logo
موسيقى الشهر... إصداراتٌ بالجُملة وشهيّة الفنانين مفتوحة على الألبومات

موسيقى الشهر... إصداراتٌ بالجُملة وشهيّة الفنانين مفتوحة على الألبومات

الشرق الأوسطمنذ 13 ساعات

افتُتح فصل الصيف بزحمة إصدارات موسيقية جديدة، تنوّعت ما بين أغانٍ منفردة وألبومات. وفي وقتٍ فضَّل فيه معظم الفنانين الحفاظ على استراتيجية إصدار «السينغل»، تجرأ عددٌ منهم على خوض مغامرة الألبوم أو الميني ألبوم، والتي كانت قد فقدت وهجها خلال السنوات الأخيرة.
حمل ألبوم نجوى كرم الجديد عنوان «حالة طوارئ»، وهو يأتي بعد سنتَين على ألبومها السابق «كاريزما». ضمّت المجموعة الجديدة 9 أغنيات كان بعضها قد صدر خلال الأشهر القليلة الماضية. حمل الألبوم الهوية اللبنانية إذ التزمت كرم بلهجتها، مع استثناءٍ في أغنية «وينك حبيبي»، حيث اعتمدت اللهجة البيضاء في نصٍ من تأليف الشاعر طلال حيدر ووضع لحنه الموسيقار د. طلال.
أما في باقي أغاني الألبوم، فقد تعاونت الفنانة اللبنانية مع مجموعة من الملحنين والشعراء، من بينهم نزار فرنسيس، وعماد شمس الدين، وإيفان نصوح. وأُرفقت جميع أغنيات الألبوم بفيديو كليبات تولّى إخراجها بيار خضرا.
من جانبها قدّمت الفنانة نوال الكويتية «ميني ألبوم» بعنوان «أنا والصيف» ضمّ 3 أغنيات، هي «وسط جدة»، «ما أجملك»، و«ما هو وقتك». في الأغنية الأولى، وهي من النوع العاطفي، تعاونت نوال مع الشاعر عبد الله الملحم كلاماً ومع زوجها الفنان مشعل العروج تلحيناً. الأغنية الثانية حملت كذلك بصمة العروج، بينما ألّف الكلام بدر بورسلي. أما «ما هو وقتك» فمن تأليف سعود النايف وألحان فيصل المحمد.
بعد غياب 6 سنوات عن إصدار الألبومات، أطلّ ملحم زين في عمل بعنوان 22 ضمّ 7 أغنيات جديدة. ويأتي الألبوم احتفاءً بـ22 سنة انقضت على دخول زين عالم الفن، بعد أن تألّق في برنامج «سوبر ستار» عام 2003 والذي شهد على انطلاقته.
تنوّعت الأمزجة في الألبوم ما بين أغانٍ راقصة، وأخرى رومانسية كلاسيكية، مع مرور على الأغنية الفلكلورية. وكلّها توحّدت حول اللهجة اللبنانية، باستثناء «كف عني» التي اعتمدت اللهجة البيضاء، وهي من كتابة الأمير بدر بن محمد وألحان إيفان نصوح. كما تعاون زين مع مروان خوري، ورامي شلهوب، وجمال ياسين، وعامر لاوند.
أما مفاجأة الألبومات، ورغم أن محتواه ليس جديداً بل صدر قبل أشهر، فهو ألبوم شيرين عبد الوهاب «بتمنى انساك» الذي بات متوفراً على منصات البث. صار الاستماع إلى الأغاني الـ8 متاحاً بعد فترة من الحظر، وهي تتنوّع ما بين الرومانسي الحزين والإيقاعي الراقص. وتزامنَت إعادة إطلاق الألبوم مع حفلٍ أحيته الفنانة المصرية على مسرح موازين في المغرب بعد غيابٍ طويل عن اللقاءات المباشرة مع الجمهور.
وعلى روزنامة شيرين العائدة بقوة إلى الساحة، هناك «دويتو» سيجمعها بالفنان فضل شاكر وضعت اللمسات الأخيرة عليه وهو بعنوان «حدّوتة»، من كلمات وألحان جمانة جمال.
تنشغل أصالة حالياً بوضع اللمسات الأخيرة على ألبومها «ضريبة البعد» المرتقب صدوره خلال أسابيع. وفي لمحةٍ عمّا ينتظر الجمهور، أطلقت الفنانة السورية أولى أغاني الألبوم بعنوان «كلام فارغ». باللهجة المصرية غنّت أصالة كلمات الشاعرة منّة القيعي التي وضع لحنها الفنان تامر عاشور. ومن المتوقّع أن يضم الألبوم 10 أغنيات طربية وعاطفية، تعاونت فيها أصالة مع مجموعة من الشعراء والملحّنين العرب.
بعد غياب طويل عن الإصدارات الموسيقية، يستعدّ الفنان المصري محمد منير كذلك لطرح ألبوم جديد هذا الصيف. وكانت أولى طلائع الألبوم أغنية «ملامحنا» التي كتبتها هالة الزيات ولحّنها أحمد زعيم. تحمل الأغنية معاني إنسانية أبعد من الكلام العاطفي، ويضفي إليها عمقاً أداءُ منير المليء بالشجن.
