logo
السلاح الفلسطيني.. لا تسليم ولا مهل جديدة

السلاح الفلسطيني.. لا تسليم ولا مهل جديدة

صوت بيروتمنذ 4 أيام
رغم مرور أكثر من شهر على الموعد الذي كان مُحددًا للبدء بجمع وتسليم السلاح الفلسطيني في بعض المخيمات اللبنانية، لا تزال الأمور تراوح مكانها. فالمهلة التي حُدّدت مبدئياً في منتصف حزيران الماضي، بناءً على تفاهم لبناني-فلسطيني وبتعهد مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انقضت من دون أي خطوة عملية، ودون أي إعلان رسمي يشرح أسباب التأجيل.
وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة الأولى من خطة تسليم السلاح في مخيمات بيروت اولا، على أن تشمل المرحلة الثانية مخيمي البداوي شمالاً والجليل في البقاع. غير أن التطورات المتسارعة على جبهة الجنوب والتصعيد بين إسرائيل وإيران، أُخذت كذريعة أولى لتأجيل التنفيذ، قبل أن يتبين أن الأسباب الحقيقية تتصل بالانقسامات الفلسطينية الداخلية، لا سيما داخل حركة 'فتح' نفسها.
مصادر متابعة للملف تؤكد 'لصوت بيروت إنترناشونال 'أن الجيش اللبناني لم يتسلّم حتى اللحظة أي قطعة سلاح، بانتظار نتائج الاتصالات الفلسطينية-الفلسطينية الجارية خلف الكواليس، لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني الذي يعاني من انقسامات كبيرة.
وتشير المصادر ان لبنان يعوّل على عودة الموفد الأميركي توم باراك، المتوقع مطلع الأسبوع المقبل، لإعادة الدفع باتجاه تنفيذ بند حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، بما في ذلك السلاح الفلسطيني داخل المخيمات.
وترى المصادر الى ان ما تسرّب من أروقة 'منظمة التحرير الفلسطينية'، فإن قرار تأجيل تسليم السلاح جاء بطلب من القيادة الفلسطينية، بعدما تبيّن أن حركة 'فتح' غير جاهزة فعلياً للوفاء بالتزاماتها.
وتلفت المصادر الى المعلومات التي تحدثت عن ان الرئيس الفلسطيني فُوجئ بأن الجسم الفتحاوي في لبنان يعاني ترهلاً كبيرًا، وانقسامات داخلية وتعددًا في المرجعيات، وهو ما جعل تنفيذ التعهد بجمع السلاح صعبا في الوقت الحالي. بانتظار ما ستؤول إليه المحادثات والمشاورات التي تجرى في الداخل الفلسطيني بعد ان استنفرت قيادته وارسلت وفدا من رام الله، بهدف ترتيب 'البيت الفتحاوي' وتوحيد قراراته، بالتزامن مع اتخاذ القرار المفاجئ بإقالة السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور من مهامه .
وتقول المصادر:' يبدو ان المسؤولين الفلسطينيين يركزون على ترتيب الوضع الداخلي داخل 'فتح'، فيما يغيب كلياً أي نقاش عملي بشأن آلية تنفيذ الخطة أو الجدول الزمني لتطبيق موضوع تسليم السلاح . وهذا يعني عمليًا أن أي تحرك ميداني لجمع السلاح لا يزال بعيد المنال، حتى في المخيمات المحسوبة على 'فتح'، فكيف الحال في مخيمات الجنوب مثل عين الحلوة، حيث النفوذ الأكبر للفصائل المعارضة وعلى رأسها 'حماس' ومجموعات متشددة أخرى تضم لبنانيين مطلوبين للقضاء حسب المصادر.
من هنا، فإن السلطات اللبنانية تطالب بتوضيح رسمي من القيادة الفلسطينية حول مصير الخطة التي أُعلنت من بيروت، والتي لم تُستكمل حتى الآن بأي إجراء عملي. وتعتبر المصادر ان غياب التنفيذ يُفقد المبادرة صدقيتها، ويُضعف قدرة الدولة اللبنانية على الاستفادة منها في ملف العلاقة مع المجتمع الدولي، خصوصاً أن بند 'حصر السلاح بيد الشرعية' بات شرطًا أساسيًا في كل مبادرة دعم دولية.
اذا وسط هذا المشهد المأزوم، تعود زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان مطلع الأسبوع المقبل لتشكل فرصة جديدة لإعادة تصويب المسار المتعثر، ليس فقط على صعيد ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، بل أيضًا في ما يخص السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية ككل. فهذه الزيارة المرتقبة قد تشكّل محطة مفصلية ولرسم خارطة طريق أكثر وضوحًا نحو هدف طالما شكّل مطلبًا داخليًا ودوليًا وهو حصر السلاح بيد الدولة وحدها ، فهل هي ستكون حقا هذه المرة مستعدة لتلقّف هذه الفرصة وعدم تضييعها في الحسابات الضيقة أو في انتظارات بلا أفق؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عباس: لن نخضع لسياسات الخنق والتجويع واستمرار الوضع الراهن جريمة حرب
عباس: لن نخضع لسياسات الخنق والتجويع واستمرار الوضع الراهن جريمة حرب

