
"نُحرّركنّ بالقنابل": تفكيك خطاب النسوية الأمنية
في مستهل هذه الحرب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تعبّد بحربها هذه "طريق الحرية" أمام الإيرانيين. لتكرّ بعدها سبحة التحليلات عن أوضاع الإيرانيات داخل بلادهن... وبطبيعة الحال، لا يحتاج العالم، ولا الإيرانيات أنفسهنّ، إلى التذكير بأنّهن يعشْن وسط قوانين متشدّدة، وتحت سلطة أبوية/ دينية تجعل الخروج بلا حجاب سبباً للاعتقال والتعذيب، والموت، كما حصل مع الشابة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول 2022.
يمكن كتابة موسوعة من أجزاء متعدّدة عن نضال النساء الإيرانيات ضد السلطة الذكورية/ الدينية، والقمع، والمراقبة. لكنّ كلّ ما سبق يخرج من سياقه حين يقرّر مجرم حرب مثل نتنياهو استغلاله لتبرير قصف إيران. وهذا ما عبّرت عنه ناشطات إيرانيات منذ اللحظة الأولى للحرب، رفضن أن يُستخدم نضالهنّ ذريعة لتدمير بلادهنّ وقتل المدنيين، ولعلّ الموقف الأبرز هو الرسالة التي وقّعت عليها أربع نساء مُعتقلات في سجن إيفين شمال غرب طهران: ريحانة أنصاري، وسكينة بروانه، ووريشه مرادي، وغُلنرخ إيرايي، رفضن فيها ربط تحرّر الإيرانيات بـ"التعلق بالقوى الأجنبية أو تعليق الآمال عليها"، مؤكدات أن هذا التحرر يحصل من خلال "نضال الجماهير والاعتماد على القوى الاجتماعية".
ما يُقال عن أوضاع النساء في إيران، يُقال أيضاً عن حال أغلب النساء في منطقتنا
المهمّ أن ما يُقال عن أوضاع النساء في إيران، يُقال أيضاً عن حال أغلب النساء في منطقتنا. فالقوانين والتشريعات التي ترعى التمييز، والتقاليد الاجتماعية التي تحوّل الاضطهاد إلى قاعدة، واقع تعيشه ملايين النساء، ويدفعن ثمنه في أغلب جوانب حياتهن.
منذ 2001
في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001، وقفت السيّدة الأولى في الولايات المتحدة، لورا بوش، أمام الميكروفون لتُلقي خطاباً غير مسبوق: "حربنا على الإرهاب هي أيضاً حربٌ من أجل كرامة النساء وحقوقهن". لم تكن كلماتها في ندوة نسوية أو بيان من منظمة حقوقية، بل جاءت ضمن حملة تعبئة سياسية وعسكرية لشرعنة غزو أفغانستان، الذي كان قد بدأ قبل شهر فقط. النساء الأفغانيات، ببرقعهنّ وصورهنّ في تقارير الإعلام الأميركي، تحوّلن بين ليلة وضحاها إلى ذريعة إنقاذ استُخدمت لتبرير القصف والاحتلال.
من أفغانستان إلى العراق، وصولاً إلى إيران حيث رفعت النساء شعار "نساء، حياة، حرية"، لم تتردّد الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في اعتناق الخطاب النسوي لخدمة أهداف عسكرية أو جيوسياسية. بات تحرير المرأة، فجأة، مهمة جليلة تتولاها الصواريخ والطائرات المسيّرة. لكن، ماذا عن النساء اللواتي يمتن تحت هذه الصواريخ؟ وماذا عن النساء الفلسطينيات؟ وماذا عن شرعية هذا الخطاب، حين يتبنّاه رجل مثل بنيامين نتنياهو؟
هنا محاولة لفكفكة هذا الخطاب، وتشريح علاقته بما تُعرف اليوم بـ"النسوية الأمنية (Securofeminism) التي تتحالف مع القوة والسلاح تحت غطاء الدفاع عن النساء. وهو، في الوقت نفسه، تذكير بأن القضايا العادلة، حين تقع في فخ الاستخدام السياسي، تفقد جوهرها وتتحوّل أدواتٍ للتلاعب والهيمنة.
