logo
‏لدينا أخطاء ومشكلات لكن لدينا إنجازات أيضاً

‏لدينا أخطاء ومشكلات لكن لدينا إنجازات أيضاً

رؤيا نيوزمنذ يوم واحد

‏هل لدينا مشكلات في الأردن؟ أكيد، هل قصرنا، أقصد إدارات الدولة والمجتمع، في مواجهة هذه المشكلات وتجاوزها بحلول جذرية؟ أكيد أيضاً، هل لدينا إنجازات تستحق الذكر والتقدير ؟ نعم، ما أنجزناه مقارنة مع المحيط بنا، وعلى الرغم مما تعرضنا له من تحديات واقع لا يمكن إنكاره.
لماذا، إذاً، نتبادل الشكوى والتذمر، ونغمض أعيننا عن الإنجازات ونفتحها على الأخطاء والتراجعات فقط، ثم نجلد أنفسنا ونكرّس لدى الأردنيين، خاصة الشباب، ثقافة اليأس والنكران، ونزرع فيهم الإحساس باللاجدوى من المستقبل، والاستغراق بالسواد العام؟
‏أفهم، بالطبع، أن الرضا العام عن السياسات والمقررات يتذبذب تبعاً لعوامل متعددة، يمكن قياسها وفقاً لمعادلات الثقة ومستويات المعيشة والخدمات، وحركة الاداء في مختلف القطاعات الحيوية، أفهم، أيضاً، أن المقارنة بين بلدنا والبلدان الأخرى على صعيد الإنجاز والرضا العام تخضع، أو هكذا يجب، لمعايير واقعية تضع في حساباتها الجغرافيا والسياسة والثقافة والموارد والتشريعات.. الخ، وما يتغلغل داخل هذه المجالات من تفاصيل ومتغيرات.
‏لكن ما لا أفهمه هو أن نظل أسرى لمقولات متناقضة تريد من الأردن أن يتصرف كدولة عظمى، وأن يمارس أدواراً في الإقليم تفوق إمكانياته، وقد تتناقض مع مصالحه العليا، وإذا لم يفعل ذلك تتحرك ماكينة التشكيك والاتهامات ضده، في المقابل هؤلاء الذين يطالبونه بالخضوع لرغباتهم وأجنداتهم لا يرونه إلا دولة هشة، ليس لديها إنجازات، ولا مؤسسات، ولا يتوفر فيها ما يلزم من خدمات، ولا تستحق بالتالي أن تحظى بالثقة والاعتزاز.
‏غياب « المسطرة الأردنية»، أقصد الإيمان الراسخ بالدولة، والاعتقاد أنها الأولوية والقضية لكافة الأردنيين، ربما صنع هذا الشرخ وأفرز حالة من عدم الرضا عن الإنجاز، وربما إنكاره أيضا، بعض التيارات السياسية رسخت في الوعي العام الأردني انطباعات، تحولت إلى ثقافة عامة وقناعات ، ثم فجرت لدى أغلبية الأردنيين خزانات من الإحساس بالمظلوميات، وهرماً مقلوباً عند ترتيب الأولويات، هذا الهرم المقلوب همّش الأردن كأولوية لقياس الإنجاز، ووضع بدلاً منه أولويات أخرى خارج الحدود، وقضايا تقررها مساطر ولاءات أيديولوجية أو سياسية لا علاقة لبلدنا بها.
‏ثمة أسباب أخرى بالتأكيد، خذ مثلاً تراجع منسوب العدالة، تراجع كفاءة أداء الإدارات العامة، اتساع فجوة الثقة بين الأردنيين ومؤسساتهم، غياب الأحزاب الوطنية الممثلة للمجتمع، وكذلك النخب الموثوق بها، عدم قدرة البيروقراطية الإدارية على تطوير نفسها.
في المقابل ثمة أسباب تتعلق بالظروف والمستجدات التي طرأت في العالم والإقليم ؛ منذ عقدين -على الأقل- لم تسترح المنطقة، والأردن جزء منها، من الحروب والصراعات، أن يصمد بلدنا في ظل كل هذه العواصف إنجاز، أن ينجو من الدمار ونحافظ على حركة الدولة و قدرتها على القيام بواجباتها إنجاز كبير، أن نطالب بالمزيد من الإنجازات مسألة مشروعة، الأردنيون يستحقون أكثر مما قدم إليهم، لكن لنتذكر أن الإنصاف مطلوب، أيضاً، من الجميع.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبيران تربويان: 'التوجيهي' ليس أمرا جديدا في الأردن ويحتاج إلى تطوير شامل
خبيران تربويان: 'التوجيهي' ليس أمرا جديدا في الأردن ويحتاج إلى تطوير شامل

