logo
مهرجان العين للهجن يتوّج «علاج» و«شاهين» بالناموس

مهرجان العين للهجن يتوّج «علاج» و«شاهين» بالناموس

البيانمنذ 5 ساعات
تواصلت، أمس، منافسات مهرجان العين لسباقات الهجن في يومها الرابع بميدان الروضة بمنطقة العين، التي شهدت 15 شوطاً لفئة الحقايق لمسافة 3 كيلومترات، وسط مشاركة نخبة من المطايا المملوكة لأبناء الدولة، وتنافس قوي للفوز بالناموس، وتصدرت «علاج» لحمد سهيل العفاري المشهد في الشوط الأول المخصص للحقايق الأبكار، بعد أن حققت المركز الأول بزمن بلغ 4:30:48 دقائق، معلنةً تفوقها على بقية المطايا المشاركة.
وفي الشوط الثاني تألق «شاهين» لعلي سلطان بن محمد علي الهاشمي، وانتزع الناموس بعد أن أنهى السباق في المركز الأول بزمن قدره 4:27:16 دقائق، مسجلاً أفضل توقيت في منافسات اليوم.
أما الشوط الثالث، فقد ذهب الناموس فيه إلى «نجاح» لعامر علي بن سالم علي الهاشمي، بعد أن قطعت المسافة بزمن قدره 4:34:19 دقائق، في حين نالت «الشبابي» لمطر خاتم بن محمد الشامسي صدارة الشوط الرابع بزمن قدره 4:28:76 دقائق، وحققت «أمجاد» لسالم الرملي بن محمد الشامسي فوزاً مستحقاً في الشوط الخامس، بعد أن أنهت السباق بزمن بلغ 4:32:42 دقائق، فيما ظفرت «الطيارة» لسليمان سليم بن علي الفزازي بالمركز الأول في الشوط السادس بزمن قدره 4:34:70 دقائق.
وأسفرت نتائج الأشواط من السابع وحتى الخامس عشر عن فوز «شيبوب» لحمود الصغير بن حمود الوهيبي، و«العاصمة» لمحمد سهيل سالم بن نهية العامري، و«الكايدة» لزاهر سالم بن سعيد الجحافي، و«ناصي» لحمود الصغير بن حمودة الوهيبي، و«نجدة» لحمدان بن مبروك رويضي العديني، و«مذهل» لسعيد ناصر بن حميد الهاشمي، و«الشاهينية» لمحمد راشد بن عصيان المنصوري.
ويشهد مهرجان العين لسباقات الهجن في نسخته الحالية منافسات حافلة بالحماس والإثارة، في ظل المشاركة الكبيرة من الملاك والمضمرين، وتنوع الفئات التي تعكس تراث سباقات الهجن في دولة الإمارات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العيناوي محمد عوض الله إلى ليخيا غدانسك البولندي على سبيل الإعارة
العيناوي محمد عوض الله إلى ليخيا غدانسك البولندي على سبيل الإعارة

