
إيلون ماسك والمعلّم طنّوس
خبرٌ سمِعناه مؤخّراً في بعض وسائل الإعلام. خبرٌ يحمل في طيّاته بشائر خير للمستقبل، ومؤشّرات إيجابيّة بأنّ الوضع الاقتصاديّ والأمني في لبنان نحو ازدهار واستقرارٍ بإذن اللّه. فرغبة ودخول هكذا مستثمرين وشركات كبرى إلى السّوق اللبنانيّة، بالإضافة الى خلق فرص عمل لعددٍ كبيرٍ من اللّبنانيين المقيمين من كافّة القدرات والاختصاصات، يُرسِل رسائل إيجابيّة إلى المستثمرين والشّركات في الخارج وفي الدّاخل أيضاً، جاذباً استثمارات إضافيّة إلى السّوق اللّبنانيّة، ما ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصاديّة في مختلف القطاعات.
بشرى خيرٍ مع بداية صيفنا، الذي أصبح في السنوات الماضية يترافق مع خبرٍ مزعج يؤرق عدداً كبيراً من اللّبنانيين، هو أزمة شحّ المياه وانقطاعها عن المشتركين. أزمة قديمة، لكنّ جديدها هذه المرّة، أن حنفيّة مياه "الدّولة" تيتّمت باكراً بسبب شحّ المتساقطات هذه السّنة. فمن يزور المناطق الجبليّة، تلفت نظره ندرة التراكمات الثلجيّة، والذوبان الكلّي تقريباً "للنسّافات" الثّلجيّة، التي عادةً تكون لا تزال تغطّي مساحات لا يُستهان بها من هذه القمم المرتفعة في هذا الوقت من السّنة.
هذا الواقع انعكس سلباً على نفسيّة وجيبة المواطن الذي أصبح هاجس تأمين المياه للاستعمال المنزليّ، من الواجبات الدّوريّة المكلفة له ماديّاً ومعنويّاً. فشريحة كبيرة من اللّبنانيين، لا يكفيهم عبء تحمّل فاتورتيّ الكهرباء، وفاتورة مياه الشّرب على مدار السّنة، لأنّ عدداً كبيراً من المناطق تصله المياه غيرَ صالحةٍ للشّرب. فعليهم أيضاً تحمّلُ فاتورتيّ المياه للاستعمال المنزليّ. زِد على هذه كلّها، سَطوة واستبداد "المعلّم طَنُّوس": صهريجَهُ، و من وراءَهُ.
إنّها أزمة يمكن أن يتمّ تفاديها، إذا تمّت إدارتها، والتعامل معها، بآليّات تطبيقيّة علميّة و عملاتيّة. فالله أنعم علينا ببلدٍ تتوافر فيه الأنهر، والينابيع، والمياه الجوفيّة. وبمناخ يسمح بتغذية هذا المخزون من المياه الجوفيّة كلّ سنة، من الأمطار والثلوج التي تكلّل قِمَمَ جبالنا. لكنّ حسابات الحقل غير حسابات البيدر، فالكميّة الكبرى من مياه الأمطار تذهب هدراً إلى البحر، أو تتجمّع في سدود تجفّ في فصل الصّيف عند وجود أمسّ الحاجة إليها. والأكثرية الباقية من مياه الأنهار وبحيرات تجميع المياه تتلوّث بسبب الفوضى، بحيث يصبح من المستحيل الاستفادة منها للإستعمال اليوميّ وحتّى للريّ في بعض الحالات.
إنّ تطبيق القوانين الموجودة بحزمٍ، وتعديل بعضها، وسنّ قوانين جديدة حيث تدعو الحاجة، هي المدخل للحلّ. فإزالة التّعدّيات عن محيط مجاري المياه، و تشديد الرّقابة على أعمال الحفر و البناء، و منع رمي النّفايات، والمياه المبتذلة، ومخلّفات المصانع فيها، فرض عمليّات التكرير على المجمّعات السّكنيّة و المصانع، صيانة شبكة المياه المهترئة للتخفيف من الهدر، وإزالة التّعدّيات عنها وتفعيل الجباية، التّوعية المجتمعيّة لترشيد استهلاك المياه، تجميع مياه الأمطار، توجيه المزارعين إلى إدخال واستعمال تقنيات الريّ الحديثة، واختيار المزروعات التي تتناسب مع مناخنا... كلّ هذه المقترحات يمكن أن تُتَّبع إذا أردنا أن نترك للأجيال المستقبليّة ثروةً مائيّة صالحة ومُستدامة، كي لا تجري مياه صهريج "المعلّم طنّوس" بما لا تشتهي جيبة المواطن.
