بيان للرأي العام
بشأن واقعة قتل والدي رحمه الله، صدر اليوم حكم المحكمة الابتدائية الجزائية بمحافظة إب ، برئاسة القاضي محمد عديش، بإعدام القاتل عبد الواحد أحمد حمود العشاري رميًا بالرصاص حتى الموت. وهو حكم نثمِّن صدوره ونعدّه خطوة نحو إنصاف دمٍ مظلوم.
غير أن ما يؤسف له هو ما جرى بخصوص المتهم الثاني، حيث قضت المحكمة ببراءته، رغم توافر العديد من الأدلة والشهادات والقرائن التي لا لبس فيها، سواء في إفادات الشهود أو في سجل المكالمات والرسائل النصية، والتي تؤكد تورطه في التحريض على قتل والدي، وإخفاء أداة الجريمة، وتؤكد استلامه مبالغ مالية بالعملة السعودية من ابن القاتل.
لقد اعتمدت المحكمة في حكمها على تراجع أحد الشهود عن شهادته، رغم أن هذا الشاهد نفسه سبق أن تقدم بشكوى رسمية إلى النيابة، أكد فيها أنه يتعرض للتهديد بالسجن إن لم يتراجع عن شهادته، وجاء في شكواه: "إذا لم يتراجع فسوف يتم الزج به في السجن حتى يخضع"، وهو ما تم فعلاً؛ إذ سُجن في الاحتياطي بمديرية ذي السفال، في السجن الذي يديره شقيق المتهم الثاني، وتم اقتياده مكبلًا بالسلاسل إلى جلسة المحكمة، وهناك تراجع تحت الضغط عن شهادته الأصلية.
والأخطر من ذلك، ما سبق هذا التراجع، من قيام الجاني بتقديم ورقة في جلسة سابقة للمحكمة، قيل إن الشاهد نفسه قد أقرّ بها، بينما أوضح الشاهد أمام المحكمة، وفي ذات الجلسة، أنه أُجبر تحت الضغط والإكراه على الإبهام عليها دون أن يعلم بمحتواها.
ومع كل ذلك، تم تجاهل هذه الوقائع، كما تم التغاضي عن شهادات بقية الشهود التي أكدت بوضوح ضلوع المتهم الثاني في التحريض، وإخفاء سلاح الجريمة.
ثلاث شهادات أدلى أصحابها بسماعهم المتهم الثاني، ضابط الشرطة، وهو يحرض القاتل قبل واقعة القتل بقوله: "اخرج اقتله وأنا بخارجك". أحد هؤلاء الثلاثة تراجع عن شهادته تحت الضغط والسجن والإكراه، وتمت تبرئة الجاني لهذا السبب.
شهادات كثيرة ومتعددة تم تجاهلها في منطوق الحكم، منها شهادة أحد أفراد الأمن الشرفاء، قائد الطقم الذي كُلّف بالقبض على القاتل، والذي حضر إلى المحكمة وشهد بأنه تلقى أكثر من أربع مكالمات من المتهم الثاني، يطلب منه التوقف عندما كان في طريقه لتنفيذ أمر القبض، محاولًا عرقلة رجال الأمن عن أداء مهمتهم.
إنني أفهم تمامًا هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه، خاصة عندما يكون الخصم ضابطًا في الشرطة، ولكنني، ورغم كل هذا، سأظل متمسكًا بالعدالة، مؤمنًا بالشرع والقانون، وموقنًا بأن الله هو أحكم الحاكمين، وأن الحقوق لا تضيع مهما طال الزمن.
