logo
«تطوير القطاع المالي».. إنجازات 2024 تعزز الرؤية وتؤسس لمستقبل اقتصادي مرن

«تطوير القطاع المالي».. إنجازات 2024 تعزز الرؤية وتؤسس لمستقبل اقتصادي مرن

الرياضمنذ 3 أيام
شهد عام 2024 محطات بارزة في مسيرة برنامج تطوير القطاع المالي بالمملكة العربية السعودية، عكست التزام الجهات المعنية بتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى بناء قطاع مالي متنوع وفاعل، يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز تنافسيته إقليميًا ودوليًا، وقد وثّق التقرير السنوي للبرنامج أبرز الإنجازات التي تحققت في هذا العام، حيث تميزت بالتكامل المؤسسي، والابتكار التقني، وتعزيز الشمول المالي، إلى جانب تسارع وتيرة الإصلاحات التشريعية والتنظيمية.
ركيزة التحديث والتحول
وكانت بوابة الإصلاح المؤسسي منطلق الجهود في 2024، حيث عملت الجهات المنظمة للقطاع المالي على تحديث الأنظمة واللوائح بما يواكب التغيرات العالمية، ويعزز كفاءة الأسواق المحلية، وتم اعتماد سياسات مرنة تحفظ الاستقرار وتدعم النمو، مع التركيز على رفع جودة الخدمات المالية، وحماية حقوق المستثمرين والمستهلكين، وتمكين التقنيات الحديثة، وشهد العام اعتماد لوائح جديدة لتسهيل إصدار الصكوك والسندات، وتفعيل الأنظمة المساندة للتمويل العقاري، وترخيص منصات التداول البديل، مما أسهم في تعميق السوق المالية وزيادة السيولة وتحسين البيئة الاستثمارية.
توسع في العمق والانتشار
ومثّلت التقنية المالية أحد أبرز محاور الأداء في عام 2024، إذ ارتفع عدد شركات الفنتك إلى 261 شركة مرخصة، مقارنة بـ216 في 2023، و147 في 2022، و14 فقط في عام 2020، وساهم هذا النمو في خلق أكثر من 11,000 وظيفة مباشرة في القطاع، منها 8,500 وظيفة في الشركات الخاضعة لإشراف البنك المركزي السعودي.
كما تجاوز إجمالي الاستثمارات الجريئة في شركات التقنية المالية 7.6 مليارات ريال، مما يعكس جاذبية المملكة لهذا النوع من الاستثمارات عالية النمو، وتم دعم هذا الحراك ببرامج تدريبية متخصصة تهدف إلى بناء كفاءات وطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والمدفوعات الرقمية، والتحليلات المالية، ومن أبرز الإنجازات المباشرة، بدء مزاولة بنك «دال 360» أعماله المصرفية كأول بنك رقمي سعودي مرخص، بما يمثّل تحولا نوعيًا في هيكلة الخدمات البنكية.
تنمية شاملة واستقطاب استثمارات
واستمر برنامج تطوير السوق المالية في تنمية البنية التحتية وتحسين جاذبية التداول، إذ تم إدراج 44 شركة جديدة في السوق المالية السعودية، ليصل إجمالي الشركات المدرجة إلى 353 شركة، كما تم إطلاق أول صناديق مؤشرات متداولة تتبع أداء الأسواق الصينية، مثل بورصتي شنغهاي وشنتشن، ما يعكس التوجه نحو تنويع المنتجات الاستثمارية.
وفي ذات الإطار، اعتمدت هيئة السوق المالية تعليمات طرح شهادات المساهمات العقارية، كما دشنت السوق المالية منصة «تداول بديل»، بهدف تنشيط الأسواق الثانوية، وتوفير أدوات تمويلية جديدة للمستثمرين، خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
توسيع آفاق السيولة والاستثمار
وعلى مستوى أدوات الدين؛ شهد العام إطلاق منتجات جديدة من أبرزها «صكوك الادخار» المخصصة للأفراد، وتوسيع برنامج إصدار السندات الحكومية بالدولار الأميركي، وتم تعزيز الحوكمة التنظيمية في هذا القطاع، بما يتيح فرصًا أوسع أمام المستثمرين المؤسساتيين والأفراد على حد سواء، وفي قطاع التمويل، نما إجمالي أصول شركات التمويل بنسبة 5 % خلال التسعة أشهر الأولى من 2024، كما تم تمويل ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وأطلقت الشركة السعودية لرأس المال الجريء استراتيجية استثمارية ضخمة بمبلغ تجاوز 1.1 مليار ريال، ركزت على الملكية الخاصة، والديون الخاصة، وتمويل الابتكار التقني.
