logo
خبراء اقتصاديون: السوق الموازي.. حين تعشق الضحية جلادها والمركزي يطلق معركة الوعي والعدالة.. والحكومة تستجيب ببداية تنظيم التجارة الخارجية عبر القنوات المصرفية

خبراء اقتصاديون: السوق الموازي.. حين تعشق الضحية جلادها والمركزي يطلق معركة الوعي والعدالة.. والحكومة تستجيب ببداية تنظيم التجارة الخارجية عبر القنوات المصرفية

أخبار ليبيامنذ يوم واحد
يرى عدد من الخبراء الاقتصاديين بأنه وسط حالة من التقلّب الحاد في أسعار الصرف، وارتفاع غير مبرر في تكلفة المعيشة، يواصل السوق الموازي فرض هيمنته على المشهد النقدي في ليبيا، ليس فقط كبديل عن المصارف، بل كمصدر رئيسي لتحديد 'سعر الدولار' في حياة الناس اليومية.
ومع كل محاولة لكبح هذا السوق، يظهر ما يشبه 'خط دفاع شعبي'، يدافع عنه لا عن قناعة، بل من موقع الارتباط النفسي بـ'المخلّص الزائف' وكأنّ الضحية – وهي المواطن البسيط – وقعت في علاقة عشق مع الجلاد، دون أن تدرك من المسؤول عن إفقارها الحقيقي.
‎ووفق رؤيتهم فإن السوق الموازي تحالف غير عادل وسوق غير نزيه، حيث تحوّل السوق السوداء في ليبيا من مجرد قنوات بديلة للحصول على الدولار إلى منظومة اقتصادية تستفيد منها فئات محددة، والمفارقة أن الدولار لا يُباع للجميع بنفس السعر؛فبينما تحصل بعض الجهات التجارية على العملة الأجنبية بسعر لا يتجاوز 6.30 دينار، يُجبر المواطن أو التاجر الصغير على شرائه بما يزيد عن 8 دينارات، في غياب أي مبرر اقتصادي أو عدالة في التوزيع.
‎هذا الفارق الكبير في الأسعار يسلّط الضوء على واقع غير متكافئ، ويطرح تساؤلات جدية حول مبدأ المنافسة، متسائلين: كيف يمكن القبول بسوق تمييزي كهذا؟ ومن يملك الحق في الشراء بسعر مخفّض بينما يُترك الآخرون في العراء النقدي؟
وتطرق الخبراء إلى أن المصرف المركزي يبدأ المعركة الصحيحة، في مواجهة هذا الخلل البنيوي، أعلن مصرف ليبيا المركزي مؤخرًا عن خطوات عملية لترخيص شركات صرافة مرخّصة وفتح المجال للحوالات النقدية عبر قنوات قانونية وبمرونة أكبر، هذه الخطوة تعبّر عن تحوّل نوعي من محاولات الحظر والمطاردة إلى بناء سوق نقدي منظّم وشفاف.
‎الهدف من هذه السياسات ليس فقط تجفيف منابع السوق الموازي، بل إرساء قواعد عادلة للمنافسة، يَضمن فيها كل مواطن وتاجر ومورد الحق في الوصول إلى الدولار بنفس الشروط، بعيدًا عن دائرة العلاقات الشخصية أو احتكار النفوذ.
‎وبحسب الخبراء فإن الحكومة تبدأ تنظيم التجارة الخارجية
