
المحنة السودانية!
ولكن، ما يلفت النظر هنا في الحقيقة، هو ما كانت تعلقه الأطراف السودانية من آمال على ذلك الاجتماع! ذلك هو في تقديرى جوهر ما أسميه «المحنة السودانية»، أي الاعتماد على قوى خارجية في حل أزمات الوطن السودانى! نعم.. مالم يرد، ومالم يستطع السودانيون بأنفسهم حل مشكلاتهم، فلا يمكن التعويل أبدا على أية قوى خارجية، الولايات المتحدة أو غيرها! وذلك أيضا هو جوهر موقف مصر من جارتها الشقيقة والأقرب!
لقد لفت نظرى في التعليقات الكثيرة الأخيرة حول أوضاع السودان.. مانقل عن «عز الدين الصافى» الذى يوصف بأنه «مستشار أول قائد قوات الدعم السريع» قوله.. «نتطلع إلى أن تلعب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دورا محوريا في إيقاف الحرب في السودان بالتنسيق مع حكومة التنسيق والوحدة، بقيادة تحالف السودان التأسيسى، المعروف اختصارا باسم: «تأسيس»! هذا حديث لا بأس به، ولكن.. أيها الأشقاء الأعزاء، وفى النهاية..، لن يحل مشاكل السودان إلا السودانيون أنفسهم، بإرادتهم المستقلة. وفى هذا الإطار، يكون دعم أشقائكم المصريين بكل صدق وإخلاص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ثانية واحدة
- عمون
السفير الياباني: نثمن دور الأونروا الحيوي في خدمة اللاجئين الفلسطينيين
عمون - أكد السفير الياباني لدى الأردن أساري هيديكي، تقديره العميق لتفاني موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، في أداء مهامهم الإنسانية في ظروف صعبة، مؤكدًا دعم بلاده الثابت لقيم المساءلة والنزاهة والحياد التي تلتزم بها الوكالة. جاء ذلك خلال حفل إطلاق المرحلة الثانية من "برنامج التميز القيادي والمساءلة"، الذي تنفذه الأونروا بالشراكة مع كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة (UNSSC)، وبدعم من حكومة اليابان الذي أقيم مساء أمس. وقال السفير أساري، إن الأونروا تؤدي دورًا لا غنى عنه في دعم اللاجئين الفلسطينيين، مشددًا على أهمية تعزيز قدرات مديري الخطوط الأمامية في الوكالة، لتمكينهم من أداء مسؤولياتهم وفق أعلى معايير الحوكمة والحياد. ويهدف البرنامج، الذي أُطلقت مرحلته الثانية بعد نجاح دورته الافتتاحية عام 2024، إلى دعم مديري الأونروا من خلال تعزيز مفاهيم المساءلة والتميز التشغيلي والنزاهة، مع إيلاء اهتمام خاص لمراعاة منظور النوع الاجتماعي، بما يتماشى مع أجندة المرأة والسلام والأمن (WPS). من جهتها، أعربت نائبة المفوض العام للأونروا أنطونيا دي ميو، ونائب مدير شؤون الأونروا في الأردن كونال دار، عن تقديرهما للدعم المتواصل من اليابان، مؤكدين التزام الوكالة بتعزيز ممارسات الحوكمة والشفافية، وترسيخ القيم الأساسية التي تقوم عليها الأونروا، والمتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية.