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

العيناوي محمد عوض الله إلى ليخيا غدانسك البولندي على سبيل الإعارة

أعلن نادي العين موافقته على انتقال اللاعب محمد عوض الله إلى صفوف نادي ليخيا غدانسك المنتمي للدوري البولندي «الممتاز» لمدة موسم واحد، على سبيل الإعارة، وذلك ضمن رؤية النادي الاستراتيجية لتمكين المواهب الكروية الإماراتية من خلال فتح آفاق الاحتراف الخارجي. وكان نادي ليخيا غدانسك قد بدأ متابعة اللاعب محمد عوض الله منذ منتصف الموسم الماضي، حيث حرص ممثلوه على حضور عدد من مباريات الفريق الأول والرديف. كما شهد المدير الرياضي للنادي البولندي المباراة الودية التي جمعت نادي العين وأستون فيلا الإنجليزي على استاد هزاع بن زايد، لمراقبة أداء اللاعب عن قرب. وقد أُنجزت تفاصيل الاتفاق النهائي خلال سلسلة من الاجتماعات التي جمعت ممثلي الناديين مع اللاعب ووكيله في العاصمة الأمريكية واشنطن، على هامش مشاركة نادي العين في بطولة كأس العالم للأندية 2025. وتُعد هذه الخطوة أول تجربة احتراف خارجي «نظامية» للاعب إماراتي في الدوري البولندي، ما يمنحها بعداً استثنائياً من حيث القيمة الفنية والمهنية. ولم يتردد نادي العين في الموافقة على العرض البولندي، انطلاقاً من التزامه الراسخ برعاية وتمكين اللاعبين الموهوبين، وتعزيز حضور كرة الإمارات على الساحة الدولية. وأعرب اللاعب محمد عوض الله عن خالص امتنانه وتقديره لرئاسة نادي العين، على الرعاية المستمرة لهذا الكيان الشامخ وجميع منتسبيه، كما تقدم بجزيل الشكر لرئيس مجلس إدارة النادي، الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، على ما يوليه من اهتمام كبير ودعم مستمر للنادي وكافة المنتمين إليه. وقال: أتوجه بالشكر والتقدير لكل أعضاء مجلس الإدارة، والأجهزة الفنية، والطبية، والإدارية، ولزملائي اللاعبين الذين كانوا دائماً سنداً لي، واليوم أبدأ خطوة جديدة في مسيرتي الكروية بالاحتراف في أوروبا عبر بوابة نادي ليخيا غدانسك البولندي، وهو حلم لطالما راودني منذ الطفولة، ولم يكن ليتحقق لولا دعم نادي العين، الكيان الذي أفتخر بالانتماء إليه. وأكمل: لا يفوتني أن أتوجه بالشكر من عميق قلبي لأعظم جماهير في الدولة، الأمة العيناوية، على الدعم والتشجيع، وسأبذل قصارى جهدي لأكون خير سفير لنادي العين وكرة الإمارات في الملاعب الأوروبية. وأردف عوض الله: أكرر تقديري وامتناني لنادي العين الذي منحني هذه الفرصة الاستثنائية، وكان داعماً رئيساً في كل خطوة. وأسأل الله التوفيق، ولكل من كان جزءاً من هذه الرحلة... شكراً من القلب.