القضايا العادلة، حين تقع في فخ الاستخدام السياسي، تفقد جوهرها وتتحوّل أدواتٍ للتلاعب والهيمنة
في أعقاب عمليات 11 سبتمبر (2001)، احتاجت إدارة جورج بوش الابن إلى غطاء أخلاقي لحربها في أفغانستان. لم يكن كافياً الحديث عن ملاحقة تنظيم القاعدة، ولا عن إسقاط نظام حركة طالبان، فاستحضرت الإدارة الأميركية ملف النساء: تلك الكائنات المسجونة في المنازل، المحرومة من التعليم والموسيقى، والمُجبَرة على ارتداء البرقع. ثم سرعان ما تعزّزت هذه الصورة بمساعدة الإعلام الأميركي، الذي نشر تقارير عن نساء يُعدن إلى المدارس، ويخلعن البرقع، وكأن تحرير المرأة بات فعلاً مرادفاً للاحتلال. مجلّة "تايم" نشرت غلافاً شهيراً لامرأة أفغانية مشوّهة الوجه وكتبت عليه: "ما سيحدُث لو تركنا أفغانستان". لكن الحقيقة أن هذه المرأة لم تُشوّه على يد "طالبان"، بل نتيجة عنف أسري، بعدما اعتدى عليها زوجها. ولم يأتِ أحد على ذكر أن هذه الحكايات، حين تُروى على لسان قوّة احتلال، تتحوّل إلى مسرحية أيديولوجية، لا إلى تعبير عن تضامن.
اللافت أن هذا الخطاب لم يكن حكراً على السياسيين، فقد انخرطت نسويات غربيات بارزات في حملة التبرير: منظمّات أميركية مثل Feminist Majority Foundation دعمت الغزو، وصحافيات وناشطات تبنّين فكرة أن القنابل قد تُنبت مدارس للبنات. حتى مجلة Ms النسوية، رحّبت بالتدخل العسكري بوصفه نصراً للنساء. لكنّ ما حدث فعلاً أنّ الأفغانيات عانين من تحالف الولايات المتحدة مع أمراء الحرب الذين لم يكونوا أقلّ قمعاً من حركة طالبان، وفق تقارير حقوقية عديدة. لم يُستشَرن، لم يُصغَ إليهن، بل حُوِّلن إلى أدوات بروباغندا.
عانت الأفغانيات من تحالف الولايات المتحدة مع أمراء الحرب الذين لم يكونوا أقلّ قمعاً من حركة طالبان
طرحت الباحثة الأنثروبولوجية، ليلى أبو لغد، سؤالاً حاسماً: "هل تحتاج النساء المسلمات إلى إنقاذ؟". أما الأكاديمية والناقدة الأميركية ــ الهندية غاياتري سبيفاك، فوصفت ذلك بنموذج "الرجل الأبيض الذي ينقذ النساء الملونات من الرجال الملونين". إنها نسخة القرن الواحد والعشرين من عبء الرجل الأبيض الاستعماري. وقد أظهرت التجربة أن "الإنقاذ" لم يأتِ إلا بمزيد من الفوضى، ومزيد من العنف، ومزيد من استغلال النساء.
كانت النتائج على الأرض كارثية. الأفغانيات، بدلاً من أن يحصلن على الحماية والفرص، وجدن أنفسهن بين نيران "طالبان" وفساد الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن. بل تعرّض بعضهن للاغتصاب من مليشيات مدعومة من أميركا. وبعد عقدين من الحرب، عادت "طالبان" إلى الحكم، وعادت النساء إلى دائرة القمع القاتل، من دون اهتمام إعلامي غربي هذه المرّة.
العراق أيضاً
عندما بدأ التمهيد لغزو العراق عام 2003، استخدمت إدارة بوش الخطاب نفسه. صحيح أن أسلحة الدمار الشامل كانت الحجّة الأولى، لكن خطاب "تحرير المرأة العراقية" ما لبث أن أصبح جزءاً من آلة ترويج الحرب. وقد صرّح مسؤولون أميركيون علناً إن المرأة العراقية ستنتقل من القمع إلى الحرية بفضل الاحتلال. روّجت حملة بعنوان W stands for Women لتُظهر أن الرئيس بوش يدافع عن النساء. ظهرت البرلمانيات العراقيات الجديدات في المؤتمرات الصحافية الأميركية، في استعراض تمثيلي شكلي في برلمان طائفي. وعلى أرض الواقع، انقلب كلّ شيء: تدهورت البنية التحتية، تفاقم العنف، تراجعت مشاركة النساء في الحياة العامة، وارتفعت نسب الفقر والانتحار والزواج المبكر.