‎وفي استجابة مباشرة لهذه التحولات، بدأت الحكومة أولى خطواتها نحو تنظيم عمليات التجارة الخارجية، من خلال توجيه واضح لربط التوريد بالعمليات المصرفية المنظمة، ووضع حد لحالة الانفلات القائمة في السوق.
هذه الإجراءات تمثّل تحولًا في الفهم الرسمي لدور التجارة في ضبط سوق العملة، وتؤشر إلى مرحلة جديدة يكون فيها التوريد مسؤولًا، ومدعومًا بمستندات قانونية، ومراقبًا من الجهات المختصة، بما يحمي الاقتصاد من تسرب الأموال ويمنع التلاعب في السوق الموازي، فعندما تكون النتيجة خصم 40% من أموالك من المهم تذكير المواطن أن مشكلة نقص النقد المتداول ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة مباشرة لسلوكيات سابقة. في ذروة الأزمة، اضطر كثير من المواطنين إلى بيع أرصدتهم المصرفية نقدًا بسعر خصم وصل إلى 40% فقط للحصول على السيولة، في واحدة من أكبر عمليات الإفقار الذاتي الجماعي.
لقد دفع المواطن الثمن مرتين: مرةً بخسارة قيمة مدخراته، ومرةً أخرى بارتفاع الأسعار والاعتماد على سوق يُكرّس الظلم المالي والتمييز، الوعي المجتمعي هو السلاح الحقيقي، من هنا، تصبح المعركة ضد السوق الموازي معركة وعي قبل أن تكون معركة سياسة نقدية. المطلوب أن يدرك المجتمع أن الحصول على الدولار بسعر رسمي ليس ترفًا، بل حق اقتصادي. وأن استمرار التعامل مع السوق السوداء هو إضعاف مباشر لأي محاولة لإصلاح الاقتصاد، بل وتغذية صريحة لسوق يُستغل أيضًا في تمويل التجارة غير المشروعة من ممنوعات، وسلاح، ومخدرات، وغسيل أموال.
وقال الخبراء: حين تقع الضحية في حب جلادها، إن أخطر ما في هذا المشهد هو تلك العلاقة غير المنطقية بين المواطن والسوق الموازي، علاقة تشبه في كثير من جوانبها حالة من الارتباط النفسي المرضي، حيث تتعلّق الضحية بجلادها، وتخاف الانفصال عنه، رغم إدراكها الضرر، فالاستمرار في دعم السوق الموازي، ولو من خلال الصمت أو الاعتياد، ليس حيادًا، بل مشاركة في صناعة الأزمة.
الخلاصة؛ بدأ مصرف ليبيا المركزي أولى خطواته الإصلاحية، والحكومة بدورها بدأت تضبط بوابة التجارة الخارجية، لكن نجاح المعركة يتوقف على طرف ثالث لا يقل أهمية: المواطن نفسه، فطالما ظلّ المجتمع يرى السوق الموازي كملاذ، سيظلّ الجلاد حاضرًا، يفرض أسعاره، ويقضم من العملة الوطنية، ويؤجج أزمات الغلاء والفقر، العدالة النقدية تبدأ حين يُمنح الجميع فرصة متساوية، لا حين يُكافأ القادر ويُعاقَب البسيط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدولار يتراجع 13 قرشاً في أسبوع بالسوق الموازية
الدولار يتراجع 13 قرشاً في أسبوع بالسوق الموازية

