
فرط أو نقص النحاس عند الأطفال... الخطر الصامت في أجسامهم!
رغم أن الحديد والزنك يحظيان بالاهتمام الأكبر في الحديث عن صحة الأطفال ونموهم، إلا أن عنصر النحاس لا يقل أهمية عنهما. يُعدّ النحاس من العناصر النادرة الأساسية التي تدخل في العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، بما في ذلك تطور الدماغ، صحة الجهاز العصبي، تقوية المناعة، وتكوين العظام. غير أن فرط أو نقص النحاس قد يُفضي إلى أعراض جسدية وسلوكية خطيرة، لا سيما عند الأطفال، وغالبًا ما تمر دون تشخيص دقيق بسبب ندرة الفحوصات المرتبطة به.
يلعب النحاس دورًا رئيسيًا في تصنيع الإنزيمات التي تساعد على إنتاج الطاقة داخل الخلايا، وتحييد الجذور الحرة الضارة، كما يشارك في تكوين الميلانين (صبغة الجلد والشعر)، وتكوين الكولاجين الضروري لصحة الجلد والعظام. إضافة إلى ذلك، يُعد النحاس عنصرًا مهمًا في تطور الجهاز العصبي ووظائف الدماغ، إذ يدخل في عمليات تصنيع النواقل العصبية التي تنظم المزاج والتركيز والاستجابات العاطفية.
نقص النحاس في الجسم قد ينتج عن سوء التغذية، أو أمراض سوء الامتصاص مثل داء السيلياك أو مرض كرون، أو بسبب الاستخدام الطويل لبعض المكملات الغذائية الغنية بالزنك، إذ أن الزنك الزائد يعوق امتصاص النحاس. تظهر أعراض نقص النحاس عند الأطفال تدريجيًا، وقد تشمل ضعفًا في النمو، فقر دم غير مفسَّر رغم تناول الحديد، هشاشة في العظام، تأخرًا في النمو العقلي أو الحركي، ضعفًا في الجهاز المناعي، إضافة إلى مشكلات عصبية مثل الرنح (عدم التوازن) أو ضعف العضلات.
على الجهة المقابلة، قد يؤدي تراكم النحاس في الجسم إلى التسمم، وهي حالة تُعرف باسم داء ويلسون، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى تخزين النحاس في الكبد والدماغ والعينين. تظهر الأعراض عادة في مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة، وقد تشمل اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، مشاكل في الحركة والتوازن، تقلبات مزاجية شديدة، وتراجعًا في الأداء الدراسي. ويُعد التشخيص المبكر في هذه الحالة ضروريًا لتجنّب الأضرار الدائمة في الكبد أو الدماغ.
لا يُعتبر فحص مستوى النحاس ضمن التحاليل الروتينية التي تُجرى للأطفال، مما يجعل حالات النقص أو الفائض تمر دون ملاحظة. كما أن الأعراض غالبًا ما تكون غير نوعية ويمكن الخلط بينها وبين أمراض أخرى، مثل نقص الحديد أو اضطرابات النمو العصبي. لذلك، ينبغي التفكير في احتمال وجود خلل في مستويات النحاس عند وجود أعراض مركبة وغير مفسّرة، خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر مثل اضطرابات الامتصاص أو التاريخ العائلي لأمراض التمثيل الغذائي.
لحسن الحظ، يمكن الوقاية من نقص النحاس من خلال نظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر غنية به مثل المكسرات (اللوز، الكاجو)، البقوليات، الكبد الحيواني، الشوكولا الداكنة، الفطر، والحبوب الكاملة. ومع ذلك، يجب توخي الحذر في استخدام المكملات الغذائية، خاصة تلك التي تحتوي على الزنك أو النحاس، حيث أن التوازن بين العناصر الدقيقة في الجسم بالغ الحساسية.
