logo
كنعان: الاحتلال يلاحق المؤسسات الحقوقية الدولية بالأراضي المحتلة

كنعان: الاحتلال يلاحق المؤسسات الحقوقية الدولية بالأراضي المحتلة

عمونمنذ 4 أيام
عمون - قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن المؤسسات الحقوقية والاجتماعية المعنية بالدفاع عن حقوق المظلومين في الأراضي المحتلة والقدس تُواجَه من قبل إسرائيل، بوصفها "السلطة القائمة بالاحتلال"، بسياسات ممنهجة تهدف إلى التضييق عليها.
وأشار كنعان الى أن إسرائيل تمارس حملة منظمة للقضاء على أي شكل من أشكال الدعم الممكن للقضية الفلسطينية، لا سيما في ما يتعلق بجهود تلك المؤسسات لكشف ممارسات الاحتلال وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات أمام المحاكم الدولية.
وأضاف لبترا، إن سلطات الاحتلال، وفي انتهاك صارخ للشرعية الدولية والقانون الدولي والأعراف والأخلاق، تعمد إلى إغلاق المؤسسات الإنسانية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بقصد حرمان الفلسطينيين من خدمات هذه المؤسسات، سواء على المستوى الميداني أو من خلال الإسناد القانوني والإعلامي في فضح الاعتداءات الإسرائيلية.
وبيّن كنعان أن المؤسسات الحقوقية تشكل قوة دولية ضاغطة إلا أن إسرائيل تبرر إجراءاتها بحق هذه المؤسسات بحجج واهية، مثل الادعاء بارتباطها بمنظمات "إرهابية"، أو اعتبارها تابعة لهيئات محظورة، أو وصمها بـ"معاداة السامية"، وهو مصطلح تستخدمه إسرائيل ضد كل من يعارض سياساتها أو يوجّه لها الانتقاد، مشيرا إلى أن هذه السياسات تهدد هذه المنظمات الحقوقية للمصادرة والإغلاق، وتمنع كوادرها من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح كنعان أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، كثفت حكومة الاحتلال من إجراءاتها التعسفية ضد المؤسسات الفلسطينية، مستغلة انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، والتطورات الإقليمية المتسارعة، بما فيها العدوان الإسرائيلي.
وأكد أن حكومة الاحتلال، ممثلة بوزيريها إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تتذرع كذباً بعدم التزام المؤسسات بتعليمات ما يسمى بـ"الجبهة الداخلية" خلال الحرب، حيث تم إغلاق 80 مؤسسة تعليمية، بما فيها تلك العاملة في مدينة القدس، كما تعرض "صندوق ووقفية القدس"، الذي تأسس عام 2014، للإغلاق، بزعم ارتباطه بالسلطة الفلسطينية، ضمن محاولات التهويد و"الأسرلة" في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف، إن الكنيست الإسرائيلي يعمل على سن قانون بعنوان يحظر أنشطة السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح داخل ما يسمى حدود دولة الاحتلال بما في ذلك شرقي القدس، موضحا أن إسرائيل لم تكتف باستهداف المؤسسات داخل فلسطين المحتلة، بل عمدت إلى تضييق الخناق عليها في الخارج، رغم حصولها على تراخيص دولية ورغم ما تتمتع به من حماية قانونية.
وأشار الى أن مؤسسة "هند رجب" الحقوقية التي تأسست عام 2024 بمدينة بروكسل وسُميت باسم الطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الست سنوات، التي استشهدت مع عائلتها في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال خلال عدوانه على غزة وتُعنى مجرمي الحرب الإسرائيليين قانونيا، تواجه اليوم حملة تضييق إسرائيلية لأنها قدمت لوائح اتهام جنائية ضد عدد من الساسة والعسكريين الإسرائيليين في المحاكم الدولية.
وبين أن إسرائيل أصدرت مؤخرًا قائمة عقوبات تضم أسماء 50 شخصية حقوقية وإنسانية ناشطة في الدفاع عن الفلسطينيين، شملت مؤسسة "هند رجب" الحقوقية، لافتا الى أن العالم بات اليوم أمام احتلال إسرائيلي لا يكتفي بالقتل والأسر والتدمير في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، بل يحاول القضاء على أي جهد لفضح ممارساته العدوانية، ويمنع بوسائل ترهيبية وغير قانونية كل المبادرات الإنسانية والأخلاقية الهادفة إلى دعم الفلسطينيين.
وأكد أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يواصل دعم الحق الفلسطيني التاريخي والشرعي في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مؤكدا أن هذه الثوابت الأردنية الأصيلة ستظل راسخة مهما بلغت التحديات وكلفت من أثمان.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رؤساء البلديات .. بين مقتضيات التعيين ومتطلبات الديمقراطية
رؤساء البلديات .. بين مقتضيات التعيين ومتطلبات الديمقراطية

