
عودة أيقونية.. إيدي مورفي هو بطل النسخة الجديدة من هذه الشخصية الشهيرة
وقال مورفي في المقابلة: "كنت أخطط للتباطؤ قليلًا، ولكن الأمور تطورت بشكل غير متوقع، ووجدت نفسي أمام مجموعة من المشاريع التي لا يمكن رفضها"، وأوضح أن جدول أعماله يضم عدة أعمال قادمة من بينها فيلم عن حياة الموسيقي جورج كلينتون، وعودة منتظرة إلى عالم الرسوم المتحركة من خلال Shrek 5، مضيفًا: "أنا المفتش كلوزو في الجزء القادم من Pink Panther".
أكد إيدي مورفي أن شخصية المفتش كلوزو ستحتفظ بجذورها الفرنسية في الفيلم الجديد، لكنه لم يستبعد إدخال بعض التعديلات، مشيرًا إلى إمكانية أن يكون كلوزو هايتيًا، وأضاف مازحًا: "ما يمكنني تأكيده هو أن الشخصية ستكون لرجل أسود، هذا أمر محسوم".
من جسد شخصية المفتش كلوزو لأول مرة؟
ظهرت شخصية المفتش كلوزو لأول مرة عام 1963 في الفيلم الأصلي The Pink Panther، من إخراج بليك إدواردز، والذي جمع بين عناصر التحقيق البوليسي والفكاهة الساخرة. وقد قام بتجسيد الشخصية آنذاك الممثل البريطاني بيتر سيلرز، الذي صنع من كلوزو رمزًا في عالم الكوميديا بفضل طريقته العفوية والمضحكة في التعامل مع القضايا الجنائية.
ويتناول الفيلم قصة محقق غير كفء يُكلف بتعقب لص مجوهرات محترف يحاول سرقة ألماسة نادرة تُعرف باسم "الفهد الوردي"، وقد تحوّلت الشخصية منذ ذلك الحين إلى ظاهرة سينمائية، وجرى تقديمها في عدة أجزاء لاحقة قام ببطولتها كل من آلان آركين، روجر مور، وأخيرًا ستيف مارتن الذي أعاد تقديم الشخصية في نسختي 2006 و2009.
ولم يقتصر ظهور المفتش كلوزو على السينما فقط، بل ظهرت الشخصية أيضًا في مسلسلات كرتونية اشتهرت بمشاركتها إلى جانب شخصية النمر الوردي نفسها، الأمر الذي عزز مكانتها لدى جمهور الأطفال والكبار على حد سواء.
إيدي مورفي في دور The Pink Panther
يُشكّل تجسيد إيدي مورفي لشخصية المفتش كلوزو محطة جديدة في مسيرته الفنية، التي باتت تتسم بإعادة إحياء شخصيات شهيرة بأسلوب معاصر، ويأتي هذا الدور بعد إعادة تقديمه لشخصية "أمير زاموندا" في فيلم Coming 2 America، واستعداده للعودة في الجزء الرابع من Beverly Hills Cop، في تأكيد واضح على توجهه نحو مزج الكوميديا الكلاسيكية بروح التجديد.
ويُعرف مورفي بقدرته على تقمّص الشخصيات الكاريكاتورية ذات الطابع الفكاهي، ما يجعله خيارًا مثاليًا لإعادة تقديم شخصية كلوزو بأسلوب يُرضي محبي السلسلة الأصليين، ويجذب جيلًا جديدًا من المشاهدين. كما يعكس اختياره لهذا الدور حرصه على البقاء ضمن دائرة الأعمال الأيقونية التي ترسّخ مكانته في الذاكرة السينمائية العالمية.
