
ترامب يهاجم إيلون ماسك: لولا الدعم الحكومي لأغلق مشاريعه وعاد إلى جنوب أفريقيا
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
، اليوم الثلاثاء، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، منتقداً ما وصفه بـ"اعتماده الكبير على الدعم الحكومي". وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشال": "ربما يحصل إيلون (ماسك) على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ، وبفارق كبير، وبدون الدعم ربما كان سيضطر إيلون إلى وقف أعماله والعودة إلى موطنه في جنوب أفريقيا".
واقترح ترامب أن تدرس إدارة
الكفاءة الحكومية
خفض الدعم الذي تتلقاه شركات إيلون ماسك من أجل توفير أموال الحكومة الفيدرالية، قائلاً: "لا مزيد من إطلاق الصواريخ، أو الأقمار الصناعية، أو إنتاج
السيارات الكهربائية
، وستوفر بلادنا ثروة طائلة. ربما ينبغي علينا جعل إدارة الكفاءة الحكومية تلقي نظرة فاحصة وجادة حول هذا الأمر؟ إنها أموال طائلة يمكن توفيرها".
وجاءت تصريحات ترامب في رد مباشر على انتقادات ماسك لمشروع قانون الإنفاق الذي يقترحه ترامب، والذي يتضمن خفضاً كبيراً للدعم المخصص للسيارات الكهربائية، وهو ما وصفه ماسك سابقاً بأنه "يضرّ بمستقبل الصناعة ويمنح الأفضلية لصناعات الماضي". كما تعكس تصريحات ترامب تحولاً سياسياً واضحاً في الخطاب الجمهوري تجاه الصناعات النظيفة. فبينما استفادت شركات مثل "تسلا" و"سبايس إكس" لعقود من حوافز بيئية ودعم الابتكار، يعيد ترامب ترتيب أولويات الموازنة نحو ما يسميه "الصناعات الحقيقية"، أي
الوقود الأحفوري
، والمصانع، والبنية التحتية التقليدية. ويأتي هذا ضمن حملته لإعادة رسم السياسات الصناعية الأميركية لصالح ما يسميه "الطبقة العاملة التي تضررت من العولمة والتكنولوجيا".
وأمس الاثنين، هاجم إيلون ماسك مشروع قانون الضرائب والإنفاق، مهدداً السياسيين الذين يصوّتون لصالحه بأنهم سيواجهون تحديات انتخابية أولية سيمولها أغنى رجل في العالم. وكتب ماسك على منصته "إكس": "كل عضو في الكونغرس خاض حملته الانتخابية على أساس خفض الإنفاق الحكومي ثم صوّت فوراً لصالح أكبر زيادة في الدين في التاريخ، ينبغي أن يشعر بالخزي والعار". وأضاف: "وسيفقدون مقاعدهم في الانتخابات التمهيدية العام المقبل، ولو كان هذا آخر شيء أفعله في حياتي".
وفي منشور آخر، هاجم ماسك ما وصفه بـ"الحزب الواحد الديمقراطي-الجمهوري"، قائلاً إنه "إذا تم تمرير مشروع قانون الإنفاق المجنون هذا، فسيتم تأسيس حزب أميركا في اليوم التالي". وتابع: "حان الوقت لتشكيل حزب سياسي جديد يهتم فعلياً بالشعب"، مضيفاً في منشور آخر أن الولايات المتحدة أصبحت "دولة بحزب واحد.. حزب بوركي بيغ" (في إشارة تهكمية إلى شخصية كرتونية تمثل الثرثرة والعبث)، وفق ما نقلته "أسوشييتد برس". ويجري حالياً مناقشة مشروع القانون في مجلس الشيوخ، وإذا تم تمريره هناك، سيُحال إلى مجلس النواب للموافقة النهائية. وكان ترامب يضغط منذ أسابيع على معارضي المشروع داخل الحزب الجمهوري لتأمين تمريره.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
هل بدأت إمبراطورية إيلون ماسك تتفكك بعد خلافه العلني مع ترامب؟
دعم إيلون ماسك
وكشف تحقيقان صحافيان موسعان نشرا العام الجاري، الأول في صحيفة واشنطن بوست في 26 فبراير/ شباط الماضي، والثاني في شبكة "فوكس بيزنس" في السادس من يونيو/ حزيران الماضي، عن أنّ شركات إيلون ماسك، وعلى رأسها "تسلا" و"سبايس إكس"، تلقت ما لا يقل عن 38 مليار دولار من أموال الحكومة الأميركية خلال العقدين الماضيين.
