
ترامب يعلن وقف الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران.. ماذا عن غزة؟
وأعلن ترامب أن إيران وتل أبيب توصلتا لاتفاق على وقف تدريجي لإطلاق النار يبدأ في الرابعة فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش، ما يمهد لإنهاء الحرب الدائرة بين البلدين منذ 12 يوما، وهو ما جعل الكثيرين يستفسرون عن مصير الفلسطينيين وخاصة قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة منذ أكتوبر 2023.
وهنأ الرئيس الأمريكي الطرفين على ما وصفه بامتلاك الشجاعة والذكاء لإنهاء النزاع، وحث الطرفين على عدم انتهاك الاتفاق، وذلك بعد توالي ورود أخبار عن قصف صاروخي إيراني على تل أبيب، ردا على اغتيال عالم نووي فجر اليوم.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية بدء وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال وإيران في تمام الساعة السابعة حسب التوقيت المحلي (4:00 بتوقيت غرينتش)، أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فقال فجر اليوم الثلاثاء إن بلاده لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع الكيان الصهيوني.
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، فجر الثلاثاء، إن 'العمليات العسكرية التي نفذتها قواتنا المسلحة لمعاقبة إسرائيل استمرت حتى الدقيقة الأخيرة عند الساعة الرابعة فجراً (بتوقيت طهران)'، وهو الموعد الذي حدده لوقف رد طهران العسكري، في حال أوقفت تل أبيب 'عدوانها'.
pic.twitter.com/Vs8cuTZEHU
— مركز الرصد المتوسطي (@MediterraneanMC)
June 24, 2025
وأعلن ترامب عبر منصته 'تروث سوشيال' في وقت متأخر أمس الاثنين أن وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وإيران سيدخل حيز التنفيذ في غضون 6 ساعات، مضيفا أن وقف إطلاق النار يدوم أولا 12 ساعة ثم ستعتبر الحرب منتهية رسميا.
وشنت إيران سلسلة هجمات صاروخية جديدة على مناطق واسعة في الأراضي المحتلة منذ فجر اليوم، وأصاب صاروخ إيراني مبنى بمدينة بئر السبع، مما تسبب في مقتل 6 مستوطنين وإصابة آخرين.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن تقديرات للجيش الإسرائيلي تشير إلى أن إيران أطلقت صباح اليوم الثلاثاء 15 صاروخا، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية إنها الأخيرة قبل بدء سريان وقف إطلاق النار.
وقبل الهجوم على الكيان الصهيوني، كشف التلفزيون الإيراني عن اغتيال العالم النووي محمد رضا صديقي في هجمات صهيونية على العاصمة طهران ومدينة كرج إلى الغرب، قبل بدء وقف إطلاق النار بوقت قصير.
محمد رضا صديقي صابر هو عالم نووي إيراني بارز، وُلد في 24 أوت 1974، ويحمل الجنسية الإيرانية. يُعرف بأنه أحد الشخصيات العلمية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وسبق أن استُهدف بعقوبات دولية نتيجة أنشطته في هذا المجال.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن صديقي صابر كان قد نجا مؤخرًا من محاولة اغتيال مماثلة في العاصمة طهران، حيث استُهدف منزله بطائرة مسيّرة قبل أيام، ما أسفر آنذاك عن مقتل نجله البالغ من العمر 17 عامًا.
وتشير الترجيحات إلى أن الهجوم الأخير قد نُفّذ باستخدام طائرات مسيّرة يُشتبه أنها إسرائيلية، في استمرار لعمليات نوعية تستهدف شخصيات عسكرية وعلمية حساسة داخل العمق الإيراني.
ورغم تداول معلومات عن العملية، لم تُصدر السلطات الإيرانية، بما في ذلك وزارة الدفاع أو الأجهزة الأمنية، أي بيان رسمي حتى الآن بشأن ملابسات الحادث أو الجهات المتورطة فيه.
التلفزيون الإيراني: اغتيال العالم النووي محمد رضا صديقي في هجمات إسرائيلية فجر اليوم قبل بدء وقف إطلاق النار.
pic.twitter.com/a5wXVW7Laj
— سيّدْ عبد الزهرة أَلذَبحْاوُيِ (@Althebhawy)
June 24, 2025
ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر أمني قوله إن الجيش استكمل موجة واسعة من الغارات الجوية على إيران خلال الليلة الماضية.
وأشار المصدر إلى أن الغارات استهدفت تصفية شخصيات إيرانية بارزة ويجري التحقق من نجاحها، كما استهدفت مقار للحرس الثوري ومنشآت للصناعات العسكرية ومختبرات نووية.