ومن المرجح أن يحظى الفيلم باهتمام واسع، في ظل الشعبية العالمية التي تتمتع بها سلسلة Pink Panther، فضلًا عن الحضور القوي لمورفي. ورغم عدم الإعلان بعد عن تفاصيل تتعلق بالمخرج أو فريق العمل، فإن تصريح مورفي حول تجسيده الشخصية يضع المشروع رسميًا على سكة الانطلاق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
في ذكرى يوسف شاهين: "اليوم السادس".. عن الأرض والسينما والموت والبحر
- مش إحنا اللي راكبين المركب.. الموت هو اللي راكبها - يبقى نتوِّهُه! هكذا يرد أبو نواس، البحّار النيلي العجوز، على شكوى عوكا القرداتي من أن الموت هو المسافر الخفي على سطح المركب، حين يكتشف أن حسن، حفيد صديقة المصاب بالكوليرا، موجود معهم، وأن صدّيقة كذبت بشأن أنه مات مع جده سعيد حين احترق جُحرهم الضيق. في ذكرى رحيله الـ17، ومع اقتراب الاحتفال بمئوية ميلاده في 2026، يمكن أن نعود إلى فيلم "اليوم السادس" الذي أنجزه يوسف شاهين (1926-2008)، ليس فقط كواحد من تجربتين استثنائيتين تخصان الاقتباس المباشر من الأدب – رواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي التي أنجزها عام 1970، ورواية أندريه شديد التي اقتبسها بنفسه عام 1986 – ولكن كمجاز مكثّف للأسئلة والأفكار التي كانت تراوده في مرحلة فاصلة من رحلته السينمائية، أسئلة العلاقة بين الأرض والموت، وبين صناعة السينما والبحر! الأرض في عام 1954، وبعد عامين من حركة الجيش المصري ضد النظام الملكي ومنظومة الإقطاع، التي رسّخ لها حكم أسرة محمد علي على مدار قرن ونصف، صدرت رواية الأرض للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، التي تدور أحداثها في الريف المصري في ذروة حقبة الإقطاع. وعقب هزيمة نظام عبد الناصر في حرب 1967 وخسارة سيناء، أنجز شاهين فيلماً ملحمياً باقتباس مباشر للكاتب حسن فؤاد عن الرواية الضخمة، انطلاقاً من ردّة فعل وطنية ووجودية تلك التي جسّدها في المشهد الأخير، حين يتشبث بطل الفيلم، محمد أبو سويلم، بأرضه، حافراً بأظافره في طينها الأسود، رافضاً أن ينتزعه أحد منها. وفي عام 1960، تُصدر الكاتبة الفرنسية من أصل لبناني، أندريه شديد، والمولودة في مصر عام 1920، روايتها "اليوم السادس" – أُعيد طبعها في أعوام 1972 و1984 – والتي تدور أحداثها خلال موجة وباء الكوليرا التي ضربت مصر عدة مرات، كان أشدّها عام 1947. وتدور أحداثها حول شخصية "صدّيقة"، الملقبة بـ"أم حسن"، رغم أن حسن حفيدها وليس ابنها، هذه الجدة تمثل روح الأرض المصرية – كما صوّرتها لغة ومجازات الرواية عبر صفحاتها – وهي تتشبث بأمل رهيب أن ينجو ابن بنتها من الوباء الذي أصابه، إذا ما استطاع الصمود حتى ظهيرة اليوم السادس من الإصابة. وفي عام 1986، وعقب إنجازه لفيلم "الوداع يا بونابرت"، الذي انطلق فيه من حدث تاريخي ضخم وهو حملة الاحتلال الفرنسي لمصر أواخر القرن الثامن عشر، يقدِّم شاهين اقتباسه الخاص لرواية شديد، والتي قرأها في فترة مبكرة عقب صدورها، وظل يراوده حلم تحويلها إلى فيلم. لو أردنا أن نمد خطاً واضحاً ما بين روايتي "الأرض" و"اليوم السادس"، فيتوجب علينا أولا النظر إلى تاريخ علاقة أندريه شديد، المولودة في مصر والتي قضت فيها سنوات طفولتها ومراهقتها حتى غادرتها في الأربعينيات. شديد، التي لم تكتب بالعربية، لكنها أطلقت على مصر في أشعارها اسم "الأرض الحبيبة"، حيث تحمل مجموعاتها الشعرية الصادرة في الخمسينيات، قبل صدور روايتها الشهيرة، عناوين الأرض