دعم موجه ونمو ملموس
وشهد عام 2024 إطلاق 18 مبادرة نوعية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في مقدمتها برنامج «كفالة» الذي أسهم منذ تأسيسه في ضمان تمويلات تجاوزت 107.2 مليارات ريال، كما تم إطلاق مبادرة «تمويلك في يومين» التي تهدف إلى تسريع وتيرة التمويل وتبسيط إجراءاته، إذ تسعى المملكة إلى رفع مساهمة هذه المنشآت في الناتج المحلي إلى 35 % بحلول عام 2030، عبر تقديم حلول مالية مبتكرة، وتوسيع قاعدة الضمانات التمويلية، وتطوير أدوات التقييم الائتماني، وتمكينها من الانخراط في الاقتصاد الرقمي.
تكامل تنظيمي ونمو مستدام
واتخذ قطاع التأمين خطوات استراتيجية في عام 2024، تمثّلت في اعتماد منتج «تأمين سندات الكفالة» لصالح صندوق الاستثمارات العامة، وترخيص فروع شركات جديدة لمزاولة أنشطة التأمين وإعادة التأمين، وسجل عدد شركات التأمين المرخصة في المملكة نموًا بنسبة 56 % مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تطور السوق وزيادة الطلب على المنتجات التأمينية المتخصصة، كما أطلقت هيئة التأمين بيئة تجريبية لاحتضان شركات التقنية التأمينية، في إطار سعيها إلى توفير بيئة مرنة وجاذبة للابتكار في هذا القطاع الحيوي، الذي يعد أحد مكونات الاستقرار المالي.
بناء الوعي وتعزيز القدرات
وأولى البرنامج اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الثقافة المالية لدى أفراد المجتمع، حيث أطلقت الأكاديمية المالية عددًا من المبادرات، أبرزها «المبادرة الوطنية لزيادة عدد حاملي شهادة المحلل المالي المعتمد»، ومبادرات تثقيف الأطفال في المدارس بمهارات إدارة الموارد المالية.
وشملت الفعاليات أيضًا برامج تدريبية لرفع كفاءة موظفي القطاع المالي، وورش عمل تفاعلية حول إدارة الأصول، والحوكمة، والتحول الرقمي، استفاد منها أكثر من 52,000 متدرب خلال العام، ويأتي ذلك انسجامًا مع رؤية 2030 التي تضع بناء القدرات البشرية في صميم التنمية الاقتصادية.
ريادة إقليمية ودعم للابتكار
وتصدرت المملكة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث حجم الاستثمار الجريء في عام 2024، وهو مؤشر يعكس نجاح بيئة الأعمال المحلية في استقطاب رؤوس الأموال المغامرة، لا سيما في قطاعات التقنية المالية، والصحة الرقمية، والتجارة الإلكترونية، كما أطلقت الشركة السعودية لرأس المال الجريء مبادرة جديدة لتمويل الابتكار، بالشراكة مع مستثمرين محليين ودوليين، وتحديثًا لمنتجاتها الاستثمارية لتلبية احتياجات السوق. وتأتي هذه المبادرات في إطار تمكين الشركات الناشئة من النمو والتوسع، وتعزيز دورها في تنويع الاقتصاد الوطني.
تطلعات 2025 وترسيخ الاستدامة
وتضمن التقرير تطلعات البرنامج لعام 2025، والتي شملت استكمال مشاريع الرقمنة في الخدمات المالية، وزيادة نسب الشمول المالي إلى 90 %، وتعميق التعاون الإقليمي مع الأسواق المالية الخليجية والعربية، فضلًا عن تطوير منظومة إصدار العملات الرقمية بالتنسيق مع البنك المركزي، وما تحقق في عام 2024 ما هو إلا محطة في رحلة مستمرة لبناء قطاع مالي مرن، متنوع، ومستدام، يخدم التنمية الوطنية، ويوفر فرصًا اقتصادية واعدة لجميع فئات المجتمع، حيث يعكس التقرير السنوي لبرنامج تطوير القطاع المالي للعام 2024 نموذجًا استراتيجيًا في إدارة التحول الاقتصادي المستند إلى التخطيط طويل المدى، والمشاركة المؤسسية، والتكامل بين القطاعين العام والخاص، إذ تتجه المملكة بخطى ثابتة نحو بناء منظومة مالية رائدة، قادرة على التكيّف مع المتغيرات العالمية، وداعمة لطموحات المواطنين والمستثمرين على حد سواء، فيما يرسخ مكانتها كوجهة مالية أولى في المنطقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدرعية يضم لابورد بـ 4 ملايين يورو
الدرعية يضم لابورد بـ 4 ملايين يورو

