logo
مأساة جندي تكشف قسوة الواقع: 'سأموت بكرامة... بعدما أُسلّم ابنتيّ لأيدٍ أمينة'

مأساة جندي تكشف قسوة الواقع: 'سأموت بكرامة... بعدما أُسلّم ابنتيّ لأيدٍ أمينة'

اليمن الآنمنذ يوم واحد
في مشهد يُجسّد أقسى ملامح الانهيار الإنساني الذي تعانيه القوات الحكومية، أطلق الجندي في الجيش الوطني "عزي التاج" صرخةً مؤلمة هزّت الضمير الوطني، كاشفًا عن معاناةٍ قاسية تجاوزت ساحات المعارك إلى جبهات الفقر والخذلان والتفكك الأسري، في ظل تجاهل متواصل من قيادات الشرعية.
وفي منشور مؤلم على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب الجندي بعينٍ دامعة وقلبٍ مثقل بالوجع:
"لم يعد لدي ما أخسره... فلماذا أصمت؟
أنا جندي في الجيش الوطني، مشروع شهيد، لكن راتبي خمسون ألف قعيطي فقط!
رقم يتبخر أمام الأسعار، وأزمة مياه الشرب حوّلت حياتي إلى عطش لا ينتهي، أعيش في جحيم نفسي لا يرحم، وكل ما أراه أمامي هو اليأس".
وروى الجندي بألمٍ بالغ كيف اضطر تحت وطأة الفقر المدقع إلى تطليق زوجته، بعدما عجز عن تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة لها ولأسرته، قائلًا:
"رميت يمين الطلاق على زوجتي… لم يكن قراري، لكنه سحق عالمي. بقيتُ وحيدًا مع ابنتيّ، شامي ووتيني، وهما كل ما أملك من هذه الحياة. لكن حتى لقمة العيش أو شربة الماء لم أعد قادرًا على توفيرها لهما".
الأوجاع لم تتوقف هنا، بل وصلت إلى قرار مؤلم يفوق قدرة أي أب، حين أعلن الجندي أنه بات يفكر جديًا في تسليم طفلتيه لأسرة قادرة على إعالتهما، وسط شعور عميق بالخذلان والمرارة:
"اليوم أفكر بألم لا يوصف في تسليمهما إلى أسرة قادرة… هل تتخيلون أن يصل بي الحال كأب إلى التفكير في التخلي عن ابنتيّ؟ هذه ليست خيانة، هذا قهر بحجم وطنٍ خذلني".
ورغم نداءاته المستمرة إلى قيادات المقاومة الوطنية، والمسؤولين في الحكومة الشرعية، وقيادة محور تعز، لتوحيد الرواتب وإنصاف الجنود، إلا أن صرخاته لم تجد من يصغي أو يستجيب، حسب تعبيره:
"صرخت حتى جفّ حلقي... لا حياة لمن تنادي. كل الأبواب أغلقت، لم يبقَ أمامي إلا الموت بكرامة. لكنني لست جبانًا… إن مُت، فسيكون موتي ثورة على فساد سحق شعبًا بأكمله".
وختم الجندي منشوره بكلماتٍ تنزف وجعًا وتختصر حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الكثير من الجنود:
"أنا إنسانٌ ينزف ألمًا… يبحث عن كرامةٍ في وطنٍ نسي أبناءه.
هل بقي من يسمع صرخة أبٍ محطم القلب؟ لا أعتقد.
لكنني سأموت بكرامة بعد أن أطمئن أن شامي ووتيني في أيدٍ أمينة".
تدوينة الجندي عزي التاج أثارت موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل، وسط مطالبات بفتح تحقيق فوري في أوضاع الجنود المنسيين، وتقديم دعم إنساني عاجل، وإنهاء الفساد الذي يحوّل تضحيات الأبطال إلى مآسٍ عائلية مروعة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اللواء أحمد الإبارة: شهيد الوفاء وحكاية الصدق المنسي في تاريخ اليمن
اللواء أحمد الإبارة: شهيد الوفاء وحكاية الصدق المنسي في تاريخ اليمن

