
فوز صغير بصدى كبير.. ممداني قلب المعادلة
في إحدى زوايا نيويورك، حيث تنهمر الأضواء على واجهات الأبراج وتتمازج الأصوات بين صخب المترو ونبض الحانات، وُلدت لحظة سياسية لم يكن أحد مستعداً لها بالكامل. فوز زهران ممداني، الناشط التقدمي ذي الأصول المسلمة، لم يكن مجرد انتصار محلي في أحد معاقل الحزب الديمقراطي، بل هو زلزال خفي أعاد تشكيل الأسئلة القديمة: من يحكم اليسار؟ ومن يملك مفاتيح مستقبله؟ نيويورك، المعقل الأزرق، تفاجئ الجميع بأن لونها بدأ يتغير لا نحو الأحمر، بل نحو الأخضر التقدمي.
ففي مدن مثل نيويورك، لا تأتي الهزّات الأرضية من الأعماق الجيولوجية، بل من صناديق الاقتراع. هكذا اجتاحت رياح ممداني أروقة السياسة الأمريكية، لا كنسمة عابرة بل كمؤشر على تغيّر المناخ السياسي، مناخٌ بات أكثر تعقيدًا وتوترًا. انتصارٌ فردي لنائبٍ يساري جديد في نيويورك. لكن الارتدادات التي تلته لم تكن محلية، ولا فردية، بل أشبه بهزّة فكرية داخل الطبقة السياسية الأمريكية كلها: من الحزب الديمقراطي الذي ترنّح بين الصمت والتوجّس، إلى الجمهوريين الذين استشعروا في ممداني تهديداً وجودياً يستحق إعلان الحرب عليه مبكراً.
لمح ترامب ملامح خصمٍ جديد لا يشبه خصومه السابقين. لم يُطِل الترقب. نعته ب«الشيوعي المجنون»، شكّك في شرعية وجوده على الأرض الأمريكية، ولوّح بإمكانية ترحيله. لم يكن هجوماً عشوائياً، بل رد فعل محسوب في زمنٍ تتشابك فيه الشعبوية بالنزعة القومية. ممداني لا يشبه القوالب الجاهزة للسياسي الأمريكي كما تريدها المؤسسة: لا في لونه، ولا في مفرداته الاقتصادية، ولا في رؤيته للأمن. خطورته لا تأتي من سلطته، بل من كونه لا يمكن تطويعه.
ترامب لم يكن وحيداً. الجمهوريون، الذين يدركون أكثر من غيرهم رمزية المعركة، صوّروا ممداني كتهديد قومي لا محلي، لا لكونه يملك السلطة، بل لأنه يُجسِّد صعود سردية مغايرة للهوية الأمريكية.
لم تكن الهجمات الجمهورية تعبيراً عن تمسّك بالقيم، بل ارتكاساتٍ فزعة أمام تهديد رمزي. فوز ممداني، بكل ما يحمله من تحدٍ للخطاب المحافظ، ضرب اليمين في خاصرته الأضعف: احتكاره لفكرة «الهوية القومية». في لحظة واحدة، ظهر شاب مسلم، مهاجر، يتحدث عن العدالة الاقتصادية، لا يطلب القبول بل ينتزعه عبر صناديق الاقتراع.
لكن هذه الهجمة اليمينية لم تُقابل بجبهة ديمقراطية موحّدة، بل بكثير من التباين والارتباك. ففي معسكر «الاعتدال الديمقراطي»، لم يبدُ فوز ممداني مدعاة للفخر، بل باعث على القلق.
والأصوات المعتدلة في الحزب الديمقراطي لم تُصفّق. لم تهنّئ. بل اختارت الصمت. ليس خوفاً من هجوم الجمهوريين فحسب، بل لأن فوزه يفضح هشاشة السقف الوسطي.
وسائل الإعلام انقسمت بين من وجد في فوزه مادة لتغذية الذعر، وبين من رآه مرآة للواقع الجديد. «فوكس نيوز» تلقفت الحدث كهدية من السماء: مسلم، تقدمي، يتحدث عن «ملكية مجتمعية» و«إدارة عامة للسلع» - العناوين جاءت جاهزة: «الشيوعي الصغير»، «المهاجر الذي يريد تدمير أمريكا من الداخل»، «اليسار الإسلامي».
