logo
ترامب وخامنئي.. وضرورات السياسة المعقدة!

ترامب وخامنئي.. وضرورات السياسة المعقدة!

النهارمنذ يوم واحد
لم تكن تدوينة عابرة تلك التي كتبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة الفائت، 27 تموز/يوليو، عبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، والتي قال فيها: "كنت أعلم تماماً مكان وجود خامنئي، ولم أسمح لإسرائيل، أو للقوات المسلحة الأميركية – الأقوى والأعظم في العالم – بإنهاء حياته"، مضيفاً: "لقد أنقذته من موت بشع ومُهين، ولا يتوجب عليه أن يشكرني ويقول: شكراً، الرئيس ترامب".
هذا الموقف السياسي العلني – الصريح، أتى بعد الخطاب الأخير لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، والذي اعتبره ترامب "بياناً مليئاً بالغضب والكراهية"، على حد وصفه، معلناً أنه "تم التخلي فوراً عن كل جهود رفع العقوبات"، مشدداً أنه على "إيران أن تعود إلى مسار النظام العالمي، وإلا فإن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة إليها".
هذا الخطاب من المرشد الإيراني يبدو أنه أغضب ترامب الذي يتعرض لجملة مما يعتبرها أنصاره حملات ممنهجة في الداخل الأميركي، تشكك في جدوى الضربات العسكرية الأميركية التي طالت المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما دفع ترامب إلى الهجوم على وسائل إعلام مثل "نيويورك تايمز" و"CNN" ووصف ما تبثه من أخبار بأنها مزيفة.
الرئيس ترامب شخصية لا تحب أن تلطخ صورتها، أو يظهر في مظهر الضعيف، ولذا فإن تزامن خطاب المرشد خامنئي مع التقارير الإعلامية الأميركية وأحاديث عدد من النواب الديموقراطيين، دفعت إلى أن يكون رد ترامب "مباشراً" تجاه علي خامنئي، على رغم معرفة الطرفين بأن لا خيار أمامهما إلا الديبلوماسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والوصول إلى اتفاقية ترسي الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا الأمر يتطلب وجود شخصية سياسية لها كلمتها في إيران، وتفرض التسوية على مختلف الأطراف الداخلية، وتحديداً المتشددين، وليس هنالك في الأفق حالياً أكثر من المرشد خامنئي الذي بمقدوره أن يعطي الضوء الأخضر للمضي قدماً باتفاق كهذا، لأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لا يمتلك الصلاحيات الدستورية الكافية ولا الهالة الدينية والمشروعية التاريخية التي تجعله يفرض ذلك على رفاق "الثورة" في حال تم التوصل إلى اتفاق ما مستقبلاً.
إن ما تعرضت له إيران من ضربات عسكرية إسرائيلية وأميركية، والخسائر الفادحة في قياداتها وبرنامجها الصاروخي ومفاعلاتها النووية، أحدث جرحاً وطنياً غائراً، وأضر بهيبة الجمهورية الإسلامية أمام الرأي العام الخارجي، والأهم صورتها أمام شعبها، بحيث باتت تبدو أقل قدرة على مواجهة ما يجري، ودفاعاتها الجوية غير فعالة، على رغم ما أحدثته إيران من أضرار بليغة في عدد من المدن الإسرائيلية.
هذا الاهتزاز الذي أصاب الكبرياء الوطني الإيراني، لا يمكن الخروج منه إلا بقرار جريء، ولا توجد شخصية تمتلك القدرة على اتخاذ هذا القرار إلا المرشد علي خامنئي، ولذا فإن بقاءه على قيد الحياة يمثل أمراً مهماً لأنه من دون ذلك، لن يجرؤ أي زعيم إيراني مهما كانت شعبيته على أن يوقع أي اتفاق مقبل بين واشنطن وطهران، وربما ينظر له لدى الشعب بوصفه استسلاماً.
هنالك جانب آخر، يتعلق بالأمن في الشرق الأوسط، فاغتيال علي خامنئي لو حصل أثناء الحرب، كان من المحتمل أن يقود إلى موجة من الفوضى والعنف، خصوصاً إذا نفذت الفصائل المسلحة التابعة لـ"محور المقاومة" تهديداتها. فهذه الفصائل على رغم ما تعرضت له من خسائر كبيرة، قادرة على إحداث الفوضى، واستهداف مصافي النفط والأهداف الحيوية والمدنية.
وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وإيران الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب هو خطوة من المهم دعمها والبناء عليها، والدفع بالديبلوماسية لتكون هي الأساس في المرحلة المقبلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: إسرائيل وافقت على 'الشروط اللازمة' لإبرام هدنة في غزة لمدة 60 يوماً
ترامب: إسرائيل وافقت على 'الشروط اللازمة' لإبرام هدنة في غزة لمدة 60 يوماً