تأمين الخدمات الأساسيّة من مياه، وكهرباء، وطرقات، وإيجاد الحلول لها، يجب أن تكون من الأولويّات عند المعنيّين، لأنّها من العوامل الأساسيّة الُمسَاعِدَة على جذب، وإراحة المستثمرين.
"سبايس إكس" سوف تفاوض الجهّات الرّسميّة لتعبيد الطّريق للدخول إلى السّوق الإقتصاديّة اللّبنانيّة. نأمل في هذا الوقت أن تطال الصرخات آذان المعنيين، وتبدأ الحلول للمشاكل اليوميّة تتظهّر الواحدة تلوَ الأُخرى، كي لا يُعيد إيلون التّفكير بقراره، مُكتشفاً أنّ كلّ مهندسيه، وتِقَنيّيه، وتجاربه العلميّة، وخيلِهِ، وسُمرِهِ وبِيضِهِ، لن توصله إلى المرّيخ، وطاحونة "سبايس إكس" لن تدور إن لم يرضَ عنه "المعلّم طَنُّوس".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
ارتفاع مبيعات "لوسيد" للسيارات الكهربائية وسط حالة ضبابية
أعلنت شركة لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية ارتفاع مبيعاتها بنسبة 38 بالمئة في الربع الثاني من العام الجاري، إلا أنها جاءت أقل من توقعات وول ستريت وسط حالة ضبابية اقتصادية. وتراجع الطلب على سيارات لوسيد الكهربائية الفاخرة ذات الأسعار المرتفعة مع تحوّل المستهلكين، تحت ضغط ارتفاع أسعار الفائدة، إلى السيارات الهجينة وتلك التي تعمل بالبنزين الأرخص ثمناً. وسلمت لوسيد 3309 سيارات في الربع المنتهي في 30 يونيو حزيران مقارنة مع تقديرات بتسليم 3611 سيارة، وفقاً لسبعة محللين استطلعت فيزيبل ألفا آراءهم. وسلمت الشركة 2394 سيارة في الفترة نفسها من العام الماضي. وأنتجت لوسيد المدعومة من السعودية 3863 سيارة في هذا الربع، وهو ما يقل عن التقديرات عند 4305 سيارات، لكنه أعلى من إنتاجها البالغ 2110 سيارات قبل عام. وتمسكت الشركة بهدف الإنتاج السنوي في شهر مايو/أيار، ما أدى إلى تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن التصنيع في الوقت الذي سحبت فيه عدة شركات لصناعة السيارات تقديراتها بسبب التوقعات غير المؤكدة. وتسببت سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ارتفاع أسعار السيارات إذ يعاني المصنعون من زيادة تكاليف المواد، ما اضطرهم إلى إعادة تنظيم سلاسل التوريد والإنتاج محلياً. وانخفضت عمليات تسليم شركة تسلا للسيارات الكهربائية بنسبة 13.5 بالمئة في الربع الثاني، متأثرة بالمواقف السياسية اليمينية للرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك ومجموعة سيارات من طرز قديمة لم تنل إعجاب بعض المشترين.


ليبانون ديبايت
منذ 2 أيام
- ليبانون ديبايت
بين انخفاض الطلب وتصعيد مع ترامب... تسلا في موقف صعب
سجّلت شركة تسلا انخفاضًا ملحوظًا في مبيعاتها العالمية من السيارات خلال الربع الثاني من عام 2025، مستمرةً في الاتجاه التنازلي الذي بدأته منذ العام الماضي، في ظل تحوّل استراتيجي بارز يركز على تطوير تقنيات القيادة الذاتية بدلاً من إطلاق طرازات جديدة. وأظهرت النتائج الرسمية تراجعًا ملموسًا في تسليمات تسلا العالمية مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، ما يعكس بداية فقدان الزخم الذي تميز به نمو الشركة خلال العقد الماضي، رغم الانتشار الواسع لعلامتها في الأسواق الرئيسية مثل الصين والولايات المتحدة وأوروبا. ويعد هذا الانخفاض الثاني على التوالي، بعد هبوط مبيعات الربع الأول، ما يشير إلى تراجع الطلب على الطرازات الحالية، في وقت لم تقدم فيه الشركة أي سيارات جديدة خلال الفترة الماضية. بدلاً من التوسع في تشكيلتها، كثّفت تسلا جهودها لتطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية، التي وصفها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بأنها "مستقبل النقل"، ما أدى إلى تأجيل طرح طرازات جديدة كانت متوقعة. وتسعى تسلا إلى تحويل سياراتها إلى منصات برمجية قابلة للتحديث المستمر، ضمن استراتيجية طويلة الأمد تستهدف الاستفادة من