
بيان مشترك بمناسبة زيارة محمد بن زايد إلى تركيا
وقد عكس اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا التزام الدولتين بتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الوثيق بين البلدين، في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يعكس الشراكة واسعة النطاق بين دولة الإمارات والجمهورية التركية.
وتناولت المباحثات عدداً من مجالات التعاون التي شهدت نمواً متسارعاً خلال السنوات الماضية، والتي شملت الاقتصاد والتجارة والدفاع والابتكار والأمن السيبراني والصناعة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والطاقة بما في ذلك الطاقة المتجددة والبيئة والنقل والبنية التحتية والزراعة والسياحة.
وفي إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، واستناداً للآليات الثنائية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما في ذلك اللجنة الاقتصادية المشتركة واللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، بحث الجانبان سبل تعزيز الاستثمارات والتبادلات التجارية، التي تتضمن بحث فرص إنشاء طرق تجارية متكاملة ومرنة، بالإضافة إلى بحث مجالات التعاون لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتقديم التسهيلات لدعم التجارة الإقليمية والدولية.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في الدولتين، بهدف توطيد الشراكات الثنائية ودعم فرص التعاون مع الدول الأخرى.
كما جدد الجانبان التزامهما بتعزيز التعاون في قطاع الطاقة، وأكدا على الدور المحوري لموارد الطاقة المستدامة والآمنة والمتنوعة في دفع النمو الاقتصادي، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ. وشددا على تطلعاتهما المشتركة التي تهدف إلى بحث الفرص العملية لدعم عملية التحول في مجال الطاقة، بما يواكب الأولويات الوطنية.
وفي هذا الصدد، رحب الجانبان بالهدف العالمي الوارد في الفقرة (28) من نتائج "الحصيلة العالمية" التي تم اعتمادها في مؤتمر الأطراف (COP28)، والمتمثل في مضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة عالمياً، وزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، وأكدا حرصهما على المساهمة في تحقيق هذا الهدف من خلال تدابير تنفذ على المستويين الوطنيوالثنائي.
كما جدد الجانبان التزامهما المشترك بتعزيز التعاون الثنائي القائم على الثقة المتبادلة وروابط الصداقة، خاصة في مجالي الطاقة المتجددة والمواد الهيدروكربونية، من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة، بما يحقق مصلحة البلدين.
كما أكد الجانبان على أهمية مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، الذي تستضيفه دولة الإمارات بالشراكة مع جمهورية السنغال، المقرر انعقاده في دولة الإمارات في ديسمبر 2026 حيث يسلط المؤتمر الضوء على أهمية تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، لضمان توفير المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع، وإدارتها على نحو مستدام. كما أشاد الجانبان بـ "مبادرة محمد بن زايد للماء" لمساهماتها البارزة في تعزيز الابتكار التكنولوجي في مواجهة التحديات التي تتعلق بندرة المياه.
وأكد الجانبان على أهمية الحفاظ على التقدم الملحوظ في العلاقات الثنائية، وتسليط الضوء على التقنيات الناشئة والمتقدمة باعتبارها مجالاً واعداً للتعاون في المستقبل. كما شددا على أهمية إبراز الدور المحوري والديناميكي للكوادر الشابة ذات التحصيل العلمي المتقدم في الدولتين،في دفع عجلة الابتكار وتعزيز التنافسية والنمو الاقتصادي المستدام، وجدد الجانبان حرصهما على توطيد التعاون في مجال التقنيات الرقمية المتطورة.
وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وفخامة رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، على أهمية التعاون في المجالات الثقافية والاجتماعية، واتفقا على تعزيز التبادلات التي تسهم في توثيق أواصر الأخوة بين الشعبين الإماراتي والتركي.
وجدد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن من خلال بناء القدرات وتبادل الخبرات والمعرفة.
وقد شكلت هذه الزيارة التاريخية محطة محورية لبحث القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية، وأكد خلالها الجانبان التزامهما المشترك بالعمل معاً لتعزيز الحوار ومبادئ القانون الدولي، ما يعكس دور الدولتين في دعم الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي بما يسهم في تحقيق بيئة يسودها السلام والاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، عن بالغ شكره وامتنانه لفخامة رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، على حفاوة الاستقبال التي حظي بها صاحب السمو والوفد المرافق له خلال زيارتهم لتركيا.
وفي هذا السياق، فقد شهد الجانبان توقيع سبع اتفاقيات ثنائية ومذكرات تفاهم.
واتفق الجانبان على عقد الاجتماع المقبل للجنة الاستراتيجية العليا في أبوظبي خلال عام 2026، على أن يتم تحديد موعده من خلال القنوات الدبلوماسية.
