زعماء الاتحاد الأوروبي يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
عمون - جدد المجلس الأوروبي، في ختام اجتماعه في بروكسل، الخميس، مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، كخطوة نحو إنهاء دائم للأعمال العدائية.
وأعرب المجلس عن أسفه الشديد حيال الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، بما في ذلك العدد غير المقبول للضحايا المدنيين ومستويات المجاعة.
ودعا المجلس إسرائيل إلى رفع الحصار المفروض على غزة بشكل كامل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نحو فوري وغير مقيّد، مع ضمان توزيعها المستدام على نطاق واسع داخل القطاع، مشددا على ضرورة تمكين الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية من العمل بشكل مستقل ومحايد لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
وأكد على ضرورة امتثال إسرائيل الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، مشددًا على أهمية حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، وحماية البنية التحتية المدنية مثل المنشآت الطبية والمدارس ومقار الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أشار المجلس الأوروبي إلى تقرير الامتثال الإسرائيلي للمادة الثانية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ودعا إلى مواصلة النقاش بشأن سبل المتابعة في تموز المقبل، في ضوء التطورات الميدانية.
إدانة لتصعيد العنف في الضفة والقدس
وجدد المجلس الأوروبي إدانته الشديدة لتصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، عقب تصاعد عنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات غير القانونية، والعملية العسكرية الإسرائيلية هناك.
ودعا المجلس إلى المضي قدمًا في اتخاذ إجراءات تقييدية إضافية ضد المستوطنين المتطرفين، والكيانات والمنظمات الداعمة لهم، بالإضافة إلى الاستمرار في العمل على فرض قيود على حركة حماس.
تجديد الالتزام بحل الدولتين
أكد الاتحاد الأوروبي تمسكه الثابت بتحقيق سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين، معلنًا استعداده لدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف. ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تقوّض إمكانات هذا الحل.
وشدد المجلس الأوروبي على مواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، ومواصلة دعم السلطة الفلسطينية وبرنامجها الإصلاحي.
كما أعرب عن تطلعه إلى المؤتمر الدولي رفيع المستوى المقبل بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.
-إيران: دعوة للالتزام بالمسار الدبلوماسي
وفيما يتعلق بإيران، رحب المجلس الأوروبي بوقف الأعمال العدائية الأخيرة، ودعا جميع الأطراف إلى الامتثال للقانون الدولي، وضبط النفس، والامتناع عن أي تصعيد جديد.
وجدد المجلس تأكيده بأن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن على طهران الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب معاهدة عدم الانتشار.
وأكد استمراره في دعم المسار الدبلوماسي لحل قضية إيران النووية، باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى حل دائم.
سوريا: ترحيب برفع العقوبات
رحب المجلس الأوروبي برفع العقوبات الاقتصادية الأخيرة عن سوريا، كجزء من نهج الاتحاد التدريجي والقابل للعكس.
وأكد على أهمية تحقيق انتقال سياسي سلمي وشامل في سوريا، خالٍ من التدخلات الأجنبية الضارة، ويحفظ حقوق جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية، دون تمييز.
وشدد المجلس على أهمية العدالة الانتقالية والمصالحة، مدينًا الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عنه، مؤكدا على ضرورة احترام استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها ضمن حدود آمنة، وفقًا للقانون الدولي.
