logo
الولايات المتحدة الأمريكية والتفرد بالعالم عسكريًا واقتصاديًا

الولايات المتحدة الأمريكية والتفرد بالعالم عسكريًا واقتصاديًا

جفرا نيوزمنذ 2 أيام
جفرا نيوز -
في ظل الغموض الذي يكتنف الاستراتيجية الصينية في التعامل مع القضايا والملفات العالمية، وكذلك طبيعة تحالفاتها الدولية، خاصة مع روسيا وباكستان، وانشغال الأولى في حربها مع أوكرانيا، مع وجود عقوبات اقتصادية أنهكتها، فُتح المجال وأُعطيت الولايات المتحدة الأمريكية فرصة الاستقواء على العالم وفرض إرادتها وعضلاتها عالميًا..
الأمر الذي أتاح لها فرصة فرض سيطرتها على العالم، ضاربة عرض الحائط بالقيم الأخلاقية ومعايير العدالة والقرارات الأممية التي تسيطر عليها تمامًا، لتحقيق مصالحها وصولًا إلى هدفها نحو أحادية القطب والمتحكم الأوحد في مصير الدول.
ففي الوقت الذي تضرب فيه إيران وتوجه هجومًا كبيرًا وقويًا على مفاعلاتها النووية بحجة تحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط، تغض الطرف عن دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تمتلك قوة نووية في المنطقة، الأمر الذي شكل ضربة لقيم العدالة التي تتحدث عنها.
وحمل هذا الهجوم على إيران رسائل تهديد واضحة لدول المنطقة والعالم بأنها ستكون على الجدول القادم إذا لم تخضع للشروط والمطالب الأمريكية، بأسلوب لا يخلو من الابتزاز للحصول على ثرواتها بمسميات مختلفة، دون أن يُحرّك العالم ساكنًا مع حالة الضعف والتحديات التي أوجدتها الولايات المتحدة في طريقها.
لأن القوة والترسانة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية، مع انشغال العالم بملفاته الشائكة، أتاح لها فرصة لن تضيعها في التفرغ للشأن الاقتصادي والرد على التحالفات الدولية لتشكيل جبهة اقتصادية ومحاربة الدولار الأمريكي الذي يُعتبر العملة الرئيسية في التعاملات الدولية.
والآن، وبعد الرسائل المغلقة بالقوة التي بعثت بها الولايات المتحدة الأمريكية للعالم، بما فيها حليفتها أوروبا التي تسير في فلكها، أصبح الشأن الاقتصادي والتفرد به عالميًا من أهم الملفات الأمريكية لإحباط أي محاولة تعكس هذا التوجه أو تؤثر في قوة الدولار عالميًا، خاصة تكتل «بريكس» الذي مرّ على تأسيسه أكثر من 15 سنة بهدف كسر هيمنة الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، على الاقتصاد العالمي. ومع أن هذا التحالف يضم بعضويته دولًا تُعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، إلا أنها ولغاية الآن لم تتمكن من تحقيق أهدافها بسبب التحديات التي أغرقتها بها الولايات المتحدة الأمريكية.
مما يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت متفرغة تمامًا للملف الاقتصادي وإفشال تكتل بريكس بطرق مختلفة، لا يخلو بعضها من الابتزاز والتهديد وأسلوب العصا والجزرة لإجبار العالم، وبمعنى أدق، إخضاعه للسير في فلكها وتنفيذ أوامرها.
وجاءت الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعيد ولايته الحالية، برفع الرسوم الجمركية على الصادرات العالمية لبلاده، دون أن يستثني أحدًا، بالون اختبار لقياس قدرة الدول على مواجهة هذه الأوامر وكيفية التعامل معها، حيث خضعت الأغلبية وأخذت تهرول إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء مفاوضات وتنفيذ شروطها.
مما يؤكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الآن الدولة الوحيدة التي تتحكم بالعالم اقتصاديًا وعسكريًا، وصاحبة القول الفصل في شن الحروب وإيقافها، وتقرير مصير الدول والتحكم بسياساتها وقراراتها الاستراتيجية، وكأن العالم يعيش صدمة الحرب العالمية الثانية وإفرازاتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخزانة الأميركي: سنحقق نمواً بلا تضخم... وسألتقي نظيري الصيني خلال الأسبوعين المقبلين
وزير الخزانة الأميركي: سنحقق نمواً بلا تضخم... وسألتقي نظيري الصيني خلال الأسبوعين المقبلين

Amman Xchange

timeمنذ 3 ساعات

  • Amman Xchange

وزير الخزانة الأميركي: سنحقق نمواً بلا تضخم... وسألتقي نظيري الصيني خلال الأسبوعين المقبلين