صدى البلد

timeمنذ 39 دقائق

  • صدى البلد

عباس: لن نخضع لسياسات الخنق والتجويع واستمرار الوضع الراهن جريمة حرب

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل للسماح للمنظمات الأممية بإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، وذلك وفقا لنبأ عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية». سياسات الخنق والتجويع وشدد الرئيس الفلسطيني: «لن نخضع لسياسات الخنق والتجويع واستمرار الوضع الراهن جريمة حرب يتحمل الاحتلال مسؤوليتها». وأكد «عباس» على رفض كل أشكال التهجير وندعو للانسحاب الكامل من القطاع وتمكين دولة فلسطين لتحمل مسؤولياتها. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن شعبه يتعرض لأكبر كارثة إنسانية في ظل فشل الجهود الدولية لردع المحتلين. وأضاف الرئيس الفلسطيني: «ما يتعرض له أهلنا في غزة من تجويع وقتل أمام مراكز المساعدات وصمة عار على جبين المجتمع الدولي». وطالب «عباس» بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات والإفراج عن أموال الضرائب المحتجزة.

الرئيس الفلسطيني: ما يتعرض له أهلنا في غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي
الرئيس الفلسطيني: ما يتعرض له أهلنا في غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي

صدى البلد

timeمنذ 39 دقائق

  • صدى البلد

الرئيس الفلسطيني: ما يتعرض له أهلنا في غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن شعبه يتعرض لأكبر كارثة إنسانية في ظل فشل الجهود الدولية لردع المحتلين، وذلك وفقا لنبأ عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية». وصمة على للمجتمع الدولي وأضاف الرئيس الفلسطيني: «ما يتعرض له أهلنا في غزة من تجويع وقتل أمام مراكز المساعدات وصمة عار على جبين المجتمع الدولي». وطالب «عباس» بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات والإفراج عن أموال الضرائب المحتجزة. من جانبه؛ أكد الدكتور إياد أبو زنيط، المتحدث باسم حركة فتح، أن دعوة الكنيست الإسرائيلي لضم الضفة الغربية تمثل تطورًا بالغ الخطورة لا يمكن التقليل من شأنه، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة لم تعد مجرد مقترح داخل البرلمان الإسرائيلي، بل تعكس وجود حالة إجماع سياسي داخل إسرائيل على ضم الضفة الغربية، بعدما كان هذا الملف مثار جدل داخلي. وأوضح أبو زنيط، في مداخلة مع الإعلامية حبيبة عمر، عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تمضي قدمًا في تنفيذ سياسات الضم على الأرض، من خلال السيطرة على الجغرافيا الفلسطينية وطرد السكان، موضحًا أن الخطوة المقبلة ستكون ضم المناطق المصنفة (ج) الخالية نسبيًا من الفلسطينيين، دون أن يشمل ذلك دمج السكان الفلسطينيين ديموغرافيًا، كما حدث في القدس بعد 1967.