(ومن قُتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يُسرف في القتل إنه كان منصورًا)
صدق الله العظيم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 30 دقائق
- مصرس
المفتي الأسبق: يوضح عورة المرأة أمام زوج أختها
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يقول السائل: المفهوم لدينا أن زوج الأخت ليس من المحارم الذين ذكرهم الله في سورة النور، وقد أجازت سورة النور في القرآن الكريم أن تضع المرأة حجابها أمام عبدها، كما أجازت وضع الحجاب عند تحرير العبد أو مكاتبته، فهل يجوز بالنسبة لزوج الأخت أن تظهر عليه أخت زوجته دون حجاب طالما أن أختها -زوجته- على قيد الحياة بحكم حرمتها عليه، ثم تتحجب أمامه عند موت أختها باعتبار أنها أصبحت حِلًّا له؟ أجاب على ذلك فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، مفتي الجمهورية الأسبق، موضحا الرأي الشرعي في تلك المسألة. وقال المفتي الأسبق، لا يحلُّ للرجل أن يطَّلع من أخت زوجته على أكثر من الوجه والكفين، كما تحرم خلوته بها؛ لأن محرميتها عليه ليست مؤبدة، والمحرم على زوج الأخت هو الجمع بين المرأة وأختها؛ مستشهدًا في ذلك بقول الله-تعالى- في سورة النساء،" وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ".وأضاف الشيخ جاد الحق، في بيان فتواه عبر بوابة دار الإفتاء المصرية: أنه التحريم الجمع بين الأختين في الزواج لا لأصل الزواج؛ بحيث إنها تحل له إذا ما فارق أختها التي هي زوجته بموت أو طلاق.وأوضح المفتي الأسبق، من يباح إظهار الزينة أمامهم:استثنت الآية من حظر إبداء الزينة الخفية اثني عشر صنفًا من الناس، هم:1-بعولتهنَّ: أي أزواجهنَّ، فللزوج أن يرى من زوجته ما يشاء وكذلك المرأة، وفي الحديث: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ» أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربعة والحاكم والبيهقي. انظر "البيان والتعريف بأسباب ورود الحديث" (1/ 99).2-آباؤهنَّ: ويدخل فيهم الأجداد لأب أو لأم، والأعمام والأخوال؛ إذ الصنفان الأخيران بمنزلة الآباء عرفًا، وفي الحديث: «عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ» رواه مسلم.3- آباء أزواجهن: فقد صار لهم حكم الآباء بالنسبة لهن حيث وقع التحريم بقوله تعالى: ﴿وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ﴾ من آية المحرمات [النساء: 23].4- أبناؤهنَّ: ومثلهم فروع هؤلاء الأبناء وذريتهم ذكورًا وإناثًا.5- أبناء أزواجهنَّ: لضرورة الاختلاط الحاصل في العشرة والمنزل؛ ولأنها صارت بمثابة الأم فهي محرمة على هؤلاء الأبناء بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [النساء: 22].6- إخوانهنَّ: سواء أكانوا أشقاء أم من الأب أم من الأم.7- بنو إخوانهنَّ: للتحريم الواقع مؤبدًا بين الرجل وعمته.8- بنو أخواتهنَّ: لأن حرمة الخالة على الرجل أبدية أيضًا بنصِّ آية التحريم في القرآن.9- نساؤهنَّ: أي النساء المتَّصلات بهن نسبًا أو دينًا، أما المرأة غير المسلمة فلا يجوز لها أن ترى من زينة المرأة المسلمة ما خفي، بل يجوز أن ترى ما أبيح للرجل الأجنبي رؤيته على أصح الأقوال.10- ما ملكت أيمانهنَّ: أي عبيدهنَّ وجواريهنَّ؛ لأن الإسلام ضمَّ هؤلاء إلى الأسرة فصاروا كأعضائها، وقد خص بعض الأئمة هذا بالإناث دون الذكور من المملوكين. "تفسير القرطبي" (12/ 237،234،233) وفيه تفصيل.11- التابعون غير أولي الإربة من الرجال: وهم الأتباع والأجراء الذين لا شهوة لهم في النساء لسبب بدني أو عقلي، فلا بد من توافر هذين الوصفين: التَّبعية للبيت الذي يدخلون على نسائه، وفقدان الشهوة الجنسية، وكما قال القرطبي: من لا فهم ولا همة ينتبه بها إلى النساء.12- الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء: وهم الصغار الذين لم تُثَر في أنفسهم الشهوة الجنسية، فإذا ما لوحظ ظهورها عليهم حرم على المرأة إبداء زينتها الخفية أمامهم وإن كانوا دون البلوغ.