
نقص الحديد بدون أنيميا: الخطر الذي يُضعف الجسم بصمت!
يُعتبر الحديد من أهم العناصر الأساسية لصحة الإنسان، حيث يدخل في تكوين الهيموغلوبين الذي ينقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، إضافة إلى دوره الحيوي في دعم المناعة، الوظائف العصبية، وصحة الشعر والبشرة. وغالبًا ما يُربط الحديث عن نقص الحديد بفقر الدم (الأنيميا)، لكن هناك حالة طبية أقل شهرة، وهي اضطراب امتصاص الحديد دون ظهور فقر دم واضح، وتُعد هذه الحالة تحدّيًا تشخيصيًا وغالبًا ما تُهمل رغم تأثيرها الكبير على الصحة وجودة الحياة.
في هذه الحالة، تكون مستويات الهيموغلوبين طبيعية أو قريبة من الحد الأدنى، لكن مخزون الحديد في الجسم منخفض أو غير كافٍ لأداء الوظائف الحيوية بكفاءة. يُقاس هذا المخزون عادة بمستوى الفيريتين في الدم، وإذا كان منخفضًا، حتى مع وجود هيموغلوبين طبيعي، فذلك يشير إلى نقص في الحديد على مستوى الأنسجة. وهذا النقص قد يسبب أعراضًا مزعجة لا تقل خطورة عن فقر الدم، مثل التعب المزمن، ضيق التنفس، تساقط الشعر، تشوش التفكير، ضعف التركيز، شحوب الجلد، وتغيرات في المزاج.
يحدث هذا الاضطراب بسبب ضعف قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام، وليس بالضرورة نتيجة قلة استهلاكه. ويُعد الامتصاص عملية معقدة، تتأثر بعدة عوامل أبرزها: وجود التهابات مزمنة في الأمعاء مثل داء كرون أو السيلياك، الاستخدام المفرط لأدوية مثل مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون، نقص بعض العناصر المساعدة مثل فيتامين C الذي يُعزز امتصاص الحديد، أو وجود خلل في توازن ميكروبيوم الأمعاء. كما يمكن أن يُعيق الاستهلاك المفرط للكالسيوم أو الشاي والقهوة مع الوجبات امتصاص الحديد بكفاءة.
المشكلة الأساسية في هذه الحالة أنها كثيرًا ما تُغفل أو تُشخّص خطأً، خصوصًا عند النساء. فقد تعاني السيدة من إرهاق شديد وتساقط شعر، وتُجرى لها تحاليل دم تُظهر هيموغلوبينًا "ضمن المعدل الطبيعي"، فيتم استبعاد مشكلة نقص الحديد، رغم أن الفيريتين قد يكون منخفضًا جدًا. لذلك، يُعد قياس مستوى الفيريتين أداة ضرورية في تشخيص هذه الحالات، خاصة عند وجود أعراض واضحة مع فقر تغذوي محتمل.
من ناحية العلاج، يختلف نهج التعامل مع هذه الحالات عن علاج فقر الدم التقليدي. فالاكتفاء بالمكملات الغذائية لا يكون فعالًا دائمًا إذا لم تُعالج الأسباب الكامنة وراء سوء الامتصاص. على سبيل المثال، قد يحتاج المريض إلى تحسين صحة الأمعاء أولًا، أو معالجة التهابات مزمنة تعيق امتصاص الحديد. وفي بعض الحالات، يُنصح باستخدام مكملات حديد سهلة الامتصاص (مثل الحديد المخلبي) أو عبر الحقن الوريدي إذا كان الامتصاص المعوي غير فعال.
للوقاية والتقليل من تداعيات هذه الحالة، يُوصى باتباع نظام غذائي غني بالحديد الحيواني (كاللحم الأحمر، الكبد، والدجاج)، وتجنّب شرب القهوة أو الشاي أثناء الوجبات، وتناول مصادر فيتامين C إلى جانب الأطعمة الغنية بالحديد لتعزيز امتصاصه. كما يُفضل إجراء فحص دوري لمستوى الفيريتين خصوصًا عند النساء في سن الإنجاب، أو من يعانون من أعراض غير مفسّرة بالتعب أو تساقط الشعر.
أخيراً، إنّ اضطرابات امتصاص الحديد غير المرتبطة بفقر الدم هي حالة غير معروفة نسبيًا لكنها تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية، وقد تتفاقم في حال إهمالها. إن رفع الوعي بهذه المشكلة، والاعتماد على فحوصات دقيقة تشمل الفيريتين، هو السبيل الأهم لتجنب التشخيص الخاطئ واستعادة الحيوية والصحة العامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
جنّبي طفلك مخاطر ألعاب الصيف
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب مع ميل حرارة الجو نحو الدفء يحلو للكبار والصغار تمضية بعض الوقت خارج الابواب المغلقة، والتنفس خارج سجن غابات الاسمنت، ولكن مع أهمية لعب الطفل في الحديقة او على الشاطىء، فهناك محاذير لا بدّ للاهل من اخذها بعين الاعتبار. في ما يلي عرض لابرز الاخطار التي تحدق بالطفل اثناء اللعب، ولطريقة تلافيها (على لسان البروفسور في علم النفس التربوي جانيس جيبسون). يمكن لحزيران، وتموز، وآب، ان يكونوا اشهرًا رائعة بالنسبة الى ابن السنة، فالايام المشرقة تشجع على اتيان العاب جديدة قوامها الرمل والماء وحتى الوحل، العاب مفرحة لا يمكن تنفيذها ايام الطقس البارد لكن يلاحظ من جهة اخرى ان المهارات الحركية المستجدة عند الطفل المدبدب حديثاً يمكن ان تورطه في بعض المشاكل سيما ان الخلاء زاهر بالمخاطر، على ان بامكانك صديقتي ان تجعلي الصيف آمناً وممتعاً عن طريق أخذ الاحتياطات، واعارة الطفل عيناً مراقبة. النباتات والحشرات والحيوانات: يميل المدبدب حديثا الى ادخال كل شيء يجذب انتباهه في العراء الى فمه، بما في ذلك نباتات الحديقة والنمل والديدان، فضلا عن ملامسة قطط الجيران وكلابهم. من بين الاشياء والمخلوقات التي يمكن ان تشكل خطراً على الطفل ما يفوق 700 صنف من النباتات والازهار يمكن ان تسبب بالمرض او حتى بالتسمم في حال اكلت، وهذا يتضمن ازهاراً شائعة مثل زنبق الوادي ـ السوسن ـ البازلا العطرة والازهار البصلية مثل النرجس البرّي الاصفر ـ والزعفران ـ ومما يشكل خطراً مباشراً على طفلك ـ محاولته الاقتراب من كلب او قطة شاردة ـ فحتى الطف الحيوانات الاليفة من هررة وكلاب يمكن ان يصدر عنها ردة فعل حادة وعنيفة حينما تنال اصابع الطفل الفضولية من عينها او تطوقها يده بطريقة غير مرغوب فيها. احمي طفلك الصغير من النباتات والحيوانات الخطرة عبر "تسييج" تحييد منطقة ليلعب فيها، انتبهي جيداً حينما يتخطى طفلك المنطقة المحمية الموجودة في الخارج، وحتى عندما تعتقدين أنك مسيطرة على الوضع تماماً، يمكن لطفلك أن يضع ورقة شجرة او حبة حصى داخل فيه، على أي حال لا داع لأن تقلقي وتتكدري كثيراً طالما أنه لم يحصل مكروه. حاولي من خلال الاطلاع والقراءة التعرف الى اكثر النباتات السامة شيوعا، واحرصي بالتالي على ابقاء طفلك بعيداً منها. المال والرمل والوحل: في حال أخذت طفلك الى الشاطىء ان تفاجئي بالطبع اذا ما ابدى ميلاً نحو الرشرشة والاستكشاف عند حافة الماء ـ وفي المنزل سيستمتع طفلك كذلك بحوض بلاستيكي صغير مليء بالماء حتى عمق يبلغ الخمسة عشر سنتيمتراً ـ وسواء كان على الشاطىء ام في الحوض البلاستيكي ـ فانه يسرّ بملء قدح بالماء وسكبه مرات ومرات ـ وهو سيجد متعة كبيرة ايضاً باللعب بالرمل. اما المخاطر المتأتية من هذه النشاطات: فقد تأتي على الشكل التالي: ـ يمكن للطفل ان يغرق حتى في 15 سنتيمتراً من الماء ـ ويعتبر الغرق السبب الثالث الاكثر شيوعاً بين أسباب الوفيات العرضية للأطفال