حزب ماسك: فجر جديد أم مقبرة الأحلام؟
دونالد ترمب، سيد الغضب ورافع راية الصخب، بدا هذه المرة مترددا أمام رجل يملك ما يكفي من المال والصوت لإقلاق رؤساء جمهوريات نووية. ربما شعر في عمق روحه بأن الصديق حين ينقلب خصما يغدو أشد فتكا من ألف عدو. أليس في ذلك عدالة ساخرة، أن يدفع ماسك ملايينه لدعم ترمب بالأمس، ثم ينفق مثلها اليوم لإفساد أحلامه؟
إيلون ماسك ليس رجل أعمال عابرا، بل مزيج غريب من الفوضى المنظمة والهوس بالبدايات الكبرى والنهايات المدوية. هذه المغامرة السياسية قد تكون آخر فصوله على هذه الأرض. لكنه يواجه هنا تحديات أشد صلابة من قوانين الفيزياء. كيف يقود حزبا في بلد مختنق بالاستقطاب؟ أين يجد مرشحا يتجاوز كارزما ترمب ويعيد لمّ شمل المهمشين والمخذولين؟ وهل يستطيع تحويل ثروته الهائلة إلى قاعدة انتخابية تؤمن حقا برسالته، لا مجرد حملة موسمية عابرة؟
التاريخ لا يبتسم لمثله. قبله سقط روس بيرو، وفشل رالف نادر، وتلاشت أحزاب ثالثة حاولت كسر احتكار الحزبين الكبيرين. والأسئلة هنا أقسى من أي إجابة: هل حزب ماسك صوت المظلومين حقا أم مجرد انتقام شخصي من رفاق الأمس؟ هل هو محاولة لإصلاح الديمقراطية أم تمزيق آخر لما تبقى منها؟
السياسة في نهاية المطاف لعبة بشرية قاسية، قادرة على أن تخذل حتى الأذكى والأثرى. فهل يكون «حزب أميركا» فجرا جديدا يعيد الثقة إلى الناخبين ويكسر احتكار الحزبين، أم يتحول إلى مقبرة جديدة للأحلام الكبيرة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 7 ساعات
- سرايا الإخبارية
إمبراطورية إيلون ماسك في خطر والسبب مغامراته السياسية
سرايا - بدأت الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بوفاق واسع المدى مع إيلون ماسك لدرجة استحداث وظيفة حكومية خاصة له من أجل ترشيد الإنفاق الفدرالي، ولكن الآن وبعد أقل من عام على وصوله إلى البيت الأبيض أصبح على خلاف مع ترامب لدرجة التراشق المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي. ورغم ابتعاده حاليا عن إدارة ترامب، فإن ماسك لم يترك الساحة السياسية بالكامل حيث تستمر مغامراته السياسية عبر واجهة جديدة وهي حزب "أميركا" الجديد الذي أنشأه طمعا في التحول إلى قوة سياسية ثالثة بالبلاد. وهذا ما جعل ماسك يبدو متمسكا للغاية بالحياة السياسية رغم التحديات التي تواجهها شركاته بسبب وجوده في الساحة السياسية، فهل تكون مغامرات ماسك السياسية سببا في انتهاء أسطورة أثرى رجل في العالم؟ "تسلا" الأكثر ضررا من مغامرات ماسك السياسية واجهت أسهم شركات ماسك المختلفة عدة تحديات منذ نجاح ترامب واتخاذ ماسك لمنصبه في هيئة الكفاءة الحكومية، إذ بدأت عند أسهم "تسلا" التي انخفضت قيمتها في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار لهذا العام، إذ كانت قيمة سهم الشركة في يناير/كانون الثاني بين 380 و430 دولارا أميركيا حسب موقع "مايكرو تريندز" (Microtrends) المختص بمتابعة البورصة. ومع توسع دور ماسك في إدارة الكفاءة الحكومية، بدأت أسهم الشركة في الانخفاض حتى وصلت إلى 222 دولارا للسهم مطلع مارس/آذار من العام ذاته، ورغم أن