الحبيبة (مصر) (1955)، والأرض والشعر (1956)، والأرض المنظورة (1957). وفي "اليوم السادس"، يبدو حضور الأرض على مستوى المجاز – الخاص بشخصية صديقة، جدة حسن – أو على مستوى اللغة، من تشبيهات واستعارات، حضوراً باذخاً ومنمقاً ودقيقاً لا يمكن المرور دون استشعاره في سياق النص. هكذا يمكن أن نتصور – بجانب أن الحكاية تحتوي على علاقة أثيره في ذهنية شاهين ما بين الأم والابن، وهي ثنائية متكررة في الكثير من أفلامه، سواء بشكلها الأوديبي أو الهاملتي أو حتى الإيزيسي – نقول إننا يمكن أن نتصور لماذا وقع شاهين في حب "اليوم السادس"، وظلت الرواية عالقة في رأسه إلى أن أنجزها في ذروة فاصلة من رحلته السينمائية كما أشرنا. كان جو قد أنجز قبلها جزئين من سيرته الذاتية: إسكندرية ليه؟ (1979) وحدوتة مصرية (1982)، ثم عاد إلى قضايا التحرر والتشبث بطين الوطن والعلاقة مع الآخر في بونابرت1985. ومن بعدها، سوف تصبح مكاشفة الذات أو "سيرة الداخل" تتحرك بالتوازي مع سؤال الأرض والآخر في المرحلة التي تبدأ من "إسكندرية كمان وكمان" – الجزء الثالث من السيرة الذاتية – ثم أفلام "المهاجر" و"المصير" الذي يختم به حقبة التسعينيات، ويحصد بعده سعفة إنجاز العمر من مهرجان كان 1997. "اليوم السادس" رواية تتحدث عن العلاقة مع الأرض – أرض مصر تحديداً – مكتوبة برهافة شعرية خاصة لكاتبة عشقت هذه الأرض، وهي الرهافة التي لا شك لامست علاقة شاهين بسؤال الأرض، ربما من قبل فيلمه الشهير الذي يحمل اسمها - أحداث فيلم الناصر صلاح الدين، الذي أنجزه شاهين عام 1963، تدور حول الدفاع عن أرض أورشليم ضد واحدة من أعتى الحملات الصليبية-. ورغم أن اقتباس شاهين للرواية – بالتعاون مع مساعده حسن الجريتلي – لم يركّز على حضور الأرض بشكل مادي كما في فيلمه السابق عنها، إلا أن الحضور المكثف لعناصر ليست موجودة مادياً في الرواية مثل كراهية الاحتلال الإنجليزي، ومغامرات الطلبة الثوريين، واللغة الحوارية الحادة التي استخدمها لوصف حال مصر في عام 1947 في الفيلم (الإنجليز خرجوا من القاهرة ودخلوا الكوليرا)، كلها تعكس الحضور المجازي والسياسي والوجودي لعنصر الأرض، برؤية شاهينية للأفكار والمجازات التي صاغتها شديد في روايتها، أي أنه أعاد إنتاج عنصر الأرض في الرواية سينمائياً عبر سياقات الشخصيات المضافة والحوار المباشر وتحديد الزمن والحقبة بمختلف ملامحها التاريخية والتي تم تجريدها لصالح مجاز الأرض في رواية شديد. الموت اليوم السادس واحد من أكثر أفلام شاهين تشبعاً بسؤال الموت! تبدأ الرواية في الجزء الأول بزيارة صديقة لبلدتها "بروات"، لا أحد يعرفها ولا يذكرها، ومن يعرفونها يتساءلون: لماذا أتت؟ بينما في خاطر صديقة نسمع أفكارها تتحدث عن موت أختها بالوباء، وعن رغبتها في أن تطمئن أنه لا يزال لها جذور وأصل في مكان ما من الأرض والعالم. عودة صديقة في بداية الرواية – المحكية من وجهة نظر راوٍ لصيق بالشخصية، ليس عليمًا بشكل كلي، ولا هو بصوت صديقة نفسها – ليست من أجل خاطر الأخت المتوفاة فقط، بل كأنها تؤكد لنفسها أنه لا يزال ثمة حياة تتنفس يمكن أن تعود لها من حيث أتت، إذا أرادت أو احتاجت؛ وهو ما سيدفعها في الجزء الثالث لرحلة المركب نحو "بروات" – وهي من قرى البحيرة في دلتا مصر الشمالية – لكي تخفي الطفل المريض، وتستهلك أيام الانتظار الستة في الطريق، وتنجو به من الموت الذي حط عليه شبحه في المدينة الملعونة. وتعتمد الرواية التجريد في الزمن، رغم معرفتنا