
تراجع التمويل الأمريكي في الشرق الأوسط: ما هي البدائل؟ – DW – 2025/7/21
قال مدير مشروع في سوريا لـ DW حول تخفيضات التمويل الأمريكي: " لا أحد يملك تصورًا دقيقًا عما يحدث حاليًا. ورغم عدم توقف الدعم بالكامل حتى الآن، فإننا نستمر في الإنفاق على أمل ألا يتوقف التمويل كليًا.
وفي بغداد، قال مؤسس شبكة الصحفيين العراقيين: "ما زلنا لا نعرف إذا كنا سنحصل على التمويل الذي وُعدنا به هذا العام. قد لا نستطيع دفع رواتب بعض صحافيينا، ونعمل الآن على التواصل مع منظمات أخرى لتعويض النقص، وطلب المصدران عدم الكشف عن هويتيهما خشية الانتقادات من الجهات المانحة.
وليس هذا الوضع مقتصرًا على جهة واحدة، فمع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهد التمويل الأمريكي للمساعدات الإنمائية الرسمية (ODA) تراجعًا كبيرًا.وتعرّف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المعروفة بالمساعدات الخارجية.
وتعد هذه الأموال بأنها " مساعدات حكومية تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة في الدول النامية، مع التركيز على هذه الدول بشكل خاص". ويمكن أن تكون هذه المساعدات من دولة إلى أخرى مباشرة، أو متعددة الأطراف، حيث تجمع منظمات مثل الأمم المتحدة الأموال لتوزيعها. وقد ذكر الخبراء أن تخفيضات الميزانية في الولايات المتحدة وُصفت بـ«الفوضوية»، وكان تقليل حجم المساعدات الإنمائية الرسمية أمرًا مستمرًا حتى قبل ذلك.
ففي عام 2024، انخفضت هذه المساعدات عالميًا بأكثر من 7%، حيث قلصت دول أوروبية كبيرة والمملكة المتحدة أيضًا دعمها، ووجهت جزءًا أكبر من ميزانياتها إلى النفقات الدفاعية. وكان العام الماضي هو الأول منذ نحو 30 عامًا الذي شهدت فيه جهات مانحة رئيسية مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تراجعًا واضحًا في حجم مساعداتها الإنمائية الرسمية.
في عام 2023، حصلت دول الشرق الأوسط على حوالي 7.8 مليار دولار (6.7 مليار يورو) من أصل 42.4 مليار دولار (36.3 مليار يورو) أنفقتها الولايات المتحدة في ذلك العام.
وبسبب هذا، كتب ليث العجلوني، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، في مارس/آذار: "ستشعر دول الشرق الأوسط بشدة بتأثير خفض المساعدات الأمريكية، لأن شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين ما زالوا يعتمدون كثيرًا على هذه المساعدات لتلبية احتياجاتهم العسكرية والاقتصادية."
وأوضح الباحث ليث العجلوني أن الولايات المتحدة، خلال الفترة من 2014 إلى 2024، تعهدت بتقديم نحو 106.8 مليار دولار لدول المنطقة. حصلت إسرائيل على ما يقل قليلاً عن ثلث هذا المبلغ، على الرغم من أن معظم هذه الأموال خُصصت لأغراض عسكرية. أما بقية الدول، فكان الدعم الأميركي يشكل جزءًا كبيرًا من دخلها القومي.
يقول العجلوني إن تمويل الطوارئ الخاص بالغذاء والماء في السودان، والأدوية في اليمن، وتغذية الأطفال في لبنان، بالإضافة إلى مخيمات النازحين في سوريا، بما في ذلك العائلات التي يُزعم ارتباطها بتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، جميعها معرضة للخطر.
وشدد العجلوني على أن دولاً أخرى مثل الأردن ومصر تعتمد بشكل كبير على التمويل الأجنبي لتحقيق "التنمية الاقتصادية" وللمساعدة في دعم اقتصاداتها المتعثرة، فيما تظل حجم الخسائر المحتملة بسبب خفض المساعدات غير واضح، لكن باحثين في مركز التنمية العالمية في واشنطن قدروا التداعيات ورجحوا أن بعض الدول ستفقد مبالغ كبيرة من المساعدات بسبب اختلاف الجهات المانحة الرئيسية لها، فيما قد تفقد دول أخرى قدراً يسيراً فقط.