والصغار. ـ يجد الطفل متعة في ذرّ الرمال والاوساخ في الهواء ـ ولكنها يمكن ان تدخل الى عينيه وأذنيه. ـ يتعلم الطفل في البيت الشرب من الاقداح، أما في الخارج ولا سيما على الشاطىء، فانه قد يجرب نفس الشيء يشرب المياه القذرة او المالحة من كوبه. الاحتياطات: أفضل الاحتياطات على هذا الصعيد هو المراقبة الدائمة ـ فمعظم حالات غرق الاطفال كان يمكن تلافيها عبر يقظة الاهل ـ وفي حال كانت الام متنبهة يمكن لها ايضاً ايقاف امتداد يد طفلها بالرمل نحو عينيه او نحو عيني طفل آخر. وبمقدورها ايضاً في حال يقظتها ان تمنع الكوب المليء بماء الحوض من الوصول الى فم طفلها. الشمس والحرارة: تحتوي اشعة الشمس المباشرة على الاشعة فوق البنفسجية التي تولد فيتامين "د" في البشرة، لذا من الصحي تعريض طفلك لأشعة الشمس بعض الوقت. المخاطر: يؤدي تعريض الطفل للكثير من اشعة الشمس الى احراق بشرته الرقيقة، وحتى لو كنت قد عمدت منذ بداية الصيف الى تعريض طفلك لكميات متزايدة تدريجاً من أشعة الشمس. يبقى احتمال اصابته بضربة الشمس وارداً في حال أفرطت في تعريضه لاشعتها. ـ حصف الحر الذي هو عبارة عن طفح جلدي يسبب الحكة وينتج عن الافراط في التعرض للشمس، ليس بالشيء الخطير ولكنه غير مريح ومزعج. ـ في حال اردت انت تعريض جسدك لاشعة الشمس المباشرة عدداً من الساعات، احرصي على ابقاء راس طفلك مغطى بقبعة وذلك لحماية رأسه وجبهته وأنفه، واعملي كذلك على تغطية الاجزاء الحساسة من ذراعيه وساقيه بملابس خفيفة. ـ على الشاطىء احرصي على ابقاء طفلك بعيداً من اشعة الشمس معظم الوقت خلال اليومين الاولين من تعرضه لها، وليكن تعرضه للشمس في البداية فقط عندما تنزلينه الى الماء، وتذكري ان الوهج المنعكس من اشعة الشمس يمكن ان تحرق بشرة الطفل حتى ولو كان في منطقة ظليلة. ـ خفض من احتمال اصابة طفلك بحصف الحر، وكذلك خففي من ازعاجها اذا حصلت بابقائه بارداً قدر الامكان، وذلك بوضعه في الظل او الماء خلال الايام الشديدة الحر. ـ اخيراً معظم الاطفال الذين في عمر السنة يأخذون اغفاءة خلال الوقت الذي تشتد فيه حرارة النهار، لذا احرصي على أن تكون اغفاءة طفلك داخل البيت او في الظل اذا ما كانت خارجه ـ ولكن حذار ان تكون فيه الاغفاءة تحت أشعة الشمس المباشرة.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
هل تشعرون بالبرد في الطقس الحار؟!.. إليكم الأسباب
يعاني بعض الأشخاص من الشعور دائما بالقشعريرة حتى في الطقس الحار. فما هي الأسباب، وهل هي علامة على مرض خطير؟ ووفقا للخبراء يمكن أن يكون اختلال تنظيم حرارة الجسم في بعض الأحيان لأسباب طبية بحتة، التي أكثرها انتشارا هي: 1 – نقص الحديد: هو السبب الأكثر شيوعا للشعور بالبرودة، ويرتبط ذلك بانخفاض مستوى الهيموغلوبين في الدم. فعندما ينخفض الهيموغلوبين، تقل قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية، مما يؤدي إلى ضعف تغذية الأنسجة. ولمواجهة هذا النقص، تتمدد الأوعية الدموية في محاولة لزيادة تدفق الدم، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالقشعريرة. وللسبب نفسه، تلاحظ العديد من النساء زيادة في حساسية البرد أثناء فترة الدورة الشهرية. 