هذا الانخفاض لم يطل كثيرا وفق بيانات موقع "موتيلي فول" (Motely Fool) المختص بمتابعة الأسهم، إذ ارتفعت مجددا قبل نهاية الشهر ذاته، إلا أنها عاودت الانخفاض مجددا منتصف أبريل/نيسان إلى الرقم ذاته. وفي الوقت ذاته، طالب حملة الأسهم في "تسلا" من ماسك أن يركز أكثر على شركاته ويترك السياسة، وهو ما أعلن عنه ماسك مطلع مايو/أيار لتشهد أسهم "تسلا" ارتفاعا يصل إلى 22% من قيمة السهم ويعود إلى 362 دولارا للسهم الواحد، وذلك وفق موقع "موتيلي فول". ومع إعلان ماسك عن تأسيس حزب "أميركا" شهدت أسهم الشركة انخفاضا بقيمة 14% وفق تقرير وكالة "أكسيوس" ليخسر ماسك أكثر من 20 مليار دولار من ثروته إلى جانب 100 مليار من ثروة حملة أسهم الشركة. ويبدو أن الضرر الحادث من مغامرات ماسك السياسية أثر في "تسلا" أكثر من بقية شركاته، إذ شهدت "سبيس إكس" انتعاشا غير مسبوق مع توقعات بوصول قيمتها إلى 400 مليار دولار في زيادة تصل إلى 14% عن مطلع العام، وفق تقرير "وول ستريت جورنال". وتعد "سبيس إكس" شركة مملوكة للقطاع الخاص مع كون حصة ماسك فيها تتخطى 40% من إجمالي الأسهم، وربما كان هذا السبب الذي خفض آثار مغامرات ماسك، ففي النهاية "تسلا" شركة مطروحة للتداول في البورصة وتتأثر كثيرا بالمتغيرات الخارجية. وأما "إكس" التي كانت سابقا "تويتر" فقد عادت إلى القيمة التي استحوذ بها ماسك عليها، أي أن قيمة الشركة الآن وصلت إلى 44 مليار دولار وهي القيمة ذاتها التي دفعها ماسك للاستحواذ على الشركة عام 2022، وذلك وفق تقرير "غارديان". ويمكن القول إن "تسلا" هي الشركة الوحيدة التي يملكها ماسك، وتطرح أسهمها في البورصة وهي أيضا الشركة الأكثر تضررا بين جميع شركات ماسك التي تعد ذات ملكية خاصة تعود النسبة الأكبر فيها إليه. ورغم هذا، فإن "تسلا" هي الشركة الأكبر مساهمة في ثروة ماسك، إذ تبلغ قيمتها الآن أكثر من 1.01 تريليون دولار وفق بيانات منصة "روبن هود" (Robinhood) لتداول الأسهم. منافسة شرسة بكل القطاعات ولا تنتهي متاعب "تسلا" عند انخفاض قيمة أسهمها فقط، إذ تواجه في الآونة الأخيرة منافسة شرسة في عدة أسواق عالمية كانت تستحوذ على النسبة الأكبر فيها، وتعد "بي واي دي" (BYD) الصينية المنافس الأكثر شراسة أمام "تسلا". إذ تتربع هذه الشركة الصينية الآن على عرش السيارات الكهربائية المبيعة عالميا مع استحواذها على 22% من إجمالي سوق السيارات الكهربائية مقارنةً مع 10% من نصيب "تسلا" بعكس الأعوام الماضية حين كان لها الريادة، وذلك وفق تقرير "أوتو فيستا 2024". وتجدر الإشارة إلى أن سوق السيارات الكهربائية يشهد انتعاشا عالميا يصل إلى 28% عن العام الماضي وفق تقرير موقع "إي تي أوتو" (ET Auto) المختص بالسيارات، وهذا يجعل انخفاض مبيعات "تسلا" مؤشرا أكثر خطورة من السابق. كما تشتعل المنافسة في قطاع الشركات الفضائية، إذ تسعى العديد منها لتحدي "سبيس إكس" ومحاولة انتزاع العرش منها، وفي مقدمتها تأتي "بلو أوريجن" (Blue Origin) التي يملكها جيف بيزوس مالك "أمازون". ويشير تقرير "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" (MIT Technology Review) إلى