
تقرير عمليَّات نوعيَّة... المقاومة تفرض قواعد اشتباك وتعيد تشكيل المعادلة السِّياسيَّة
غزة/ نور الدين صالح:
تشهد الساحة الميدانية في قطاع غزة تصعيدًا نوعيًا من المقاومة، وذلك بتكثيف عملياتها النوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في مناطق مختلفة، ما يعكس قدرتها على السيطرة على الميدان القتالي، وهو ما يدحض مزاعم الاحتلال بشأن ما يسميه "القضاء" على المقاومة.
وخلال الأيام الأخيرة، تعددت الأساليب القتالية التي استخدمتها المقاومة في تنفيذ العمليات العسكرية وفي مناطق مختلفة من القطاع، إذ استهدفت ناقلات جند وآليات عسكرية من مسافات قريبة، مع توثيق مرئي لهذه العمليات، مما يعكس امتلاك المقاومة قدرة عسكرية متقدمة في ميدان القتال، وفق مراقبين.
ونشرت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس أول من أمس، مشاهد من الكمين المركب الذي استهدف ناقلتي جند إسرائيليتين، وأدت لمقتل 7 جنود كانوا بداخلهما بينهم ضابط، في منطقة معن جنوب خان يونس جنوب القطاع. وألقى أحد المقاتلين عبوة ناسفة داخل احدى الناقلتين في حين فجّر الآخر العبوة الثانية في ناقلة كانت تقف على بُعد أمتار قليلة، ما أدى الى انفجارهما واشتعال النيران فيهما.
وفي تحليل لتفاصيل الكمين استعرض الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد ثلاثة أبعاد رئيسية للعمليات، هي: التخفي والتخطيط والتكتيك. وقال إن أحد المقاومين استخدم غطاء قماشي خاص لتشويش صورة جسده وتفادي أنظمة الرصد والذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة.
كما استخدم تكتيكات معروفة في الحرب مثل المراقبة، التستر، والاستفادة من البيئة المدمرة، مشيرًا إلى أن المقاومة زرعت عبوة "شواظ 7" في ناقلة "بومة" التابعة لوحدة هندسة إسرائيلية مختصة بالأنفاق، خلال عملية بحث عن أسرى.
وسبق ذلك بأيام قليلة، تدمير كتائب القسام دبابتي "ميركفاه" وناقلة جند وجرافة عسكرية من نوع "D9" بـ 4 عبوات أرضية شديدة الانفجار معدة مسبقاً شرق جباليا شمال القطاع، وفق ما ذكرت القسام في بيان لها.
تكتيك مدروس
وبحسب مراقبين، فإن هذه العمليات لم تعد مجرد ردود فعل، بل باتت تكتيكًا مدروسًا يعكس تطورًا لافتًا في الخبرة القتالية للمقاومة، وقدرتها على استنزاف الاحتلال وإرباك خططه في مناطق القتال، خصوصًا في شمال قطاع غزة وجنوبه، وسط مؤشرات على اتساع رقعة الاشتباك.
وفي ظل هذا التصعيد، تترافق العمليات مع رسائل سياسية واضحة، حيث تُظهر كتائب القسام قدرة على التفاوض بنفس لغة الميدان، ما يمنحها موقعًا متقدمًا على طاولة المفاوضات، بحسب ما يرى محللون.
يقول أبو زيد لصحيفة "فلسطين"، إن العمليات الأخيرة التي تنفذها المقاومة في غزة، خصوصًا الكمائن النوعية، تشير إلى تحول لافت في الأداء الميداني، من حيث التركيب والتوقيت والتنسيق المشترك بين الأجنحة العسكرية.
وأوضح أبو زيد أن "الكمائن باتت مركبة ومشتركة ومتزامنة"، مبينًا أن المقاومة أصبحت تجمع بين عمليات قنص وتفجير أبنية واستهداف ناقلات من مسافات قريبة في الوقت نفسه، في تكتيك واضح يُظهر قدرات متقدمة في التخطيط والتنفيذ، مع تنسيق ملحوظ بين كتائب القسام وسرايا القدس.