ماذا عن غزة؟
قال نشطاء إن قوة إيران الصاروخية التي أرعبت الصهاينة هي التي دفعت الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة للتعجيل بوقف إطلاق النار والدعوة إلى إحلال السلام في المنطقة، خاصة بعد منشور ترامب الذي قال فيه: 'حفظ الله إسرائيل وإيران'، لكن التساؤل الأبرز كان عن مصير غزة.
في ذات السياق قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران يجب أن يشمل غزة أيضا، الأمر الذي أيده كثيرون بحيث يتم حسبهم إطلاق سراح المحتجزين مقابل إنهاء الحرب وبدء التعمير.
عاجل | هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين: اتفاق وقف إطلاق النار مع
#إيران
يجب أن يشمل غزة أيضا
— الجزيرة – عاجل (@AJABreaking)
June 24, 2025
وقال زعيم المعارضة لدى الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد: 'الآن غزة.. هذه هي اللحظة لإعادة الأسرى، وإنهاء الحرب على 'إسرائيل' أن تبدأ بإعادة الإعمار'.
زعيم المعارضة في دولة الاحتلال، يائير لابيد: الآن غزة. هذه هي اللحظة لإعادة الأسرى، وإنهاء الحرب. على 'إسرائيل' أن تبدأ بإعادة الإعمار.
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn)
June 24, 2025
يذكر أن إيران أطلقت مساء الاثنين
عملية بشائر الفتح،
حيث شنّت ضربات صاروخية على قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر، وقواعد أخرى في العراق، ردّا على استهداف منشآتها النووية، ليعلق ترامب على إثرها أن الرد كان ضعيفا ومن بعده يعلن وقف إطلاق النار رسميا.
ترامب من خلال منصة تروث:
مبروك للعالم، انه وقت السلام.
pic.twitter.com/Zojv7pc83i
— فيصل الحمد Faisal (@ah64faisal)
June 23, 2025
ومنذ 13 جوان الجاري، يشن الكيان الصهيوني بدعم أميركي عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت الأخيرة بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه تل أبيب.
وفجر الأحد 22 جوان، انخرطت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني، وذلك بقصف منشآت إيران النووية، في خطوة قال عنها مراقبون إنها تصعيد خطير ينذر ببداية الحرب العالمية الثالثة.
وفي اليوم العاشر من الحرب بين إيران والكيان الصهيوني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده نفذت هجوما 'ناجحا للغاية' على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن 'الآن هو وقت السلام'، لكن
إيران تعهدت بالرد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد الجزائرية
منذ 7 ساعات
- البلاد الجزائرية
غرامات بالمليارات تهدد عمالقة التكنولوجيا بسبب "تيك توك" - الراصد : البلاد
تواجه شركات مثل "أبل" و"غوغل" و"T-Mobile" تحقيقات وغرامات مدنية محتملة بسبب استمرار دعمها لتطبيق "تيك توك"، رغم صدور قانون فيدرالي يُهدد بحظره داخل أميركا. يأتي ذلك في تطور قانوني مثير قد يُكلف كبريات شركات التكنولوجيا العالمية مليارات الدولارات، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena". وبحسب معلومات كشف عنها توني تان، أحد المساهمين في شركة ألفابت المالكة لـ "غوغل"، فإن بعض شركات التكنولوجيا الكبرى قد تكون عرّضت نفسها لمسؤولية قانونية جسيمة، نتيجة استجابتها لأوامر تنفيذية مثيرة للجدل صدرت عن الرئيس دونالد ترامب. تبدأ القصة في يناير 2025، وهو التاريخ الذي صادف تنصيب ترامب لولاية ثانية.