لا تتضامنوا مع المهداوي …لدي حل آخر
حين تُغلق الأبواب، وتُطفأ الأنوار، وتُكسر الأقلام ويجف مداد الاحكام ، يصبح الصمت أبلغ من الكلام … وتغدو الكتابة فعلاً من أفعال تعذيب النفس.
في بلد يُجرُّ فيه الصحافي إلى قفص الاتهام ثم إلى السجن لأنه قال كلمة، أو نشر وثيقة، أو طرح سؤالًا مشروعًا او صرخ في وجه وزير، لا يعود السؤال هو: من المخطئ؟
بل السؤال :من التالي؟
هل نكتب؟ هل نصرخ؟ هل نحتج؟ مرة أخرى على الحكم على صحافي آخر بالسجن والغرامة والتعويض المبالغ فيه؟
لأنه انتقد وزيرًا، أو نشر وثيقة، أو ناقش مسؤولًا من درجة وزير في العدل ؟
عندما يتحوّل الصحافي من ناقلٍ للخبر إلى الخبر ذاته، فاعلم أن الصحافة على سرير الموت، وأن حرية التعبير معلّقة من رجلها إلى إشعار آخر، وأن القضاء لم يعد يحمي لا حقوقًا، ولا حريات، ولا دستورًا، ولا مساطر، ولا حتى منطقًا.
هل نعيد ونكرّر تضامننا مع الزميل حميد المهداوي في محنته ـ محنتنا جميعًا؟
هل نعيد ونكرّر إدانتنا لتجفيف منابع الحرية، والصحافة، والديمقراطية، والسياسة ذاتها في البلاد؟
هل نعيد ونكرّر أن هذا الجنون الذي يضرب المملكة منذ سنوات لا يخدم لا المصلحة الوطنية، ولا حقوق الإنسان، ولا حتى استقرار الدولة، هذا الاستقرار الذي باسمه تدور الالة ويشتغل (الكوليماتور )؟
وماذا بعد أن نكتب ونصرخ ونتضامن ونندّد وننتقد الأحكام؟ هل يسمعنا أحد؟ هل يلتفت إلينا أحد؟
هل يصل الصوتنا إلى عقلاء مفترضين في هذا البلد؟
وحتى إن وصل الصوت، هل يتبعه حوار؟ نقاش؟ مبادرة لوقف النزيف،ومراجعة هذه المقاربة التي تُدمّر سمعة البلاد وحقوق العباد، وإرادة العيش المشترك تحت سماء واحدة، وفي كنف الحرية، وتحت سقف القانون؟
لا جدوى من كل هذا للأسف الشديد…
حملات التضامن مع ضحايا الشطط في استعمال السلطة تؤتي ثمارها في الأنظمة التي لا تزال تشعر بحرارة الشارع، وتُحسّ بغضبه، وتُقيم وزنًا للرأي العام، وتلتفت لمشاعر الناس، وتنظر إلى الملفات والقضايا والأزمات بعين السياسة ونظرة رجال دولة يعيشون عصرهم ويتصرفون وفق منطق هذا العصر .
ان السياسة، في تعريفها النبيل، هي فن إدارة الصراعات والنزاعات، وتباين وجهات النظر واختلاف أنماط التفكير في الدولة والمجتمع ، بوسائل سلمية، وأدوات متحضرة، وآليات مدنية تحمي الاختلاف الذي هو من طبيعة الإنسان، وترعى التعددية التي هي فطرة فطر الله خلقه عليها …
السياسة ليست فصولًا في القانون الجنائي يجري تطويعها كالعجين بين يدي الخباز ، ولا قرارات بالإيداع في السجن الذي يخنق انفاس الفرد والجماعة ،
والسياسة ليست العودة إلى تقاليد تتريك الناس ونكبتهم في أموالهم وممتلكاتهم لأنهم تكلّموا… أو اختلفوا قليلاً أو كثيرًا مع أصحاب السلطة والنفوذ والقرار والمال والإدارة.
لم يتركوا لنا شيئًا نفعله… ولم يتركوا لنا حتى الرغبة في التضامن والتآزر عند المحن.
لم يتركوا لنا سوى رفع أكف الضراعة لله تعالى:
'إن هُزمنا… فانتصر.'