وكشف أبو زيد أن فرقة المظليين 98 انسحبت من المحور الرئيسي على خانيونس، والذي يمتد من كيسوفيم إلى بني سهيلا، مشيراً إلى أن الانسحاب جاء نتيجة الخسائر الكبيرة في صفوفها، وليس فقط لإعادة الانتشار على الجبهة الشمالية كما زعمت رواية الاحتلال.
وبيّن أن فرقة المدرعات 36 القادمة من محور موراغ تواجه صعوبات كثيرة، مشيرًا إلى أنها لم تتمكن من التقدم جنوبًا بسبب تصاعد المقاومة و"فشل خطة الكماشة" التي سعى الاحتلال من خلالها إلى الإطباق على خانيونس.
وأضاف: "الشارع الإسرائيلي وجنرالات الجيش بدأوا يتساءلون: بعد 629 يومًا من القتال، ماذا أنجز الجيش إذا كانت هذه الكمائن بهذه الحدة؟".
وأيّد ذلك الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، الذي أكد أن العمليات الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام في قطاع غزة، والتي استهدفت ناقلات جنود من مسافات قريبة، وأُرفقت بتوثيق دقيق وسريع، تؤكد أن المقاومة تقف اليوم على أرض صلبة وتُمسك بزمام المبادرة ميدانيًا وسياسيًا.
وأوضح المدهون في مقال له، أن ما يجري على الأرض ليس مجرد رد فعل، بل هو نتاج أداء عسكري مدروس يُظهر تطورًا في الخبرة والجاهزية، وقدرة على استنزاف الاحتلال الإسرائيلي وإرباك خططه.
وأشار إلى أن صمت المقاومة في بعض المراحل لم يكن تراجعًا، بل جزءًا من عمليات تقييم وإعداد ميداني، الأمر الذي تُرجم لاحقًا إلى تصعيد في العمليات شمالًا وجنوبًا، ما جعل الميدان أكثر تعقيدًا وكلفةً على الاحتلال.
الخيار الدبلوماسي
ورأى أبو زيد أن تركيز المقاومة على نقطة ضعف الاحتلال المتمثلة في القوى البشرية، قد يدفعه نحو إبرام صفقة تبادل أسرى، مؤكدًا أن الخيار الدبلوماسي بات أكثر واقعية بالنسبة لـ(إسرائيل) في ظل عدم تحقق الحسم الميداني.
وخلص أبو زيد إلى أن المقاومة نجحت في تحويل نقاط ضعف الاحتلال إلى فرص تكتيكية، مستفيدة من إصرار جيش الاحتلال على خوض قتال تقليدي في بيئة غير تقليدية. وأكد أن المقاومة أعادت ترميم بنيتها القتالية.
ويتفق المدهون مع أبو زيد، بأن العمليات النوعية تحمل بُعدًا استراتيجيًا مهمًا، كونها تُسرّع بوقف الحرب، وتفرض وقائع جديدة على الأرض، وفي مسار المفاوضات أيضًا.