هل تغير الكتب حياتنا؟
هل تغير الكتب حياتنا؟

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

هل تغير الكتب حياتنا؟

الشارقة: رضا السميحيين هل تساءلت يوماً كيف يمكن لكتاب أن يغير حياتك أو رؤيتك للعالم؟ أو لماذا تؤثر بعض الكتب فينا أكثر من غيرها؟ هذه الأسئلة وغيرها، حاول الكثير من المفكرين والباحثين الإجابة عنها وتفسير العلاقة المعقدة بين القارئ وما يقرأه، وتحديد ما إذا كان الكتاب هو من يصنع التأثير، أم أن القارئ هو من يمنحه هذا الأثر. يرى بعض الباحثين أن القراءة قد تكون وسيلة لفهم النفس، مثل نورمان هولاند، الذي يرى أن القارئ يسقط رغباته ومخاوفه وتجاربه على الكتاب الذي بين يديه، وهكذا تصبح القراءة أحياناً مثل «جلسة تحليل نفسي»، يظهر فيها اللاوعي من خلال الكلمات التي يختار القارئ التركيز عليها أو تفسيرها بطريقته الخاصة. في هذا السياق، تبدو فكرة الأثر الناتج عن القراءة مسألة معقدة، لا تخضع لتجربة واحدة ولا يمكن اعتبارها وصفة جاهزة، فالتأثير الذي يحدثه كتاب في شخص، قد لا يحدثه في شخص آخر، والأمر هنا لا يتعلق بالكتاب وحده، وإنما باللحظة التي يلتقي فيها القارئ بالنص، وحالته الذهنية التي يكون عليها، ومدى استعداده الداخلي لاستقبال فكرة مختلفة، أو مناقشة يقين كان يعتقده راسخاً. تحول لابد من القول إن أثر الكتاب لا يرتبط بالضرورة، بمدى شهرته أو مكانته الأدبية أو بحجم ونوع ما يحويه من معلومات، لأن الشواهد تقول إن كثيراً من الكتب الصغيرة، أو النصوص الهامشية، أحدثت في القارئ من التحول ما تعجز عنه المجلدات الضخمة، إذ يتمثل الأثر الحقيقي للكتاب في قدرته على أن يلامس موضعاً خفياً في أعماق القارئ، أو يحاكي سؤالاً كان ينتظر أن تتدفق أمامه الإجابات. تتفق العديد من النظريات التي حاولت تفسير العلاقة بين الكتاب والقارئ على شيء واحد، أن القارئ لا يمكن اعتباره مجرد متلق دائماً وإنما هو متفاعل يخلق حواراً عميقاً بين الكتاب وبين ذاته، فالكتاب قد يفتح الباب، لكن القارئ هو من يقرر كيف يدخل، وماذا يرى، وما الذي سيبقى معه بعد إغلاق الغلاف. على كل حال عندما نتحدث عن تأثير الكتب في القارئ لا نعني بالضرورة التأثير المباشر والسريع، الذي يمكن قياسه بنتيجة فورية أو شعور لحظي، ويمكننا القول إن «الكتاب الذي يغيرك» هو الكتاب الذي يربك مفاهيمك ويعيدك إلى نقطة الصفر، من دون أن يمنحك أفكاراً أو قرارات جاهزة، وإنما يزرع فيك أسئلة طويلة الأمد، تحتاج معها إلى وقت، وربما عمر، لتفهم إلى أي مدى أصبحت شخصاً مختلفاً. من هنا، تقترب «الخليج» من تجارب بعض الكتاب الإماراتيين لتسألهم: هل غيركم كتاب؟. عصارة التجارب الكاتب والروائي علي أبو الريش يؤكد أن فعل القراءة لا يعتبر مجرد عادة ثقافية أو نشاط ذهني لحظي، وإنما هو عملية جوهرية تسهم بعمق في تشكيل الفكر الإنساني وبناء توجهاته وفلسفته في الحياة. فالكتاب، في نظره، هو فكرة حية تنبض بالمعنى وليس مجرد أوراق مطبوعة أو كلمات مسطورة، وتستحق أن يستقبلها القارئ بإدراك عميق، ووعي يقظ، وتأمل يحرر القارئ من السطحية ويقوده إلى جوهر المعرفة. ويقول أبو الريش: «لا أستطيع أن أزعم أن هناك كتاباً واحداً قادر على تغيير حياة إنسان تغييراً كلياً، لكن ما أؤمن به هو أن كل كتاب نقرؤه يترك أثراً ما فينا صغيراً كان أو كبيراً، ومع تراكم هذه القراءات المتنوعة والمتكررة، تتسع مدارك الإنسان، وتتطور رؤيته للعالم، وتتشكل ملامح وعيه، وهو ما ينعكس لاحقاً على مجمل تفاصيل حياته اليومية والفكرية». ويضيف أن الكتب تحمل في طياتها عصارة تجارب