بالحقبة وتوقيت الوباء، وتنزع الأسماء عن احياء المدينة، وتكتفي بالإشارة إليها على اعتبار أنها "المدينة" فقط. في الفيلم، يبدأ شاهين بسؤال الموت الذي يطارد صديقة. هي قادمة من رحلة القرية، التي يقدمها السيناريو عبر حكيها في عدة مواضع ولا نراها كما في الرواية. تهبط صديقة من العربة التي تقلّها عند المقابر، وهناك، في مشهد ما قبل التيترات، تفاجأ بأطفال يلعبون لعبة "الكوليرا" – وهو مشهد مأخوذ من الرواية بالفعل – حيث يدهن طفل وجهه باللون الأخير صارخاً: "أنا الكوليرا!"، بينما يُصاب به أحدهم، وتأتي مجموعة أخرى تتصنّع أنها "الإسعاف" وتحمل الطفل المصاب – في إرهاصة واضحة لما سوف يحدث لصديقة بعد قليل. تنظر صديقة إلى مجموعة الأطفال وهي تقف وسط المقابر؛ نظرة مَن تنكر إن ما تراه لن يحدث لها أو لمن تحبهم، ولو حدث فلن تسمح أن يأخذ أحدٌ أيًا من أحبتها إلى معسكرات العزل في سيارات الإسعاف الهستيرية. ثم تبدأ التيترات. يظل سؤال الموت يطارد صديقة طوال الوقت! لا يفارقها لا عبر الرواية ولا الفيلم، وبما أن شاهين من أكثر المخرجين في جيله احتفاءً بقيم الحب والتجاذب الروحي والشعور الحميمي بالآخر وجودياً وأثيرياً، فإنه يعمّق الخوف من سؤال الموت عبر نظرات الحب الكثيرة المتبادلة بين الشخصيات، التي لا يكتفي بإعادة تأسيس العلاقة بينهم – وعلى رأسها علاقة الحب بين عوكا، الذي يحمل أوكازيون في الرواية، والجدة صديقة، وهي علاقة من ابتكار شاهين وصياغته العاطفية – لكنه يضيف في اقتباسه السينمائي عدة شخصيات، على رأسها شخصية الرفحي – التي مثلها شاهين نفسه – وهو صاحب السينما المجاورة لجُحر صديقة الضيق، الذي تعيش فيه مع زوجها المشلول سعيد. الرفحي يحب صديقة في صمت، ويحاول أن يقنعها بالعودة معه إلى فلسطين – اسم الرفحي والشال الفلسطيني الذي يرتديه شاهين كفيلان باختصار تاريخ الشخصية ووضعها بالكامل عام 47. وهناك علاقة الحب من طرف واحد، التي تثير لهب عوكا الداخلي، بين صديقة وبين المدرس أو "المعلم" كما يرد في الرواية، والتي يقرأها عوكا في عيون صديقة، حين يتحدث الأستاذ عن رغبته في اصطحابهم إلى الإسكندرية من أجل أن يلتقوا بالعروس التي اختارتها له أمه. من خلال علاقات الحب الجديدة على الشخصيات التي انتقلت من الرواية للفيلم، أو حتى التي أُضيفت عليها، يخلق شاهين إجابته الخاصة على سؤال الموت الذي يطارد الجميع. بداية من المعلم الذي يُصاب بالمرض ويذهب على أمل العودة في اليوم السادس ولا يعود، ثم حسن الصغير الذي يعلق به الوباء في إثر معلمه، مرورًا بسعيد الجد المنتحر – وهي إضافة شاهينية على الشخصية لم ترد في الرواية – على أثر الشعور بالعجز تجاه الحياة نفسها، ليس فقط لأنه مشلول، لكن لأن صديقة هجرته ماديًّا وعاطفيًّا منذ أن خانها في بداية زواجهما، ثم عاد إليها نصف حي، فحملته وانتبذت به حجرتها الضيقة، تخدمه بإخلاص حاد ليعذبه الندم حتى يدفعه إلى إشعال النار في نفسه. الكوليرا في الفيلم كما في الرواية هي ظل الموت الذي يطارد الجميع، لا أحد في منجى منه، حتى الذين يرشدون عن المصابين من أجل المال، مثل الدرويش "أبو النجوم" – الذي قدّمه صلاح السعدني في مشهدين رائعين – والذي يُصاب بالمرض الكامن في النقود التي يأخذها المسعفون من جيوب المصابين ويمنحونها لمن أرشد عنهم! صحيح أن حسن يموت في النهاية – نهاية الفيلم والرواية – وصحيح أن صديقة تتدفّق روحها بشكل مجازي عندما يصلها الخبر في الرواية، بينما تحاول الانتحار