
موسكو تراقب خطوات ترمب وتحذر من توسيع رقعة الحرب
وبدا أن التركيز الروسي ينصب على عنصرين أساسيين: أولهما طبيعة الأسلحة التي يمكن لواشنطن أن تسرع عمليات نقلها إلى أوكرانيا. وفي هذا الإطار تتجه الأنظار ليس فقط إلى أنظمة «باتريوت» الدفاعية التي كثيراً ما تعهدت واشنطن بتوسيع تسليمها إلى الجانب الأوكراني، بل أيضاً إلى احتمال أن تشمل الخطة تزويد كييف بأسلحة هجومية وصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تُستخدم داخل العمق الروسي. في هذا الإطار رأى عسكريون روس أن هذا سوف يشكل انخراطاً مباشراً لترمب في الحرب الأوكرانية بعد أن كانت بلدان أوروبية قد سمحت لكييف في السابق باستخدام أسلحة مصنوعة في الغرب في العمق الروسي.
والعنصر الثاني الذي تترقبه موسكو وفقاً للكرملين يقوم على مدى استعداد واشنطن لتسليم كييف أسلحة ومعدات من الولايات المتحدة مباشرة، تضاف إلى القدرات العسكرية التي تعد واشنطن كييف بنقلها من أوروبا. وبرأي خبراء مقربين من الكرملين، فإن هذا العنصر له أهمية خاصة على خلفية تقارير روسية تشير إلى نقص المخزون الأميركي، واضطرار واشنطن إلى الاعتماد على البلدان الأوروبيين لسد النقص. وهنا أيضاً تبرز إشارة إلى التلويح الروسي السابق باستهداف مصالح البلدان التي تسلم إلى أوكرانيا أسلحة هجومية قادرة على ضرب العمق الروسي، وعدها أطرافاً منخرطة بشكل مباشرة في الصراع. وحتى قبل اتضاح تفاصيل إعلان ترمب عن خطته رأى بيسكوف أن الولايات المتحدة تواصل تنفيذ سياساتها السابقة عبر استمرار توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
صورة التُقطت من مقطع فيديو تُظهر رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف خلال زيارة للقوات في موقع غير معلن بأوكرانيا الاثنين (إ.ب.أ)
قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «قيل الكثير عن التكلفة الباهظة للإمدادات، وما إلى ذلك. يبدو الآن أن أوروبا ستدفع ثمن هذه الإمدادات. بعضها سيُدفع، والبعض الآخر لن يُدفع. وتبقى الحقيقة أن توريد الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا استمر ويستمر».
وكانت موسكو علقت آمالاً على تحوّل جدي في الموقف الأميركي لصالحها عندما أعلنت واشنطن، الشهر الماضي، تعليق الإمدادات العسكرية إلى كييف، لكن بدا، وفقاً لمعطيات إعلامية، أن البنتاغون اتخذ هذا القرار متجاوزاً البيت الأبيض، ومن دون أن يحمل تحولاً سياسياً جدياً تجاه الصراع، وهذا ما اتضح لاحقاً مع استئناف المساعدات العسكرية لكييف سريعاً.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه المبعوث الأميركي كيث كيلوغ في كييف الاثنين (أ.ف.ب)
في غضون ذلك، تابعت موسكو بدقة زيارة كيلوغ إلى أوكرانيا، الاثنين، وسط معطيات عن مناقشته خطة متكاملة للدعم العسكري مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي بدا مرتاحاً جداً عقب اللقاء، ووصفه بأنه كان مثمراً للغاية.
وشدد زيلينسكي لهجته تجاه موسكو بعد اللقاء، ودعا إلى فرض عقوبات شديدة جديدة على الكرملين، وكتب على قناته على «تلغرام»: «ناقشنا مسار السلام وما يمكننا فعله عملياً معاً لتحقيقه. وهذا يشمل تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا، والإنتاج المشترك، وشراء أسلحة دفاعية بالتعاون مع أوروبا. وبالطبع، فرض عقوبات على روسيا ومن يدعمها».
وعلق بيسكوف على المعطيات القادمة من كييف، بأنه «من المهم لموسكو أن يواصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جهوده للتوصل إلى تسوية روسية - أوكرانية»، في إشارة غير مباشرة إلى أن التحول في الموقف الأميركي يعرقل جهود التسوية السياسية التي كثيراً ما أراد ترمب دعمها.
وفي الوقت نفسه، قال الناطق الروسي إن بلاده لا تزال تنتظر مقترحاً بشأن توقيت الجولة المقبلة من المفاوضات مع أوكرانيا، لكنه رأى أنه «من الواضح أن كييف ليست في عجلة من أمرها».
