
«مثلث الموت» في غزة.. قصف مركز مساعدات يوقع عشرات القتلى والجرحى
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن القوات الإسرائيلية استهدفت بشكل مباشر نقطة توزيع مساعدات تقع في محيط ما يُعرف بـ'الشركة الأمريكية' في منطقة المواصي غرب رفح، مستخدمة آليات عسكرية وطائرات مسيّرة لمهاجمة الجموع التي تجمعت بحثًا عن الغذاء، وسط أزمة إنسانية خانقة تعصف بالقطاع.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن إطلاق النار جاء دون سابق إنذار، واصفًا الهجوم بـ'القتل العمد للمدنيين الجوعى'، بينما أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية 'وفا'، أن أكثر من 28 قتيلًا سقطوا في البداية، قبل أن ترتفع الحصيلة بشكل متسارع مع توافد المصابين إلى النقاط الطبية شبه المنهارة بفعل الحصار.
الصحة العالمية تُجلي أكثر من 30 طفلاً مريضاً من غزة إلى الأردن وإيطاليا
أعلنت منظمة الصحة العالمية إجلاء أكثر من 30 طفلاً مريضاً ومصاباً من قطاع غزة إلى مستشفيات في الأردن وإيطاليا، في عملية إنسانية تُنفّذ لأول مرة منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وأكدت المنظمة أن عمليات الإجلاء شملت أطفالاً بحالات حرجة لتلقي العلاج خارج القطاع، بينما تأجلت رحلة إجلاء أخرى كانت مقررة في اليوم ذاته لمدة أسبوعين أو حتى إشعار آخر، دون تقديم تفاصيل إضافية.
في السياق ذاته، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، خروج مستشفى الأمل عن الخدمة بسبب 'تكثيف الأعمال العدائية في محيطه'، محذراً من أن ذلك يعرّض حياة مئات المرضى للخطر ويزيد من تدهور النظام الصحي المنهك في غزة.
وقال غيبرييسوس في منشور على منصة 'إكس' إن الوصول إلى المستشفى أصبح شبه مستحيل، وهو ما يمنع المرضى من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، ويتسبب بوفيات يمكن تفاديها.
'دعوة للموت'… اتهامات 'حماس' لإسرائيل والإدارة الأمريكية
في أول رد سياسي، حملت حركة حماس إسرائيل والولايات المتحدة 'المسؤولية الكاملة عن المجزرة'، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي 'يحول مراكز المساعدات إلى أفخاخ دامية تستدرج الجوعى بهدف قتلهم بدم بارد'، حسب بيان رسمي للحركة.
ودعت 'حماس' إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، ووقف ما وصفته بـ'الآلية الدموية لإيصال المساعدات'، في إشارة إلى النموذج الإسرائيلي الذي يخضع المساعدات لسيطرة عسكرية صارمة.
كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وملزمة لفتح المعابر الإنسانية دون قيد أو شرط، محذرة من انهيار كامل للوضع الإنساني إذا استمرت 'سياسة التجويع والقصف الممنهج'، التي وصفتها بـ'جريمة حرب مكتملة الأركان'.
وكانت وكالة 'الأونروا' قد وصفت مؤخرًا نظام توزيع المساعدات في غزة بأنه 'دعوة للموت'، مشيرة إلى أن آلية التوزيع التي تتم تحت إشراف عسكري إسرائيلي تتسبب في سقوط مئات القتلى والجرحى، وتزيد من حالة الفوضى والجوع.
تجدد القصف البري والجوي وسط تعثر جهود التسوية
الهجوم يأتي في وقت عادت فيه إسرائيل إلى تنفيذ قصف جوي وبري مكثف على القطاع منذ 18 مارس، بعد توقف نسبي استمر لشهرين في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، قبل أن تنهار المفاوضات حول تمديده أو الانتقال إلى مرحلته الثانية المتعلقة بتبادل الأسرى.
وبينما تحمّل 'حماس' رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 'المسؤولية الكاملة عن الانقلاب على الاتفاق وتعريض الأسرى الفلسطينيين لمصير مجهول'، تُجري تل أبيب مفاوضات خلف الكواليس برعاية أمريكية لتعديل مقترح إنهاء الحرب، تقدم به ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وسط حديث عن تسليم نسخة معدّلة للحركة مؤخرًا.
هذا ويعاني القطاع من شلل شبه تام في المرافق الصحية، وشحّ غير مسبوق في المياه والدواء والوقود، في ظل استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية.
وأعلنت منظمات إغاثة، بينها الهلال الأحمر الفلسطيني، إدخال دفعة جديدة من المساعدات، شملت 61 شاحنة، إلا أن عمليات التوزيع باتت محفوفة بالمخاطر، مع تكرار مشاهد استهداف المدنيين قرب النقاط المحددة لتسلم المواد الغذائية.
ويضاف الهجوم الدموي الجديد إلى سلسلة من الأحداث التي أثارت انتقادات دولية واسعة، وطرحت تساؤلات جدية حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي، خاصة بعد التقارير المتكررة التي تشير إلى استخدام المناطق المدنية ومراكز الإغاثة كأهداف عسكرية.
