logo
الأبنودى يكشف أبعاد استقبال غاز أفروديت عبر محطة إدكو المصرية

الأبنودى يكشف أبعاد استقبال غاز أفروديت عبر محطة إدكو المصرية

الدستورمنذ 4 أيام
فى قراءة تحليلية
تسارعت في السنوات الأخيرة خطوات مصر لترسيخ حضورها على خريطة الطاقة الإقليمية والدولية، ومع استقبال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي وفد شركة شل العالمية، تتجدد الأسئلة حول دوافع هذا الحراك وتداعياته المستقبلية، فما الذي يدفع مصر اليوم لتعزيز شراكاتها في ملف الغاز الطبيعي؟ وكيف تُمثل مشروعات مثل "أفروديت القبرصي" ومجمع إدكو للغاز الطبيعي المسال أوراق قوة في معادلة استراتيجية متغيرة؟
أبعاد استقبال غاز أفروديت عبر محطة إدكو المصرية
أولًا: البعد الجيوسياسي وتحولات المشهد الإقليمي
لم يعد الغاز الطبيعي مجرد سلعة اقتصادية، بل صار أحد الأسلحة الجيوسياسية، وأزمة الطاقة التي ضربت أوروبا مؤخرًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية أعادت رسم خطوط النفوذ الإقليمي.
في هذا السياق، تحول شرق المتوسط إلى ساحة تنافس بين القوى الدولية والإقليمية، وصارت مصر، بما تمتلكه من موقع جغرافي فريد وبنية تحتية ضخمة، أحد أبرز اللاعبين القادرين على استيعاب، معالجة وتسييل الغاز لصالح السوق الأوروبي.
إن استقبال مصر للغاز القبرصي، خاصة من حقل أفروديت، عبر شراكة مع شل، فهو تعاون تقني، وتوظيف لموقع مصر كهمزة وصل حيوية تربط المنتجين في شرق المتوسط بالمستهلكين في أوروبا، هذه الخطوة تعني ببساطة: من يريد العبور إلى السوق الأوروبي، عليه أن يمر عبر القاهرة.
ثانيًا: إدارة التنوع وضمان أمن الطاقة الوطني
في ظل تقلبات الأسعار العالمية وتهديدات الإمداد، تدرك مصر أهمية تنويع مصادر الغاز وتأمين مخزونها الاستراتيجي، فاستراتيجية الوزارة باتت واضحة:
توسيع الاعتماد على الاكتشافات المحلية عبر مشاريع مثل غرب الدلتا العميق (WDDM)،
تسريع استيراد الغاز الإقليمي من قبرص وربما لاحقًا من إسرائيل أو اليونان،
التحول لمركز إقليمي لإعادة تصدير الغاز من خلال بنيتها التحتية في إدكو ودمياط.
هذا التنوع يمنح مصر قدرة تفاوضية أكبر، ويجعلها أكثر قدرة على استيعاب الصدمات الطارئة في سوق الطاقة العالمي.
ثالثًا: شل شريك استراتيجي في مرحلة فارقة
وجود شركة بحجم وخبرة شل في قلب ملفات الغاز المصرية يعكس مدى ثقة المجتمع الدولي في مناخ الاستثمار المصري، ويمنح القاهرة دعمًا تقنيًا وماليًا كبيرًا.
شل لا تُراهن فقط على الإنتاج من غرب الدلتا، بل تدفع نحو توسعات جديدة في غرب مينا وامتياز شمال شرق العامرية،
كما أن قيادتها مشروع استقبال الغاز القبرصي تؤكد رغبتها في تكريس إدكو كمنصة رئيسية لتسييل وتصدير الغاز.
هذا التواجد الدولي يخلق مظلة حماية للاستثمار، ويدعم مكانة مصر كمحور استراتيجي للطاقة في الإقليم.
رابعًا: أفروديت القبرصي عنوان جديد للتكامل الإقليمي
لم يكن التنسيق المصري القبرصي محض صدفة، بل هو نتاج سنوات من العمل الدبلوماسي الهادئ، وصفقات ترسيم الحدود البحرية، وإبرام اتفاقات نقل الغاز.
حقل أفروديت القبرصي يحمل رسالة واضحة:
مصر قادرة على استيعاب الغاز الإقليمي،
قبرص تثق في البنية المصرية،
وشل تضيف خبراتها العالمية لضمان النجاح.
التعاون الثلاثي يُمثل بداية لمنظومة إقليمية أوسع، قد تضم لاحقًا شركاء جدد من شرق المتوسط، وتُرسخ مفهوم التكامل بدلًا من المنافسة في ملف الطاقة.
خامسًا: البنية التحتية المصرية.. منصة مستقبلية للتصدير
مصر تمتلك اليوم بنية تحتية فريدة:
مجمع إدكو للغاز الطبيعي المسال،
محطات دمياط،
شبكة خطوط أنابيب بحرية حديثة،
قدرة لوجستية ضخمة في موانئها.
هذه الأدوات تجعلها القاعدة الأكثر جهوزية لاستقبال ومعالجة وتصدير الغاز شرق المتوسط،
فبينما تحتاج مشروعات تسييل الغاز في قبرص أو إسرائيل إلى سنوات من البناء والاستثمار، تقدم مصر حلًا فوريًا ومجربًا، يوفر الوقت والتكلفة، ويمنح مرونة في مواجهة أي متغيرات.
سادسًا: الدروس من تراجع الإنتاج المحلي والتجدد الاستراتيجي
شهدت مصر في سنوات سابقة تراجعًا في إنتاج الغاز، مما أدى إلى ضغوط على الصناعة والاستهلاك المحلي. اليوم، ومع التحسن الملحوظ في الإنتاج، أصبحت البلاد قادرة ليس فقط على سد الاحتياجات المحلية، بل وفتح باب التصدير على مصراعيه.
ومع توسع الدولة في مشاريع الطاقة المتجددة، تزداد إمكانية توجيه الغاز المستخرج للصناعات ذات القيمة المضافة، ما يدعم الاقتصاد ويُحقق أقصى استفادة من كل متر مكعب يُنتج أو يُستورد.
سابعًا: من القاهرة إلى أوروبا.. طريق الغاز الجديد
ما تسعى له مصر اليوم أبعد من مجرد استيراد أو تصدير؛ إنها تصنع لنفسها موقعًا مركزيًا في معادلة الطاقة العالمية، فعبر شراكاتها مع شل وقبرص، وتوسيع منصات التسييل، تصبح القاهرة بوابة الغاز من الشرق إلى الغرب، وتكتسب وزنًا جيوسياسيًا واقتصاديًا لا يستهان به.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير البترول يبحث مع السويدي إليكتريك مستجدات مشروع مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة
وزير البترول يبحث مع السويدي إليكتريك مستجدات مشروع مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة

أموال الغد

timeمنذ 22 دقائق

  • أموال الغد

وزير البترول يبحث مع السويدي إليكتريك مستجدات مشروع مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة

عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، جلسة مباحثات موسعة، مع المهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك والوفد المرافق. شهد اللقاء عرضاً تقديميا شاملا حول مشروع مجمع إنتاج الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة، والذي يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة مؤخراً بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية وشركة السويدي كاب للاستثمارات، بهدف إقامة شراكة استراتيجية لاستكشاف واستغلال خام الفوسفات بمنطقة وادي النيل (مناجم السباعية)، وتعظيم الاستفادة الاقتصادية منه عبر رفع تركيز الخام واستخدامه في صناعات تحويلية متقدمة. وأكد الوزير كريم بدوي خلال الاجتماع، أن المشروع يأتي في إطار الدعم الكامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة لتطوير قطاع التعدين وتعزيز مساهمته في الاقتصاد القومي، مشيراً إلى أن تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية أتاح عقد شراكات فعالة وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات طموحة، فضلا عن جذب رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي. وأضاف أن منتدى مصر الدولي للتعدين 2025، الذي عقد مؤخرًا، شهد إقبالا واسعاً من شركات التعدين المحلية والعالمية، ما يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل هذا القطاع. وأوضح الوزير أهمية عقد اجتماعات دورية بين فرق العمل من الجانبين لمتابعة تطورات المشروع وضمان تنفيذه وفقاً للجداول الزمنية المحددة، مؤكداً حرص الوزارة على تقديم الدعم الكامل لمشروعات القيمة المضافة التي تعظم من العائد الاقتصادي للخامات التعدينية. من جانبه، أعرب المهندس أحمد السويدي عن اعتزازه بالشراكة مع هيئة الثروة المعدنية، موضحاً أن المشروع يعد انطلاقة حقيقية لتطوير الصناعات الفوسفاتية في مصر، من خلال إنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية لتلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز فرص التصدير. وأكد أن العمل جار حالياً على الجوانب الفنية والقانونية، إلى جانب زيارات ميدانية لموقع المشروع، تمهيداً للانطلاق في تنفيذ خطة العمل في أقرب وقت، مع الاهتمام بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال صناعات الفوسفات. حضر اللقاء الجيولوجي ياسر رمضان رئيس الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية والصناعات التعدينية ، والدكتور محمد الباجوري المشرف على الإدارة المركزية للشئون القانونية بالوزارة.

مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن
مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن

مصرس

timeمنذ 4 ساعات

  • مصرس

مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن ذلك يأتي في إطار البرنامج الثالث من استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية لتعظيم القيمة المضافة من الثروات التعدينية، وزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي من أقل من 1% إلى 5-6%، وضمن جهود الوزارة لتحديث قاعدة البيانات الجيولوجية.وأكد الوزير كريم بدوي، أن قطاع التعدين بات يحظى باهتمام عالمي متزايد بفضل ما تم اتخاذه من خطوات إصلاحية وهيكلية شاملة، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك العديد من المقومات الداعمة للنهوض بهذا القطاع، من بينها: البنية التحتية القوية من موانئ، ومطارات، وشبكة الطرق، ومحطات التصدير، وتوافر الطاقة من خلال تعظيم الإنتاج المحلى والاستيراد، فضلًا عن تحديث الإطار التشريعي والتنظيمي، وكان من احد ثماره قرار تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية بدعم من القيادة السياسية، وكذلك تطوير نظم الاتفاقيات بما يتماشى مع الاتفاقيات العالمية الجاذبة للاستثمار فى هذا القطاع الحيوى.وأشار، إلى أهمية المسح الجوي والسيزمي في توفير بيانات دقيقة تسهم في تحديد فرص واعدة للاستثمار التعديني، مشدداً على ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال، والتي عرضتها الشركات خلال الاجتماع، حيث استعرضت تجاربها في دول مختلفة بمجال الاستكشاف الجوي وتحليل البيانات الجيولوجية.ووجه بدوى، بضرورة إعداد تصور متكامل وقابل للتنفيذ من قبل الشركات المشاركة، يتضمن خطة زمنية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتوصيات بالمناطق ذات الأولوية في أعمال المسح الجوي. حضر الاجتماع المهندس صلاح عبد الكريم الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول ونوابه للاتفاقيات والاستكشاف، والجيولوجي ياسر رمضان رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، والدكتور محمد الباجوري المشرف على الإدارة المركزية للشئون القانونية بالوزارة، واللواء طيار ايهاب عبد المقصود رئيس شركة خدمات البترول الجوية "PAS"، وفريق عمل الوزارة بقطاع الثروة المعدنية. وزير البترول يجتمع مع ممثلي عدد من الشركات العالمية والمحلية وزير البترول يجتمع مع ممثلي عدد من الشركات العالمية والمحلية وزير البترول يجتمع مع ممثلي عدد من الشركات العالمية والمحلية وزير البترول يجتمع مع ممثلي عدد من الشركات العالمية والمحلية وزير البترول يجتمع مع ممثلي عدد من الشركات العالمية والمحلية

ضبط تاجر بالبحيرة جمع 100 أسطوانة غاز
ضبط تاجر بالبحيرة جمع 100 أسطوانة غاز

بوابة الأهرام

timeمنذ 12 ساعات

  • بوابة الأهرام

ضبط تاجر بالبحيرة جمع 100 أسطوانة غاز

البحيرة-ياسر شميس تمكنت حملة من مفتشى مديرية تموين البحيرة، بالتعاون مع مباحث التموين، من ضبط تاجر فى إدكو جمع 100 أسطوانة غاز مدعم لبيعها فى السوق السوداء. موضوعات مقترحة وجاءت هذه الحملة، استجابة لعدد من البلاغات التي وردت إلى الرقابة التموينية بمديرية تموين البحيرة، والتي أشارت إلى قيام عدد من أصحاب المستودعات، والتجار وأصحاب مصانع الطوب بتجميع أسطوانات البوتاجاز المخصصة للاستخدام المنزلي والتجارى في أغراض صناعية غير مشروعة، وبيعها فى السوق السوداء، بما يمثل إهدارًا للدعم المخصص للمواطنين ويخل بتوازن سوق الطاقة. وصرّح محمد رجب هدية، وكيل وزارة التموين بالبحيرة، بأن الحملة تمت بالتنسيق الكامل مع مباحث التموين، واستهدفت بشكل مباشر الجهات الواردة في البلاغات، حيث تم ضبط عدد من التجار جمع 100 أسطوانة غاز مدعم، لبيعها فى السوق السوداء. وأكد هدية، أن استخدام هذه الأسطوانات المدعمة في غير الغرض المخصص لها يُعد مخالفة جسيمة للقانون واعتداءً صريحًا على حقوق المواطنين المستحقين للدعم. كما أشار إلى أن هذه الممارسات تتسبب في نقص المعروض من أسطوانات الغاز في السوق الرسمية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ومعاناة المواطنين البسطاء في الحصول على احتياجاتهم اليومية من الطاقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store