تم اعتماد هذا البيان المشترك بتاريخ 16 يوليو 2025.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
«المعاشات»: تحقيق الأمن المالي يبدأ من إدارة التكاليف والالتزامات
قالت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية إن التخطيط للتقاعد أمر ضروري لتحقيق الاستقرار المالي في سنوات ما بعد التقاعد، وإن البدء مبكراً في اتخاذ خيارات استثمارية ذكية، يوفر شبكة أمان تُسهم في ضمان تقاعد مريح في المستقبل، ويأتي ذلك في إطار تدشين الهيئة دورة «خيارات الاستثمار» على منصة «جاهز» لمستقبل المواهب الحكومية، وهي المبادرة الوطنية الأكبر والأشمل لمهارات المستقبل في الإمارات، والتي أطلقت أواخر 2022. وتهدف الدورة إلى تمكين المؤمن عليهم من إدارة وتوزيع الأصول بشكل أكثر فاعلية خلال مراحل حياتهم المختلفة، وفهم خيارات الاستثمار المتاحة خلال كل مرحلة، مع الاطلاع على أفضل عروض الاستثمار المتاحة في السوق، وإدارة الثروات، وفهم عملية تقييم مخاطر الاستثمار، بما يضمن استثماراً ناجحاً وبنّاء. وتُعرّف الدورة بمفاهيم تحقيق الأمن المالي والاستراتيجيات التي تعزز التخطيط للتقاعد، واستراتيجيات تنويع مصادر الدخل، والتعريف بفئات الأصول المختلفة التي يمكن الاستثمار فيها، مثل الأسهم والسندات والعقارات، كما توضح خطوات أساسية تساعد في التخطيط للاستراتيجية الاستثمارية، ومراحل الحياة التي تبدأ وتتطور فيها عمليات الاستثمار، وحجم الاستثمار المتوقع حسب كل مرحلة عمرية، وأنواع الاستثمار والنظم المتاحة التي توفر شكلاً من أشكال الاستثمار، مثل نظم المعاشات والتأمينات الاجتماعية التي ترعاها الدولة، وخطط التقاعد القائمة على التأمين، وخطط الاستثمار الخارجي، والاستثمارات العقارية وغيرها.


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
جولة «بريدج» تصل إلى أوساكا اليابانية
وصلت جولة «بريدج»، التي تُشكّل أحد المسارات الرئيسة لمنصة «بريدج» الإعلامية العالمية، التي أطلقها المكتب الوطني للإعلام، إلى مدينة أوساكا اليابانية، لتكون محطتها الثالثة بعد نيويورك ولندن، حيث تأتي الجولة بدعم من تحالف «بريدج»، ضمن سلسلة من الحوارات الدولية الهادفة إلى إرساء أسس مستقبل الإعلام والتكنولوجيا، وتعزيز التعاون الثقافي بين الشعوب، تمهيداً لانعقاد قمة «بريدج 2025» في العاصمة الإماراتية أبوظبي، من الثامن إلى 10 ديسمبر المقبل. وتُعدّ «قمة بريدج 2025» أكبر منصة عالمية تجمع قادة ونخبة صُنّاع المحتوى الإعلامي والثقافي والفني بكل مكوناتهم، وصنّاع القرار، لتمكين تواصل أكثر فاعلية وتكاملاً على مستوى العالم. وبوصفها المدينة المضيفة لمعرض «إكسبو 2025»، تُشكّل أوساكا منصة مثالية لتركيز «بريدج» على تقاطع القيم الإنسانية الراسخة والتقنيات المستقبلية، حيث احتضنت جلسات حوارية جمعت أكثر من 30 من أبرز القادة والمؤثرين اليابانيين في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والتمويل، وذلك بحضور رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، وسفير دولة الإمارات لدى اليابان، شهاب أحمد محمد عبدالرحيم الفهيم. واستهل برنامج الجلسات في أوساكا بحوار بعنوان «من يستفيد من أزمة الثقة؟»، جمع بين كبيرة مراسلي السياسات اليابانية في وكالة رويترز - اليابان، ليكا كيهارا، والنائب الأول لرئيس شركة WPP ميديا - اليابان، وندي سيو. وفي جلسة معمّقة بعنوان «عقول تفكر وعقول تشعر: الجبهة التالية للذكاء الاصطناعي»، قدّم رئيس فريق البحث في شركة ARAYA، الدكتور هيرو هامادا، طرحاً متقدماً يستند إلى تقاطعات علوم الأعصاب وتعلّم الآلة. وأكد عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد أن دولة الإمارات تسعى إلى بناء نموذج إعلامي جديد، يتسم بالمرونة والشفافية والفاعلية، ويُعلي من شأن القيم