كان من المفترض أن يكون هذا الموعد هو آخر مهلة قانونية لبيع تطبيق "تيك توك" من قبل شركته الأم "بايت دانس". يأتي هذا الأجراء بموجب قانون وقّعه الرئيس جو بايدن في أبريل 2024، والذي منح "بايت دانس" مهلة 270 يومًا لتصفية ملكيتها أو مواجهة الحظر الكامل داخل أميركا. لكن ترامب، ومن خلال أوامر تنفيذية لاحقة، قام بتعديل وتجميد تنفيذ القانون عدة مرات، ما منح "تيك توك" فرصة للبقاء. وفي خطوة لافتة، أرسلت الإدارة الأميركية في أبريل رسائل رسمية إلى شركات التكنولوجيا الكبرى، تطمئنها بأنها لن تتعرض للعقوبات في حال استمرارها بتوفير خدمات لـ"تيك توك"، رغم أن نص القانون الأصلي كان يُلوّح بغرامات تصل إلى 850 مليار دولار على أي شركة تساهم في بقاء التطبيق داخل أميركا بشكل غير قانوني. استنادًا إلى هذه المخاوف، قرر توني تان رفع دعوى قضائية ضد "ألفابت"، معترضًا على قرار إعادة تطبيق "تيك توك" إلى متجر "غوغل بلاي"، بعد أن كانت الشركة قد أزالته في 18 يناير. ويرى تان أن هذا القرار يُعرّض الشركة وأصول المساهمين فيها لخطر قانوني جسيم. ولم تتوقف تحركات تان عند هذا الحد، بل تقدّم بطلبات بموجب قانون حرية المعلومات للحصول على نسخ من المراسلات بين الحكومة وشركات تقنية كبرى، منها "أبل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" و"T-Mobile" و"أوراكل" و"إل جي"، والتي يُعتقد أنها تلقت رسائل مماثلة من وزارة العدل تطمئنها بعدم وجود عقوبات فورية. أثار الملف كذلك انتقادات من شخصيات سياسية بارزة، مثل السيناتور إدوارد ماركي، وكوري بوكر، وكريس فان هولن، الذين وجهوا رسالة إلى الرئيس ترامب في مارس 2025، يرفضون فيها تعطيل القانون عبر أوامر تنفيذية، مؤكدين أن ذلك يمثل تجاوزًا للصلاحيات الدستورية. ومن بين الوثائق البارزة، رسالة أرسلتها المدعية العامة بام بوندي إلى نائبة الرئيس الأولى والمستشارة القانونية لشركة أبل، كاثرين آدامز، تحذر فيها من المخاطر القانونية المترتبة على الاستمرار في دعم التطبيق الصيني، الذي يعتبره القانون "خاضعًا لسيطرة خصم أجنبي". ورغم التطمينات التي تلقتها الشركات، فإن الخلافات القانونية والسياسية ما زالت محتدمة، وقد تفتح الباب لتحقيقات موسعة أو حتى غرامات قد تُعيد تشكيل العلاقة بين الحكومة الأميركية وعمالقة التكنولوجيا في ظل تصاعد التوترات بشأن الأمن القومي والرقابة الرقمية.


الشروق
منذ 10 ساعات
- الشروق
تعرف على 'شايلوك' اليهودي الذي وضع ترامب في ورطة
تسببت كلمة 'شايلوك' التي استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس الماضي، في موجة غضب وسط منظمات يهودية، وصفت استخدام الكلمة من قبل الرئيس الأمريكي بـ 'أمر غير مسؤول وخطير'. وقال ترامب وهو يستعرض إنجازاته الاقتصادية في خطاب له: 'لا ضريبة على التركات ولا حاجة للاقتراض من، في بعض الحالات، مصرفيين جيدين، وفي حالات أخرى، شايلوك وأناس سيئين.' وبعد توسع الانتقادات الموجهة ضده من المنظمات والجمعيات اليهودية، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صباح الجمعة، إنه لم يكن يعلم أن بعض الناس يعتبرون أن كلمة 'شايلوك' معادية للسامية، وذلك بعد استخدامه هذا المصطلح خلال تجمع جماهيري للتنديد بمقرضي الأموال غير الأخلاقيين. وأضاف ترامب للصحفيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة: 'لم أسمعها بهذه الطريقة من قبل. بالنسبة لي، (شايلوك) هو شخص يقرض الأموال بفائدة مرتفعة. لم أسمعها بهذه الطريقة أبدا، أنتم تنظرون إليها بشكل مختلف عني. لم أسمع ذلك من قبل أبدا'. من هو 'شايلوك'؟ 'شايلوك' هو شخصية يهودية في مسرحية تاجر البندقية لشكسبير، مُراب يطالب برطل من لحم الإنسان كضمان للقرض، وتجري وقائع هذه الرواية بين مدينة البندقية وقصر بورشيا بمدينة بلمونت الخيالية. كما تجري أحداث الفصل الرابع في المحكمة حيث يلتقي شايلوك اليهودي بأنطونيو ليأخذ منه رطلا من لحمه بسبب عدم سداد الدين في الوقت المتفق عليه. وتقول الجمعيات اليهودية 'إنه عبر القرون أصبح اسم 'شايلوك' رمزا وصورة مسيئة لليهود بأنهم جشعون ولا يرحمون.' ولهذا يعتبرها اليهود حسبهم معادية للسامية.


