
الرواية الإماراتية والسينما
في الإمارات لا يكتب الشعراء روايات من أجل الجوائز، بل لإشباع غريزة السرد والحكي لديهم في بيئة خصبة بالقصص الشعبية والسرديات التراثية العتيقة، وهو أيضاً شكل من أشكال القبض على الماضي وعدم التفريط بالذاكرة الثقافية والاجتماعية وبخاصة قبل ظهور النفط.
اتبع بعض شعراء الإمارات هذه التحوّلات، ورأوا أنهم لا يستطيعون التعبير عنها بالشعر، فعبّروا عنها بالرواية مثلما فعل الشاعر ناصر جبران في روايته الوحيدة «سيح المهب».
الشاعر كريم معتوق أيضاً كتب الرواية، ولكن السرد الروائي لم يكن بالنسبة إليه هو مشروعه الأدبي، فقد كان الشعر وما زال هو علامته وبوصلته إلى الحياة والحب والوجود، وهو أخلص للشعر، واستحق أن يجلس في مقعد أمير الشعراء في دورته التكريمية الأولى.
للروائي الكبير حقاً في شخصيته الأدبية ومكانته الثقافية علي أبو الريش أثر شعري ولكنه محدود، ذلك أن مشروع أبي الريش هو الرواية وليس الشعر، وعلى جانب آخر من هذه المعادلات نجد أن المسرحي المبدع جمال مطر، وهو شاعر أيضاً كتب روايتين.. الأولى بعنوان «كلب» وصدرت في عام 2018، والثانية بعنوان: «ربيع الغابة» وصدرت في عام 2021، ولكن مشروع جمال مطر ليس الرواية ولا الشعر، بل المسرح بكل ما فيه من تكوين جمالي وثقافي.
إن ما أرمي إليه في هذه المقالة بالضبط، ليس تحوّل الشعراء والمسرحيين أو غيرهم إلى روائيين، بل إن ما يستحق الإشارة هنا هو حجم الإنتاج الروائي الإماراتي الغزير في السنوات الأخيرة، وإمكانية استثمار هذا الإنتاج الأدبي في السينما.
نعم السينما الإماراتية الغائبة عن كونها مشروعاً فنياً أو صناعة إبداعية محلية لها مقوّمات النجاح، وأول هذه المقوّمات أساسها فن الرواية في الإمارات، والأسماء عديدة في لائحة روائية طويلة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: فتحية النمر.. الكاتبة الغزيرة والمتمكنة من مشروعها الأدبي العملي والذكي في آن واحد، إضافة إلى ريم الكمالي، وبخاصة في روايتها «يوميات روز» القريبة إلى الصناعة السينمائية، والروائية إيمان اليوسف في عملها الأدبي المهم «قيامة الآخرين».
المادة الحكائية أو السردية اللازمة للسينما متوفرة وبكثرة عند الكتاب الإماراتيين الشعراء منهم والروائيين، ومع ذلك لا توجد في الإمارات سينما قائمة على الرواية المحلية المعبّرة بصدق عن ذاكرة المكان وثقافته الأصلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
بصحبة كائنات الأعماق
عيون ملأى بالدهشة والانبهار، حيث تطالع - عن قرب - الكائنات القادمة من أعماق البحار والمحيطات، وتتأمل في أسماك عملاقة وأنواع مختلفة تنتمي إلى تلك العوالم الزرقاء المجهولة، بين جنبات «سي ورولد أبوظبي» في جزيرة ياس، حيث ترتحل المدينة بزوارها - صغاراً وكباراً - بعيداً، وتُعرّفهم بالحياة البحرية، وما تضمه من روائع وغرائب في أجواء من المرح والاستكشاف، لتجمع هذه الزيارة بين المتعة والفائدة.


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
ناصر اليماحي: «حساب الدرور» إرث عريق في مجتمعنا
نظم مجلس محمد بن حمد الشرقي، بالتعاون مع مؤسسة الفجيرة لتنمية المناطق، جلسة ثقافية توعوية بعنوان «حساب الدرور بين الماضي والحاضر»، في مجلس قراط. قدم الجلسة المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ناصر اليماحي، والذي سلط الضوء على أهمية التعريف بنظام «الدر»، وتوثيق هذا الإرث الثقافي العريق، بوصفه إحدى الممارسات التقليدية التي شكلت جزءاً من الوعي الجمعي في مجتمع الإمارات، وساهمت في تنظيم حياة الناس عبر الزمن. وتطرّق إلى عدد من المحاور الجوهرية، شملت تعريفاً شاملاً لمفهوم «الدر»، وأنواع الدرور وتقسيماتها، وأهم مميزات أيام الدر، والعلاقة بين حساب الدرور والموروث الشعبي من أشعار وأمثال، بالإضافة إلى كيفية الانتقال بهذه المعارف إلى العصر الحديث باستخدام الوسائل التقنية الحديثة لحفظها ونقلها. من جهته، أكد مدير مجلس محمد بن حمد الشرقي، الدكتور علي بن نايع الطنيجي، أن هذه الجلسة تأتي ضمن سلسلة اللقاءات الثقافية والتوعوية التي ينظمها المجلس تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، والهادفة إلى إحياء التراث الشعبي، وتعزيز الهوية الوطنية، وتوثيق المعارف التقليدية بأساليب عصرية تسهم في تعزيز الوعي. وشهدت الجلسة حضوراً لافتاً من أبناء المنطقة والمهتمين بالتراث، وسط تفاعل يعكس الاهتمام المتزايد بإحياء الموروث الإماراتي وصونه للأجيال المقبلة.


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
«ناشئة الذيد» يستكشفون كائنات «مربى الشارقة»
وسط أجواء من التفاعل والاستكشاف، نظّمت إدارة النشاط الصيفي لنادي الذيد زيارة علمية إلى مربى الشارقة للأحياء المائية، بمشاركة مجموعة من الأطفال المنتسبين في الفئة العمرية من سبع سنوات إلى 13 سنة. وتأتي الزيارة في سياق اهتمام النادي بربط المشاركين بالمعرفة من خلال التجربة المباشرة، وتعزيز فضول الناشئة العلمي، والتعرّف إلى عناصر البيئة البحرية الإماراتية، إذ يُعد مربى الشارقة للأحياء المائية واحداً من أبرز المرافق التعليمية في الدولة، ويضم 21 حوضاً مائياً موزعة على طابقين، تُحاكي مختلف البيئات البحرية في الخليج العربي. وتندرج الزيارة ضمن سلسلة من الرحلات الاستكشافية التي ينفذها نادي الذيد خلال البرنامج الصيفي، لتوفير محتوى ثري يدمج بين القيم، والمعرفة، والانتماء البيئي والوطني، وتحويل العطلة إلى تجربة تعليمية متكاملة. وتنقّل المشاركون بين الأقسام المتنوعة للمربى، واطّلعوا على مئات الأنواع من الأسماك والرخويات والكائنات البحرية الدقيقة والنادرة، مثل فرس البحر وقناديل البحر، إلى جانب نباتات بحرية وشعاب مرجانية، وشاركوا في جلسات توعوية تفاعلية حول أهمية الحفاظ على البيئة البحرية والتوازن البيئي. وشكّلت الرحلة فرصة تعليمية حيّة أضافت للمشاركين معرفة بصرية وميدانية، خاصة مع العرض التفاعلي داخل الأنفاق الزجاجية التي تمنح الزائر شعوراً بالمشي في أعماق البحر، وسط عالم مائي نابض بالحياة.