logo
فؤاد الحميري الشاعر الثائر

فؤاد الحميري الشاعر الثائر

الصحوةمنذ يوم واحد
في البدء كانت الكلمة، و الشـــأن العــام يحتاج إلى الكلمة ، و التربية، و السلم و الحرب، و الثورة و البناء.. و غير ذلك يحتاج إلى الكلمة. و قدضرب الله لنا مثل الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء، و هي الكلمة التي يمضي أثرها في الحياة تعطي أكلها كل حين بأذن ربها.
كان سلاح الراحل الكريم فؤاد الحميري؛ الكلمة. و الحق أنه امتلك ناصية الكلمة، و وظفها التوظيف الجميل شعرا، و نثرا.
سلك طريق حياة الأدب باتصاله بأهله، متعلما منهم، و أخذا عنهم، و لازم أهل العلم متفقها على حلقاتهم، و متتلمذا عليهم، فتعززت ملكته الشعرية من هذين النبعين الثريين مامكنه من أن يرتقي منابر الكلمة بنصيب وافر من فقه متأدب، فكان ذلك الخطيب المفوه الذي تعطي كلمته أثرها، و تأثيرها كل حين بإذن ربها، و تبوّأ منصة الشعر بحظ واسع من الأدب المتفقه، فجاء شعره بتلك الرصانة، و الجزالة، التي راحت قريحته تعبر عن هموم الأمة، بصدق الفقيه التقي، و أحاسيس الشاعر المرهف.
فهل جرّته السياسة للشعر ، أم هو من جرّ الشعر للسياسة؟ بمثل هذا يقول بعضهم.
لكن من يعيش هموم أمته، تجره هذه الهموم إليها، و ما من شاعر إلا و تجره هذه الهموم، و يتجاوب معها ؛ غير أن هناك من تأخذه قضاياها إلى مساحة تكاد تستولي عليه ، و هناك من يعطيها مساحة، و لضروب أخرى أنصبة متفاوته.
فواد الحميري كأنما ورث عن الشهيد محمد محمود الزبيري طريقته، التي محضها لهموم، وطنه،و أمته، حيث وجه قذائف قصائده للأسرة المتوكلية الحاكمة، حتى زلزل أركانها، و عبر عن ذلك ببيت لخصت كل ذلك، حيث يقول:
قوّضـت بالقلـــم الجبار مملكة
و حقا، جن جنون بيت حميد الدين من شعر الزبيري الذي أخذ ينتشر في أرجاء اليمن، مفندا لحكمها، معريا، لزيفها، كاشفا لمساوئها، فكان شعره الزاد، و الوقود للثوار و الثورة. بله إن أثر ذلك الشعر لايزال يطارد بيت بدر الدين التي أتت نسخة لبيت حميد الدين، و زادت أنها ارتهنت لإيران.
و لذلك لا عجب أن ترى الحوثية تسعى جاهدة لطمس تاريخ الزبيري و نضاله، و أنى لها ذلك، فها هي تتبّع اشعاره، و خطبه، و ما يكـتب عنه لطمسـها من المنــاهج التربوية ، و التعليمية، و الثورية ، بكل صور الخسة و الخساسة.
و كما برمت بيت حميد الدين، و بيت بدر الدين بأبي الأحرار الزبيري، فقد ضاقت مليشيا بدر الدين الحوثي ، و من على شاكلتها بالشاعر الثائر فواد الحميري، الذي دبّج قصائده ضد الظلم، والظالمين، و الطغيان، و الاستبداد، متبنيا قضايا الشعب حتى ليكاد شعره ينحصر في قضايا أمته فحسب.
و لا غرابة في ذلك، فإن الشاعر ترجمان أمين لواقعه، و لسان صادق لشعبه و أمته.
كما حاولت، و تحاول الإمامة إسدال ستار قاتم على التاريخ النضالي لأبي الأحرار الزبيري، فكذلك تحاول الإمامة الحوثية، و من على شاكلتها ان تنبش بالتناول السيئ مقام، و مكانة الشاعر الثائر فؤاد الحميري، و أنى لنافخ القمر الزاهي أن يطفئه، أو لوعل أن يهد بقرنين كسيرين الجبل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتحاد أدباء وكتاب الجنوب ينعي الأديب الراحل سالم الفراص
اتحاد أدباء وكتاب الجنوب ينعي الأديب الراحل سالم الفراص