الذكرى الثالثة والسبعون لثورة يوليو ودورها في دعم القضية الفلسطينية
الذكرى الثالثة والسبعون لثورة يوليو ودورها في دعم القضية الفلسطينية

الشرق الجزائرية

timeمنذ 19 ساعات

  • الشرق الجزائرية

الذكرى الثالثة والسبعون لثورة يوليو ودورها في دعم القضية الفلسطينية

المحامي أسامة العرب تحلّ الذكرى الثالثة والسبعون لثورة 23 يوليو 1952 في وقت تمرّ فيه غزة بظروف إنسانية كارثية، تتجسّد في التجويع والتهجير والإبادة، بينما تواجه الضفة الغربية موجة غير مسبوقة من الاستيطان العنصري منذ نشأة الكيان الإسرائيلي. ومع تفجر أحداث «طوفان الأقصى»، عاد اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليتردّد بقوّة في الأوساط العربية والإسلامية، حيث استُحضرت أقواله ومواقفه المتعلقة بفلسطين والمقاومة على نطاق واسع، تعبيرًا عن حنين شعبي إلى مرحلة كانت فيها القيادة المصرية وما زالت في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، حريصة على تقديم الدعم غير المشروط للشعب الفلسطيني. وقد بدا واضحًا حجم الفجوة بين المواقف التاريخية لعبد الناصر، الذي وظّف إمكانات مصر كافة لنصرة فلسطين، وبين الواقع العربي الراهن، العاجز عن إيصال رغيف خبز واحد إلى سكان غزة المحاصرين من البر والبحر والجو. إلا أن العلاقة بين ثورة يوليو والقضية الفلسطينية لا تقتصر على المواقف العاطفية أو المبادرات الآنية. فقد شكّلت هذه الثورة، بقيادة ضباط شاركوا في حرب 1948، نقطة تحوّل استراتيجية غيّرت مسار القضية الفلسطينية، وما زال تأثيرها ممتدًا حتى اليوم. فالمقاومة الفلسطينية لم تبدأ مع الثورة، بل تعود إلى بدايات القرن العشرين مع تنامي الهجرات اليهودية وبدء الاستيطان على أنقاض أراضي الفلسطينيين، بدعم بريطاني بعد انهيار الدولة العثمانية. كما أن الوعي العربي بالمخاطر المحدقة بفلسطين كان قائمًا منذ عشرينيات القرن الماضي في عدد من العواصم العربية، وقد انطلقت مبادرات دعم للفلسطينيين قبل 1952، وإن كانت محدودة في نطاقها. لكن ما ميّز ثورة يوليو هو إدماج القضية الفلسطينية في صميم المشروع القومي العربي، وتحويلها إلى محور رئيسي ضمن معادلة الأمن القومي. فقد قدّم عبد الناصر مقاربة جديدة، لم ترَ إسرائيل مجرد مشكلة دينية أو محلية، بل مشروعًا استعمارياً وظيفياً يخدم القوى الغربية ويستهدف تفكيك الوحدة العربية الجغرافية والحضارية. واعتبر أن وحدة المشرق والمغرب العربيين، وارتباط مصر بسوريا وأفريقيا العربية، باتت مهددة بوجود هذا الكيان، الذي زُرع لفصل الأجزاء الحيوية من الوطن العربي. من هذا المنطلق، صاغ عبد الناصر رؤية أمنية متقدمة، تربط بين الدفاع عن فلسطين والدفاع عن الذات العربية، معتبرًا أن تصفية القضية الفلسطينية تعني عمليًا تفكيك الوجود العربي وإخراجه من التاريخ، على غرار ما حدث للسكان الأصليين في أمريكا. وعلى الصعيد العملي، انحاز عبد الناصر بوضوح إلى خيار المقاومة، رافضًا خط التسويات المرحلية. وتشير الوثائق