
العهد الجديد في لبنان.. من الساحات إلى الوطن
جاهر القائد والرئيس الحالي جوزيف عون بكلّ ما يختزنه من تطلعات راقت اللبنانيين وغيرهم عبر خطابه ب: «العهد الجديد» الذي طمأن الأسماع وراق للأبصار والانتظار اللبناني الثقيل. أن يحمل رجل مخضرم صامت قائداً هذا التاريخ الطويل حالماً بنهضة الوطن وإعادة تأسيسه عبر تجربة وحدة الجيش الوطني الرسمي الذي تجاوز عديده السبعين ألفاً عبر مرحلة معقدة وثقيلة لم يتجاوز راتب الجندي خلالها ما يخجل الحبر عن ذكره. ترك القائد جوزيف عون خلال قيادته للمؤسسة تضحيات هائلة لا يمكن تعدادها وبصمت كبير وتواضع عميم، وبعدها راح يقرع رئيساً أبواب المستحيلات في السر والعلن وبتواضع وسلاسة ليصون، لا مؤسسة الجيش وحسب بل أحلام ملامح لبنان الوطن الجديد. نعم. لبنان الطامح للخروج من تراكمات طوائفه وأحزابه وجمعياته المركونة ب «العلم والخبر» أي «الكارثة قانونية لبنانية» التي تخوّل أيّاً كان بالحزبية عند اثنين أو ثلاثة لبنانيين علماً وخبراً من وزارة الداخلية يسمح لهم بممارسة الأنشطة الحزبية والسياسية. هكذا نفهم خلفيات القول لبنان ب: الساحة أو الساحات اللبنانية.
تسير الجمهورية الجديدة بحكمة على حكمة الرئيس جوزيف عون كما عرفناه قائداً للجيش إلى حكومة استراتيجية بهدف التغيير مع رئيسها الدكتور نوّاف سلام جمعتنا وإياه طلاباً المدينة الجامعية في باريس خلال دراساتنا العليا وفي أحلك الظروف التي عرفها لبنان منذ 1975 وبعدها. ليست قيامة الأوطان بكبسة من بين الركام العام، وليس بالمسألة الارتجالية تحت العيون الدولية، حيث تتراكم صعوبات تنقية صورة السلطات الرسمية المهلهلة عبر أطر قديمة إدارية تعفنت بالطائفية والمذهبية والانتفاعية والفساد، وهي رست لكنها تتغيّر وتتبدّل تباعاً بعدما ملّها اللبنانيون وخصوصاً الأجيال الشبابية والمهاجرة التي تنتظر مواسم الانتخابات البرلمانية المُقبلة في لبنان العالم لا الداخل وحسب.
لنقل إن بعض شعوب لبنان أدمنوا الخارج، وأي خارج لكأنهم معلّقون في الفضاءات المتنوعة اللغات والجهات والمفاهيم السياسية. يُقيمون أبداً فوق أراجيح تدفعهم حيث جهات الكرة الأربع، ويقودهم سياسيون أدمنوا الانقسامات الطائفية المرضية التي غصت بها الإدارات والوزارات والجامعات والورش قائمة وجاهزة لنهضة لبنان العامة. يشحذ فريق شاهراً كلّ أصناف المعارضة والفعاليات الإعلامية وأسلحتها ومرجعياتها الدينية والعربية والإقليمية وفريق آخر يشهر سلاح التشفّي والسجون والمحاسبة والمساءلة، وفريق آخر يُطرح مصيره ومصير سلاحه وصواريخه فوق الطاولات الحوارية والإقليمية والدولية، بينما الشعوب اللبنانية تشحذ اللقمة ونقطة الماء ومصباح الكهرباء، متلهّفة اللحظة التي يرسون فوق أرض بلدهم الدوّار بعيداً من الثورات والاحتجاجات والتدخلات القريبة والبعيدة.
