
"كانابا" ملحمة هندية على الطريقة الهوليودية
ويُعد "كانابا" نقطة تحول بارزة في مسيرة بطله وكاتبه فيشنو مانشو، الذي يتقاسم البطولة مع نخبة من النجوم أبرزهم براغيا جايسوال وموهان بابو، تحت إدارة المخرج موكيش كومار سينغ.
نستعرض فيما يلي أهم الجوانب الفنية التي لعبت دورًا محوريًا في تحقيق الفيلم لهذا الصدى الجماهيري الكبير
في وقت يتجنب فيه بعض صُنّاع السينما الهندية التعمق في الثقافة المحلية عند تقديم الأعمال الملحمية، اختار فيشنو مانشو أن ينغمس في قلب التراث الهندوسي، من خلال سرد الرحلة الروحية للصياد القبلي ثينادو (ماتشو)، الذي يتوه في إحدى الغابات ليعيش تجربة تحول داخلي عميقة، تقوده إلى تقديم تضحيات استثنائية، أبرزها إقدامه على التضحية بإحدى عينيه كقربان روحي.
هذا التمسك بالموروث الشعبي والثقافي منح الفيلم جاذبية خاصة، واستقطب جمهورا متنوعا من خلفيات وثقافات هندية مختلفة. ومع ذلك، لم يخلُ العمل من الجدل، إذ أثارت بعض المشاهد حفيظة جماعات دينية، أبرزها طائفة البراهمة، التي لوّحت باتخاذ إجراءات لمنع عرض الفيلم عقب صدور ملصقه الدعائي في يونيو/حزيران، بسبب ظهور الممثل الكوميدي سابتاكيري بملابس القساوسة.
ورغم الجدل، شدّد مانشو على أن نية فريق العمل لم تكن الإساءة أو السخرية، مؤكدًا أنهم استعانوا بكهنة كمستشارين أثناء كتابة السيناريو وتصوير المشاهد لضمان احترام الرموز الدينية.
وكذلك لم تسلم النسخة الهندية من الانتقادات، حيث وُصفت بعض المشاهد بأنها مهينة لثقافات بعينها، مما أثار جدلا واسعًا في بعض الأوساط الثقافية والدينية.
ضيوف شرف من الصف الأول يزيدون الحماس
من أبرز العوامل التي رفعت منسوب الحماسة الجماهيرية لفيلم "كانابا" هو ظهور عدد من نجوم الصف الأول كضيوف شرف، بأسلوب يُحاكي ما تقدّمه أفلام مارفل من مفاجآت مدروسة لجذب الجمهور. وكان أبرز هؤلاء النجم برابهاس، أحد أعمدة سينما التيلوغو، الذي أطلّ بدور "ردورا" خلال النصف ساعة الأخيرة من الفيلم، في ظهور مفاجئ قوبل بتصفيق حار وتفاعل واسع داخل قاعات العرض.
وقدّم برابهاس أداءً لافتًا أضفى زخمًا على الحبكة، خاصة بعد وتيرة بطيئة هيمنت على الفصل الأول من الفيلم، مما ساعد في إنقاذ العمل دراميًا، وأسهم في تصدّره لمحركات البحث مثل "غوغل" وتداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل خلال الأسبوع الأول من طرحه.
اللافت أن برابهاس لم يتقاضَ أجرًا عن مشاركته، تعبيرًا عن دعمه للفريق، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه النجم موهانلال، الذي جسّد شخصية "كيراتا"، في خطوة لاقت إشادة كبيرة من الجمهور والمراقبين.
وعلى الجانب الآخر، حصل النجم أكشاي كومار على أجر تجاوز مليون دولار أميركي لقاء ظهوره كضيف شرف في دور "شيفا"، والذي صوّره خلال 5 أيام فقط. وقد كان لظهوره وقع خاص، نظرا لكونه أول ظهور له في السينما الجنوبية، ما أضاف للفيلم بعدا جماهيريا أكبر ووسّع من قاعدة متابعيه على مستوى الهند.