إيطاليا تلغراف
منذ 14 ساعات
- إيطاليا تلغراف
عواقب موقف ترامب في أوكرانيا
إيطاليا تلغراف فاطمة ياسين كاتبة سورية، صحفية ومعدة ومنتجة برامج سياسية وثقافية كان إيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا من ضمن تعهدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن أكثر من مرّة أنه من خططه الأساسية بعد انتخابه، وأغدق مجاملاتٍ على الرئيس بوتين في سبيل التقرّب من الجانب الروسي قليلاً، ووجّه لوماً لأوروبا ولسلفه جو بايدن الذي كان يتصدّر الموقف في دعم أوكرانيا. ظنّ ترامب أن وصوله إلى البيت الأبيض سيحرّك بوتين لتوطيد العلاقة به وإيقاف الحرب تلبيةً لطلبه، ولكن ما حصل بعد وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة مُحبط في هذا السياق، وغير مطمئن، ولا يصبّ في أي حال في صالح وقف المعارك. وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد دعا إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار، ولم يلتفت بوتين إلى ذلك، بل استمرّ بزخمه العسكري، ما دفع ترامب إلى أن يكتب على 'السوشال تروث': 'فلاديمير، توقف'. وبالأمس فقط هاتف ترامب بوتين، ودار حديثهما بالطبع عن وقف الحرب. ولكن ما إن أغلق الهاتف، حتى انهمرت الطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا، ما أظهر أن بوتين غير راغبٍ في أي حالة سلام، ويستغل الضغط الأميركي على زيلينسكي ليزيد من مكاسبه على الأرض فقط. يستخدم بوتين موقف ترامب إلى أقصى حد، ويتغوّل في قصف الأوكرانيين، غير عابئ بالفاتورة البشرية التي تسقط على الجانب الأوكراني، ولا حتى بخسائر روسيا المتفاقمة مع حملاته الغزيرة التي سرّعت أخيراً من تقدّمه، وإنْ على حساب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة… تساعد مواقف ترامب المتذبذبة في تشدّد بوتين العسكري، والمشهد الذي رآه العالم في البيت الأبيض لترامب ونائبه يتناوبان في التهجّم على زيلينسكي ومحاولة إسكاته شاهده بوتين، ووظّفه لصالحه في أرض المعركة. عاد ترامب بعدها إلى تليين موقفه، فتكلم مع زيلينسكي، وعقد معه اتفاقاً مهماً حول المعادن الثمينة، فتقدّم بوتين في أراضٍ أوكرانية تحتوي على بعض من تلك المعادن من دون الالتفات إلى موقف ترامب الذي أوقف، في الأسبوع الماضي، شحنة أسلحة مهمة كانت في طريقها إلى أوكرانيا، بينما بوتين في خضم حملة قصف جوي شديدة طاولت مساحات كبيرة، وأهداف بعضها مدني، في أوكرانيا… لا يساعد موقف ترامب المتراقص أي سلام ممكن، ولا يؤدّي إلى تحقيق ما ردّده بأنه قادر على أن يوقف الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة. يبدو ترامب بمواقفه المتأرجحة حائراً في كيفية معالجة الأمر، فهو يرغب في التمسّك بتعهده القاضي بإنهاء المسألة، وضغط على زيلينسكي لتحقيق ذلك، وقد بدا زيلينسكي كأنه الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، وظهر في لحظة ما خائر القوى، ومستعدّاً للتجاوب، ولكن بوتين حافظ على موقفه المتصلب الجاد في المضي بالحرب، ومن دون أن يبني ترامب استراتيجية واضحة لوقفها تبدو الفرص قليلةً مع شخصٍ مثل بوتين الذي يشكل الموقف الأميركي المتذبذب حافزاً إضافياً له ليبقي ضغطه متواصلاً على أوكرانيا. ولا يبدو الموقف الأوروبي مؤثراً كثيراً، رغم أن دولاً أوروبية تقدّمت بخطوة تحدٍّ نحو بوتين بتقديم مزيد من المساعدات إلى أوكرانيا. في إعلان مساندة راسخة في أوج هجوم بوتين الجنوني، تقول أوروبا إنها لا تنوي التخلي عن أوكرانيا، وهو موقف إيجابي، ولكنه غير كافٍ. قد لا يستطيع ترامب إنهاء الحرب بالتعادل، ولكنه يستطيع أن يوقف الهمجية الروسية لبوتين الذي يوغل في دماء الأوكرانيين، وفي وسعه تكثيف العقوبات وإعادة تزويد أوكرانيا بالأسلحة القادرة على توقيف المسيّرات والصواريخ. وبالتعاون الأوروبي الأميركي، يمكن تحويل القاعدة الحالية للحرب التي يتقدّم بوتين فيها على الأراضي الأوكرانية، إلى وضع معاكس. ورغم أن بوتين ما زال قادراً على تمويل حربه، إلا أن تلك الحرب تكبل يديه في الداخل وتحرجه أمام أنصاره، وقد يضطرّ إلى تغيير بعض من مواقفه، وتصبح الأمور أكثر سهولة في تحقيق السلام، ولكن ذلك يبقى رهناً بقدرة ترامب على حسم ما يجب حسمه.