد إف-22 الطائرة الرائدة في التفوق الجوي، مع قدرة عالية على التخفي وأداء جوي فائق.
المقاتلة مسلحة بصواريخ AIM-120 AMRAAM طويلة المدى، وصواريخ AIM-9 قصيرة المدى، ومدفع داخلي عيار 20 ملم.
سرعة المقاتلة تفوق 2 ماخ، وتحلق بارتفاع يصل إلى 20,000 متر، ومعدل صعود عال.
المقاتلة لعبت دورًا مهمًا في مهمات 'مطرقة منتصف الليل' حيث أمّنت غطاءً جوّيًّا للقاذفات بي 2 خلال ضرب المنشآت الإيرانية.
قاذفة بي 2 سبيريت
قاذفة استراتيجية شبحية، الوحيدة من نوعها، قادرة على حمل 18 طنا من الذخائر (تشمل نووية وخارقة للتحصينات)، ومداها آلاف الأميال دون التزود بالوقود.
باستخدام تقنية تخفي متقدمة وتصميم بلا آثار رادارية، ظلّت المحورية في الضربات بعيدة المدى، مثل قصف منشآت إيران النووية، وبعضها نفّذ رحلات طويلة جدا (36–44 ساعة).
قاذفة بي 21 رايدر
الجيل المقبل من القاذفات الشبحية مع تقنيات عالية التخفي، تصميم مضغوط (جناح 130–140 قدم مقارنة بـ172 قدم في بي 2)، محركان بدل أربعة، وبصمة حرارية ورادارية أقل.
وتُجهّز بتقنيات مواد مركبة ذكية، قدرات ذكاء اصطناعي وتحديثات شبكية مستمرة، وتُعد طفرة نوعية مقارنة بطراز بي 2.
3 – نظام الدفاع الجوي باتريوت (Patriot)
نظام دفاع جوي أرض جو متقدم دخل الخدمة عام 1984، قامت بإنتاجه شركة رايثيون، ويقع ضمن أنظمة الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات، بمدى اعتراض بين 32–169 كم.
تتألف البطارية عادة من رادار متطور ومنصات إطلاق، ومركز قيادة، ويمكنها اعتراض طائرات ومسيّرات وصواريخ كروز وباليستية.
وتواجه القوات الأميركية نقصًا في المخزون وكان ذلك سببا في قرار تعليق التوريد لأوكرانيا.
تصل تكلفة إطلاق الصاروخ الواحد إلى نحو 4–15 مليون دولار، وتستنزف النظام سريعًا أمام بيئات تكتيكية معقدة.
منظومة ثاد
نظام دفاع صاروخي عالي الارتفاع طورته لوكهيد مارتن، قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وحتى طويلة المدى، عبر اعتراض بصاروخ يعتمد على الاصطدام المباشر داخل وخارج الغلاف الجوي.
ويتكوّن من منصات إطلاق عمودية (8 صواريخ لكل منصة) ورادار AN/TPY 2 ومركز قيادة، يرتكز على تحليل دقيقة للأهداف وتوجيه مباشر للصاروخ.
واستنفدت القوات الأمريكية 15–20 بالمائة من مخزونها من صواريخ ثاد خلال 11 يومًا فقط في إسرائيل، مما كشف هشاشة الإمدادات العالية التكلفة (10–15 مليون دولار للصاروخ) ومدى اعتماد المنطقة عليه.
4 – حاملات الطائرات الأميركية: فئة نيميتز وفئة جيرالد فورد (Gerald R. Ford)
وتمتلك البحرية الأميركية حاليًا 11 حاملة طائرات، عشر منها من فئة 'نيميتز' وواحدة من فئة 'جيرالد فورد' الجديدة.
تتميز هذه الحاملات بحجمها الهائل وقدرتها على البقاء في البحر لفترات طويلة جدًا بفضل الدفع النووي .
وتزن فئة نيميتز حوالي 87 ألف طن متري، وتعتمد على المقاليع البخارية لإطلاق الطائرات، فيما تزن فئة جيرالد فورد 100 ألف طن، وتستخدم نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي المتقدم (EMALS) .
هذه الحاملات يمكنها استيعاب حوالي 75 طائرة، ولديها المزيد من المقاليع وممر هوائي أكبر ومصاعد إضافية لنشر أسرع للطائرات.