محاولات إخراجية بطموح هوليودي
يخوض المخرج موكيش كومار سينغ أولى تجاربه في عالم السينما الملحمية من خلال "كانابا"، بعد سلسلة من النجاحات في أفلام الجنوب الهندي. وقد اتسمت هذه التجربة بطموح واضح لتقديم عمل بصري ضخم مستوحى من روح الإنتاجات الهوليودية، إلا أن هذا التوجه قوبل ببعض التحفظ، نظرا للإفراط في استخدام المؤثرات البصرية بطريقة وصفت أحيانا بـ"المزعجة"، لا سيما في النصف الأول من الفيلم الذي عانى من بطء السرد وضعف الإيقاع.
لكن مع تسارع وتيرة الأحداث وتحسن بناء الحبكة، نجح الفيلم في استعادة تركيز واهتمام المشاهدين، خاصة مع الانتقال إلى سرد أكثر تماسكًا ومنطقية. ورغم أن بعض المشاهد بدت متأثرة بأسلوب السينما البوليودية الكلاسيكية، مبتعدة عن النهج العصري لسينما التيلوغو، فإن العمل تمكن من فرض بصمته تدريجيًا.
من هذا المنطلق، يمكن اعتبار "كانابا" تجربة أولى جريئة نحو إرساء نمط جديد في السينما الملحمية التيلوغوية، تحمل في طيّاتها إمكانيات كبيرة للتطوير والبناء في الأعمال المستقبلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
"بي تي إس" تنفي رسميا مشاركتها في ألبوم تكريمي لمايكل جاكسون
نفت فرقة البوب الكورية الشهيرة "بي تي إس" ما تردد من أنباء حول مشاركتها في ألبوم تكريمي للمغني الراحل مايكل جاكسون، يتضمن أغنية غير منشورة كتبها أثناء إقامته في أيرلندا عام 2006. وأكدت الفرقة، عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أنها لن تشارك في هذا المشروع، ولن تقوم بتسجيل أي أغنية ضمن هذا الألبوم. كما شددت الشركة المسؤولة عن إدارة أعمال الفرقة على نفيها القاطع لهذه الأخبار، معلنة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للحد من تداول الشائعات والمعلومات المضللة. وجاء نفي فرقة "بي تي إس" بعد أن نشرت صحيفة "آيريش صن أون صنداي" تقريرًا يفيد بأن أستوديو "غروس لودج" يعمل على إحياء مشروع موسيقي غير مكتمل كان قد بدأه مايكل جاكسون خلال إقامته في أيرلندا عام 2006، وتوقف العمل عليه بسبب وفاته عام 2009. وأشارت الصحيفة إلى أن مدير الأستوديو، بادي دانينغ، صرّح بأنه تواصل مع عدد من النجوم العالميين للمشاركة في تنفيذ المشروع، وذكر من بينهم فرقة "بي تي إس"، وهو ما نفته الفرقة لاحقًا بشكل قاطع. تجدر الإشارة إلى أن فرقة "بي تي إس" كانت قد أعلنت عودتها إلى الساحة الفنية في يوليو/تموز الماضي، بعد توقف دام عامين نتيجة الخدمة العسكرية الإلزامية وانشغال الأعضاء بمشاريع فردية، حيث بدأت التحضير لألبوم جديد وجولة عالمية من المقرر انطلاقها في ربيع عام 2026. وفي بيان رسمي، أعلنت فرقة "بي تي إس" أن ألبومها الجديد سيصدر في مارس/آذار 2026، بعد الانتهاء من كافة التحضيرات الفنية المرتبطة بالأغنيات والمحتوى الإبداعي. وأوضح البيان أن أعضاء الفرقة توجهوا إلى الولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي لبدء العمل على الألبوم، الذي وصف بأنه مشروع جماعي يعكس رؤيتهم الفنية المشتركة، ويجسّد روح التعاون التي ميّزت مسيرتهم منذ بدايتها. ومن المقرر أن يعود أعضاء "بي تي إس" إلى الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري لاستكمال مراحل إنتاج الألبوم، ضمن استعداداتهم للعودة الكاملة إلى الساحة الفنية بعد فترة التوقف. ويعتبر الألبوم المرتقب أول عودة جماعية لفرقة "بي تي إس" منذ طرح الألبوم التجميعي "بروف" عام 2022، والألبوم الياباني "بي تي إس، ذا بيست" عام 2021، إلى جانب ألبوم الأستوديو "بي" الذي صدر عام 2020.


