بوتين ولاريجاني بحثا في توترات الأوضاع في الشرق الأوسط والوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني
أبرز الأحداث
حركة المرور كثيفة على اوتوستراد جونية في اتجاه ذوق مكايل
2025-07-20 16:09:12 أبرز الأحداث
أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي: ترامب سبق أن شجع نتنياهو على الاحتفاظ بأج...
2025-07-20 15:55:06 أبرز الأحداث

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 42 دقائق
- سيدر نيوز
مسؤول إثيوبي ينفي ادعاء ترامب بأن الولايات المتحدة مولت سد النهضة
نفى مسؤول إثيوبي ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ساهمت في تمويل سد النهضة الإثيوبي الضخم الجديد على نهر النيل، قائلا إنه ادعاء كاذب و'مؤذٍ'. وصرّح الرئيس ترامب الأسبوع الماضي، بأن السد المثير للجدل بُني 'بأموال أمريكية، إلى حد كبير'. يُعرف السد رسمياً باسم 'سد النهضة الإثيوبي الكبير'، ويُعد أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا ومصدر فخر كبير للشعب الإثيوبي. وعلى مدار 14 عاماً استغرقها إتمام السد، أكدت السلطات الإثيوبية مراراً أن تمويله جاء من الحكومة الإثيوبية، إلى جانب مساهمات من الشعب الإثيوبي. يشار إلى أن السد أثار غضب كل من مصر والسودان، الواقعتين في اتجاه مجرى نهر النيل، إذ تخشيان أن يؤدي السد إلى تقليل كمية المياه التي تصل إلى أراضيهما. وطلبت بي بي سي من السلطات الأمريكية توضيح تصريحات ترامب. ويوم الثلاثاء، رفضت فِكرت تامِر، نائبة مدير مكتب تنسيق سد النهضة، تصريحات ترامب، مؤكدة أن السد 'بُني دون أي مساعدة أجنبية'. ورغم أن مكتب تنسيق سد النهضة يُعد هيئة مستقلة من الناحية الفنية، إلا أن الحكومة أنشأته لحشد الموارد المالية اللازمة لبناء السد. وقالت فكرت: 'فيما يتعلق بما قاله دونالد ترامب، ينبغي على الحكومة الرد بإجراءات دبلوماسية بعيدة النظر ومدروسة بعناية'. وعقب تصريحاتها، تساءل بعض الإثيوبيين عن مدى اطلاع مكتب التنسيق على أي اتفاق محتمل بين الحكومة والولايات المتحدة، بالنظر إلى وضع المكتب كجهة مستقلة. ولم يصدر أي رد من الحكومة الإثيوبية على تصريحات ترامب بشأن تمويل السد، الذي بدأ في توليد الكهرباء عام 2022، واكتمل بناؤه بالكامل في وقت سابق من هذا الشهر. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يدعي فيها ترامب أن الولايات المتحدة شاركت في تمويل سد النهضة؛ ففي الشهر الماضي، كتب على منصته 'تروث سوشيال' أن السد 'موّلته الولايات المتحدة الأمريكية بغباء' وأنه 'قلّل بشكل كبير من المياه المتدفقة إلى نهر النيل'. وكان يشير إلى مخاوف مصر والسودان من أن السد العملاق سيؤثر على كمية المياه التي يحصلان عليها من نهر النيل. ويبلغ طول سد النهضة أكثر من ميل (نحو 1.6 كيلومتر) وارتفاعه 145 متراً، ويقع على النيل الأزرق في مرتفعات شمال إثيوبيا، وهي المنطقة التي يتدفق منها نحو 85 في المئة من مياه نهر النيل. وتأمل إثيوبيا في أن يوفّر السد، الكهرباء التي تشتد الحاجة إليها، إذ لا يزال نحو 60 في المئة من سكان البلاد بدون إمدادات كهربائية. لكن بناء السد أدى إلى توتر العلاقات مع مصر -الحليف القوي لإدارة ترامب – والسودان. وكان من المقرر أن يُنجز المشروع خلال ست سنوات بميزانية تبلغ 4 مليارات دولار أمريكي. وأثار المشروع حماساً واسعاً بين الإثيوبيين. واستغلت السلطات هذا الحماس الشعبي لجمع التمويل، من خلال بيع السندات للشركات، كما تعهد الموظفون بخصم جزء من رواتبهم، وأرسل أفراد الجالية الإثيوبية في الخارج تبرعاتهم. ورغم أن المشروع شهد تأخراً كبيراً وتجاوزاً للميزانية المقررة، فإن المساهمات استمرت بالتدفق. وبحسب مكتب تنسيق سد النهضة، جُمع 1.7 مليار بير إثيوبي (12.3 مليون دولار أمريكي/ 9.1 مليون جنيه إسترليني) من الجمهور في العام الذي سبق 7 يوليو/تموز الجاري.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