الاقتصادية

timeمنذ 6 دقائق

  • الاقتصادية

الدرعية يضم لابورد بـ 4 ملايين يورو

حسمت إدارة نادي الدرعية السعودي صفقة انتقال الفرنسي غايتان لابورد لتمثيل الفريق لكرة القدم في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى مقابل 4 ملايين يورو، إضافة إلى مبلغ 250 ألف يورو في العقد كحوافز إضافية، وفقا لوسائل إعلام فرنسية. وتبلغ القيمة السوقية للمهاجم الفرنسي البالغ من العمر 31 عاما، والقادم من نادي نيس الفرنسي 6 ملايين يورو، وفق آخر تحديث لموقع "ترانسفير ماركت" المختص بانتقالات اللاعبين وقيمهم السوقية. كما ستكون محطته في الدرعية هي المحطة الأولى خارج المسابقات الفرنسية، حيث لم يسبق أن ارتدى سوى 7 أطقم لأندية فرنسية.

نظرةٌ على أداء مصرف الإنماء والنتائج المتوقعة للربع الثاني 2025
نظرةٌ على أداء مصرف الإنماء والنتائج المتوقعة للربع الثاني 2025

أرقام

timeمنذ 35 دقائق

  • أرقام

نظرةٌ على أداء مصرف الإنماء والنتائج المتوقعة للربع الثاني 2025

تُلقي "أرقام" في هذا التقرير الضوء على نتائج "مصرف الإنماء" للربع الثاني 2025 والتي يُنتظر أن يقوم البنك بإعلانها خلال الأيام القادمة، ويوضح الجدول أدناه تطور أرباح البنك الفصلية بداية من الربع الأول 2024؛ حيث ارتفعت الأرباح الصافية خلال الربع

البلديات الذكية.. ابتكارات رقمية وتقنيات حديثة تعيد تشكيل العمل البلدي والسكني في السعودية
البلديات الذكية.. ابتكارات رقمية وتقنيات حديثة تعيد تشكيل العمل البلدي والسكني في السعودية

صحيفة سبق

timeمنذ 36 دقائق

  • صحيفة سبق

البلديات الذكية.. ابتكارات رقمية وتقنيات حديثة تعيد تشكيل العمل البلدي والسكني في السعودية

في خطوة تعكس التحول الجذري في مفهوم الخدمات الحضرية، كثّفت وزارة البلديات والإسكان جهودها لتبني منهجية "البلديات الذكية"، من خلال منظومة متكاملة من الابتكارات الرقمية التي تعيد صياغة تجربة المستفيد، وتعزز كفاءة القطاعات البلدية والسكنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. الابتكار في وزارة البلديات والإسكان تحول من مجرد خيار إلى ركيزة أساسية في بنية العمل البلدي، وتشمل المنظومة التقنية الجديدة مجالات متعددة، من أبرزها: الرصد والتحليل الميداني، والتخطيط العمراني، والمحاكاة الرقمية، وتحسين آليات البناء، وتبسيط تجربة التملّك. "عدسة بلدي".. رصد آلي وتشخيص دقيق من بين الابتكارات اللافتة، برزت تقنية "عدسة بلدي" المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي نالت مؤخرًا شهادة تميز دولية من القمة العالمية للمعلومات (WSIS)؛ تُستخدم هذه التقنية في رصد التشوهات البصرية وتحليلها ميدانيًا بشكل تلقائي، وأسهمت في: • رفع كفاءة الاكتشاف بنسبة 91% • تقليص زمن المعالجة بنسبة 67% • خفض التكلفة التشغيلية بنسبة 76% • تحقيق تغطية رقابية شملت 96% من المناطق المستهدفة "التوأم الرقمي".. أداة للتخطيط الذكي يشكّل ابتكار "التوأم الرقمي" إحدى أدوات المحاكاة الذكية، إذ يوفر بيئة افتراضية واقعية تحاكي تفاصيل المدينة والمشاريع العمرانية قبل تنفيذها، ويسهم في رفع مستوى دقة التخطيط ويتيح تصور النتائج المحتملة بدقة عالية. "خرائط بلدي".. خدمات ملاحية بصناعة محلية "خرائط بلدي" توفر خدمات ملاحية تعتمد على بيانات مكانية آنية، وتُسهم في رفع كفاءة التشغيل والتنقل داخل المدن. كفاءة بيئية وتشغيلية في البناء الحديث أساليب البناء الحديث طُبقت في أكثر من 100 ألف وحدة سكنية ضمن 85 مشروعًا للإسكان التنموي، بمشاركة مزودين تقنيين وتطبيق 8 تقنيات متقدمة، هذه الأساليب نتج عنها خفض زمن التنفيذ بنسبة 50%، وتقليل الهدر في الموارد، إلى جانب تقليل النفايات الإنشائية بنسبة 90%، ما يعكس كفاءة هذه النماذج في تسريع الإنجاز وتحقيق الاستدامة. "سكني" والميتافيرس.. تجربة رقمية تفاعلية منصة "سكني" تقدم تجربة رقمية تفاعلية للمستفيدين، وتستخدم تقنية "الميتافيرس"، كما تتيح استعراض المشاريع والوحدات السكنية بشكل افتراضي، ويمنحهم القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة ومستنيرة، كما تقلصت مدة رحلة العميل للحصول على الأرض والتمويل إلكترونيًا. ابتكار تقوده المعرفة الابتكار الرقمي يشكّل ركيزة أساسية في عمل وزارة البلديات والإسكان، يدعم تحسين الأداء ويمهد لبناء بلديات ذكية تستشرف المستقبل وتعتمد على المعرفة والتقنية في خدمة الإنسان والمكان، لقد مكنت الابتكارات البلدية والسكنية أكثر من 95% من المستخدمين من انهاء خدماتهم عبر القنوات الرقمية، في مؤشر واضح على مستوى التقدّم ورضا المستفيدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store