الجزيرة
منذ 9 ساعات
- الجزيرة
بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ"سباق" إنتاج أفلام عن الحرب مع باكستان
يتسابق المخرجون في بوليود على تحقيق مكاسب سينمائية من المشاعر الوطنية التي أججتها المواجهة المسلحة الأخيرة بين الهند وباكستان، من خلال تسجيل حقوق أفلام مرتبطة بعملية "سيندور". استمرت المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان في مايو/أيار 4 أيام، وشهدت تبادلا للهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ والقصف المدفعي، أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا من الجانبين. واندلعت هذه المواجهات، وهي الأعنف بين البلدين منذ عقود، على إثر هجوم وقع في 22 أبريل/نيسان في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وأودى بحياة 26 شخصا، جميعهم مدنيون. واتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم، لكن إسلام آباد نفت مسؤوليتها نفيا قاطعا. وأُطلق على العملية العسكرية الهندية اسم "سيندور"، نسبة إلى المسحوق الأحمر الذي تُزين به العرائس الهندوسيات شعرهن. وسارعت الأستوديوهات السينمائية إلى تسجيل حقوقها باستخدام عدد من العناوين، من بينها "المهمة سيندور"، و"سيندور: الانتقام"، و"إرهاب في باهالغام"، و"عملية سيندور"، سعيا إلى الاستفادة من موجة الحماسة الوطنية. وقال المخرج فيفيك أغنيهوتري "إنها قصة يجب أن تُروى"، وأضاف، لو كان الأمر متعلقا بها، "لأنجزت هوليود 10 أفلام عن هذا الموضوع .. الناس يريدون معرفة ما جرى خلف الكواليس". "عقلية القطيع" وكان أغنيهوتري أخرج عام 2022 فيلم "ملفات كشمير" (The Kashmir Files) عن "النزوح الجماعي للهندوس" من كشمير في تسعينات القرن الـ20، وحقق إيرادات كبيرة في الهند. وبينما أشاد حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الحاكم بالفيلم، فإن نقادا كثرا رأوا أنه يهدف إلى إثارة الكراهية ضد المسلمين، وهم أقلية في الدولة ذات العدد الأكبر من السكان في العالم. وترتفع أصوات كثيرة ضد بوليود، متهمة إياها بأنها أداة دعائية لحكومة رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي الذي يتولى السلطة منذ عام 2014. وأعرب الناقد السينمائي وكاتب السيناريو راجا سين عن أسفه لِكَون الكثير من المخرجين ينجزون أفلاما عن قصص موجَّهَة، تبدو وكأنها مدعومة من الحكومة. وعلّق قائلا "حاولنا خوض حرب، ثم هدأنا عندما طلب منا (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب ذلك، فأين البطولة في ذلك إذن؟". كذلك انتقد المخرج أنيل شارما، المعروف بأفلامه الاستفزازية، اندفاع بوليود لإنتاج أفلام عن هجوم باهالغام، وقال "إنها عقلية القطيع.. هؤلاء صناع أفلام موسميون". وحقق فيلما شارما من نوع الأكشن "غادار: إيك بريم كاثا" (Gadar: Ek Prem Katha) عام 2001، و"غادار 2″ عام 2023 نجاحا كبيرا. وليس اللعب على الوتر الوطني من خلال السينما أمرا جديدا في بوليود. ومن هذا المنطلق، غالبا ما يقع الاختيار على مناسبة وطنية، كعيد الاستقلال، لإطلاق فيلم، مع درجات نجاح متفاوتة. "التأثير في الرأي العام" فعلى سبيل المثال، عُرض فيلم "فايتر" (Fighter)، من بطولة هريثيك روشان وديبيكا بادوكوني، عشية يوم الجمهورية في الهند في 25 يناير/كانون الثاني 2024. وحقق الفيلم المستوحى بدرجة كبيرة من قصف الهند مدينة بالاكوت في شمال باكستان عام 2019، رابع أعلى إجمالي إيرادات خلال السنة