اليمن الآن

timeمنذ 21 دقائق

  • اليمن الآن

اللواء أحمد الإبارة: شهيد الوفاء وحكاية الصدق المنسي في تاريخ اليمن

أبرز الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر في مقال جديد له شخصية اللواء أحمد يحيى غالب الإبارة، واصفًا إياه بأنه 'أيقونة التضحية وحكاية الصدق المنسي في تاريخ اليمن الحديث'. ويؤكد أبو النصر خلال المقال أن اسم اللواء الإبارة سيظل محفورًا في ذاكرة اليمن الحرة كرمز 'استثنائي لحالة نادرة من النقاء الوطني والمشروع التحرري الصادق'. ويوضح فتحي أبو النصر أن اللواء الإبارة لم يكن قائدًا عابرًا، بل كان أول ضابط يضع قدمه على رمال العبر في يناير 2015، في وقت شهدت فيه البلاد 'انهيارًا غير مسبوق لمؤسسات الدولة'. محمد جميح يعلق على التسجيل الأخير للشيخ صالح حنتوس قبل اغتياله اشتباكات دامية في ريمة بعد فشل وساطات إقناع الشيخ صالح حنتوس بالتسليم للحوثيين أزمة مياه خانقة تضرب تعز.. مواطنون يتنقلون بين الأحياء بحثًا عن قطرة ماء ويشير الكاتب إلى أن الإبارة جمع من تبقى من ضباط الجيش الوطني، وجاء برجال من ريمة، ليكون 'كتائب وسرايا، لا مرتزقة ولا مغاوير موضة، بل جنودًا يحملون عقيدة جمهورية وطنية نقية'. ويذكر أن اللواء الإبارة استشهد مع أكثر من 120 جنديًا في قصف طائرات التحالف لمعسكر العبر، واصفًا ذلك اليوم بأنه 'لحظة قتل لعقيدة وطنية كانت يمكن أن تغير مسار الحرب'. ويضيف الكاتب أن القصف 'استهدف المعنى قبل الأجساد، واستهدافًا مباشرًا لمشروع وطني بديل لا يقبل الارتزاق ولا يقبل الوصاية'. ويتابع فتحي أبو النصر حديثه عن الدور البطولي لأبناء ريمة، مشيرًا إلى أن خمسين شابًا منهم اقتحموا 'تبة المصارية' ببنادقهم وذخيرتهم البسيطة لفك حصار مأرب، واستشهد أغلبهم. ورغم ذلك، يؤكد الكاتب أنهم 'لم يُذكروا، لم يُكرموا، ولم تُكتب أسماؤهم على الجدران ولا في نشرات الأخبار'، وكأنهم 'ظلوا يؤمنون أن الوطن لا يحتاج إلى مقابل، وأن البطولة ليست وجها سياسيا'. ويعرب أبو النصر عن أسفه لما يتعرض له أبناء ريمة اليوم من 'تهميش وتمييز داخل بنية الجيش الوطني'، خاصة أن معظمهم من رفاق الحزب الاشتراكي. ويؤكد أن هؤلاء 'لم يطلبوا منصبا، ولم يتزاحموا على فتات الفساد، بل ظلوا في المتارس حين هرول الجميع نحو الغنائم'. وفي ختام مقاله، يستذكر فتحي أبو النصر في ذكرى استشهاد اللواء الإبارة، واصفًا إياه بأنه 'القائد الملهم الذي كتب بدمه ما لم تكتبه مؤتمرات ولا بيانات'. ويتذكر الكاتب كيف أفردت صحيفة 'الثوري' أربع صفحات للجريمة، وكيف بكى الرفيق الجليل عبده مرشد، عضو مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي اليمني، وهو يرثي صاحبه، معتبرًا أن 'دمعه بيان آخر، أشد صدقا من كل الخطب'. ويختتم أبو النصر مقاله بالقول: 'لا يموت الكبار، بل يصبحون ملامح في ضمير البلاد'.