على سبيل المثال، من المتوقع أن تشهد اليمن انخفاضًا بنسبة 19% في مساعداتها الإنمائية الرسمية بين عامي 2023 و2026. وفي عام 2025، كانت أكبر ثلاث جهات مانحة لها عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) هي المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
من ناحية أخرى، قد يخسر الصومال ما يصل إلى 39% من مساعداته، وكانت الجهات المانحة الرئيسية عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
قال فينتشنزو بوليتينو، مدير برنامج المجتمعات الصامدة في المبادرة الإنسانية بجامعة هارفارد في بوسطن، لـ DW: "من الواضح أن العجز في تمويل المساعدات لن يُسد على المدى القصير". وأضاف: "أما على المدى المتوسط والطويل، فمن المرجح أن يكون هناك مزيج متنوع من أشكال المساعدات".
ويتوقع بوليتينو أن يشمل ذلك عددًا أكبر من الدول "التي تقدم المساعدات والمساعدات الإنمائية بما يتناسب مع أهدافها السياسية". وقد أعلنت الوكالة الروسية الرئيسية للتعاون الدولي، ، مؤخرًا أنها ستعيد تنظيم نفسها لتصبح أشبه بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وستفتح فروعًا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ولكن، بميزانية سنوية لا تزيد عن 70 مليون دولار،و تُعد ميزانية صغيرة نسبيًا.
فيما يُطرح المال الصيني كبديل محتمل للتمويل الأمريكي والأوروبي، حذّر خبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية – وهو مركز أبحاث أمريكي – في يوليو/تموز من أن الصين قد رسّخت مكانتها بالفعل كأكبر منافس للولايات المتحدة في مجال التنمية العالمية."
لكن يشير الخبراء إلى أن الصين ليست مهتمة كثيرًا بالشرق الأوسط، بل هي أكثر نشاطًا في جنوب شرق آسيا وأفريقيا. ويوضح بوليتينو: "لم تلعب روسيا ولا الصين دورًا هامًا تقليديًا في نظام المساعدات الإنسانية الدولي، ومن غير المتوقع أن يتغير ذلك في وقت قريب".
يقول ماركوس لوي، الأستاذ ومنسق أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الألماني للتنمية والاستدامة (IDOS)، إنه من المرجح أن تكون دول الخليج الغنية هي الجهات المانحة الرئيسية في الشرق الأوسط.على مدار العقدين الماضيين، كانت أربع دول خليجية — المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت ـ جهات مانحة دولية مهمة.
وقال لوي لـ DW: "على سبيل المثال، تقدم المملكة العربية السعودية دعمًا كبيرًا لسوريا، كما دعمت لبنان بشكل واسع، وهم مستعدون بالتأكيد لتحمل جزء كبير من تكاليف إعادة الإعمار في غزة، شرط وجود اتفاق مقبول لوقف إطلاق النار".
نادرًا ما تخصص أموال خليجية للصناديق التي تديرها الأمم المتحدة، إذ تكون معظم المساعدات ثنائية مباشرة بين دولة وأخرى، لأن دول الخليج تميل إلى استخدام مساعداتها الإنمائية الرسمية بشكل عملي أكثر، أي كأداة دبلوماسية ترتبط بأهداف السياسة الخارجية .
كتب خالد المزيني، الأستاذ في جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، في تحليل حديث: "يميل متلقو المساعدات الذين يُعتبرون ذوي أهمية سياسية لدى المانحين الخليجيين إلى تلقي المزيد من المساعدات". فعلى سبيل المثال، رغم شنّ السعودية والإمارات حربًا على أجزاء من اليمن منذ عام 2015، إلا أنهما كانتا أكبر المانحين للبلاد.
لكن كما يشير بوليتينو، فإنالمساعدات الإنسانيةليست مخصصة لأغراض سياسية، وهذا يتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية للحياد والنزاهة.