المرأة العراقية، التي كانت حتى قبل الحرب من الأكثر تعليماً ومشاركة في العمل في العالم العربي، خسرت مكتسباتها. وازدادت جرائم العنف الجنسي التي ارتكبها الجنود الأميركيون ضد العراقيات، منها على سبيل المثال جريمة المحمودية عام 2006، حين اغتصب خمسة جنود أميركيين الطفلة العراقية عبير قاسم حمزة الجنابي (14 عاماً) ثم قتلوها بعد قتل كل أفراد أسرتها، وحرقوا المنزل والجثث لإخفاء جريمتهم.
ببساطة، لم يكرّس النظام الجديد الذي روّجته الولايات المتحدة أي مكاسب حقيقية للنساء، بل سلّم السلطة لأحزاب طائفية ومحافظة، تقلّص معها دور المرأة، وارتفعت معدّلات العنف القائم على النوع الاجتماعي. حتى القوانين التي كانت تحمي بعض حقوق النساء جرى تهميشها، وأعيد إنتاج البنية الأبوية باسم الديمقراطية.
النظام الجديد الذي روّجته واشنطن في العراق لم يكرّس أي مكاسب حقيقية للنساء، بل سلّم السلطة لأحزاب طائفية ومحافظة، تقلّص معها دور المرأة
في كتابها "ضد النسوية البيضاء" (Against White Feminist)، الصادر عام 2021، تشرح الكاتبة الأميركية (باكستانية الأصل) رافيا زكريا، أنها في خضم الاحتلال الأميركي للعراق، لم تكن برامج "مكافحة الإرهاب" مجرّد خطط أمنية، بل كانت أيضاً مشاريع اجتماعية – فاشلة – حاولت إعادة هندسة علاقة النساء بعائلاتهن ومجتمعاتهن، تحت شعار "التمكين".
من بين أبرز هذه البرامج، تبرز مبادرتان: "بنات العراق" و"أخوات الفلوجة"، وهما مشروعان أميركيان تأسّسا خلال سنوات الاحتلال لتجنيد النساء العراقيات في أدوار أمنية واستخبارية، مهمّتهن الرئيسية: التجسّس على الرجال في مجتمعاتهن (الأشقاء، الأزواج، والآباء) تحت ذريعة مواجهة التطرّف. بدا أن الرهان الأميركي يقوم على فكرة أن المرأة العراقية جاهزة للتخلي عن روابطها العائلية، للتحالف مع القوة الأجنبية المحتلة، ما إن يُعرض عليها دور "الشرطية" أو "المخبرة" باسم الحرية. لكن ما قُدِّم كمشروع تحرير أو تمكين، تحوّل في الواقع إلى شكل عنيف من "استخدام النسوية سلاحاً"، بحسب رافيا، إذ تحوّلت المرأة من كائن صاحب قضية إلى أداة تخدم المنظومة الأمنية ذاتها التي دمّرت مجتمعها.
أُعِدّت هذه البرامج داخل سردية أوسع هي "النسوية الأمنية" (Securo-feminism). وفق هذا المنطق، ليس مطلوباً من المرأة أن تناضل لأجل العدالة، بل أن تشارك في صياغة الرواية الأمنية الأميركية، عبر جمع المعلومات، وترسيخ الفكرة بأنّ كلّ رجل عراقي مُشتبه به. ولكن هذه المقاربة تجاهلت أمراً أساسياً: الروابط الاجتماعية والعائلية في المجتمعات العراقية ليست هشّة ولا عشوائية، بل هي، في أحيان كثيرة صمّام الأمان الوحيد وسط الدمار والتفكك الناتج عن الحرب.
الروابط الاجتماعية والعائلية في المجتمعات العراقية ليست هشّة ولا عشوائية، بل هي، في أحيان كثيرة صمّام الأمان الوحيد وسط الدمار والتفكك الناتج عن الحرب
وإن كانت هذه البرامج قد نجحت لحظيّاً في إنشاء وحدات نسائية أمنية في بعض المناطق، إلا أن أثرها الاجتماعي كان محدوداً أو حتى عكسيّاً. كثير من النساء اللواتي شاركن تعرّضن للوصم، والمجتمعات التي طُبّقت فيها تلك البرامج شهدت توتّراً أكبر بين الجنسين وزيادة في انعدام الثقة. وبحسب رافيا زكريا، لا يغيّر تسويق هذه البرامج، تحت شعار نسوي، من طبيعتها الاستعمارية، فالاعتقاد أن "تحرير المرأة" يمرّ عبر تحويلها إلى سلاح ضدّ محيطها، هو في جوهره رؤية استعلائية ترى في المرأة العربية مجرّد أداة تصلح فقط إذا خدمت أجندة الخارج. هو تفكير يفترض أنّ النساء في المجتمعات المسلمة قابلاتٌ للشراء بالبدلات العسكرية والدورات التدريبية، ومتروكات بلا ولاء إلا لمن يُعطيهن "سلطة على الرجال".