سيادة "سبيس إكس" على قطاع عقود الفضاء وتطوير المركبات الفضائية كانت مستمدة من علاقتها الجيدة مع الحكومة الأميركية، وهي العلاقة التي تأثرت الآن بعد موقف ماسك من إدارة ترامب، وهذا قد يؤثر على مستقبل الشركة. أزمات فنية متتالية وإذا لم تكن المنافسة أو انخفاض أسهم "تسلا" كفيلا بتهديد إمبراطورية ماسك، فإن التحديات التقنية التي بدأت شركاته تواجهها تمثل الخطر الأكبر على هذا الإمبراطورية التقنية العملاقة. وفي الوقت الحالي، تواجه جميع شركاته هذه التحديات. وتأتي البداية عند "إكس" و"إكس إيه آي" اللذين أطلقا روبوت الدردشة الأحدث من الشركة "غروك 4.0″ وخرج في موجة من التعليقات السلبية المعادية للسامية التي تسببت في هجوم عالمي عليه أدى إلى إيقافه مؤقتا عن العمل. وتستمر هذه التحديات مع مشاكل التاكسي ذاتي القيادة الذي أطلقه ماسك في مدينة أوستن بشكل اختباري محدود، ورغم هذا التقطت عدسات سكان المدينة هذه المركبات تسير بسرعة مهولة في مناطق سكنية وتتوقف في أماكن متعددة بشكل يهدد سلامة الركاب والمارة على حد سواء. حتى أن "سبيس إكس" تواجه المتاعب أيضا، إذ انفجر صاروخ اختباري أطلقته الشركة في 19 يونيو/حزيران الماضي بشكل مفاجئ وفق ما جاء في تقرير "سي إن إن ساينس" (CNN Science) الذي أشار إلى أن أحلام ماسك لغزو المريخ تبدو أبعد مما سبق. ورغم كل هذه التحديات، يظل ماسك حاليا أثرى رجل في العالم مع ثروة تصل إلى 404 مليارات دولار وفق تقرير "فوربس" الأحدث عن ثروته، وهذا يطرح سؤال محوريا: هل تهتز هذه الإمبراطورية بسبب مغامراته السياسية؟.


سواليف احمد الزعبي
منذ 8 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
إيلون ماسك يعلن تأسيس 'حزب أميركا' ويخوض انتخابات 2026
#سواليف 'أُعلن تأسيس #حزب_أميركا لاستعادة حريتكم، وسنخوض #انتخابات_التجديد_النصفي لعام 2026'. بهذه العبارة انضمّ الملياردير الأميركي #إيلون_ماسك إلى سلسلة طويلة من عمالقة الأعمال والسياسة الذين تطلّعوا ولا يزالون يتطلّعون إلى كسر نظام الحزبين الذي هيمن على #السياسة_الأميركية منذ بداياتها تقريبًا. وعلى الرغم من أنّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسيطران على السلطة السياسية منذ الحرب الأهلية (1861–1865)، فإنّهما أعادا تشكيل نفسيهما مرارًا، لا سيما عند مواجهة خطر خسارة الناخبين لصالح أحزاب ثالثة. وقد يبدو اسم 'حزب أميركا'، الذي اختاره ماسك، باهتًا مقارنة ببعض الأحزاب الثالثة الأكثر شهرة في التاريخ الأميركي، والتي وإن كانت لم تفز بالبيت الأبيض أو تحقّق الأغلبية في الكونغرس، فقد تركت بصمات واضحة على الحياة السياسية. مَن هم أبرز الأحزاب الثالثة؟ كانت الأحزاب السياسية الناشئة سمة شبه دائمة في الحياة السياسية الأميركية. ورغم أنّ بعضها كان مؤثرًا، فإنّ معظمها لم يدم طويلًا. من أبرز هذه الأحزاب: 1- 'الحزب المناهض للماسونية' (Anti-Masonic Party) يُعدّ حزب 'مناهضة الماسونية' أول حزب ثالث في الولايات المتحدة. ووفقًا لموقع 'هيستوري'، ظهر الحزب عام 1828 كحركة احتجاج على اختفاء ويليام مورغان، الماسوني السابق الذي هدد بكشف أسرار الجماعة، ما أثار شكوكًا واسعة النطاق بشأن الماسونية التي اعتقد كثيرون أنها تُسيطر سرًا على الحكومة. تحوّلت الحركة لاحقًا إلى حزب مناهض للنخبة، وكان أول حزب يعقد مؤتمرًا لترشيح رئيس ويتبنّى برنامجًا سياسيًا، ما أسّس لمفاهيم ديمقراطية جديدة عام 1830. حقق الحزب بعض الزخم، لا سيما في نيويورك وعدد من ولايات الشمال الشرقي، وبلغ ذروته في انتخابات عام 1832 بحصوله على 25 مقعدًا في مجلس النواب. وفي تلك الانتخابات، فاز مرشحه الرئاسي ويليام ويرت بولاية فيرمونت، ليصبح أول مرشح من حزب ثالث يحصل على أصوات من المجمع الانتخابي (7 أصوات)، لكنّها لم تؤثر في فوز أندرو جاكسون على هنري كلاي. مع تراجع الحماسة لقضية مورغان وظهور قضايا سياسية جديدة، تقلّصت شعبية الحزب، وانضمّ كثير من أعضائه لاحقًا إلى حزب اليمين (Whig Party). 2- حزب الأرض الحرة (Free Soil Party) تأسس 'حزب الأرض الحرة' خلال الانتخابات الرئاسية لعام 1848 في أعقاب الحرب المكسيكية الأميركية، وركّز على قضية واحدة هي معارضة توسّع العبودية إلى الغرب الأميركي. دعا الحزب إلى حظر العبودية في الأراضي الجديدة، من دون المطالبة بإلغائها في الولايات التي كانت قائمة فيها. وبحسب موقع ' اتخذ الحزب شعار: 'أرض حرة، حرية تعبير، عمل حر، ورجال أحرار'، وعارض العبودية لأسباب اقتصادية لا أخلاقية، إذ رأى أن توسعها سيهدد وظائف العمال البيض في الشمال. فاز الحزب بعدد محدود من مقاعد مجلس النواب بين عامي 1848 و1854، وكان الرئيس السابق مارتن فان بورين مرشحه الرئاسي عام 1848، لكنّه لم يحصل على أي أصوات انتخابية. عام 1854، انحلّ الحزب إثر تمرير قانون كانساس–نبراسكا، الذي أعاد الصراع حول العبودية إلى الواجهة. وانضمّ معظم أنصاره إلى الحزب الجمهوري. 3- حزب 'لا أدري' (Know-Nothings) انبثق هذا الحزب من حركة قومية سرية مناهضة للكاثوليكية والهجرة، وخصوصًا هجرة الكاثوليك. كان يُطلب من أعضائه إنكار معرفتهم به عند الاستجواب، ومن هنا جاء اسمه: لا أدري. ووفقًا لمؤسسة 'سميثسونيان'، قامت أيديولوجية الحزب على النزعة القومية البيضاء، والاعتقاد بأنّ الأميركيين المولودين في البلاد متفوقون على المهاجرين الذين يشكّلون تهديدًا للقيم والثقافة الأميركية. فاز مرشحه ميلارد فيلمور، وهو رئيس سابق عن حزب اليمين، بولاية ماريلاند وأصواتها الثمانية عام 1856. شهد الحزب ذروة تأثيره في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، وانتُخب له حكام ونواب، لكنه سرعان ما تلاشى مع تصاعد قضية العبودية وصعود الجمهوريين. 4- الحزب الشعبوي (Populists) ظهر الحزب الشعبوي في أواخر القرن التاسع عشر مدفوعًا بالأزمة الزراعية، ودعا إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية عميقة. عرف رسميًا باسم 'حزب الشعب'، وطالب بتأميم السكك الحديدية، وفرض ضريبة دخل تصاعدية، وانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ مباشرةً. ودعا إلى سكّ الفضة بحرية بدلًا من الالتزام بقاعدة الذهب. ووفقًا لمؤسسة 'TeachingAmericanHistory'، انهار الحزب بعد تحالفه مع الديمقراطي