عمون
منذ ثانية واحدة
- عمون
الهوية الوطنية الأردنية بين التحديات والنهضة
* مشروع مؤسسي لبناء الدولة وتعزيز السيادة في ظل التحولات المتسارعة التي تعصف بالمشهدين الإقليمي والدولي، تفرض المرحلة الراهنة على الدولة الأردنية ضرورة ملحة لإعادة بلورة الوعي الوطني ، على أسس فكرية مؤسسية متجذرة ومستدامة ، تصون الهوية وتحفظها من محاولات التمييع والتفكيك والتصفية ، فالهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد حالة شعورية آنية، بل هي تعبير عن انتماء متجذر، ومشروع سيادي متكامل ، يؤسس لنهضة وطنية ، تتكئ على الإرث الحضاري، وتتجه بثقة نحو المستقبل. لقد آن الأوان لإطلاق تيار فكري وطني مؤسسي ، يعكس تطلعات الأردنيين، ويجسّد طموحات الشباب الذين باتوا يعيشون حالة من التذبذب بين الرغبة في الانفتاح العالمي وتبني الحداثة ، وبين التمسك بالثوابت الوطنية والقيم العربية الإسلامية الأصيلة ، وقد كشفت دراسة صادرة عن جامعة آل البيت (2024) أن ما نسبته 38% من الشباب الأردني يعبّرون عن تراجع في شعورهم بالانتماء الثقافي مقارنة بالأجيال السابقة، مما يستدعي وقفة تأمل وتدخلاً استراتيجياً عاجلاً. إن الحاجة إلى استراتيجية وطنية للثقافة والإعلام باتت ضرورة وجودية ، لا ترفاً فكريا ، فهذه الاستراتيجية ينبغي أن تُعيد إنتاج الخطاب الوطني بروح معاصرة ، تُحاكي الواقع دون أن تتخلى عن الجذور، وتُرسّخ قيم الانتماء من خلال برامج تعليمية وإعلامية تعزز التفكير النقدي، والانفتاح الواعي على العالم ، وتعيد الاعتبار للتراث الأردني كرافعة حضارية تُقدَّم في أطر حديثة وقابلة للتنافس. ولأن التحدي الحضاري الذي يواجهه الأردن اليوم هو انعكاس طبيعي لمفاعيل العولمة ، فإن الرهان يجب أن يكون على حسن إدارة هذا الصراع الثقافي والرمزي ، لا مقاومته بالإنكار أو الانغلاق ، فالهوية الوطنية القوية ليست تلك التي ترفض الآخر، بل التي تمتلك من المناعة والوعي ما يُمكّنها من الانفتاح دون الذوبان ، والتفاعل دون التفريط. إن مواجهة المشاريع الهادفة إلى تقويض الهوية الوطنية لا تكون بردود فعل آنية أو شعارات عابرة ، بل بمأسسة الفكر السياسي الوطني ، وصياغة خطاب جامع يُعيد الثقة بين الدولة والمجتمع ، فالوطنية ليست مجرد شعور وجداني ، بل مسؤولية دائمة في حماية الدولة، وصيانة مؤسساتها، وتعزيز وحدتها الداخلية في وجه محاولات الاختراق والتفكيك. والمشروع الوطني الأردني ، الذي يستند إلى موروث تاريخي عريق، يواجه اليوم تحديات ديمغرافية وثقافية متداخلة، تتطلب استعادة الوعي التأسيسي الذي بزغ من رحم المدن والقرى الأردنية، لا سيما من رمزية "أم قيس" ، التي احتضنت أولى خطوات التأسيس السياسي للدولة ، هذا الوعي يجب أن يُستعاد لا باعتباره نوستالجيا* الماضي، بل بوصفه نواة صلبة لبناء الحاضر والمستقبل، ضمن مشروع سيادي لا يقبل المساومة أو الاجتزاء. ومن هنا، تتجلى ضرورة العمل على ترميم العقد الاجتماعي، وتفعيل أدوات الإصلاح من داخل الدولة لا من خارجها ، عبر مراجعة شاملة تعزز المواطنة ، وتُعمق الثقة بالمؤسسات ، وتحفظ كرامة المواطن ، ذلك أن صيانة الدولة لا تُبنى على جلد الذات ، بل على إعادة تعريف العلاقة بين الفرد والدولة ، بما يعزز الانتماء ويُحصّن