
إهانات مستمرة ووصفه بـ«عدو للشعب».. لماذا يكره دونالد ترامب الإعلام؟
منذ بداية ولايته الأولى وحتى الآن، عٌرف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتعاملاته العدائية مع وسائل الإعلام والصحفيين، إذ لم يكن فقط يتجاهل الأسئلة أو ينتقد الصحافة، بل كان يهاجم الصحفيين أنفسهم، ويصفهم بألفاظ مهينة، بل ويهددهم أحيانًا.
ويطلق ترامب بشكل متكرر عبارات من قبيل «أعداء الشعب» و«الأخبار الكاذبة» على الصحف ووسائل الإعلام التي انتقدته أو لم توافق على آرائه، في محاولة ليست فقط للتقليل من مصداقية الصحافة، بل أيضًا تحفيز الكراهية تجاه الصحفيين لدى مؤيديه.
الهجمات اللفظية لترامب على صحفيين
في مؤتمراته الصحفية، كان كثيرًا ما يهاجم ترامب الصحفيين الذين يطرحون عليه أسئلة صعبة أو غير متوافقة مع رؤيته السياسية، ويظهر هذا في العديد من المواقف التي تم تصويرها.
ومن أشهر هذه الهجمات اللفظية على صحفيين، ما حدث بنهاية شهر مايو الماضي خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، حيث وجهت مراسلة من شبكة «سي إن بي سي» سؤالًا لترامب حول سياساته التجارية وما يتم تداوله حو تراجعه عن تهديداته بالرسوم الجمركية، ليرد ترامب بغضب، واصفًا السؤال بأنه بغيض ووقح، مؤكدًا أن سياساته جزء من استراتيجية تفاوضية ناجحة لحماية المصالح الأمريكية.
ويعكس هذا الموقف أسلوب ترامب الهجومي مع الإعلام المنتقد لسياساته، ما يزيد من سجل إهانته للصحفيين.
وحذرت لجنة حماية الصحفيين الأمريكية من أن هذا السلوك قد يقوض حرية الصحافة ويزيد الضغوط على الإعلام المستقل.
ترامب يغضب بسبب سؤال عن الطائرة القطرية
بالعودة بالزمن إلى الوراء قليلًا عندما وجد ترامب نفسه محط تساؤلات من قبل الصحفيين بشأن تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد قبول طائرة من قطر يمكن استخدامها كطائرة رئاسية، وهو ما أثار غضبه بشكل كبير.
وقاطع ترامب أحد المراسلين الذي سأله عن تلك التقارير خلال اجتماع في المكتب البيضاوي قائلًا: «ما الذي تتحدث عنه؟ أنت من شبكة الأخبار الكاذبة، يجب أن تشعر بالخجل لطرحك هذا السؤال إنهم يعطوننا طائرة مجانًا، وبإمكاني أن أقول لا أريدها، أريد أن أدفع مليار دولار، أو يمكنني أن أقول ببساطة شكرًا جزيلًا».
مضيفًا: «أتعلم؟ عليك الخروج من هنا أنت عار على مهنتك».
إهانة ترامب للإعلام
يمتلك ترامب تاريخيا من العداء مع وسائل الإعلام، وسبق له أن غرد على «تويتر» في فبراير 2017، قائلا: «وسائل إعلام الأخبار الكاذبة ليست عدوا لي، بل هي عدو للشعب الأمريكي».
ومن أبرز هذه المواقف:
هاجم دونالد ترامب، في نوفمبر 2018، مراسل شبكة «سي إن إن»، جون أكوستا، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض، تعليقا على نتيجة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وكان المراسل يوجه سؤالا للرئيس الأمريكي، بشأن المهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر المكسيك، في أنهم ليسوا غزاة للولايات المتحدة.
وتحدث الصحفي رافضا تعليق ترامب بشأن المهاجرين بأنهم لا يعتبروا مخترقين للحدود بشكل غير شرعي، وهنا رد ترامب بالشكر على مقولته رافضا تعليقه، قائلا: «المهاجرون يجب أن يأتوا بطريقة شرعية، لدينا شركات ونريد أشخاص للعمل».
وتابع ترامب: «أتركني أنا أدير البلاد، وعليك أنت تولي مهمة (سي إن إن)»، مضيفًا: «ضع الميكروفون، كفى كفى، أجلس مكانك، أنت شخص مستفز، أنت عار على القناة التي تعمل فيها، أنت عدو للناس وتعرض أخبارا مزيفة».
كما خاض دونالد ترامب، حربا كلامية مع كارل برنستين، الصحفي الشهير الذي كشف فضيحة ووترجيت، ووصف ترامب الصحفي برنستين، في أغسطس 2018، بأنه «أحمق» يختلق قصصا من وحي خياله.
ورد برنستين بتغريدة قال فيها إنه قضى حياته يسعى لإظهار الحقيقة إلى النور ولا يمكن للسخرية منه أن تقلل من هذا الالتزام.