ويليام جينينغز بريان في انتخابات 1896. لاحقًا، انضم 'حزب الشعب' إلى الحزب الديمقراطي، فيما واصلت فصائل محدودة منه نشاطها حتى العقد الأول من القرن العشرين دون أن تستعيد زخمها السابق. ساهمت الضائقة الزراعية في ظهور الحزب الشعبوي ساهمت الضائقة الزراعية في ظهور حزب الشعبوية- اسوشييتد برس 5- الحزب التقدمي (Progressive Party) تأسّس عام 1912 لدعم عودة تيدي روزفلت إلى البيت الأبيض بعد خسارته ترشيح الجمهوريين لصالح ويليام هوارد تافت. وكان يُعرف أيضًا بـ'حزب بول موس'. بحسب المكتبة العامة الرقمية الأميركية، تبنّى الحزب أجندة إصلاحية متقدمة، واستقطب كبار الإصلاحيين على المستوى الوطني. كما ارتبط أيديولوجيًا ارتباطًا وثيقًا بالتقاليد الليبرالية الراديكالية الأميركية. شملت الإصلاحات التي نادى بها، دعم حق المرأة في التصويت، وتقليص ساعات العمل، ومكافحة الاحتكارات. لاحقًا، تبنّى الحزبان الرئيسيان عددًا كبيرًا من هذه الإصلاحات. لكن الحزب التقدمي سرعان ما تراجع بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، واختفى تمامًا بحلول عام 1920. 6- حزب 'ديكسيكراتس' (Dixiecrats) كان حزب 'ديكسيكراتس' والذي يُشار إليه أيضًا باسم 'حزب الديمقراطيين الجنوبيين'، حزبًا سياسيًا قصير الأمد مؤيدًا للفصل العنصري وحقوق الولايات، وفقًا لموقع ' وكان ينشط بشكل أساسي في الجنوب، وهو ما يُفسّر اسمه 'ديكسيكراتس'، وهي كلمة مركبة من 'ديكسي' (أي جنوب الولايات المتحدة)، و'ديموكرات' (أي ديمقراطي). نشأ هذا الحزب نتيجة انقسام إقليمي جنوبي معارض للحزب الديمقراطي الوطني، بعد أن أمر الرئيس هاري إس. ترومان زعيم الحزب الديمقراطي، بدمج الجيش عام 1948 واتخاذ إجراءات أخرى لمعالجة الحقوق المدنية للأميركيين من أصل أفريقي، بما في ذلك أول مقترح رئاسي لحقوق مدنية وتصويتية شاملة. خاض الحزب انتخابات واحدة فقط عام 1948، رشّح فيها حاكم كارولينا الجنوبية ستروم ثورموند، الذي فاز بأربع ولايات جنوبية. انضمّ قادة الحزب لاحقًا إلى الحزب الديمقراطي، لكنّ ثورموند انتقل إلى الحزب الجمهوري عام 1964. 7- حزب الإصلاح (Reform Party) أسّسه الملياردير روس بيرو عام 1995 بعد أن حصل على 18.9% من الأصوات الشعبية في انتخابات 1992 كمرشح مستقل، ما شجّعه على إطلاق حزب وسطي بديل. وبحسب موقعه الرسمي، يسعى الحزب إلى تجاوز الجمود السياسي في واشنطن، وبناء بنية سياسية تنافس الحزبين من دون خضوع للمصالح الخاصة والسلوك الأناني الذي أفسد الحكومة الأميركية. عام 1996، حصل بيرو كمرشح الحزب على 8.4% من الأصوات الشعبية في الانتخابات الرئاسية، لكنّه لم يحصد أي صوت انتخابي. ومنذ ذلك الحين، لم يحقق أي حزب ثالث أو مرشح مستقل نسبة أعلى في التصويت الشعبي. ومع إعلان إيلون ماسك عن تأسيس 'حزب أميركا'، تُضاف محاولة جديدة إلى سلسلة طويلة من الأحزاب الثالثة التي طمحت إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية في الولايات المتحدة، لكنّ التجربة التاريخية تُظهر أن اختراق نظام الحزبين ظلّ مهمةً شبه مستحيلة، حتى لأقوى المرشحين وأكثرهم نفوذًا وشعبية.