دعم مستمر للبنان
جدد المجلس الأوروبي دعمه للشعب اللبناني، مشيدًا بجهود السلطات الجديدة في استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية. وأكد دعمه لسيادة الدولة اللبنانية ووحدة أراضيها، مشددًا على الدور الحيوي الذي تؤديه قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في جنوب لبنان لتحقيق الاستقرار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
تفاصيل جديدة .. هكذا قتلت إسرائيل كبار علماء النووي في إيران
عمون - في فجر 13 يونيو، شنت إسرائيل سلسلة هجمات دقيقة استهدفت منازل كبار العلماء الإيرانيين العاملين على البرنامج النووي في طهران، ما أسفر عن مقتل 9 منهم على الأقل حينها. وقالت مصادر مطلعة لصيحفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن هذه العمليات نفذت بشكل متزامن وذلك لمنع العلماء من الفرار أو الاختباء. وبعد 11 يوما، وفي شمال إيران، قتل العالم سيد صديقي صابر، على بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار. وكان صابر قد فرضت عليه عقوبات أميركية حديثا بسبب عمله في مجال الأسلحة النووية. 15 سنة من التخطيط وحسب الصحيفة الأميركية، فإن العملية تمثل تتويجا لـ15 عاما من الجهود الإسرائيلية لاغتيال شبكة العلماء الذين عملوا على برنامج إيران السري للأسلحة النووية حتى عام 2003، حيث تتبعت تل أبيب تحركات هؤلاء العلماء بدقة. ويؤكد خبراء سابقون ومسؤولون أن اغتيال العلماء كان ضربة قوية لقدرة إيران على تطوير القنبلة النووية، إذ كان معظم الذين قتلوا "يمتلكون خبرة عملية في بناء واختبار مكونات الرؤوس الحربية، من أنظمة التفجير إلى المتفجرات ومصادر النيوترونات التي تشغل التفاعل المتسلسل". وأكد المدير السابق للأمن القومي الأميركي لمكافحة الانتشار، إريك بروير، أن فقدان هذه الخبرات خلال مرحلة تطوير القنبلة له تأثير أكبر من فقدانها تدريجيا مع مرور الوقت. علماء النووي.. أهداف إسرائيلية وخلال الأسبوع التالي لهجمات يونيو، استخدمت إسرائيل طائرة مسيرة لاغتيال عالم آخر كان في منزل آمن بطهران، بينما قصفت مقر المنظمة التي خلفت مشروع "عماد". وتعد هذه الضربات أولى الهجمات التي تستهدف علماء إيران النوويين منذ اغتيال محسن فخري زاده في 2020. ومن بين الأهداف البارزة كان فريدون عباسي دواني، الرئيس السابق للوكالة الذرية الإيرانية، والمساهم الرئيسي في تطوير مكونات أساسية للأسلحة النووية. وكان عباسي دواني قد نجا من محاولة اغتيال في 2010 لكنه أعرب مؤخرا عن استعداد إيران لبناء القنبلة النووية إذا طلب ذلك. كما قتل محمد مهدي ترانشي، المسؤول عن تطوير المتفجرات اللازمة للأسلحة النووية، والذي كان أستاذا في جامعة الشهيد بهشتي حيث يعمل العديد من العلماء النوويين. وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن استهداف إسرائيل "عقل العلماء النوويين" شكل ضربة قاسية لقدرة إيران على الاستفادة من خبرات متقدمة في تطوير الأسلحة النووية. مع ذلك، تؤكد مصادر أن إيران طورت نظاما متكاملا للحفاظ على خبراتها النووية وتطويرها، مستفيدة من الأرشيف النووي المكتشف في 2018، وبرامج التعاون في الجامعات مثل الشهيد بهشتي وجامعة شريف للتكنولوجيا وجامعة مالك أشتر. وفي هذه الجامعات، يوجه العلماء المتمرسون طلابا أصغر سنا في أبحاث متقدمة تتعلق بمحاكاة تفاعل النيوترونات، والتي يمكن أن تستخدم لأغراض مدنية أو عسكرية.


جهينة نيوز
منذ ساعة واحدة
- جهينة نيوز