وفي مارس 2020، هاجم الرئيس الأمريكي، مراسل قناة «إن بي سي»، بيتر ألكسندر، في البيت الأبيض بعد سؤاله عن فيروس كورنا المستجد «كوفيد-19» وإمكانية إنتاج لقاح لمكافحته.
وحين سأل المراسل ترامب: «ماذا تقول للأمريكيين المذعورين الآن، حيث توفى أكثر من 200 شخص وأصيب أكثر من 14 ألف بفيروس كورونا وملايين الأمريكيين خائفين الآن؟ ماذا تقول لهم؟»؛ رد الرئيس الأمريكي: «أنت مراسل سيئ وسؤالك بغيض أعتقد أنك تبعث برسالة سيئة جدا للشعب الأمريكي».
وأضاف ترامب «الشعب الأمريكي يبحث عن إجابات ويتشبث بالأمل وأنت تمارس الإثارة، عليك أن تعود للتقارير العلمية بدلا من الإثارة؛ لنرى ما إذا كان علاج كورونا سيعمل أم لا».
الهجمات اللفظية لترامب على صحفيين
ترامب يغتال الصحفيين معنويًا ويحقر مهنة الصحافة
من جانبه، قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، إن دونالد ترامب منذ أطل على مسرح السياسة في الانتخابات الرئاسية الأولى التي خاضها عام 2016 كشف عن عداء مقيم لوسائل الإعلام الرئيسية والتقليدية، وذلك على الرغم من تصريحه عام 2017 بأنه لولا تويتر لم يكن ليصل لمنصب رئيس الولايات المتحدة.
الدكتور ياسر عبدالعزيز
وأوضح «عبدالعزيز»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن ترامب طور منصته الخاصة «تروث سوشيال» التي يملكها بالكامل ويتحكم في كل حرف تنطقه ويتحدث وقتما شاء، كما جعلها وسيلة مثلى لمخاطبة المؤسسات والعالم في الداخل والخارج، وهذا هو الإعلام الذي يريده دونالد ترامب، إعلام الاتجاه الواحد الذي يتكلم والعالم يسمع.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام المؤسسية والمرموقة في الولايات المتحدة لا تحظى بإعجاب ترامب لأنها تناقش وتنقض وتعارض، وبناءًا عليه وصفها بأنها بلا قيمة وعدو للشعب.
وأضاف الخبير الإعلامي: «ما يفعله ترامب مع الصحفيين الأمريكيين لم يحدث في أعمق الديكتاتوريات، فهو يغتال الصحفيين معنويًا ويحقر مهنة الصحافة».
وحذر من أن حرية الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم في خطر، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة تحمل على عاتقها إلهام العالم وقيادته في هذا الصدد وهو حماية حرية الصحافة.
سعي ترامب للبقاء تحت الأضواء بشكل مستمر
عن طبيعة شخصية ترامب وتعامله مع الصحفيين، وصفها الدكتور حسن مكاوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، بأنها نرجسية تهوى الأداء المسرحي وافتعال الأزمات للبقاء تحت الأضواء بشكل مستمر.
الدكتور حسن مكاوى
وأوضح «مكاوي»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن الصحافة الأمريكية تتضمن جزءًا مؤيدًا لترامب بشكل كبير، ولكن على النقيض فإن العدد الأكبر معارض لسياساته.
وأكد أن ترامب يسعى دائمًا إلى وصفه الإعلام غير المؤيد له بأنهم أصحاب الأخبار الكاذبة للتقليل من مصداقيتهم وتحفيز الكراهية تجاههم.
واختتم: «ترامب يجيد الاستخدام الجيد لوسائل الإعلام الجديد، من منصات التواصل الاجتماعي، خاصًة الشبكة الجديدة التي أطلقها»تروث سوشيال«لنشر أفكاره وكسب التأييد لها».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 22 دقائق
- مصراوي
وزير دفاع ألمانيا: إرسال منظومات باتريوت إلى أوكرانيا سيستغرق عدة أشهر
وكالات أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، عقب اجتماع مع نظيره الأمريكي بيت هيجسيث، أن إرسال منظومات "باتريوت" إلى أوكرانيا سيستغرق عدة أشهر بعد التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن شرائها. وقال بيستوريوس: "من الواضح أن أوكرانيا بحاجة ماسة إليها منظومات باتريوت وقد رأينا ذلك، لكن لا تتوهموا، فمنظومة باتريوت، التي نتحدث عنها اليوم، والتي ينبغي إرسالها إلى أوكرانيا، تحتاج شهورا حتى يتم تصل. وسيستغرق الأمر أياما أو أسابيع أخرى لاتخاذ القرار". وأشار إلى أن الطرفين قررا عدم الإفصاح عن عدد المنظومات التي سيتم تسليمها، إذ لم يُحددا بعد ما تعنيه وحدة "باتريوت" واحدة من حيث الخصائص التقنية وعدد الصواريخ. وقدّر وزير الدفاع الألماني تكلفة البطارية الواحدة بنحو مليار دولار، وفقا لروسيا اليوم. وتحدث بيستوريوس خلال مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" في وقت سابق عن خططه لمناقشة شراء منظومتي "باتريوت" مع هيغسيث من الولايات المتحدة لإرسالهما لاحقا إلى كييف. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أنه قرر تزويد أوكرانيا بأنظمة "باتريوت" وغيرها من الأسلحة على خلفية خيبة أمله في مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول التسوية في أوكرانيا. مشيرا إلى أن دول "الناتو" وافقت على دفع ثمن التوريدات العسكرية لأوكرانيا.