في المقابل، صحفٌ ك«الغارديان» رأت أن الهجوم على ممداني كشف القبح الكامن في قلب المؤسسة الأمريكية، في حين وصفت «نيويورك تايمز» فوزه بأنه يعيد تعريف التمثيل السياسي، ويفكك المنظومة القديمة التي اختزلت الديمقراطية في وجوه مكرّسة. أما «أسوشييتد برس»، فأشارت إلى أن فوزه قد يكون شرخاً داخل الحزب الديمقراطي، لكنه أيضاً منح الحزب لحظة نادرة من الانتعاش السردي، أمام خصم جمهوري يزداد توحشاً.
قد يبدو فوز ممداني ثانوياً في ميزان المعارك الكبرى، لكنه ليس كذلك في عيون ترامب. الأخير فهم سريعاً رمزية هذا الانتصار. في لحظةٍ يسعى فيها لصياغة عدو مثالي، جاء ممداني كهدية، لكن سرعان ما تحوّلت الهدية إلى عبء.
والأهم أن الحزب الديمقراطي، رغم تردّده، كسب لحظة. لحظة كشفت ازدواجية الجمهوريين في فهم المواطنة والدستور، وأربكت آلة ترامب الخطابية التي بَنَت مجدها على التخويف من «الآخر». وفي موسم انتخابي يتأرجح بين الخوف والجمود، حتى اللحظات الصغيرة تُحدث فرقاً.
قد لا يُصبح ممداني زعيماً وطنياً، وقد تحاصره المؤسسة، لكن الرمزية أعمق من الشخص. لقد كشف تناقض الجمهوريين الذين يهاجمون الهجرة لكن يعبدون خطاب الانقسام، وفضح الديمقراطيين الذين ينادون بالتنوع ثم يرتبكون حين يصبح ملموساً.
فوز ممداني ليس انقلاباً، بل شرخ في جدارَين: جدار الاعتدال العقيم، وجدار العنصرية المموهة. وكل شرخ هو بداية لشكلٍ آخر من السياسة.
وفيما تشقّ ظاهرة ممداني طريقها في النقاش الوطني، بعد أن فاز بترشيح الحزب الديمقراطي رسمياً، متقدّماً على خصومه في سباق داخلي حاد. إلا أنه لم يصل بعد إلى خط النهاية. فالانتخابات العامة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ستضعه في مواجهة خمسة مرشحين من أطياف سياسية متباينة: المستقلان إريك آدامز وأندرو كومو، الجمهوري كورتيس سليوا، إضافة إلى جيم والدن. ويبقى السؤال: هل تمثّل ظاهرة ممداني لحظة عابرة، أم بداية لموجة ستُحرّك الحزب من داخله وتخلخل قواعد اللعبة؟ في السياسة، كما في الطبيعة، لا ينهار السقف دفعة واحدة. لكنه يبدأ بتصدّع. وممداني قد لا يكون الزلزال، لكنه بالتأكيد هو أول الشرخ.