ووفقاً للبيانات التي اعتمدت على سجلات رسمية من مواقع "USAspending.gov"، وملفات لجنة الأوراق المالية والبورصات، فقد تم تخصيص حوالي ثلثي هذا المبلغ خلال السنوات الخمس الأخيرة فقط، في ظل توسع كبير في العقود الدفاعية والبيئية، ما يسلّط الضوء على التناقض بين الخطاب السياسي المحافظ ضد الإعانات، وبين واقع الاعتماد المتزايد عليها من قبل بعض رموز القطاع الخاص.
وبحسب التقارير، شكّل عام 2024 الذروة في هذا التمويل، حيث حصلت شركات ماسك على ما لا يقل عن 6.3 مليارات دولار من عقود ومساعدات حكومية فيدرالية ومحلية. وتظهر الوثائق أنّ "سبايس إكس" تلقت تمويلاً سنوياً لا يقل عن مليار دولار منذ عام 2016، ارتفع إلى ما بين 2 و4 مليارات دولار سنوياً خلال الفترة من 2021 إلى 2024، مقابل تطوير صواريخ، منصات إطلاق، وأقمار صناعية لصالح محطة الفضاء الأميركية "ناسا"، وزارة الدفاع، ووكالات استخباراتية، من بينها عقد سري بقيمة 1.8 مليار دولار لتطوير أقمار تجسس لصالح "National Reconnaissance Office"، بحسب "وول ستريت جورنال".
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
إيلون ماسك يدعو إلى رفض مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق
وفي الوقت ذاته، استفادت "تسلا" من أكثر من 11.4 مليار دولار من الاعتمادات التنظيمية الفيدرالية والولائية منذ عام 2014، شملت حوافز السيارات الكهربائية وبرامج الطاقة النظيفة، وقد شكلت هذه الاعتمادات نسبة حاسمة من أرباح الشركة في سنواتها الأولى، خاصة خلال عام 2020 الذي كانت فيه الشركة ستخسر 718 مليون دولار لولا هذه الاعتمادات.
ووفق "واشنطن بوست"، فإنّ هذه الأموال لم تكن محصورة فقط في العقود الدفاعية أو البيئية، بل شملت أيضاً قروضاً مباشرة، من بينها قرض منخفض الفائدة من وزارة الطاقة بقيمة 465 مليون دولار في 2010، ساعد "تسلا" على تصنيع أولى سياراتها الفاخرة "Model S". كما تلقت شركات ماسك إعانات من حكومات محلية في ولايات مثل كاليفورنيا ونيفادا ونيويورك، بما يفوق 3.5 مليارات دولار إضافية، من أجل بناء مصانع ومراكز إنتاج البطاريات.
ومع ذلك، لم تف بعض هذه المشاريع بتعهداتها، كما حدث مع مشروع "سولار سيتي" في نيويورك، الذي فشل في الوصول إلى عدد الوظائف المتفق عليه. المفارقة الأبرز، كما أبرزتها "واشنطن بوست"، أنّ دعم الحكومة الأميركية ساعد في بناء واحدة من أكبر الثروات الشخصية في التاريخ الحديث، بينما يستمر ماسك في انتقاد الإعانات الحكومية علناً. ففي حين دعا إلى إنهاء حوافز السيارات الكهربائية للمستهلكين، لم يُطالب بوقف الاعتمادات التنظيمية التي تعتمد عليها "تسلا" مالياً، كما لم يتحدث صراحة عن العقود الدفاعية الضخمة التي تغذي توسع "سبايس إكس". وعلّق البروفيسور جيفري سونينفيلد من جامعة ييل على ذلك بقوله: "ماسك هو التجسيد الأكثر نجاحاً للسياسات الصناعية الحكومية في أميركا الحديثة. لم تستفد مايكروسوفت، ولا أمازون، ولا إنفيديا بهذا الشكل من المال العام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
هكذا فشلا في إيران.. لا تصدقوا مغرد البيت الأبيض و'الأكثر حقارة في التاريخ'
نحاميا شترسلر كلما مر الوقت بدا الوضع أمام إيران أكثر بؤساً. في حين أن ترامب ونتنياهو يكثران تصريحات متغطرسة، يقول زعماء إيران: انتصرنا. هم يستطيعون قول ذلك لأن ترامب ونتنياهو لم يوقعا بهم الضربة القاضية. لو بعد بضعة أيام أخرى من القصف الكثيف، لصرخ خامنئي: أنقذونا! توقفوا! سأوقف تخصيب اليورانيوم! ولكنهما توقفا في اللحظة الحاسمة، تنازلا وتراجعا، وهكذا سمحا لإيران بالنهوض. خامنئي، في لحظة رفع القدم عن رقبته، خرج من حصنه بخطاب النصر: 'صفعنا الأمريكيين، ولن نستسلم أبداً'. وأعلن رئيس الأركان الإيراني: 'فرضنا إرادتنا على الولايات المتحدة وإسرائيل'. ترامب المتفاجئ همس: 'يكذبون عندما يقولون بأنهم انتصروا'. ولكن بالنسبة لهم، يعتبرون بقاءهم واقفين على أرجلهم انتصاراً. لذلك، لا يتنازلون عن المشروع النووي ومشروع الصواريخ. هم يدركون أن الأمر يتعلق ببوليصة تأمين. يتذكرون معمر القذافي الذي تنازل عن السلاح النووي في 2003، وبعد بضع سنوات اندلعت الثورة في ليبيا (بدعم الناتو)، وتم قتله بوحشية على يد أبناء شعبه. لذلك، لا أساس لقصص ترامب ونتنياهو حول النصر المطلق. يدور الحديث عن متحايلين لا مبادئ لهما، ويبحثان عن إنجازات في مجال العلاقات العامة وليس في الواقع. في الحقيقة، لا يهتم ترامب إذا واصلت إيران سيرها نحو القنبلة؛ فهي في نهاية المطاف خطر وجودي على إسرائيل وليس على الولايات المتحدة. وإذا اضطرت إسرائيل إلى شن حرب أخرى، فالدماء لن تكون أمريكية. ما يهم ترامب هو أسعار النفط. الجمعة القادم، سيحتفل ملايين الأمريكيين بعيد الاستقلال الـ 249 بالتنزه، وما يهمهم هو سعر البنزين. لقد انخفض سعره بعد أن انخفض سعر البرميل إلى 65 دولاراً في اللحظة التي توقفت فيها الحرب مع إيران، وكل ما بقي غير مهم. إذا كانت إيران هزمت حقاً، فكيف تقول: 'سنجمد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية'؟ وإذا تم تدمير المنشآت النووية بالفعل، كما يقول المغرد الدائم، فكيف يقول رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية بأنه يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم بضعة أشهر؟ وكيف يمكن أن يضع وزير خارجية 'الدولة المهزومة' الشروط ويظهر استعداده للتحدث مع الأمريكيين شريطة 'توقف ترامب عن التحدث عن خامنئي بشكل غير محترم'؟ ترامب، الذي لغته لغة شوارع، ينشغل بكرامته الشخصية. يقول: 'منعت موتاً قبيحاً ومهيناً عن خامنئي. كان عليه القول: شكراً، أيها الرئيس ترامب'. هذا مخجل. ويواصل: 'أردت رفع العقوبات عن إيران كي أمنحها فرصة أفضل للنهوض، لكني توقفت عن ذلك عقب أقوال خامنئي'. أي شخص عاقل يرفع العقوبات قبل إجراء مفاوضات؟ ففي هذه الأثناء، فتح الإيرانيون مدخل المنشأة النووية في أصفهان، ونفوا 'زيارة' قوة إسرائيلية لمنشأة فوردو. عندما سئل ترامب متى ستبدأ المفاوضات مع إيران، أجاب: 'في الأسبوع القادم، وربما لا. سنرى ماذا سيكون'. ما الذي يهمه؟ وعلى سؤال ما إذا كان سيطلب نقل مخزون اليورانيوم الإيراني إلى خارج إيران، أجاب: 'هذا سابق لأوانه. ولكننا سنفعل شيئاً كهذا'. ما الذي ستفعلونه؟ وكيف؟ فحاملات الطائرات الأمريكية غادرت المنطقة. ونتنياهو أيضاً لا يفوت أي فرصة؛ فهو يريد خلق وعي كاذب. ولذلك، يقول 'حققنا جميع الأهداف'، في حين أنه لم يحقق أي هدف منها. صحيح أن إيران تعرضت لضربة قاسية، لكن يمكن إصلاحها. نتنياهو لم يتغير؛ كان جباناً وما زال. لم ينه أي عمل. مثلما في كل العمليات في غزة خلال الـ 17 سنة، يهرب في اللحظة الحاسمة. يدور الحديث عن الشخص الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي. هآرتس 1/7/2025


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
بعد تصريح ترامب 'هذا مهم'.. هل تقترب إسرائيل وسوريا من اتفاق أمني؟
إيتمار آيخنر أعلنت الناطقة بلسان البيت الأبيض كارولين لبيد، بأن الرئيس الأمريكي سيوقع على مرسوم يرفع معظم العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، بعد نحو شهرين ونصف من لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع (الجولاني) في الرياض. منذ ذلك الحين، وعد ترامب رفع العقوبات حتى يسمح لسوريا بالخروج إلى طريق جديد. في الشهر ذاته، أعلنت الإدارة الأمريكية عن تسهيلات معينة في العقوبات، بهدف تشجيع استثمارات جديدة في سوريا، لكن لبيد أعلتن بأن ترامب سيأمر بـ 'إلغاء خطة العقوبات' – أي معظم العقوبات التي فرضتها الإدارات الأمريكية على سوريا منذ 1979، حين صنفت لأول مرة كدولة داعمة للإرهاب. وسيوقع المرسوم الجديد على خلفية الاتصالات لاتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا. ورغم أن إسرائيل تستبعد اتفاق تطبيع بسبب إصرار سوريا على انسحاب من هضبة الجولان، فقد أعرب ترامب نفسه مؤخراً عن أمله في انضمام دول أخرى إلى 'اتفاقات إبراهيم' وتعترف بإسرائيل. في مقابلة مع 'فوكس نيوز'، ذكر صراحة رفع العقوبات عن سوريا في هذا السياق، وقال: 'هذا مهم'. ظاهراً، الدولة الأقرب للانضمام إلى اتفاقات إبراهيم هي سوريا. يريد الجولاني استثمارات أجنبية، وإلغاء العقوبات. ويدرك بأن الطريق إلى هناك تمر بالتسويات مع إسرائيل. لن يكون هذا اتفاقاً يتضمن فتح سفارات، بل اتفاق أمني أكثر من أي شيء آخر، نوع من فصل القوات. إسرائيل وسوريا تجريان اتصالات على مستويات عليا. وسبق لرئيس الموساد دادي برنياع أن التقى بالجولاني. كما توجد مشاركة أمريكية في هذه الاتصالات. قد يصل إلى مصالحة نتنياهو والجولاني في ساحة البيت الأبيض أو الأمم المتحدة. وسيعطي الجولاني الشرعية التي يريدها، ويعطي ترامب 'نوبل' التي يتطلع إليها. لن يقبل الجولاني اتفاق سلام لا يتضمن انسحاباً إسرائيلياً من هضبة الجولان، وعليه فإن التفاهمات الأمنية موضع الحديث تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من نقاط في الأراضي السورية. حتى الآن، تحفظت إسرائيل عن ذلك، والحديث يجري عن انسحاب متدرج. بالمقابل، تحصل إسرائيل على ضمانات تضمن عملاً سورياً ضد الإرهاب، وإبعاد 3 آلاف من رجال حماس و'الجهاد' موجودين في دمشق، والأهم توقف أي محاولة إيرانية للتموضع في سوريا. لقد دمرت إسرائيل الجيش السوري كله، ومصلحتها أن تكون سوريا-الجولاني دولة مستقرة، لا تسيطر عليها جهات أجنبية كالأتراك، وبالتأكيد الإيرانيون. وحسب منشورات أجنبية، فقد استخدمت إسرائيل المجال الجوي السوري للهجمات في إيران، بحيث توجد الآن تفاهمات مهمة جداً بين الدولتين. يديعوت أحرونوت 1/7/2025


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
الفائدة الأميركية على مفترق طرق: غولدمان ساكس يتوقع خفضاً في سبتمبر وباول يترقّب أثر الرسوم الجمركية