وشدد المدهون على أن كتائب القسام تقاتل وتفاوض بلغة واحدة، وأن هذا الصوت الذي ينطلق من فوهة البندقية تتلقفه السياسة بلغة لا يُتقنها إلا الأقوياء.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 4 ساعات
- معا الاخبارية
مصر تستعد لزيارة ويتكوف..والولايات المتحدة ستقدم خطة لإنهاء حرب غزة
بيت لحم- معا- تستعد مصر لزيارة حاسمة للبعوث الأمريكي ويتكوف لبحث صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة في ظل حديث عن تقدم إيجابي في المحادثات . فيما أبلغت الولايات المتحدة الوسطاء أنها ستُقدّم خطتها لإنهاء الحرب خلال أيام. وفي الوقت نفسه، ستُجري قطر ومصر محادثات مع حماس الأسبوع المقبل للتوصل إلى تفاهمات". وبحسب قناة العربية السعودية نقلاً عن مصادر مصرية، أن مفاوضات صفقة الأسرى ستُستأنف قريباً، وأن الولايات المتحدة تُروّج لعقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة. وأشارت المصادر إلى أن "الوسطاء طلبوا إطاراً زمنياً لوقف إطلاق النار"، مضيفةً أن الوسطاء طلبوا من الولايات المتحدة خطةً لإدخال المساعدات إلى غزة في يوليو/تموز، و"وقف إطلاق نار لمدة أسبوعين". في غضون ذلك، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بأنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال أسبوع. وجاءت تصريحات ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض بمناسبة توقيع اتفاق المصالحة بين الكونغو ورواندا، ردًا على أسئلة الصحفيين حول المحادثات بين إسرائيل وحماس.قال إنه تحدث مع مسؤولين مشاركين في الوساطة بين الطرفين، وأضاف أن "وقف إطلاق النار وشيك". لم يحدد الرئيس هوية المشاركين في المحادثات، لكنه أكد أن المفاوضات مستمرة وأن البيت الأبيض يتابعها عن كثب.


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
الضغوط باتجاه إنجاز صفقة في غزة
بعد أن انتهت المواجهة العسكرية بين إيران و"إسرائيل"، عادت قضية العدوان على غزة لتأخذ وضعها المركزي من جديد. وربما وجد نتنياهو بيئة أفضل لعقد صفقة في قطاع غزة، خصوصا بعد ارتفاع شعبيته في ضوء العدوان على إيران ومحاولة ضرب مشروعها النووي، والتي تمّ النظر إليها كإنجاز نوعي كبير، وهو ما يوفر له هامشا أوسع للمناورة مع تراجع قدرة اليمين الديني المتطرف للضغط عليه في هذا الملف. وقد ظهرت مؤشرات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الائتلاف الحاكم، ومن الليكود نفسه، تدعو إلى إنهاء الحرب على غزة، لأنهم يرون أنّ "إسرائيل" تدفع أثمانا أكثر مما تربح. وعبَّر مقالٌ نشره مؤخرا آفي إشكنازي، الخبير في الشؤون العسكرية في جريدة معاريف، عن أجواء متصاعدة ترغب في إنهاء الحرب، مشيرا إلى أنّ "إسرائيل" تغرق في مستنقع غزة، وأن البقاء لم يعد مبررا، ويفتقد إلى هدف واضح، مع وجود جيش منهك. وأكدت المعنى نفسه آرئييلا رينغجل هوفمان في مقال نشرته في صحيفة يديعوت أحرونوت. وأشار استطلاع للرأي نشره موقع واللا العبري في 25 حزيران/ يونيو 2025 (بعد انتهاء العدوان على إيران) إلى أنّ 67 في المئة من الجمهور الإسرائيلي يرغبون بإنهاء الحرب على غزة. يدفع في هذا الاتجاه أن الفرصة التي وفرها ترامب لنتنياهو لخرق الهدنة، ولتجريب حظه في سحق المقاومة، قد تجاوزت ثلاثة أشهر دون تحقيق نتائج ملموسة؛ بل إن استخدام جيش الاحتلال كافة أشكال التوحش في أقصى مداها من قتل وتجويع وتشريد وتدمير، بقدر ما زادت المعاناة الإنسانية للأبرياء في قطاع غزة بقدر ما زادت، في الوقت نفسه، في إظهار الجانب البشع للاحتلال وزيادة عزلته، لدرجة أن حلفاءه الطبيعيين التاريخيين في البلدان الغربية رفضوا هذه الممارسات وأدانوها، وطالبوا بوقف العدوان، مع تحرك عدد منهم باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية. من ناحية أخرى، فإن ترامب زادت رغبته، في ضوء ضرب برنامج إيران النووي، في