يستعدّ الفنان اللبناني وائل كفوري كذلك لإطلاق ألبوم، وهو كشف عن أولى أغانيه التي حملت عنوان «بدي غيّر فيكي العالم». الأغنية الرومانسية من كلمات إميل فهد وألحان جهاد حدشيتي، أما الإخراج فلشريف ترحيني.
بالانتقال إلى الأغاني المنفردة، وفي إصدارها الثاني لهذه السنة، أطلقت ماجدة الرومي أغنية جديدة بعنوان «بلا ولا أي كلام». تعاونت ماجدة الرومي تلحيناً مع يحيى الحسن بينما كتبت كلمات الأغنية بنفسها، وقد تولّى إخراج الفيديو كليب رامي أبو منصف وسط الطبيعة اللبنانية التي تتلاقى ورومانسية الأغنية. وتستعدّ الفنانة اللبنانية لملاقاة جمهورها في بيروت في 8 يوليو (تموز)، ضمن حفل بعنوان «بيروت ست الدنيا».
A post shared by Majida El Roumi (@majidaelroumi)
في نشاط لافت هذا الشهر، أصدر الفنان السعودي راشد الماجد أغنيتَين بفارق أسبوعين بينهما. في الأغنية الأولى «أنا استسلمت» تعاون الماجد مع فيصل الشعلان كلاماً وعبد المنعم العامري لحناً. أما الأغنية الثانية فحملت عنوان «يا حرام» وكتبها حامد الغرباوي ولحّنها وليد الشامي.
في إطار استعداداتها لإطلاق ألبوم جديد، أصدرت نوال الزغبي ثاني أغاني الألبوم بعنوان «ماضي وفات»، بعد أن كانت قد أصدرت «يا مشاعر» الشهر الماضي. في الأغنية الجديدة وهي باللهجة المصرية، تعاونت الفنانة اللبنانية مع الشاعر أحد حسن راوول والملحّن أحمد زعيم. أما الفيديو كليب الذي ظهرت فيه الزغبي بإطلالة جريئة، فقد تولّى إخراجه رامي نبها.
عودة صيفيّة لناصيف زيتون مع أغنية «حلوة» أرفقها بفيديو كليب حمل الكثير من خفة الظل بقصته اللطيفة وبأداء مميز لزيتون والممثلة جينا أبو زيد. الأغنية من كتابة وتلحين صلاح بلّول أما إخراج الفيديو كليب فلسمير سرياني.
من بين الأصوات العائدة هذا الصيف كذلك، يارا التي اختارت «غلط كتير» عنواناً للعودة. في أغنية لبنانية هادئة تُبرز رومانسية صوتها، أطلّت يارا في إطار يذكّر بأسلوبها الذي اعتاده جمهورها وأحبه. كتب الأغنية جيلبير أبي ناصيف ولحّنها ريان برجي. أما على صعيد الحفلات، فقد أحيت يارا حفل عيد الأضحى في أربيل في كردستان.
في «ديو» مختلف عن السائد، قدّمت هيفاء وهبي وبوسي أغنية فيلم «أحمد وأحمد»، وهي من كلمات منة القيعي وألحان أحمد طارق يحيى. حملت الأغنية الطابع الشعبي الملائم لأجواء الفيلم، وهو من بطولة أحمد السقّا وأحمد فهمي وغادة عبد الرازق.
إلى ذلك تستعدّ الفنانة اللبنانية لمجموعة من الحفلات الصيفية، من بينها حفل في عمّان الشهر المقبل. وتجدّد هيفاء وهبي الموعد مع الجمهور في بيروت خلال شهر أغسطس (آب) ضمن حفل يجمعها بالفنان المصري محمد رمضان.
ومن بين إصدارات الشهر أغنية جديدة للفنان السعودي عايض بعنوان «عيش يومك»، وهي من كتابة محمد الخاجة وألحان جهر. كذلك قدّم الفنان اللبناني جوزيف عطية عملاً جديداً حمل الطابع الرومانسي وهو من كلمات محمد حيدر وألحان حسام صعبي.
أما العائد بعد صمتٍ غنائي طويل، فكان الفنان المصري حسام حبيب الذي أصدر «سيبتك» من كلمات أحمد معتز وألحان تامر علي. وقد أثارت كلمات الأغنية فضول الجمهور، إذ رجّح كثيرون أنها موجّهة إلى طليقة حبيب الفنانة شيرين عبد الوهاب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من التيشيرت إلى F.P. Journe: مارك زوكربيرغ يدخل نادي الصفوة بهدوء
من التيشيرت إلى F.P. Journe: مارك زوكربيرغ يدخل نادي الصفوة بهدوء