إن نقص أو فرط النحاس لدى الأطفال ليس مجرد حالة نادرة، بل قد يكون أحد الأسباب الخفية وراء مشاكل صحية وسلوكية معقّدة. تجاهل هذا العنصر في التحاليل الغذائية والطبية يُشكّل فجوة في الوقاية والرعاية الصحية للأطفال. لذا، من الضروري رفع الوعي بين الأهل والأطباء حول أهمية النحاس، وتشجيع اعتماد نهج غذائي متوازن وفحوصات دقيقة في الحالات المشبوهة، لضمان نمو الأطفال بطريقة صحية متكاملة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 4 ساعات
- صوت لبنان
3 علامات تنذر بتفكّك الكولاجين في البشرة
العربيةتُظهر الدراسات أن إنتاج الكولاجين في البشرة يبدأ بالانخفاض ابتداءً من سن 25 عاما، وبمُعدّل يتراوح بين 1 و2 بالمئة سنوياً. فما هي علامات التراجع في نسبة هذا البروتين، الظاهرة على البشرة؟ يتمّ تعريف الكولاجين على أنه بروتين أساسي بالنسبة لتكوين البشرة، كونه مسؤولاً عن ليونتها ومتانتها. أما بدء انخفاض مُعدّله في الأنسجة فيتراوح بين سن 25 و 30. يُشكّل هذا الأمر ظاهرة طبيعيّة تتسارع مع بلوغ الأربعين، وتنتج عن تراجع في إنتاج الأحماض الأمينيّة اللازمة لتصنيع الكولاجين. كما يختلف مُعدّل الانخفاض في هذا المجال باختلاف العوامل الوراثية ونمط الحياة، أما أبرز الأسباب التي تُسرّع في انخفاضه فهي التدخين والإفراط في التعرّض المُباشر للشمس دون حماية. وتدل العلامات التالية على تراجع إنتاج الكولاجين في البشرة:فقدان حيوية البشرة ومتانتهاتُعتبر الخلايا الليفيّة هي المسؤولة عن إنتاج الكولاجين. وهي توجد بكميات كبيرة في أجسامنا، وتتمثّل وظيفتها الأساسيّة في الحفاظ على بنية الأنسجة التي تكوّن الجلد، والعضلات، والأوتار. عندما ينخفض مستوى الكولاجين بشكل ملحوظ، يفقد الجلد مرونته السابقة. وقد يبدو باهتاً ويفتقر إلى التماسك. للتأكد مما إذا كانت البشرة فقدت تماسكها، يوصي خبراء العناية بها بالضغط عليها برفق بين الإبهام والسبابة، فإذا استغرق الأمر بعض الوقت لتعود إلى وضعها الأساسي يدلّ ذلك على انخفاض في مستويات الكولاجين فيها.هشاشة الشعر وفقدانه لكثافتهلا يقتصر دور الكولاجين على تأمين نضارة البشرة فحسب، بل إن خصائصه المُرطّبة والمُرمّمة تجعله أيضاً حليفاً حقيقياً للشعر. إذ يعمل على تعزيز صحته، ولمعانه، وكثافته. يتواجد الكولاجين في أنسجة الأوعية الدموية الدقيقة بفروة الرأس، التي تحمل العناصر الغذائية الأساسيّة من الجسم إلى الشعر. ولذلك يؤدي انخفاض نسبة الكولاجين إلى جفاف فروة الرأس وتقشّرها في بعض الأحيان كما يُصبح الشعر باهتاً، رقيقاً، وهشاً. بداية ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيديُشكّل ظهور الخطوط التعبيريّة والتجاعيد إثباتاً على تكسّر ألياف الكولاجين وتفكّكها مع التقدّم في العمر. وتترافق هذه المظاهر عادةً مع عوامل أخرى مثل النقص في ترطيب البشرة الذي يزيد من حدّة ظهور الخطوط الدقيقة.هل يمكن تأخير تفكّك الكولاجين؟تندرج شيخوخة البشرة ضمن الأمور الحتميّة، ولكن هناك بعض التقنيات والمُنتجات التي تُساعد في تأخيرها: • جلسات الترددات الراديوية: تعتمد هذه الجلسات التي يتمّ الخضوع لها في معهد التجميل، على توليد حرارة في الأنسجة تُساهم في تنشيط إنتاج الكولاجين وتُساعد على شدّ الجلد وتقليل التجاعيد. • استعمال الواقي الشمسي: تؤثّر الأشعة فوق البنفسجية على انخفاض نسبة إنتاج الكولاجين في الجلد، ولذلك يُنصح باستخدام الواقي الشمسي لدى التعرّض المباشر للأشعة الذهبية كونه يحمي أيضاً من إمكانية الإصابة بسرطان الجلد. • تجنّب التدخين: فهو يُلحق ضرراً بألياف الكولاجين ويُساهم في ترهل الجلد.


