
ترامب: أشكر قطر التي عملت بشكل وثيق معنا من أجل اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية
عاجل | ترمب: قطر والاتحاد الإفريقي بذلا جهودا حثيثة في التنسيق والعمل من أجل تحقيق هذا الاتفاق
عاجل | ترامب: أشكر قطر التي عملت بشكل وثيق معنا من أجل اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
إسرائيل.. جنود يتهمون الجيش بالتقصير بعد كمين خان يونس
اتهم جنود إسرائيليون قيادة الجيش بـ"التقصير والإهمال" على خلفية مقتل 7 عسكريين من كتيبة الهندسة القتالية 605 في كمين ب خان ويونس في قطاع غزة الأسبوع الماضي. وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية مساء أمس الجمعة إن جنودا في الكتيبة المذكورة يتحدثون عن "إهمال وتقصير منهجي في العتاد القتالي"، مضيفة أن الجنود أشاروا إلى أن "الأسلحة الفردية والرشاشات المتوسطة (إم إيه جي) وحتى ناقلات الجند من نوع "بوما" تعاني من أعطال مستمرة ولا توفر الحماية الكافية". وذكر أحد الجنود للهيئة أن الجيش لا يمنحهم الأدوات اللازمة للدفاع عن أنفسهم وحماية حياتهم، في حين وصفت والدة أحد الجنود في الكتيبة ما يحدث بأنه لعبة "روليت روسي" (مقامرة بالحياة)، مضيفة أن نجلها "يشعر بأنه بطة في مرمى النار"، بحسب هيئة البث الإسرائيلية. وتابعت "حذرنا مسبقا، وقيل لنا إن المدرعات بحالة جيدة، لكنها لم تكن كذلك، فكيف يُسمح للجنود بالدخول إلى المعركة بعتاد كهذا؟ لقد كان يمكن منع الكارثة.. على الجيش تقديم إجابات بشأن استخدام مركبات مدرعة قديمة". يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مقتل العسكريين السبعة خلال عملية في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد أن تعرضت ناقلة الجند لانفجار ناتج عن عبوة ناسفة، وفق هيئة البث الإسرائيلية. وبحسب الهيئة، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الاتهامات، مكتفيا بالصمت حيال ما وُصف بأنه "من أسوأ حوادث الإهمال منذ بدء الحرب". وبثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوم الأربعاء الماضي مشاهد توثق الكمين الذي قالت إنه استهدف ناقلتي جند إسرائيليتين بمدينة خان يونس. وتظهر المشاهد لحظة تنفيذ الكمين الذي ركز على استهداف ناقلتين من هذه الآليات، إذ تحرك أحد عناصر القسام نحو الناقلة الخلفية، في حين تقدم عنصر آخر كان يحمل الكاميرا باتجاه الناقلة الأمامية. ووثق المقطع لحظة إلقاء عبوة متفجرة داخل الناقلة الأولى من فتحتها العلوية، قبل أن يبتعد منفذ العملية من المكان، وبعد ثوان سُمع دوي انفجار قوي استهدف الناقلة الأمامية أعقبه مباشرة انفجار آخر استهدف الناقلة الخلفية. وقالت القسام إن الانفجارين نتجا عن تفجير عبوتين من نوع "شواظ" و"العمل الفدائي"، مما أشعل النيران في الناقلتين. حرب إبادة ومنذ بدء حرب الإبادة بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى 879، إضافة إلى 6012 جريحا، وفق معطيات الجيش على موقعه الإلكتروني. وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة بدعم أميركي نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر "الترامبية" الجديدة
