
هوان العرب ..؟!
ولكنهم مع الأسف الشديد غثاء كغثاء السيل مصداقا للحديث الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام، وكم هو محزن أيضا أن نرى الدول العربية تدفع ثرواتها لمن يستعبدها ويستعمرها بحجة حمايتها والدفاع عنها وذلك بدلا من أن تبني بهذه الثروات المبعثرة التي تذهب إلى غير مستحقيها أوطانها وتنشئ جيوشا قوية من أبنائها لتستقل بقرارها ولتكون جاهزة عند الحاجة للدفاع عن نفسها وعن قضاياها الخاصة وقضايا الأمة العامة وتستطيع بذلك أن تتخلص من هذا الهوان الذي تعيشه بسبب عدم الثقة بين الحكام والشعوب والتعامل معها باستعلاء واحتقار من قبل الآخرين الذين تعودوا على ابتزازها فارضين عليها إرادتهم بهدف إجبارها على السير في الطريق الذي يريدون لها أن تسير فيه وفق مخططهم الجهنمي للسيطرة عليها.
يحدث هذا في الوقت الذي أصبحت فيه كل الأسباب مهيأة أكثر من أي وقت مضى لفك القيود المكبلة لها وتحول بينهما وبين استعادتها لمجدها الذي عرفت به بين الأمم عندما كانت متسيدة للعالم لعدة قرون فضيعت هذا المجد بسبب التصارع على كرسي الحكم ليصل الاختلاف في مجتمعاتها حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، ولا يحدث مثل هذا الوضع المزري إلا في حالة غياب الإرادة الوطنية والابتعاد عن القيم السامية والأخلاق الحميدة واستبدالها بصفات شنيعة كالحقد والبغضاء وداء النفاق وهي صفات سرت في الجسد العربي سريان الكهرباء في الأجسام من الصعب التخلص منها بسهولة عندما تتأصل في النفوس وتتحول إلى عداوة وبغضاء.
قد يعزو البعض سبب الهوان والضعف اللذين تعيشهما الأمة العربية في مختلف أقطارها من المحيط إلى الخليج إلى تدخل الدول الاستعمارية في شأنها وفرض أجندات على أنظمتها تحط من قدرها لا يستطيع حكامها رفضها كونهم مرتهنين لها وتوجد لهم لديها ملفات يخشون كشفها وفتحها أمام شعوبهم فيضطرون للقبول بما يفرض عليهم من توجيهات بدليل موقفهم من قضية فلسطين وخاصة ما يجري في غزة من إبادة جماعية يقوم بها الجيش الصهيوني ضد أبناء القطاع على مرأى ومسمع من العالم كله الذي لزم الصمت بما يؤكد أن هذا العالم المنافق مبارك لفعل بني صهيون في قطاع غزة المدعوم أمريكيا وغربيا بدليل أنه وقف إلى جانب العدوان الإسرائيلي والأمريكي ضد إيران لا لشيء وإنما لأنها تناصر القضية الفلسطينية منذ قيام ثورتها الإسلامية عام 1979م بقيادة الإمام الخميني رحمه الله وتدعمها بكل إمكانياتها رغم ما تواجهه إيران من تآمر على ثورتها ومحاولة إسقاط نظامها بمشاركة دول عربية تخشى من انكشاف عورتها وقد انكشفت فعلا ولم يعد هناك ما يتم التستر عليه.
وعليه نقول للذين يحملون الخارج مسؤولية ضعف العرب وهوانهم على أنفسهم أولا وعلى الآخرين ثانيا: إن الأوطان والشعوب مثلها مثل البيوت لا يمكن الدخول إليها إلا في حالة بقاء أبوابها ونوافذها مخلعة ولا يوجد لها حصانة من الداخل لحمايتها والدفاع عنها من المتطفلين فيدخلها كل من هب ودب بما في ذلك الجن والحشرات، وهكذا هو حال الأوطان لا يمكن للخارج مهما كانت قوته وظلمه أن يعتدي عليها ويحتلها مالم يجد من أبنائها من يرشده اليها ويتعاون معه بل ويستدعيه لاحتلالها ونهب ثرواتها واستعباد أبنائها والتحكم في مصائرهم كحال العرب اليوم جميعا فلا توجد دولة عربية واحدة نستطيع أن نقول عنها أنها مستقلة بقرارها وذات سيادة ولا يخضع حكامها لسيطرة الخارج برضائهم واختيارهم بما في ذلك مصر التي كانت تشكل قلب العروبة ومأوى لحركات التحرر من مختلف دول العالم حيث كانت متبوعة ولها كلمتها المسموعة وأصبحت اليوم تابعة ومكبلة بالديون يتحكم في قرارها مجموعة من الأعراب في الدول الثرية هم أساسا عبيد وتابعون لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل لا يقطعون أمرا إلا بمشورتهم وبما يملى عليهم من توجيهات.