الوكيل
منذ 3 أيام
- الوكيل
تقرير عالمي يفجر التوقعات.. إلى أين يتجه الذهب؟
الوكيل الإخباري- توقّع محللون في مجلس الذهب العالمي (WGC) أن تستفيد أسعار الذهب من ارتفاع عجز الموازنة الأميركية وتزايد عدم الاستقرار المالي، حتى في حال عدم وقوع أزمة وشيكة على المدى القريب. اضافة اعلان وأشار المحللون في تقرير نُشر مؤخرا إلى أنه "مع تمرير القانون الكبير والجميل، فإن الولايات المتحدة تواجه دينًا إضافيًا بقيمة 3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ورفعًا لسقف الدين بمقدار 5 تريليونات دولار، ما لم تنجح إدارة ترامب في تحقيق توقعاتها الطموحة للنمو الاقتصادي". وأضافوا: "ومع إطلاق إيلون ماسك لحزب «أميركا» الجديد وتصاعد التوتر السياسي، فإن المخاطر المالية والسياسية تتراكم بوتيرة متسارعة". إعادة توجيه عالمي لرؤوس الأموال ووفقًا للتقرير، فإن هذه الشكوك دفعت إلى إعادة توزيع عالمية لرأس المال، حيث أدت ضعف قيمة الدولار الأميركي إلى دفع أسعار الذهب وعوائد سندات الخزانة الأميركية نحو الارتفاع. وأضاف المحللون: "مع تصاعد الضغوط المالية، من المرجح أن يستمر التقلب في سوق السندات، مما سيدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن". وأوضح مجلس الذهب العالمي قائمة مفصلة بتأثيرات هذا المشهد المالي الجديد على سوق الذهب. وذكر أن أولى هذه اللحظات كانت ما سُمي بـ"يوم التحرير"، حين أثار إعلان ترامب الأول عن الرسوم الجمركية موجة بيع غير مسبوقة في سندات الخزانة الأميركية. "السوق بالكاد تعافى من تلك الاضطرابات، والآن عليه أن يواجه تبعات قانون ترامب الجديد، الذي تتوقعه مكتب الميزانية في الكونغرس أن يضيف 3.4 تريليون دولار إلى الدين الوطني البالغ حاليًا 36.2 تريليون دولار". الذهب كملاذ في ظل اضطراب توزيع الأصول وقال المحللون إن المستثمرين يراقبون عن كثب ما إذا كانت حزمة الإنفاق الجديدة ستؤثر على استراتيجيات توزيع الأصول. وأضافوا: "مع انتشار حالة عدم اليقين، من المرجح أن يستمر الذهب في جذب المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في عالم تسوده التقلبات، حيث تضاف المخاطر المالية إلى القلق الاستثماري العام". ورغم أن ارتفاع أسعار الفائدة يُعد عادةً عاملًا سلبيًا لأسعار الذهب، إلا أن المحللين أكدوا أن "هذا الارتباط العكسي تم تجاوزه منذ عام 2022، حيث واصلت أسعار الذهب الارتفاع إلى جانب ارتفاع معدلات الفائدة الحقيقية التي تجاوزت حاليًا 2%، مدعومةً برغبة المستثمرين في التحوط من المخاطر المتزايدة وبعمليات الشراء المتسارعة من قبل البنوك المركزية". البنوك المركزية تدفع بالطلب على الذهب وأشار التقرير إلى أن زيادة مشتريات البنوك المركزية، خصوصًا في الأسواق الناشئة، تمثل أحد أبرز العوامل الداعمة لقوة الذهب. وأوضح المحللون: "تشمل أسباب هذا التوجه نحو زيادة الاحتياطات الذهبية التنويع، والمخاطر الجيوسياسية، والأداء التاريخي للذهب في فترات الأزمات". كما أضافوا أن ثقة المستهلكين وخطط الاستثمار التجاري قد تأثرت مؤخرًا بحالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، مما أدى إلى خروج رؤوس الأموال من الولايات المتحدة، حيث يبحث المستثمرون الدوليون عن بدائل أكثر أمانًا من سندات الخزانة الأميركية. نتيجة لذلك، شهد السوق ضعفًا في الدولار الأميركي، وارتفاعًا في أسعار الذهب، واتساعًا في الفارق بين عوائد السندات