عمون

timeمنذ 10 دقائق

  • عمون

رؤساء البلديات .. بين مقتضيات التعيين ومتطلبات الديمقراطية

تعد البلديات الكبرى أحد أهم ركائز التنظيم الإداري المحلي في الدولة، لما تلعبه من دور محوري في إدارة الشأن المحلي وتحقيق التنمية المستدامة، ويُثير موضوع تعيين رؤساء البلديات الكبرى جدلًا واسعًا بين من يرى ضرورة اختيارهم بالانتخاب ضمانًا للشرعية الشعبية، ومن يدافع عن التعيين المباشر كوسيلة لضمان الانسجام بين السلطة المركزية والسلطة المحلية، لا سيما في المدن الكبرى ذات الطابع الاستراتيجي. نجد بان الإطار القانوني المنظم لتعيين رؤساء البلديات الكبرى يختلف من بلد إلى آخر بحسب النظام الدستوري والإداري المعتمد، ففي بعض الدول التي تعتمد نظامًا لامركزيًا موسعًا، يتم انتخاب رؤساء البلديات من طرف المجالس البلدية أو بشكل مباشر من قبل المواطنين. أما في الدول التي تتبع نمطًا إداريًا مركزيًا، فإن تعيين رؤساء البلديات الكبرى يتم بموجب قرار من السلطة التنفيذية العليا، غالبًا رئيس الدولة أو وزير الداخلية، وذلك استنادًا إلى نصوص قانونية صريحة، على سبيل المثال، تنص بعض القوانين البلدية على أن البلديات التي يفوق عدد سكانها عتبة معينة (كالعواصم أو المدن الاقتصادية الكبرى) لا يُنتخب رؤساؤها، بل يُعينون بموجب مرسوم حكومي، لما لتلك المدن من أهمية وطنية. في الأردن تُشكّل البلديات أحد المكونات الأساسية للإدارة المحلية، وقد شهدت خلال العقود الماضية تطورات كبيرة من حيث التنظيم والصلاحيات. ومع تزايد الاهتمام بتعزيز اللامركزية، عاد الجدل مجددًا حول كيفية اختيار رؤساء البلديات الكبرى، وخاصة أمانة عمّان الكبرى: هل الأفضل أن يُعيّنوا بقرار حكومي كما هو الحال حاليًا، أم يُنتخبوا مباشرة من الشعب تعزيزًا للديمقراطية المحلية؟ ويمكن تلخيص الأسباب التي يستند إليها أنصار التعيين الى ضمان الكفاءة والخبرة حيث ترى السلطة المركزية أن اختيار رئيس بلدية كبرى يجب أن يخضع لمعايير تقنية ومهنية عالية، لا مجرد المنافسة الانتخابية، وإن المدن الكبرى تكون أكثر عرضة للتحديات الأمنية والاجتماعية، مما يستدعي وجود شخصية متوازنة وذات خبرة إدارية وتحقيق الانسجام في السياسات العمومية حيث يسهل التنسيق بين الدولة والبلدية عندما يكون الرئيس معينًا ويخضع لتوجيهات مركزية واضحة. ونرى بان الانتقادات الموجهة لنظام التعيين رغم المبررات المذكورة، إذ يُنظر إلى التعيين على أنه تهميش لإرادة الناخبين وتقليص لمبدأ التمثيل المحلي (انتقاص الديمقراطية المحلية)، وضعف المساءلة حيث أن الرئيس المعين لا يخضع لرقابة المواطنين، مما قد يؤدي إلى ضعف الشفافية والمحاسبة،و في بعض الأحيان، يتم تعيين رؤساء البلديات الكبرى بناءً على الولاء السياسي وليس الكفاءة (إمكانية التوظيف السياسي). ومن خلال دراستي لهذا الموضوع وللتوفيق بين منطق التعيين ومتطلبات الديمقراطية (الانتخاب) وهو خيار استراتيجي يجب أن يُدرس بعناية، ومع الاتجاه الوطني نحو تحديث المنظومة السياسية وتعزيز الحكم المحلي، سيكون من المفيد إعادة النظر في آلية اختيار رؤساء البلديات الكبرى بما يوازن بين الفعالية الإدارية والمشروعية الديمقراطية، بما يليق بمكانة الأردن وطموحات شعبه، واقترح فرض شروط قانونية دقيقة (كالمؤهلات العلمية والخبرة المهنية)،في حال اللجوء الى الانتخاب لموقع رئيس البلدية لانها تعتبر مسألة حساسة تتقاطع فيها أبعاد قانونية وسياسية وتنموية، لضمان التوازن بين فعالية الأداء الإداري وشرعية التمثيل الشعبي.