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

اتحاد أدباء وكتاب الجنوب ينعي الأديب الراحل سالم الفراص

العاصفة نيوز/ خاص نعت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الأديب والقاص والإعلامي سالم الفراص الذي وافته المنية إثر مرض عضال ألم به. وعبرت الأمانة العامة في بيان نعي بأن الأديب الراحل كان من الكتاب المخلصين للأدب والكتابات الأدبية رغم عمله الصحفي، حيث اتسمت كتاباته الصحفية بلغة راقية وأسلوب أدبي في تعاملها مع قضايا المجتمع والمواطن، كما كان من القاصين الذين عبرواعن هموم الإنسان وقضاياه. وأشار بيان النعي أنه برحيل الفراص فقد اتحاد أدباء وكتاب الجنوب عضوا من أعضائه الذين شاركوا في فعالياته الأدبية، كما فقدت الأسرة الأدبية في عدن والجنوب برحيله قلما مثابرا وأديبا تمتع بكل الصفات الإنسانية النبيلة. ونقلت الأمانة العامة تعازيها ومواساتها الحارة لأبناء الفقيد وذويه ومحبيه وللوسط الأدبي في العاصمة عدن والجنوب، سائلة المولى أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. يذكر أن الأديب الراحل عمل في الصفحة الثقافية لصحيفة (14 اكتوبر) ونشر العديد من القصص القصيرة والكتابات الأدبية منذ ثمانينات القرن الماضي، وله روايتان منشورتان هما ( البحث عن زرنوق) و(سرب المحامل) كما كان أمينا عاما لجمعية حماية التراث والمتنفسات في العاصمة عدن في فترة التسعينيات . رحم الله الأديب والصحفي الراحل سالم الفراص.. إنا لله وانا إليه راجعون.. صادر عن الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب المركز الرئيس العاصمة عدن اقرأ المزيد... المقدم/ كمال الحالمي يعزي أمين الحوثري بوفاة المغفور لها بإذن الله والدته 1 يوليو، 2025 ( 11:33 مساءً ) نقابة الصحفيين الجنوبيين ونادي سيئون ينظّمان ورشة عمل حول أخلاقيات الإعلام الرياضي في حضرموت 1 يوليو، 2025 ( 11:10 مساءً )

فقدنا قلما مثابرا وأديبا تمتع بكل الصفات الإنسانية النبيلة
فقدنا قلما مثابرا وأديبا تمتع بكل الصفات الإنسانية النبيلة

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

فقدنا قلما مثابرا وأديبا تمتع بكل الصفات الإنسانية النبيلة

اتحاد أدباء وكتاب الجنوب ينعي الأديب الراحل سالم الفراص نعت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الأديب والقاص والإعلامي سالم الفراص الذي وافته المنية إثر مرض عضال ألم به. وعبرت الأمانة العامة في بيان نعي بأن الأديب الراحل كان من الكتاب المخلصين للأدب والكتابات الأدبية رغم عمله الصحفي، حيث اتسمت كتاباته الصحفية بلغة راقية وأسلوب أدبي في تعاملها مع قضايا المجتمع والمواطن، كما كان من القاصين الذين عبروا عن هموم الإنسان وقضاياه. وأشار بيان النعي أنه برحيل الفراص فقد اتحاد أدباء وكتاب الجنوب عضوا من أعضائه الذين شاركوا في فعالياته الأدبية، كما فقدت الأسرة الأدبية في عدن والجنوب برحيله قلما مثابرا وأديبا تمتع بكل الصفات الإنسانية النبيلة. ونقلت الأمانة العامة تعازيها ومواساتها الحارة لأبناء الفقيد وذويه ومحبيه وللوسط الأدبي في العاصمة عدن والجنوب، سائلة المولى أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. يذكر أن الأديب الراحل عمل في الصفحة الثقافية لصحيفة (14 اكتوبر) ونشر العديد من القصص القصيرة والكتابات الأدبية منذ ثمانينات القرن الماضي، وله روايتان منشورتان هما ( البحث عن زرنوق) و(سرب المحامل) كما كان أمينا عاما لجمعية حماية التراث والمتنفسات في العاصمة عدن في فترة التسعينيات . رحم الله الأديب والصحفي الراحل سالم الفراص.. إنا لله وانا إليه راجعون.. صادر عن الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب المركز الرئيس العاصمة عدن