بين الأفلام الناطقة باللغة الهندية، إذ بلغت عائداته 28 مليون دولار في الهند. أما "تشافا" (Chhaava) الذي عُرض في فبراير/شباط الماضي، وهو فيلم أكشن تاريخي يتناول حياة سامباجي مهراج، حاكم إمبراطورية المراثا (أواخر القرن الـ17)، فهو إلى اليوم الأول من حيث الإيرادات هذه السنة. إلاّ أن الفيلم أثار جدلا، إذ رأى البعض أنه ينطوي على معاداة للمسلمين. ولاحظ الناقد السينمائي راجا سين أن السينما الهندية تُعطي راهنا صورة عن "الملوك والقادة المسلمين في ظل مناخ من العنف". وأسف لتردد المخرجين في تناول مواضيع "تتعارض مع النظام". وأضاف "إذا أُغرق الجمهور بعشرات الأفلام التي تسعى لخدمة مصالح معينة، من دون سماع صوت الطرف الآخر، فإن هذه الدعاية والمعلومات المضللة تطبع الرأي العام وتؤثّر فيه". وشدد المخرج الشهير راكيش أومبراكاش ميهرا على أن الوطنية تعني تعزيز السلام والوئام من خلال السينما. وفاز فيلمه الكوميدي الدرامي "رانغ دي باسانتي" (Rang De Basanti) عام 2006 بجائزة أفضل فيلم شعبي، ورُشِّح لجائزتي غولدن غلوب والأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. وقال "كيف يمكننا تحقيق السلام وبناء مجتمع أفضل؟ كيف يمكننا أن نتعلم حب جيراننا؟ هذه هي الوطنية في رأيي".


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
قناة برشلونة تسخر من مودريتش وجماهير ريال مدريد تطالب بالاعتذار
أثارت القناة التلفزيونية الرسمية لنادي برشلونة موجة من الانتقادات بعد بث تعليقات ساخرة استهدفت أيقونة ريال مدريد السابق لوكا مودريتش الذي انضم أخيرًا إلى ميلان بعد رحيله عن لوس بلانكوس. اندلع الجدل عند فوز برشلونة 7-3 ودياً على إف سي سول من كوريا الجنوبية -الخميس- في إطار جولته الآسيوية قبل انطلاق الموسم الجديد. وقال المعلق الرسمي لنادي برشلونة بلهجة ساخرة "من هنا، لم نُقدّم التكريم المستحق للوكا مودريتش. كانت آخر خدماته العظيمة تمريرته لكوندي في نهائي الكأس ومنحنا اللقب". وتابع المذيع: "هكذا نُظهر نحن، كمشجعين لبرشلونة، تقديرنا العميق لمودريتش". ووفقا لموقع ديفانسا سنترال الإسباني، لم يرق هذا التهكم لجماهير ريال مدريد، ولا لوسائل الإعلام الرياضية الإسبانية، ولجأ توماس رونسيرو، الصحفي البارز المقيم في مدريد، إلى منصة إكس لانتقاد هذه التصريحات بشدة: "ريال مدريد رمزٌ للنبل. برشلونة يُظهر مرةً أخرى قلة ذوق، وغيابًا للنضج العاطفي، وانعدامًا عميقًا للثقة". وأضاف "مودريتش يمتلك 6 ألقاب دوري أبطال أوروبا أكثر مما فاز به برشلونة في تاريخه بأكمله". لوكا مودريتش يرد ولم يتردد الدولي الكرواتي في الرد على بعض المتابعين والأصدقاء شاركوا معه تصريحات المعلق البرشلوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب "لقد فزت بألقاب دوري أبطال أوروبا أكثر من برشلونة.. لا يهمني ما يقولونه"، ويمتلك مودريتش ستة ألقاب بدوري أبطال أوروبا، بينما يمتلك الفريق الكتالوني تاريخيا مدة 125 عامًا، خمسة فقط. إعلان من جهة أخرى طالبت جماهير ريال مدريد باعتذار فوري من برشلونة بعد سماع كلمات المعلق عن مودريتش خلال البث المباشر. "تصرف غير لائق على الإطلاق من فريق برشلونة الإعلامي. نطالب باعتذار فوري"، هذا ما كتبه أحد مشجعي ريال مدريد على تويتر. وغرد آخر: "الشيء المحترم من برشلونة هو الاعتذار للاعب أسطوري ما أساء إليهم أبدا". وقال مشجع ثالث: "لا يمكن التسامح مع عدم احترام أسطورة اللعبة".