وتشكل الحاملة مركز قيادة متحرك، وقاعدة جوية عائمة، وقوة ردع استراتيجية تتيح للولايات المتحدة إظهار قوتها في أي مكان في العالم.
5 – المدمرات فئة أرلي بيرك (Arleigh Burke-class destroyers)
تُعد هذه المدمرات العمود الفقري لأسطول المدمرات الأمريكية، وتتميز بقدرات متعددة الأدوار في الدفاع الجوي والصاروخي والحرب المضادة للغواصات.
هذه المدمرات مجهزة بنظام إيجيس (Aegis) القتالي، والذي يمنحها قدرة دفاع جوي وصاروخي متكاملة، بالإضافة إلى صواريخ توماهوك للهجوم البري وصواريخ مضادة للسفن والغواصات.
وأبرز مهامها هي مرافقة حاملات الطائرات، الدفاع الجوي والباليستي، وعمليات الهجوم الأرضي.
الصين: تصاعد سريع نحو التفوق العسكري
في المقابل، تسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة عسكرية عالمية من خلال تطوير أسلحة نوعية تنافس الولايات المتحدة، مع تركيز خاص على تقنيات حديثة ومتقدمة.
1 – مقاتلة الجيل الخامس تشنغدو جيه-20 (Chengdu J-20)
تُعد جيه-20 أول مقاتلة شبح صينية من الجيل الخامس، تتميز بتصميم يركز على التخفي والسرعة.
التسليح: صواريخ جو-جو قصيرة وطويلة المدى مثل PL-10 وPL-15 وPL-21.
الأداء: سرعة قصوى تصل إلى 2 ماخ، مدى قتال يصل إلى 2000 كيلومتر، وسقف خدمة 20,000 متر.
المهام: التفوق الجوي، والهجوم بعيد المدى، والعمليات الاستراتيجية.
2 – مقاتلة الجيل الخامس شنيانغ جيه-31
مقاتلة شبحية صينية أخرى ذات تصميم متطور يشبه بعض خصائص إف-35، مع تركيز على الكفاءة في الوقود والسرعة.
التسليح: حاوية أسلحة داخلية تحمل حتى 6 صواريخ جو-جو، مع نقاط تعليق خارجية لصواريخ أكبر.
الأداء: تصميم يقلل المقطع الراداري، ومجهزة بمحرك WS-19 محسن.
المهام: التفوق الجوي، الهجوم الجوي-الأرضي، والعمليات متعددة الأدوار.
3 – الصواريخ الفرط صوتية الصينية
تمتلك الصين ترسانة متنامية من الصواريخ الفرط صوتية التي يمكنها تجاوز أنظمة الدفاع الجوي التقليدية بسرعة عالية جدًا.
العدد الحالي: حوالي 600 صاروخ فرط صوتي، مع خطط لزيادة العدد إلى 4000 بحلول 2025.
الأهمية: تهديد استراتيجي جديد يغير قواعد الاشتباك، ويعزز الردع الصيني.
4 – حاملات الطائرات الصينية: لياونينغ، شاندونغ، وفوجيان (Fujian)
تمتلك الصين ثلاث حاملات طائرات، هي: لياونينغ (Type 001) وشاندونغ (Type 002) وفوجيان (Type 003).
تعتمد لياونينغ وشاندونغ على تصميم سوفييتي سابق، وتزنان حوالي 60 ألف و66 ألف طن على التوالي. وتستخدمان نظام الإقلاع القصير (STOBAR) الذي يحد من وزن الطائرات المنطلقة وعددها، حيث يمكنهما إطلاق طائرة واحدة فقط في كل مرة.
فوجيان (Type 003): تُعد أحدث وأكبر حاملة طائرات صينية، وتزن أكثر من 80 ألف طن، وتتميز بأنها أول حاملة صينية مصممة ومبنية بالكامل محليًا.
الأهم من ذلك، أنها تستخدم نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي (EMALS)، مما يتيح إطلاق طائرات أثقل وأكثر تنوعًا. ويمكنها حمل أكثر من 60 طائرة، وتوفر معدل إطلاق طلعات أعلى.
المهام: تعزيز القدرة الصينية على فرض وجودها العسكري في المحيطين الهندي والهادئ، ودعم عمليات الاستطلاع والضربات الجوية بعيدة المدى.