اتحاد الأدباء والكتّاب عدن : برحيل الفراص نفقد قامة وطنية وأدبية وصحفية ومربّيًا ومُلهمًا لأجيال
اتحاد الأدباء والكتّاب عدن : برحيل الفراص نفقد قامة وطنية وأدبية وصحفية ومربّيًا ومُلهمًا لأجيال

اليمن الآن

timeمنذ 9 ساعات

  • اليمن الآن

اتحاد الأدباء والكتّاب عدن : برحيل الفراص نفقد قامة وطنية وأدبية وصحفية ومربّيًا ومُلهمًا لأجيال

بيان نعي بقلوب يعتصرها الألم، وبإيمانٍ عميقٍ بقضاء الله وقدره، تنعي سكرتارية اتحاد الأدباء والكتّاب بعدن إلى الوسط الثقافي والأدبي والإعلامي، رحيل الأديب والصحفي والناشط الثقافي البارز سالم عبده صالح محمد الفراص، الذي انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الإثنين الموافق 1 يوليو 2025م، في أحد مستشفيات الهند، بعد صراعٍ مؤلم مع المرض. وُلد الفقيد في قرية القبلة – محافظة لحج عام 1965م، ومنها انطلقت رحلته نحو ميادين الكلمة والإبداع والعطاء. لقد خسرنا برحيله صوتًا مخلصًا للحقيقة، وأحد أعمدة الصحافة الثقافية في عدن منذ مطلع الثمانينيات، حيث عمل في صحيفة 14 أكتوبر لأكثر من أربعة عقود، وكان من أخلص كتّابها ومحرريها، عُرف بموقفه الثابت، وأسلوبه المهني الرصين، وانحيازه الدائم لقضايا الناس. كما تميّز الفقيد بعطاء أدبي ثري، وصدرت له روايتان بارزتان: "البحث عن زرنوق" و**"سرب المحامل"**، وقد عبّر من خلالهما عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي عصفت بالوطن، لا سيما في الجنوب، خلال فترات مفصلية. ولم يتوقف عطاؤه عند الصحافة والأدب، بل كان من أوائل الداعين إلى حماية البيئة والتراث في عدن، حيث أسّس مجلة المحيط، وساهم في إطلاق مبادرات تهدف إلى صون الشواطئ والآثار. إننا برحيله نفقد قامة وطنية وأدبية وصحفية، ومربّيًا ومُلهمًا لأجيال من الكتّاب والصحفيين، سيظل حضوره حيًّا في ذاكرة المدينة التي أحبّها وخدمها بإخلاص حتى آخر لحظاته. وفي هذا المصاب الجلل، تُهيب السكرتارية بجميع زملاء الفقيد، ومحبيه، ورفاق دربه، بالحضور والمشاركة في واجب العزاء الذي يُقام يوم الإثنين الموافق 7 يوليو 2025م، في مقر الاتحاد – المدينة البيضاء، مديرية خورمكسر، العاصمة عدن. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون صادر عن: سكرتارية اتحاد الأدباء والكتّاب – عدن

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store