ويضيف بوليتينو: المشكلة الأساسية في استخدام المساعدات كأداة تكمن في أنها قد تكون محفزًا للصراع والعنف بقدر ما تكون مصدرًا للسلام والأمن". ويشير إلى "مؤسسة غزة الإنسانية" كمثال، حيث أدى تقديم "المساعدات الإنسانية" للمدنيين الجائعين إلى مقتل مئات الفلسطينيين.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 5 ساعات
- DW
حوار رسمي سوري إسرائيلي بوساطة أمريكية بهدف احتواء التصعيد – DW – 2025/7/26
ذكر تلفزيون حكومي سوري أن مسؤولين سوريين وإسرائيليين تحادثوا في باريس بوساطة أمريكية حول احتواء التصعيد بجنوب سوريا، من دون اتفاقات نهائية، بل تم الاتفاق على مواصلة الحوار بهدف تثبيت الاستقرار واحتواء التوتر. أعلن مصدر دبلوماسي سوري أن اللقاء الذي جمع في باريس وفدين سوريا وإسرائيليا بوساطة أمريكية تطرق إلى إمكانية تفعيل اتفاقية فض الاشتباك و"احتواء التصعيد"، من دون أن يسفر عن "اتفاقات نهائية"، مشيرا إلى لقاءات أخرى ستعقد مستقبلا، وفق ما نقل التلفزيون السوري الرسمي. وكان مصدر دبلوماسي في دمشق أفاد وكالة فرنس برس الخميس بأن اجتماعا غير مسبوق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بينما أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك في منشور على إكس أنه التقى بالسوريين والإسرائيليين في باريس. ونقلت القناة السورية الرسمية عن المصدر الدبلوماسي قوله إن "الحوار الذي جمع وفدا من وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة مع الجانب الإسرائيلي جرى بوساطة أمريكية وتمحور حول التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري". وتابع أن "اللقاء لم يسفر عن أي اتفاقات نهائية، بل كان عبارة عن مشاورات أولية تهدف إلى خفض التوتر وإعادة فتح قنوات التواصل في ظل التصعيد المستمر منذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2025". وقال إن الحوار تطرق إلى إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك" لعام 1974، "بضمانات دولية، مع المطالبة بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدمت إليها مؤخرا". وعُقد اللقاء في أعقاب أعمال عنف في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية اندلعت في 13 تموز/يوليو 2025 وأسفرت عن أكثر من 1300 قتيل الجزء الأكبر منهم من الدروز. وبدأت باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو وتطورت إلى مواجهات دامية تدخلت فيها القوات الحكومية ثم إسرائيل التي شنت ضربات على مقار رسمية في دمشق. وتؤكد إسرائيل أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية، وبوجود عسكري في جنوب سوريا. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وبحسب المصدر الدبلوماسي الذي نقلت عنه القناة الرسمية السورية، فقد شدد الوفد السوري خلال اللقاء أن "وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض، وأن السويداء وأهلها جزء أصيل من الدولة السورية، لا يمكن المساس بمكانتهم أو عزلهم تحت أي ذريعة". وتم الاتفاق في ختام اللقاء على "عقد لقاءات جديدة خلال الفترة المقبلة، بهدف مواصلة النقاشات وتقييم الخطوات التي من شأنها تثبيت الاستقرار واحتواء التوتر في الجنوب"، وفقا للمصدر نفسه. وكان مصدر دبلوماسي في دمشق أفاد فرانس برس بأن لقاء مباشرا عقد في 12 تموز/يوليو 2025 بين مسؤول سوري وآخر إسرائيلي على هامش زيارة أجراها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى أذربيجان. ومنذ وصولها إلى السلطة في ديسمبر/ كانون الأول 2024 أقرت السلطات الانتقالية بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنت الدولة الإسرائيلية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة الأسد من الرئاسة. وتربط دمشق هدف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وخصوصا من ناحية وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.


DW
منذ 7 ساعات
- DW
إبستين ـ معركة كسر عظام مؤلمة تُربك حسابات دونالد ترامب – DW – 2025/7/26
في زمن ما، عاش دونالد ترامب جنبا لجنب مع جيفري إبستين في بالم بيتش تربطهما على ما يبدو علاقة مودة، باتت تكلفتها اليوم باهضة، إذ تُجبر ترامب على خوض معركة ضارية، تَحمل كل يوم مفاجئات مُدوية، تُربك حسابات الرئيس الأمريكي. لا تزال فضيحة الاعتداءات الجنسية المتعلقة بجيفري إبستين وارتباطاتها بالنخب الأمريكية، تتفاعل يوما بعد آخر، فيما يشبه زلزالا سياسيا يهز المجتمع السياسي والإعلامي في واشنطن، خصوصا وأن مركز الارتدادات ينبع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي يزداد الضغط عليه بشكل مطرد، ليس فقط من قبل خصومه السياسيين، ولكن أيضا من طرف قاعدته الانتخابية وخاصة جماعة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا" المعروفة باسم "ماغا". قوة ارتدادات هذه الفضيحة ظهرت في ارتباك رد فعل ترامب الذي رفع دعوى قضائية ضد صحيفة "وول ستريت جورنال" يطالبها فيها بتعويض قدره عشرة مليارات دولار، على خلفية تقرير نشرته الصحيفة، وذكرت فيه أن ترامب كتب لإبستين عام 2003 رسالة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده تضمنّت تعبيرات فيها إيحاءات، وتحدث فيها عن "سرّ". غير أن ترامب نفى صحة الرسالة، واعتبر ما يحدث مجرد "حملة مطاردة سياسية". ويذكر أن إبستين وُجد ميتًا في زنزانته بسجن مانهاتن عام 2019. وقد وُجّهت إليه تهم استغلال العديد من الفتيات والنساء الشابات القاصرات وإتاحتهن لشخصيات مشهورة. فهل كان ترامب ضمن تلك الشخصيات؟ بهذا الصدد كتبت صحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية الواسعة الانتشار (24 يوليو/ تموز 2025) معلقة "باتت الولايات المتحدة مهووسة فعلا بالكشف عن خبايا قضة إبستين والسبب في ذلك هو دونالد ترامب نفسه. فقد وعد الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية بنشر جميع الملفات المتعلقة بالقضية، بما في ذلك "قائمة الزبائن" الغامضة لإبستين، والتي يُفترض، وفقاً لرؤية جماعة "ماغا"، أنها تضمّ بالأساس شخصيات ديمقراطية بارزة. لكن ترامب لم يفِ بوعده. (..) فهو يتهم باراك أوباما بمحاولة "انقلاب" وينشر وثائق سرية عن اغتيال مارتن لوثر كينغ، لكن كل ذلك لا يجدي نفعاً: أمريكا تريد الحديث عن ماضي ترامب مع إبستين. بعض التفاصيل حول ذلك معروفة منذ سنوات: كلا الرجلين كانا صديقين مقربين، رغم أن ترامب يحاول تصوير ذلك كمعرفة سطحية ليس إلا". تسليط الضوء على العلاقة التي كانت تربط ترامب مع إبستين جاء بعدما ندد الرئيس الأميركي بالتقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال". وتشير عدة وقائع إلى أن ترامب الذي كان قطب عقارات ورجل أعمال معروف، كان يعرف إبستين الذي كان بدوره معروفا كخبير في إدارة الأموال منذ التسعينيات. وهناك صورة انتشرت للرجلين تظهرهما وهما يضحكان عام 1992 مع مشجعات اتحاد كرة القدم الأميركية في منتجع مارالاغو الذي يملكه ترامب في فلوريدا. وفي السنة نفسها، حل إبستين ضيفا وحيدا عند لترامب في مسابقة "فتاة التقويم" التي استضافها الأخير وشاركت فيها أكثر من عشرين فتاة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز". كما استقل ترامب طائرة إبستين الخاصة ما لا يقل عن سبع مرات في التسعينات وفق نفس التقرير، وهو ما نفاه ترامب بشكل قاطع. وعلاوة على هذه العلاقة الغامضة بين الرجلين، سبق وأن اتهمت حوالى عشرين امرأة ترامب بسوء سلوك جنسي. وفي عام 2023، أدين بالاعتداء الجنسي على الصحافية الأميركية إي. جين كارول في محاكمة مدنية. وظهرت العلاقة الوطيدة بين ترامب وإبستين في مقال في "نيويورك ماغازين" عام 2002 وصف فيه ترامب صديقه بأنه "رجل رائع" واستطرد في مدحه قائلا "إنه شخص مرح جدا. يُقال إنه يحب النساء الجميلات مثلي، وكثير منهن أصغر سنا". غير أن الأكيد أيضا أن العلاقة بين الرجلين انقطعت فجأة عام 2004 حينما تنافسا على شراء عقار في فلوريدا ظفر به ترامب في نهاية المطاف. عودة هذه التفاصيل الجديدة / الجديدة القديمة تسببت في ازعاج كبير لترامب ولسردية خطابه الشعبوي أمام حتى مناصريه. وبهذا الصدد كتب موقع "تاغسشاو" التابع للقناة الألمانية الأولى (16 يوليو/تموز 2025) معلقا "قال ترامب إنه لا يفهم الجاذبية والاهتمام بقضية إبستين بالنسبة لمؤيديه. وأضاف أنه يعرف محتويات ملفها ووصفها بأنها "قذرة لكنها مملة" واستطرد الموقع ساخرا "حكايات المؤامرة والوعود بالشفافية حول ما يُزعم أنها شبكات سرية في أجهزة الدولة الأمريكية هي التي أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. والمفارقة اليوم هو أن هذا ما يهدد بالانتقام من حزبه ومنه شخصياً." فضيحة تبدو ككرة ثلج متدحرجة، ففي آخر تطور، أفادت وسائل إعلام أمريكية (23 يوليو/تموز 2025) بأن وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي أبلغت الرئيس في وقت سابق من هذا العام بأن اسمه ورد في وثائق تتعلق بجيفري إبستين. ونقلت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة تفاصيل اللقاء، حيث أبلغ ترامب بأن الوثائق تشير إليه وإلى شخصيات بارزة أخرى. وكان ترامب، الذي يتعرض لضغوط من أجل نشر الوثائق بعد أن تعهد بذلك خلال حملته الانتخابية، أنكر الأسبوع الماضي أن بوندي أبلغته بورود اسمه في الملفات، لكنه أقر بتلقيه إحاطة عامة حول الموضوع. ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، تم إبلاغ ترامب خلال الإحاطة بأن الوثائق تحتوي على شائعات غير مؤكدة عن عدد من الأشخاص، من بينهم هو نفسه، ممن كانت لهم علاقات سابقة بإبستين. ووصف المسؤولون الاجتماع بأنه إحاطة روتينية تناولت عدة مواضيع. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أبلغ أيضا بأن وزارة العدل لا تعتزم نشر مزيد من الوثائق المتعلقة بإبستين، بسبب مخاوف من كشف معلومات حساسة تخص الضحايا. وأيد ترامب هذا القرار، بحسب التقارير. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video صحيفة "برافدا" السلوفاكية (21 يوليو/تموز 2025) كتبت معلقة "في العصر الذهبي لمغامرات إبستين، كانت استعراضات القوة من قبل المُستغلين الذكور جاري بها العمل، حتى وإن كانت غير مقبولة. كان الصمت هو سيد الموقف، وكان "من اللائق" التزام الصمت، وغالباً ما كان يُسخر من الضحايا علنًا. نعم، كانت الفضائح الجنسية للسياسيين أمراً معتاداً. لكن ما نتعامل معه هنا مختلف. نحن أمام زمرة من المنحرفين النخبويين الذين يمارسون أعمالاً تجارية مشبوهة، وقد أصبحوا سياسيين أصلاً بسبب انحرافاتهم. ناخبو ترامب وقاعدة حركته "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" كانوا غاضبين من الجميع، وقد استفاد ترامب من ذلك الغضب. أما الآن، فإن هذا المزاج الغاضب ينقلب ضده". وسط عاصفة إبستين وفي خرجة مثيرة، اتهم دونالد ترامب سلفه باراك أوباما بالخيانة ودعا إلى محاكمته بسبب تقرير يفيد بأن مسؤولين في إدارة الرئيس الديموقراطي تلاعبوا بمعلومات حول تدخل روسيا في انتخابات 2016. وأرسلت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد إحالات جنائية إلى وزارة العدل مرتبطة بتقرير نُشر الجمعة يؤكد أن مسؤولين في إدارة أوباما كانوا جزءا من "مؤامرة خيانة". ووصف مكتب أوباما اتهامات البيت الأبيض بأنها "سخيفة ومحاولة ضعيفة لصرف الانتباه". وجاء في بيان له "احتراما لمكتب الرئاسة، فإن مكتبنا لا يعطي عادة أهمية للهراء المستمر والمعلومات المضللة التي تأتي من البيت الأبيض بالرد عليها (..) ولكن هذه المزاعم مشينة بصورة كافية بحيث يجب الرد عليها. هذه الادعاءات الغريبة سخيفة