سيدر نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • سيدر نيوز

ترامب: إسرائيل وافقت على 'الشروط اللازمة' لإبرام هدنة في غزة لمدة 60 يوماً

Reuters قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الثلاثاء، إن إسرائيل 'وافقت على الشروط اللازمة لإبرام' وقف لإطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة 60 يوماً في غزة. وأشار ترامب إلى أنّ القاهرة والدوحة ستعملان على إنجاز الصياغة النهائية لهذا المقترح. 'آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا'، يضيف ترامب. وجاء في منشور ترامب عبر منصته تروث سوشال عقب اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في واشنطن أن 'إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإبرام وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه المدة سنعمل مع كل الأفرقاء من أجل إنهاء الحرب'. EPA ومنذ ساعات، أكد ترامب أنه سيكون 'حازماً جداً' مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغية التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك قبل أيام من استقباله نتنياهو في واشنطن. وجاء حديث ترامب، خلال رده على سؤال عن الموقف الذي سيعتمده إزاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة الإثنين لواشنطن. وقال نتنياهو في مستهل اجتماع حكومي الثلاثاء، إن 'الاستفادة من النجاح لا تقل أهمية عن تحقيق النجاح نفسه'. من جانبه، قال القيادي في حماس طاهر النونو لفرانس برس إن الحركة 'جادَّة وجاهزة للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى'. وأضاف النونو أن القائمين على المفاوضات 'مستعدون للموافقة على أي مقترح في حال كان هذا المقترح يؤدي إلى إنهاء الحرب، أي وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع'. نسخة 'محسّنة' وأجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مباحثات في واشنطن الثلاثاء مع عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض. وقال مسؤول إسرائيلي إنه من المقرر أن يجتمع ديرمر الثلاثاء مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس. وتحدث مصدر مطّلع على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار عن احتمالات حقيقية لتحقيق'اختراق قريب' فيها وأنه قد تصدر من واشنطن تصريحات رسمية عن استئناف المفاوضات خلال الأيام المقبلة، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية. وكشف المصدر أن النقاشات تتركّز حالياً حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، والصياغات التي ستُقدَّم لحركة حماس بشأن 'إنهاء الحرب'. والمقترح المطروح حالياً هو نسخة 'محسّنة' من خطة ويتكوف، وتشمل في مرحلتها الأولى إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء، يتبعهم اثنان آخران في اليوم الخمسين. كما تُبذل جهود لصياغة بند يمنح حماس ضمانات بعدم استئناف الحرب من قِبل إسرائيل، من دون أن يتضمّن إنهاء رسمياً للحرب. Reuters الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق عملياته في غزة. وجاء تكثيف العمليات بعد تزايد المطالبات بوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ نحو 21 شهراً. وقال الجيش في بيان منفصل صباح الثلاثاء إنه 'وسّع نطاق عملياته إلى مناطق إضافية داخل قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وقضى على عشرات المسلّحين، وفكّك مئات من مواقع البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها'. وقال رأفت حلس (39 عاماً) من حي الشجاعية في مدينة غزة إنّ 'القصف والغارات تضاعفوا في الأسبوع الأخير'، وإن الدبابات 'مستمرة في التوغل'. وأفاد عامر دلول (44 عاما) من مدينة غزة أيضا بتصاعد حدة الاشتباكات. وقال لفرانس برس إنه اضطر هو وعائلته إلى الفرار من حيث كانوا فجر الثلاثاء لأن 'إطلاق النار وصل إلى الخيمة وصرنا معرضين للموت بأي لحظة'. وفي مدينة رفح جنوبا، قال محمد عبد العال (41 عاماً) إن 'الدبابات موجودة في معظم رفح، لا أحد يستطيع الوصول إلى معظم مناطق رفح خاصة الشرقية لأن الجيش يطلق النار فوراً'. Reuters أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن 16 شخصاً على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات. وردّا على استفسار لفرانس برس، قال الجيش إن قواته 'أطلقت طلقات تحذيرية لإبعاد مشتبه بهم اقتربوا من القوات'، مشيرا إلى أنه ليس على علم بوقوع إصابات لكنّه سيدقّق في الحادث. الاثنين، طالبت مجموعة تضم 169 منظمة إغاثية بوقف آلية توزيع المساعدات من قبل 'مؤسسة غزة الإنسانية' المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد التقارير شبه اليومية عن مقتل فلسطينيين قرب مراكزها منذ بدء عملياتها أواخر مايو/أيار الماضي. ودعت المنظمات للعودة إلى آلية إيصال المساعدات التي كانت تقودها الأمم المتحدة حتى مارس/آذار، حين أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع. وسمحت إسرائيل بدخول كميات ضئيلة من المساعدات بعد نحو شهرين من ذلك، وتوزّعها 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي رفضت المنظمات الدولية التعاون معها. من جانبها، نفت المؤسسة مسؤوليتها عن القتلى قرب نقاط التوزيع، وهو ما يناقض أقوال شهود والدفاع المدني. وأعرب الصليب الأحمر عن 'قلق عميق' إزاء توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنها تشعر 'بقلق عميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة وفي جباليا (شمال)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال الساعات الست والثلاثين الماضية'. من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن الغارة التي شنتها مقاتلاته على استراحة ومقهى إنترنت الاثنين وقال إنها استهدفت 'عددا من إرهابيي حماس'، تخضع لـ 'المراجعة'. وكان الدفاع المدني أعلن الاثنين أن قصفاً جوياً إسرائيلياً أوقع 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في استراحة كانت مكتظة بالعشرات على شاطئ مدينة غزة.