الجمهورية
منذ 34 دقائق
- الجمهورية
المحكمة العليا تسمح لترامب بطرد موظفي التعليم
وفي قرار غير موقع، رفع القضاة حكما أصدره قاض فيدرالي في بوسطن والذي منع عمليات الفصل، وأمروا البيت الأبيض بإعادة تعيين الأشخاص الذين تم فصلهم بالفعل. وأوضح موقع "أكسيوس" أن "القرار غير الموقع ينقض أمرا أصدره قاض فيدرالي وجد أن الرئيس ترامب ووزيرة التعليم ليندا مكماهون ليس لديهما السلطة لإلغاء الوزارة، وقد عارض قضاة المحكمة الثلاثة الليبراليون الأمر، الذي يعيد النزاع إلى محكمة الاستئناف الأولى ومقرها بوسطن". وقدمت القاضية سونيا سوتومايور اعتراضا مطولا، حيث كتبت: "عندما تعلن السلطة التنفيذية علنا عن نيتها خرق القانون، ثم تنفذ هذا الوعد، فمن واجب السلطة القضائية التحقق من هذا الخرق للقانون، وليس التعجيل به". وقالت سوتومايور إن "الرئيس يفتقر إلى السلطة الأحادية الجانب لإغلاق وكالة على مستوى مجلس الوزراء أنشأها الكونغرس"، مضيفة أن "الكونغرس وحده هو الذي يمكنه إلغاء الوزارة". وأوضحت أن "ترامب، الذي لم تثنه القيود المفروضة على السلطة التنفيذية، أوضح أنه ينوي إغلاق الوزارة دون تدخل الكونغرس". وفي شهر مارس الماضي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما يهدف إلى إغلاق وزارة التعليم وهو هدف يسعى إليه اليمين الأمريكي منذ عقود معترضا على التدخل الفيدرالي في النظام التعليمي الذي تديره كل ولاية على حدة. وتم تخفيض أعداد القوى العاملة بنحو 50% في شهر مارس، وقالت ماكماهون في بيان إن المحكمة العليا "أكدت بوضوح المهمة من خلال السماح للرئيس باتخاذ القرارات المتعلقة بتشغيل الوكالات الفيدرالية". وأضافت أن وزارة التعليم سوف تقوم الآن "بتنفيذ خفض في القوة لتعزيز الكفاءة والمساءلة ولضمان توجيه الموارد إلى حيث تكون أكثر أهمية للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين". هذا وقد رفعت مجموعة من الولايات ذات الأغلبية الديمقراطية دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب هذه الخطوة، وأفادت بأن ترامب يتجاوز سلطته بتسريحات الموظفين، التي تمهد لـ"إغلاق وزارة التعليم".


يمني برس
منذ 35 دقائق
- يمني برس
اعتراف بريطاني وأمريكي بأنه لا يمكن تجاهل صنعاء سياسيا وتكشف السبب
أكدت شركة 'Azure Strategy' البريطانية المتخصصة في الاستشارات الاستراتيجية، أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمثل قوة إقليمية صلبة ومستقلة يصعب تجاوزها أو عزلها عن المعادلات الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة. وأشار التقرير الصادر عن الشركة إلى أن الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، اضطرت إلى إعلان وقف مفاجئ لإطلاق النار في مايو الماضي، بعد أن اتضح أن اليمنيين لن يهزموا أو يردعوا، في اعتراف ضمني بفعالية القوة العسكرية اليمنية على الأرض. وأضاف التقرير أن حجم ترسانة الأسلحة اليمنية لا يزال غير معروف بالكامل، في وقت يشيد فيه مسؤولون أمريكيون النهج المبتكر الذي تتبعه صنعاء في تطوير قدراتها التسليحية، رغم القيود والضغوط الدولية. كما لفتت الشركة إلى أن الدور الاستباقي لليمنيين في إدارة الصراع، لا سيما في البحر الأحمر ومحيطه، قد جعل من الصعب عزلهم دبلوماسيا، وهو ما يعكس تأثيرا إقليميا متصاعدا لقوات صنعاء في المعادلات الأمنية والاقتصادية. ويأتي هذا التقييم الدولي ليؤكد حقيقة الواقع العسكري والسياسي الجديد، الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية من موقع الندية والمبادرة، وسط تحول جذري في موازين القوى بالمنطقة.