في إحدى ليالي يوليو/تموز 2024، خرج بول دانز من مقر مؤسسة "هيريتيج" في واشنطن، يحمل مقتنياته الشخصية، بعد أن فُرضت عليه الاستقالة تحت ضغط حملة ترامب الرئاسية. بدا ذلك خاتمةً لمسيرة قصيرة ومثيرة في أروقة اليمين الأميركي. لكن في الحقيقة، كان الرجل قد زرع بذوره عميقا، وها هي تنبت بسرعة غير مسبوقة. ففي الشهور التالية، عادت ملامح مشروعه الذي حمل اسم "تفويض القيادة 2025" تتجلى في العديد من قرارات إدارة ترامب الثانية، وأصبح بول دانز أحد أكثر الرجال تأثيرا في واشنطن دون أن يكون له منصب رسمي. يحاول هذا المقال تفكيك شخصية دانز، وقراءة مسيرته الفكرية والمهنية، وتحليل المشروع الذي قاده، واللحظة السياسية الأوسع التي جعلت منه رمزا لتحوُّل راديكالي في الدولة الأميركية. من جذور ليبرالية إلى حامل لواء ثورة المحافظين في زمنٍ تربعت فيه الليبرالية في أميركا، وُلد بول دانز قبل أقل من ستين عاما في قلب عائلة تُجسِّد نموذج النخبة العلمية الليبرالية. والده بيتر طبيب بارز من أصول إسبانية، وأستاذ جامعي في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز. والدته كوليت ليزوت تنحدر من أصول كندية فرنسية، وعملت مُعلمة لغة فرنسية وعالِمة كيمياء، أمضت سنواتها الأولى في المعاهد الوطنية للصحة قبل أن تتجه إلى التعليم. ولم يكن في الأفق ما ينبئ بأن أحد أبنائهم سيتحوّل إلى رأس حربة في معركة تهدف إلى تقويض الدولة الليبرالية التي استفادوا منها، بحسب ما يرى ناقدوه. كان دانز في شبابه شغوفا بالمحاججة، وأحبَّ التاريخ الأميركي، وبدأ في طرح تساؤلات غير مألوفة عن سلطة الدولة ودور المواطن، وتأثر بنزعة نخبوية محافظة ترى أن أميركا انحرفت عن مبادئها الأصلية. والتحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لدراسة الاقتصاد، حيث حصل على درجة الماجستير في تخطيط المدن، وتناولت أطروحته إعادة تطوير المناطق الصناعية في أحواض السفن، وخلال الدراسة تعرّف على زملاء من جمعية الطلاب الجمهوريين، ووصف لاحقا تلك المرحلة بأنها "سنوات التشكل الفكري". ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة فيرجينيا للحصول على دكتوراه مهنية، وانضم إلى جمعية الفيدراليين، وشارك في نقاشات حول كيف يمكن للقانون أن يعيد صياغة دور الدولة، وليس فقط تنظيمها. دانز لم يكن فقط قارئا نهما، بل كان متحدثا لبقا يدمج بين الصرامة القانونية والخطابة المقنعة. كتب مقالات نقدية في مجلة القانون بجامعة فيرجينيا حول "التضخم البيروقراطي"، و"انفلات الهيئات المستقلة"، محذِّرا من ميل النظام الإداري للتحول إلى طبقة حاكمة. هذه الأفكار لم تكن شائعة آنذاك، لكنها ستُشكِّل لاحقا جوهر فلسفته في إدارة الدولة. عمل دانز في بداية حياته المهنية في مكاتب محاماة كبرى في نيويورك، حيث ترافع عن شركات نفطية مثل شيفرون ضد دعاوى بيئية، ما أكسبه صيتا في أوساط الجمهوريين بوصفه مدافعا عن السوق الحرة. لكنه سرعان ما شعر بالضيق من ثقافة الشركات الكبرى، التي وصفها لاحقا بأنها "ليبرالية في القيم، انتهازية في الاقتصاد". لقد جمع دانز بين خصائص متناقضة: ثقافة قانونية نخبوية، وخلفية محافظة عائلية من الطبقة الوسطى، وتجربة في القطاع الخاص، واحتكاك مبكر بالصراعات الأيديولوجية في الجامعات، وجعله ذلك يتبنى موقفا نقديا من الليبرالية الأميركية. وفي عام 2012، أنشأ مكتبه الخاص في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، واندمج في الحياة السياسية المحلية، وبدأ يقدم نفسه بصفته مستشارا قانونيا للمرشحين المحافظين، وكانت رسالته واضحة: "لن نحكم حتى نحرر المؤسسات من داخلها". من هامش الإدارة إلى مفصل السلطة مع صعود ترامب، وجد دانز ضالّته في شخصية الرئيس الجمهوري الجديد. فكتب أوراقا خلف الكواليس تُناقش كيف يمكن للرئيس استخدام سلطاته في التعيين والفصل بهدف التغلب على مقاومة الدولة العميقة، وظل يُراسل البيت الأبيض بعروض للمساعدة. لم يُستجب له أولا، لكن سنحت له فرصة في أواخر عام 2018، حين حضر في واشنطن اجتماعا للجمعية الفيدرالية، وتعرف على جيمس بيكون، الذي كان يعمل آنذاك مساعدا لوزير الإسكان والتنمية الحضرية. بمساعدة بيكون، انضم دانز في يوليو/تموز 2019 إلى مكتب التخطيط والتنمية المجتمعية التابع لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية ليعمل مستشارا أول، وأتاح له عمله الجديد فرصة مراقبة آلية صنع القرار من موقع قريب، دون أن يكون جزءا من الصراعات الدائرة بين صقور الإدارة. وأظهر التزاما بتنفيذ أجندة ترامب دون صخب، ما أكسبه ثقة بعض رموز الجناح المحافظ. ومع ترقي بيكون للعمل في مكتب شؤون الموظفين الرئاسي أخذ معه دانز، الذي أصبح بحلول فبراير/شباط 2020 ضابط الاتصال بين البيت الأبيض ومكتب إدارة شؤون الموظفين الذي يشرف على إدارة الموارد البشرية للحكومة الفدرالية بأكملها، ويحدد قواعد التوظيف والتدريب والتقييم والتأديب لنحو مليونَيْ موظف فيدرالي. هذا الموقع مَكَّن دانز من اكتشاف ما اعتبره "الصدع الرئيسي" في جسد الدولة، وأدرك أن الصراع لا يدور فقط حول السياسات، بل حول مَن يُنفذها. اعتبر دانز أن مكتب شؤون الموظفين ذاته، مثل غيره من البيروقراطيات، قد تحوّل إلى حصن يعوق الإرادة السياسية للبيت الأبيض، ويضع طبقة من الحماية حول موظفين يتبنون توجهات ليبرالية، ويستخدمون سلطتهم لفرملة السياسات الجمهورية. بدأ يطّلع على البيانات الداخلية، واكتشف أن تعيين موظفين موالين للرئيس يصطدم بسلسلة طويلة من الإجراءات التي تتحكم بها لجان داخلية، وأن حتى ترقية موظف أو فصله قد يستغرق شهورا أو يعرقله القادة الإداريون داخل الوكالات الحكومية. ورأى دانز أن هذه البنية ليست مصادفة، بل نتاج عقود من التشريعات والقرارات التنفيذية التي تعزز استقلال الخدمة المدنية وتقيّد سلطات الرئيس. كانت قناعته أن هذه المنظومة نشأت من عقلية تكنوقراطية ترى في نفسها حامية للدولة من تقلبات السياسة. لكن من وجهة نظره أن ذلك يخلق دولة بلا مساءلة، حيث يفوز رئيس بالانتخابات ولا يستطيع تنفيذ سياساته. كان رد فعل دانز جريئا، إذ قدّم مقترحا بإعادة تصنيف فئات وظيفية عليا ضمن جدول جديد يُعرف باسم "الجدول F"، يسمح بإخراج هؤلاء الموظفين من نظام الحماية الإدارية، وتحويل تصنيفهم إلى مناصب سياسية قابلة للتبديل. كان التقدير الأولي أن نحو 50 ألف موظف قد يخضعون لهذا التصنيف، ما يمكّن الرئيس من تطهير الوكالات التنفيذية من معارضيه، أو على الأقل من أولئك الذين لا يؤمنون بأجندته. ولم يكتفِ دانز بإعداد المقترح، بل دفع نحو تنفيذه. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، قبل أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية، وقّع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي بإنشاء "الجدول F"، ورغم أن إدارة بايدن ألغته لاحقا، فإن دانز اعتبر أن الفكرة وُلدت ولا رجعة عنها. كذلك خلال إدارة ترامب الأولى، بنى دانز شبكة من المتعاونين داخل وكالات مختلفة، وجمع تقارير عن مدى مقاومة بعض الدوائر لسياسات الرئيس، خاصة في مجالات الهجرة، وتنظيم البيئة، والتعليم. بدأ يبلور رؤيته لمشروع يعيد تشكيل آليات تعيين وتدريب موظفي الدولة بالكامل، واعتبر أن تصحيح المسار يتطلب ثورة تنظيمية لا مجرد إصلاح إداري. وتبلورت لديه الفكرة المؤسسة لمشروعه الكبير؛ الموظفون هم