5 – المدمرات فئة Type 055
تُعتبر المدمرات من فئة Type 055 من أقوى السفن الحربية في العالم، وتصنفها بعض المصادر على أنها طرادات.
القدرات: تتميز بقدرات صاروخية هائلة تشمل صواريخ جو-جو مضادة للسفن، وصواريخ هجوم أرضي. مجهزة بأنظمة رادار متقدمة وقدرات شبحية.
المهام: الدفاع الجوي للأسطول، الحرب المضادة للغواصات، والهجوم على الأهداف البرية والبحرية.
مقارنة شاملة بين أبرز الأسلحة النوعية
الغواصات النووية الأميركية: قوة بحرية متقدمة ومتجددة
تُعد غواصات الهجوم النووي من فئة 'فيرجينيا' (Virginia-class) العمود الفقري لقوة الغواصات الأمريكية الحديثة، حيث تسعى البحرية الأمريكية إلى تعزيز إنتاجها وتسريع وتيرته لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة.
ويبلغ طول الغواصة حوالي 115 مترًا، وتزن نحو 7800 طن، وتستطيع التحرك بسرعة تصل إلى 34 عقدة تحت الماء، مع قدرة على الغوص لأعماق تزيد عن 250 مترًا.
تتميز غواصات 'فيرجينيا' بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة تشمل مكافحة الغواصات والسفن السطحية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ ضربات دقيقة باستخدام صواريخ 'توماهوك' المجنحة، ودعم العمليات الخاصة. كما تم تطوير نسخ محسنة من هذه الغواصات لتقليل الحاجة للصيانة، وزيادة راحة الطاقم، بما في ذلك حجرات خاصة للنساء.
وفي إطار تعزيز قدرات البحرية الأميركية، وقعت وزارة الدفاع عقودًا ضخمة مع شركات كبرى مثل 'جنرال ديناميكس' و'هانتينغتون إنغالز' لبناء غواصات جديدة وتحديث أحواض بناء السفن، بهدف رفع معدل الإنتاج إلى أكثر من غواصتين سنويًا بحلول عام 2028، مع خطة لبناء 66 غواصة من هذه الفئة بحلول عام 2043.
كما يشكل برنامج 'فيرجينيا' جزءًا أساسيًا من شراكة AUKUS الأمنية التي تشمل تزويد أستراليا بغواصات نووية متطورة.
الغواصات النووية الصينية: توسع سريع وتطوير تقني
في المقابل، تسعى الصين إلى توسيع أسطولها من الغواصات النووية متعددة المهام لتعزيز وجودها البحري في المحيطين الهندي والهادئ. وتمتلك الصين غواصات هجومية نووية متطورة، وتعمل على تطوير فئات جديدة بقدرات تخفي محسنة وأنظمة تسليح متقدمة.
تتميز الغواصات الصينية بقدرتها على إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى طوربيدات متطورة، مما يجعلها تهديدًا استراتيجياً في النزاعات البحرية المحتملة.
كما تسعى الصين لتعزيز قدراتها الاستخباراتية والقتالية تحت سطح البحر، مع التركيز على تطوير تقنيات التخفي لتقليل إمكانية الكشف عنها بواسطة أنظمة السونار المتقدمة.
وفي ظل التوسع البحري الصيني السريع، تشكل الغواصات النووية جزءًا حيويًا من استراتيجية بكين للسيطرة على ممرات بحرية حيوية، وتأمين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة. (العين الاخبارية)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شراء ألمانيا أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا... ماذا عن "أميركا أولاً" في أجندة ترامب؟
شراء ألمانيا أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا... ماذا عن "أميركا أولاً" في أجندة ترامب؟