آفاق جديدة من التعاون الدبلوماسي بين الأردن والكويت
آفاق جديدة من التعاون الدبلوماسي بين الأردن والكويت

عمون

timeمنذ 10 دقائق

  • عمون

آفاق جديدة من التعاون الدبلوماسي بين الأردن والكويت

تشكل العلاقات الأردنية الكويتية نموذجًا راسخًا للتعاون العربي الثنائي المشترك المبني على أسس الاحترام المتبادل، والرؤى المشتركة، والروابط التاريخية العميقة التي تجمع الشعبين الشقيقين. وقد تعززت هذه العلاقات على مر العقود بفضل التنسيق المستمر والدعم المتبادل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبخاصة في ظل العلاقة الأخوية المتميزة التي تجمع بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والتي تعكس مستوى عالٍ من التفاهم والثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين. وفي هذا السياق، يأتي توقيع عدد من الاتفاقيات وعلى رأسها مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي الأردني التابع لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، ومعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي التابع لوزارة الخارجية الكويتية. ليشكّل محطة مهمة على طريق تعزيز العمل المؤسسي المشترك في مجالات التدريب وبناء القدرات الدبلوماسية، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون النوعي في ميدان السياسة الخارجية والدبلوماسية العامة. كما أن قيام كل من نائب معالي رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد أيمن الصفدي، ومعالي وزير الخارجية الكويتي الشيخ عبد الله علي اليحيا، بتوقيع 6 اتفاقيات تعاون بين الأردن والكويت، وذلك في ختام أعمال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة الأردنية – الكويتية، يؤكد الحرص المشترك على تطوير الأطر القانونية والتنظيمية للعلاقات الثنائية، بما يعكس الإرادة السياسية لدى القيادتين في الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أكثر شمولًا واستدامة. وتُعبر هذه الخطوات عن التوجه الاستراتيجي لكلا البلدين في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز العمل العربي المشترك، انطلاقًا من القواسم السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تجمع عمّان والكويت، والتاريخ الطويل من التضامن والتعاون الذي أثبتته المواقف في مختلف المحطات الإقليمية والدولية . ان توقيع مذكرة تفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين الأردني والكويتي - و من خلال تجربتي خبرتي في تغطية العديد من الدورات وورش العمل في المعهد الدبلوماسي الأردني و معهد الامير سعود الفيصل في الرياض ، و المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية القطرية ووزارة الخارجية الإماراتية ، و مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية و السلطة الوطنية الفلسطينية و بلدية رام الله والاتصالات الفلسطينية والعديد من مراكز التدريب و الاكاديميات الدبلوماسية الأردن في عدد من الدول الشقيقة والصديقة - برأي تمثل هذه الخطوة نواة لتكوين عقل دبلوماسي اردني كويتي مشترك، يرتكز على تبادل الخبرات، وتنسيق الرؤى، وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية في البلدين الشقيقين. وفي ظل عالم متغير يتسم بالتعقيد الجيوسياسي، بات الاستثمار في الدبلوماسية الذكية والتدريب المستدام ضرورة لا ترفًاً. وتأتي مذكرة التفاهم بين معهد سعود الناصر الصباح الكويتي والمعهد