ما يجمع الحالات العراقية والأفغانية، والآن الإيرانية، هو ما يُعرف بـ"النسوية الأمنية"، أو تلك النسوية التي تتحالف مع الدولة والجيش والمصالح الجيوسياسية تحت غطاء الدفاع عن النساء. نسوية تشبه العسكر أكثر مما تشبه الحركات النسوية التحرّرية.
تحويل النساء رموزاً
في أفغانستان والعراق، وفي سرديات إسرائيل عن إيران، تحوّلت النساء من فاعلاتٍ إلى رموز تُستخدم، إلى صور على أغلفة المجلات، إلى حجج في خطابات سياسيين. وبينما تقتل الحروب النساء، تُستخدم أسماؤهن لتبرير هذه الحروب.
لا تسعى النسوية الأمنية إلى التحرير، بل إلى إعادة إنتاج النظام القائم، مع تحسين صورته الخارجية، فهي لا تُحرّر النساء، بل تُعيد إدماجهن في النظام العسكري أو الاستعماري كواجهة ناعمة. تُعيّن امرأة ناطقة باسم الجيش. تُوضع صورة فتاة على دبابة. يجري تمويل برنامج تدريب نساء رائدات في بلد محتل. وذلك لإشاعة وهم أو سراب حقوقي.
لا تسعى النسوية الأمنية إلى التحرير، بل إلى إعادة إنتاج النظام القائم، مع تحسين صورته الخارجية
تجد النسوية الأمنية حلفاء لها في الإعلام، وفي منظمات حقوقية مُموّلة من حكومات غربية. تتحدّث عن الحجاب أكثر مما تتحدّث عن الفقر. تهتم بالتعليم فقط حين يكون بإمكانه أن يخدم خطاب التنمية الغربية. تدعم الفتيات، فقط حين يكنّ معاديات حكومات بلادهن، وليس عندما يطالبن بالعدالة الاجتماعية. وغالباً ما تضع قضايا النساء في خدمة الأمن القومي الأميركي أو الإسرائيلي.
أما وقد سُرد كلّ ما سبق، ليس المطلوب، بطبيعة الحال، إنكار وجود ظلم حقيقي تتعرّض له النساء في هذه المجتمعات. لكن المطلوب هو مساءلة من يحتكر سردية الظلم، ومن يختزل المرأة في دور الضحية، ومن يحتكر حقّ "إنقاذها" عبر القصف لا عبر التضامن.
• استُخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في جمع بعض المصادر وترجمتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
بن غفير يدعو نتنياهو إلى عدم قبول مقترح صفقة التبادل مع حماس
القدس: دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، السبت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى عدم القبول بمقترح صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، والاستمرار في الإبادة الجماعية على القطاع. ورغم دعوات أهالي الأسرى المحتجزين الإسرائيليين في غزة نتنياهو إلى قبول مقترح الصفقة، إلا أن بن غفير قال في منشور عبر صفحته بمنصة إكس: 'أدعو رئيس الوزراء إلى التراجع عن مخطط الاستسلام والعودة إلى خطة الحسم'، في إشارة إلى حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة. وزعم بن غفير، أن وعدا مستقبليا بنزع سلاح غزة، وصفقة جزئية في الوقت الحالي تشمل انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق تم السيطرة عليها، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وإعادة 'إنعاش' حماس من خلال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، 'يبعدنا عن تحقيق الهدف ويعد مكافأة للإرهاب'. كما زعم أن 'الطريق الوحيدة للحسم ولإعادة أسرانا بأمان هي في احتلال كامل لقطاع غزة، ووقف تام للمساعدات الإنسانية، وتشجيع الهجرة'. وفي وقت سابق السبت، أفادت مصادر إسرائيلية، أنّ الحكومة برئاسة نتنياهو، اتخذت قرارا بإرسال وفد إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات ضمن جهود الوساطة الجارية مع حركة حماس، بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورجحت 'هيئة البث' العبرية (رسمية) أنّ ترسل إسرائيل الوفد الأحد. ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية. ووصفت ردها على المقترح بأنه 'اتسم بالإيجابية'، وأكدت 'جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ' المقترح. وبحسب 'هيئة البث'، سيناقش مجلس الوزراء المصغر (الكابينيت) رد حماس الليلة (السبت)، حيث لم ترفض إسرائيل رد حماس رفضًا قاطعا. وفي وقت سابق السبت، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة في مؤتمر صحافي بتل أبيب حكومة نتنياهو بالموافقة على الاتفاق المقترح لصفقة مع حركة حماس، والعمل على إنهاء الحرب في القطاع. يذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أكدوا مرارا أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومن المتوقع أن يغادر نتنياهو صباح الأحد، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق 'هآرتس'. ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرنوت' العبرية (خاصة) عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترامب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، الاثنين. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (وكالات)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
ترامب يستخدم مصطلحا معاديا للسامية خلال احتفال بقانون الموازنة
واشنطن: استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصطلحا معاديا للسامية خلال تجمع في ولاية أيوا احتفالا بإقرار مشروع قانون الموازنة الضخم، لكنه شدد على أنه لم يكن يعلم أن الكلمة مسيئة لليهود. وقال ترامب للحشود الخميس في ولاية أيوا في دي موين 'لا ضريبة وفاة ولا ضريبة عقارية ولا لجوء إلى البنوك والاقتراض في بعض الحالات، من مصرفي بارع. وفي بعض الحالات من مرابين ومجرمين'. مصطلح 'مُرابٍ' مُقتبس من مسرحية 'تاجر البندقية' لوليام شكسبير. وتدور القصة حول شخصية يهودية تُصوَّر كمقرض بلا رحمة يطلب 'رطل لحم' من تاجر عاجز عن سداد قرض. يشير المصطلح إلى مُرابي القروض ولطالما اعتُبر مسيئا في تصنيف اليهود. وهذا الجدل يعيد إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت عام 2014 عندما استخدم نائب الرئيس آنذاك جو بايدن المصطلح لوصف المُقرضين الانتهازيين. واعتذر بايدن لاحقا مؤكدا أن ما حصل 'اختيار سيء للكلمات'. قال أبراهام فوكسمان مدير رابطة مكافحة التشهير، المنظمة اليهودية الناشطة آنذاك، 'نرى مجددا ترسخ هذه الصورة النمطية عن اليهود في المجتمع'. وعندما سُئل ترامب عن استخدامه لهذا المصطلح بعد نزوله من الطائرة الرئاسية عائدا إلى واشنطن، قال إنه 'لم يسمع قط' أن هذه الكلمة يمكن اعتبارها معادية للسامية. وأضاف 'لم أسمع ذلك قط. هذا المصطلح يصف شخصا يُقرض المال بفائدة مرتفعة. تنظرون إلى الأمر بشكل مختلف. لم أسمع ذلك قط'. ووصف دانيال غولدمان العضو في الكونغرس الديموقراطي عن نيويورك، تصريحات ترامب بأنها 'معاداة للسامية صارخة ودنيئة. وترامب يدرك تماما ما يفعله'. وكتب غولدمان على منصة إكس 'أي شخص يعارض معاداة السامية حقا يفضح الأمر أينما وجد – في كلا الطرفين – كما أفعل'. قبل إعادة انتخابه العام الماضي وعد ترامب بمكافحة ما سماه موجة من المشاعر المعادية للسامية في الولايات المتحدة. ومنذ توليه السلطة هاجمت إدارته الجامعات الكبرى التي شهدت احتجاجات بسبب الحرب في غزة، متهمة إياها بالسماح بمعاداة السامية ودعم حركة حماس. (أ ف ب)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
ترامب مستاء من بوتين: ماضٍ حتى النهاية في أوكرانيا