وبين المفتي الأسبق، عورة المرأة أمام الغير:كل ما لا يجوز للمرأة إبداؤه من جسدها عورة يجب سترها ويحرم كشفها، وكانت عورتها بالنسبة للرجال الأجانب عنها وغير المسلمات من النساء على الأصح جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، وكانت عورتها بالنسبة للأصناف الاثني عشر المذكورين في آية سورة النور السابق ذكرها، تتحد فيما عدا مواضع الزينة الباطنة من مثال الأذن والعنق والشعر والصدر والذراعين والساقين التي أبيح إبداؤها لهؤلاء الأصناف، أما ما وراء ذلك مثل الظهر والبطن والفخذين وما بينهما وما وراءهما فلا يجوز إبداؤه لامرأة أو لرجل إلا للزوج كما يدل على هذا حديث بهز بن حكيم عن جده رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ»، قيل: إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا». قيل: إذا كان أحدنا خاليًا؟ قال: «اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ» سبق تخريجه مع اختلاف بين الأئمة في الألفاظ. انظر "البيان والتعريف بأسباب ورود الحديث" (1/99).هذا، وقد قال القرطبي: [لما ذكر الله تعالى الأزواج وبدأ بهم ثنى بذوي المحارم وسوى بينهم في إبداء الزينة، ولكن تختلف مراتبهم بحسب ما في نفوس البشر فلا مرية أن كشف الأب والأخ على المرأة أحوط من كشف ابن زوجها، وتختلف مراتب ما يبدى لهم فيبدى للأب ما لا يجوز إبداؤه لابن الزوج] اه. "تفسير القرطبي" (12/ 232)، وفي موضع آخر قال: [والله تعالى قد حرم المرأة على الإطلاق لنظر أو لذة ثم استثنى اللذة للأزواج وملك اليمين ثم استثنى الزينة لاثني عشر شخصًا، العبد منهم] اه.وقد تأول بعضهم الآية في شأن الأصناف الأخيرة فقال: [إن التقدير: أو ما ملكت أيمانهن من غير أولي الإربة أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال] اه. "تفسير القرطبي" (ص273).واما عورة المرأة أمام زوج أختها:إذا كان ذلك، وكان زوج الأخت لم يرد ضمن هذه الأصناف الاثني عشر كان أجنبيًّا من أخت زوجته لا يحل له -كما لا يحل لها- أن تبدي أمامه إلا الزينة الظاهرة التي هي الوجه والكفان، ويبين هذا ويؤكده أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حذَّر من خلوة المرأة بأحمائها فقال: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ فقال: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ» متفق عليه.قال النووي: [الحَمْوُ: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه؛ لأنهم محارم، وإنما المراد غير المحارم كابن العم؛ لأنه يحل لها تزوجه لو لم تكن متزوجة وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه فشبهه بالموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي] اه. "فتح الباري بشرح البخاري" في (باب النكاح، 9/ 271، 272).فهذا الحديث الشريف يحذر -سدًّا للذرائع- من الدخول على النساء والخلوة بهن إلا في الحدود التي أباحها الله سبحانه وبيَّنها في القرآن الكريم في قوله: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 22، 23]، وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا فرق بين دخول الأخ على زوجة أخيه وبين دخول الرجل على أخت زوجته؛ فهو أجنبي عنها في كلا الحالين، والمحرَّم على زوج الأخت هو الجمع بين المرأة وأختها كما قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ﴾ [النساء: 23]، فالتحريم للجمع، لا لأصل الزواج؛ بدليل أنها تحل له إذا ما فارق زوجته بموت أو طلاق.