شرطة تعز تمهل الجهات المختصة 24 ساعة لحل أزمة مياه الشرب وتؤكد أنها لن تقف عاجزة
شرطة تعز تمهل الجهات المختصة 24 ساعة لحل أزمة مياه الشرب وتؤكد أنها لن تقف عاجزة

الصحوة

timeمنذ 27 دقائق

  • الصحوة

شرطة تعز تمهل الجهات المختصة 24 ساعة لحل أزمة مياه الشرب وتؤكد أنها لن تقف عاجزة

أعلنت إدارة عام شرطة محافظة تعز، منح الجهات المختصة 24 ساعة لحل أزمة مياه الشرب، مؤكدة استعدادها للتدخل واتخاذ إجراءات ضابطة وحاسمة، في حال تقاعست الجهات المعنية عن أداء واجبها. وقال بيان صادر عن الشرطة نشره مركز الإعلام الأمني، ":هناك جهات معنية بالمياه (توفيرا، وإشرافا، رقابة) كخدمة أساسية هامة للمجتمع يجب أن تسخر لها كل الإمكانات وتبذل كل الجهود". وأصاف:" تدخل الشرطة مساند لعمل هذه الجهات بعد أن تستوفي إجراءاتها بما فيها الضبط الإداري بتحرير المخالفات وغيره، وقد صدرت توجيهات مدير عام الشرطة العميد منصور الأكحلي إلى كافة الإدارات والأقسام والحملة الأمنية والعقال للتعاون مع الجهات المعنية وتنفيذ ما يجب من إجراءات ضبطية تجاه المخالفات". وأكد البيان أن "قيادة شرطة تعز على تواصل دائم مع الجهات ذات العلاقة، وأنها لن تقف عاجزة تجاه ما يحدث، وسوف تتدخل بإجراءات ضابطة وحاسمة في حال قصرت هذه الجهات بواجبها، ولم تعمل على حل الأزمة خلال ٢٤ ساعة". ودعا البيان الجميع لاستشعار المسؤولية الوطنية والإنسانية للحد من تفاقم الأزمة.

رويترز: مصابان ومفقودان بهجوم على سفينة قرب الحديدة
رويترز: مصابان ومفقودان بهجوم على سفينة قرب الحديدة

اليمن الآن

timeمنذ 29 دقائق

  • اليمن الآن

رويترز: مصابان ومفقودان بهجوم على سفينة قرب الحديدة

قال مصدر أمني بحري إن سفينة تحمل علم ليبيريا تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة قرب الحديدة في اليمن، ونقلت وكالة رويترز عن المصدر قوله إن الهجوم أسفر عن إصابة اثنين وفقدان اثنين آخرين كانوا على متن السفينة. وتأتي الحادثة بعد ساعات من استهداف الحوثيين سفينة قبالة الحديدة ما تسبب في غرقها بشكل كامل. وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأنها تلقت عدة تقارير من أطراف ثالثة تفيد بوقوع هجوم استهدف سفينة تجارية على بُعد 51 ميلاً بحرياً غرب الحديدة. ووفقاً للبيان، فقد تعرضت السفينة لهجوم باستخدام قذائف صاروخية محمولة على الكتف أُطلقت من قوارب صغيرة، دون أن تكشف الهيئة عن تفاصيل إضافية بشأن الأضرار أو هوية السفينة المستهدفة. وأشار البيان إلى أن السلطات المختصة باشرت التحقيق في الحادث، داعياً جميع السفن المارة في المنطقة إلى توخي الحذر الشديد والإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة إلى الهيئة. وتُعد هذه الحادثة جزءاً من سلسلة تهديدات مستمرة للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store