بين عباءة الإمام وبدلة الممثل الرسمي.. الشرعة يجمع بين مهمته كممثل للأردن بمنظمات الاتحاد الأوروبي وإمام وخطيب بأوروبا"
تاريخ النشر : 2025-06-30 - 01:38 pm "إمام حفيد إمام... ووجه الأردن وممثله بمنظمات الاتحاد الاوروبي يجمع بين المنبر ومهمته في المنظمات" حفيد الشيخ الذي علّم أجيالاً في وطنٍ يزخر بالرجال الذين حملوا رسالة العلم والإيمان، لا تزال جذور الخير تمتد عبر الأجيال، لتُثمر قصص نجاح تُروى على المنابر، وفي الساحات الدولية. من بادية بلاد الشام وسهل حوران وجبال عجلون حيث كان الشيخ رشيد غزلان يعلّم القرآن في كتاتيب البلاد، تبدأ الحكاية. ومن هناك، بعد عقود، يواصل حفيده نديم غزلان الشرعة الطريق، رافعًا اسم الأردن في منظمات الاتحاد الأوروبي. إنها ليست مجرد قصة شاب طموح، بل حكاية إرث ممتد من السجادة القرآنية إلى قاعات المنظمات الدولية. غزلان: جذر النور والتربية عُرف الشيخ رشيد غزلان بأنه معلم القرآن الكريم، ومربٍ فاضل، وركيزة أساسية في التربية الدينية لأبناء سهل حوران وجبال عجلون والبادية. شهادته كانت في قلوب طلابه، ممن أصبح منهم علماء ودعاة والذي كان من زملائه في مقاعد الشريعة الشيخ نوح القضاه والشيخ علي الفقير، ترك الشيخ رشيد بصمته بهدوء، وعلّم العشرات مبادئ الإسلام، القراءة، والخلق، في زمن كانت الكتاتيب فيه منارات هداية وألف كتبا دينية وكان من أبرز تلامذته ابن اخيه الشيخ أحمد غزلان رحمه الله الذي كان مفتياً لمحافظة إربد. حفيد السند وامتداد الرسالة وُلِد نديم في عمّان، لكن جذوره تعود إلى تلك الأرض التي سجد عليها جدّه، وتعلم فيها جيل كامل على يديه. نشأ في أسرة محافظة من أب وأم ملتزمان بتعاليم الإسلام، بدأت رحلته في مراكز تحفيظ القرآن، حيث تشكّلت شخصيته على الانضباط، الالتزام، والتفوق. لم يكن يعلم أن تلك اللحظات البسيطة ستقوده لاحقًا إلى تمثيل الأردن في ساحات دولية مرموقة. من مراكز القرآن إلى قاعات منظمات الاتحاد الأوروبي قام خطيباً وإماماً في منطقة أراد الرومانية لكن المفاجأة أن نديم غزلان هو في الحقيقة خرج في مهمة في مارس 2025، مثّل نديم المملكة في ظل التعاون المشترك ما بين المملكة ودول الإتحاد الأوروبي وكانت مهمته في غرب رومانيا على حدود هنغاريا، إلى جانب وفود من دول العالم أوكرانيا، تركيا، وأرمينيا، أذربيجان ورومانيا ودول غيرها، لم يقدّم نديم نفسه كشاب فقط، بل كممثل لهوية كاملة كما وساهم في منظمات الإتحاد الأوروبي مثل منظمات مساعدة اللاجئين الأوكران والفلسطينين وغيرهم، حيث قام بعمل نشاطات تمثل الأردن وتبادل الثقافات وكان أبرزها مشاركته في منظمات الإغاثة للاجئين، ويُشارك في حوارات عديدة تعزز فهم القيم والثقافة والدين. تمكن نديم من الإنخراط حيث وقف في بدلته في عمله الرسمي وفي عباءته على المنبر وسيلة للتقارب الإنساني، وجعل من مهمته الرسمية فرصة لتعزيز صورة الأردن كدولة ذات رسالة وقيم، تجمع بين السلام والعدالة والانفتاح. ثنائية نادرة: الإمام والرسمي هذه الثنائية الفريدة بين الإمامة وإتقان المهمة الرسمية الانخراط في المجتمع الأوروبي ليست بالأمر العادي، فهي تتطلب من صاحبها فقه الواقع، وذكاء الخطاب، ومهارة التواصل مع مختلف الشعوب والثقافات. ونديم وزنان رشيد يمتلك هذا كله، فينطلق من مبادئ دينه ليبني الجسور لا ليهدمها، ويخاطب العقول كما يخاطب القلوب. وجه الأردن بالغرب يمثل نديم وجهًا حضاريًا للأردن في المحافل الدولية، إذ يُدافع عن قضايا الأمة، ويُسلط الضوء على أهمية الحوار بين الشعوب والثقافات، ويُشيد