الآخرين، وهذه التجارب تشكل مصدراً ثرياً للمعرفة والحكمة، وتصبح أحياناً بمثابة أدوات عملية لمواجهة التحديات والضغوطات التي يعانيها الإنسان في واقعه، بحيث تكون طوق نجاة لمن ضاق به الأفق أو واجهته عتمة الشكوك. ويشير أبو الريش إلى أنه يقرأ حالياً كتاب «بحث الإنسان عن المعنى» لعالم النفس فيكتور فرانكل، ويجد فيه مثالاً على قدرة الكلمة على إشعال الأمل في لحظات اليأس، فالكتاب يثبت أن الإنسان يستطيع أن يمنح لحياته معنى حتى في أقسى الظروف، وهو ما يعيد التأكيد على أن القراءة لا تعتبر وسيلة للهروب، وإنما أداة قوية للمواجهة والتحدي. مفاتيح من جهته يرى الشاعر كريم معتوق أن حياة الإنسان المعرفية تشبه وعاء يمتلئ بتجاربه وقراءاته وخبراته، وأن الكتاب هو أحد هذه العناصر التي قد تؤثر في الإنسان، لكن ضمن حدود معينة، ويؤكد أن التغيير الذي يحدثه كتاب ما غالباً ما يطال جانباً محدداً من شخصية الفرد، مثل السلوك التربوي أو النظرة الاقتصادية أو الفهم الأدبي، دون أن يشمل كل أبعاد الحياة. ويستثني معتوق من ذلك القرآن الكريم، الذي يعتبره الكتاب الوحيد القادر على إحداث تحول شامل في حياة الإنسان، لأنه يشكل مشروع حياة متكاملاً، مشيراً إلى شواهد كثيرة عن أناس من ديانات مختلفة غير القرآن مجرى حياتهم بأكملها. وعن الكتب التي أثرت فيه، يقول معتوق إن ديوان بدر شاكر السياب كان محطة فارقة في وعيه الشعري، حيث غير فهمه للشعر، وفتح أمامه آفاقاً جديدة بعد أن كان مقتصراً على الشعر العمودي، وهو ما عبر عنه في قصيدته «عتاب متأخر للسياب». كذلك، يشير إلى تأثير عدد من الكتب الأجنبية التي تناولت قواعد النجاح وتطوير الذات، والتي ساهمت في تعديل سلوكياته الإدارية والاجتماعية والمالية. ويختم معتوق بالقول: «إن المثقف الحقيقي يشبه الإسفنجة التي تمتص تجارب الآخرين، وإنه من الصعب أن يجمع كتاب واحد كل المعارف التي يحتاج إليها الإنسان، لكن بعض الكتب تكون بمثابة مفاتيح حقيقية، تغير زاوية النظر وتضيء جزءاً من الطريق». من زاوية أخرى تؤمن الكاتبة فتحية النمر بأن للكلمة مفعولاً يشبه السحر، فهي تملك القدرة على بناء الإنسان والحضارات، كما يمكنها في المقابل أن تحرض على الدمار والخراب، وتدفع بالمجتمعات نحو الانهيار. ومن هنا، تعتبر الكتابة أعظم اختراع عرفته البشرية، بشرط أن تكون القراءة عادة يومية في المجتمع. وترى فتحية النمر أن التاريخ حافل بأمثلة على كتب غيرت وجه العالم، مثل كتاب «الأمير» لميكافيللي في السياسة، و«أصل الأنواع» لداروين في العلوم، و«الأخلاق» لسبينوزا في الفلسفة، فضلاً عن كتب أدبية تركت أثراً عميقاً، مثل «ألف ليلة وليلة» و«التحول» لكافكا، وكلها أسهمت في تشكيل مدارس جديدة في الخيال والفكر والسرد، لكن ذلك مشروط بمجتمع يقدس فعل القراءة ويمنحه أولوية. كما تشير إلى أن التأثير الحقيقي للكتب لا يتحقق إلا عندما يكون القارئ مستعداً فكرياً ونفسياً، ومحصناً بالوعي والتمييز. فالقراءة غير الواعية قد تضلل، لكنها حين تصاحب بتأمل عميق، تقود حتى الشاك إلى الإيمان. وعن تجاربها الشخصية، تشير فتحية النمر إلى أن كتب مصطفى محمود أثرت كثيراً في توجهها الفكري، ودفعتها لاختيار تخصص الفلسفة في الجامعة، كما لعب كتاب «ألف ليلة وليلة» دوراً في تنمية خيالها، والذي لا تزال تغترف منه في كتاباتها، وذكرت أيضاً تأثرها العميق بروايات نجيب محفوظ وغابرييل غارسيا ماركيز. وتختم فتحية النمر بالتأكيد على أن لا شيء يضاهي تأثير الكتاب في وعي الإنسان وسلوكه، بشرط أن يكون هذا الإنسان مزوداً بأدوات فكرية تضيء له الطريق