ماذا ينتظر اللبنانيون؟ لا للانتظار بقدر المساهمة العامة بنهضة لبنان السؤال عن لبنان الحياة بدلاً من لبنان الفقر والموت. ينطق المستقبل اللبناني بالتخلًص من الجيوش الطائفية التي تجذرت في دوائر الدولة ويتقاسمون غلالها، أمّا اللبنانيون فلا يعنيهم كثيراً، ماذا يكتب أو يقال في البيان الوزاري أو مقولة الشعب والجيش والمقاومة أو عدمها، بل الأكثر أهمية بالنسبة إليهم هو انتظار ملامح جديدة لمستقبل زاهر لا يُثمر إلا بالالتفاف جذرياً حول العهد الجديد في حقبته الجديدة.
هناك مناخ جديد لا يمكن وسمه بالانتظار، إذ ترى عبر شرائح الشابات والشباب أنّ انخراطاً ملحوظاً يتجاوز فكرة الانتظار كي يفعل الغير ما نترقبه وبه يحلمون وطناً جديداً مشرّع الأبواب والقناعات على العرب ودول العالم بهدف تخطي هذه المرحلة التمهيدية من العهد الجديد، وكأنهم ينتظرون الحكومة الجديدة القادمة إياها بأركانها الرئاسية لإعلان عناوين نهضة لبنان الجديد واللبنانيين، بعدما رصدت معظم الستائر والأقنعة المهلهلة عبر أحزابهم إذ أدمنوا تقديم أنفسهم وقوداً للزعماء وهمهم إجهاض فكرة نهضة لبنان الجديد ولو تخطّى عمره المئة سنة سيبقونه الضرع الحلوب الطائفي.
وتبقى الأسئلة المرضية حول ماذا يعني بل متى وكيف ومن سيبشّر اللبنانيين في الداخل والخارج فيُريحهم من الأجواء السياسية والوطنية المعقّدة والمشلولة بالتنافر المذهبي شبه القاتل في لبنان؟ يسألونك: ألم يحن الوقت لتجاوز العقود المتراكمة قهراً وإثبات إمكانيات الاطمئنان لمستقبلهم ومستقبل أجيالهم؟ لا تُحصى الأسئلة اليومية وهي متعددة ولجوجة في الأحاديث ووسائل الإعلام تطرح الحق بالحياة فتظهر الأسئلة وجهة الأطفال والأجيال والمستقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
حزب إسكتلندي يدعو الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين
وطلب الحزب من الحكومة البريطانية وقف بيع الأسلحة لإسرائيل ، قائلا إن فشل الحكومة في "استخدام السلطة التي تملكها" لإنهاء الصراع في غزة سيجعلها "متواطئة تماما" فيما وصفه بـ "المذبحة". وقال بريندان أوهارا، المتحدث باسم الحزب الوطني الإسكتلندي لشؤون الشرق الأوسط، إنه لو كانت الحكومة البريطانية "تتمتع بذرة من الإدانة والشجاعة لكانت تملك القدرة على التحرك". وأضاف: "بعد أن شهدنا أسبوعا آخر من المذبحة، يمكن لحزب العمال، بل يجب عليه، أن يبدأ هذا الأسبوع الجديد باتخاذ خطوتين ملموسين". وتابع قائلا إنه "يجب أن يبدأوا هذا الأسبوع الجديد بوقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين أخيرا". ووفق أوهارا فقد "كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واضحا تماما بأنه يستعد للانضمام إلى دول أوروبية أخرى في الاعتراف بدولة فلسطين، وأنه يضغط على المملكة المتحدة للانضمام إلى هذا (الزخم السياسي) نحو وقف إطلاق النار وسلام دائم". وأوضح أنه "يجب على كير ستارمر أن يوقف الأعذار وينضم إليه في الاعتراف بدولة فلسطين دون أي تأخيرات أخرى ضارة". وأشار إلى أن مثل هذا التحرك "سيرسل أوضح الإشارات بأننا مستعدون لحماية وضمان حق الشعب الفلسطيني في وطنه الخاص، وأن جميع الأدوات الدبلوماسية ستستخدم لمنع أي خطة تقترح بشكل فعال تطهيرا عرقيا في غزة". وشدد قائلا إنه "من الواضح أيضا بشكل جلي أن أي شخص يدعي دعم حل الدولتين يجب أن يدعم الاعتراف الفوري بفلسطين، وإلا فإن كلماته تبدو جوفاء". واعتبر أنه " إذا بقيت وستمينستر بعد هذا الأسبوع مكتوفة الأيدي وفشلت في استخدام السلطة التي تملكها للتحرك، فإنها ستكون متواطئة تماما في منح حكومة (بنيامين) نتنياهو حصانة لارتكاب مذابح أسبوعا بعد أسبوع، حتى أكثر فتكا من تلك التي عانى منها الفلسطينيون". ولفت الحزب الوطني الإسكتلندي إلى أن 144 عضوا في الأمم المتحدة، بما في ذلك أيرلندا وإسبانيا والنرويج، قد تحركوا بالفعل للاعتراف بفلسطين. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن الحكومة البريطانية لا تزال "ملتزمة تماما" بالاعتراف، لكنه رفض تحديد إطار زمني لذلك. وجاءت تصريحات أوهارا عقب خطاب ألقاه الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارته الرسمية الأخيرة للمملكة المتحدة، والذي قال فيه إن الاعتراف بدولة فلسطين هو "السبيل الوحيد للسلام"، بحسب وكالة "بي إيه ميديا" البريطانية.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
بيونغيانغ تؤكد دعمها "غير المشروط" لموسكو في حربها بأوكرانيا
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن كيم أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي الزائر سيرغي لافروف. وأعرب الزعيم الكوري الشمالي عن "إيمانه الراسخ بأن الجيش والشعب الروسيين سينتصران بالتأكيد في القضية المقدسة المتمثلة في الدفاع عن كرامة البلاد ومصالحها الأساسية". وأكد الوزير لافروف أن روسيا وكوريا الشمالية ملتزمتان بمعاهدة الشراكة الاستراتيجية وسيلتزمان بها بشكل صارم. وقال لافروف خلال حفل استقبال أقامته الحكومة الكورية الشمالية على شرفه: "كل من روسيا وكوريا الشمالية تلتزمان بشكل صارم بتعهداتهما بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وسنواصل الالتزام بذلك"، بحسب وكالة تاس الروسية للأنباء. ونقل لافروف، السبت، رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، إلى الزعيم كيم جونغ أون ، وذلك في إطار زيارته إلى بيونغيانغ. وصرّح لافروف، خلال لقائه كيم جونغ أون: "يرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحر التحيات لكم ويؤكد تعهده فيما يخص جميع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وأضاف لافروف: "يتطلع الرئيس بوتين لاستمرار الاتصالات المباشرة معكم في المستقبل القريب". وأشاد وزير الخارجية الروسي بالتحالف العسكري لبلاده مع كوريا الشمالية، وذلك خلال زيارة تهدف إلى إعادة تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وتابع لافروف قائلا: "لقد أكد أصدقاؤنا الكوريون الشماليون مجددا دعمهم القاطع لجميع أهداف العملية العسكرية الخاصة وإجراءات القيادة الروسية والجيش الروسي". بدوره وصف كيم جونغ أون، زيارة لافروف، بأنها "تُمثل نقطة تحول مهمة في مسار التعاون بين موسكو وبيونغيانغ". وأفاد الزعيم كيم، خلال لقائه مع لافروف بأن "زيارتكم، تمثل محطة مهمة للغاية في الارتقاء بعلاقاتنا المتميزة والقوية كحلفاء إلى مستوى جديد، كما أنها تمثل لحظة بالغة الأهمية في تطوير تعاوننا في مختلف المجالات". ووصل لافروف، الجمعة إلى مدينة وونسان في كوريا الشمالية، لإجراء محادثات مع نظيرته الكورية تشي سون هوي، وذلك في إطار الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء خارجية البلدين. وتأتي زيارة لافروف على خلفية تقارير إعلامية حول احتمال نشر ما يصل إلى 30 ألف جندي كوري شمالي إضافي في روسيا. وتم إرسال جنود كوريين شماليين في وقت سابق إلى منطقة كورسك غرب روسيا، من أجل استعادة المناطق التي استولت عليها القوات الأوكرانية خلال الهجوم المضاد المفاجئ الذي شنته في الصيف الماضي.