لقد كان الأمل كبيرا في مصر بحكم مالها من أهمية وثقل في العالم العربي حيث كانت في مرحلة سابقة قائدته بأن يكون لها تأثير على العدو الصهيوني فتضغط عليه لفتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء لأبناء قطاع غزة المحاصرين الذين أصبحوا يموتون جوعا كما يموتون بإطلاق النار عليهم وقصفهم بالقنابل والصواريخ على مدار الساعة وبمساعدة عربية وذلك كون مصر تسيطر من جهتها على جزء من المعبر الذي يربط سيناء بغزة والمساعدات مكدسة خارجه وهذا أضعف الإيمان وما يمكن أن تقوم به مصر من الناحية الإنسانية وليس مطلوبا منها أن تدخل عسكريا كونها مقيدة باتفاقيات مع العدو الصهيوني أخرجتها وأخرجت جيشها من معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي مع أنها كانت قبل اتفاقية كمب ديفيد التي رعتها أمريكا أكثر الدول العربية شعبا وجيشا وقيادة متبنية للقضية الفلسطينية وبسببها دفعت ثمنا باهظا نتيجة لهذا التبني ولم يكن العرب مهما اختلف بعضهم مع سياستها يخرجون عن طوعها وعما تقرره في القمم والاجتماعات العربية لكن اليوم من ينظر إلى دورها الضعيف غير المؤثر ومجاراتها لأعراب السعودية والخليج المرتمين في حضن أمريكا واسرائيل لا يشعر نحوها إلا بالشفقة بل ويحزن لوصولها إلى هذا الوضع المؤلم لكل عربي خاصة من يعودون لقراءة تاريخ الصراع العربي- الصهيوني ويجدون أن مصر كانت متصدرة لهذا الصراع ولم تكن إسرائيل تخشى أية دولة عربية مثلما كانت تخشى مصر وجيشها، ولذلك عملت إسرائيل المستحيل في عهد أنور السادات الذي تجاوب معها ومكنها من مصر للقضاء على دورها العروبي تماما وقد دفع أنور السادات الثمن غاليا في حادث المنصة المشهور الذي أودى بحياته ولم تستطع القيادات التي أتت بعده لقيادة مصر أن تغير من هذا الوضع الذي أرساه أنور السادات كون الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني قد أصبحت مهددة لها.
كم نتمنى على الدول العربية أن تستفيد من موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني بقطاع غزة وهو البلد المعتدى عليه من جيرانه العرب والمتحالفين معهم ومحاصر منذ عشرة أعوام ولكنه يمتلك إرادة وطنية حرة جعلته يتخذ قراره الشجاع لمساندة أشقائه في فلسطين دون خوف من أحد كواجب ديني وقومي وقد وصف العديد من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين عمليات الإسناد اليمني بأنها تكتيك نوعي يزلزل كيان العدو الصهيوني بل وزلزل أمريكا نفسها وهو الأمر الذي جعلها تدخل بشكل مباشر وتعتدي على اليمن حماية ودفاعا عن الكيان الصهيوني ويشاء الله أن تخرج مهزومة تجر أذيالها وتسحب بارجاتها الحربية من البحر الأحمر بفعل الضربات اليمنية التي وجهت إليها فمع وجود الإرادة وتوافرها لا يوجد شيء أمامها مستحيل لكن من يحرر العرب شعوبا وحكاما من عقدة الخوف التي زرعتها أمريكا وربيبتها إسرائيل في نفوسهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
تعازينا للاخ احمد ومحسن راجح وإخوته بوفاة والدتهم
ببالغ الحزن تقلينا نبأ وفاة خالتي والدة احمد ومحسن وعبدالله وسالم ورشدي راجح ، وأنا إذ نشاطركم اخواني الاعزاء احزانكم في مصابنا جميعاً سائلين الله بأن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وغفرانه وأن يدخلها في ظل ظليل ونعيم لاينضب مع زمرة الصديقين و الشهداء و الصالحين ، وأن يلهمنا وإياكم الصبر والسلوان . صرف المرتبات الحكومية كريتر سكاي | 573 قراءة كشفت مصادر عن تفاصيل جديدة بشأن صرف المرتبات بمحافظة حضرموتواكدت المص


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
يمن ديلي نيوز: أهم وأبرز عناوين الصحف العربية واليمنية عن الشأن اليمني الإثنين 7 يوليو