الإنسانية. وأشار إلى أن القيادة الحكيمة تدعم المبادرات الإعلامية النوعية، وفي مقدمتها قمة «بريدج»، انطلاقاً من إيمانها بدور الإعلام كشريك حيوي في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وتمكين المجتمعات من صياغة مستقبلها على أسس من الوعي والانفتاح والمسؤولية. وأكد مدير عام المكتب الوطني للإعلام، الدكتور جمال محمد عبيد الكعبي، أن العالم يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام وصناعة المحتوى الثقافي والفني، والمدفوعة جميعها بتطورات الذكاء الاصطناعي وتغيّر طبيعة المنصات الرقمية. وقال الكعبي: «في هذا السياق المتغير، تبرز أهمية السرد القصصي المسؤول كأداة محورية في تشكيل المستقبل، وهنا يأتي دور منصة (بريدج) التي نسعى من خلالها إلى توحيد جهود الجهات الفاعلة في صناعة المحتوى الإعلامي حول العالم، ممن يجمعهم هدف واحد يتمحور حول الثقة والشفافية والتأثير الإيجابي». وأضاف: «في (قمة بريدج 2025) تتقاطع الأفكار مع التطلعات، بهدف مواجهة تحديات العصر، وبناء إعلام مسؤول يُقدّم حلولاً عملية تعزز التواصل الإنساني، وتُرسّخ القيم الأخلاقية في بيئة إعلامية متجددة ومتعددة الأبعاد». وتُقام «قمة بريدج 2025» في العاصمة الإماراتية أبوظبي كمنصة عالمية تجمع صُنّاع المحتوى الإعلامي والثقافي والفني وصُناع القرار والمؤثرين، ووكالات الإعلام، مع الجهات الحكومية والمستثمرين والمؤسسات المعنية بالتغيير المجتمعي، ومن خلال هذا الربط بين أطراف التأثير، تتيح القمة المجال لبناء شراكات استراتيجية تدعم صناعة الإعلام المسؤول، وتُسهم في تشكيل الرأي العام بشكل إيجابي ومستدام. عبدالله آل حامد: . الإمارات تسعى إلى بناء نموذج إعلامي جديد يُعلي من شأن القيم الإنسانية. جمال الكعبي: . «قمة بريدج» تتقاطع فيها الأفكار مع التطلعات لمواجهة تحديات العصر.


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
المتسوق السري.. سر تنافسية دبي
في مدينة لا تهدأ فيها عجلة الابتكار، يظهر «المتسوق السري» كأداة ذكية تسعى إلى تعزيز جودة الخدمات الحكومية، ورفع مستوى التنافسية في دبي، والأمر ليس مجرد زيارة عابرة يقوم بها شخص مجهول، بل هو نهج مؤسسي يُكرّس فكرة أن التميز لا يُنتظر، بل يُراقب ويُقوّم باستمرار، فالمتسوق السري لا يأتي للشكوى، بل يحمل معه عيناً دقيقة وأسلوباً موضوعياً لقياس تجربة المتعاملين دون تحيّز. زيارته قد تُحدث تغييراً جذرياً في ممارسات جهة حكومية أو خاصة، وتدفعها إلى التحسين، ليس خوفاً من كشف التقصير، بل رغبة في تحقيق التميز والابتكار الذي أصبح جزءاً من هوية دبي وثقافتها الحكومية. وبفضل هذه المبادرة، بات للموظف الحكومي حافز إضافي للتفوق، فربما يكون هو «الأفضل» غداً بناء على تقييم خفي، كما أن الجهات التي تُحقق تقييمات عالية في تقارير المتسوق السري تُصبح قدوة للآخرين، وتُدرج في تقارير السعادة والإبداع المؤسسي. التسوق السري ليس مهمة غامضة، بل هو ثقافة مؤسسية تجعل من كل لحظة خدمة فرصة للتقييم والتحسين. وفي مدينة تنافس نفسها وتطمح لأن تكون الأفضل عالمياً، يبدو من الطبيعي أن يُعامل كل متعامل كما لو كان هو المتسوق السري، لأن التميز لا يعرف المجاملة، بل يُولد من رحم التفاصيل. باختصار، فإن الوصول إلى الرقم واحد الذي وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، غدا دافعاً لمواجهة التحديات بطموح يتسابق مع الزمن، فيأتي برنامج «المتسوق السري» ليشكّل عنصراً محورياً في منظومة التنافسية التي تُميز دبي عن غيرها من المدن العالمية. إنه أداة ذكية لا تكشف عن نفسها، لكنها تكشف الكثير عن مستوى الخدمات، وواقع التعامل مع المتعاملين، وطموح الجهات في بلوغ القمة. *مؤسس سهيل للحلول الذكية لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه