
«نوادر النوادر من الكتب»... آخر مُنجزات عبدالكريم البابطين
وهذه الكتب التي تمثل ثروة معرفية قيّمة كانت مهددة بالضياع لقدمها، ولتعدد وتباعد أماكن إصدارها، وكان العثور على بعضها يحتاج إلى عمل شاق وإمكانات كبيرة.
«مآثر كثيرة»
وقام بهذا العمل الجليل رجل فذّ افتقدته الكويت والأمة العربية بتاريخ 21 رمضان 1446هـ الموافق 21 مارس 2025 بعد أن وضع نفسه وإمكاناته لخدمة وطنه وأمته، وأنجز خلال حياته مآثر كثيرة، كان منها هذه المكتبة القيّمة التي حرص على جمعها من مصادرها المختلفة وأهداها إلى مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ومن ضمنها آلاف من كتب النوادر التي تحمَّل في سبيل العثور عليها مبالغ كبيرة، وأسفاراً كثيرة في مختلف بقاع الأرض، واتصالات لا تهدأ، وبحثاً لا يكلّ عن أماكن وجودها.
«آخر التوصيات»
هذا الرجل هو الراحل عبدالكريم سعود البابطين (رحمه الله) الذي قدّم آخر توصياته للعلماء والقرّاء والمثقفين العرب من خلال تصديره لهذا العدد قائلا: «خلال مسيرة حياتي المديدة كانت هوايتي المفضلة هي اقتناء أوعية المعرفة من كتب مطبوعة ودوريات ومخطوطات، كنت أدرك أن الكتاب كنز معرفي، ووسيلة إرشاد، وخبرة إنسان مميّز يقدمها إلينا لكي تزداد البصيرة نفاذاً، ومن بين الكتب التي كنت أوليها اهتماماً خاصاً الكتب النادرة، وهي كتب تم طبعها في حقب سابقة، ولم تُعَد طباعتها فغدت مهيأة للضياع».
وأضاف «كنت أشعر أن جمع مثل هذه الكتب هو واجب قومي للحفاظ على تراث معرفي لا يقدّر بثمن، وبذلت كل جهدي وإمكاناتي لأقتني أكبر عدد منها من مختلف الأماكن وعلى مدى زمني طويل».
وسيبقى هذا العمل الجليل في سجل أعمال هذا الرجل يكسبه الرضا والمغفرة من ربّ العباد، بإذن الله تعالى.
«الثقافة العربية»
وهذا العدد كالأعداد السابقة نلمس من خلال ما احتواه من إصدارات الكثير من المحطات الفارقة في مسيرة الثقافة العربية في العصر الحديث.
ومن بين الكتب كتاب «المختصر في تاريخ البشر» وهو في الأصل عبارة عن مخطوطة ترجمها المستشرق الفرنسي جين جانيير إلى اللاتينية، وهو يتناول حياة سيدنا محمد ﷺ كما سجلها إسماعيل أبوالفداء مؤلف هذا الكتاب الذي نشر في أكسفورد عام 1723.
«المدرسة الأحمدية»
ومن الكتب التي تثير الاهتمام كتابان صدرا عن الكويت تظهر فيهما الرغبة في تحديث المجتمع، ففي محاورات المدرسة الأحمدية التي جرت بين طلاب هذه المدرسة سنة 1923 تبرز الرغبة القوية في الانعتاق من آراء دعاة الجمود والانغلاق وما أظهروه من عداء للمدرسة الحديثة المنفتحة على علوم الغرب وثقافته ولغاته، وفي كتاب «قانون النادي الثقافي القومي» نجد التطلع إلى إنشاء المؤسسات الحديثة التي تؤطر عمل الشباب وتهيئهم لخدمة مجتمعهم.
«قرة العين»
ويسلّط العدد الضوء أيضا على كتاب «قرة العين في تاريخ الجزيرة والعراق والنهرين» للمؤلف محمد بن رشيد السعدي، ونشر الكتاب عام 1907، وينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام: دجلة والفرات، الجزيرة ومدنها الشهيرة، العراق ومدنه الشهيرة، نبذة عن تاريخ العالم.
«يقظة العرب»
ومن الكتب القيّمة في هذا العدد كتاب «يقظة العرب» لجورج أنطونيوس المترجم عن اللغة الإنكليزية وهو يكشف عن كثير من الوقائع التي عاشها المؤلف بنفسه أو عثر عليها خلال البحث في أرشيفات الدول الغربية ويسجّل فيه الأحداث والوقائع المهمة في تاريخ العرب الحديث منذ بدء اليقظة وما حفل هذا التاريخ به من آمال وخيبات وانتصارات وهزائم.