الرجل

timeمنذ 3 ساعات

  • الرجل

من التيشيرت إلى F.P. Journe: مارك زوكربيرغ يدخل نادي الصفوة بهدوء

في ظهور عابر تحوّل إلى حدث بارز في عالم الساعات الفاخرة، خطف مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg الأنظار، عندما ظهر مرتديًا ساعة نادرة من توقيع صانع الساعات المستقل الشهير إف. بي. جورنيه F.P. Journe، وتحديدًا إصدار Chronomètre Bleu Byblos، الذي لا يتجاوز عدد نسخه 99 ساعة فقط. الساعة التي اختارها مؤسس Meta خلال مشاركته في بودكاست "This Past Weekend" ، صُمّمت عام 2014 احتفالًا بافتتاح البوتيك العاشر للدار في بيروت، وتتميّز بأنها من الإصدارات "الهادئة بصريًا"، لكنها تنطق بمعرفة دقيقة بعالم الساعات، بحسب خبراء الصناعة. اقرأ أيضًا: ساعة نادرة على معصم ترينت في أول ظهور له مع ريال مدريد ووفقًا لدار المزادات سوثبيز Sotheby's، فإن نسخة مماثلة من هذه الساعة بيعت في مزاد خلال أبريل مقابل 254 ألف دولار، بينما كان سعرها الأصلي عند الإطلاق أقل من 25 ألف دولار. لم يكن زوكربيرغ يومًا أيقونة أزياء في سنواته الأولى، بل اشتهر بارتداء السويت شيرت الرمادي وقمصان التيشيرت البسيطة، ولكنه بدأ مؤخرًا يتحول تدريجيًا إلى أسلوب أكثر عناية وتعبيرًا عن الذوق الخاص، وارتداء نظارات ذكية من Ray-Ban مدعومة بتقنيات Meta AI، والاهتمام أكثر بالساعات الفاخرة. تفضيل متعقّل للفخامة رغم امتلاكه لساعات أخرى من F.P. Journe، ومنها ما يشبه إصدارات مجموعة Souveraine التي ارتداها في مؤتمر Meta Connect 2024، فإن اختياره لـ Chronomètre Bleu Byblos يُعدّ تعبيرًا عن تفضيله لساعة "أكثر هدوءًا"، كما وصفها خبراء مثل جوشوا غانجي الرئيس التنفيذي لشركة European Watch Company، والذي أشار إلى أن هذه القطعة "تجسّد الحرفية الاستثنائية من دون ضجيج بصري أو شعارات متكلفة". وبحسب يوجين توتونيكوف، الرئيس التنفيذي لشركة SwissWatchExpo، فإن الساعة "لا تصرخ أنا فاخرة، لكنها تقول بهدوء: أنا أعرف ما أرتديه". وهذا ما يُفسّر تزايد اهتمام هواة الساعات باختيارات زوكربيرغ الأخيرة، لا سيما بعد ظهوره العام الماضي وهو يُبدي إعجابه بإحدى ساعات Richard Mille التي ارتداها أنانت أمباني Anant Ambani، وريث شركة Reliance Industries.