2 – انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية: يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى انخفاض في مستوى الهرمونات التي تنتجها، وهو ما قد يكون سببًا في الشعور المستمر بالقشعريرة. فعند نقص هذه الهرمونات، تتباطأ عملية الاستقلاب (الأيض) في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الجسم. لذلك، إذا كان الشخص يشعر بالبرد باستمرار، فقد يكون من المفيد إجراء فحص لوظائف الغدة الدرقية للتحقق من وجود أي خلل. 3 – ارتفاع مستوى السكر في الدم: يُعد داء السكري أحد الأسباب المحتملة لزيادة الحساسية للبرد والشعور المستمر بالقشعريرة. فعند الإصابة بالسكري، تتدهور عملية تغذية الخلايا وإمدادها بالدم، ما يؤدي إلى نقص حاد في الطاقة داخل الجسم. وعندما يعاني الجسم من نقص في الطاقة، يبدأ في تقنين استهلاكها — بما في ذلك الطاقة المخصصة للحفاظ على حرارة الجسم. ومن الأسباب الأخرى للقشعريرة المستمرة لدى مرضى السكري الاعتلال العصبي السكري، وهو تلف يصيب الأنسجة العصبية، وقد يتطور في مراحله المتقدمة إلى اضطرابات استقلابية وأمراض في القلب والأوعية الدموية. وبشكل عام، إذا كان الشخص يعاني من القشعريرة المستمرة إلى جانب أعراض أخرى مثل العطش الدائم، وكثرة التبول، والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، فمن الضروري فحص مستوى السكر في الدم. (روسيا اليوم)


ليبانون 24
منذ 5 ساعات
- ليبانون 24
هل تشعرون بالبرد في الطقس الحار؟!.. إليكم الأسباب
يعاني بعض الأشخاص من الشعور دائما بالقشعريرة حتى في الطقس الحار. فما هي الأسباب، وهل هي علامة على مرض خطير؟ ووفقا للخبراء يمكن أن يكون اختلال تنظيم حرارة الجسم في بعض الأحيان لأسباب طبية بحتة، التي أكثرها انتشارا هي: 1 - نقص الحديد: هو السبب الأكثر شيوعا للشعور بالبرودة، ويرتبط ذلك بانخفاض مستوى الهيموغلوبين في الدم. فعندما ينخفض الهيموغلوبين، تقل قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية، مما يؤدي إلى ضعف تغذية الأنسجة. ولمواجهة هذا النقص، تتمدد الأوعية الدموية في محاولة لزيادة تدفق الدم، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالقشعريرة. وللسبب نفسه، تلاحظ العديد من النساء زيادة في حساسية البرد أثناء فترة الدورة الشهرية. 2 - انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية: يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى انخفاض في مستوى الهرمونات التي تنتجها، وهو ما قد يكون سببًا في الشعور المستمر بالقشعريرة. فعند نقص هذه الهرمونات، تتباطأ عملية الاستقلاب (الأيض) في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الجسم. لذلك، إذا كان الشخص يشعر بالبرد باستمرار، فقد يكون من المفيد إجراء فحص لوظائف الغدة الدرقية للتحقق من وجود أي خلل. 3 - ارتفاع مستوى السكر في الدم: يُعد داء السكري أحد الأسباب المحتملة لزيادة الحساسية للبرد والشعور المستمر بالقشعريرة. فعند الإصابة بالسكري، تتدهور عملية تغذية الخلايا وإمدادها بالدم ، ما يؤدي إلى نقص حاد في الطاقة داخل الجسم. وعندما يعاني الجسم من نقص في الطاقة، يبدأ في تقنين استهلاكها — بما في ذلك الطاقة المخصصة للحفاظ على حرارة الجسم. ومن الأسباب الأخرى للقشعريرة المستمرة لدى مرضى السكري الاعتلال العصبي السكري، وهو تلف يصيب الأنسجة العصبية، وقد يتطور في مراحله المتقدمة إلى اضطرابات استقلابية وأمراض في القلب والأوعية الدموية. وبشكل عام، إذا كان الشخص يعاني من القشعريرة المستمرة إلى جانب أعراض أخرى مثل العطش الدائم، وكثرة التبول، والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، فمن الضروري فحص مستوى السكر في الدم. (روسيا اليوم)