ليبانون 24
منذ 6 ساعات
- ليبانون 24
علامات نقص الكولاجين تبدأ من سن الـ25... وهذه أبرز طرق تأخيرها
يُعد الكولاجين أحد الأعمدة الأساسية لصحة البشرة ومرونتها، لكن إنتاجه يبدأ بالانخفاض تدريجياً ابتداءً من سن 25، بمعدل يتراوح بين 1 و2% سنوياً. هذا التراجع الطبيعي، الذي يتسارع مع التقدم في العمر وخاصة بعد الأربعين، يؤدي إلى تغيّرات واضحة على البشرة والشعر. وتُعد العوامل الوراثية ونمط الحياة من أبرز المؤثرات في سرعة تراجع الكولاجين، إلى جانب عوامل خارجية كالتدخين والتعرّض المكثف لأشعة الشمس من دون حماية. أبرز علامات نقص الكولاجين في الجسم: - فقدان مرونة البشرة وتماسكها: تبدو البشرة أكثر ترهلاً وبهتاناً. اختبار بسيط يتمثل بالضغط الخفيف عليها، فإن تأخر رجوعها إلى شكلها الطبيعي قد يشير إلى انخفاض الكولاجين. - ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة: نتيجة تفكك ألياف الكولاجين، خاصة في مناطق الجبهة وحول العينين والفم. - هشاشة الشعر وضعف كثافته: يؤدي نقص الكولاجين إلى جفاف فروة الرأس، مما يُسبب تساقط الشعر، تقصفه، وظهوره بمظهر باهت. نعم، يمكن إبطاء تفكك الكولاجين عبر مجموعة من الإجراءات والعادات الصحية، منها: - جلسات الترددات الراديوية (Radiofrequency): تُحفّز إنتاج الكولاجين في الأنسجة العميقة، مما يساعد في شد البشرة وتقليل التجاعيد. - الوقاية من الشمس: باستخدام واقٍ شمسي يومي، ما يحمي من تلف ألياف الكولاجين الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. - الإقلاع عن التدخين: حيث يُعجّل التدخين بظهور علامات الشيخوخة ويفكك الكولاجين بسرعة. الحفاظ على الكولاجين يبدأ من روتين العناية اليومية ونمط الحياة، فكلّما بدأ الاهتمام مبكراً، كلّما أمكن الحفاظ على نضارة البشرة وشبابها لفترة أطول.


بيروت نيوز
منذ 15 ساعات
- بيروت نيوز
أطعمة تُرطّب البشرة وتعزّز نضارتها من الداخل.. تعرفي عليها
العناية بالبشرة لا تقتصر على المستحضرات الخارجية، بل تبدأ من الداخل، إذ يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في ترطيب الجلد وتعزيز صحّته. فاختيار الأطعمة المناسبة يُساعد على تجديد الخلايا، تقوية الحاجز الواقي، وحمايتها من الأضرار البيئية. إليك أبرز الأطعمة التي تحافظ على رطوبة البشرة: – الأفوكادو: غني بالدهون الصحيّة، وفيتاميني C وE الضروريين لإنتاج الكولاجين. تناوله يُحسّن مرونة البشرة ويحميها من الجفاف. – البطاطا الحلوة: مصدر ممتاز للفيتامين A والبيتا كاروتين، تُساعد على توحيد لون البشرة، تأخير التجاعيد، وتقليل البقع الداكنة. – سمك السالمون البري: يحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 التي تُرطّب البشرة وتُخفف الالتهابات، كما تحمي من أضرار الشمس. – الجوز: يُوفّر أحماض أوميغا 3، الزنك، والفيتامين E، وكلها مكونات تُعزّز ترطيب الجلد وتحفّز إنتاج الكولاجين. – الشوكولاتة الداكنة: تحتوي على كاكاو غني بمضادات الأكسدة التي تدعم ترطيب البشرة وتحافظ على مرونتها. الدمج بين هذه الأطعمة ضمن نظام غذائي متوازن يُشكّل خطوة أساسية للحصول على بشرة صحية، ناعمة ومشرقة من الداخل قبل الخارج.