«بالسابع»: الرحم مرآة للعالم الخارجي وتاريخ مُبكر للأذى
«بالسابع»: الرحم مرآة للعالم الخارجي وتاريخ مُبكر للأذى

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

«بالسابع»: الرحم مرآة للعالم الخارجي وتاريخ مُبكر للأذى

في مسرحية «بالسابع»، يخرج الجنين من صمته ليحكي. يُمنَح صوتاً، فيعترض ويُدين ويشهد. إنّه ذاك الكائن الغامض، المُعلَّق بين احتمالَي الحياة والعدم؛ الضئيل حدّ التلاشي، والمُحمَّل منذ اللحظة الأولى بإرثٍ نفسي لا يد له فيه. في هذا العمل الذي كتبه وأدّاه اللبناني جو الخوري، تتحوّل الرحم إلى خشبة مسرح، والجنين إلى بطل تراجيدي يرى كلّ شيء ولا يراه أحد. على خشبة «المونو» البيروتية، قدَّم الخوري عرضه لـ4 ليالٍ، على أن يعود إلى المسرح في 7 و8 يوليو (تموز) المقبل. بدا العرض انغماساً في طبقات الوعي الأولى. مشهدية بانورامية تبدأ من نقطة التكوين، وتُمعِن في الاقتراب عبر عدسة «زوم إنْ» إلى ذلك الكيان النابض في الظلمة. هناك، حيث لا ضوء سوى نبض الأم، تتكشَّف تفاصيل الألم. الجنين بطل تراجيدي يرى كلّ شيء ولا يراه أحد (مسرح المونو) الجنين في «بالسابع» ليس بريئاً تماماً. إنّه ضحية... يُدرك ما لا يُدركه كثيرون. يستشعر الخوف من تقلُّبات مزاج الأم، من عنف الأب، من صراخ الوجود، من اختيارات لم يُستَشر فيها، ومصائر كُتبت له قبل أن يُكتب له اسمه. فالمسرحية تقول إنّ الحياة تبدأ قبل الحياة. وإنّ الضرر لا يحتاج إلى ولادة كي يتسرَّب إلى النفس، وإنما يكفي أن تُنبتك الصدفة في أحشاء مضطربة. الخيط السردي الذي يربط الداخل بالعالم الخارجي، شبيه بحبل السرّة: مرئيّ، لكنه هشّ... متين بما يكفي ليُغذّي، وضعيف بما يكفي ليخنق. الخيط هذا هو ما يشدّ العرض نحو اتّساقه ويمنعه من الانهيار أو التراخي. فمن رحم الأم، نرى الأم ذاتها تتبدَّل بين مشهد وآخر: في البدء خفيفة الظلّ، وفي الختام متآكلة ببطء. بين ضحكتها الأولى وارتباكها الأخير، تنعكس ارتجاجات العالم الخارجي على الكائن المُنغلق في داخله. إخراج ميراي بانوسيان البديع يخلق توازياً بين الصورة والصوت (مسرح المونو) في 50 دقيقة، يحكي العرض عن اشتباك عنيف بين الحلم والواقع، بين ما نريده وما يُفرَض علينا، وما يُدفَع من أثمانٍ بين الاثنين. فالعقدة النفسية لا تولد من حدث، وإنما من تراكم خفيّ لزلزال داخلي لا يراه أحد. «بالسابع» يُلخِّص مقولة «الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون». حتى قبل أن ينبت لهم ضرس. أما الطبقة الثانية من العمل، فتتكشَّف من خلال إدخال قضية العنف الأسري. الجنين يتجاوز كونه مرآةً لهرمونات أمّ وذكورة أب، ليتراءى شاهداً على عنفٍ ممتدّ، على تدخّلات لا ترحم، على اختيارات تُسلَب منه وهو لم ينبض بعد. تتنازع حياته قوى متصارعة، تتشاجر على جنسه واسمه ومستقبله وهو بالكاد ينبض. يخرج الجنين من صمته ويُمنَح صوتاً (مسرح المونو) هنا، تبرز الأم بوصفها الحاضرة الغائبة؛ البطلة المكلومة. لا نراها، لكننا نسمعها. صوتها يتسرَّب من الظلال، ليحكي عن الحِمْل الثقيل الذي تضعه الأعراف على أكتاف النساء. البطولة ليست في ولادة الجنين وحدها. هي في احتمال فكرة الولادة ذاتها؛ منذ اللحظة الأولى التي تبدأ فيها المرأة التفاوض مع جسدها والعالم. فالضغط الاجتماعي يبدأ قبل أن يُعقَد القران، قبل أن تُنطَق كلمة «نعم». منذ أن تُزرَع في الذاكرة صورة عن «امرأة صالحة» و«أمّ مثالية» و«زوجة كاملة»، تبدأ معركة الإنهاك. العلاقة بالرجل ليست مسألة خاصة، وإنما ميدان تُراقَب فيه المرأة وتُحاسب عليه بصمت. وهكذا، تكون الرحم فضاء تتراكم فيه كل هذه الأثقال، ومنه يبدأ الجنين تلقُّف التصدّعات. السينوغرافيا رفعت التجربة إلى مرتبة بصرية مؤثّرة. الضوء والظلّ يتداخلان، مثل امتداد للروح. إخراج ميراي بانوسيان البديع يخلق توازياً بين الصورة والصوت، فيتماهى السرد مع الخشبة، ويغدو العرض كائناً واحداً لا يعرف الانفصال. الجنين بطل تراجيدي يرى كلّ شيء ولا يراه أحد (مسرح المونو) جو الخوري على الخشبة كأنه يسبح في مائه. يتحرّك بحرّية، يُطعّم الأداء بمرارة ساخرة، لكنه في الوقت عينه يحتاج إلى مزيد من الغوص في أدواته التمثيلية. أن يكون النصّ صلباً والسينوغرافيا مُساندة، لا يُعفيان الممثل من مسؤولية التقمُّص الكامل. فلا يزال الخوري أحياناً يُشبه نفسه أكثر مما يُشبه شخصياته. الجنين في «بالسابع» ضحية... يُدرك ما لا يُدركه كثيرون (مسرح المونو) المخاض ذروة المسرحية؛ لا الولادة. ذاك العبور الجلجلي، حيث الألم يولِّد الإدراك، وتكون الصرخة الأولى صدى لمصالحة مستحيلة بين الموت والبدء. يولد الإنسان نتيجة صراع وجودي، وما إن يمدّ الجنين يده إلى موته الأول، حتى يُفتح له باب الحياة. وهكذا، مَن يولد لا يُمنَح فقط حقّ الوجود، وإنما يُجبَر على حَمْله، فلا تعود الولادة خلاصاً، بل بداية تورُّط.