بموقف الأردن التاريخي كداعم للسلام وراعٍ للمقدسات، خاصة في القدس الشريف. لا يمثل فقط الأردن، بل يمثل الضمير الذي لا يرضى بالظلم، ولا يساوم على المبادئ. لكنه كان يعلم في داخله أن تمثيله لبلاده لم يبدأ هناك، بل بدأ منذ حمله لكتاب الله صغيرًا، ومشيه على خطى جده الشيخ رشيد. بين الجذور والطموح لم تكن رحلة نديم مجرد مشاركة، بل امتداد لرسالة متجذّرة يؤكد دائمًا: > "ما أنا فيه اليوم هو ثمرة دعاء جدّي الذي غرس في عائلتنا حب العلم والقرآن، والذي لولا فضل الله سبحانه ورسوله صل الله عليه وسلم ثم لولاه ما كان لهذه المسيرة أن تبدأ." من مركز تحفيظ صغير في عمّان إلى منصة دولية في أوروبا، استطاع نديم أن يكون ممثلًا لجيل جديد يحمل في قلبه تاريخًا، وفي فكره مشروعًا، وفي سلوكه قدوة. الهوية الأردنية والعالم نديم لا يمثل نفسه فحسب، بل يمثل شريحة من الشباب القادر على الجمع بين الأصالة والانفتاح، بين قيم البادية ومرونة العالم الحديث. عبر مشاركاته، يرفع اسم الأردن كشاب متحدث، مثقف، ومنفتح، لكنه متمسك بأرضه، بتراثه، وبالإرث الذي تركه له الشيخ رشيد. منارة الماضي ونور المستقبل هذه القصة ليست مجرد سيرة ذاتية، بل رسالة. الشيخ رشيد غزلان علّم الأجيال ونديم غزلان الشرعة يتحدث باسم الأردن في أوروبا. وبين الجد والحفيد، حلقة ذهبية من الإيمان والعلم والعمل رسخت بأسم غزلان رشيد الذي أفنى عمره بتربيت أبنائه عامر غزلان ونديم وعامر الأخ الأكبر الذي لمع نجمه وسط هذا النسل الأصيل والممتد في الجذور، سطع نجم عامر غزلان رشيد غزلان، كأحد الوجوه اللامعة في ميادين العمل السياسي والاجتماعي. حمل اسم عشيرته وبلده بفخر، ومضى على خطى الآباء، مشاركًا في المبادرات الوطنية، ومناصرًا لقضايا الناس بصوت عاقل وحضور فعّال. لم يكن حضوره مجرد ظهور، بل كان موقفًا، وتحركًا نابضًا بالمسؤولية والانتماء، مؤمنًا بأن من يخدم الناس بحق، يُكتب اسمه في وجدانهم لا على جدران الوقت فقط. من الكتاتيب إلى ميادين الاتحاد الأوروبي... تبقى الرسالة واحدة، ويبقى الأردن حاضرًا بهويته ورجاله في كل محفل وزمان. من المنبر لمنصة العالم نديم، الذي لطالما سمع عن مواقف جده الإمام في الخطابة والإرشاد، استلهم ذلك في طريقة تواصله، في خطابه، وفي حضوره. ويقول: > "أنا حفيد إمام كان صوته يُسمع في منبر الجمعة، واليوم أُكمل الرسالة بصوت جديد على منابر دولية ." وذكر نديم في لقاءاته "رأيتُ جدي على المنبر، فتجذّر ذلك المشهد في أعماقي، لا يغادر القلب ولا يغيب عن البصيرة. كان دائمًا يخطر ببالي كحلمٍ جميل، أو لمسة من مَلَك. ومنذ تلك اللحظة، أدركت أنني لست لنفسي، ولا مخلوقًا لأحد، إنما أنا صنيعة الله، يشكّلني لحكمةٍ أرادها قرأت وأنا طفل في كتاب ألفه جدي بأسم العلاج القرآني عبارة تقول "من أطاع الله أطاعه كل شيء".. من هنا شعرت أن شيئاً قد أختلف أن الله يقرأني ويعرفني على نفسه ." ويذكر الشرعة "بينما كان أصدقائي وزملائي يستمتعون بالسهرات، ويتبادلون الأحاديث والنقاشات، كنت في زاويةٍ هادئة، لا أبحث عن ضجيج، بل أُرتب لخطوةٍ نقية... أحضّر نفسي لخُطبة الجمعة، وأُرسّخ المعاني في محراب المسجد، أُهذّب الفكرة، وأُهيّئ القلب، وأُعدّ الكلمة لتخرج صادقة، تمسّ القلوب لا الآذان فقط." حين كانت المجالس تعجّ بالسهر والحديث، اخترت الصمت والنية، جلستُ أخطّ سطور الخطبة، وأستحضر المعنى، وأُرتب قلبي قبل لساني، لأنني ما رأيت المنبر مقعدًا للكلام، بل مقامًا للصدق، ورسالة تحتاج أن تُحضّر بروحٍ لا