🌐 صحافة عربية: • إرم نيوز: إدانة أوروبية وأمريكية للهجوم الحوثي على سفينة 'ماجيك سيز' • الجزيرة نت: غضب في اليمن.. تفاصيل مقتل داعية بالسبعين من عمره • صحيفة الشرق الأوسط: شركة أمنية خاصة تحذر من هجوم جديد على سفينة في البحر الأحمر • فرانس 24: الحوثيون يعلنون غرق ناقلة بضائع عقب هجومهم عليها قبالة اليمن • كردستان 24: إسرائيل تطلق عملية 'الراية السوداء' لمعاقبة الحوثيين في اليمن • الحدث اليمن: لسفير الياباني لدى اليمن يويتشي ناكاشيما يؤكد التزام بلاده بتخفيف معاناة اليمنيين عبر منحة جديدة بقيمة 300 مليون ين ياباني • لبنان 24: 'لن يُحقق أهدافه'.. 'حزب الله' دان الاعتداء الإسرائيليّ على اليمن • صحيفة المدينة: مركز الملك سلمان يدشّن بمحافظة عدن ورشة عمل لتوزيع (600) ألف سلة غذائية 🌐 صحافة محلية: • وكالة سبأ: مندوبية اليمن في الجامعة العربية تنظم برنامجاً تدريبياً في إدارة المخاطر والأزمات • الثورة نت: السلطة المحلية بمأرب ترحب بقرارات رئاسة مجلس النواب وتؤكد تقديمها كافة التسهيلات لإنجاح مهام اللجان البرلمانية • سبتمبر نت: لجنة وزارية تقر عددا من الإجراءات لتأمين انسياب السلع ووقود الطاقة بين المحافظات • الصحوة نت: للتنفير من التعليم.. مليشيا الحوثي تفرض رسوما باهظة على طلاب المدارس الحكومية في إب • وكالة 2 ديسمبر: بعد غارات الاحتلال بالحديدة.. موجة سخرية من مزاعم الحوثي حول 'الدفاعات الجوية' • المصدر أونلاين: فقدان وإصابة 4 أشخاص بهجوم جديد استهدف سفينة في البحر الأحمر • قناة سهيل: تفضح أكذوبة مناصرة غزة.. أكثر من 735 انتهاكا حوثيا ضد الأئمة والدعاة والخطباء • بلقيس نت: فريق خبراء أممي يجري سلسلة لقاءات بشأن الأوضاع في اليمن • يمن شباب نت: الاتحاد الأوروبي يحذر من كارثة بيئية كبرى في البحر الأحمر • قناة الجمهورية: اليمن يلطم قهره.. حسينيات 'كربلاء' في 'الجوف' • قناة عدن المستقلة: الأمانة العامة للانتقالي تناقش تقرير المشهد الاقتصادي والخدمي في الجنوب • يمن فيوتشر: اليمن: مقتل وإصابة 3 مدنيين بحوادث انفجارات ألغام في تعز والحديدة ولحج خلال يومين • الموقع بوست: شرطة تعز في بيان: لن نقف عاجزون تجاه ما يحدث من أزمة المياه في المدينة • يمن مونيتور: احتجاجات أمام معاشيق تطالب بصرف الرواتب وتحسين الخدمات في عدن • تعز تايم: وقفة احتجاجية بتعز تنديدًا بالاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها مركز 14 أكتوبر الصحي • المشاهد نت: 'الوصمة' تلاحق المتعافيات من الأمراض النفسية • صحيفة عدن الغد: الخطوط الجوية اليمنية تفتتح مكتبها في قطر تمهيداً لاستئناف رحلات عدن – الدوحة • بران برس: حضرموت تستعد لمهرجان البلدة السياحي 2025م.. ماذا تعرف عنه؟ • شبكة النقار: جهاز المخابرات بصنعاء يعتقل الناشط الخزان بعد إعلان نيته نشر ملفات تخص فاسدين في أنصار الله • وكالة خبر: رايتس رادار: الحوثيون ارتكبوا أكثر من 735 انتهاكاً بحق الأئمة والخطباء.. آخرهم الشيخ صالح حنتوس ____ لمتابعة قناة 'يمن ديلي نيوز' على واتس أب 👇: #يمن_ديلي_نيوز مرتبط


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
الرئيس علي ناصر محمد يعزي بوفاة العميد مسعود علي راجح
كريتر سكاي/خاص: بسم الله الرحمن الرحيم تعزية من الرئيس علي ناصر محمد في وفاة الشيخ العميد مسعود علي راجح بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقّينا نبأ وفاة الشيخ العميد مسعود علي راجح. لقد عرفنا الفقيد منذ بدايات عمله في السلك الأمني في مطلع ثمانينات القرن العشرين، وقد كان حينها أحد رجال الأمن المثاليين، الذين جمعوا بين الانضباط القانوني، والنزاهة، والروح الإنسانية، والشعور العميق بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن. إننا إذ نرثي اليوم أخًا وصديقًا، نرثي قامة وطنية عزيزة، ومثالًا لرجل الأمن المسؤول، والشيخ الاجتماعي الحكيم، والإنسان الخلوق الذي عاش من أجل مجتمعه، ومضى وهو يحمل في ذمّته سيرة بيضاء، وعطاءً يفيض في ذاكرة كل من عرفه أو لجأ إليه يومًا. وبهذه المناسبة الأليمة، أتقدّم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أسرته الكريمة، وأبنائه الأعزاء: راجح، ماجد، سامح، عبدالله، عبدالناصر، وأحمد، وإخوانه الكرام: عبدالله، محمد، خالد، وصالح، وإلى آل راجح كافة، وآل عبدالله بن شاخ، وآل مسعود المشائخ، سائلًا المولى الكريم أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون. علي ناصر محمد