الدبلوماسي الأردني لتؤسس لأرضية مشتركة تُسهم في إعداد وتأهيل الكوادر الدبلوماسية على مستوى عالٍ من الكفاءة والاحتراف. وتنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية مشتركة لتبادل الخبرات في إدارة الأزمات، والدبلوماسية الرقمية، والامن السيبراني والعلاقات متعددة الأطراف. وتعزيز التنسيق السياسي بين وزارتي الخارجية بما ينعكس على مواقف البلدين في المحافل الدولية. اضافة الى دعم استراتيجيات الأمن الإقليمي والتكامل العربي، لا سيما في ملفات مثل القضية الفلسطينية، والأمن المائي، والطاقة. ان توقيع مذكرة التفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين ليست مجرد اتفاق تقني، بل تمثل رؤية استراتيجية مستقبلية نحو تكوين عقل عربي دبلوماسي موحد قادر على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية بفعالية ووعي. ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات في وقت مهم، حيث يسعى البلدان إلى تطوير علاقات شاملة ومستدامة تتجاوز البعد الاقتصادي لتشمل البعد الثقافي، والأكاديمي، والإنساني. ويُعد توقيع مذكرة التفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين تجسيدًا لرؤية ثنائية طويلة الأمد تعتمد على مأسسة العمل الدبلوماسي المشترك، وتوحيد الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية. ومن خلال خبرتي كدبلوماسي وسفير بتغطية العديد من الدورات وورش العمل في المجال الدبلوماسي في المعاهد الدبلوماسية ومراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية، اضع امام معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد ايمن الصفدي وعطوفة الأمين العام السفير ماجد القطارنة بواسطة معالي رئيسة المعهد الدبلوماسي السفيرة هيفاء الخريشا الاقتراحات التالية: إنشاء برنامج دبلوماسي مشترك سنوي للدبلوماسيين في وزارتي الخارجية الأردنية والكويتية لتعزيز فهمهم للعلاقات الدولية من منظور عربي. إطلاق منصّة رقمية مشتركة للتدريب الدبلوماسي عن بُعد تتيح للكوادر من كلا البلدين حضور محاضرات افتراضية وورش عمل متخصصة. تنظيم مؤتمر سنوي مشترك للمعاهد الدبلوماسية العربية تستضيفه عمّان والكويت بالتناوب، لتعزيز الحوار بين الأجهزة الدبلوماسية العربية ومواكبة المتغيرات الدولية. إنشاء وحدة بحث مشتركة بين المعهدين مشكلة من السفراء السابقين تعنى بمتابعة وتقييم القضايا الدولية الساخنة وإصدار أوراق موقف أو تقدير استراتيجي. أخيراً وليس اخراً، تشكل الاتفاقيات الأردنية - الكويتية الأخيرة، وخاصة مذكرة التفاهم الدبلوماسية، أن العلاقات بين عمّان والكويت ليست علاقات ظرفية أو موسمية، بل علاقات استراتيجية عميقة الجذور. وإن تفعيل هذه الاتفاقيات بشكل عملي ومدروس، خاصة في المجال الدبلوماسي، سيسهم في بناء شراكة فاعلة قادرة على التأثير عربياً وإقليميًا ودوليًا. كما ان وجود قامات دبلوماسية اردنية وكويتية من سفراء مخضرمين أصحاب خبرات متراكمة وتجربة ومراس سواء كانوا سفراء سابقين مسلكين (سفراء دولة) او على رأس عملهم سيكونون قيمة مضافة بلعب دور في تأهيل وتخريج دفعات من الدبلوماسيين سواء من البلدين الشقيقين او من البلدان العربية الشقيقة والصديقة. * مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية [email protected]

كيف تكسر كتائب القسام تفوق الجيش الإسرائيلي بنمط قتالي غير متناظر؟
كيف تكسر كتائب القسام تفوق الجيش الإسرائيلي بنمط قتالي غير متناظر؟