صدمة جديدة... قرار ترامب قد يودي بحياة أكثر من 14 مليون شخص!
صدمة جديدة... قرار ترامب قد يودي بحياة أكثر من 14 مليون شخص!

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

صدمة جديدة... قرار ترامب قد يودي بحياة أكثر من 14 مليون شخص!

أكد بحث نُشر في مجلة "لانسيت" الطبية أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخفض معظم التمويل الأميركي للمساعدات الإنسانية الخارجية قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030، منهم ثلث الأطفال الذين يواجهون خطر الوفاة المبكرة. وذكر ديفيد راسيلا، أحد المشاركين في إعداد التقرير، أن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل ستتعرض لصدمة تفوق حجمها جائحة عالمية أو نزاعاً مسلحاً كبيراً. وأوضح أن تخفيضات تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) قد تعرقل التقدم الصحي الذي تحقق خلال العقدين الماضيين في هذه البلدان. وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد أعلن في مارس 2025 أن أكثر من 80% من برامج الوكالة قد أُلغيت، في إطار توجه إدارة ترامب للحد من الإنفاق الخارجي تحت شعار "أميركا أولاً". وأشرف إيلون ماسك خلال تلك الفترة على تقليص القوى العاملة الفيدرالية، مما أثار جدلاً واسعاً حول هذه التخفيضات. ويشير التقرير إلى أن تمويل الوكالة الأميركية ساهم في إنقاذ أكثر من 90 مليون حياة في الدول النامية بين 2001 و2021. لكن تخفيض التمويل بنسبة 83%، كما أعلنه روبيو، قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون حالة يمكن تجنبها، بما في ذلك أكثر من 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة. وصدرت هذه الدراسة بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في إشبيلية، الذي يعد الأكبر من نوعه خلال عقد، والذي لا تتوقع الأمم المتحدة حضور الولايات المتحدة فيه. وتعد الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الإنسانية عالمياً، إذ أنفقت 68 مليار دولار في 2023، وسبق أن أثارت تخفيضات الميزانية الأميركية خطوات مماثلة لدى دول كبرى أخرى كالمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وقد أدانت منظمات إنسانية هذه التخفيضات بشدة، حيث وصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه "أسوأ تقليص تمويلي في تاريخ العمل الإنساني الدولي". ورغم بقاء نحو ألف برنامج أميركي تحت إدارة وزارة الخارجية وبالتشاور مع الكونغرس، فإن الوضع الميداني يتدهور، مع استمرار آلاف اللاجئين في معاناة الجوع وسوء التغذية، كما رصدت تقارير أممية حالات كارثية في مخيمات اللاجئين في كينيا وغيرها. يبقى أن قرار ترامب والتخفيضات المرتبطة به يهددان بإعادة إنتاج أزمات إنسانية عميقة، مع تأثيرات مدمرة على الفئات الأكثر ضعفاً في العالم.

ترامب والإعلام: علاقة إلى انهيار
ترامب والإعلام: علاقة إلى انهيار

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

ترامب والإعلام: علاقة إلى انهيار

شهدت علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوسائل الإعلام الأميركية تحولات درامية خلال مسيرته السياسية، لكنها بلغت ذروتها من التوتر في أعقاب ما اعتُبر "فضيحة استخبارية" عقب العملية الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية. لم يعد الخلاف مع الإعلام مجرد تراشق لفظي، بل تحوّل إلى صدام وجودي حول المصداقية والنفوذ والحق في رواية الحدث. وسائل الإعلام ركزت على سؤال واحد: هل خُدع ترامب، أم حاول خداع العالم؟ وفي كلتا الحالتين كان من المؤكد أن مصداقيته ستتضرّر بشدة. الأزمة لم تعد مجرد خلاف مع الصحافة، بل أصبحت صراعاً على الحقيقة ذاتها.كان ترامب حريصاً على تصوير الضربة الجوية ضد منشآت فوردو وأصفهان ونطنز النووية بوصفها ضربة قاصمة قضت نهائياً على الطموح النووي الإيراني. وقدّم العملية على أنها تتويج لعبقريته السياسية والعسكرية، ونشر على منصّته 'تروث سوشال' تغريدات احتفالية تتباهى بما تحقق.لكن المفاجأة جاءت من الداخل الأميركي ذاته، ومن قلب المؤسسات التي لطالما هاجمها: قناة "CNN"وصحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، فقد تسرّب تقرير استخباري بالغ السرية أعدته ...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store