خدمات الاشتراك والبرمجيات المدمجة، ما يفتح آفاقًا جديدة لإيرادات الشركة. يأتي تراجع مبيعات تسلا في وقت يشهد فيه سوق السيارات الكهربائية منافسة شديدة، لا سيما من شركات صينية مثل BYD، بالإضافة إلى شركات أميركية وأوروبية تقلص الفجوة التكنولوجية مع تسلا. كما ساهم تباطؤ الطلب في بعض الأسواق المتقدمة، إضافة إلى تقليص الحوافز الحكومية، في التأثير سلبًا على قرارات المستهلكين. تفاقمت التحديات بسبب الخلاف العلني بين إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وجه انتقادات لاذعة لماسك وهدد بمراجعة برامج الدعم الفيدرالية للسيارات الكهربائية التي تعتمد عليها تسلا في برامج الحوافز والتمويل. ورد ماسك بتصريحات حادة على منصة "إكس"، مما زاد من المخاوف بشأن فقدان تسلا للامتيازات الفيدرالية أو العقود الحكومية المستقبلية. وقد انعكس هذا التوتر على أداء سهم تسلا، حيث هبط بنسبة 5.3% في جلسة الثلاثاء، مسجلاً خسارة تقدر بنحو 51 مليار دولار من قيمته السوقية. رغم الرهانات الكبيرة على القيادة الذاتية، تواجه تسلا ضغوطًا متزايدة من المستثمرين الذين يطالبون بتحقيق عوائد ملموسة على هذه الاستثمارات، في وقت لا تزال فيه تحويلات هذه الرؤية التقنية إلى أرباح عملية تتطلب وقتًا وجهودًا للتغلب على التحديات التنظيمية والتقنية. ويثير تراجع المبيعات وتسارع التوترات السياسية تساؤلات حول قدرة تسلا على المحافظة على ريادتها في سوق يشهد تغيرًا سريعًا، خاصة في ظل غياب الطرازات الجديدة واشتداد المنافسة وتأخر التشريعات الداعمة لاعتماد السيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع.


صدى البلد
منذ 2 أيام
- صدى البلد
ثروات 10رجال أعمال تنهي فقر العالم أجمع .. من هم النخبة المالية؟
في مشهد غير مسبوق يعكس التحولات الاقتصادية الكبرى، كشفت دراسة حديثة أعدتها مجلة "CEOWORLD" بالتعاون مع معهد COSMOS Analytica عن قفزة تاريخية في عدد المليارديرات حول العالم، حيث بلغ عددهم هذا العام 3,028 شخصا. عدد المليارديرات حول العالم بثروة إجمالية تبلغ 16.1 تريليون دولار، بزيادة قدرها تريليوني دولار عن العام الماضي، باتت هذه النخبة المالية تملك من الثروات ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي لمعظم دول العالم مجتمعة، باستثناء الولايات المتحدة والصين فقط. الولايات المتحدة تتصدر وكشف توزيع المليارديرات حول العالم عن أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بصدارتها المطلقة، حيث تضم وحدها 902 ملياردير، تليها الصين بـ 450 مليارديراً، ثم الهند التي سجلت حضوراً لافتاً بـ 205 مليارديرات، ألمانيا – 126، روسيا – 120، المملكة المتحدة – 117، البرازيل – 85، كندا – 70، فرنسا – 68، إيطاليا – 64. من جهتها كشفت منظمة أوكسفام الدولية، في تقرير صادر قبيل مؤتمر تمويل التنمية المنعقد في مدريد بمشاركة أكثر من 190 دولة، عن تفاقم خطير في الفجوة بين الأغنياء والفقراء، محذّرة من أن النظام المالي العالمي بات يخدم مصالح الأقلية الثرية على حساب الغالبية الفقيرة. %1 يمتلكون 43% من الأصول العالمية ويسطيعون انهاء الفقر التقرير يوضح أن 3000 ملياردير فقط يمتلكون ما يعادل 14.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما يستحوذ أغنى 1% على نحو 43% من إجمالي الأصول في العالم، كما إن ثروة 3000 شخص فقط قد 'تقضي على الفقر السنوي 22 مرة'. أبرز الأثرياء في طليعة نادي "الـ 200 مليار دولار"، يبرز: إيلون ماسك 361 مليار دولار مارك زوكربيرج 252 مليار دولار جيف بيزوس 241 مليار دولار لاري إليسون أكثر من 200 مليار دولار وبحسب مجلة فوربس، فإن تسعة من بين أغنى عشرة أشخاص في العالم ينتمون إلى الولايات المتحدة، في ظل ازدياد الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كأدوات لصنع الثروات في وقت قياسي.