بعجلة." لقاء النسب بالرسالة قصة نديم غزلان الشرعة ليست مجرد نجاح فردي، بل امتداد لإرث روحي وأخلاقي. جده الشيخ رشيد كان إمامًا يعلّم الناس من محراب المسجد، وها هو يعرّف العالم بوطنه وهويته في ساحات الاتحاد الأوروبي. ويقول: "في هذه اللحظات لا يمكنني أن أغلق سطوري دون أن أعظم ذكر من أمرنا الله بتعظيمها، روحٍ عظيمة صنعت بداياتي، وبنت في داخلي ثباتي. والدتي بنان عبدالله المومني، رحمها الله، كانت مدرسةً من نور، أفنت عمرها في غرس القرآن في القلوب، وتعليم سنة الحبيب المصطفى ﷺ، كنت كلما أردت شيئاً قالت لي أذهب إلى الله أذهب إلى بيته واطلب منه فهو القادر على كل شيئ وبيده كل شيئ كن صادقاً مع الله يصدقك" قامت في بثّ قيم الرحمة والصدق والتقوى فيمن حولها. لم تكن فقط أمًا، بل كانت منارة، ومأوى، وجذورًا تمتد في روحي إلى اليوم. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وأسأله جلّ في علاه أن يرحمها رحمةً لا تُقاس، ويجمعنا بها في الفردوس الأعلى، حيث لا فراق ولا وجع، نعم لقد أشتقت لك يا أمي وكنت أتمنى تواجدك معي في هذه اللحظات ولكنني أعددت ليوم أفضل من هذه الأيام يوماً لا فراق بعده يوماً فيه يسمى النجاح نجاحاً والفوز فوزاً إنه آتٍ لا ريب فيه وإن وعد الله حق. ويضيف: إنني، وأنا أتشرف بتمثيل وطني الحبيب، المملكة الأردنية الهاشمية، في منظمات الاتحاد الأوروبي، لا أنسى جذوري، ولا أنفصل عن إرثي، فأنا حفيد الإمام والخطيب الشيخ رشيد غزلان الذي علّمني أن المنبر ليس مكانًا للكلام فحسب، بل مقام للحق، ومسؤولية أمام الله. تابعو جهينة نيوز على


عمان نت
منذ ساعة واحدة
- عمان نت
مساعدات أوروبا للفلسطينيين
نفّذت المفوضيةُ الأوروبيةُ أخيراً حزمةَ مساعداتٍ جديدةٍ بقيمة 202 مليون يورو، موجهةً إلى السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ضمن إطار دعم طويل الأمد، تحت عنوان "التعافي والصمود". ورغم أن هذا الإعلان قد يبدو جرعةَ دعمٍ أوروبيةٍ في لحظة انهيار اقتصادي وسياسي فلسطيني، إلا أن المطلوب مالياً أكثر بكثير، ويثير الموضوع تساؤلاً عن غياب دعم كل من أيّد إقامةَ الدولة الفلسطينية، بمن فيهم الدول العربية والإسلامية. خُصّصت المنحة الأوروبية (152 مليون يورو) لسداد رواتب موظّفي السلطة، ولا سيّما في قطاعات التعليم والصحّة، غير أن هذا الدعم المالي ليس من دون شروط سياسية واضحة أوروبية وعربية، فالاتحاد الأوروبي، ودول في الخليج، طالبت صراحةً بأجندات إصلاح وحوكمة تتضمّن تعيين نائبٍ للرئيس الفلسطيني (عُيّن حسين الشيخ)، وإجراء انتخابات، وفرض تقاعد إلزامي على آلاف الموظفين، بمن فيهم عناصر أمنية ودبلوماسية. ورحّبت وزيرة الخارجية الفلسطينية التي أقسمت اليمين أخيراً، فارسين أغابيكان، بالدعم الأوروبي، وقالت إن هذه المساعدات لا تسدّ الفجوة الناتجة من سياسة الاحتلال الإسرائيلي في حجب أموال المقاصة، التي تُشكّل العمود الفقري لميزانية السلطة. ومن خلال بروتوكول باريس، تسيطر إسرائيل على غالبية إيرادات الفلسطينيين، لكنّها باشرت أخيراً باستخدام سلاح الحجب المالي أداةَ عقاب جماعي، ولا سيّما مع تولّي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش حقيبة المالية. وقلّل الخبير الاقتصادي مؤيّد عفانة من وقع المساعدات الأوروبية، معتبراً أنها بالكاد تضمن استمرار دفع 35% من رواتب موظفي القطاع العام. والمفارقة أن هذا المبلغ، الذي يُعلن عنه جزءاً من حزمة كبرى بقيمة 1.8 مليار دولار على ثلاث سنوات، نقطة في بحر اقتصاد