أوروبا... آخر آمل لعودة إيران إلى المجتمع الدولي؟
"ربما كنا نتحدث إلى الأشخاص الخطأ". كان هذا موقف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تعليقاً على مفاوضات بلاده المتعثرة مع الأوروبيين في بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب. كان الإيرانيون مهتمين أولاً وأخيراً بالحديث مع واشنطن. لكن الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركياً على برنامجهم النووي دفعتهم على ما يبدو إلى مراجعة حساباتهم بشأن الأوروبيين. رافعة يلتقي اليوم في اسطنبول ممثلون عن إيران ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) لدراسة سبل إنقاذ الديبلوماسية حول برنامج إيران النووي. يُحتمل أن يكون على جدول الأعمال تمديد المهلة الزمنية لإطلاق "آلية الزناد" والتي تضمن للأوروبيين إعادة فرض العقوبات لو وجدوا أن إيران تنتهك "بشكل ملحوظ" التزاماتها في اتفاق 2015 النووي. ونص الاتفاق الذي خرجت منه أميركا سنة 2018 على سقوط الآلية في 18 تشرين الأول/أكتوبر سنة 2025. يأتي ذلك في وقت ذكرت "جيروزاليم بوست" أن ترامب "لن يتوسل" أو "يحاول إقناع" الإيرانيين للعودة إلى التفاوض. كذلك، هدد ترامب الاثنين بمعاودة قصف البرنامج إذا عاودوا التخصيب. وهذه رافعة إضافية للأوروبيين الذين لوحوا بفرض العقوبات الأممية بحلول نهاية آب/أغسطس إذا رفضت إيران التفاوض. وفي نيويورك، هدد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي الأربعاء بإمكانية خروج بلاده من معاهدة حظر الانتشار. من جهته، شدد عراقجي الاثنين على أن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم. إيران... بين النبرة والقوة أوراق التفاوض الإيرانية باتت قليلة. لكن ذلك قد لا يغير لهجتها. قال عراقجي إن نهج بلاده في المفاوضات "أقوى من قبل". بالتالي، من الطبيعي أن تتوقع الدول الثلاث موقفاً إيرانياً متصلباً الجمعة. فالأوروبيون كانوا إما صامتين أو مؤيدين للحرب الإسرائيلية الأخيرة، حيث قال المستشار الألماني فريدريتش ميرتس مثلاً إن إسرائيل "تقوم بالعمل القذر بالنيابة عنا". لكن الإيرانيين يحتاجون إلى الأوروبيين لأنهم قد يكونون القناة الوحيدة المتوفرة لإقناع ترامب بإبرام اتفاق جديد. على الأقل، ستمثل مجموعة الثلاث صوتاً موازناً في واشنطن للصوت الإسرائيلي أو الصوت الأميركي المتشدد والمؤيد لاستئناف الضربات. لذلك، إن خوف إيران الأكبر من إطلاق "آلية الزناد" لا ينبع من عودة العقوبات الأممية، بما أن العقوبات الأميركية ستظل تمثل الثقل الأكبر من أي إجراءات مستقبلية، بل من تداعيات إعادة إيران إلى عزلة دولية أكبر شبيهة بتلك التي سبقت سنة إبرام الاتفاق. خط متماهٍ أو مستقل؟ ترى إيلّي جيرانمايه من "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" أن تمديد الموعد النهائي لآلية الزناد نحو عام، ولمرة واحدة، سيكون معقولاً ويعطي متنفساً للديبلوماسية الأميركية مع طهران، مقابل قبول الأخيرة بعودة الرقابة الأممية على برنامجها والتي توقفت بعد الحرب. مع ذلك، هي استبعدت قبول إيران بتصدير مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب، لأن ذلك يفقدها إحدى أوراقها الاستراتيجية القليلة. من جهته، اعتبر المحاضر البارز في كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأميركية غاريت مارتن أنه يصعب على أوروبا تحديد مسار تفاوضي خاص بها ومستقل عن الولايات المتحدة، لأنها لا تريد إغضاب ترامب. مع ذلك، قد لا تحتاج أوروبا إلى مسار مستقل، بعدما دعمت إيران روسيا بالسلاح والمسيّرات في أوكرانيا، حيث تدور رحى أول نزاع على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. إذاً، يدخل الأوروبيون المفاوضات مع إيران من موقف قوي. السؤال هو كيف سيترجمون هذا الموقف على طاولة التفاوض.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
توم برّاك في زيارته الثالثة...وقائع من «الاجتماع الوحيد» وضجيج لقـاءات العلاقات العامّة
ابراهيم الأمين-الاخبار كثر الحديث عن شخصية توم برّاك: من أين أتى وماذا يفعل مع دونالد ترامب، وكيف يتصرّف في الملفات التي بين يديه؟ تاريخ الرجل في عالم المال والأعمال أساسي في شخصيته. صلته بلبنان تتجاوز، في مكان ما، فكرة جذور العائلة. وهو حاول في ذروة أعماله دخول السوق العقارية في لبنان، وتحديداً في ملف سوليدير، لكنه خرج بنصيحة من أحدهم، بأن المصارف التي تعده بتمويل العملية تعرف أن الملف ليس فيه أي ربح حقيقي. وهو لم يكن يومها على استعداد لخوض مغامرات جديدة، سيما أن في لبنان من ساعده أيضاً على الخروج سالماً من استثمار كبير في جزيرة سردينيا. وقد اضطر في السنوات الأخيرة إلى تخفيف نشاطه المباشر في السوق، بعدما أمضى وقتاً طويلاً مديراً لواحدة من أكبر شركات الاستثمار العقاري الخاصة في العالم («كولوني كابيتال إل إل سي»)، وهي شركة أميركية أدخلتها أعمالها إلى نحو عشرين دولة في العالم. وربما أسعفته خبرته القانونية في إدارة استراتيجية الخروج، فقد سبق أن عمل محامياً لشركات كبرى كانت منخرطة في أعمال في العالم وفي العالم العربي. عندما يتحدّث برّاك عن لبنان، فإنه لا يملك ذاكرة خاصة فيه. يتحدّر من عائلة زحلاوية هاجرت بداية القرن العشرين إلى الولايات المتحدة ضمن هجرة كثيفة لمسيحيين هرباً من الحكم العثماني. أُلزم الموفد بأصدقاء السفارة من سياسيين ورجال دين إضافة إلى الرسميين، لكنّ تركيزه كان في عين التينة فقط وهو من أبناء الجيل الثاني في العائلة التي عملت في نطاق تجاري ووظيفي بسيط. تخرّج من الجامعة أواخر ستينيات القرن الماضي، وبدأ نشاطه عام 1972، في أول مهمة له إلى السعودية، قبل أن يتعزّز نشاطه السياسي إلى جانب عمله في المحاماة ولاحقاً في التجارة. وكان دوره الأول عام 1982، عندما اختاره الرئيس رونالد ريغان لمنصب نائب وكيل وزارة الداخلية. وكان برّاك تعرّف إلى ريغان بحكم جيرتهما في السكن، ثم صار مع الوقت قريباً جداً من كبار رجال الأعمال الناشطين في الحزب الجمهوري، ومن بينهم دونالد ترامب الذي تعرّف إليه أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما لعب برّاك دور الوسيط في صفقة عقارية تخصّ ترامب. وسرعان ما صارا صديقيْن. عندما ترشّح ترامب للانتخابات الرئاسية، طلب من برّاك مساعدته في حملته الأولى عام 2016، واختاره بعد فوزه رئيساً للجنة التنصيب الرئاسية. ورغم أن برّاك تعرّض يومها لحملة ملاحقة قضائية، بسبب تعاونه مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وصلت إلى حدّ اتهامه بـ«الخيانة»، خصوصاً أن الوثائق التي سُرّبت لاحقاً، كشفت عن علاقة خاصة كانت تربطه بالسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، المعروف عنه إنفاقه ملايين الدولارات على حملة العلاقات العامة في أميركا. وقد