نحو بر الأمان. في السياق ذاته تقول الكاتبة عائشة سلطان: إن علاقتها بالكتب علاقة ممتدة وعميقة، لكنها لا تستطيع أن تنسب تغير حياتها إلى كتاب بعينه. فبرأيها، ليس هناك كتاب وحيد أحدث انقلاباً وجودياً في مسارها، بقدر ما هو تراكم الكتب التي قرأتها، وتنوع الموضوعات التي انشغلت بها، وهو ما شكل شخصيتها ومنحها ملامح فكرية ولغوية خاصة. تقول: «كل كتاب قرأته أضاف لي شيئاً ما، صغيراً كان أو كبيراً، فالكتب نوافذ تطل منها الروح على عوالم وأفكار وتجارب متعددة، والإنسان الذي يمتلك البصيرة سيتأثر لا محالة بما يقرأ». وتلفت عائشة سلطان إلى أن المبالغة في القول بأن «كتاباً ما غير حياة شخص» قد لا تكون دقيقة في جميع الحالات، لكنها في الوقت نفسه لا تنفي أثر الكتب العميق في إعادة تشكيل الوعي وتوسيع الأفق، تماماً كما تفعل المواقف أو الرحلات أو حتى الأشخاص في حياة الإنسان. وتستذكر في هذا السياق كاتباً ترك بصمة مبكرة في تكوينها اللغوي، فتقول: «مصطفى لطفي المنفلوطي كان من أكثر الكتاب الذين أثروا في مفرداتي وقد قرأت له منذ صغري، ولا تزال عباراته ومصطلحاته حاضرة في ذاكرتي اللغوية». أما على الصعيد الفكري، فتشير عائشة سلطان إلى كتب كثيرة غيرت نظرتها لعدد من القضايا السياسية والثقافية، ووسعت من مداركها ومفاهيمها، وتضرب مثالاً بكتاب «الروائي ومدينته: بطرسبورغ دوستويفسكي»، الذي تقول إنه أثرى رؤيتها الأدبية، ودفعها فعلياً لزيارة المدينة الروسية بحثاً عن آخر الأماكن التي عاش فيها الكاتب العظيم، وكتبت من هناك سلسلة مقالات شكلت تجربة خاصة وملهمة لها. لحظة مناسبة بدورها تقول الكاتبة فاطمة المزروعي أن كتاب «الإنسان يبحث عن معنى» لعالم النفس فيكتور فرانكل، كان من أكثر الكتب تأثيراً في حياتها، حيث إن قراءتها لهذا العمل جاءت في لحظة كانت تبحث فيها عن تفسير لأسئلتها الوجودية وآلامها، بعد أن عجزت الكتب التقليدية والأحاديث اليومية عن تقديم إجابات حقيقية. وتوضح فاطمة المزروعي أن فرانكل لم يكتب من برج عاجي، وإنما من قاع الجحيم ذاته، من معسكرات الاعتقال والتجربة المباشرة مع الألم والفقد والمهانة. ولعل أكثر ما ترك أثراً فيها كان تأملات فرانكل حول فقدان المعنى، وكيف أن غياب الإيمان بشيء قادم قد يؤدي إلى انهيار الإنسان نفسياً وجسدياً. وفي رأي فاطمة المزروعي، لا يشترط في الكتب التي تغيرنا دائماً أن تكون الأشهر أو الأكثر مبيعاً، ولكنها الكتب التي تصلنا في اللحظة المناسبة، وتحادثنا بصدق وتمنحنا منظوراً مختلفاً، حيث إن الألم ليس شراً مطلقاً، والفقد ليس نهاية، والمعنى لا يمنح لكنه يصنع من الداخل ومن اختياراتنا ووعينا. معنى وهوية يقدم الكاتب ألبرتو مانغويل في كتابه «فن القراءة» شهادة واقعية وعميقة حول فعل القراءة، باعتباره المعنى الحقيقي للهوية الإنسانية، وتجربة وجودية تتقاطع فيها السيرة الذاتية مع التاريخ الثقافي. مانغويل المعروف بمؤلفات مثل «تاريخ القراءة» و«المكتبة في الليل»، يعود في كتاباته إلى جذور علاقته المبكرة بالكتب، وبشكل خاص تجربته الاستثنائية كمرافق وقارئ بصوت عال للكاتب خورخي لويس بورخيس بين عامي 1964 و1968، حين كان بورخيس قد فقد بصره تماماً. تلك التجربة ولّدت لدى مانغويل إحساساً بأن الكتب ليست نصوصاً صامتة، وإنما هي كيانات حية تقرأ وتعاد كتابتها في عقل القارئ. يتكون «فن القراءة» من ثمانية أقسام تجمع بين تأملات ثقافية وسرد ذاتي وتحليل فلسفي. يناقش مانغويل في هذه الفصول المركزية قضايا تتعلق بالهوية، والذاكرة، والسلطة، والخيال، منطلقاً من رؤية تعتبر أن