إلى أن أول كتيبة فدائية فلسطينية منظمة أُنشئت في غزة بأمر منه عام 1954، أي قبل العدوان الإسرائيلي الشهير على غزة بسنة كاملة. وقد تولّى الضابط مصطفى حافظ آنذاك مسؤولية تدريب وتسليح المجموعات الفدائية، قبل أن يُغتال لاحقًا على يد الاحتلال. لاحقًا، مع صعود حركات المقاومة مثل «فتح»، أسهم عبد الناصر بدوره المحوري في نقل قيادة منظمة التحرير إلى ياسر عرفات ورفاقه، واضعًا إمكانات مصر العسكرية واللوجستية في خدمتهم، ورافعًا من مكانة المنظمة إقليميًا ودوليًا. ومن أبرز محطاته في هذا المسار، تقديمه عرفات للقادة السوفييت عام 1968، ما شكل انطلاقة جديدة للعلاقات الدولية للمنظمة، ورسّخ حضورها في حركة التحرر العالمية. كما تدخل عبد الناصر مرتين لحماية المقاومة من محاولات تصفيتها: أولًا عبر اتفاق القاهرة عام 1969 الذي نظم الوجود الفلسطيني في لبنان، وثانيًا عبر وساطته في وقف مذابح «أيلول الأسود» بالأردن عام 1970، وهي المبادرة التي أنهكته صحيًا، وكانت آخر ما قام به قبل رحيله في 28 سبتمبر. فلقد كانت فلسطين حاضرًة في وعي الضباط الأحرار منذ ما قبل الثورة، إذ شكلت نكبة 1948 جرحًا غائرًا دفعهم إلى التفكير بإنقاذ مصر والأمة من التبعية والهوان. وقد عبّر عبد الناصر عن ذلك بوضوح في كتابه «فلسفة الثورة»، حيث تحدث عن فلسطين كمعركة مصيرية تتقاطع مع مصير الأمة، وتنعكس على الداخل المصري نفسه. ففي خنادق الفالوجة المحاصرة، تشكلت لديه قناعة بأن ما يحدث في فلسطين قد يتكرر في أي بلد عربي إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه. ومن هنا، جسّدت ثورة يوليو لحظة تحوّل كبرى، ليس في مصر وحدها، بل على امتداد الوطن العربي والعالم الثالث، حيث امتدت تأثيراتها إلى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. وقد قاد الضباط الأحرار، انطلاقًا من خلفيتهم الوطنية وتجربتهم في فلسطين، مشروعًا تحرريًا قوميًا استهدف كسر التبعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوحيد الصفوف العربية حول هدف التحرير. وفي الختام، فإن ذكرى ثورة يوليو ليست فقط مناسبة للاحتفال بحدث وطني مصري، بل فرصة لاستعادة المشروع العربي الجامع الذي وضع القضية الفلسطينية في القلب من معاركه، وذكّر بأن الحرية لا تتجزأ، وأن فلسطين ستبقى البوصلة مهما طال الزمن. كذلك، فلا يسعنا في هذه الذكرى العزيزة سوى أن نوجّه أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الشعب المصري الشقيق، بمناسبة العيد الوطني لجمهورية مصر العربية وذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة. تلك الثورة التي لم تكن مجرد تحول سياسي داخل مصر، بل كانت نقطة انطلاق لمسيرة تحرر عربي ألهمت الشعوب وأرست دعائم الكرامة والاستقلال. فكل عام ومصر بخير، وكل عام وشعبها الوفي يواصل البناء والعطاء، ويحمي الثوابت ويدافع عن قضايا الأمة في كل زمان ومكان. المحامي أسامة العرب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store