هذا، ولا قياس في الحل والتحريم؛ لأن الحكم فيه من الله، لا سيما بعد أن دلَّت الآية الكريمة في سورة النور وآيات المحرمات في سورة النساء على أن الرجل أجنبي من أخت زوجته بمعنى أنه غير محرم لها، وأن التحريم إنما في الجمع بينها وبين أختها زوجته، واتقاء الشبهات لون من التربية الإسلامية التي جاءنا بها رسول الإسلام حيث قرر هذا المبدأ في قوله عليه الصلاة والسلام: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَدْرِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَمِنَ الْحَلَالِ هِيَ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ، فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ فَقَدْ سَلِمَ، وَمَنْ وَاقَعَ شَيْئًا مِنْهَا يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، كَمَا أَنَّهُ مَنْ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» رواه الشيخان عن النعمان بن بشير وهذا اللفظ من رواية الترمذي. ومعنى «الحِمَى»: هو مكان محدود يحجزه السلطان لترعى فيه ماشيته وحدها ويمنع غيرها من دخوله.وبهذا البيان المستمد من نصوص القرآن والسنة لا يحل للرجل أن يطَّلِع من أخت زوجته على أكثر من الوجه والكفين كما يحرم عليها تمكينه مما وراء هذا من جسدها، كما تحرم عليهما الخلوة، ولا قياس في هذا الموضع؛ إذ لا ثَمَّتَ قياس في الحلال والحرام.اقرأ أيضًا:هل يصل ثواب الطاعة للصغار قبل البلوغ والتكليف؟.. الإفتاء تكشفبالفيديو| أمين الفتوى يوضح هل الصلاة الفائتة دين على العبد يجب قضاؤههل يجوز المسح على الحجاب أثناء الوضوء؟.. أزهري يوضح الطريقة الصحيحة


الكنانة
منذ ساعة واحدة
- الكنانة
الزنا الإلكتروني.. خطر خفي يفتك بالمجتمع
الزنا الإلكتروني.. خطر خفي يفتك بالمجتمع بقلم: أحمد الشبيتي في زمن الانفتاح التكنولوجي وثورة الهواتف الذكية ومواقع التواصل، أصبح من السهل أن يقع الإنسان في فخ المعصية وهو جالس في بيته، لا يخطو خطوة، ولا يرفع صوته… لكنه يرتكب ما يُسمى بـ'الزنا الإلكتروني'. ما هو الزنا الإلكتروني؟ الزنا الإلكتروني لا يعني فقط الوقوع في الفاحشة عبر الواقع الافتراضي، بل يشمل كل ما يُغضب الله من نظرات محرّمة، ومحادثات خادشة، وصور فاضحة، وتسجيلات صوتية أو مرئية تُثير الشهوة وتفسد القلوب. قال النبي ﷺ: 'العينان تزنيان، وزناهما النظر، والأذنان تزنيان، وزناهما السمع، واللسان يزني، وزناه الكلام، واليد تزني، وزناها البطش، والرجل تزني، وزناها المشي، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه' (رواه مسلم). الزنا الإلكتروني في ثوب اجتماعي ما أخطر أن يتحول الهاتف إلى باب للفساد بين زوجين! كم من بيتٍ هُدم بسبب دردشات ليلية محرّمة؟ وكم من زوجة تألمت حين ضبطت زوجها يتراسل مع أخرى دون خجل؟ وكم من شاب ضيّع عمره وعقله بين صور وفيديوهات لا تُرضي الله؟ هذه ليست مجرد 'تسلية' أو 'فضفضة' كما يبرر البعض، بل هي خيانة! خيانة للزوج، خيانة للأمانة، خيانة للنفس، والأهم: خيانة لله! رسالة إلى كل شاب وفتاة تذكّر أن الله يراك وإن لم يرك الناس. تذكّر أن المعصية تبدأ بنظرة، وتنتهي بندم، وربما بفضيحة. لا تجعل من وقت فراغك جسراً للشيطان. احفظ بصرك، واحفظ لسانك، وجهازك، وحسابك، واجعلها جميعًا في طاعة الله. نصيحة للمجتمع على الآباء أن يربّوا أولادهم على غضّ البصر والتقوى. على الأزواج أن يتحدثوا بصراحة عن حدود العلاقة مع الغير عبر الإنترنت. وعلى كل فرد أن يسأل نفسه: هل هذا الذي أكتبه أو أراه أو أرسله، يُرضي الله؟ ختامًا الزنا الإلكتروني ليس خيالًا… بل واقع مرير. وقد لا يُعاقب عليه القانون، لكن الله مطّلع، والذنوب لا تُنسى. فاحذر أن تظلم قلبك ونفسك، واغتنم شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك، ووقتك قبل فوات الأوان. اللهم طهّر قلوبنا، واحفظ جوارحنا، واغفر ذنوبنا، ونجّنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


وكالة شهاب
منذ 2 ساعات