فلسطيني منهك بالديون والتضخّم وانسداد الأفق السياسي. ومن المؤسف أن تقاعس الدول الصديقة (العربية والإسلامية) عن الوفاء بتعهّداتها المالية يزيد الطين بِلَّة. وحتى المؤتمر الفرنسي السعودي (المشترك)، الذي كان من المفترض أن يشهد إعلان "منحة سخية"، تأجّل على خلفية التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. في موازاة الأزمة المالية للحكومة الفلسطينية في رام الله، تواصل إسرائيل حربها الممنهجة ضدّ الفلسطينيين، ليس فقط عبر تجويع الشعب الفلسطيني في غزّة وحرمانه الغذاء والماء وحاجات الحياة الأساسية، بل أيضاً بتغوّل المستوطنين في الضفة الغربية في هجمات عنيفة، موثّقة من الأمم المتحدة التي أشارت إلى نحو 80 اعتداءً في ثلاثة أسابيع، شملت القتل والحرق وتدمير الممتلكات. وفي حادثة بارزة، أطلق مستوطنون النار على فلسطينيين في قرية كفر مالك، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. ورغم اعتقال خمسة مستوطنين، أُفرج عنهم سريعاً من دون توجيه تهم، في مشهد يُرسّخ منطق الإفلات من العقاب. ورغم مناشدات حسين الشيخ للمجتمع الدولي بالتدخّل، تظلّ الردود محدودةً، ففي غياب إرادة سياسية دولية حقيقية لمحاسبة إسرائيل، أو حتى كبح جماح مستوطنيها، تبدو هذه المناشدات أقرب إلى صدى يضيع في الفراغ. وقد صرّح رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة لموقع المونيتور الأميركي بأنه، بالإضافة إلى التحدّيات الهيكلية الداخلية، تتفاقم المشكلات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية بسبب الضغوط السياسية الخارجية. قد يفاقم قرار المحكمة العليا الأميركية الصادر في 20 يونيو/ حزيران الحالي، ويسمح برفع دعاوى قضائية ضدّ منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين، من شلل الحكومة الفلسطينية مالياً، إضافة إلى رفض سموتريتش (10 يونيو/ حزيران الحالي) تجديد إعفاء يسمح بترتيبات مصرفية خاصّة، تُسهّل التعاون بين المؤسّسات المالية الإسرائيلية والفلسطينية. في الوقت نفسه، تواجه البنوك الفلسطينية فائضاً في الشيكل الإسرائيلي الورقي، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تحوّل إسرائيل إلى المدفوعات الرقمية بدلاً من النقد. علاوة على ذلك، يواصل الشعب الفلسطيني استخدام النقد، ما يخلق اختلالات في السيولة، وتتفاقم المشكلة بسبب تفاوت أسعار السلع، مثل البنزين والسجائر. قال حليلة: "علبة سجائر مارلبورو أرخص بعشرة شواقل في الضفة الغربية منها في إسرائيل، والبنزين أرخص أيضاً، ما يتسبّب في تدفّق كبير للمشترين من إسرائيل لكلا المنتجَين، وهم يدفعون نقداً فقط مقابل هذه السلع الرخيصة"، فيما ترفض البنوك الإسرائيلية التعامل الورقي مع البنوك الفلسطينية. لا يمكنها المساعدات الأوروبية (رغم ضرورتها) أن تُخفي واقع الاحتلال المالي والسياسي الذي يخنق الفلسطينيين يومياً. فحين تتحول المساعدات أدواتٍ لتطويع القرار الفلسطيني، فإنّنا أمام حالة من الإذلال المالي المُقنَّع. وحين يقابل ذلك صمت عربي وتواطؤ دولي، تكون النتيجة سلطةً على وشك الانهيار، وشعباً يتخبّط بين مطرقة الحرب والتجويع في غزّة، والعجز المالي، وسندان الاستيطان والعنف. لقد بات من الضروري إعادة النظر جذرياً في معادلة الدعم الدولي للفلسطينيين، تبدأ بإجبار الاحتلال على تحرير الأموال الفلسطينية، ووضع خطّة استراتيجية متكاملة تشمل وضعاً إدارياً ومالياً يؤسّس لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. *العربي الجديد