النهار

time١٤-٠٧-٢٠٢٥

  • النهار

شراء ألمانيا أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا... ماذا عن "أميركا أولاً" في أجندة ترامب؟

تستعد الحكومة الألمانية لإتمام صفقة لشراء أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت" من الولايات المتحدة بهدف نقلها إلى أوكرانيا، في خطوة قد تكون الفرصة الوحيدة المتبقّية للقوات الأوكرانية للتصدّي للصواريخ الباليستية الروسية، التي تصاعدت هجماتها في الأسابيع الأخيرة، مما يُنذر بعواقب وخيمة. تأتي هذه التطورات في وقت أعلنت الولايات المتحدة وقف شحنات الأسلحة والذخيرة إلى كييف، قبل أن تتراجع وتبدي استعدادها للسماح بشحنات دفاعية فقط. فهل يكفي الدعم الألماني السخيّ لتعويض التردد الأميركي في مساندة أوكرانيا، في ظل عودة شعار ترامب الشهير "أميركا أولاً" إلى الواجهة؟ تحوّل لصالح الكرملين بينما تطالب واشنطن الدول الأوروبية بمزيد من الالتزام في الدفاع عن القارة، تشير تقارير خبراء عسكريين إلى أن أي تأخير في تسليم الأسلحة الفعّالة لأوكرانيا – خاصة في ظل النقص الواضح في الذخائر وصواريخ الدفاع الجوي، وتضرّر العديد منها خلال المعارك – لن يؤدي إلا إلى تسريع الاندفاعة الروسية في الحرب والإرهاب. وقد أفادت بيانات رسمية بأن روسيا أطلقت 5000 طائرة مسيرة وصاروخ خلال شهر حزيران/يونيو الماضي وحده، مما يشكّل تحوّلاً خطيراً يصبّ في مصلحة الكرملين. وفي هذا السياق، قال البروفيسور كارلو ماسالا، الخبير الأمني في جامعة الجيش الألماني في بافاريا، في مقابلة مع القناة الثانية الألمانية "ZDF"، إن من الضروري الضغط على ترامب من أجل تأمين شحنات الأسلحة لكييف، حتى لو تم ذلك عبر صفقات، رغم تبرير واشنطن لتوقف الإمدادات موقتاً بسبب مخاوفها من انخفاض مخزوناتها؛ وهو ما وصفه ماسالا بالأمر الذي "يصعب تصديقه". وتسلمت أوكرانيا حتى الآن ستة أنظمة باتريوت متكاملة من شركة "رايثيون" الأميركية المصنعة، بينها ثلاثة أنظمة قدّمتها ألمانيا. التمويل الألماني... لا مشكلة أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، أخيراً، أن هناك مشاورات مكثفة لتوفير صواريخ باتريوت مضادة للطائرات، في ظل تصاعد الهجمات الروسية. ويعتبر الباحث السياسي توماس برغمان، في حديث مع "النهار"، أن تمويل هذه الصواريخ ومنصّات الإطلاق "لا يشكّل عقبة أمام برلين"، نظراً إلى أن البند الـ14 من الموازنة الألمانية يغطّي المساعدات المقدّمة لأوكرانيا ضمن إطار الإنفاق الدفاعي، الذي تم استثناؤه من قيود الديون. ويؤكد أن "الاشتراكيين"، وهم شركاء في الائتلاف الحاكم، وكذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيتعيّن عليهم الموافقة على مثل هذه الخطوات في حال عودة الائتلاف إلى الحكم. يشير برغمان إلى أن كل حرب تستند إلى ثلاثة عناصر حاسمة: التمويل، التسليح، والموارد البشرية، وهي العناصر التي تعاني أوكرانيا من نقص فيها حالياً، مما يحتم استمرار الدعم الأوروبي لتفادي توسّع الخطر. ويلفت إلى وجود إجماع بين الخبراء على أن أوكرانيا تدافع عن أوروبا بوجه "إمبريالية فلاديمير بوتين"، مضيفاً أن دولاً أوروبية عديدة تسعى للحصول على صواريخ "باك 3" المتطورة المضادة للطائرات، والقادرة على تدمير الصواريخ الباليستية الهجومية. صفقة ضخمة ومصنع جديد سمحت الولايات المتحدة لألمانيا بطلب ما يصل إلى 600 صاروخ باتريوت بقيمة تقارب الـ5 مليارات يورو، إضافة إلى أربعة أنظمة كاملة تشمل الرادارات ومنصات الإطلاق والذخيرة وقطع الغيار، ستسلّم على مراحل حتى عام 2030. وتبلغ تكلفة نظام "باتريوت" الكامل أكثر من مليار يورو. وبحسب معهد "كيل" للاقتصاد العالمي، تجاوز حجم المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا المساعدات الأميركية، إذ بلغت 72 مليار يورو مقابل 65 مليار يورو من الولايات المتحدة، بعدما زادت دول أوروبا من دعمها النوعي اعتباراً من نيسان/أبريل الماضي. أمن أوروبا على المحك يشير مراقبون إلى أن محدودية قدرات الإنتاج والطلب المرتفع على "باتريوت" يجعلان من الصاروخ نفسه العنصر الأهم في هذه المرحلة. وتواجه أوكرانيا مخاطر متزايدة جراء الهجمات الروسية المكثفة، في ظل تقارير استخباراتية ألمانية وهولندية تفيد بأن موسكو وسّعت نطاق استخدامها للأسلحة الكيميائية، بما فيها "الكلوربكرين"، وهي مادة خانقة تُستخدم في الأماكن المغلقة، مما يهدد أوروبا والعالم ولا يقتصر على أوكرانيا فقط. لذا، يرى مراقبون أن برلين ملزمة، بحكم الضرورة، بالإسراع في توريد أنظمة "باتريوت" وأسلحة من مخزونات الجيش الألماني نفسه. وفي ظل هذه المعطيات، ومع تصريح المستشار فريدريش ميرتس بأن "كل وسائل الديبلوماسية تستنفد عندما يستخدم نظام إجرامي القوة العسكرية للتشكيك في حق دولة في الوجود"، خلصت تحليلات إلى وجود وسائل عديدة لسدّ النقص في ترسانة كييف، منها الاستمرار في توريد أنظمة "إيريس – تي" الألمانية التي أثبتت فاعليتها، رغم أنها مصمّمة للمدى القصير والمتوسط، ومدافع "غيبارد" المضادة للطائرات والطائرات المسيّرة، إضافة إلى صواريخ "تاوروس" البعيدة المدى، والتي يُرجّح أن تكون محلّ نقاش خلال لقاء متوقع في روما هذا الأسبوع بين ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا. تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس وضع في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حجر الأساس لمصنع جديد لصواريخ "باتريوت" تابع لشركة MBDA في مدينة شروبنهاوزن، والمتوقع أن يبدأ الإنتاج عام 2026 بطاقة تقارب الـ 1000 صاروخ سنوياً. وكان زيلينسكي قد طالب سابقاً بـ25 وحدة "باتريوت" متكاملة، تضم كلّ منها مركز التحكم بالرمي، ومنصة إطلاق، ورادارات، وعدداً كافياً من الصواريخ الدفاعية.