في السياق نفسه، بدا أن التطورات المتعلقة بإمدادات الأسلحة والتحوّل النوعي في مواقف واشنطن حيال موسكو ترمي بظلال على تطورات أوسع في المحيط الروسي، خصوصاً لجهة توقُّع تدهور أكبر في مجال انخراط البلدان المجاورة لروسيا في الصراع الدائر.
ومع أن الكرملين كان يُوجّه عادة تطمينات متواصلة إلى بلدان مجاورة، خصوصاً في منطقة حوض البلطيق، بعدم وجود نيات لدى موسكو بمهاجمتها أو التأثير على مصالحها، لكن لهجة بيسكوف بدت مختلفة، الاثنين، وهو يتحدث عن «انخراط كثير من الدول الأوروبية في أعمال استفزازية في منطقة حوض البلطيق».
وتحدث الناطق الرئاسي عن «حقيقة باتت معروفة وبديهية، كون منطقة البلطيق أصبحت الآن منطقة توتر بسبب السياسات العدوانية للغاية للدول الساحلية الأوروبية»، مشدداً على أن «روسيا عازمة على الدفاع عن مصالحها هناك».
واتخذت بلدان حوض البلطيق (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) مواقف مؤيدة لأوكرانيا، ودعمت قدراتها العسكرية بشكل متفاوت، وتحدثت بشكل مستمر عن ضرورة مواجهة «التهديد الروسي المتصاعد». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية، الاثنين، تقريراً متشائماً حول تحضيرات عسكرية تجري على مقربة من الحدود الروسية، وقالت إنه في الأسبوع الماضي، أجرى الجيش الإستوني تدريباً على إطلاق الصواريخ من منشأة في جزيرة ساريما. أصابت الصواريخ التي أُطْلِقت هدفاً على مسافة 15 كيلومتراً. وقد تسلمت تالين هذه الأنظمة في الربيع. وتقع ساريما على مسافة نحو 400 كيلومتر من سان بطرسبرغ.
في الوقت نفسه، حمل تقرير أصدره جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية مؤشرات إضافية إلى تزايد مخاطر اتساع الرقعة الجغرافية للصراع. مع توقع انخراط مباشر لمولدوفا التي تشاطر الغرب مخاوفه من سياسات الكرملين.
وحذر بيان أصدره الجهاز من أن «حلف شمال الأطلسي (الناتو) يُريد استخدام كيشيناو في الصراع مع موسكو». وأفاد البيان بأنه «وفقاً لمعلومات تلقاها جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، يُجهّز الناتو بنشاط لاستخدام مولدوفا في صراع مُسلّح مُحتمل مع روسيا. وقد اتُخذ قرار في بروكسل لتسريع تحويل هذا البلد إلى رأس حربة للحلف على الجناح الشرقي، مع الأخذ في الحسبان تقدّم القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا».
وقال التقرير الأمني إن الحلف الغربي يسعى لجعل أراضي مولدوفا مناسبة للنقل السريع لقوات التحالف إلى الحدود الروسية. وزاد أنه «لتحقيق هذه الغاية، يجري تنفيذ مشاريع للانتقال إلى السكة الحديدية الأوروبية، وزيادة سعة الجسور. كما يجري بناء مراكز لوجيستية ومستودعات كبيرة ومواقع لتجميع المعدات العسكرية. ويجري تحديث مطاري ماركوليستي وبالتي، الواقعين بالقرب من مسرح العمليات العسكرية الأوكراني بهدف زيادة قدرتهما على استقبال عدد كبير من الطائرات المقاتلة وطائرات النقل العسكرية».
ورجح الجهاز الروسي أن تترافق التطورات العسكرية مع تطورات سياسية تعكس تحول مولدوفا من وضع محايد عسكرياً لتقترب أكثر من تنسيق سياساتها الأمنية والعسكرية مع حلف الأطلسي، في مقابل أن يدعم حلف «الناتو» حزب «العمل والتضامن» الحاكم حالياً، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال التقرير الروسي إنه «في حال فوز مايا ساندو بولاية جديدة، فقد وعدت بإلغاء وضع البلاد المحايد».
ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
إيران تسبعد استئناف المحادثات مع أمريكا قبل تلبية شروطها
مباشر- نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية اليوم الأربعاء عن بيان من البرلمان الإيراني قوله إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ينبغي ألا تبدأ قبل استيفاء شروط مسبقة. ولم يذكر التقرير ما هي تلك الشروط. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء إن إيران تأمل في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه ليس في عجلة من أمره للتحدث معها.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
الكرملين: نراقب إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا بدقة
ذكرت وكالات أنباء روسية اليوم الأربعاء نقلاً عن الكرملين أن توريد الغرب أسلحة لأوكرانيا يأتي على رأس جدول الأعمال بالنسبة إلى موسكو، وإنه يراقب هذه المسألة بدقة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن توريد الأسلحة لأوكرانيا عمل تجاري، وإن بعض الدول الأوروبية ستدفع ثمن هذه الأسلحة. وأضاف أن من غير المخطط إجراء مكالمة هاتفية جديدة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، لكن يمكن ترتيبها سريعاً. مئات المسيرات الليلية وأسفرت هجمات روسية بمئات المسيرات عن جرح أكثر من 15 شخصاً في أوكرانيا ليل أمس الثلاثاء وانقطاع التيار الكهربائي، وفق ما أفادت السلطات المحلية. وأفاد سلاح الجو الأوكراني بإطلاق روسيا نحو 400 مسيرة متفجرة أسقط 198 منها، فيما فقد 145 طائرة منها من دون بلوغ هدفها. واستهدفت الضربات خصوصاً خاركيف (شمال شرق) ثاني كبرى المدن الأوكرانية، وكريفي ريغ (وسط)، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وفينيتسا (وسط) وأصابت منشآت صناعية ومباني سكنية، بحسب السلطات. وأشار الرئيس زيلينسكي إلى جرح 15 شخصاً في الضربات وانقطاع التيار الكهربائي. وفي نيكوبول (وسط)، أدى قصف مدفعي روسي إلى مقتل امرأة وجرح خمسة أشخاص، وفق ما أفادت أجهزة الإسعاف عبر "تيليغرام". وتستهدف روسيا المدن الأوكرانية بضربات جوية بصورة شبه يومية في إطار هجومها الذي أطلقته خلال فبراير (شباط) 2022. وتواصل القوات الروسية التي تحتل نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية تقدمها على الجبهة بوجه جيش أوكراني أقل عدداً وعتاداً. وفي روسيا، قُتل شخص بهجوم مسيرة أوكرانية أمس في فورونيج، على بعد نحو 200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، وفق ما أفاد الحاكم الإقليمي ألكسندر غوسيف عبر "تيليغرام" اليوم. وأول من أمس الإثنين، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب توفير معدات عسكرية إضافية لكييف، وأمهل روسيا 50 يوماً لإنهاء الحرب. كذلك، دعا أوكرانيا الثلاثاء إلى عدم استهداف العاصمة الروسية موسكو. بعد أن أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب موسكو 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق سلام مع كييف، قال الثلاثاء إن الأسلحة يجري شحنها بالفعل إلى أوكرانيا. وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين أنه لم يتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ إعلانه الإثنين اعتزامه فرض عقوبات على روسيا. وأعلن ترمب أسلحة جديدة لأوكرانيا، وهدد بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام. هجوم روسي قال مسؤولون إن طائرات مسيرة وصواريخ روسية هاجمت مناطق أوكرانية متفرقة في وقت مبكر اليوم الأربعاء، ووردت أنباء عن مقتل شخصين في الأقل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأبلغت خدمات الطوارئ الوطنية عن مقتل اثنين في هجمات بمسيرات شرق مدينة خاركيف بشمال شرقي البلاد بالقرب من بلدة كوبيانسك، وهي منطقة تتعرض للهجمات الروسية منذ أشهر عدة. وفي خاركيف نفسها، وهي أيضاً هدف متكرر للهجمات الروسية، قال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف إنه جرى تسجيل 17 انفجاراً في الأقل في هجوم بمسيرات استمر 20 دقيقة، وأصيب فيه ثلاثة أشخاص. وقال رئيس الإدارة العسكرية لبلدة كريفي ريه جنوب شرقي البلاد أوليكساندر فيلكول إن القوات الروسية أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة في هجوم مكثف أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه، وقال الحاكم الإقليمي إن هناك عدداً غير محدد من الإصابات. وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن وحدات الدفاع الجوي جرى تفعيلها لبعض الوقت في العاصمة، ولم يجر الإبلاغ عن إصابات أو أضرار. وكثفت القوات الروسية هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية وأطلقت عدداً قياسياً من الطائرات المسيرة الأسبوع الماضي، وهاجم الجيش الأوكراني أيضاً أهدافاً روسية معظمها مرتبط بمنظومة الطاقة. وفي مدينة فورونيج في غرب روسيا، أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء أن هجوماً بطائرة مسيرة أوكرانية أدى إلى إصابة 27 شخصاً بجروح.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