القراءة ليست فك رموز الكتاب، بل هي تفاعل جدلي مع النص، يعيد تشكيل القارئ بقدر ما يعيد القارئ تشكيل النص. ويشبه القراءة أحياناً ب«رحلة عبر غابة»، وأحياناً أخرى ب«مرآة تحكي لنا من نكون». من بين المحاور المهمة في الكتاب، يبرز تأريخه لتطور مفهوم القراءة: من فعل جماعي يمارس جهراً في الساحات والمعابد، إلى تجربة فردية بدأت في العصور الوسطى، حيث صار القارئ منعزلاً مع الكتاب في فضاء داخلي. ويناقش أيضاً كيف كانت القراءة مرادفاً للسلطة، فالسيطرة على النصوص، وحجبها أو ترجمتها، كان دوماً أداة للهيمنة. رحلة خلاص حين نشر الكاتب والفيلسوف البريطاني كولن ويلسون مؤلفه «الكتب في حياتي» عام 1998، لم يكن يهدف إلى استعراض الكتب أو استعراض أسماء لامعة في عالم الأدب، ولكنه كان ينظر إلى القراءة بوصفها رحلة خلاص شخصي، ومساراً تطورياً لذاته المفكرة، التي تشكلت منذ مراهقته داخل مكتبة متهالكة في مدينة ليستر، وصولاً إلى شهرته كأحد أبرز المفكرين الإنجليز في النصف الثاني من القرن العشرين. الكتاب يعتبر مزيجاً نادراً من السيرة الذاتية والتأمل الثقافي، يقدّم فيه ويلسون مسيرة عقل ووجدان شخص ولد في بيئة فقيرة من الطبقة العاملة، وترك المدرسة في سن السادسة عشرة ليعمل في وظائف متفرقة، كموزع جرائد ومراقب في مصنع، لكنها جميعاً منحته ميزة واحدة وهي «الوقت الكافي للقراءة». يصف ويلسون نفسه بأنه أصبح «دودة كتب» في العاشرة، في وقت كان والده يراه «غريب الأطوار»، يرفض ملاعب الكرة مقابل تمضية الساعات مع الكتب القديمة. كان يؤمن بأن الكتب ليست للمعرفة فحسب، بل لتحقيق الذات والتحليق خارج القيود الطبقية التي كبّلته منذ الطفولة. هكذا بدأ بجمع الكتب المستعملة بنهم، حتى ضمت مكتبته في منزله الريفي العديد من الكتب المتنوعة، توزعت على جدران كل غرفة، بما فيها غرفة النوم. في هذا الكتاب، يقدم ويلسون قائمة لما قرأ من الكتب، ويسرد كيف شكلت هذه الكتب وعيه وتجاربه وأفكاره الفلسفية، خاصة بعد صدور كتابه الأشهر «اللامنتمي» عام 1956، والذي قدم فيه تحليلاً فلسفياً لشخصيات أدبية متمردة ومنعزلة، أمثال: كافكا، همنغواي، دوستويفسكي، وكامو. دهشة وإصلاح يكتب آندي ميلر في كتابه «سنة القراءة الخطرة: كيف استطاع خمسون كتاباً عظيماً إنقاذ حياتي»، تجربة حقيقية لرجل قرر أن يعود إلى ذاته عبر الكتب. وقد نشر الكتاب بالإنجليزية عام 2014، وترجم لاحقاً إلى العربية. يرى الكثيرون أن ميلر ليس كاتباً أكاديمياً، وإنما هو محرر أدبي ومثقف «من الطراز اليومي»، عمل لسنوات في دور نشر إنجليزية، واختبر عن كثب ضغوط صناعة النشر واختياراتها الصعبة بين «ما يطبع وما ينسى». لكنه، وفي خضم هذه البيئة المزدحمة، اكتشف فجأة أنه رغم مهنته، توقف عن القراءة حقاً. ويدعي أنه قرأ كتباً عديدة دون أن يفتحها، وتراكمت عليه بحسب وصفه «خطيئة القارئ الكسول» في سن السابعة والثلاثين، وحينها قرر الاعتراف، ثم الإصلاح من خلال العودة للقراءة. هكذا نشأت فكرة «سنة القراءة الخطرة»، وهي خطة لاستعادة علاقة حقيقية مع الأدب، من خلال قراءة خمسين كتاباً يشعر بالخجل من تجاهلها. أعد قائمة، تنوعت بين روايات كلاسيكية مثل «المعلم ومارجريتا»، وكتب فلسفية وسياسية، مستبعداً كتب التنمية الذاتية تماماً. ويقول عن التجربة بأنها لم تكن «مغامرة ثقافية» بقدر ما كانت «صفقة روحية» كما يسميها، حتى أنه أشهد زوجته تينا على التزامه، ضماناً للاستمرار. كان اللقاء الحاسم مع رواية ميخائيل بولغاكوف «المعلم ومارجريتا»، التي قرأها خلال خمسة أيام شعر خلالها ب«دهشة مكشوفة»، خصوصاً