"Responsible Statecraft": من المستفيد من إنفاق البنتاغون الدفاعي؟
"Responsible Statecraft": من المستفيد من إنفاق البنتاغون الدفاعي؟

الميادين

time١٠-٠٧-٢٠٢٥

  • الميادين

"Responsible Statecraft": من المستفيد من إنفاق البنتاغون الدفاعي؟

مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر مقالاً يُظهر كيف تُوجّه مئات مليارات الدولارات من ميزانية البنتاغون إلى شركات تصنيع السلاح، لا إلى دعم الجنود أو المحاربين القدامى كما يُزعم. وتطرح تساؤلاً ضمنياً حول من يحكم فعلياً السياسة الدفاعية في الولايات المتحدة: الحكومة، أم مجمّع الصناعات العسكرية؟ أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف: كثيراً ما يزعم دعاة زيادة إنفاق البنتاغون باستمرار أنه يجب علينا تخصيص المزيد من الأموال للوزارة "لدعم القوات". لكن مقترحات الميزانية الأخيرة وورقة بحثية جديدة أصدرها معهد "كوينسي" ومشروع تكاليف الحرب في جامعة براون تشير إلى خلاف ذلك. وجدت الدراسة، التي شاركتُ في تأليفها مع ستيفن سيملر، أنّ 54% من الإنفاق التقديري للبنتاغون، والبالغ 4.4 تريليونات دولار، بين عامي 2020 و2024، ذهب إلى المقاولين العسكريين. وقد حصلت الشركات الخمس الكبرى وحدها: لوكهيد مارتن (313 مليار دولار)، وRTX (المعروفة سابقاً باسم رايثيون، 145 مليار دولار)، وبوينغ (115 مليار دولار)، وجنرال ديناميكس (116 مليار دولار)، ونورثروب غرومان (81 مليار دولار) - على عقود بقيمة 771 مليار دولار من البنتاغون خلال تلك الفترة. يأتي هذا التدفّق الهائل من الأموال إلى شركات تصنيع الأسلحة على حساب المزايا التي يحصل عليها العسكريون في الخدمة الفعلية والمحاربون القدامى في حروب ما بعد 11 أيلول/سبتمبر. ورغم زيادات الرواتب في السنوات الأخيرة، لا تزال مئات الآلاف من عائلات العسكريين تعتمد على قسائم الطعام، أو تعيش في مساكن متدنية، أو تعاني من صعوبات مالية أخرى. في غضون ذلك، ثمّة خطط لخفض عشرات الآلاف من موظفي إدارة المحاربين القدامى، وإغلاق مراكزهم الصحية، بل وحتى تقليص عدد موظفي خطوط المساعدة الخاصة بانتحار المحاربين القدامى. ومن المقرّر أن تخضع العديد من البرامج التي يعتمد عليها المحاربون القدامى وعائلاتهم - من قسائم الطعام إلى برنامج ميديكيد وغيرها - لتخفيضات حادّة في مشروع قانون الميزانية الذي وقّعه الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا الشهر. سيكون الأمر مختلفاً لو أنّ مئات المليارات من الدولارات التي تُنفق على شركات الأسلحة تُنفق بشكل جيد في سبيل دفاع أفضل. لكن هذا ليس صحيحاً. فقد أثبتت أنظمة الأسلحة باهظة الثمن وضعيفة الأداء، مثل طائرة F-35 المقاتلة وصاروخ Sentinel الباليستي العابر للقارات (ICBM)، فعّاليتها في استهلاك أموال دافعي الضرائب، حتى مع تجاوزات ضخمة في التكاليف، وتأخيرات طويلة في الجدول الزمني، وفي حالة طائرة F-35، فهي غير متاحة للاستخدام في معظم الأوقات بسبب مشكلات صيانة خطيرة. اليوم 12:18 اليوم 09:28 من المرجّح أن تبدو مشكلات نظامي سنتينل و35-F ضئيلة