- وكالة شهاب
غزة تودّع فارس القضاء والمقاومة.. النائب فرج الغول شهيدًا
لم يكن محمد فرج الغول مجرّد اسم على لائحة نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، ولا مجرّد وزير سابق، بل كان رجل قانون شجاعًا، حمل فلسطين في قلبه، وأدار قلمه كأنّه سيفٌ في وجه الظلم، وارتدى عباءة العدالة في زمن عزّ فيه العدل. فجر اليوم الثلاثاء، ارتقى الغول شهيدًا، بعدما استهدفته غارة صهيونية غادرة، طوت فصلًا جديدًا من فصول اغتيال العقول الوطنية، في عدوان لا يميز بين مقاتل وطبيب، ولا بين طفل وقاضٍ. المولد والدراسة وُلد محمد فرج الغول عام 1957 في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، وتلقّى تعليمه الجامعي في كلية الحقوق بجامعة القاهرة. وحصل على درجة الماجستير في القانون الدولي وحقوق الإنسان من جامعة العالم الأميركية، كما درس في معهد الدراسات الإسلامية "الباقوري" في العاصمة المصرية القاهرة. فارس الدعوة والقانون الغول، البالغ من العمر 67 عامًا، كان من أبرز الوجوه القانونية والحقوقية في فلسطين، وصوتًا بارزًا في مواجهة انتهاكات الاحتلال الصهيوني. بدأ حياته في ميادين الدعوة والعمل المجتمعي، ثم أصبح أحد مؤسسي العمل الإسلامي في قطاع غزة، ورفيقًا لمؤسس حركة "حماس" الشهيد الشيخ أحمد ياسين. وفي مشواره المهني، أسّس الغول مؤسسة "دار الحق والقانون لحقوق الإنسان"، وأدار مكتبًا للمحاماة، مدافعًا عن الأسرى، وملاحقًا جرائم الاحتلال في المحافل القانونية والدولية. وفي عام 2007، انتُخب الغول عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح، ممثلًا لمحافظة غزة، وحقّق أكثر من 71 ألف صوت. كما شغل رئاسة اللجنة القانونية في المجلس ذاته. كما ترأّس الشهيد الغول اللجنة الحكومية المكلّفة بمتابعة توصيات تقرير "غولدستون" الأممي حول العدوان على غزة عام 2009. وشغل منصب وزير شؤون الأسرى والمحرّرين، ثم وزير العدل في الحكومة الفلسطينية التي شكّلتها حركة "حماس" برئاسة الشهيد إسماعيل هنية عام 2006. وشارك الغول في صياغة عدد من التشريعات، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات وفعاليات قانونية وبرلمانية على المستويين المحلي والدولي. حماس تنعى وفي بيان رسمي، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد الغول، قائلة: "نحتسب عند الله الشهيد القائد والنائب والمجاهد الصابر محمد فرج الغول، الذي ارتقى صباح اليوم في جريمة اغتيال صهيونية جبانة، وهو على طريق الدعوة وخدمة شعبه وقضيته". وأضافت أن "الشهيد الغول كان صوتًا للحق، ولسانًا للمظلوم، ومدافعًا جسورًا عن الثوابت، لا تلين له قناة، ولا تنكسر له عزيمة". وأشارت "حماس" إلى أن الغول اعتُقل مرارًا على يد قوات الاحتلال، لكنه بقي ثابتًا، لا يساوم على حقوق شعبه، ولا يتراجع عن مواقفه الوطنية. وأكّدت الحركة أن استشهاد الغول يُعد "خسارة جسيمة لفلسطين، ولحركة المقاومة التي ودّعت اليوم قامة قانونية ووطنية لا تتكرر"، مشدّدة على أن دماء الشهداء "لن تذهب هدرًا"، وأن الاغتيالات "لن تزيد الحركة إلا تمسكًا بخيار المقاومة". رحيل بحجم الوطن ويأتي اغتيال الغول في ظل عدوان صهيوني متصاعد، خلّف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 197 ألف شهيد وجريح، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافةً إلى ما يزيد على 10 آلاف مفقود، في ظل حصار خانق ودمار واسع في القطاع، وصفته منظمات حقوقية دولية بأنه جريمة إبادة جماعية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي. وبرحيل محمد فرج الغول، تفقد فلسطين أحد رموزها القانونية، وقامة برلمانية عرفتها المنابر الحقوقية والمحاكم الدولية، وتفقد غزة رجلًا نذر عمره للدفاع عن قضاياها، حتى ارتقى شهيدًا على ترابها.