
النائب عز الدين: لا يمكن تحقيق البناء ما لم تكن الحماية قائمة
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب عز الدين، كلمة أشاد فيها ب'الموقف الإيجابي والموحّد الذي اتخذته الدولة اللبنانية وعبّرت عنه لقاءات الرئاسات الثلاث وسلمته للمبعوث الأميركي، حول ضرورة 'تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان دون أن يلتزم به الكيان الصهيوني، و'انسحاب العدو من النقاط الخمس المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، ووقف استباحته للسيادة اللبنانية والاعتداءات التي ينفذها بالطيران الحربي والمسير'، مشيراً إلى أن 'الموقف اللبناني الموحّد بقي ثابتاً وصامداً -في إطار حماية مصالح هذا البلد وأولوياته التي اختارها- في التفاوض مع الإدارة الأميركية في الزيارتين اللتين قام بهما توماس برّاك'.
وأضاف: 'إن هذا الموقف الموحد والإيجابي يجب أن نقف معه وندعمه ونؤيده، لأنه يشكّل أولوية في عملية التفاوض مع الجانب الأميركي، ويجب أن يكون موضع اهتمام أهلنا والقوى السياسية والأحزاب اللبنانية والرأي العام، وأن يقف الشعب خلف هذا الموقف لنجدد وحدتنا وتفاهمنا التام بين الموقف الرسمي والشعبي والموقف المقاوم الذي أيّد هذا التوجه'.
وتطرق النائب عز الدين للحديث حول موضوع الحماية والرعاية، فقال: أن 'هذا الشعار أطلقه الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، حين طلب من الدولة الحماية والرعاية، فالحماية تعني حماية الناس من العدو الصهيوني ومن الاستعمار، ومن ممارسات المعتدين على هذا البلد، كذلك الإمام موسى الصدر من بعد الإمام شرف الدين، أعلن عن تشكيل أفواج المقاومة اللبنانية للدفاع عن لبنان وشعبه، وحركة المحرومين لرعاية الفقراء والمحرومين والمغبونين، وعليه أكملنا نحن هذا المسار وسرنا عليه، وأعلنا في المقاومة الإسلامية الحماية والبناء للبنان، وشعار 'نحمي ونبني' وهو الشعار نفسه ويحمل نفس المعنى و الهدف وذات السياسة والاستراتيجية التي نعتمدها في مسارنا، حفاظًا على نهج هؤلاء الشهداء'.
ورأى أنه 'لا يمكن تحقيق البناء ما لم تكن الحماية قائمة فالحماية والبناء متلازمان، وطالما أن هناك عدوانًا إسرائيليًا وطالما أن العدو موجود على أرضنا، فإن الحكومة لن تستطيع أن تبني البلد وتحقق الشفافية والإصلاح في المؤسسات والإدارة والقضاء وغيره، ذلك لأن هناك تلازمًا يقتضي من الحكومة أن تسير بالاتجاه الصحيح، وأن تُعطي الأولوية لإخراج العدو من أرضنا وتحريرها، لنجد الاستقرار الذي يتيح بناء الدولة وإصلاحها، وحينئذ نقول إننا نسير في الطريق الصحيح، خصوصًا أن البيان الوزاري أشار إلى أن أولوية الحكومة هي إعادة البناء، لكن من دون إخراج العدو، فإن بقاءه سيظل عائقًا اساسيًا امام قدرة لبنان على إعادة البناء والإعمار'.
وتناول النائب عز الدين في كلمته بعضاً من المستجدات على الساحة الفلسطينية، فقال: 'أن الحرب التي أعلنها العدو ووضع أهدافها، كان يراد منها سحق المقاومة الفلسطينية وتحرير الرهائن والأسرى، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتمكن من تحريرهم، وما زالوا في قبضة حركتي حماس والجهاد وقبضة الفصائل الفلسطينية، ولن يكون هناك طريق لتحريرهم إلا بالتفاوض كما أعلنت حماس أكثر من مرة'.