الوسط

timeمنذ 8 ساعات

  • الوسط

الدولار يتراجع 13 قرشاً في أسبوع بالسوق الموازية

شهد سعر صرف الدولار تارجعاً بواقع 13 قرشاً في السوق الموازية خلال الأسبوع المنقضي، مسجلاً 7.74 دينار في ختام تعاملات السبت 5 يوليو، مقارنة بـ7.87 دينار في نهاية تعاملات السبت الماضي 27 يونيو 2025. وتراجع سعر صرف العملة الأميركية يوم الأحد 29 يونيو إلى 7.80 دينار ، وواصل التراجع في ختام تعاملات الإثنين 30 يونيو إلى مستوى 7.75 دينار ، حسب صفحات على مواقع التواصل. ويوم الثلاثاء 1 يوليو، انخفض سعر الدولار بختام التعاملات إلى 7.69 دينار، ثم عاد للارتفاع يوم الأربعاء 2 يوليو مسجلاً 7.75 دينار بنهاية تعاملات السوق الموازية. وواصل التارجع يوم الخميس 3 يوليو إلى مستوى 7.73 دينار، قبل أن يستقر اليوم السبت عند 7.74 دينار.

أسعار الدولار واليورو والباوند والذهب في ختام السوق الموازي 5 يوليو 2025
أسعار الدولار واليورو والباوند والذهب في ختام السوق الموازي 5 يوليو 2025

أخبار ليبيا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبار ليبيا

أسعار الدولار واليورو والباوند والذهب في ختام السوق الموازي 5 يوليو 2025

سجل سعر الدولار الامريكي مقابل الدينار الليبي في خـتام تعاملات السوق الموازية، يوم السبت 05 يوليو 2025 صعوداً مستمراً مسجلاً 7.74 دينار في تداولات مدينة طرابلس، و7.85 دينار لفئة 5 وفئة 20 دينار، فيما سجل في تداولات الغرف صعوده إلى 7.755 دينار. وبلغ سعر الدولار الامريكي في مدينة زليتن في ختام التعاملات 7.75 دينار، كما سجل سعر الدولار في مدينة بنغازي واجدابيا 7.745 دينار. وسجل سعر اليورو في ختام التعاملات المسائية تراجعه إلى 8.96 دينار، فيما سجل الجنيه الإسترليني استقراره عند 10.30 دينار، حسب متداولين وصفحات معنية بالسوق على مواقع التواصل الاجتماعي. في حين سجل سعر جرام كسر الذهب عيار 18 تراجعه إلى 602 دينار، وسجل دولار الحوالات تركيا 7.705 دينار، وسجل دولار الحوالات دبي 7.70 دينار عند الاغلاق.

تراجع اسعار الدولار بالصكوك في البنوك الليبية السبت 5 يوليو 2025
تراجع اسعار الدولار بالصكوك في البنوك الليبية السبت 5 يوليو 2025

أخبار ليبيا

timeمنذ 10 ساعات

  • أخبار ليبيا

تراجع اسعار الدولار بالصكوك في البنوك الليبية السبت 5 يوليو 2025

سجلت اسعار دولار الصكوك في البنوك الليبية صعوداً مستمراً مع تراجع طفيف في ختـام تداولات يوم السبت 05 يوليو 2025 مقارنة بالاسعار التي سجلتها في وقت سابق. وفيما يلي ننشر اسعار الدولار الامريكي مقابل الدينار الليبي بالصكوك (الشيك) في عدد من البنوك الليبية في ختام التداولات لهذا اليوم برصد المشهد الليبي: ــ دولار صكوك مصرف الجمهورية: البيع 7.950 دينار، الشراء 7.9475 دينار. ــ دولار صكوك التجارة والتنمية/طرابلس: البيع 7.980 دينار، الشراء 7.9775 دينار. ــ دولار صكوك التجاري الوطني : البيع 7.950 دينار، الشراء 7.9475 دينار ــ دولار صكوك الأمان: البيع 7.930 دينار، الشراء 7.9275 دينار. ــ دولار صكوك الوحدة/طرابلس : البيع 7.950 دينار، الشراء 7.9475 دينار. ــ دولار صكوك التنمية/بنغازي: البيع 7.980 دينار، الشراء 7.9775 دينار. ــ دولار صكوك الوحدة/ بنغازي: البيع 7.970 دينار، الشراء 7.9675 دينار. ــ دولار صكوك شمال افريقيا: البيع 7.935 دينار، الشراء 7.9325 دينار. ــ دولار صكوك الصحاري: البيع 7.925 دينار، الشراء 7.9225 دينار. ــ دولار صكوك الواحة: البيع 7.935 دينار، الشراء 7.9325 دينار. ــ دولار صكوك الإسلامي: البيع 7.925 دينار، الشراء 7.9225 دينار. ــ دولار صكوك المتحد: البيع 7.920 دينار، الشراء 7.9175 دينار. ــ دولار صكوك النوران: البيع 7.920 ، الشراء 7.9175 دينار. وأصدر مصرف ليبيا المركزي قرارًا رسميًا يحمل رقم (18) لسنة 2025، يقضي بـتخفيض سعر صرف الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية بنسبة 13.3%، وبموجب القرار، تم تعديل قيمة الدينار الليبي من 0.1555 وحدة سحب خاصة إلى 0.1349 وحدة سحب خاصة لكل دينار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store