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تعتزم تحقيق نمو اقتصادي دون التسبب في ارتفاع معدلات التضخم، في وقت تستعد فيه واشنطن للإعلان عن سلسلة من الاتفاقات التجارية الجديدة خلال الساعات الـ48 المقبلة. وأضاف بيسنت، في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، أن تحركات الدولار الأميركي صعوداً وهبوطاً «أمر طبيعي وغير خارج عن المألوف»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العملة الصينية شهدت تراجعاً خلال الفترة الأخيرة. وهبط الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى منذ 2021 مقابل اليورو، وأضعف مستوى منذ 2015 مقابل الفرنك السويسري خلال تعاملات يوم الاثنين، مع ترقب المتعاملين أي تطورات كبيرة تتعلق بالتجارة مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترمب لتطبيق الرسوم الجمركية. وأكد الوزير الأميركي عزمه لقاء نظيره الصيني خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار بشأن التجارة والقضايا الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال: «سألتقي نظيري الصيني خلال الأسبوعين المقبلين. عقدنا اجتماعات جيدة في جنيف ولندن، وتعاملنا مع الملف باحترام كبير». وحول المسار التجاري، أوضح بيسنت أن عدة أطراف غيّرت مواقفها في الآونة الأخيرة، مضيفاً: «كان بريدي الإلكتروني الليلة الماضية ممتلئاً بالعروض والمقترحات الجديدة، لذلك فإن اليومين القادمين سيكونان حافلين بالنشاط». يأتي ذلك بالتزامن مع المهلة النهائية التي حددتها إدارة الرئيس دونالد ترمب يوم الأربعاء، لإبرام اتفاقيات تجارية جديدة، قبل فرض رسوم جمركية إضافية اعتباراً من مطلع أغسطس (آب) المقبل.

البيت الأبيض: ترامب يعدّ إنهاء الحرب في غزة أولوية "قصوى"
البيت الأبيض: ترامب يعدّ إنهاء الحرب في غزة أولوية "قصوى"

جفرا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • جفرا نيوز

البيت الأبيض: ترامب يعدّ إنهاء الحرب في غزة أولوية "قصوى"

جفرا نيوز - قال البيت الأبيض، إن "الأولوية القصوى" للرئيس الأميركي دونالد ترامب هي إنهاء الحرب في غزة وتحرير المحتجزين، قبل اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين إن المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف سيتوجه في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى قطر حيث تجري مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس.

الصين تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الثامن على التوالي وسط أسعار قياسية
الصين تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الثامن على التوالي وسط أسعار قياسية

رؤيا

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا

الصين تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الثامن على التوالي وسط أسعار قياسية

الصين تواصل شراء الذهب للشهر الثامن على التوالي وتضيف 34 طنًا إلى احتياطياتها عززت الصين احتياطياتها الرسمية من الذهب للشهر الثامن على التوالي في يونيو/حزيران الماضي، مؤكدةً على استراتيجيتها لتنويع أصولها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، في وقت تحوم فيه أسعار المعدن الأصفر قرب مستويات تاريخية. كشفت بيانات رسمية صدرت الإثنين أن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) قد أضاف ما يقارب 70 ألف أونصة من الذهب إلى خزائنه خلال الشهر الماضي. وبهذه الإضافة، يرتفع إجمالي مشتريات الصين من المعدن الثمين منذ بدء موجة الشراء المستمرة في نوفمبر الماضي إلى 1.1 مليون أونصة تروي، أو ما يعادل حوالي 34.2 طنًا. عوامل متعددة تدعم أسعار الذهب يأتي هذا الإقبال الصيني المستمر في ظل ارتفاع ملحوظ لأسعار الذهب، التي سجلت مكاسب تجاوزت 25% منذ بداية العام. ويُعزى هذا الصعود القوي إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها: الطلب المتزايد من البنوك المركزية: لم تقتصر حمى الشراء على الصين وحدها، بل شهد السوق العالمي زيادة في الطلب من قبل العديد من البنوك المركزية التي تسعى إلى تعزيز استقرار احتياطياتها. الملاذ الآمن: أدت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين. السياسات الاقتصادية الأمريكية: أثارت السياسات التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا. تقلبات قصيرة الأجل في مواجهة اتجاه صاعد على الرغم من هذا الزخم الإيجابي على المدى الطويل، شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الإثنين، لتصل إلى أدنى مستوى لها في أسبوع. ويعود هذا الانخفاض المؤقت إلى صعود مؤشر الدولار، الذي يجعل الذهب المقوم بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. كما تفاعلت الأسواق مع تصريحات الرئيس ترامب بشأن تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية وقرب إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,307.87 دولارًا للأونصة، فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7% لتستقر عند 3,318 دولارًا. استراتيجية التنويع الصينية ودورها في السوق يؤكد المحللون أن استمرار البنوك المركزية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، في شراء الذهب يوفر دعمًا قويًا للسوق ويحد من التقلبات الحادة. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لبعض الدول لتقليل الاعتماد على الأصول المقومة بالدولار الأمريكي، مدفوعة بمخاوف بشأن ارتفاع العجز المالي الأمريكي وتآكل القوة الشرائية للدولار. وفي هذا السياق، صرح زين فودة، المحلل في "MarketPulse" التابعة لشركة "OANDA"، بأن "بنك الشعب الصيني، على وجه الخصوص، يقوم بتنويع احتياطيات النقد الأجنبي بشكل ملحوظ"، مضيفًا أن "الزيادة في حالة عدم اليقين والمخاطر الجيوسياسية قد تؤدي إلى تسريع هذه العملية". وتجدر الإشارة إلى أن موجة الشراء الحالية للصين تأتي بعد توقف قصير دام ستة أشهر، سبقته سلسلة مشتريات متواصلة استمرت لـ 18 شهرًا حتى عام 2024، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية طويلة الأمد للذهب في سياسة بكين النقدية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store