مقارنةً بالمبالغ التي قد تُهدر في سعي الرئيس ترامب وراء نظام دفاع صاروخي مانع للتسرّب "القبة الذهبية"، وهو حلم باهظ التكلفة يرى العديد من الخبراء أنه مستحيل مادياً وغير حكيم استراتيجياً. فعلى مدار أكثر من أربعة عقود ومئات المليارات من الدولارات التي أُنفقت منذ تعهّد رونالد ريغان ببناء درع منيعة ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لم ينجح البنتاغون بعد في تجربة أُجريت في ظروف واقعية، بل فشل في عدد كبير من الجهود المُخطّط لها بعناية. والواقع أنّ نظام "القبة الذهبية" أكثر طموحاً من "حرب النجوم"، إذ من المفترض أن يعترض ليس فقط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ولكن أيضاً الصواريخ الأسرع من الصوت، والطائرات من دون طيار منخفضة التحليق، وأي شيء آخر قد يتمّ إطلاقه على الولايات المتحدة. إنّ "القبة الذهبية" ستكون بمثابة منجم ذهب، بغضّ النظر عما إذا كانت تنتج نظام دفاع مفيداً أم لا. يصف قادة هذه الشركات التكنولوجية الناشئة - وعلى رأسهم إيلون ماسك في سبيس إكس، وبيتر ثيل في بالانتير، وبالمر لوكي في أندوريل - أنفسهم بـ"المؤسسين" الذين سينقلون أميركا من حالة الركود إلى موقع هيمنة عسكرية لا مثيل لها. وتباهى بالمر لوكي، علناً بإمكانية هزيمة الصين في حرب يتوقّعها في السنوات القليلة المقبلة، بينما رحّب آخرون، مثل أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة "بالانتير"، بحملة المجازر الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" في غزة، بل وصل بهم الأمر إلى عقد اجتماع مجلس إدارة الشركة في "إسرائيل" في ذروة الحرب كبادرة تضامن. حتى بعد الانفصال العلني الفوضوي لإيلون ماسك عن دونالد ترامب، لا يزال قطاع التكنولوجيا يتمتّع بتفوّق في نفوذه على إدارته. كان نائب الرئيس جيه دي فانس يعمل ويتلقّى التوجيه والتمويل من بيتر ثيل من شركة "بالانتير"، كما عُيّن موظفون سابقون في "أندوريل" و"بالانتير" وشركات تكنولوجيا عسكرية أخرى في مناصب مؤثّرة في جهاز الأمن القومي. وفي الوقت نفسه، تتمتع شركة "لوكهيد مارتن" وشركاؤها بأوراق قوية لتلعبها في الكونغرس، حيث تمنحها المساهمات في الحملات الانتخابية، ومئات من جماعات الضغط، والمورّدون الموجودون في أغلبية الولايات والمناطق، سلطة هائلة للحفاظ على برامجها وتشغيلها، حتى في الحالات التي يحاول فيها البنتاغون والجيش إلغاء هذه البرامج أو إيقافها عن العمل. لن تنقذنا التكنولوجيا وحدها، كما رأينا من الإخفاقات المتكررة لـ"الأسلحة المعجزة" مثل ساحة المعركة الإلكترونية في فيتنام، أو مبادرة الرئيس ريغان في حرب النجوم، أو ظهور الذخائر الموجّهة بدقة لتحقيق النصر في الحروب أو تحقيق نتائج إيجابية من فيتنام إلى العراق إلى أفغانستان. إنّ التوصّل إلى خطة دفاعية معقولة بالفعل، ولديها أيّ أمل في النجاح، سوف يعني مواجهة قوة ونفوذ شركات تصنيع الأسلحة من كلّ الأطياف، التي تستهلك الآن الجزء الأكبر من النفقات المخصصة لتعزيز سلامة وأمن أميركا وحلفائها. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