من أجمل ما حفظت من أدعية زمن السجن، وزمن ما بعد السجن، حيث ما تزال فصول المحنة مستمرّة، بأشكال (مبتكرة) وخطيرة في التنكيل والتضييق والقمع الممنهج للإنسان، وعائلته، وأبنائه، وممتلكاته، وسمعته، وكرامته… قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عائد من الطائف مهانًا، مجروحًا، متعبًا:
'اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني، أم إلى عدوٍ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك. لك الحمد حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.'
رجاءً، لا تتضامنوا مع المهداوي، ولا مع النقيب زيان، ولا مع الزفزافي ورفاقه، ولا مع لبنى الفلاح، ولا مع رضوان قسطيط… ولا معي شخصيا ولا مع كل ضحايا الوقت الراهن .
فقط رددوا هذا الدعاء… لعلّ وعسى ..فأبواب سماء الخالق دائما ما تبقى مفتوحة، حين تُغلق كل الأبواب الأخرى، أبواب الأرض وابواب القلوب المتحجرة والعقول البالية .
ولا تنسوا: لا تعتادوا على مشاهد سلخ الحريات على أعتاب بنايات أطلقوا عليها أسماء مستعارة …
لعمرك ماضاقت بلاد باهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق
للشاعر عمرو ابن الأهتم أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
المنتخب
منذ 3 ساعات
- المنتخب
رسميا جواد الزيات رئيسا جديدا للرجاء الرياضي
أنتخب رسميا جواد الزيات رئيسا جديدا للرجاء الرياضي في الجمع العام الإنتخابي الذي جرى أمس الإثنين بإحدى فنادق العاصمة الإقتصادية بالدارالبيضاء في منافسة أمام عبد الله بيرواين بعد إقصاء سعيد حسبان من الدور الأول وهو الجمع العام الذي دام 10 ساعات وشارك في العملية التصويتية في الدور الثاني 134 صوتا مع غياب 9 منخرطين لم يشاركوا في التصويت. وقد تحصل جواد الزيات في الدور الثاني على ما مجموعه 91 صوتا في الدور الثاني في حين تحصل عبد الله بيرواين على ما مجموعه 43 صوتا. وكان جواد الزيات قد تحصل على 67 صوتا في الدور الأول في حين تحصل عبد الله بيرواين على 40 صوتا وسعيد حسبان على 34 صوتا، إذ أنه شارك في العملية الإنتخابية 143 صوتا وتم قبول 141 صوتا مع إلغاء صوتين. وبذلك يعود جواد الزيات لرئاسة الرجاء الرياضي حيث كان قد تقلد المسؤولية عام 2018 وغادر الفريق عام 2021. وفي ختام الجمع العام الإنتخابي تليت برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
المغربية المستقلة
منذ 3 ساعات
- المغربية المستقلة
متابعة لملف السيدة شيماء التي تتعرض للتهديد بالقتل، نكتب الى صاحب الجلالة و المهابة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل كرامة شيماء وكرامة الوطن
المغربية المستقلة : يوسف دانون مرة أخرى، يكشف بعض أعداء الوحدة الترابية للمملكة عن وجوههم الحقيقية: وجوه التحريض والتطرف، وأسلحة الجبن التي لا تتقن غير السب والوعيد والتهديد بالقتل. هذه المرة، استهدفوا الشابة المغربية الحرة شيماء، لأنها لم تفعل سوى ما يمليه عليها ضميرها الوطني: الدفاع عن المملكة المغربية الشريفة، أرضا وراية وشرعية. إن الهجمة الإلكترونية التي تتعرض لها شيماء، والتي بلغت حد تهديدها بالتصفية الجسدية، جريمة أخلاقية وقانونية مكتملة الأركان. إنها ليست فقط اعتداء على شخصها وحقها في حرية الرأي، بل هي اعتداء على رمز كل مغربي حر غيور على وطنه. هؤلاء الجبناء الذين يختبئون خلف شاشاتهم، يوزعون التهديدات كأنهم أوصياء على الرأي، يريدون إسكات كل صوت وطني يفضح خيانتهم وتآمرهم على وحدة المغرب. ونحن إذ نكتب هذه السطور، فإننا نرفض أن تمر هذه الاعتداءات مرور الكرام. إن ما تتعرض له شيماء جرس إنذار: هل صار الدفاع عن الوطن جريمة عند البعض؟ هل أصبح من السهل جدا إطلاق التهديدات بالقتل على بنات هذا الوطن دون خوف من القانون؟ لذا نرفع عبر هذه المقالة نداءً قويا وصادقا إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، أمير المؤمنين وحامي الملة والدين، ضامن الأمن والاستقرار، قائد الأمة وراعي حقوق أبنائها. مولاي صاحب الجلالة، إن شيماء اليوم رمز لكل فتاة مغربية حرّة تدافع عن شرف وطنها وتدفع ضريبة ذلك من أمنها وسلامتها. إننا نلتمس من جلالتكم أن تأمروا بفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه التهديدات الدنيئة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأن توجهوا أوامركم السامية إلى الجهات المعنية لحماية شيماء من هذا الاعتداء السافر، وملاحقة هؤلاء المجرمين الذين يريدون بث الرعب في قلوب الوطنيين من ابناء المهجر، وحرمانهم من حقهم المشروع في التعبير والدفاع عن بلادهم رغم البعد الجغرافي . مولاي صاحب الجلالة، إن تهديد شيماء هو تهديد لكل صوت وطني. هو طعن في دولة الحق والقانون التي أرسى دعائمها عرشكم المجيد. وهو تحدٍّ سافر لهيبة الدولة وسيادتها. إننا على يقين من أن جلالتكم، الذي لا يرضى ظلما لرعاياه، لن يقبل بأن تظل شيماء وغيرها من الأحرار عرضة للابتزاز والتهديد لمجرد أنهم انتصروا للحق وللوحدة الوطنية. ختاما، نقول لكل من تجرأ على تهديد شيماء: أنتم لستم سوى أقلية يائسة لا تمثل إلا خيانتكم. أما المغرب فدونه الأرواح، وأما بناته الحرائر فلن تخيفهن خطاباتكم السوداء. والمجد للمملكة المغربية الشريفة، العزيزة، الموحدة، الأبية، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه .
المغربية المستقلة
منذ 3 ساعات
- المغربية المستقلة
قرار منع تنصيب الخيام بمهرجان سيدي موسى المجدوب يلقى ترحيبا وتجاوبا واسعا من طرف ساكنة المجدبة، ومنظمة حقوقية توجه رسالة شكر للساكنة على تلبية نداء الوطن
المغربية المستقلة : المحمدية في 2025.07.07 رسالة شكر وتقدير إلى ساكنة شرفاء المجدبة على استجابتهم واحترامهم بخصوص القرار الصادر عن السيد الموقر عامل عمالة المحمدية بعدم تنصيب الخيام بمهرجان سيدي موسى المجدوب لعام 2025 *أولا:* إن هذه الاستجابة، واحترام القرار العاملي، تعتبر تلبية صادقة لنداء الوطن. تتقدم الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد بالشكر الجزيل إلى ساكنة المجدبة، الذين استجابوا بنسبة تقارب 95 في المائة للقرار الصادر عن السيد العامل، بخصوص عدم تنصيب الخيام بالمهرجان المذكور أعلاه. أما بخصوص القرار الصادر عن السيد العامل، فإننا كمنظمة حقوقية مستقلة وغير متحزبة نثمنه ونشيد به، ولدينا الثقة الكاملة في الجهات المختصة، التي تدرك مصلحة المواطنين وتقدر الأوضاع التي يعيشونها. وليكن في علم جميع ساكنة عمالة المحمدية أن الجهات المختصة تبذل كل ما في وسعها من أجل إخراج مجموعة من المشاريع التنموية إلى حيز الوجود، والتي ستستفيد منها جل الجماعات الترابية على مستوى العمالة، مما يعود بالنفع على الساكنة من خلال توفير فرص الشغل، والحد من البطالة، والمساهمة في تنمية المناطق. كما نغتنم هذه الفرصة لتوجيه نداء إلى الجميع من أجل المساهمة في ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا أمطار الخير، وموسما فلاحيا جيدا في السنة المقبلة. إمضاء نبيل وزاع الأمين العام للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد.