ومحاولة ضعيفة لصرف الانتباه". وبهذا الصدد كتبت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية (24 يوليو/تموز 2025) معلقة "يبدو أن وجود رئيس دولة أجنبي في المكتب البيضاوي يثير ردود فعل متطرفة لدى دونالد ترامب، أمس الثلاثاء كان رئيس الفلبين فرديناند ماركوس جونيور شاهداً على مستوى مذهل من الوقاحة: حيث اتهم الرئيس الأمريكي سلفه باراك أوباما، بالتخطيط لانقلاب وارتكاب "خيانة" (..) يمكن تجاهل هجوم ترامب باعتباره أمراً تافهاً، وقد أدرك أوباما، مثل الكثيرين غيره، أنها مناورة صرف انتباه. لكن رغم ذلك، قد تثبت هذه التصرفات خطورتها. رئيسة وكالة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد هددت ببدء تحقيقات جنائية. ونشر ترامب فيديو مزيف بتقنية الذكاء الاصطناعي يظهر فيه أوباما وهو يُعتقل (..) يبدو أن محاولات صرف الانتباه المتزايدة واليائسة عن قضية جيفري إبستين بدأت تؤتي ثمارها. قناة فوكس نيوز التي تعد من أهم المنابر المدافعة عن ترامب تناولت "قصة أوباما"، وكذلك العديد من القنوات والبودكاست المرتبطة بحركة "ماغا". ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الجمهوريين في الكونغرس يطالبون بنشر ملفات إبستين (..) في الوقت نفسه، بالكاد يخفي ترامب أنه يحاول صرف اهتمام الجمهور من خلال هذه المناورات (..) وهو يبدو مستعداً لكل شيء، إلا بالطبع للكشف عن الملفات". تعتبر نظرية المؤامرةعند دونالد ترامب من ركائز خطابه السياسي، وتقوم على الاعتقاد بأن هناك مجموعات سرية تحاول الإضرار به وبحكمه. مثل القول بأن وسائل الإعلام وبعض السياسيين والبيروقراطيين يعملون ضده بشكل غير عادل. هذه الأفكار جعلت الكثير من المراقبين يتساءلون حول ما إذا كان ذلك يقوم على وقائع أم أن ذلك مجرد تخيلات. نظريات المؤامرة جزء من الشعبوية كأسلوب سياسي يعتمد على مخاطبة "الشعب العادي" ضد "النخب" أو "المؤسسات الفاسدة". كثيرًا ما يستخدم القادة الشعبويون قصصا بسيطة وواضحة عن أعداء وهميين أو مؤامرات سرية لتقوية شعور الجماهير بالظلم وبخداع النخب. صحيفة "نويه تسوريخر تسايتونغ" السويسرية الناطقة بالألمانية (23 يوليو/تموز 2025) كتبت معلقة "بالنسبة لحركة "ماغا"، تُعد نظرية المؤامرة حول جيفري إبستين أحد ركائزها الأساسية. وتقول هذه النظرية إن إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية بحق قاصرين، لم ينتحر في السجن، بل تم اغتياله من قبل دائرة نفوذ سرية داخل "الدولة العميقة"، وذلك لمنع تسريب معلومات فاضحة تتعلق بشخصيات بارزة من النخبة، لا سيما من الحزب الديمقراطي وهوليوود. وقد ترددت آنذاك شائعات عن "قائمة زبائن سرية" (..) حتى ترامب نفسه ألمح إلى أن إبستين ربما قد قُتل. لكن الآن، تقول وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي فجأة إنه لا توجد أدلة على جريمة قتل، ولا توجد "قائمة زبائن" أيضًا. (..) لكن من وجهة نظر حركة ماغا، فإن (عدم التزام ترامب بوعده) غير مقبول، إذ تقوم هويتها بالكامل على فكرة أن الدولة العميقة ونخبة فاسدة يتسترون على أمور مروعة. لذا فهم غاضبون بشدة. وبالتالي لن يكون من السهل على ترامب التخلص من نظريات المؤامرة التي أطلقها بنفسه". تحرير: هشام الدريوش


DW
منذ 15 ساعات
- DW
وضع كارثي في غزة: معطيات ورسوم بيانية حول الأزمة الإنسانية – DW – 2025/7/26