والعدد حافل بالكتب الأخرى التي طبعت في باريس، وبومبي، وحيدر آباد، وبتافيا في أندونيسيا، مما يدل على الاهتمام بالكتاب العربي في عدة بلدان أوروبية وإسلامية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 8 ساعات
- الجريدة
بالمختصر: في زمن الكابتشينو... أين تبيت أرواحنا؟
في زمن الكابتشينو وشواحن الهواتف والسيارات، يرفع تمام بن حاتم رأسه، يتلفت ذات اليمين وذات الشمال، فلا يرى إلا أجساداً أنهكها الركض، تبحث عن قهوةٍ لا توقظ الروح، بل تسكّن القلق مؤقتاً. في يده جهاز ذكي، شُحن آلاف المرات حتى تعب من الشحن، ومع ذلك، لا يزال صاحبه يفتش عن «الترند»، يظن أن في آخر إشعار... معنى ما، أو حضوراً ما، أو نجاة. حتى السيارات لم تعد تنتظر طابور الوقود كما كنا نفعل. لقد غيّرت عاداتها، وباتت تبيت قرب محطات الشحن، أو تتغذى ليلاً من قابس كهربائي في ركن المنزل. لكن السؤال الحقيقي: أين تبيت أجسادنا؟ وأين تأوي أرواحنا؟ وأين تُشحَن عقولنا بعد هذا اليوم الطويل؟ وأين تُشحن الأرواح؟ تُشحن في بيوتٍ أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه، وفي قبلةٍ على يدٍ حانية، تعبت يوماً ما وهي تطعم وتنظف وتربي، وفي قبلة رأسٍ لأبٍ حمل العناء وسكت. وتُشحَن الأرواح في ركعة خاشعة... وفي طواف حول الكعبة، وفي سقيا شربة ماء، وفي رغيف يُمدّ لجائع، وفي ابتسامة تُهدي العزاء لمكلوم. الأرواح ليست بحاجة إلى كابل... بل إلى صلة. ليست بحاجة إلى طاقة كهربائية... بل إلى نورٍ من الداخل، من القلب، من الله. في الختام: في عالم صار كل شيء فيه قابلاً للشحن... لا تنس أن تشحن نفسك بما يُحييها لا بما يُثقلها، فبعض الشواحن تمدّك بطاقة... وبعضها يسرق منك عمرك دون أن تشعر.


المدى
منذ 13 ساعات
- المدى
بلدية صور وقيادة القطاع الغربي لـ 'اليونيفيل' نظمتا 'مهرجان المرأة والطفل'
نظّمت لجنة المرأة والطفل في بلدية صور وقيادة القطاع الغربي لـ 'اليونيفيل' بالتعاون مع الكتيبة الإيطالية، وبمشاركة العديد من وحدات قوات حفظ السلام، 'مهرجان المرأة والطفل' في ساحة القسم – مدينة صور، وسط حضور حاشد تقدمه النائب حسين جشي، المسؤول التنظيمي لحركة 'أمل' في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، قائد القطاع الغربي لـ 'اليونيفيل' العميد نيكولا ماندوليسي، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، نائب الرئيس علوان شرف الدين، رئيسة لجنة المرأة والطفل في البلدية الدكتورة رندا ابو صالح و أعضاء البلدية، قائد الكتيبة الإيطالية، قائد الكتيبة الكورية، ممثلة مؤسسات الإمام الصدر في صور الدكتورة مها أبو خليل وفاعليات اجتماعية وثقافية وأهلية. قدّمت الاحتفال الدكتورة أبو صالح، ودعت إلى دقيقة صمت عن أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا في الحرب، سائلةً الله أن يتغمّدهم بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان، 'ولا سيّما الأخ العزيز علي اسماعيل'. وأشادت بـ'أهمية المعرض ودوره في تمكين المرأة اقتصاديًا، لما له من أثر في دعم مشاركتها الفاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية'. كما شكرت قائد القطاع الغربي، العميد الركن مالديزي، لدعمه النشاط.


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
طارق العلي لـ «الراي»: «الخطر معهم»... على «خشبة السالمية»
- هذه الأفكار المميزة غالباً ما يكون وراءها المبدع الحملي بعد نجاحه تلفزيونياً كمسلسلٍ ينتمي إلى فئة «الأكشن» والدراما البوليسية، يعود «الخطر معهم» في العشرين من شهر أغسطس المقبل، إلى الجمهور الكويتي ومِنْ على خشبة مسرح نادي السالمية الرياضي، بفكرٍ وإخراجٍ جديدين للمخرج والفنان محمد الحملي، الذي يشارك في البطولة أيضاً إلى جانب كل مِنْ الفنان الدكتور طارق العلي، جمال الردهان، وعبدالله السلمان، بالإضافة إلى سلطان الفرج وميمي التميمي. وقال الفنان طارق العلي، لـ «الراي» إن مثل هذه الأفكار المميزة، غالباً ما يكون وراءها المبدع محمد الحملي، و«هو من الشباب الذين يُعجبني شغلهم وتفكيرهم. وكونه أخذ على عاتقه إعادة صُنع بعض الأعمال التي لاقت صدى كبيراً، فقد رحبت بفكرة تقديم (الخطر معهم) كمسرحية». ولفت العلي، إلى أن الأبطال الذين شاركوا في مسلسل «الخطر معهم» قبل 25 عاماً، هم أنفسهم سيتولون البطولة في المسرحية «طالما أنهم على قيد الحياة... أطال الله في أعمارهم». وأكد العلي، أنه لا يعلم حتى هذه اللحظة، كيف سيقوم الحملي بتنفيذ الفكرة على خشبة المسرح، خصوصاً أن العمل يتطلّب إمكانات خاصة، مستدركاً بالقول: «ولكنني أثق بقدراته ورؤيته كمخرج، ولو شاهدتم إعلان المسرحية الذي قام بتنفيذه لرأيتم بصمته الإبداعية بوضوح». وختم العلي، بالقول: «إن شاء الله سنقدم عملاً جميلاً يحوي ذكريات حلوة، وطبعاً (الخطر معهم) يلامس ذكريات الناس الذين شاهدوه في تلك الفترة وأحبوه، وأتمنى أن نقدم مسرحية كوميدية خفيفة، فيها تلك الروح التي حملها المسلسل».