شرخٌ قد لا يُحدث الانهيار غداً، لكنه يفتح ثغرة للهواء الجديد. وإذا ما استمرّت الرياح من القاعدة لا من القمة، فإن الحزب قد يجد نفسه مضطراً للتنفس بشكل مختلف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 43 دقائق
- العين الإخبارية
ترامب وبوتين و«تهديد الـ50 يوما».. السر لدى ميلانيا
بعد أشهر من الانفتاح سعيا للتوصل إلى تسوية لحرب أوكرانيا، تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجة أكثر حزما تجاه روسيا. وألمح ترامب إلى أن السيدة الأولى ميلانيا ربما ساعدت في إقناعه بزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وفي معرض شرحه لقراره باتخاذ موقف حازم تجاه فلاديمير بوتين، قال ترامب إن زوجته ميلانيا كانت من بين الأشخاص الذين أشاروا إليه بأن الرئيس الروسي يتراجع دائمًا عن وعوده بعد مكالماتهما الهاتفية بشأن اتفاق سلام في أوكرانيا، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية. وقال ترامب: «أعود إلى المنزل، وأقول للسيدة الأولى: تعلمين، تحدثت مع فلاديمير اليوم.. أجرينا محادثة رائعة.. فقالت: حقًا؟ مدينة أخرى تعرّضت للقصف». ولأكثر من مرة، شنت روسيا موجات متصاعدة من الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا عقب مكالمات بوتين مع ترامب. وقال ترامب إنه سئم من موسكو، وتوعد بتقديم أسلحة بقيمة "مليارات الدولارات" لأوكرانيا، وفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على روسيا إذا استمر بوتين في رفض اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة خلال الخمسين يومًا القادمة. لا تصريحات علنية ولم يسبق أن أدلت ميلانيا ترامب بتصريحات علنية بشأن حرب أوكرانيا من قبل، لكن بلدها الأم سلوفينيا حافظ على علاقات باردة مع روسيا منذ بداية النزاع في فبراير/شباط 2022. «حليفة» وبعد شهر واحد فقط من بدء الحرب، دمرت غارة جوية روسية قنصلية سلوفينيا في أوكرانيا خلال هجوم على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد. وكانت سلوفينيا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، قد أعلنت استقلالها عن يوغوسلافيا عام 1991 بعد استسلام جيش الجمهورية الاشتراكية عقب حرب استمرت عشرة أيام. ولاقت تصريحات ترامب حول دعم السيدة الأولى لكييف ترحيبًا من أنصار أوكرانيا، الذين وصفوها على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها حليفة ضد روسيا. وكان آخر ظهور لميلانيا مع زوجها الرئيس الأمريكي خلال نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم في ملعب ميتلايف بنيوجيرسي يوم الأحد الماضي. aXA6IDgyLjI3LjIzNC4xNTQg جزيرة ام اند امز CH


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
خبراء الإقتصاد يحذرون من التضخم بعد تصريحات وزير الخزانة الأميركي
أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، "أن زمن الصفقات التجارية غير العادلة انتهى" جاء ذلك في حديثه للصحافيين في مبنى الكابيتول، وجدت هذه العبارة التي أطلقها وزير الخزانة الأمريكي كثير من الاهتمام، لا سيما في ظل الجدل العالمي الدائر حول فرض الرسوم الأمريكية، زيادة على تسارع تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة تماشيا مع توقعات المحللين الشهر الماضي، على ما أظهرت بيانات حكومية، في وقت يحاول أصحاب القرار تقييم مدى تأثير الرسوم الجمركية المتزايدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب على الاقتصاد. ويحذر خبراء الاقتصاد من أن رفع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى زيادة التضخم ويؤثر سلبا على النمو الاقتصادي، إلا أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قلل من شأن تلك التوقعات وفقا لوكالة "رويترز ". وارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0,3 % في يونيو مقارنة بالشهر السابق، بارتفاع طفيف عن الزيادة البالغة 0,1 % في أيار/مايو أيضا. وارتفع مؤشر أسعار الاستهلاك بنسبة 2,7 % يونيو مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بعد تسجيله 2,4 % في مايو مع ارتفاع تكاليف الطاقة، على ما ذكرت وزارة العمل. ومن بين القطاعات الأخرى التي شهدت زيادات في التكاليف، الأثاث المنزلي والملابس، وهما قطاعان يرصدهما الخبراء بحثا عن مؤشرات إلى ارتفاع التكاليف بعد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب هذا العام. وبينما فرض ترامب رسوما بنسبة 10% على جميع شركائه التجاريين تقريبا في أبريل الماضي ، وفرض بشكل منفصل رسوما أعلى على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، رفض المسؤولون الأميركيون تحذيرات من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وفقا لوكالة" ا ف ب". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أسعار المستهلكين منخفضة وإن مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" ينبغي أن يخفض أسعار الفائدة الآن. وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "أسعار المستهلكين منخفضة. خفضوا أسعار الفائدة الآن! ". وأظهر مؤشر أسعار المستهلكين الصادر عن وزارة العمل الأمريكية اليوم ا ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أعلى وتيرة لها خلال خمسة أشهر في يونيو ح مع ارتفاع أسعار بعض السلع. ويشير ذلك إلى أن الرسوم الجمركية بدأت تؤثر على التضخم، وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى تأجيل أي تحرك حتى سبتمبر رغم ان المبرر الاقتصادي الذي استخدمه ترامب لفرض رسومه الجمركية: هو أن هذه الرسوم تحمي وتخلق فرص العمل المحلية في الولايات المتحدة. وقال خلال حملته الانتخابية : "بموجب خطتي، لن يشعر العمال الأمريكيون بالقلق بعد الآن بشأن خسارة وظائفهم لصالح دول أجنبية، بل إن الدول الأجنبية سوف تشعر بالقلق بشأن خسارة وظائفها لصالح أمريكا" وفقا لما ذكرته" نيويورك تايمز" فى تقريرها . كان السياق السياسي لرسوم ترامب الجمركية هو القلق القديم بشأن فقدان الوظائف الصناعية في الولايات المتحدة لصالح بلدان ذات تكاليف عمالة أقل، وخاصة بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع المكسيك في عام 1994 ودخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001. في يناير/ 1994، عندما دخلت اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية حيز التنفيذ، كان لدى الولايات المتحدة ما يقرب من 17 مليون وظيفة في قطاع التصنيع، وبحلول عام 2016، انخفض هذا العدد إلى نحو 12 مليون وظيفة. ومع ذلك، يقول خبراء الاقتصاد إن من المضلِّل أن نعزو هذا التراجع إلى التجارة، ويصرون على أن المستويات المتزايدة من الأتمتة تشكل أيضاً عاملاً مهماً . ولم يجد الباحثون الذين درسوا تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلال ولايته الأولى أي آثار إيجابية جوهرية على إجمالي العمالة في القطاعات الصناعية الأمريكية التي كانت محمية. فقد فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب في عام 2018 لحماية المنتجين الأمريكيين، وبحلول عام 2020، بلغ إجمالي العمالة في هذا القطاع 80 ألف وظيفة، وهو أقل من 84 ألف وظيفة في عام 2018.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ترامب يعلن اتفاقاً تجارياً مع إندونيسيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته «تروث سوشيال»، الثلاثاء، أنه توصل إلى اتفاق تجاري مع إندونيسيا، ما قد يسمح للدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا بتجنب رسوم جمركية تتجاوز الحد الأدنى البالغ 10% الذي تفرضه واشنطن. وكتب ترامب: «توصلنا للتو إلى اتفاق رائع للجميع مع إندونيسيا. لقد تفاوضت مباشرة مع رئيسهم الموقر» بدون أن يقدم مزيداً من التفاصيل حول طبيعة الاتفاق. تعهدت إندونيسيا في الثامن من يوليو/تموز استيراد مزيد من المنتجات الزراعية والنفط الأمريكي لإرضاء واشنطن تفادياً لزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على منتجاتها. وكان دونالد ترامب هدد جاكرتا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 32% في حال عدم توقيع اتفاقية تجارية قبل الأول من أغسطس/آب. وكان وزير الاقتصاد الإندونيسي أرلانغا هارتارتو زار واشنطن للتفاوض على الاتفاقية مطلع يوليو/تموز معلناً شراء منتجات زراعية، ونفط أمريكي بدون تحديد قيمة هذه المشتريات. وأشار إلى أن الشركات الإندونيسية ستلتزم بإنفاق ما مجموعه 34 مليار دولار. وبحسب الأرقام الأمريكية الرسمية ستسجل الولايات المتحدة عجزاً تجارياً قدره 17,9 مليار دولار (16,2 مليار يورو) مع إندونيسيا عام 2024، بزيادة 5,4% عن عام 2023. وقّعت إندونيسيا أيضاً «اتفاقية سياسية» مع الاتحاد الأوروبي الأحد لتخفيف الحواجز التجارية، وذلك نتيجة مفاوضات بدأت عام 2016 لزيادة المبادلات التجارية والاستثمارات بين الجانبين. وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: «هناك إمكانات ضخمة في علاقتنا التجارية لم تستغل. لهذا السبب تأتي هذه الاتفاقية في الوقت المناسب، لأنها ستفتح أسواقاً جديدة». وأعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبينتو الذي زار بروكسل لتوقيع الاتفاق، أنه «تقدم بعد عشر سنوات من المفاوضات». (أ ف ب)