السياسة، والسلطة تنبع من وجود الأشخاص المناسبين في الوظائف المناسبة. مشروع أميركا 2025 اعتبر بول دانز أن التجربة القصيرة التي قضاها في مكتب إدارة شؤون الموظفين لم تكن نهاية المطاف، بل بداية إدراك عميق لمشكلة أوسع، وهي أن الرئيس القادم، حتى لو كان جمهوريا، لن يتمكن من الحكم إذا لم يسبق وصوله خطة متكاملة لتطويع الدولة وتوجيهها. ولذا، بدأ بعد خروجه من إدارة ترامب الأولى في البحث عن منصة فكرية وتنظيمية تُمكِّنه من تحويل هذا الإدراك إلى مشروع عملي. وجد ضالّته في مؤسسة "هيريتيج"، واقترح على قيادتها تبني مبادرة تهدف إلى إعادة بناء الدولة الأميركية. لم يكن المشروع مَعنيا فقط بوضع السياسات، بل بتحديد مَن سيُطبِّقها، وكيف، وبأي أدوات. وهكذا وُلد مشروع "تفويض القيادة 2025" بوصفه منصة تنفيذية أيديولوجية. وفي يناير/كانون الثاني 2023، اجتمع 15 شخصا لمدة ثلاثة أيام في مؤسسة "هيريتيج"، للبدء في بناء الإدارة الجمهورية القادمة، أي قبل عامين من تولي الرئيس الجمهوري منصبه مجددا. كان هدف دانز واضحا: إنشاء إدارة مستعدة مسبقا، لا تُكرر أخطاء 2016، حين فاز ترامب دون أن يمتلك طاقما مؤهلا. أراد أن يتحول المشروع إلى "لينكد إن المحافظين"، وأن يُشكِّل ما يشبه جيشا من الكوادر العقائدية التي تسيطر على الدولة من الداخل. احتوى المشروع أربعة مكونات رئيسية: وثيقة سياسات: تألفت من أكثر من 900 صفحة، وأشرف على كتابتها نحو 400 خبير وباحث. وقد تناولت مجالات حكومية متنوعة، من وزارة العدل إلى التعليم، ومن السياسة الخارجية إلى الموازنات، مع توصيات تفصيلية حول ما يجب فعله في كل مؤسسة بدءا من اليوم الأول. قاعدة بيانات للمرشحين: أنشأ الفريق ما يُشبه بنك كفاءات يضم أكثر من 10,000 اسم، جُمعت من شبكات المحافظين. وخضع كل مرشح بجوار مهاراته لاختبارات أيديولوجية، وسُئل عن مواقفه من قضايا مثل الإجهاض، والتحول الجنسي، والولاء لترامب، بل وحتى موقفه من الانتخابات الرئاسية لعام 2020. أكاديمية القيادة المحافظة: أُنشئت برامج تدريبية قصيرة للمرشحين، لتلقينهم أسس "القيادة التنفيذية المحافظة"، مع دروس في استخدام سلطات الطوارئ، وفهم النظام الإداري، وكيفية مجابهة مقاومة البيروقراطية من الداخل. خطط تنفيذية مفصلة: لكل وكالة حكومية، وُضعت خطة تتضمن اليوم الأول، والأسبوع الأول، وأول 100 يوم، مع سيناريوهات جاهزة لمواجهة المعارضات القانونية أو الإعلامية. طموح المشروع لم يكن خفيا. فقد كتب دانز في مقدمة المشروع أن الغاية ليست مجرد تقديم توصيات، بل إعداد جيش إداري محافظ جاهز لتولّي مفاصل الدولة عند اللحظة الحاسمة. وقد وُصف المشروع في الصحافة الأميركية بأنه "أطلس انقلابي إداري"، مُصمَّم للاستيلاء على السلطة بطريقة قانونية، لكنه جذري في جوهره. في مقابلات إعلامية، أقرَّ دانز بأنه استلهم النموذج من خطة روزفلت في الثلاثينيات، التي نقلت البلاد نحو الدولة الاجتماعية الحديثة التي تقوم على هيمنة النخبة البيروقراطية وافتراض أن الشعب غير مؤهل لحكم نفسه، لكنه أراد عكسها عبر تفكيك الدولة الحديثة والعودة إلى ما يعتبره الفلسفة الأصلية للجمهورية الأميركية القائمة على إرادة الناخبين، وذلك عبر إلغاء وزارات كاملة مثل التعليم والطاقة والأمن الداخلي، وإخضاع الهيئات الحكومية المستقلة للبيت الأبيض، وتطهير الخدمة المدنية من غير الموالين، وتعزيز الدور الديني المسيحي في التشريع والسياسة العامة. عمل دانز في قلب هذه العملية، بصفته مدير المشروع، فتنقل