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 11 دقائق

  • سواليف احمد الزعبي

كيف تكسر كتائب القسام تفوق الجيش الإسرائيلي بنمط قتالي غير متناظر؟

#سواليف على مدار أشهر من الإبادة الإسرائيلية في #غزة، شكّلت #الكمائن أحد المفاتيح الاستراتيجية التي استخدمتها #المقاومة_الفلسطينية لتحييد التفوق التكنولوجي لجيش #الاحتلال. لم تكن هذه #التكتيكات مجرد ردّ ميداني، بل أداة فعالة لاستنزاف #الجنود نفسيًا وعسكريًا، وتكريس رمزية نقيضة لتفوق الجيش الإسرائيلي. فبينما يتباهى بقدراته على 'صناعة الموت'، عجز مرارًا عن التعامل مع نمط الإرباك العملياتي المتكرر، الأمر الذي أفقده الزخم العسكري الذي راكمه في بداية الحرب. ولم يكن كمين كتائب القسام الذي أوى بحياة 6 جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين، مساء أمس الاثنين، حدثاً عابراً، بل تكرار لنمط قتالي غير متكافئ نجحت المقاومة بفرضه مراراً على العدو في بيت حانون وخان يونس، لتحقيق تآكل قدرته العسكرية ميدانيا عبر تكتيكات هجومية غير ارتجالية في إطار ما يعرف بالحروب غير المتناظرة. ويُعرف الكمين في العلوم العسكرية بأنه عمل هجومي مخطط له تنفذه فرقة متخفية من الجنود ضد هدف ثابت أو متحرك. وكل كمين ناجح يتطلب جهدا استخباراتيا فعالا، يعبّد الطريق لفهم تحركات الخصم، ويمهد السبيل للتعرف على نقاط ضعفه وأساليبه في الانتشار، وفق الكاتب الصحفي شادي عبد الحافظ في مقال نشره موقع الجزيرة نت. ويلفت عبد الحافظ في قراءته لكمين بيت حانون، إلى أن فعالية جمع المعلومات تستند إلى دراية المقاومة بـ'الطبوغرافيا' التي غالبا ما تلعب لصالح أبناء الأرض، ولا تبخل عليهم بمزيّة توظيف التضاريس الموجودة لتوجيه قوة الاحتلال إلى مناطق الكمائن الرخوة التي يتم استهدافهم فيها. ويوضح أن الأمر يبدأ عندما يطلب قائد الفرقة القتالية المسؤولة عن صنع الفخاخ من فريق الاستخبارات معلومات مفصلة عن حجم وتكوين وحدة الخصم المستهدفة والأسلحة والمعدات المصاحبة لها، ومسارها واتجاه حركتها وأماكن وجودها في مختلف الأوقات، حيث يتم تقسيم خط سير الوحدة إلى نقاط محددة على طول الطريق. مشهد عظيييييم عاجل .. كمين كتائب القسّام في خان يونس — رضا ياسين Reda Yasen (@redayasen22) August 7, 2024 بعد ذلك، تشرع المجموعة المكلَّفة بصنع الكمين في اختيار أنسب المواقع للكمون، وغالبا ما يكون جنود المقاومة في مكان متخفٍّ يتيح لهم إمكانية الرصد.ويتم التنبؤ وأحيانا التحكم في حركة جنود الاحتلال، عبر العوائق والمناورات المدروسة لتوجيههم إلى منطقة محددة دون دراية منهم. وفي أثناء ذلك توزع المهام على الجنود بحيث يشمل الكمين أكثر من ضربة بمختلف الأسلحة (أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة بهدف إيقاف قافلة الجنود عن الحركة، وقاذفة الياسين لاصطياد الآليات) وأكثر من منطقة قتل، وأخيرا يجري توفير ملاذ آمن للمقاومين كي يتمكنوا من الانسحاب وتأمين سلاحهم بعد تنفيذ ضرباتهم. ويتساءل الكاتب عبدالحافظ عن سر تمكن كتائب القسام، التي تمتلك عددا من الجنود يناهز بالكاد 5% من عدد جنود جيش الاحتلال، بلا دبابات أو طائرات، مع كم أقل من كل أنواع السلاح، أن تقف بثبات ضد تلك الحملة لكل تلك الفترة؟ ويعد مفهوم 'الإستراتيجية غير المباشرة' أحد المناظير المهمة للجواب عن هذا التساؤل. طريقة التآكل بحسب جونيلا إيريكسون وأولريكا باتيرسون من قسم الدراسات العسكرية في الجامعة الوطنية السويدية لعلوم الدفاع العسكري في كتابهما 'العمليات الخاصة من منظور القوى الصغيرة'، فإن مفهوم الإستراتيجية غير المباشرة مبني على عدة مناورات تهدف إلى خلق أقصى قدر من الحرية لمقاتلي القوى الأصغر، مع حرمان الخصم من الحرية نفسها في عدة عوامل هي القوة المادية والمعنوية والزمن. جنود إسرائيليون يحملون فرشاتهم معتقدين أنهم سيمضون ليلة هادئة، دون أن يعلموا أنهم دخلوا بأقدامهم إلى كمين أعدّته المقاومة. أرسلوا مسيّراتهم وكلابهم لتفتيش المكان دون أن يكتشفوا شيئاً، وعندما وصلت أقدامهم انفجرت العبوات في وجوههم بعد عملية استدراج ذكية. المقاومة ازدادت خبرة في… — Tamer | تامر (@tamerqdh) May 9, 2025 أحد الطرق الفعالة في هذا السياق هي 'طريقة التآكل'، التي لا تعتمد على تحقيق النصر العسكري الحاسم، بل على جعل الصراع مكلفا للغاية بالنسبة للعدو من ناحية عسكرية واقتصادية وسياسية. ويرى المتخصصون في هذا النطاق أن الإستراتيجية العسكرية في سياق هذا النوع من الحروب يجب أن تعتمد مزيجا من الأسلوب الدفاعي (لمنع تقدم الخصم) وهجومي (لتحقيق التفوق النفسي) الذي يعتمد على الحركة العالية والإغارة. ويندرج ذلك تحت باب أوسع أساليب القتال الحديثة يعرف بـ'الحرب غير النظامية'، وهي نوع من الحروب لا تعتمد على الجيوش النظامية الكبيرة التي تمتلك دبابات وطائرات ووحدات تقليدية، بل تعتمد على قوات صغيرة غير تقليدية هدفها إضعاف قوة أكبر وأفضل تجهيزا عبر ضربات مفاجئة وتكتيكات مرنة بدلا من المواجهة المباشرة. وتعد الكمائن أحد الأدوات المهمة في هذا النوع من الحروب، وهي تقوم على شن هجمات مباغتة على قوافل أو دوريات عسكرية ثم الانسحاب السريع، مستغلة تضاريس الطبيعة من جبال ومدن وأنفاق، إلى جانب العمليات النفسية، التي تتضمن نشر الرعب والخوف في صفوف العدو عبر ضربات غير متوقعة. تغطية صحفية | كمين مركّب نوعي على الحدود في بيت حانون، أول منطقة توغل بها الاحتلال ودمرها على مدار عام ونصف! — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 21, 2025 التضاريس كعنصر دفاعي ويقول الباحثان إيريكسون وباتيرسون، إن القوى الصغيرة عادة ما تطور نفسها في سياقات دفاعية، لأن هذه القوى أقرب بداهة للتعرض للغزو من القيام به، ولذلك تهتم القوة الأضعف من ناحية العدد والعتاد بتدريب جنودها في سياق حرب حضرية، أي الحرب التي تحدث في المدن. ويضيفان أن هذا النوع من الحروب يقف إلى جانب المدافعين، لأن العديد من الهياكل المادية توفر مواقع دفاعية فورية ذات جودة عسكرية ممتازة، أضف لذلك أنه يمكن للمقاومين تخزين الموارد وإخفاء العتاد بسهولة. ويشيران إلى أن التضاريس الحضرية تقلل من قدرات المهاجمين في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، حيث لا يمكن للمسيرات مثلا اختراق الجدران لتبيان أدوات وتحركات المقاومة في مناطق بعينها وإرشاد القوات الغازية إليها، في حين يمكن للمدافع رؤية المهاجم القادم والاشتباك معه، لأن المهاجم لديه غطاء محدود، 'ورغم كل التقنيات التي تتمتع بها الجيوش الأكثر تقدما في العالم ففي الهجوم على المدينة يمكن أن يُشكِّل عبور الشارع أحد أكبر المخاطر على حياة الجنود المُهاجمين'. عملية كمين بيت حانون المركب كامل من كتائب القسام المعجزة اللي عملها شباب القسام إن الكمين أستمر ٢٦ ساعة ، تخيل بأقل الإمكانيات ورغم