أعلن الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أنه "مستاء جداً" بشأن مكالمته الهاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ، حول الحرب في أوكرانيا، وقال إن بوتين يريد فقط "مواصلة قتل الأشخاص"، ملمحاً إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على موسكو ونشر صواريخ باتريوت الأميركية في أوكرانيا. وأشار ترامب إلى نيته لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في بكين أو واشنطن. وقال ترامب للصحافيين على متن طائرته الرئاسية حول الوضع في أوكرانيا: "إنه وضع صعب جداً. قلت لكم إنني مستاء جداً بشأن مكالمتي مع الرئيس بوتين. يريد المضي حتى النهاية ومواصلة قتل الأشخاص ببساطة، وهذا ليس جيداً"، وتأتي هذه التصريحات بعد مكالمة أجراها مع بوتين، أول أمس الخميس، حيث أصر الرئيس الروسي فيها على موقفه باستمرار الحرب، وشدد على أن موسكو "لن تتخلى عن أهدافها" في أوكرانيا، وقال الكرملين عقب المكالمة إن من غير الممكن حالياً تحقيق أهدافه في هجومه المستمر على أوكرانيا، عبر "الوسائل الدبلوماسية". أخبار التحديثات الحية روسيا تشن هجومها الأوسع على أوكرانيا غداة اتصال ترامب وبوتين ترامب، الذي لطالما تعهد بإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا وإحلال السلام بين الدولتين، لوح في تصريحاته أيضاً إلى إمكانية فرض عقوبات على موسكو بحال تمسكها بموقفها من محادثات السلام، وقال إنه "ناقش العقوبات مع بوتين الذي يشعر بالقلق بشأنها ويدرك أنها قد تكون وشيكة". وتأتي تلميحات ترامب بعد شنّ الجيش الروسي هجوماً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا، ليل الخميس الجمعة، وصفه سلاح الجو الأوكراني بأنه الأوسع منذ بدء الحرب في 2022، وقال: "هاجم العدو بعدد كبير جداً من المسيّرات (..) وهو العدد الأكبر الذي يستخدمه العدو في هجوم واحد". وبخصوص مكالمته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، قال ترامب إنه ناقش إمكانية إرسال صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى كييف. وكانت واشنطن قد أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، إيقاف بعض شحنات صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الذخائر إلى أوكرانيا وسط مخاوف من أنّ مخزونها من هذه الإمدادات قد انخفض أكثر من اللازم. ومن جهته، اعتبر زيلينسكي، السبت، أنه أجرى "محادثة مهمة ومثمرة للغاية" مع ترامب، وأضاف: "نحن - في أوكرانيا - ممتنون لكل الدعم المقدم. إنه يساعدنا على حماية الأرواح، وحماية حريتنا واستقلالنا. لقد حققنا الكثير مع أميركا ونحن ندعم كل الجهود لوقف القتل واستعادة سلام عادل ودائم". وتعتمد أوكرانيا كثيراً على دعم الولايات المتحدة لمواجهة الغزو الروسي الشامل منذ عام 2022، وقال زيلينسكي: "ناقشنا الوضع الحالي، بما في ذلك الغارات الجوية الروسية والتطورات الأوسع نطاقاً في الخطوط الأمامية"، مضيفاً: "تحدثنا عن الفرص في الدفاع الجوي واتفقنا على أننا سنعمل معاً لتعزيز حماية سمائنا". هل يزور ترامب الصين؟ وفي شأن آخر، أعلن الرئيس ترامب، الجمعة، أنه يعتزم زيارة نظيره الصيني، شي جين بينغ في بكين أو استقباله في واشنطن، في مؤشر على ما يبدو على انفراجة في العلاقات بين العملاقين الاقتصاديين. وتأتي تصريحات ترامب على وقع مفاوضات تجارية يخوضها الطرفان بهدف الوصول إلى تفاهمات تنهي الحرب التجارية بينهما، التي بدأت مع إعلان ترامب فرض رسوم جمركية عالية على الواردات الصينية، الأمر الذي ردت عليه الصين بإجراءات مشابهة. وأدت الحرب التجارية الطويلة، التي اندلعت بين القوتين الاقتصاديتين منذ عام 2018، وتسارعت منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى فرض تعرفات جمركية متبادلة وقيود على التصدير والتكنولوجيا، ما أثّر سلباً في الأسواق العالمية، وألقى بظلاله على قطاعات صناعية حيوية أبرزها أشباه الموصلات، والطاقة، والصناعات الدفاعية. وتسعى كل من واشنطن وبكين لتجنب الدخول في مواجهة تجارية شاملة جديدة قد تعيد تأزيم الأسواق العالمية، خصوصاً في وقت تعتمد فيه الصناعات عالية التقنية بشكل متزايد على المواد الخام والبرمجيات المتقدمة التي ينتجها الطرفان. (فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)