تسريع مسار التطبيع والتسوية في المنطقة. وبينما كان يرى أنّ سحق حماس والمقاومة سيسهم في تهيئة الأجواء للتطبيع، إلا أنه أصبح واضحا لديه أن هذا هدف بعيد المنال، وأن إطالة أمد الحرب على غزة لن تسمح له بتسويق مشروعه التطبيعي، ولا بتوسيع "اتفاقات أبراهام"؛ وأن وقف الحرب والوصول إلى صفقة أصبح أمرا أكثر جدوى، بالإضافة إلى أن سياسته في تخفيض الدعم الأمريكي الخارجي تصبُّ باتجاه عدم إعطاء دولة الاحتلال شيكا مفتوحا دائما من الدعم العسكري والمادي الأمريكي. ثم إنَّ الآليات البديلة للسيطرة والتحكُّم التي حاول الاحتلال فرضها في قطاع غزة، مثل آلية إيصال المساعدات عن طريق مؤسسة أمريكية "مؤسسة غزة.."، أو تشجيع العصابات والمافيات (ياسر أبو شباب..) وحمايتها وتوفير الغطاء لها للحلول مكان حماس.. كلها فشلت فشلا ذريعا، وأثبتت عدم جدواها. فقد استخدمت آلية المساعدات في "هندسة التجويع" وكآلية لإذلال الناس، وتحولت إلى مصائد قتل وموت؛ حيث استشهد على مداخلها في أقل من شهر أكثر من 510 شهداء وجرح نحو 3,800 آخرين. وَوُوجهت هذه الآلية برفض وإدانة عالمية، كما فشلت عصابة أبو شباب وغيرها، وانحسرت ولم تجد لها حاضنة سوى الغطاء الإسرائيلي المبتذل. أما تصاعد أداء المقاومة وعملياتها النوعية في الآونة الأخيرة، وكان من أبرزها عملية خان يونس التي اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل سبعة من جنوده وجرح 16 آخرين فيها، فقد أعطى مؤشرا قويا على صلابة المقاومة بعد أكثر من 620 يوما على العدوان على القطاع. وقد ترافق هذا مع التقارير العديدة التي تشير إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، وتوصية الكثير من القادة العسكريين بمن فيهم رؤساء أركان سابقين مثل غادي أيزنكوت، وهيرتسي هاليفي، وإيهود باراك بوقف الحرب. السلوك الإسرائيلي: ربما تدفع هذه المعطيات نتنياهو إلى خفض سقف توقعاته من غزة، ومحاولة تفعيل دينامية أكثر انسجاما مع الرغبات الأمريكية ومع حلفائه الغربيين. وربما يتم السعي لتفعيل صيغة معدلة لمقترح ويتكوف، مع محاولة تحسين الشروط الإسرائيلية مقارنة باتفاق الهدنة السابق. وستبقى "العُقَد" المرتبطة بإنهاء الحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، ونزع أسلحة المقاومة، وإخراج حماس من المشهد السياسي الفلسطيني، عناصر ضغط ومساومة وابتزاز حتى اللحظة الأخيرة، وحتى استنفاد الجانب الإسرائيلي أسهمه وسهامه. سلوك المقاومة: في المقابل، ليس لدى المقاومة، بعد كل هذه التضحيات، وبعد أن أصبحت تمثل آمال الشعب الفلسطيني وحالة إلهام عالمية، من بدائل سوى الاستمرار في الصمود والمقاومة، ولا يمكنها توقيع اتفاقٍ يكون مكافأة نتنياهو على جرائمه، ولكنها ستلجأ للضغط باتجاه إنزاله عن الشجرة؛ ولذلك من المتوقع أن تسعى حماس وقوى المقاومة إلى: - تصعيد المقاومة وزيادة تكاليف الاحتلال وتحويله إلى عملية فاشلة تتصاعد خسائرها مع الزمن، وتيئيس الاحتلال من تحقيق أهدافه. - إفشال الحلول البديلة مثل عصابات أبو شباب وغيرها، وتقوية التماسك المجتمعي. - إفشال "هندسة التجويع" وآلية الإذلال المفروضة في نظام المساعدات. - التصلُّب في الثوابت والمرونة فيما دون ذلك، مع جعل إنهاء الحرب وخروج الاحتلال من القطاع، وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني، وجعل اليوم التالي في قطاع غزة شأنا فلسطينيا داخليا، معالم يتم الاسترشاد بها في أي صفقة قادمة. هذا يعني أنّ الفجوة ما زالت قائمة، وأن الوصول إليها قد يأخذ وقتا، وأن الصفقة قد تأخذ شكلا مؤقتا، أو شكلا جزئيا، أو شكلَ التنفيذِ على مراحل، مع وجود احتمالات لنقض الاحتلال لعهوده متى رأى مصلحة في ذلك، أو تفسير الاتفاق كما يحلو له. وهو ما يعني أنّ المقاومة تحتاج إلى مزيد من الضبط للضمانات والشروط وآليات التنفيذ، ومزيد من التدقيق في النصوص، كما يعني إبقاء اليد على الزناد.