في الفيلم عندما تعلم، لكن شاهين يتمكن من الإجابة على سؤال الموت لا بالحياة كما في الرواية، بل بالحب. الحب هو الإجابة على سؤال الموت في سينما يوسف شاهين. فالعلاقة التي نشأت بين عوكا وصديقة، والتي لم ترد في الرواية، والمحبة العميقة التي تجذّرت في داخلهما – بعضها أوديبي من ناحيته مع فارق السن بينهما، وبعضها ذكوري من ناحيتها، حيث ترسّخت لديها محبته بسبب دعمه القوي لها في رحلة الهرب من الموت والشرطة والإسعاف بالطفل المصاب – هذه العلاقة هي التي تُكلل الحياة كإجابة على سؤال الموت في الرواية. إن آخر جملة حوار في الفيلم عند فراق صديقة وعوكا هي: "مسير الحي يتلاقى"، وذلك بعد موت الطفل وصعود صديقة في لقطة من زاوية سفلية لسلم يبدو أنه يرتفع إلى السماء نفسها، إلا أن هذه الجملة تتبعها نظرات الحب المتبادلة، والتلويحة التي تبدو وعدًا بلقاء قريب بين العشاق، هي التي تجعل الإجابة على سؤال الموت ليست فقط في لقائهم مرة أخرى كأحياء، ولكن كعشّاق أيضًا، لتصبح (مسير العشاق يتلاقوا) السينما لا يوجد أثر في الرواية لدار السينما الشعبية التي يمتلكها الرفحي الفلسطيني بجوار حجرة صديقة، هذه الدار التي تعرض ثلاثة أفلام في برنامج واحد – درجة ثالثة بمقاييس ذلك الزمن – والتي نتعرّف على عوكا لأول مرة وهو يخرج منها غاضبًا، شاكياً أن فيلم مغامرات القرصان الذي ينتظره لم يُعرض، رغم احتماله الفيلم المصري "السخيف" من وجهة نظره؛ تضحية أم – بطولة شخصية مُضافة على شخصيات الرواية، وهي الممثلة زينات التي تقدّمها شويكا-. تُذكّرنا السينما الشعبية لصاحبها الرفحي، وجمهورها من الغوغاء وسكان الحي، بسينما أخرى قدّمها شاهين قبل عقد تقريباً في "عودة الابن الضال"، وهي سينما ميت شابورة، لصاحبها طلَبة المدبولي! والذي كان يجلس أمامها "ليلحس الشاشة"، كما يصفه المهرّج المتجوّل. وكلا الشاشتين، شاشة سينما الروكسي لصاحبها الرفحي، وشاشة سينما ميت شابورة لصاحبها طلَبة المدبولي، تصبحان جسر الوصال مع الرغبات العاطفية والمشاعر الدفينة لكلا الشخصيتين. فطلبة يكتشف محبته للمرأة الخشنة المتوحشة من خلال أفلام الويسترن، وهو ما يدفعه للتحرش الدائم بحبيبة أخيه الغائب، حد اغتصابها، من أجل أن تخمشه وتدافع عن نفسها بعنف لتُثيره أكثر. بينما الرفحي، على العكس من طلبة، يكتفي بأن يترك فيلم تضحية أم الذي تحبّه صديقة وتبكي فيه دائمًا متأثرة بالمشهد الأخير – حيث تموت الأم فداءً لابنها، كما تودّ صديقة أن تفعل ولا تستطيع مع حسن – فقط لمجرد أن تظل صديقة تأتي إلى السينما، وتجلس في الظلام، ليسترِق النظر إليها، ثم يدعوها أخيرًا للعودة المستحيلة معه إلى فلسطين! في منتصف الثمانينيات، كانت العلاقة مع السينما قد أصبحت عنصرًا عضويًا وأساسيًا في كل أفلام شاهين. صديقة: إنت حتة كدّاب يا عوكا..عمرك ما شُفت البحر! عوكا: شُفته في السيما صديقة: وأنا زيك... في السيما الاثنان بصوت واحد: ده أنا أموت من غيرها! هكذا يُلخّص شاهين وجه علاقته بالسينما في تلك الفترة بالنسبة له. عوكا في الفيلم غير أوكازيون في الرواية، كلاهما "قَرَداتي"، لكن عوكا الفيلم أكثر من مجرد واشٍ حقير يتحول بشكل إنساني إلى واحد من حواريّي رحلة الأيام الستة كما صورته شديد. في الفيلم، هو كتلة لهب تجذبها أضواء السينما، يعشق جين كيلي ويحاكيه في الرقص (تحت المطره حركة خطرة)، كما يصدح في الأغنية التي كتبها شاهين بنفسه. ورغم أن جين كيلي لم تكن أفلامه معروفة في مصر في الأربعينيات، لكن شاهين لا يلتفت لذلك؛ إنه يصنع عالمه الخاص داخل الفيلم – ويبدو هذا واضحًا بشكل كبير في ديكورات الفيلم التي تبدو ناصعة الافتعال، باغتراب مقصود عن الواقع والواقعية. في أفلام شاهين يُعاد تشكيل الزمن بحسب رؤيته، وبالتالي يلمع نجم جين كيلي ويسعل مخيلة عوكا – الذي يذكرنا هوسه بالسينما بقناع شاهين الأثير "يحيى شكري مراد" في إسكندرية ليه؟