بين ورش العمل، وأشرف على صياغة المعايير، وأكد في كل مناسبة أن هذا ليس مجرد تمرين فكري، بل خطة تعبئة سياسية وإدارية كاملة. وبذلك تحوّل المشروع من وثيقة على الورق إلى ماكينة تعيين وتدريب وتوجيه أيديولوجي، تهدف إلى بناء طبقة بيروقراطية محافظة تحل محل الطبقة الحالية. وفي عام 2022، أطلق دانز مشروع "تفويض القيادة 2025" من داخل مؤسسة "هيريتيج"، بدعم من رئيسها كيفن روبرتس. السقوط الخادع مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، بدأت حملة دونالد ترامب تدرك أن ارتباطها الوثيق بمشروع 2025 قد يُشكِّل عبئا انتخابيا. فقد بدأت وسائل الإعلام الرئيسية بتسليط الضوء على المشروع باعتباره انقلابا بيروقراطيا مغلفا بالشرعية، هدفه إنشاء دولة سلطوية يمينية. وكثرت المقارنات بين مشروع 2025 وأجندات الأنظمة الاستبدادية التي تستخدم الأدوات الإدارية لتصفية الخصوم. في هذا السياق، قررت حملة ترامب النأي بنفسها علنا عن المشروع. بدأت التصريحات تتوالى من المتحدثين باسم الحملة بأن الرئيس لا يعرف تفاصيل المشروع، ولم يشارك في صياغته، وأن "البيت الأبيض وحده هو مَن يضع السياسات". وزعم ترامب نفسه مرارا أنه لم يقرأ مشروع 2025، وأنه لا يعرف مَن يقف وراءه. ويبدو أن الهدف من هذه التصريحات كما أوردت أكثر من صحيفة أميركية هو امتصاص الانتقادات، خاصة من الناخبين المعتدلين والمستقلين، الذين أبدوا قلقا من الأفكار الجامحة الواردة في المشروع. لكن وراء الكواليس، وبحسب مراقبين، استمرت خطوط الاتصال. فالشخصيات التي أسهمت في صياغة مشروع 2025 كانت نفسها ضمن الفريق السياسي الذي يُعد لعودة ترامب إلى البيت الأبيض. وفُعِّلت قاعدة بيانات المرشحين، وبدأت فرق التقييم تُرسل توصياتها إلى الفريق الانتقالي غير الرسمي. في يوليو/تموز 2024، تحت ضغط بعد عدة مشاركات إعلامية استفزازية من بول دانز قال في أحدها: "نحن في خضم الثورة الأميركية الثانية، التي ستظل بلا دماء إذا سمح لها اليسار بذلك"، وهو التصريح الذي أثار ردود فعل واسعة مما دفع دانز للاستقالة من منصبه في مؤسسة "هيريتيج". لكنه أدرك أن الاستقالة ليست النهاية، بل لحظة مناسبة للانسحاب من الضوء، وترك البنية التي بناها تعمل من تلقاء نفسها، فقاعدة البيانات اكتملت، والكوادر تدربت، والخطة وُضعت. هكذا استمرت أفكار المشروع في الزحف إلى مراكز صنع القرار. وفي أول 100 يوم من ولاية ترامب الثانية، ظهرت بوضوح آثار مشروع 2025: إعادة تعريف النوع الاجتماعي والأسرة، ومحاولات تفكيك وزارة التعليم، وإعادة تفعيل "الجدول F" مما يسمح بإعادة تصنيف آلاف الموظفين المدنيين كمعينين سياسيين، بهدف تيسير فصلهم واستبدال موالين للإدارة بهم، وتعيين شخصيات أسهمت في صياغة المشروع في مناصب رفيعة مثل راسل فوغت رئيسا لمكتب الإدارة والميزانية، وجيمس برايد مديرا لمكتب الشؤون التشريعية، وبيتر نافارو مستشارا للرئيس للتجارة، وجون راتكليف مديرا لوكالة المخابرات المركزية. وفي المجمل، قدّر عدد من المراقبين أن إدارة ترامب نفذت أو بدأت في تنفيذ 153 من أصل 532 توصية تنفيذية واردة في المشروع. دانز نفسه، وإن غادر المنصب، ظل حاضرا في الخلفية. وفي مقابلات لاحقة، عبّر عن رضاه العميق قائلا: "ما يحدث الآن يفوق حتى أحلامي الجامحة. كنا نأمل نحن الذين عملنا على وضع مشروع 2025 أن يغتنم الرئيس المحافظ القادم الفرصة، لكن ترامب يغتنم كل دقيقة من كل ساعة"، وأكد دانز أن المشروع لم يكن خاصا بترامب، بل "بالمبادئ المحافظة