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

خبيران تربويان: 'التوجيهي' ليس أمرا جديدا في الأردن ويحتاج إلى تطوير شامل

قال الخبير التربوي سامي المحاسيس، الأحد، إن امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي' ليس أمرًا جديدًا في الأردن، إذ يبدأ قلق الأسرة مع بداية العام الدراسي، إلى جانب التشكيك في طبيعة الأسئلة واحتمالات تسربها، وأصبح ذلك أمرًا معتادًا. وأضاف المحاسيس أن وزارة التربية والتعليم تبقى منشغلة طوال العام بامتحان الثانوية العامة، ما بين دورة وأخرى. وأشار إلى وجود تحديات مستمرة منذ تأسيس نظام 'التوجيهي' خاصة مع تعاقب الوزراء، ومحاولات تطوير هذا النظام من خلال اللجان المختلفة، مبينا أنه في 2021، شكّل وزير التربية في حينه لجنة ضمّت أساتذة جامعات ووزراء تربية سابقين وخبراء في القياس والتقويم، وقد توصلت اللجنة إلى سيناريو مقبول لدى الأسرة الأردنية، سيبدأ تطبيقه هذا العام مع طلبة الصف الحادي عشر. واعتبر أنه لا يمكن الحكم على نظام تربوي متكامل من خلال الاختبارات الدولية فقط، رغم تراجع مستوى التعليم خلال السنوات العشر الأخيرة. من جهته، قال الخبير التربوي زياد الطويسي، إن 'التوجيهي' يعد نقطة تحول حقيقية في حياة الفرد الأردني، إذ ينتقل بعده إلى التعليم الجامعي أو المهني. وتساءل الطويسي: 'هل النظام والسياسات التي بنيت بشكل عام، سواء للاختبار في الثانوية العامة أو تقييم أداء الطلبة بشكل كامل أو للانتقال إلى ما بعد (التوجيهي)، بحاجة إلى تحسينات وتطويرات، بحيث يكون المجتمع ناضجًا، ويكون الطالب قادرًا على تحقيق النتائج؟'. وأوضح أن القلق من الاختبار أمر مهم، لأنه يدفع الطالب لبذل المزيد من الجهد وتحقيق نتائج أعلى، لكنه شدد على ضرورة ألا يتجاوز هذا القلق حدًا معينا، ولا يقل عن حد معين كذلك. وأشار إلى أن نتائج الطلبة تعد أحد أهم مؤشرات جودة التعليم، وإذا كانت النتائج مرتفعة و'صادقة' فإن هذا يشير إلى جودة عالية في التعليم. وأضاف أن 'التوجيهي' هو منظومة تقويم شاملة تتبعها وزارة التربية والتعليم. فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة النجاح في اختبار 'اقرأ' لعام 2021 الذي يُعنى بقياس مهارات القراءة والحساب لدى طلبة المرحلة الأساسية (من الصف الرابع حتى العاشر) نحو 40%، أما في اختبار LQAS عام 2022، فبلغت نسبة الطلبة الذين أتقنوا مهارات القراءة 24%، وفي اختبار TIMSS لعام 2023 للصفوف من الرابع حتى الثامن، حصل الطلبة الأردنيون على معدل 388 في مادة الرياضيات، و313 في العلوم، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 500، وكان الأردن قبل عام 2016 يتصدر الدول العربية في هذه الاختبارات، لكنها الآن تحتل المرتبة قبل الأخيرة أو الأخيرة، مما يعكس تراجع أداء الطلبة. ورأى الطويسي أن هناك خللاً في مهارات المعلمين، مشيرًا إلى أن جميع أدوات التقويم في وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى إعادة صياغة، معتبرًا أن التنافس في تحقيق جودة عالية في التقييم ونتائج التعليم يمثل التحدي الحقيقي. وأكد الحاجة إلى تطوير سياسات الثانوية العامة بشكل شامل، بحيث يمتد التطوير إلى جميع مراحل التعليم، ولا يقتصر فقط على امتحان 'التوجيهي'.

نتنياهو: النصر على إيران يفتح بابا لإنقاذ رهائن غزة
نتنياهو: النصر على إيران يفتح بابا لإنقاذ رهائن غزة

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

نتنياهو: النصر على إيران يفتح بابا لإنقاذ رهائن غزة

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما سماه 'النصر' على إيران يوفر 'فرصا' للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وقال نتنياهو في مقطع مصور بثه مكتبه مساء الأحد: 'أريد أن أعلن لكم، كما تعملون على الأرجح، أن فرصا عديدة توافرت الآن إثر انتصارنا، قبل كل شيء، لتحرير الرهائن'. وأضاف: 'بالطبع، سيتعين علينا أيضًا حل قضية غزة، وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلا المهمتين' وفق تعبيره. وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارته مقر جهاز الأمن العام (الشاباك) مساء الأحد، حيث اطلع على لمحة استخباراتية وأنشطة الجهاز في مختلف المجالات، وفق ما نقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية.

خامنئي مهاجماً ترامب: 'لم يحقق شيئاً' ويبالغ للتغطية على فشله
خامنئي مهاجماً ترامب: 'لم يحقق شيئاً' ويبالغ للتغطية على فشله

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

خامنئي مهاجماً ترامب: 'لم يحقق شيئاً' ويبالغ للتغطية على فشله

هاجم المرشد الإيراني ، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تصريحات سابقة تفاخر فيها بالضربات العسكرية ضد إيران، وصفها خامنئي بأنها 'مبالغات غير طبيعية' تهدف إلى التغطية على فشل ميداني، وفق قوله. وقال خامنئي اليوم الأحد، في تدوينة عبر حسابه على منصة 'إكس'، إن 'الرئيس الأمريكي قدّم وصفاً مبالغاً فيه بشكل غير متعارف لما حدث، وهذا يدل على أنه بحاجة لهذه المبالغة، كل من سمع تلك التصريحات أدرك أن خلف هذه الكلمات الزاعقة، تختبئ حقيقة أخرى'، على حد تعبيره. وأضاف 'لم يستطيعوا فعل شيء، فلجأوا إلى التهويل الإعلامي لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان'. وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من حديث ترامب لقناة 'فوكس نيوز'، ادّعى فيه أن القوات الأمريكية دمّرت المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الأخيرة، وأن 'كل صاروخ أُطلق أصاب هدفه بدقة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store