، أولى أفلام السيرة الذاتية، مع اعتبار أن محسن محيي الدين هو نفس الممثل للشخصيتين. عوكا هو الوجه الشعبي العابث، المنفلت، صاحب الموهبة المنمّقة عشوائيّاً ليحيى/شاهين نفسه. وهو ليس مجرد فنان شارع يؤدي فقرة "نوم العازب" بمصاحبة قردته روز-مونجا في الرواية- لكنه صاحب مخيّلة سينمائية حقيقية، تشكلت عبر أطياف تسكن رأسه، يُحدّثها ويلاعبها ويستدعيها طوال الوقت، حتى في أكثر لحظاته الحميمية حباً وجنساً وخوفاً من الموت. ويكفي أن نضرب مثلاً بتنكره في هيئة عسكري إنجليزي أشقر من أجل أن يُلقى تحت رجل البرنسيسة، التي تصطاد العساكر بسيارتها الملكية الحمراء. هذه الرغبة المازوخية تبدو مجرد قشرة لرغبته في التمثيل والخروج من شخصيته إلى شخصيات أخرى، لكي يحقق ما يرغب به كل سينمائي في العالم: رواية القصص. أو في قول آخر: (ما سمعتش يا غاب... حدوتة حتتنا) كما صاغها شاهين في أغنية الفيلم. وأخيراً: البحر - والبحر يا محمود؟ - البحر هو آخر ملاذ، من حمورية الناس.. هكذا يعرّف شاهين البحر في أيقونته "الاختيار" 1969، على لسان البحّار محمود، الفنان الحر صاحب كل الخيال الملوّن والمفتوح. يحتاج الحديث عن علاقة شاهين بالبحر إلى دراسة منفصلة، لكنه من المؤكد أن الحضور الصوفي للبحر في الرواية كان واحداً من عناصر الانبهار الروحي والذهني بها. لدينا جدة إيزيسية ترعى حفيداً مريضاً في حجرها الذي ترطّبه بحكايات شعرية عطرة، لتزيح مرارة رائحة الموت الذي يطاردهم بدأب قدري، في رحلة تستغرق ستة أيام باتجاه البحر (الطفل سيرى البحر... قَسماً بالله سيدخل البحر)هكذا يصيح الريس أبو نواس في نهاية الرواية، لكي يطمئن صديقة أن رحلتها لم تذهب سُدى في سبيل أن يرى حسن البحر. مشهد كهذا لا يمكن إلا أن يطارد سينمائيًّا إسكندرانياً يشكل البحر رقعة أسطورية في مخيلته، منذ وعيه وإدراكه. يجسّد شاهين في نهاية الفيلم هذا المشهد الشعري جدًا في الرواية – والمكتوب برمزية شديدة – في تتابع يجعل من عوكا يرفع حسن في القُفّة التي كانت جدته تُخفيه فيها، إلى أعلى صاري المركب كي يرى البحر في ظهيرة اليوم السادس. ولكننا لا نرى البحر، بل نتمثّله، ويحضرنا موجه من عينا الطفل اللتين تذوبان في إغماءة أبدية. لتصبح رؤية البحر، مضافًا إليها قصة الحب المفتوحة بين صديقة وعوكا، وصعود صديقة على السلم السماوي في المشهد الأخير، وتلك التلويحة المقترنة بنظرة العشاق المتواعدين... تصبح كل هذه العناصر هي محصلة الإجابات التي حشدها شاهين في اقتباسه الملهم والمهم لهذه الرواية، والذي يستحق – مثل كثير من تجاربه في مراحل مختلفة – نظرة أخرى غير تلك التي تحشوها حكايات اعتذار الممثلات، واختيار داليدا الغريب، وتُهَم التطبيع، والتمويل الأجنبي، ومسوح الواقعية المفتقدة في فيلم لم يدّعِ صاحبه أنه ينتمي لتيار الواقعية أو لأي تيار آخر، سوى رؤيته الخاصة، وعالمه الخاص والأثير. إن الغلام موجود في كل مكان إنه كائن بالقرب منها وأمامها وفي صوت الرجال وفي قلوبهم إنه لم يمت ولا يمكن أن يموت ويَلوح للسامع، أن الأصوات تُغني... وبين الأرض والغد وبين الأرض وبين هناك لن ينقطع الغناء. (أندريه شديد – خاتمة الرواية) * ناقد فني