تايوان تطلق أكبر مناورات عسكرية للتدريب على حماية أنظمة الاتصالات
تايوان تطلق أكبر مناورات عسكرية للتدريب على حماية أنظمة الاتصالات

صدى البلد

time٠٩-٠٧-٢٠٢٥

  • صدى البلد

تايوان تطلق أكبر مناورات عسكرية للتدريب على حماية أنظمة الاتصالات

أطلقت تايوان أكبر مناورات عسكرية لها على الإطلاق اليوم الأربعاء، بدءًا بمحاكاة هجمات على أنظمة القيادة والبنية التحتية تحسبًا لغزو صيني، وفقًا لمسؤولين دفاعيين كبار. ستركز المراحل الأولى من مناورات هان كوانغ السنوية على اختبار قدرة الجيش التايواني على تطبيق اللامركزية في القيادة في حال تعرضه لهجوم اتصالات معرقل، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء. وعلى مدار الأيام العشرة المقبلة، ستتوسع التدريبات لتقييم جاهزية تايوان القتالية ضد أي محاولة شاملة للاستيلاء على الجزيرة. وقال مسؤول دفاعي كبير: "نتعلم من الوضع في أوكرانيا في السنوات الأخيرة، ونفكر بواقعية فيما قد تواجهه تايوان... في القتال الحقيقي"، مشددًا على ضرورة حماية أنظمة القيادة والاتصالات. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية العملية: "على القادة أن يفكروا في المشكلات التي قد تواجهها قواتهم، وعليهم نقلها إلى مرؤوسيهم". تعتبر تايوان الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل إجراءاتٍ "رمادية" شديدة الكثافة، من المرجح أن تسبق هجومًا صينيًا أوسع. ستحشد مناورات هان كوانغ السنوية هذا العام أكبر عدد من جنود الاحتياط، حوالي 22 ألف جندي، وستضم لأول مرة أنظمة صواريخ المدفعية الجديدة عالية الحركة، أو HIMARS، من صنع شركة لوكهيد مارتن (LMT.N)، بالإضافة إلى صواريخ سكاي سورد أرض-جو التي طورتها تايوان. تعتبر الصين تايوان، التي تحكمها ديمقراطيًا، جزءًا منها، وقد كثفت ضغوطها العسكرية حول الجزيرة على مدار السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك سلسلة من المناورات الحربية والدوريات اليومية. لم تتنصل بكين قط من استخدام القوة لإعادة الجزيرة إلى سيطرتها، وأي هجوم على تايوان قد يشعل حربًا إقليمية أوسع. صرح مسؤولون دفاعيون تايوانيون بأنهم يعتقدون أن الجيش الصيني سيراقب التدريبات عن كثب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store