الحصار المقاومة استبسلت وواجهتم ٢٦ ساعة الله يخذل من خذلهم وامتنع عن دعمهم — منير الخطير (@farag_nassar_) June 7, 2024 ويشدد الباحثان إيريكسون وباتيرسون على أن التضاريس الحضرية لا تزال تمثل أكبر مشكلات الجيوش المعاصرة من ستالينغراد إلى غروزني ومن مقديشو إلى الفلوجة، وهي تخدم المدافعين وتسمح لهم بتشكيل موقع المعركة بمرونة شديدة، ليفرضوا قواعدهم عليها لا العكس، 'وهي السر في تمكُّن المقاومة في غزة من التخفي وبناء كمائن معقدة متعددة'. المقاومة لا تزال تقاتل عند هذه النقطة يتساءل عبد الحافظ: كيف تستمر القسام في إدارة معركتها وتحقيق ضربات كبيرة رغم ما حدث من تفتت للقيادة وتفرق للمجموعات خلال أشهر الحرب الطويلة؟ وبين أن الباحثين لا يتفقون على رأي واحد في تحليل الشكل الذي تدير به القسام عملياتها، مستندًا إلى ورقة بحثية نشرت في يوليو/ تموز 2024 في مجلة الدراسات الفلسطينية يوضح فيها الباحث طارق حمود أنه يتعين فهم حماس بشكل عام (سياسيا وعسكريا) على أنها كيان شبكي لا مركزي أكثر من كونها منظمة مركزية هرمية، وأن القمع الإسرائيلي المتزايد هو الذي دفع قيادتها إلى اللامركزية في العمليات، لأن إسرائيل كانت دائما ما تركز على القادة، والحل لمواجهة هذه الاستهدافات أن تكون القيادة مقسمة على أكبر عدد من المسؤولين. يتفق مع ذلك بلال صعب، وهو زميل مشارك في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن حينما يقول في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن حماس تتبع نهجا يتلخص بشكل أساسي في إلحاق الضرر العسكري بالإسرائيليين قدر الإمكان، باستخدام مزيج من القوات الهجينة والتقليدية، مضيفا أن عملياتها 'لامركزية للغاية، وهناك نوع من الهيكل العسكري الخلوي، حيث تعمل كل فرقة بمفردها'. وما يتفق عليه الجميع في هذا السياق، هو أنه مهما أصاب وحدات المقاومة خلال المعارك، ومهما كانت أهمية الوحدات المصابة في إدارة العمليات على الأرض، فإن الهيكل العام يظل سليما، مما يسمح باستمرار القتال طوال الوقت، حتى مع انخفاض التنظيم في الهيكل العسكري على المستوى الكبير. يشبه ذلك، على سبيل التقريب، توزيع الجهاز العصبي في بعض من الكائنات البحرية، بالنسبة لنا كبشر فإن هناك دائما دماغ يتحكم في كل شيء ولو توقف لتوقف جسمنا كله، لكن تلك الكائنات يمكنها العمل مع أية إصابة لأي من أجزاء جسمها، فلو قطع أحدها لنما ليصبح كائنا كاملا. طريقة خوض حرب العصابات التي يقودها لواء رفح في كتائب القسام تختلف عن الطريقة التي استخدمتها باقي ألوية القسام في خان يونس وجباليا ومناطق الشمال، لواء رفح يخوض المواجهة وهو يعرف اساليب تحرك وتعامل قوات العدو في الميدان، يستدرج قوات العدو الرئيسية ويضربها مباشرة، ثم يجهز كمين لقوات… — الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) June 22, 2024 هيكل قتالي لا مركزي في ضوء هذه الهيكلية، يرى بيتر كونشاك، الضابط في الجيش الأميركي والباحث من مؤسسة لايبر البحثية يقول في ورقة نشرت أغسطس/ آب الماضي 2023 إن هزيمة حماس لن تتحقق فقط عبر استنزاف أفراد الخط الأمامي وعزل قوات حماس القتالية النظامية عن مصادر التعزيز والإمداد، بل كذلك هناك حاجة إلى تفتيت كل الوصلات بين شبكة وحدات المقاتلين، وصولا إلى المجموعات الأصغر التي تعمل كخلايا مكتفية ذاتيا إلى حد كبير، ولا حاجة لها في بعض الأحيان إلى التواصل مع القيادة لأجل تنفيذ القرار. الدويري: مقاتل القسـ.