مجلة سيدتي
منذ 5 ساعات
- مجلة سيدتي
شاروخان يفوز بأول جائزة وطنية في مسيرته الفنية
شهدت الدورة الحادية والسبعين من جوائز السينما الوطنية الهندية لحظة فارقة في تاريخ بوليوود ، حيث نال النجم شاروخان أول جائزة وطنية في مسيرته الممتدة لأكثر من ثلاثين عامًا، عن دوره المؤثر في فيلم Jawan للمخرج أتلي. وقد تقاسم الجائزة مع النجم فيكرانت ماسي الذي تم تكريمه عن أدائه العميق والمؤثر في فيلم السيرة الذاتية 12th Fail، المستوحى من قصة الضابط مانو كومار شارما. أما النجمة راني موكيرجي ، فقد فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها العاطفي القوي في فيلم Mrs. Chatterjee vs Norway، والذي جسدت فيه معاناة أم هندية مهاجرة تخوض صراعًا قانونيًا لاستعادة حضانة أطفالها من السلطات النرويجية. شاروخان.. تتويج طال انتظاره شكل هذا الفوز لحظة تاريخية في مسيرة شاروخان ، الذي اعتُبر لسنوات "ملك بوليوود"، لكنه لم يحظَ من قبل بجائزة السينما الوطنية، إحدى أرفع التكريمات السينمائية في الهند. وقد عبّر عن امتنانه عبر حسابه على إنستغرام قائلًا: "شكرًا على منحي جائزة السينما الوطنية. أشكر لجنة التحكيم ووزارة الإعلام والإذاعة.شكرًا لحكومة الهند على هذا الشرف غمرتني مشاعر الحب التي أحاطتني من كل جانب... محبتي لكل الناس اليوم." عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Shah Rukh Khan (@iamsrk) في Jawan، لعب شاروخان دورين: جندي سابق، ومناضل مقنّع يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. وقد جمع الفيلم بين الأكشن والإثارة والمضمون السياسي، وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا، مما أتاح لشاروخان استعراض قدراته التمثيلية في أدوار معقدة ومركبة. فيكرانت ماسي.. صعود ناضج إلى القمة من جانبه، قدّم فيكرانت ماسي أداءً صادقًا ومتواضعًا في 12th Fail، حيث جسّد شخصية شاب فقير يتحدى كل الصعاب ليصبح ضابطًا في الشرطة الهندية. وقد أشادت لجنة التحكيم بتجسيده الواقعي والمؤثر لمسيرة نضال وصبر وإصرار، جعلته شريكًا جديرًا بالجائزة إلى جانب شاروخان. راني موكيرجي: أُهدي الجائزة لكل أم في هذا العالم أعربت راني موكيرجي عن سعادتها البالغة، مشيرة إلى أن هذه هي أول جائزة وطنية في مسيرتها التي تمتد ثلاثين عامًا. وصرّحت: "أنا ممتنة للغاية لفوزي بجائزة السينما الوطنية عن أدائي في Mrs. Chatterjee vs Norway. إنها الجائزة الأولى في مسيرتي الفنية التي استمرت 30 عامًا، وقد حظيت خلالها بعدد من الأفلام الرائعة ومحبة لا تُقدّر بثمن من الجمهور." وأضافت: "أُهدي هذه الجائزة الوطنية لكل أم في هذا العالم. لا شيء يضاهي حب الأم ولا شراستها حين يتعلق الأمر بحماية طفلها. قصة هذه الأم المهاجرة الهندية التي تحدّت دولة كاملة من أجل طفلها هزّتني من الداخل... وقد أدركتُ عمق هذا الحب حين أصبحتُ أمًا بنفسي." وفي رسالة موجهة إلى جمهورها، قالت: "أشكر جمهوري من جميع أنحاء العالم الذين دعموني بلا انقطاع طوال هذه السنوات. محبتكم غير المشروطة كانت وقودي للاستمرار، وحافزي لتقديم أدوار تُرضيكم وتسعدكم. احتضنتم كل شخصية وكل قصة قدّمتها، وبدونكم لم أكن لأكون شيئًا." جوائز تُكرّم الخبرة والتجديد بهذه النتائج، تحتفي جوائز السينما الوطنية لعام 2023 بتنوّع المشهد السينمائي