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار الحصار وندرة وصول ما يكفي من المساعدات، في حين تحذر المنظمات الدولية من المجاعة. لمحة عامة عن حجم الكارثة بالأرقام والبيانات. معظم المباني مُدمَّرة، والكثير من المستشفيات اضطرت للتوقف عن العمل، والمواد الغذائية قليلة للغاية: الوضع في قطاع غزة كارثي. وتشرّد داخل القطاع نحو 1.9 مليون شخص، بعضهم نزحوا عدة مرات. ومع أمر الإخلاء الصادر مؤخرًا لمدينة دير البلح فقد أصبح يخضع الآن 87.8 بالمائة من مساحة قطاع غزة لأوامر الإخلاء أو ضمن المناطق المغلقة عسكريًا، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي أعلن الثلاثاء (22 يوليو/تموز 2025) أنَّ الأهالي باتوا محشورين الآن في 12 بالمائة من مساحة القطاع. ولذلك وأمام هذا الوضع يزداد الضغط الدولي على إسرائيل. وتطالب 25 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا، بإنهاء الحرب. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بلغ عدد القتلى بحسب وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 58,380 قتيلًا (حتى 15 تموز/يوليو 2025) على الجانب الفلسطيني - من بينهم الكثير من النساء والأطفال. وتستند كالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ذلك إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وتسيطر على هذه الوزارة حركة حماس الإسلامية المتطرفة، المصنَّفة في العديد من الدول الغربية كمنظمة إرهابية. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام، ولكنها المصدر الوحيد حتى الآن. لكن بالمقابل تشير دراسات أخرى إلى أنَّ الأعداد ربما تكون أعلى بكثير من الأعداد المقدمة من السلطات في غزة. ومن المفترض بحسب دراسة أجراها فريق بحث دولي أنَّ أكثر من 80 ألف فلسطيني تم قتلهم حتى كانون الثاني/يناير 2025. ونشرت في نهاية حزيران/يونيو 2025 مجلة "نيتشر" (Nature) العلمية تقريرًا حول هذه الدراسة، التي أجريت بإشراف مايكل سباغات من كلية رويال هولواي بجامعة لندن. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الباحثين قد تعاونوا في إعداد هذه الدراسة مع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PCPSR)، الذي يتم تمويله جزئيًا من قبل الاتحاد الأوروبي. وأجرى موظفو المركز استطلاعًا لآراء 2000 أسرة في قطاع غزة حول عدد الوفيات داخل أسرهم - واستنتجوا من ذلك هذا الرقم. وكذلك لاحظت دراسة منشورة في شباط/فبراير بمجلة "لانسيت" عدم إضافة أية أسماء إلى قائمة الوزارة، التي كانت خالية من الأسماء. ومن أجل هذه الدراسة تمت مقارنة نعي الوفيات على وسائل التواصل الاجتماعي بقوائم وزارة الصحة. اندلعت الحرب في غزة بسبب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي هذا الهجوم قتلت حماس نحو 1200 شخص واختطفت 251 رهينة إلى قطاع غزة. وبحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية لا يزال يوجد منهم 50 شخصًا مختطفين في قطاع غزة، ومن المفترض أنَّ 20 منهم على الأقل ما يزالون على قيد الحياة. وقُتل في هذه الحرب أيضًا 895 جنديًا إسرائيليًا، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، الصادرة يوم الثلاثاء (22 يوليو/تموز 2025). وبعد نحو سنتين من الحرب والحصار، أصبح وضع الإمدادات الغذائية مأساويًا في قطاع غزة. وأصبح الكثيرون يعانون من الجوع ولا يجدون حتى أهم الضروريات. وبحسب الجمعية الألمانية لمكافحة الجوع فقد اضطرت جميع المخابز الـ25 المتبقية إلى الإغلاق في بداية نيسان/أبريل. وكذلك لم تعد توجد أية إمدادات غذائية لدى معظم المطابخ المجتمعية وتكايا الطعام (المبادرات الخيرية) البالغ عددها 177 مطبخًا وتكية، كما ذكرت الجمعية الألمانية لمكافحة الجوع ردًا على استفسار من DW. وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ردًا على استفسار من DW أنَّ ثلث الأهالي تقريبًا يمضون أيامًا من دون طعام. وأنَّ المساعدات الغذائية تعتبر بالنسبة لمعظمهم السبيل الوحيد للحصول على مواد غذائية على الإطلاق. وبحسب أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) من شهر أيار/مايو 2025، والذي تستند إليه، بحسب أبحاث DW، العديد من منظمات الإغاثة أيضًا، فإنَّ جميع أهالي قطاع غزة يعانون الآن من انعدام حاد في الأمن الغذائي (المستوى 3 من التصنيف المرحلي المتكامل). وهذا يعني بحسب التعريف أنَّ المواد الغذائية المتوفرة محدودة للغاية وأنَّ الناس يضطرون إلى بذل جهد كبير جدًا للحصول على السعرات الحرارية الضرورية. وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي فإنَّ 470,000 شخص مهدّدون في قطاع غزة بخطر الجوع الكارثي (المستوى 5 من التصنيف المرحلي المتكامل). وهذا يمثل خطرًا حادًا يهدد بالموت جوعًا بسبب وجود نقص حاد في السعرات الحرارية الضرورية يوميًا لكل فرد. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ومن المتوقع بالإضافة إلى ذلك أن يحتاج خلال الأشهر القادمة أكثر من 71 ألف طفل ونحو 17 ألف أم إلى علاج عاجل بسبب سوء التغذية الحاد. ويعتبر الأطفال بحسب منظمة اليونيسف مصابين بسوء تغذية حاد إذا كان وزنهم أقل من 80 بالمائة من الوزن المناسب لأعمارهم. ونظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو أداة معترف بها دوليًا لقياس وتصنيف الجوع وشدة انعدام الأمن الغذائي. ويميّز النظام بين خمسة مستويات، تتراوح من المرحلة الأولى: "الحد الأدنى"، عبر "الإجهاد"، و"الأزمة"، و"الطوارئ"، وحتى المرحلة الخامسة: "المجاعة". وكذلك لاحظت في منتصف حزيران/يوليو فِرَقُ منظمة أطباء بلا حدود وجود زيادة حادة في حالات "سوء التغذية الحاد". وبحسب منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، يُعالج حاليًا في المراكز الصحية مئات النساء والأطفال، الذين يعانون من سوء تغذية حاد ومتوسط، مع تزايد هذا الاتجاه بشكل واضح. وبحسب وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة حماس في غزة فقد توفي جوعًا يوم الثلاثاء (22 يوليو/تموز 2025) 15 شخصًا معظمهم من الأطفال. وكذلك تزداد باستمرار صعوبة الرعاية الطبية في غزة. ولم يعد يوجد حاليًا أي مستشفى يعمل بكامل طاقته، بحسب تقييم أجرته منظمة أطباء بلا حدود في منتصف حزيران/يوليو 2025. أما المرافق الصحية، التي ما تزال تعمل، فهي مرهقة تمامًا، وظروف العلاج كارثية: لأنَّ معظم المستشفيات لم يعد لديها كهرباء وماء. كما أفادت منظمة الصحة العالمية في نهاية حزيران/يونيو 2025 أنَّ 18 مستشفى من أصل 36 مستشفى ما تزال تعمل جزئيًا. وكذلك ما يزال يعمل أقل من 40 بالمائة من مراكز الرعاية الأولية - أي عيادات الأطباء والعيادات الخارجية وعروض المساعدات الطبية المقدّمة من المنظمات غير الحكومية. والمستشفيات الميدانية محدودة أيضًا؛ لم يعد يعمل منها سوى اثنين فقط بكامل طاقتهما. منعت إسرائيل على مدى أحد عشر أسبوعًا خلال فترة الربيع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة - ما أدى إلى تفاقم الوضع أكثر، وجعل كل شيء شحيحًا ونادرًا: الغذاء والماء والدواء والوقود الضروري لتشغيل المستشفيات والمطابخ المجتمعية العامة وتكايا الطعام. ومع أنَّ مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، تقوم منذ نهاية أيار/مايو 2025 بتوزيع مواد غذائية في عدد من مراكز التوزيع؛ ولكن كثيرًا ما ترد تقارير حول وقوع حوادث مميتة بالقرب من مراكز توزيع مؤسسة غزة الإنسانية، كما حدث أيضًا في الأيام الأخيرة. ولذلك تطالب منظمات الإغاثة منذ فترة طويلة بالسماح لها بإدخال المساعدات إلى القطاع بنفسها. وذكر برنامج الغذاء العالمي في حوار مع DW أنَّ متوسط عدد الشاحنات التابعة للبرنامج، والتي تصل يوميًا إلى قطاع غزة منذ انتهاء حصار المساعدات في 21 أيار/مايو، يتراوح بين 20 إلى 30 شاحنة محملة بمواد غذائية. وهذه الكمية المسلمة لا تمثل سوى جزء صغير مما يحتاجه أكثر من مليوني إنسان للبقاء على قيد الحياة في قطاع غزة. وللمقارنة: خلال وقف إطلاق النار كانت تعبر الحدود يوميًا ما بين 600 إلى 700 شاحنة. أعده للعربية: رائد الباش تحرير: هشام الدريوش