بعد مشهد مقتل برليوز في بداية الرواية. حيث أدرك أن القراءة فعل بعث داخلي، وأن الكتاب يمكن أن يكون حياً بالفعل، يكلم قارئه وينقذه من ذاته المتلاشية. ينتقد ميلر بشجاعة الثقافة السطحية، ويرى في القراءة العميقة مقاومة لعصر الأحكام السريعة والمعلومات الخفيفة. ويدافع عن المكتبات العامة بوصفها «حصوناً أخلاقية» ضد سياسات التقشف والتهميش الثقافي، مستحضراً تجربة كاليفورنيا حين حاولت السلطات إغلاق مكتبات لأسباب اقتصادية، بينما كانت - في رأيه - الملاذ الأخير لكرامة الإنسان. نهم عاطفي في إصداره «الكتب في حياتي»، الصادر عام 1952 يقدم الروائي هنري ميلر قائمة بالكتب التي أحبها، ويكتب سيرة داخلية قاربت أن تكون سيرة للوعي، متجاوزاً التصنيفات التقليدية لما يعرف بأدب السيرة الذاتية أو النقد الأدبي، بحيث لا ينفصل الأدب عن الحياة، ولا القارئ عن الكاتب، ولا الكتاب عن المصير. ولد ميلر في نيويورك لأبوين من الطبقة العاملة، وبدأ حياته موظفاً حكومياً بسيطاً، قبل أن يتفرغ للكتابة في ثلاثينات القرن العشرين، اشتهر بأعماله الأدبية التي تمزج بين الفلسفة، والسيرة، والتخييل. في «الكتب في حياتي»، يستعرض ميلر تأثير القراءة في تكوينه الفكري والنفسي، بدءاً من زياراته الأولى إلى مكتبة بروكلين العامة، حيث كان طفلاً ينهل من الرفوف بنهم عاطفي، لا توجيه فيه إلا الحماسة للقراءة. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت القراءة عنده طقساً يومياً، ويقول ميلر في الكتاب: «كنت أبحث عن كتب لا تشبعني، بل تجرحني، توقظني، تدفعني إلى الكتابة والرفض والانحياز». ما يلفت في هذا الكتاب، أن ميلر لا يضفي هالة قداسة على الكتّاب، وإنما يقدمهم بوصفهم بشراً يصارعون الأسئلة ذاتها. ويتحدث في كتابه بإعجاب عن بلزاك، الذي علمه كيف يكون الأدب امتداداً للحياة بكل تناقضاتها، وعن دوستويفسكي الذي عراه أمام قلقه الوجودي، ووالت ويتمان الذي منحه الشعور بالاتساع الداخلي. كما يمر بنيتشه، شكسبير، سبينوزا، رالف والدو إمرسون، وكونراد، دون أن يجعل من أي منهم أيقونة غير قابلة للنقد. يمزج ميلر في هذا الكتاب بين الفكر التأملي والبوح الشخصي، ولا يخفي ضجره من التعليم التقليدي الذي، بحسبه، يقتل متعة الاكتشاف، ويجعل من القراءة فعلاً ميكانيكياً. ويرى أن القراءة الحقيقية هي التي تحدث خارج النظام، في لحظات الصدفة، أو أثناء التجوال الحر بين الكتب، بالنسبة له، القارئ ليس من يتبع خريطة، ولكنه من يصنع طريقه بين المجهول والمعروف.

تشلسي وفلوميننسي.. مواجهة مليئة بالغيابات
تشلسي وفلوميننسي.. مواجهة مليئة بالغيابات

الإمارات اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • الإمارات اليوم

تشلسي وفلوميننسي.. مواجهة مليئة بالغيابات

يلتقي تشلسي الإنجليزي على ملعب ميتلايف في نيويورك اليوم (الساعة 23:00 بتوقيت الإمارات)، مع فلوميننسي البرازيلي الجريء، ضمن نصف نهائي مونديال الأندية بكرة القدم، بحثاً عن مقعد في المباراة النهائية في مواجهة مليئة بالغيابات. وللمرة الثالثة في المسابقة، يواجه خصماً برازيلياً يسعى إلى تخطيه، والتأهل إلى النهائي لمواجهة الفائز من مباراة ريال مدريد الإسباني وباريس سان جرمان الفرنسي على الملعب نفسه، غداً. ويغيب عن تشيلسي الوافد الجديد ليام ديلاب، والمدافع ليفي كولويل، وعن فلوميننسي نجمه مارتينيلي، مسجل الهدف الأول أمام الهلال السعودي (2-1) في ربع النهائي، والأرجنتيني خوان فرييتيس، وذلك بسبب تراكم الإنذارات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store