الأميركية ونظيراتها من الدول الأخرى عالية التصنيف مثل ألمانيا. دلائل على هشاشة التمويل الأميركي أكد المحللون أن المخاوف المالية تمثل أحد العوامل الداعمة لسوق الذهب. وأشاروا إلى أن الفارق بين عوائد السندات الحكومية الأميركية وأسعار عقود المبادلة ذات المعدلات الثابتة ارتفع بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس ضعف قدرة السوق على استيعاب الإصدارات الجديدة من السندات أو مبيعاتها من قبل حامليها الحاليين. هذا بدوره يزيد من الضغط على عوائد السندات ويؤدي إلى ارتفاع الفوارق المرتبطة بها. وأضافوا: "تحليلنا يشير إلى أن هذا الفرق المرتبط بالقلق المالي الأميركي له تأثير إحصائي كبير على تحركات أسعار الذهب". وبمعنى أوضح، "عندما تزداد المخاوف بشأن الاستدامة المالية أو العجز الأميركي، يميل المستثمرون إلى التوجه نحو الذهب كخيار أكثر أمانًا، مما يرفع من سعره". الولايات المتحدة في وضع مالي هش وأشار مجلس الذهب العالمي إلى أن الولايات المتحدة أصبحت في موقف مالي حرج. "من المرجح أن يظل سوق الذهب مدعومًا بالمخاوف المالية الأميركية، حيث سيبقى سوق السندات حساسًا للغاية تجاه قدرة الولايات المتحدة على الوفاء بالتزاماتها المالية". وأوضح أن عقودين من السياسات المالية التوسعية، إلى جانب التغيرات في هيكل الطلب، قد أدت إلى تفاقم هذا الوضع، وقد يزيد تمرير القانون الكبير والجميل من خطورته. كما أشار التقرير إلى أن الطلب على سندات الخزانة من قبل الاحتياطي الفيدرالي والحكومات الأجنبية – أي المشترين غير الحساسين للعائد – بدأ في التراجع. وفي المقابل، أصبح المستثمرون الأجانب من القطاع الخاص هم أكبر حاملي هذه السندات، وهم أكثر حساسية للأسعار نظرًا لأنهم يقارنون العوائد عبر أسواق متعددة. أزمة مالية شاملة ليست وشيكة... ولكن رغم كل هذه المؤشرات، فإن مجلس الذهب العالمي لا يتوقع أزمة مالية أميركية شاملة في الأمد القريب، موضحًا أن "مثل هذه الأزمة تتطلب محفزًا مباشرًا – كأن يؤدي خطأ في إدارة سقف الدين إلى تخلف تقني عن السداد – لتسريع الاتجاهات المزعزعة للاستقرار على المدى الطويل". ومع ذلك، يرى المحللون أن السيناريو الأرجح هو سلسلة من الأزمات الصغيرة المتكررة نتيجة تصادم الأهداف السياسية مع توقعات الأسواق. وأضافوا: "عندما يشعر المستثمرون أن القادة يفقدون التزامهم بالانضباط المالي على المدى الطويل، أو يسعون لفرض سياسات تضعف الوضع المالي، فإن الأسواق تميل إلى الرد بسرعة وعنف. لكن هذه الاستجابات عادة ما تكون قصيرة الأجل، حيث تتراجع الحكومة تحت ضغط الأسواق، وقد يتدخل البنك المركزي لمنع ارتفاع العوائد بسرعة". في ختام التقرير، شدد مجلس الذهب العالمي على أن البيئة المالية المضطربة والمخاطر الجيوسياسية تؤثر على أسعار الذهب، لكنها ليست العوامل الوحيدة. وقال المحللون: "القلق المالي كان ولا يزال له دور مهم. صحيح أن هناك قناعة واسعة بأن سوق السندات الأميركية سيبقى ملاذًا آمنًا دائمًا، لكن وقوع أزمة كبرى، رغم أنه احتمال ضعيف، ليس مستحيلًا". وأضافوا أن السيناريو المرجح يتمثل في سلسلة من الأزمات الصغيرة المتكررة، حيث تواجه الدول المثقلة بالديون – مثل الولايات المتحدة – قيودًا مفروضة من السوق على قدرتها على التوسع المالي. واختُتم التقرير بالتأكيد على أن هذه الشكوك والتقلبات الناتجة عنها ستظل تقدم دعمًا إضافيًا لسوق الذهب في المستقبل القريب.