الهندي، وتُكرّم كلًا من النجوم المخضرمين الذين طال انتظار تتويجهم، والمواهب الشابة الصاعدة. وقد أُعلنت الجوائز في مؤتمر صحفي نظمته وزارة الإعلام والإذاعة بمركز الإعلام الوطني في نيودلهي، بعد أن تسلّم الوزير أشويني فايشناو التقرير النهائي من لجنة التحكيم. القائمة الكاملة للفائزين في الدورة 71 من جوائز السينما الوطنية الهندية أفضل فيلم روائي طويل: 12th Fail أفضل مخرج: سوديبتو سين عن فيلم The Kerala Story أفضل فيلم ترفيهي متكامل: Rocky Aur Rani Kii Prem Kahani للمخرج كاران جوهر أفضل فيلم هندي: Kathal: A Jackfruit Mystery قائمة الجوائز الكاملة لفئة الأفلام الروائية تنويه خاص: Animal (ميكساج إعادة التسجيل – م. ر. رادهاكريشنان) أفضل فيلم تيلجو: Bhagavanth Kesari أفضل فيلم تاميلي: Parking أفضل فيلم بنجابي: Godday Godday Chaa أفضل فيلم أوديا: Pushkara أفضل فيلم ماراثي: Shyamchi Aai أفضل فيلم مالايالامي: Ullozhokku أفضل فيلم كنّادي: Kandeelu: The Ray of Hope أفضل فيلم هندي: Kathal: A Jackfruit Mystery أفضل فيلم غوجراتي: Vash أفضل فيلم بنغالي: Deep Fridge أفضل فيلم آسامِي: Rangatapu 1982 الجوائز التقنية والفنية أفضل إخراج حركي: Hanu-man (تيلجو) أفضل تصميم رقصات: Rocky Aur Rani Kii Prem Kahani أفضل كلمات أغنية: Balagam أفضل موسيقى تصويرية: Vaathi (تاميلي – الأغاني) أفضل ماكياج وتصميم أزياء: Sam Bahadur أفضل تصميم إنتاج: 2018: Everyone is a Hero (مالايالامي) أفضل مونتاج: Pookalam (مالايالامي) أفضل تصميم صوت: Animal أفضل تصوير سينمائي: The Kerala Story (هندي) جوائز الأداء التمثيلي أفضل مغنية: عن أغنية من فيلم Jawan أفضل مغنٍ: عن أغنية من فيلم Baby أفضل ممثلة في دور مساعد: أورفاشي (Ullozhokku)، جاناكي (Vash) أفضل ممثل في دور مساعد: فيجاياراغافان (Pookalam)، موثوبتاي (Parking) أفضل ممثلة: راني موكيرجي عن Mrs. Chatterjee Vs Norway أفضل ممثل (مشترك): شاروخان عن Jawan، فيكرانت ماسي عن 12th Fail قد ترغبين في معرفة لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


الاقتصادية
منذ 6 ساعات
- الاقتصادية
نرويجي يخطف لقب الشطرنج و250 ألف دولار في مونديال الرياضات الإلكترونية
خطف النجم النرويجي Magnus Carlsen من فريق Team Liquid لقب بطولة الشطرنج البطولة رقم 12 في كأس العالم للرياضات الإلكترونية وحصل على 250 الف دولار، و1000 نقطة في ترتيب الأندية. وجاء منافسه الفرنسي Alireza Firouzja من فريق Team Falcons السعودي في المركز الثاني، وحصل على 190 ألف دولار، و 750 نقطة في ترتيب الأندية. وحل الأمريكي Hikaru Nakamura من فريق Team Falcons السعودي ثالثاً وحصل على 145 ألف دولار، و500 نقطة في ترتيب الأندية، بينما جاء الهندي Arjun Erigaisi من فريق Gen.G Esports في المركز الرابع، وحصل على 115 ألف دولار، و300 نقطة في ترتيب الأندية. وتجمع نسخة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لعام 2025 أبرز 24 لعبة على الصعيد العالمي في موقع واحد، ويتنافس المشاركون في كأس العالم للرياضات الإلكترونية على مجموع جوائز تبلغ قيمته 70 مليون دولار، وهو أعلى مبلغ يُقدّم في تاريخ الرياضات الإلكترونية. وتهدف هذه الجوائز إلى تكريم أفضل المواهب العالمية، ورفع مستوى المنافسات إلى آفاق جديدة غير مسبوقة، ما يُعزز مكانة القطاع ويدعم نموه المستدام ويضمن استمراريته على مستوى العالم.