سكاي نيوز عربية
منذ 7 ساعات
- سكاي نيوز عربية
صحيفة: إسرائيل ستقدم مقترحا لحل القضايا الخلافية مع "حماس"
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية مشاركة في المحادثات بالدوحة قولها إن حماس رفضت مقترحا أميركيا للحل عُرض عليها الجمعة، وستحاول إسرائيل الآن تقديم مقترحها الخاص. ووفق الصحيفة فإن هناك ثلاثة بنود، أهمها خطوط إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي خلال وقف إطلاق النار. كذلك تتركز المناقشات حول جنوب قطاع غزة، ومحور موراغ ورفح. ويتناول الاقتراح الإسرائيلي خطوطا جديدة كما يتضح من جدول زمني مختلف للانسحابات، اعتمادا على التقدم في المفاوضات بشأن التسوية الدائمة. وعلمت "إسرائيل هيوم" أن الوثيقة الإسرائيلية تطرقت إلى قضيتين أخريين، الأولى ترتيبات المساعدات والإشراف عليها، بما في ذلك استمرار الإمداد تحت رعاية الجيش الإسرائيلي في مراكز مؤسسة غزة الإنسانية ، والثانية قوائم الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن. وتشير المصادر إلى أنه يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي بدا أن معظم القضايا تم الاتفاق عليها، إلا أن حماس أعلنت إصرارها على قضية واحدة وهي الانسحابات، وهو ما أدى إلى تجدد الخلافات حول القضايا الأخرى. تبادلت إسرائيل وحركة حماس ، السبت، الاتهامات بشأن "تعثر" محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وأفادت مصادر إسرائيلية، السبت، بأن إسرائيل قبلت مقترحا قطريا لوقف إطلاق النار في غزة في حين قوبل برفض من حركة حماس. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن "المحادثات لم تنهار، ولا يزال الفريق التفاوضي الإسرائيلي في الدوحة". وذكرت القناة نقلا عن مصدر مطلع أن "حماس تثير الصعوبات من أجل تخريب المفاوضات ولا تسمح بإحراز تقدم، بينما أظهر الوفد الإسرائيلي مرونة". وأضاف المصدر: "المحادثات في الدوحة مستمرة، وجرت خلال يوم السبت أيضا، ويعمل فريق التفاوض مع الوسطاء المصريين والقطريين، وهو على اتصال دائم مع رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر". وتابع: "الفريق الإسرائيلي تم إرساله إلى الدوحة بناء على الاقتراح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل، وحصل على التفويض اللازم للمحادثات". كما أكد أن: "إسرائيل قبلت مقترح قطر بشأن وقف إطلاق النار وحماس رفضته ولو أنها قبلته لأمكن التوصل لاتفاق". وفي المقابل، قال مسؤول رفيع في حماس لشبكة "سي إن إن" الأميركية، السبت، إن المحادثات "تعثرت". وألقى المسؤول باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "لإضافة شروط جديدة في كل مرة، وآخرها خرائط الانتشار الجديدة لمواقع وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة". وقال مسؤول آخر في حماس في تصريح لشبكة "سي إن إن" إن موقف إسرائيل من إعادة الانتشار "هو العقبة الحقيقية" في المفاوضات، مضيفا أن الحركة لا تصر على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وهو ما كان مطلبا رئيسيا في معظم فترات الصراع. وأوضح: "نحن ملتزمون بانسحاب جزئي بناء على خرائط 19 يناير 2025 مع تعديلات طفيفة".