أضاف: 'اليوم وبعد مرور نحو سنتين على هذه الحرب التي يُباد فيها أهل غزة من خلال الحصار والقتل والجوع والممارسات التي يندى لها جبين الإنسانية، نجد في المقلب الآخر أن حماس والفصائل الفلسطينية ما زالوا أقوياء وثابتين وصامدين ولم يتزعزعوا، وفي ميدان القتال حيث يوجد طرفان، نجد أن حماس، بعد سنتين من الحصار والقتل والدمار والتشريد والإجرام وكل ما يمكن أن يخطر في بال الإنسان، ما زالت تقاتل الجندي الإسرائيلي، وتهاجم دباباته وآلياته وتدمرها بمن فيها، وتوقع القتلى والجرحى في صفوف العدو على مستوى الضباط والعسكريين والرتب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا العدو، مهما امتلك من قوة، حينما تنكسر إرادة القتال لديه، لا يستطيع أن يحقق نصرًا، بل على العكس من يملك إرادة القتال وعقيدة الهدف الذي يسعى لتحقيقه ويقاتل لأجله ويبذل الدماء ويضحي، هو من ينتصر في نهاية المطاف'.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
أستاذ بالأزهر: محاولات تحويل الغضب العالمي من إسرائيل إلى مصر "وقاحة غير مسبوقة"
استنكر الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، ما وصفه بالمحاولات الجريئة والمكشوفة لتحويل الغضب الشعبي العالمي، ليس فقط في مصر بل في العالم كله، من جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أهلنا في غزة، إلى الدولة المصرية وسفاراتها، من خلال دعوات تحريضية للتظاهر ضد مصر بدلًا من العدو الحقيقي، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يمثل انقلابًا على الحقائق وتزييفًا مفضوحًا للواقع. وأكد الغفير، خلال تصريح، أن ما يجري هو نموذج فجّ لمقولة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، مضيفًا: "لم نرَ في تاريخنا كله مثل هذا التبجح، ولا مثل هذا التلاعب المقيت بالوعي العام، حيث يُراد لنا أن نربت على كتف المظلوم كي يحني ظهره لمزيد من الظلم، بدلًا من الوقوف بجانبه ورفع الحيف عنه". وأوضح أن من يقف وراء هذه الفتنة "مجموعة من الجماعات الهاربة، وبعض المنتفعين، وحتى بعض من ينتسبون إلى الدولة المصرية، ممن يضمرون كراهية لهذا الوطن، أو يتحينون الفرص لخلخلة بنيانه، وزلزلة وحدته وتماسكه"، مشيرًا إلى أن كل من يضيق صدره من بقاء مصر شامخة، لا بد أن يكون له سهم في هذه الحملة المسمومة. وتابع أن مصر، رغم هذه الحملات، ستظل محفوظة، لا بحفظ أهلها فقط، بل بحفظ الله عز وجل، مشيرًا إلى أن هذا البلد ذُكر في القرآن الكريم تصريحًا وتلميحًا، وخصّه النبي محمد ﷺ بالوصية، وقد مرّ عبر تاريخه بمحَن عظيمة، لكنه ظل يخرج منها مرفوع الرأس. وأشار إلى أن مصر هي "قلب العروبة النابض"، الذي يحمل هموم الأمة وآمالها وتطلعاتها، واستدل على ذلك بمشهد تاريخي بالغ الرمزية حين اجتاح التتار العالم الإسلامي، وأسقطوا الشام وبغداد، وارتكبوا فيها أبشع المجازر، حتى ألقوا كتب دار الحكمة في نهر دجلة، فاسود ماؤه من الحبر، لكن حين قرروا التوجه إلى مصر، كانت نهايتهم هناك. وقال الغفير: "أرسل التتار رسائل مرعبة إلى مصر يزعمون فيها أنهم جند الله وسخطه في الأرض، لكنهم سقطوا على أبوابها، وكانت مصر هي المحطة التي انتهت عندها أطماعهم، وستبقى بإذن الله كذلك، الحصن المنيع الذي تنكسر عنده كل الهجمات، قديمها وحديثها". وأضاف: "مصر لا تُساق ولا تُستدرج، ومواقفها من القضية الفلسطينية ستبقى ثابتة، فهي التي تفتح أبوابها وتبذل دماء جنودها وتتحمل مسؤولياتها، رغم محاولات التشويه والتشغيب، وستظل بإذن الله كما كانت على مدار التاريخ: محفوظة، شامخة، عصيّة على السقوط".