تواصل العتيبة مع برّاك يومها للتعرّف أكثر إلى ترامب بعدما علمت أبو ظبي أنه «من كبار الأغنياء وأقرب الأصدقاء الشخصيين لترامب». علاقة برّاك بترامب أكثر من وثيقة. وينقل أشخاص على صلة بالرجلين أن برّاك من القلائل جداً الذين يمكن أن يقولوا لترامب إنك مخطئ في هذا الأمر أو ذاك. وربما يعود السبب إلى لجوء ترامب إلى برّاك منتصف تسعينيات القرن الماضي لإنقاذه من ورطة مالية نتيجة تعثّر مشاريعه العقارية. كما ساهم برّاك في مشاريع تعود لصهر ترامب، اليهودي الطامح جاريد كوشنير. برّاك يحاول أن يشرح للبنانيين أن تكليفه بملف لبنان ليس لنقص في المبعوثين بل لأن الملف مرتبط بمصير الشام هذا التقديم هدفه محاولة الإضاءة على جانبين في شخصية برّاك. الأول، حول طبيعة العلاقة التي تربطه بالرئيس الأميركي، وهي علاقة قوية جداً إلى حدّ أن ترامب كلّفه بمهمة خاصة في تركيا، كون الاثنين متوافقيْن على أن لتركيا دوراً كبيراً يمكن أن تلعبه، في ظل نظرتهما المشتركة بقلة تقدير إلى غالبية الدول الأوروبية، ورؤيتهما المشتركة بأن أنقرة أقوى من عواصم أوروبية كثيرة، وقادرة على المساعدة في بناء مرجعية أقوى من مرجعية طهران لعدد من دول التوتر في المنطقة، من العراق إلى سوريا والأردن ولبنان وحتى فلسطين. وعندما ناقش برّاك العلاقات الثنائية مع تركيا، كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلحّ عليه بضرورة مغادرة مربّع الحظر والمقاطعة لسوريا. وقد لعبت أنقرة دوراً مركزياً في إقناع برّاك، ومن خلاله ترامب، بأهمية أن تعترف أميركا بالقيادة السورية الجديدة في دمشق. ولم يكن الأمر يخص السعودية وحدها، وبرّاك، هو أكثر من يعرف حجم التنافس بين تركيا والسعودية في سوريا. لكنه ذكي إلى درجة يعرف فيها أن للسعودية دورها الكبير في تمويل تعويم حكومة أحمد الشرع، بينما تتولى تركيا تثبيت حكمه السياسي والأمني. أمّا فكرة تولي برّاك ملف لبنان فليست متصلة فقط بما حصل مع مورغان أورتاغوس، وللأخيرة قصتها المشوقة أيضاً، التي ستُروى في مكان ما. لكنّ برّاك، جاء إلى بيروت لأن ملف لبنان، صار مع الوقت جزءاً من الملف المتصل بسوريا وإسرائيل. وعندما يتهيّب سياسيون لبنانيون الحديث عن علاقة لبنان بالملف السوري، تراهم يصمتون في حضرة الأميركي. لا بل إن برّاك نفسه، الذي التقى في هذه الزيارة أكبر عدد من السياسيين والإعلاميين والأمنيين ورجال الدين، كان يجد نفسه مضطراً إلى الإجابة عن أسئلة تخص الوضع في سوريا أكثر من الأسئلة المتعلقة بلبنان. كما كان كثير المبادرة إلى الحديث عمّا يجري في «بلاد الشام»، وهي عبارة يحب برّاك تكرارها، ولو أن البعض عزاها إلى أن ذاكرة الرجل عن موطنه الأصلي تتصل بكون مسقط رأس أجداده، كان في قرية كبيرة تابعة لبلاد الشام. وبرّاك الذي يُظهِر إعجاباً حقيقياً برجل مثل أحمد الشرع، لا يهتم لملاحظات الآخرين على منشأ حاكم دمشق الحالي، ولا على أداء جماعته. في ملف لبنان، يبدو أن حصيلة الزيارات الثلاث صارت كافية ليتم التعرف إلى موقف الرجل من اللاعبين المحليين. في الشقّ الرسمي، لم يُظهِر الرجل خشية في الإعلان بأنه يجد في نبيه بري العنوان الوحيد للبحث الذي يمكن الخروج منه بنتيجة. والأمر لا يتعلق فقط بكون بري هو الناطق باسم البيئة الحاضنة لحزب الله، بل لأن برّاك يعرف قبل وصوله إلى لبنان، أن بري قد يكون آخر السياسيين المحنّكين في لبنان. وبرّاك، المحامي ورجل الصفقات، يجد في بري شريكاً ممكناً في صفقة كبرى. لكنّ للمسؤول الأميركي رأيه الخاص في بقية المسؤولين في الدولة. وربما بات لديه رأيه بالعاملين مع