جريدة الايام
منذ 8 ساعات
- جريدة الايام
ترامب: وقف إطلاق النار بات وشيكاً وتل أبيب تبدي استعدادها للتفاوض
واشنطن، تل أبيب – وكالات: أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، عن تفاؤله بإمكان إرساء وقف جديد لإطلاق النار في غزة، في وقت أعلن مصدر سياسي، أمس، أن تل أبيب مستعدة للانخراط في محادثات جديدة بشأن قطاع غزة وصفقة التبادل، شرط أن تستند إلى مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. فقد أشار ترامب في تصريح لصحافيين إلى احتمال التوصل إلى اتفاق "وشيك" يشمل إسرائيل وحركة "حماس"، اعتباراً من "الأسبوع المقبل". وقال ترامب: "أعتقد أنه وشيك"، مضيفاً: "نعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار". في الإطار، أعلن مصدر سياسي إسرائيلي، أمس، أن تل أبيب مستعدة للانخراط في محادثات جديدة بشأن قطاع غزة وصفقة التبادل، شرط أن تستند إلى مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المصدر لهيئة البث العبرية الرسمية، دون تسميته، عقب ترؤس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس، اجتماعاً أمنياً مصغراً لمناقشة تطورات الحرب على غزة ومفاوضات صفقة التبادل. ودون أن تكشف الهيئة عن مخرجات الاجتماع، ذكرت أن نتنياهو قرر عقد اجتماع إضافي، غداً، لمناقشة الشأن ذاته. وقال المصدر السياسي للهيئة: "مستعدون للانخراط في محادثات شرط أن تستند إلى مقترح ويتكوف"، دون ذكر تفاصيل أخرى. وكانت الهيئة، قد كشفت قبل ذلك بساعات عمّا وصفته بضغوط من الوسطاء للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" قريباً. ونقلت عن مصدر لم تسمّه القول: إن إسرائيل مستعدة للمفاوضات غير المباشرة في إطار مقترح ويتكوف قبل إرسال وفد إلى القاهرة. ومن المتوقّع أن يزور وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر البيت الأبيض، الإثنين المقبل، لإجراء محادثات حول الحرب في غزة، وإيران، فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المُقررة إلى واشنطن، وفقاً لما نقله مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، باراك رافيد، عن مصدر مُطّلع على التفاصيل. وأفاد رافيد في تغريدة على منصة "إكس"، نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، بأن زيارة نتنياهو مُتوقعة في النصف الثاني من تموز. وقالت صحيفة "العربي الجديد" القطرية، أمس، نقلاً عن مصدر أميركي وثيق الصلة بالوساطة بين حركة "حماس" وإسرائيل، أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أبدى استعداداً لإدخال تعديلات على صيغته الأخيرة بشأن غزة. ونقلت عن المصدر قوله: "في اللحظة الراهنة تبدو الأمور متعثرة في ظل تمسّك حركة حماس بموقفها الرافض للصيغة الأخيرة المقدّمة من ويتكوف، في مقابل تمسّك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بموقفه المتشدد برفض أي صيغة تتضمن مصطلح إنهاء الحرب". وتابع المصدر: إنّ الاتصالات منصبّة على ممارسة الضغوط على