هذا وتشير آخر البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 54,880 فلسطينيًا، بينهم نحو 17,400 طفل، إضافة إلى إصابة أكثر من 126,200 آخرين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى 9 يونيو 2025، واستنادًا إلى تقديرات حديثة، فإن ما يزيد عن 4,600 شخص قتلوا بعد استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، عقب توقف مؤقت للقتال دام نحو شهرين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 6 ساعات
- الوسط
وزارة الصحة العراقية تعلن 30 وفاة بالحمى النزفية منذ بداية العام
أعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم الإثنين ارتفاع عدد الوفيات بالحمى النزفية منذ مطلع 2025 إلى 30 حالة من بين 231 إصابة مؤكدة، داعية إلى احترام إجراءات النظافة العامة عند التعامل مع المواشي إذ تساهم بانتقال هذا المرض الفيروسي. وقال الناطق باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر للصحفيين إن «المجموع التراكمي خلال العام 2025 هو 231 إصابة مؤكدة منها 30 حالة وفاة» ست منها في العاصمة بغداد، وفقا لوكالة «فرانس برس». وسُجّلت غالبية الإصابات هذا العام في العراق في محافظة ذي قار (84 إصابة)، وهي منطقة ريفية فقيرة في جنوب البلاد تربى فيها الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، وكلها حيوانات وسيطة ناقلة لهذا المرض. يذكر أن العراق أعلن في 12 يونيو تسجيل 19 وفاة بالحمى النزفية من بين 123 إصابة منذ مطلع العام. ويعد مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة، وفقا لوزارة الصحة، الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وشدد البدر على ضرورة «اتخاذ الإجراءات الخاصة بمنع ظاهرة الرعي العشوائي والجزر العشوائي». منظمة الصحة العالمية: لا يوجد لقاح لفيروس الحمى النزفية وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل حمى القرم-الكونغو النزفية إلى البشر «إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة». ولا يوجد لقاح لهذا المرض سواء للإنسان أو الحيوان. وأما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن. لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولا إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي إلى الوفاة، بحسب وزارة الصحة في العراق الذي سجل أولى الإصابات بهذا الفيروس العام 1979. وتؤدي الإصابة بفيروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يتراوح بين 10 إلى 40% من المصابين، وفق منظمة الصحة العالمية. وفي 2022 بين الأول يناير و22 مايو، سجل العراق ما لا يقلّ 212 إصابة و27 وفاة بالحمى النزفية، وفق بيانات لمنظمة الصحة العالمية مستندة إلى إحصاءات رسمية. وعزا مسؤول في المنظمة حينها ارتفاع عدد الإصابات إلى «فرضيات» عدة، مشيرًا إلى غياب حملات التعقيم التي أجرتها السلطات للحيوانات خلال العامين 2020 و2021، بسبب الإغلاق المرتبط بانتشار وباء كوفيد-19، ما أدى إلى «تنامي أعداد الحشرات».


أخبار ليبيا
منذ 16 ساعات
- أخبار ليبيا
ليبيا تصبح دولة محورية في مكافحة أورام الأطفال بدعم من المؤسسة الوطنية للنفط
الوطن | متابعات أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ليبيا أصبحت من الدول المحورية ضمن المبادرة الدولية لمكافحة أورام الأطفال (GICC)، بفضل مشروع 'تحسين النتائج الصحية للأطفال المصابين بالسرطان في ليبيا'، الذي نُفذ بالشراكة مع المنظمة، وبدعم من المؤسسة الوطنية للنفط وشركات رييسول وتوتال وإيني. وأشادت المنظمة بدور المؤسسة الوطنية للنفط في توجيه مواردها لدعم قضايا إنسانية وتنموية مستدامة، وفي مقدمتها حماية حياة الأطفال المصابين بالسرطان ومساندة أسرهم. أسهم المشروع في إنشاء منصة رقمية وطنية متطورة لتسجيل ومتابعة حالات أورام الأطفال، ما أدى إلى تسريع عمليات التشخيص، وتحسين جودة الرعاية الصحية، وتوسيع فرص الوصول إلى العلاج في مختلف مناطق ليبيا. وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط التزامها المستمر بدعم المشاريع ذات الطابع الصحي والاجتماعي، ضمن استراتيجيتها للتنمية المستدامة، وسعيها الدائم لبناء مستقبل صحي وآمن لأطفال ليبيا


أخبار ليبيا
منذ 16 ساعات
- أخبار ليبيا
منظمة الصحة العالمية تشيد بدور مؤسسة النفط في توجيه مواردها لدعم القضايا الإنسانية في ليبيا .
طرابلس، 21 يوليو 2025 (وال) – أشادت منظمة الصحة العالمية بدور المؤسسة الوطنية للنفط في توجيه مواردها لدعم القضايا الإنسانية والتنموية المستدامة في ليبيا، وعلى رأسها حماية حياة الأطفال ومساندة أسرهم، مؤكدة أن ليبيا أصبحت من الدول المحورية في المبادرة الدولية لمكافحة أورام الأطفال. وتتعاون المؤسسة الوطنية للنفط مع منظمة الصحة العالمية، وشركات 'رييسول' و'توتال' و'إيني' في تنفيذ مشروع 'تحسين النتائج الصحية للأطفال المصابين بالسرطان في ليبيا'، ضمن إطار المبادرة العالمية لمكافحة أورام الأطفال (GICC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وأسهمت هذه الشراكة في تطوير منصة رقمية وطنية متقدمة تُعنى بتسجيل ومتابعة حالات أورام الأطفال، مما ساعد في تسريع عمليات التشخيص، وتحسين جودة الرعاية، وتوسيع فرص الوصول إلى العلاج في مختلف مناطق ليبيا. و جدّدت المؤسسة الوطنية للنفط تأكيدها على مواصلة دعم المشاريع ذات البعد الصحي والاجتماعي، في إطار استراتيجيتها للتنمية المستدامة، وسعيها الدائم إلى الإسهام في بناء مستقبل صحي وآمن لأطفال ليبيا. (وال)