الرؤساء وليس بالرؤساء فقط. أمّا بقية اللقاءات التي عقدها على هامش زيارته، فهي تندرج – كلّها – ضمن برنامج العلاقات العامة الخاصة بالسفارة الأميركية في بيروت. كان الرجل يلبّي طلبات وزارة الخارجية ممثّلة بالسفارة في بيروت، لكون عوكر تبذل الجهد الكبير في جعل رجالاتها اللبنانيين على قدر الآمال. وإن كان برّاك بدا ضيّق الصدر في بعض هذه اللقاءات، وكان يستعجل الانتهاء منها. وحتى في لقاءاته الإعلامية، كاد صبره ينفد ويرتفع صوته عندما وقع خطأ الترجمة في مقابلته مع قناة «الجديد»، إذ إن من كان يتولى نقل الترجمة بينه وبين الزميل جورج صليبي، كان يوقع الرجل في مواقف لا تعبّر عما قاله، فاضطر إلى رفع الصوت أكثر من مرة. وتقرّر على إثر ذلك إعادة «منتجة» المقابلة، ما أخّر بثها لأكثر من ساعة عن التوقيت المُقرّر. عدا أن برّاك، غادر مقر القناة، وهو لا يعرف أن معركة كادت تقع قبل وصوله، لأن في القناة من كان يعتقد أنه (أو أنها) الأكفأ لإجراء المقابلة. لكنّ المهم أن برّاك كان يعبّر عن ضيقه من تكرار الأسئلة بحثاً عن أجوبة ليست موجودة لديه أصلاً. كاد يصرخ ويغادر استديو «الجديد» قبل تصحيح ترجمة ما قاله مرتين ففهم صليبي وأخّر البثّ لإزالة مقاطع في نقاشه الموسّع مع بري، وصل برّاك إلى الاجتماع، وفي جعبته بعض الملاحظات المُسبقة، سواء تلك المُجمَّعة من فريق السفارة في بيروت، أو تلك التي جمعها شخصياً، بما في ذلك جولته غير المُعلنة على قرى حدودية في الزيارة السابقة. لكنّ بري الذي أتيح له الاطّلاع على تفصيل ما دار بين برّاك والرئيسين عون وسلام قبل يوم، سارع إلى إعداد سيناريو للحديث، بما لا يتيح للرجل إدارة الحوار وفق قواعده. وكان بري شديد المباشرة والوضوح، وقدّم له عرضاً بالوقائع لما قامت به إسرائيل ضد لبنان وضد حزب الله منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: «تعرف، أن إسرائيل قُتل لها جندي في هذه الفترة نتيجة انفجار في إحدى القرى الحدودية، لكنها قتلت أكثر من مئتي لبناني بينهم مقاتلون في حزب الله. وهي قصفت في كل لبنان، من جنوب نهر الليطاني إلى بقية الجنوب، مروراً بالضاحية الجنوبية وطريق عام صيدا – بيروت، وصولاً إلى البقاع والشمال أيضاً. وهي تفعل ذلك من دون أن يردّ عليها حزب الله برصاصة واحدة، فيا مستر توم، هل تعتقد أن ما تقوم به إسرائيل، يسمح لأحد القول إنها تريد حقاً وقف إطلاق النار، وعندما ترفض الانسحاب من النقاط المحتلة، وتواصل اعتقال لبنانيين، كما تواصل خروقاتها البرية والجوية والبحرية، وتمنع أبناء القرى الحدودية من الوصول إلى حقولهم، أو إلى ما تبقّى من منازلهم… هل إسرائيل هذه يمكن الوثوق بها، وماذا أنتم فاعلون معها حتى نقول إن الاستقرار حاصل؟». وقبل أن يستمع بري إلى جواب ضيفه، أكمل: «أنت الخبير في ملف سوريا، وما يحصل هناك، سواء ما سبق أن حصل في قرى الساحل السوري، أو ما يحصل حالياً في السويداء، حيث المجازر التي تُرتكب على أيدي مجموعات منظّمة أو مفكّكة، ألَا ترى في ذلك ما يعزّز المخاوف في لبنان، خصوصاً أنه لا يوجد أيضاً من يضمن عدم توجّه هؤلاء المسلحين إلى لبنان؟». بينما كان فريق برّاك يدوّن الأرقام والتواريخ والملاحظات، كان بري يستعدّ لجملته المفتاحية: من يمكن له أن يتحدّث عن نزع السلاح في ظل هذه الأوضاع؟ لم يكن برّاك ليتوقّع أن يسمع من بري كلاماً فيه أنه هو أو حزب الله وافقا على برنامج سحب السلاح طواعية خلال فترة أشهر، ثلاثة أو ستة أو تسعة. لكنّ برّاك، كان يريد أن يلتقط ما يمكن وصفه لاحقاً بالثمن الذي يريده «شيعة لبنان مقابل السلاح»!.