الجانبين، مضيفاً: إنّ ويتكوف أبدى استعداداً لإدخال تعديلات على الصياغة الخاصة ببعض البنود، وفي مقدمها البند الخاص بالضمانات التي تطلبها حركة "حماس"، مستدركاً في الوقت نفسه أنّ الحديث عن التعديلات لا يتجاوز الصياغات، مع التمسّك بمضمون الاتفاق والبنود الـ13 التي تشملها الورقة الأخيرة المقدّمة من ويتكوف. وأكد المصدر أنّ "الأمر الوحيد، الذي شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم تعهد وضمانة والتزام به، هو استمرار الهدنة طوال الـ60 يوماً المتفق عليها ضمن الورقة". وعن مخاوف "حماس" بشأن حصول الجانب الإسرائيلي على نصف عدد الأسرى، وهي ورقة الضغط الوحيدة التي تمتلكها المقاومة، من دون تحقيق إنجاز حقيقي بالوصول لمحطة إنهاء الحرب، أوضح المصدر لـ"العربي الجديد" أنه جرى التوافق على إمكانية الحديث عن جدول تسليمات الأسرى، بحيث تتسلم الحكومة الإسرائيلية 8 أسرى أحياء مع اليوم الأول للاتفاق، واثنين آخرَين مع اليوم الخمسين من الاتفاق، وهو الأمر الذي لا يزال ينتظر رداً من "حماس". وشدّد المصدر على أنه ظهر خلال المناقشات بين ويتكوف ونتنياهو أنّه من المستحيل في الوقت الراهن موافقة الأخير على أي اتفاق ينص منذ اللحظة الأولى على "إنهاء الحرب"، كون ذلك مرتبطاً بمستقبل حكومته وتحالفه الحكومي، إذ إنه أكد لويتكوف أنّ حكومته ستنهار في اليوم ذاته الذي يوافق فيه على "إنهاء الحرب". وأعلن مصدر سياسي إسرائيلي، أمس، أن تل أبيب مستعدة للانخراط في محادثات جديدة بشأن قطاع غزة وصفقة التبادل، شرط أن تستند إلى مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المصدر لهيئة البث العبرية الرسمية، دون تسميته، عقب ترؤس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس، اجتماعاً أمنياً مصغراً لمناقشة تطورات الحرب على غزة ومفاوضات صفقة التبادل. ودون أن تكشف الهيئة عن مخرجات الاجتماع، ذكرت أن نتنياهو قرر عقد اجتماع إضافي، غداً، لمناقشة الشأن ذاته. وقال المصدر السياسي للهيئة: "مستعدون للانخراط في محادثات شرط أن تستند إلى مقترح ويتكوف"، دون ذكر تفاصيل أخرى. وكانت الهيئة، قد كشفت قبل ذلك بساعات عمّا وصفته بضغوط من الوسطاء للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" قريباً. ونقلت عن مصدر لم تسمّه القول: إن إسرائيل مستعدة للمفاوضات غير المباشرة في إطار مقترح ويتكوف قبل إرسال وفد إلى القاهرة. ومن المتوقّع أن يزور وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر البيت الأبيض، الإثنين المقبل، لإجراء محادثات حول الحرب في غزة، وإيران، فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المُقررة إلى واشنطن، وفقاً لما نقله مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، باراك رافيد، عن مصدر مُطّلع على التفاصيل. وأفاد رافيد في تغريدة على منصة "إكس"، نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، بأن زيارة نتنياهو مُتوقعة في النصف الثاني من تموز.