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
تقرير يكشف تواطؤ "نيويورك تايمز" مع "إسرائيل" في حربها على غزة
موقع "Mondoweiss" ينشر مقالاً يتناول الدور التواطئي لصحيفة "نيويورك تايمز" في تبرير الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيين، والتواطؤ المؤسسي مع الصهيونية من خلال تحيّزها التحريري، وصلات طاقمها بالاحتلال الإسرائيلي. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: ساهمت صحيفة "نيويورك تايمز" في تمكين "إسرائيل" من مواصلة الإبادة الجماعية. يكشف ملف جديد عن العلاقات الوثيقة بين عشرين من كبار المحرّرين والمديرين التنفيذيين والصحافيين في الصحيفة ممن غطّوا أحداث غزة، وعن صلتهم بـ "إسرائيل" والصهيونية. منذ بدء الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة قبل أكثر من عشرين شهراً، غطّت "نيويورك تايمز" جرائم الحرب الإسرائيلية. شهدنا الكيان الصهيوني يُلقي قنابل تزن ألفي رطل على النازحين الفلسطينيين الذين أُجبروا على البقاء في الخيام، ويرتكب مجازر بحق الفلسطينيين الجائعين في مراكز الإغاثة، ويعتقل ويُعذّب الفلسطينيين المتهمين بالقتال أو تقديم الرعاية، ويُدمّر نظام الرعاية الصحية في غزة بأكمله، ويُدمّر تقريباً جميع مدارسها وجامعاتها، ويُلحق الضرر بأكثر من 90% من المباني السكنية، ويمنع دخول الغذاء والإمدادات إلى القطاع المحاصر. لكنّ صحافيي "نيويورك تايمز" اختاروا تجاهل كلّ جريمة من هذه الجرائم، أو تبرئة ذمّتها، أو تشويهها، أو تبريرها. ومثل أيّ مُصنّع أسلحة، تُعدّ "نيويورك تايمز" جزءاً من آلية الحرب، فهي تُنتج، في أوساط الرأي العام، الإفلات من العقاب الذي يُمكّن ويُديم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المُستمرة. عندما احتللنا ردهة صحيفة "نيويورك تايمز" للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استنكرنا رفض الصحيفة تأريخ طوفان الأقصى في سياق احتلال "إسرائيل" لفلسطين لأكثر من سبعة عقود، واختيارها تصوير قصف "الجيش" الإسرائيلي لغزة على أنه حرب مُستهدفة ضد حماس. طالبنا الصحيفة بالحقيقة. طبعنا صحيفتنا الخاصة: "جرائم حرب نيويورك"، التي تضمّنت أسماء الشهداء الفلسطينيين المسجّلين في ذلك الوقت. استغرقنا أكثر من ساعة لقراءة أسماء الشهداء الذين تقل أعمارهم عن عام واحد. دعونا جمهورنا إلى مقاطعة الصحيفة، وسحب وقتهم وثقتهم واهتمامهم منها، وإلغاء الاشتراك في أخبارها وألعابها ووصفاتها. لسنا أول من أشار إلى التزام صحيفة التايمز بالصهيونية. فالملف الذي نشرناه هذا الشهر بُني على العمل الاستقصائي لوسائل إعلام ومنظّمات، منها "الانتفاضة الإلكترونية"، و"موندويس"، و"ذا إنترسبت"، و"الإنصاف والدقة في التغطية"، وكتّاب فلسطينيون كشفوا زيف الصحيفة على مدى عقود. 28 تموز 10:45 28 تموز 09:27 منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، اكتسبت هذه الانتقادات جمهوراً جديداً وأهمية متزايدة. وتُظهر بيانات تتبّع اختيارات الكلمات في غرفة الأخبار، بالإضافة إلى تسريبات التوجيهات التحريرية للتايمز، تحيّزاً معادياً للفلسطينيين. وقد أصبحت تصحيحات عناوين التايمز أداة خطابية مفضّلة لدى حركة التضامن مع فلسطين - لكشف التحريف، وتصحيح الحقائق، وقول الحقيقة. ويضيف ملفنا إلى هذا الجسم من المعرفة: فهو يكشف عن عشرين من كبار المحرّرين والمديرين التنفيذيين والصحافيين الذين يغطون الحرب على غزة ولديهم علاقات مع "الدولة" الصهيونية، الأمر الذي من شأنه أن يقوّض بشكل أكبر مكانة صحيفة التايمز التي لم تستحقّها. خدم ناتان أودنهايمر في وحدة "ماجلان" الخاصة التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي. والآن، بعد أن أصبح مراسلاً لصحيفة التايمز في "تل أبيب"، يكتب عن رفاقه السابقين في السلاح، ويشاركهم في العمل. كيف نتوقّع من شخص أن يقدّم تغطية دقيقة للاحتلال، وهو الذي ارتدى زي المحتل لأربع سنوات؟ إيزابيل كيرشنر أمّ لجنديين سابقين في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، وزوجة لجندي آخر. بعد انتهاء خدمته، تولّى زوج كيرشنر إدارة برنامج استراتيجية المعلومات التابع لمركز أبحاث إسرائيلي، وهو قسم مُكلّف برسم صورة إيجابية لـ "إسرائيل" في وسائل الإعلام. لا داعي للتساؤل عن كيفية تأثير هذه العلاقة على تغطيتها الإعلامية: فقد استشهدت كيرشنر بمركز أبحاث زوجها أكثر من 100 مرة منذ أن بدأت الكتابة لصحيفة التايمز عام 2007. ملفنا، الذي يكشف عن الروابط المادية والولاءات التاريخية للمحرّرين والمديرين التنفيذيين والكتّاب المؤثرين للصهيونية، يُظهر بوضوح أن صحيفة التايمز في موقف محرج. المؤسسة بأكملها مُنظَّمة بشكل منهجي لحماية "إسرائيل" من المساءلة الدولية. يُعدّ دعم صحيفة التايمز للصهيونية ومهمة الدولة الاستيطانية الاستعمارية في المنطقة راسخاً في تاريخها. وقد أُشيد بـ أ. م. روزنتال، رئيس قسم الأخبار في التايمز لما يقرب من عقدين، في جنازته لإظهاره أنّ حبّ "إسرائيل يعادل حبّ بلدنا تماماً". واعترف ماكس فرانكل، رئيس التحرير التنفيذي للتايمز لأكثر من عشر سنوات، بأنه كتب "من منظور مؤيّد لإسرائيل"، وقال إنه كان متوقّعاً منه الدفاع عن "إسرائيل" "سواء كانت على حق أم على باطل". أدانت التايمز بحثنا ووصفته بأنه "حملة دنيئة" في الصحافة، لكنها ترفض قبول أنّ قتل "إسرائيل" لأكثر من 200 صحافي فلسطيني كان مستهدفاً. إنّ أولئك الذين يخدمون في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، والذين يتقاضون رواتبهم من جماعات الضغط الإسرائيلية لنشر الدعاية الإسرائيلية، ليسوا زملاء أشجع الفلسطينيين: إنهم أعداؤهم. يستخدم ردّ الصحيفة على ملفنا المنطق المُعذّب نفسه المُستخدم في تغطيتها - كيف يُمكن أن يكون بحثنا "معلوماً للعامّة" و"غير دقيق" في آنٍ واحد؟ نحن نعلم سبب صمت التايمز إزاء مقتل العاملين في المجال الإعلامي: فالصحافيون الفلسطينيون يكشفون الحقيقة نفسها التي تسعى الصحيفة إلى طمسها. يُتَّهمون باستمرار بالتحيّز وعدم القدرة على التغطية بموضوعية لأنهم فلسطينيون. هويتهم هي الاتهام النهائي. في التايمز، يُفلت الفلسطينيون من العدالة، ونضالهم من أجل العيش بحرية ظالم وجائر ويستحقّ الإدانة. "صحيفة نيويورك تايمز لا تعترف بفلسطين"، هكذا قال أحد محرّري التايمز للمفكّر الفلسطيني إبراهيم أبو لغد. ردّ أبو لغد قائلاً: "حسناً، فلسطين أيضاً لا تعترف بنيويورك تايمز". إنّ رفضه الاعتراف بالتايمز قبل 37 عاماً هو دعوة لتقويض هيبتها. على الجميع الاستجابة لدعوته ومقاطعة التايمز وسحب الاستثمارات منها وإلغاء الاشتراك فيها. ولكي نتخيّل فلسطين حرّة في حياتنا، فمن المفيد أن نتخيّل عالماً من دون صحيفة "نيويورك تايمز". نقلته إلى العربية: بتول دياب.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
ربيع الغفير: مصر ستظل حجر عثرة أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية
قال الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، إن مصر دولة مستهدفة بتاريخها وشعبها وموقعها، مشيرًا إلى أن هذا الاستهداف ليس وليد اللحظة، وإنما ممتد عبر التاريخ، لأن مصر ليست كأي بلد، فهي التي ذُكرت في القرآن الكريم عشرات المرات تصريحًا وتلميحًا، ونزل بها أنبياء وصحابة وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأوضح الغفير، خلال تصريح، اليوم الثلاثاء، أن مصر كانت عبر التاريخ ملاذًا آمنًا للخائفين والمطرودين، منذ اجتياح التتار وسقوط الخلافة العباسية عام 656 هجريًا، حيث كانت مصر هي الوجهة التي لجأ إليها العلماء والعامة بعد سقوط بغداد، وهو ما يتكرر في العصر الحديث حيث آوت مصر خلال العقد الأخير ملايين النازحين من دول عربية وإسلامية مزقتها الحروب. وأكد أن مصر تُعد العقبة الكؤود التي تقف حائلًا دون تنفيذ مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشددًا على أن الفتن التي تُدار ضد مصر في الداخل والخارج تأتي ضمن محاولات بائسة لتزييف وعي الشباب والنيل من الدور المحوري الذي تلعبه الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية. وأضاف الدكتور الغفير أن مصر هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تكافح من أجل إبقاء القضية الفلسطينية حيّة، من خلال إيصال المساعدات لغزة، وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات لحشد الدعم العربي والدولي، بينما يحرص أعداء الأمة على تصدير صورة مغايرة عن دور مصر، في محاولة مكشوفة لتشويه الحقائق. وقال إن مصر، حكومة وشعبًا، تؤوي ملايين النازحين من مختلف الدول، بروح من الأخوة والتضامن، دون تمييز، مستشهدًا بالآية الكريمة: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، مؤكدًا أن رفض تهجير الفلسطينيين ليس رفضًا للإنسان، بل رفض للمخطط الذي يسعى لطمس القضية الفلسطينية وتجريد الفلسطيني من حقه في أرضه.