«لولو وبلو» لرزان جمّال: المختلفون يعثرون على ما يجمعهم
«لولو وبلو» لرزان جمّال: المختلفون يعثرون على ما يجمعهم

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

«لولو وبلو» لرزان جمّال: المختلفون يعثرون على ما يجمعهم

تكتب الممثلة اللبنانية رزان جمّال حكاية عن الصداقة وسط عالم يميل إلى فرض التماثُل ويضيق أحياناً بمَن لا يشبهه. اعتادت الكتابة لفَهْم الحياة وإدراك الذات. «أكتب دائماً، وهذا الجانب لا يعرفه كثيرون عني»، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أكتبُ أغنيات، شعراً، أفلاماً قصيرة وحتى فيلماً طويلاً. أشعر بطاقة تدفعني إلى الخَلق، وجاء هذا الكتاب ليُعبّر عنها». أنجزت نصَّ «لولو وبلو» خلال فترة ابتعاد عن الهاتف وضجيج اليوميّات، في فسحة نقاهة تحوّلت إلى مساحة إلهام. كتبت القصة أولاً لنفسها، بلا تخطيط مسبق. ثم أرسلتها إلى صديق نصحها بتحويلها إلى كتاب للأطفال. لم تتردّد. «لمستني الفكرة، فقرّرتُ المباشرة بها»، تُتابع. حكاية عن الصداقة وسط عالم يميل إلى فرض التماثُل (غلاف الكتاب) ما بدأ مسوّدة خاصة، تحوّل لاحقاً إلى عمل مطبوع باللغة الإنجليزية، مزوّد برسوم ملوَّنة للرسّامة اللبنانية ساشا حداد، وقد نقلته إلى العربية كاتبة أدب الأطفال فاطمة شرف الدين. تطلَّعت رزان جمّال إلى «لولو وبلو» فلم تلمح به مشروعاً عابراً. منذ اكتماله وهي تدرك أنه تجربة تتطلَّب منها الصَّقْل بعناية. زارت سفاري لتُطابِق صحة معلوماتها عن الحيوانات، وراجعت كتابتها الإنجليزية في أكاديمية بلندن «لأتأكّد من أنّ اللغة متقَنة وتُلائم خيالات الطفولة»، كما تقول. ثم جاءت المكافأة الأجمل: رسائل من أطفال قرأوا القصة وتأثّروا بها، وأخبروها أنهم فهموا الحكاية وشعروا بقربها منهم. «كان يوماً سعيداً في حياتي»، تصف تفاعلهم ببساطة. أنجزت نصَّ «لولو وبلو» خلال فترة ابتعاد عن الهاتف وضجيج اليوميّات (رزان جمّال) تدور القصة حول «لولو»، لبؤة صغيرة تعيش في السافانا، لكنها لا تشبه جماعتها. لا تحبّ الصيد، ولا تشتهي اللحم، بل تُفضّل ملاحقة الفراشات وتأمُّل الغيوم. وفي مقابلها «بلو»، سمكة زرقاء صغيرة تعيش في بركة، خجولة، ولطيفة، ووحيدة. رغم أنَّ عالمَيْهما لا يتقاطعان، فإنّ لقاءهما يُثمر صداقة نادرة تنمو على أرض الفروقات. «اخترتُ شخصيات تُحاكي الطفولة»، تقول رزان، «(لولو) شجاعة ونارية، تبدو من الخارج كأنها تملك كلّ شيء. أما (بلو)، فهو حساس، ورقيق، ومتروك في عالمه. أردتُ القول إنه يمكن لعالمَيْن مختلفَيْن أن يلتقيا ويحافظا على ما يجمعهما. إنها القيم المشتركة؛ وهي ما أبحث عنه». هنا تكمن قوة القصة: فهي لا تُقدّم درساً مباشراً أو وعظاً سطحيّاً، وإنما تفتح للقراء من مختلف الأعمار نافذة على أسئلة عميقة. ما الذي يصنع الصداقة؟ هل الشبه؟ أم القبول غير المشروط؟ كيف نحافظ على ذواتنا من دون أن نخسر الآخر؟ وما معنى أن نجد جمالاً في مكان لا يُشبهنا؟ اعتادت الكتابة لفَهْم الحياة وإدراك الذات (رزان جمّال) بهذه الأسئلة، تمنح القصة الصغار حافزاً لتأمُّل العالم بعيون أكثر انفتاحاً، وتوقظ في الكبار إحساساً قديماً بأنَّ الاختلاف ليس عبئاً، فهو طريق لفَهْم الذات على نحو أصدق. والكتاب موجَّه للأطفال، لكنه لا يخصّهم وحدهم. بين سطوره، دعوة للكبار أيضاً كي يعيدوا النظر في تمثّلاتهم عن الاختلاف ويتأمّلوا علاقاتهم كما لو أنهم يقرأونها للمرة الأولى. «بإمكاننا إيجاد صداقات في أيّ مكان، مهما كان الاختلاف»، تؤكّد رزان جمّال، «وبإمكاننا إيجاد الجمال أيضاً في أماكن غير متوقَّعة». رسوم ملوَّنة للرسّامة اللبنانية ساشا حداد (رزان جمّال) «لولو وبلو» بهذا المعنى، تَعبُر من كونها قصة عن لبؤة وسمكة، إلى كونها محاكاة لكلّ مَن يكسر القالب المفروض عليه ويسعى إلى العيش على طريقته. ولمَن يحمل وحدته طوال الطريق ويرى فيها علامة تميُّز لا عار؛ ومَن يجد في الغريب مرآة تُضيء جوانب خفيّة من ذاته. وحين تظنّ «لولو» أنّ «بلو» قد اختفى، لا تنكسر فقط مثل مَن يفقد صديقاً، وإنما يحدُث «انكسارها» مثل مَن يكتشف أنّ العالم بلا الآخر أشبه بصحراء بائسة لا تُحتَمل. وعندما يعود «بلو»، وقد تغيَّر كلاهما، عندها يتأكدان أنّ أحداً منهما لم يفقد نفسه، وإنما الآن يقتربان أكثر مما كانا عليه في البداية. تمنح القصة الصغار حافزاً لتأمُّل العالم بعيون أكثر انفتاحاً (رزان جمّال) تشاء رزان جمّال أن تُقدّم «لولو وبلو» على أنها قصة عن النضج الداخلي؛ فالسمكة الصغيرة التي آمنت بأنّ صوتها يُسمع حتى في أعماق الماء، هي كلٌّ منا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store