ـام استغل لحظة فارقة لكنها خطرة في كمين خان يونس — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 26, 2025 من هذا المنظور، يقول الكاتب عبد الحافظ، إنه يمكن النظر إلى كتائب القسام في شكلها الذي دخلت به السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 باعتبارها جماعة مسلحة تمتلك في جانب منها قدرات الفصائل غير النظامية، وفي جانب آخر تمتلك صفات الحكومة والقوة المسلحة التقليدية، وبالتالي فإنها تظل تمتلك هيكلية متماسكة تحت الضربات القوية، لكن مع السماح في الوقت نفسه للوحدات الأصغر باتخاذ قرارات في مستوى أوسع بفارق واضح من وحدات الجيوش النظامية. ويضيف: 'هذا النوع من التوسط بين الحالة اللامركزية والحالة الأقرب للمركزية يسمح للقوة المسلحة بتجاوز أهم تحديات اللامركزية، وهو الافتقار إلى التماسك أو الاستراتيجية الموحدة، الأمر الذي يمكن أن يسفر عن اتجاه وحدات مختلفة نحو تحقيق أهداف مختلفة، أو اتباع تكتيكات متضاربة، مما قد يؤدي إلى إضعاف الفعالية الإجمالية للقوة'. وينبه عبد الحافظ إلى أنه كلمات تعقدت الأمور في الميدان، توجهت تلك الوحدات إلى نمط لامركزي، للحفاظ على وتيرة القتال. بمعنى أوضح، في حال انقطاع الاتصال مع أي من نقاط القيادة، سواء العليا أو المحلية أو حتى قيادة الفرق، أو فقدان القدرة على الوصول إلى الإمدادات، فإن جنود الوحدات الأصغر مدربون على التعامل بشكل مستقل تماما (بناء الخطط وتنفيذها واتخاذ القرارات) لتحقيق الهدف الأساسي، وهو إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال. ويتابع أن الحرب غير النظامية تفرض على المقاومة التصرف بسرعة في سياق ما هو متاح من بيانات، لأن الهدف هو التحكم في توقيت المعركة بحيث تكون وحدات المقاومة هي التي تبدأها وتنهيها، وهذا هو بالأساس معنى الحرب غير النظامية، حيث أن القوة الأضعف تقنيا تحرص على تحقيق أفضل استثمار ممكن فيما هو متاح من أدوات لإيقاع خسائر في صفوف القوة الأقوى تقنيا بدون الحاجة لمواجهات مباشرة مع التقنيات النظامية، كالدبابات والطائرات، التي تسمح بتفوق نوعي على الأرض لو كانت المعركة تقليدية. ويشرح عبدالحافظ أنه وعلى الرغم من أن هجمات كتائب القسام من هذا النوع باتت أكثر تطورا وتعقيدا وتركيبا، من حيث كونها تستخدم أسلحة متنوعة وجهات ضرب مختلفة، فإنها تظل معتمدة بشكل كبير على قيام مجموعة صغيرة من المقاتلين ببناء خطة سريعة لاستهداف فرقة تمر في هذا المكان أو ذاك في لحظة محددة. ويرى العديد من المحللين العسكريين أن التصاعد في وتيرة عمليات المقاومة ينطلق من رغبة المقاومة في زيادة الضغط العسكري للوصول إلى صيغة اتفاق مرضية في ظل المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، إذ تعوّل إسرائيل على وتيرة قصفها وتدميرها اليومي وما يخلّفه ذلك من قتلى وجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لتزايد المجاعة في ظل انهيار البنية التحتية وإطباق الحصار العسكري والاقتصادي على القطاع، كل تلك العوامل تعول إسرائيل على أن تشكل عوامل ضغط على المقاومة لتحقيق تنازلات جوهرية في صيغة الاتفاق المزمع النقاش حوله. الدويري: مقاتل القسـ.ـام استغل لحظة فارقة لكنها خطرة في كمين خان يونس — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 26, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store