في تطور لافت على صعيد السياسة النقدية الأميركية، توقّع بنك غولدمان ساكس أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، متراجعاً بذلك عن توقعاته السابقة التي أشارت إلى خفض أول في ديسمبر/كانون الأول. وأشار البنك إلى أن عام 2026 قد يشهد خفضين إضافيين في الفائدة، في إطار توجه تدريجي نحو تيسير السياسة النقدية. وفي السياق، أكد رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مشاركته في منتدى البنك المركزي الأوروبي في "سينترا" بالبرتغال، اليوم الثلاثاء، أن تأثير الرسوم الجمركية بالأسعار سيبدأ بالظهور في بيانات التضخم خلال أشهر الصيف، لكنه حذر من أن مستوى هذا التأثير وشدته لا يزالان غير مؤكدين. ونقلت عنه بلومبيرغ قوله: "نتوقع أن نرى قراءات تضخم أعلى خلال الصيف، لكننا منفتحون على أن يكون الأثر أعلى أو أقل، أو يظهر في وقت أقرب أو أبعد مما نتوقع". وأشار إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أوقف دورة خفض الفائدة مؤقتاً عند توسّع الرسوم الجمركية ، في خطوة استباقية لتقييم الآثار المتوقعة على التضخم، موضحاً أن توقعات التضخم ارتفعت بشكل ملموس نتيجة الإجراءات التجارية التي فرضتها إدارة ترامب. ورغم الضغوط السياسية الكبيرة من الرئيس دونالد ترامب لخفض الفائدة، تمسك الفيدرالي بسياسة الانتظار والترقب، في ظل ضعف الإشارات التضخمية المباشرة الناتجة من الرسوم، حيث أظهرت البيانات حتى الآن تأثيراً محدوداً في الأسعار وسوق العمل. لكن باول لفت إلى أن الفيدرالي كان سيخفض الفائدة بالفعل هذا العام لولا التعقيدات الناتجة من التعريفات، موضحاً أن "السياسة الحكيمة الآن هي التريث ومراقبة البيانات". اقتصاد دولي التحديثات الحية باول يستبعد خفض الفائدة الأميركية قبل اتضاح أثر الرسوم الجمركية ورغم ذلك، لم يستبعد باول أن يحدث خفض قريب للفائدة، قائلاً: "نحن نتخذ قراراتنا اجتماعاً بعد آخر... ولا أستبعد أي احتمال". وفي اجتماع يونيو/حزيران المنصرم، صوّت أعضاء لجنة السوق المفتوحة بالإجماع على تثبيت أسعار الفائدة، لكن التوقعات ربع السنوية أظهرت تبايناً واضحاً في الرؤى: 10 أعضاء توقعوا خفضين على الأقل في 2025، 7 أعضاء لم يتوقعوا أي خفض، عضوان فقط توقعا خفضاً واحداً قبل نهاية العام. ضغوط ترامب على الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي هذا وقد فرض الرئيس ترامب رسوماً جديدة على عشرات من شركاء التجارة، إضافة إلى تذبذبه المتكرر في مواقفه التجارية، ما أوجد بيئة من الضبابية الاقتصادية. ورغم أن بعض المحافظين المعينين من قبل ترامب مثل كريستوفر والر وميشيل بومان عبّروا عن تأييدهم لخفض قريب للفائدة، إلا أن البيانات الاقتصادية ما زالت تظهر تماسكاً، دون مؤشرات واضحة على ارتفاع واسع في الأسعار. وقال باول: "دائماً ما قلنا إن توقيت التضخم الناتج من الرسوم وكميته واستمراريته ستكون غير مؤكد للغاية". والاجتماع المقبل للفيدرالي سيكون في 29–30 يوليو/تموز الجاري في واشنطن، وسط ترقب واسع من الأسواق المالية، خصوصاً في ظل الانقسام الداخلي وتزايد الأصوات الداعية إلى تيسير نقدي مبكر. وأمس الاثنين، نقلت رويترز عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قولها للصحافيين، إن الرئيس ترامب راسل رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول، وحثه على خفض أسعار الفائدة. وعرضت ليفيت، في مؤتمر صحافي، نسخة من ملاحظات ترامب المكتوبة بخط اليد إلى باول على ورقة تظهر تكاليف الاقتراض التي تفرضها أكثر من 20 دولة. وذكرت أن ترامب يعتقد أنه يجب خفض أسعار الفائدة إلى نحو 1%. ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إنه يأمل استقالة جيروم بأول، وعبّر عن رغبته في خفض أسعار الفائدة إلى 1%، وقال: "أتمنى أن يستقيل إذا أراد ذلك، فأداؤه سيئ للغاية"، واصفاً رئيس الاحتياطي الاتحادي بأنه "غبي".