التي تأخرت كثيرا في استعادة الدولة". مستقبل المشروع بعد أكثر من عامين على انطلاقه، بات من الواضح أن مشروع 2025 تجاوز كونه مجرد خطة لولاية رئاسية واحدة، بل أصبح بمنزلة مدرسة فكرية ومؤسسية داخل التيار المحافظ. وقد بدأت تظهر علامات التأثير بعيد المدى في أوساط الجمهوريين الشباب، خاصة أولئك الذين تلقّوا تدريبهم داخل الأكاديمية التي أسَّسها دانز. فهذا الجيل الجديد من المحافظين بات يتعامل مع وثيقة 2025 بوصفها دستورا موازيا للحكم التنفيذي، وهم يعتبرون أن الدولة الإدارية هي التحدي الأكبر أمام تنفيذ أي أجندة محافظة، وأن أدوات التغيير ليست في الكونغرس وحده، بل في مكاتب التوظيف، والميزانيات، واللوائح. في هذا السياق، تُطرح تساؤلات جدية داخل الحزب الجمهوري حول ما إذا كان المشروع قد يتحول إلى برنامج دائم لما بعد ترامب. فبينما يُنظر إلى ترامب بوصفه قائدا شعبيا مفجّرا، يُنظر إلى دانز بوصفه منظّرا بنى الركائز المؤسسية لتلك الشعبوية. وقد بدأت أصوات شبابية داخل الحزب الجمهوري تطالب بإضفاء طابع مؤسسي على المشروع، وتحويله إلى مؤسسة مستقلة تُدرّب القيادات وتنتج السياسات، تماما كما فعل الديمقراطيون في السبعينيات عبر معاهدهم البحثية. وهكذا فإن إرث بول دانز قد يكون أبعد مدى من مجرّد ولاية واحدة، إنه بداية لبناء طبقة بيروقراطية يمينية تعتقد أن الدولة يجب أن تُحكم من الداخل، وبعقيدة واضحة. الجدل حول دانز ومشروعه في الصحافة الليبرالية، وُصف دانز بأنه "الوجه البيروقراطي للسلطوية الأميركية الناشئة". مجلة "ذي أتلانتيك" خصصت له تحقيقا موسّعا تحت عنوان: "الرجل الذي يريد ترويض واشنطن"، وصوّرته مهندسا لانقلاب صامت يُنفذ بالأوامر التنفيذية وقواعد التعيين بدلا من الدبابات. أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقد حذرت من مشروع 2025 باعتباره محاولة لإحياء الحقبة المكارثية، مع مطاردة فكرية للموظفين غير الموالين. شخصية بول دانز نفسها أصبحت مادة للسجال. فهناك مَن يراه تكنوقراطيا عبقريا يقود ثورة إدارية من الداخل، وهناك مَن يُصوِّره منظّرا سلطويا يسعى لبناء دولة الحزب الواحد. ورغم أن مشروع 2025 مُصمَّم خصوصا لإعادة هيكلة الدولة الأميركية من الداخل، فإن صداه بدأ يتردد خارج الحدود. ففي أوروبا، رُصد اهتمام متزايد من قِبَل حركات يمينية محافظة بالمقاربة التي ابتكرها بول دانز، خاصة في المجر وبولندا، حيث تحدث ساسة وكتّاب عن أهمية "السيطرة على الدولة من الداخل" بدلا من الاكتفاء بالفوز بالانتخابات. في إسرائيل، عبّر بعض أعضاء حزب الليكود عن إعجابهم بفكرة "الجدول F"، بوصفه وسيلة لتطهير الجهاز البيروقراطي من خصوم الحكومة في القضاء والإعلام والحقل الأكاديمي. وظهر في الصحافة العبرية أكثر من تحليل يقارن بين سعي نتنياهو لتقييد المحكمة العليا، وما يقوم به دانز من تقييد للبيروقراطية الأميركية. كل هذا يشير إلى أن مشروع بول دانز، رغم جذوره المحلية، قد يصبح نموذجا للحكم اليميني الجديد، نموذج لا يسعى لتقويض الدولة، بل لاختراقها وإعادة توجيهها، عبر أدوات قانونية وإدارية. وفي عالم يشهد صعودا مستمرا لليمين، فإن أثر دانز قد يتجاوز حدود واشنطن بكثير.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية
وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشكر لدولة قطر، وقال إنها والاتحاد الأفريقي بذلا جهودا حثيثة في التنسيق والعمل من أجل تحقيق اتفاق سلام بين رواندا و الكونغو الديمقراطية. ووقّعت الدولتان الأفريقيتان اتفاق سلام مساء الجمعة في العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك بوساطة أميركية قطرية من أجل إنهاء صراع استمر نحو 30 عاما. وقال الرئيس الأميركي "أشكر قطر التي عملت بشكل وثيق معنا من أجل اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية". وأضاف أن "قطر عملت بلا كلل من أجل التوصل إلى اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية". وفي احتفال حضره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بمقر الوزارة وقّع وزيرا خارجية البلدين على الاتفاق الذي يتعهدان فيه بتنفيذ اتفاق تم توقيعه العام الماضي ويقضي بانسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو في غضون 90 يوما، وفقا لنسخة وقّعها بالأحرف الأولى فريقان فنيان الأسبوع الماضي. وأشاد روبيو بالتعاون مع دولة قطر وتحقيق إنجازات كبيرة. كما أشاد وزير خارجية رواندا أوليفييه ندوهونجيرهي بجهود دولة قطر من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين. من جانبها، أعربت وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية تيريز كاييكوامبا فاغنر عن امتنانها لدور قطر وجهود أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق. جاء ذلك خلال مراسم التوقيع على الاتفاق في واشنطن بحضور وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، علما بأن قطر كانت قد استضافت في مارس/آذار الماضي لقاء جمع الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره من الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي من أجل إنهاء القتال. وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن النزاع بين رواندا والكونغو الديمقراطية أضاع فرصا كثيرة، وذهب ضحيته كثيرون، وجاء الوقت اليوم لإنهائه. إعلان وأضاف ترامب "أنهينا للتو حربا دامت سنوات عديدة وأودت بحياة 6 ملايين شخص"، مؤكدا أن بلاده ستضغط كثيرا على البلدين من أجل تنفيذ اتفاق السلام "وستكون هناك عقوبات كبيرة في حال انتهاك هذا الاتفاق بين رواندا والكونغو الديمقراطية". ترحيب قطري من جانبه، قال وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي للجزيرة إن بلاده ترحب باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وإن هذا الاتفاق يأتي بعد جولات من المفاوضات عقد بعضها في الدوحة. وأضاف الخليفي أن قطر تأمل الالتزام بتنفيذ بنود هذا الاتفاق لخفض التصعيد وتعزيز فكرة أمن واستقرار منطقة البحيرات العظمى. وأعلنت الدولتان الأفريقيتان المتحاربتان -في بيان مشترك الأربعاء- أنهما وقّعتا بالأحرف الأولى على اتفاق ينهي النزاع في منطقة شرق الكونغو الديمقراطية. وتعاني هذه المنطقة الغنية بالموارد والواقعة على الحدود مع رواندا من أعمال عنف منذ 3 عقود، وقد تجددت منذ أن شنت جماعة "إم 23" المسلحة المناهضة للحكومة هجوما جديدا نهاية عام 2021. وكانت رواندا قد أرسلت ما لا يقل عن 7 آلاف جندي عبر الحدود -وفقا لمحللين ودبلوماسيين- لدعم حركة "إم 23" التي استولت على أكبر مدينتين شرقي الكونغو ومناطق التعدين المربحة، في تقدم خاطف بوقت سابق من هذا العام. وتقول الكونغو الديمقراطية إن رواندا تدعم هذه الحركة بإرسال قوات وأسلحة. في المقابل، لطالما نفت رواندا مساعدة "إم 23″، قائلة إن قواتها تتصرف دفاعا عن النفس ضد جيش الكونغو الديمقراطية ومليشيات الهوتو العرقية المرتبطة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.