logo
حليب الإبل مادة أولية في صناعة الأجبان الفرنسية

حليب الإبل مادة أولية في صناعة الأجبان الفرنسية

الوسط٢٥-٠٦-٢٠٢٥
في شمال فرنسا، يُنتج جوليان جوب حليب الإبل وجبنها ويبيعهما، ومع أنه في ذلك يشذّ عن السائد، إلا أن الطلب عليهما آخذ في التزايد، وخصوصا أن للإبل مزايا بيئية.
ترعى الأبقار في بساتين بلدة فينيي الصغيرة، على مقربة من منطقة إنتاج جبن ماروي، الأشهر في شمال فرنسا. ولكن في المرج المجاور، تُبرز جمال عربية وسواها قوامها الطويل النحيل، وفقا لوكالة «فرانس برس».
ويُعد هذا القطيع الذي يضم 80 رأسا الأكبر في فرنسا بلا منازع من هذه الحيوانات، ومن الأكبر في أوروبا. وكان جوليان جوب (43 عاما)، وهو مربي جمال غير تقليدي، يعمل في مجال نقل حيوانات حدائق الحيوان والسيرك قبل أن يُطلق مزرعته «لا كاميليري» العام 2015.
ومع أن في فرنسا مزارع أخرى للإبل تُستخدم بشكل رئيسي للسياحة الزراعية، فإن هذه المزرعة هي الأولى التي حصلت على موافقة صحية أوروبية تسمح ببيع الحليب ومنتجات الألبان.
-
-
-
ويشكّل ذلك إنجازا، إذ أن حليب الإبل الذي لا يتخثر طبيعيا كان قبل 15 عاما فحسب يُعتبر غير مناسب لإنتاج الجبن.
وتوفّر «لا كاميليري» عبر موقعها الإلكتروني حليب الإبل المبستر، والكفير (الحليب المخمر)، وحتى، في أحيانٍ نادرة، جبنتي «بوس دي فاني» و«كاميلومي»، وهما نوعان من الجبن ابتُكرا بدعم من باحثين جعلا جوليان جوب يفوز بميدالية في «جوائز الجبن العالمية» World Cheese Awards في كازاخستان العام 2024.
غذاء ممتاز
يُعتبر حليب الإبل غذاء ذا مميزات غذائية ممتازة، إذ هو أغنى بفيتامين «سي» من حليب البقر، وأسهل هضما لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، وغني بالأحماض الدهنية غير المشبعة.
كذلك تستكشف دراسات آثاره المحتملة على الخلايا السرطانية، وعلى تنظيم سكر الدم لدى مرضى السكري وعلى والتوحد.
ولاحظ الباحث الفخري في مركز التعاون الدولي في البحوث الزراعية من أجل التنمية برنار فاي أنّ «ثمة مزيجا من الأساطير والملاحظات التجريبية والحقائق العلمية المحيطة بهذا الحليب»، مبرزا «منافعه الصحية الأكيدة للمستهلكين الدائمين».
تقليديا، كان البدو الرحل في المناطق القاحلة أو شبه الصحراوية ينتجون حليب الإبل، ويخصصونه لاستهلاكهم الخاص.
لكن في العقود الأخيرة، ظهرت تربية الماشية المكثفة في دول الخليج، وازداد الطلب العالمي عليها بشكل كبير. ومع التغير المناخي، تراهن دول جديدة أيضا على تربية الإبل، من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى الولايات المتحدة.
وتمتع الإبل بقدرة على الاستفادة القصوى من النباتات النادرة، وتستهلك كميات أقل بكثير من الأبقار المماثلة لها في الوزن، ولأنها تفتقر إلى الحوافر، تُسبب ضررا أقل للتربة. كذلك يمكن استخدامها في الرعي البيئي للتخلص من العليق والشوك والقراص.
وشرح رئيس الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل كريستيان شوتل أن طاالإبل من السلالات الحيوانية القليلة التي تستطيع العيش في حرارة تمتد من 40 درجة تحت الصفر و40 درجة مئوية». واضاف «مناخنا مناسب جدا لها».
منتج فاخر
وتتميز إبل فينيي بسنامات جميلة، وهي أسمن من إبل الصحراء. والمشكلة المحتملة الوحيدة هي الرطوبة، وهي مشكلة يحلّها جوليان جوب بإعطائها طاردات ديدان أكثر بقليل مما يفعل مع الماشية.
ومع أن النمو السنوي للطلب يفوق 8% في أوروبا، بسعر 17 يورو للتر الواحد، يبقى حليب إبله منتجا فاخرا، ومن غير المرجح أن يكون بديلا من حليب الأبقار.
ويُتوقع أن يبقي إنتاج الجبن الذي يتطلب كميات كبيرة من الحليب، هامشيا أيضا.
وأوضح جوليان جوب أن «أنثى الجمل تنتج ما بين لترين وثلاثة لترات يوميا (أقل بعشر مرات من بقرة نورماندي)، لعام واحد كل عامين».
ولا يساهم حظر استيراد الإبل من خارج أوروبا في تحسين الإنتاجية.
ويكسب جوليان جوب دخله أيضا من بيع الحليب، ومن السياحة، من خلال رحلات ركوب الجمال، وبيع الذكور الصغيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السلطات الصحية الأميركية تعيد النظر في العلاجات الهرمونية لانقطاع الطمث
السلطات الصحية الأميركية تعيد النظر في العلاجات الهرمونية لانقطاع الطمث

الوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الوسط

السلطات الصحية الأميركية تعيد النظر في العلاجات الهرمونية لانقطاع الطمث

درست السلطات الصحية الأميركية العلاجات الهرمونية لآثار انقطاع الطمث، وقد تُشجّع على استخدامها رغم الجدل الدائر منذ سنوات بشأن أضرارها الجانبية، وفي مقدمتها زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويتمثّل انقطاع الطمث، من الناحية الطبية، في توقّف نشاط المبيضين والدورة الشهرية، وله عواقب على صحة المرأة، إذ قد يُسبّب أعراضًا مزعجة جدًّا، من أبرزها الهبّات الساخنة، واضطرابات النوم، وجفاف المهبل، إضافةً إلى آلام أثناء الجماع، وسواها، وفقًا لوكالة «فرانس برس». وقال رئيس إدارة الغذاء والدواء الأميركية، مارتي ماكاري، في مقطع فيديو إن العلاجات الهرمونية «ساعدت النساء مدى عقود في تخفيف أعراض انقطاع الطمث»، معتبرًا أن ثمة مبالغة في المخاوف من المخاطر التي قد تنجم عنها. - - - ودعا إلى اجتماع لجنة من الخبراء من خارج الهيئة لمراجعة المخاطر المرتبطة بهذه العلاجات الهرمونية لانقطاع الطمث. وواظبَ مارتي ماكاري على الدفاع عن وصف هذه الأدوية للنساء، وشدّد في مقطع الفيديو على أنها يمكن أن تُساهم في الحد من التدهور المعرفي، وخطر الإصابة بمرض الزهايمر، وقد تحول دون الإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويكفّ المبيضان تدريجيًّا عن العمل في مرحلة انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. ويمكن أن تُسبّب هذه التغيّرات أعراضًا مزعجة جدًّا يمكن التخفيف منها بأدوية الهرمونات البديلة. لكنّ دراسة أميركية أثارت عام 2002 ضجّة كبيرة، إذ أظهرت أن العلاجات الهرمونية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والسكتة الدماغية، مما أدّى إلى انخفاض كبير في وصفها للنساء. جلطات الدم المميتة ولا تزال وجهات النظر متباينة في هذا المجال بين الأوساط الطبية. ورأت بعض الجهات الطبية أن دراسة العام 2002 كانت مغلوطة، لأن المشاركات فيها كنّ بعيدات جدًّا عن مرحلة انقطاع الطمث، وبالتالي تكون مخاطر هذه العلاجات في سنّهنّ عالية، وفوائدها محدودة. وسبق لإدارة الغذاء والدواء نفسها أن نبّهت إلى أن هذه الأدوية تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانَي بطانة الرحم والثدي، بالإضافة إلى جلطات الدم المميتة.

ترامب يعلن موافقة كوكاكولا على استخدام السكّر المستخرج من قصب السكّر
ترامب يعلن موافقة كوكاكولا على استخدام السكّر المستخرج من قصب السكّر

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

ترامب يعلن موافقة كوكاكولا على استخدام السكّر المستخرج من قصب السكّر

وافقت شركة كوكاكولا على تغيير طريقة إنتاجها في الولايات المتحدة وبدء استخدام السكر المُستخرج من قصب السكّر بدل شراب الذرة عالي الفركتوز في منتجاتها، على ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعروف باستهلاكه الكبير لهذه المشروبات الغازية الشهيرة. بينما تستخدم الشركة العملاقة السكروز في أوروبا، يتناول المستهلكون الأميركيون شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS) المُضاف إلى المشروبات الغازية، وفقا لوكالة «فرانس برس». وقال ترامب عبر صفحته في موقع «تروث سوشال»: «تحدثتُ إلى كوكاكولا بشأن استخدام السكّر الطبيعي المُستخرج من قصب السكّر في الكولا في الولايات المتحدة، وقد وافقت». وأضاف «أود أن أشكر جميع العاملين في كوكاكولا. سيكون ذلك قرارا صائبا جدا من جانبهم، سترون ذلك. إنه ببساطة أفضل!». - - وردّت الشركة الأميركية بإيجاز عبر موقعها الإلكتروني «نقدّر حماسة الرئيس ترامب لعلامتنا التجارية الشهيرة». انتشر استخدام شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS) على نطاق واسع في الولايات المتحدة خلال سبعينات القرن الفائت، بفضل الدعم الحكومي لمزارعي الذرة والتعريفات الجمركية المرتفعة المفروضة على قصب السكّر. تأثير القرار على منتجي الذرة قد يؤثر قرار كوكاكولا على منتجي الذرة في ما يُعرف بـ«كورن بيلت»، وهي منطقة في الوسط الغربي تضمّ قاعدة كبيرة من مؤيدي ترامب. يتألّف شراب الذرة عالي الفركتوز والسكروز من الفركتوز والغلوكوز، إلا أنّ تركيبتيهما مختلفة، فشراب الذرة عالي الفركتوز يحتوي على الفركتوز والغلوكوز الحر (جزيئات الغلوكوز غير مرتبطة كيميائيا بمركبات أخرى) بنسب متفاوتة، بينما يرتبط هذان السكريان كيميائيا في السكروز. ولا يبدو أن هذه الاختلافات الهيكلية تؤثر بشكل كبير على الصحة. ففي العام 2023، أظهرت دراسات سريرية عدم وجود فرق كبير بين شراب الذرة عالي الفركتوز والسكروز لناحية تأثيرها على زيادة الوزن أو صحة القلب. ويتمثل الفرق الملحوظ الوحيد في ارتفاع مؤشر الالتهاب لدى الأشخاص الذين يستهلكون شراب الذرة عالي الفركتوز.

دراسة: المساعدات العالمية لقطاع الصحة تدخل عصر «التقشف الشديد»
دراسة: المساعدات العالمية لقطاع الصحة تدخل عصر «التقشف الشديد»

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

دراسة: المساعدات العالمية لقطاع الصحة تدخل عصر «التقشف الشديد»

يُرجح أن تنخفض المساعدات الدولية المخصصة للصحة في الدول الفقيرة هذا العام إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 15 عاما، وفقا لدراسة نُشرت الأربعاء في مجلة «ذي لانسيت» العلمية، معتبرة أنها بداية «عصر تقشف» طويل الأمد. وقال معدّو الدراسة: «ندخل في عصر من التقشف في مجال الصحة العالمية»، موضحين أن البحث يهدف إلى تحديد مستوى المساعدات الدولية الصحية في السنوات المقبلة، وفق وكالة «فرانس برس». وتشمل هذه المساعدات، التي تقدمها الدول المتقدمة إلى الدول الفقيرة أو النامية، مجالات متعددة، ومنها مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز». تراجع المساعدات إلى أقل من 40 مليار دولار يتوقع أن تتراجع هذه المساعدات إلى أقل من 40 مليار دولار في العام 2025، أي إلى نصف المستوى القياسي الذي بلغته في العام 2021. وعلى الرغم من أن ذلك العام، شهد ظروفا استثنائية بسبب جائحة «كوفيد»، لكن الاتجاه العام يشير إلى تراجع حاد يُعيد مستويات الدعم إلى مستوى متدنٍ لم يشهده العالم منذ العام 2009. ويُعزى هذا التراجع جزئيا إلى التخفيضات الكبيرة التي أقرها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ميزانية المساعدات الإنمائية. وأشار الباحثون أيضا إلى أن ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة خفضت إسهاماتها بشكل ملحوظ في هذا المجال. تخفيض المساعدات سيؤثر على الصحة العامة يحذر معدّو الدراسة من أن هذه التخفيضات ستؤثر بشكل «كبير» على الصحة العامة، وبشكل خاص في دول كالصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وملاوي، حيث تعتمد أنظمة الرعاية الصحية بشكل شبه كامل على المساعدات التنموية. وفي ظل هذا الوضع، يدعو الباحثون إلى زيادة تمويل المساعدات التنموية. كما يحثون الدول المستفيدة منها على ضرورة البحث عن مصادر تمويل بديلة، وبشكل خاص الاعتماد على مواردها الوطنية الخاصة. ويُسلط المؤلفون الضوء على غموض آفاق المستقبل، متسائلين عن مدى إمكان سدّ الفجوة بالموارد الوطنية، وزيادة إسهامات بعض المانحين وقدرة أنظمة الصحة على تحقيق نتائج أفضل بموارد أقل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store