الكرملين: بوتين لا يخطط للاتصال بترمب.. وخطة تسليح أوكرانيا "تجارة"
أكد الكرملين، الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يخطط لإجراء مكالمة" مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، في المستقبل القريب، واصفاً "خطة ترمب" بشأن نقل أسلحة إلى أوكرانيا عبر حلفاء الناتو، بأنها "تجارة"، مشيراً إلى أن شحنات الأسلحة الاميركية إلى كييف "لم تتوقف في السابق، لكن الأمر الآن يتعلق بمن يدفع ثمنها". يأتي هذا بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خطة جديدة تقضي بقيام حلفاء أوروبيين بشراء معدات عسكرية أميركية بمليارات الدولارات، بهدف نقلها لاحقاً إلى أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات كييف الدفاعية في مواجهة الهجمات الروسية. وأوضح ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريحاته، أن موسكو "تتابع عن كثب جميع التصريحات حول إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا وهو موضوع يتصدر الأجندة"، وقال: "من الصعب جداً تحديد ما يجري مع الأوروبيين الآن... الموضوع، بالطبع، على رأس جدول الأعمال. ونحن نراقب عن كثب جميع مصادر المعلومات الرئيسية". وأضاف المتحدث باسم الكرملين: "نأمل أن يظهر الأوروبيون حساً سليماً بعدم تسليم بعض الأسلحة لكييف"، واعتبر أن أوروبا "تنفق أموالاً هائلة" لمواصلة الحرب في أوكرانيا. كما أكد الكرملين، أن جميع بنود العقيدة النووية الروسية، سارية المفعول، بما فيها مسؤولية الدول النووية عن تحريض الدول غير النووية. موقف عسكري جامح وترى روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، تعيق التسوية، وتُورط دول الناتو بشكل مباشر في النزاع. واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في وقت سابق، أن أي شحنات تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستكون هدفاً مشروعاً لروسيا. وصرح الكرملين بأن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا من قبل الغرب لا يُسهم في المفاوضات، وسيكون له تأثير سلبي. واعتبر المتحدث باسم الكرملين في تصريحاته، أن أوروبا تُظهر موقفاً عسكرياً "جامحاً تماماً" تجاه روسيا، بعدما أعلنت نيتها "إنفاق مبالغ طائلة على شراء الأسلحة بهدف تصعيد الحرب". وصرح بيسكوف، بأن ألمانيا أظهرت "بعض بقايا المنطق" بشأن مسألة تسليم صواريخ توروس إلى أوكرانيا. وقال للصحافيين: "صدرت تصريحات متناقضة من ألمانيا، ولكن فيما يتعلق بصواريخ توروس سيئة السمعة، يبدو أن البعض يقولون حالياً إن صواريخ توروس لن تُسلم". وأضاف بيسكوف: "روسيا تنطلق من حقيقة أنه لا يوجد حديث حتى الآن عن إرسال الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى كييف (..) على حد فهمنا، كانت هناك تصريحات للرئيس ترمب مفادها أنه لا يوجد حديث عن مثل هذه التسليمات أنه في الخطة الأميركية". وألمح المتحدث إلى وجود خلاف أوروبي بشأن من سيدفع ثمن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا. وقال في هذا الصدد: "كانت هناك إمدادات من قبل. لم يوقفها أحد. المسألة ببساطة هي من سيدفع ثمنها. الآن سيدفع بعض الأوروبيين ثمنها. سمعتم أن الفرنسيين لن يدفعوا، والتشيك لن يدفعوا. ستكون هناك خلافات أيضاً، لأن هناك الكثير من الأموال التي يجب دفعها، ولن يتبقى للمواطنين شيء". استئناف المفاوضات ودعا الكرملين جميع الأطراف إلى الضغط على أوكرانيا لعقد جولة جديدة من المحادثات مع روسيا. وكان بيسكوف، قد أكد في وقت سابق، أن روسيا لا تزال مستعدة لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو لم تتلقَّ بعدُ مقترحات من كييف لعقد اجتماع. وقال للصحافيين: "ندعو الجميع إلى القيام بذلك. وفي هذه الحالة، فإن الجهود الرئيسية هي جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة - الرئيس ترمب وفريقه. لقد صدرت العديد من التصريحات، وعبّر الكثير منها عن خيبة الأمل. وبالطبع، نأمل أن يُمارس الضغط بالتوازي مع ذلك على الجانب الأوكراني". وعقدت روسيا وأوكرانيا جولتين من المفاوضات المباشرة في إسطنبول، وأسفرت اللقاءات عن إجراء عمليات تبادل للأسرى، وإضافةً إلى ذلك، تبادل الطرفان مسودات مذكرات تفاهم بشأن تسوية النزاع. إلا أن موعد الجولة الثالثة لم يُحدد بعد.