المجتمع من الاختراقات الفكرية والمصالح العابرة للحدود. وفي هذا السياق ، لا بد من التأكيد على الدور المحوري الذي تؤديه مؤسسات الدولة السيادية ، وفي مقدمتها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية ، والعرش الهاشمي، كركائز لا غنى عنها للاستقرار والشرعية والوحدة الوطنية ، فهذه المؤسسات ليست محلاً للتشكيك ، بل تمثل الضمانة الحقيقية لاستمرار الدولة وبقاء كيانها السياسي صلبًا ومتماسكًا في مواجهة التحديات المتعددة الأوجه. وفي الختامً ، إن الهوية الوطنية الأردنية هي مشروع يمتلك مقومات الحيّاة ، و متجدد، يتطلب وعياً سياسياً ناضجاً ، وفكراً مؤسسياً متماسكاً ، وإرادة شعبية مخلصة : فلا نهضة بدون هوية ، ولا سيادة بدون انتماء ، ولا بناء لمستقبل آمن دون صيانة الجبهة الداخلية ، وسيبقى الأردن ، كما عهدناه ، وطن العزة والمنعة ، متجذرًا في تاريخه ، متطلعًا لمستقبله ، ثابتًا على قيمه ، وعصيًا على الانكسار. حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه . المصادر - عمون الاخباري/ كتاب عمون / 6/7/2025 - جامعة ال البيت/ 2024 - ادبيات حزب المحافظين تحت التاسيس

عمون
منذ ثانية واحدة
- عمون
الكرك: مئوية 'الهيّة' .. ذاكرة الحرية ومجدُ الكرامة
في جنوب البلاد، حيث الجبال تروي للريح حكايات الصبر، تطل الكرك على الزمن كشاهدةٍ حية على معنى الكرامة حين تكون أعلى من الجغرافيا، وأثقل من التاريخ. مدينة لا تتغنّى ببحرٍ ولا تخطب ودّ السياحة، لكنها تُدهشك إذا نطقت. لا لأن صوتها مرتفع، بل لأن ما تقوله يخرج من جراحٍ صلبة، ومن قلبٍ عارف أن المجد لا يُشترى، بل يُنتزع. تمرّ اليوم مئة سنة على 'الهِيّة'، تلك الانتفاضة التي كتبها أهل الكرك بدمهم وبصبرهم، لا طلبًا لامتياز، بل رفضًا للظلم، وموقفًا أخلاقيًا ضد استبدادٍ كان يُريد من الناس أن يصمتوا ويُطيعوا، فأجابته الكرك: 'ما نطيع!'. قالها رجال القرى، وصدّقتها النساء، وحملتها البنادق، وحفرتها القلعة في جدرانها. لم تكن 'الهيّة' انفجار غضب، بل شهادة مبكّرة على وعي جمعي، وعلى مشروع نهضوي يُشبه الأمة في حلمها الأول. الكرك التي تمشي على صخر وتزرع الأمل في يباب، لطالما قدّمت لوجه الأمة وجهها الصلب. يكفي أن تذكر مؤتة، حتى يأتيك جعفر الطيار، مقطوع اليدين، طائرًا بجناحين. يكفي أن تمرّ بقلعتها، حتى يطلّ قدر المجالي، مشنوقًا لكنه منتصب كألف راية. الكرك لم تكن يومًا طرفًا، بل كانت دائمًا مركزًا للمعنى، وللموقف، وللأثر. ومن بين أكثر مواقفها إنسانيةً وإلهامًا، يبرز اسم الشيخ إبراهيم الضمور وزوجته الشيخة عليا الضمور. قصةٌ تكاد تكون خارجة من ملحمة شعرية، لكنها حدثت فعلاً على أرض الكرك. حين احتمى الثائر الفلسطيني قاسم الأحمد، قائد ثورة نابلس، في بيت الشيخ إبراهيم، وطلبه العثمانيون، كان الخيار أمامه إما أن يسلّمه، أو يشهد إحراق أبنائه الاثنين. وكان القرار: 'لا نخون الدخيل، ولو اشتعلت بنا النيران.' وهكذا، شاهد الوالدان فلذتي كبدهما يُحرقان أمامهما، لكن لم تهتزّ الراية. وعلى رماد الفقد، كتبت الكرك واحدة من أنبل صفحاتها: الكرامة لا تقبل المقايضة. وتلك الحكاية لم تكن فقط شهادة على بطولةٍ نادرة، بل وثيقة تاريخية على العلاقة الأصيلة بين الأردن وفلسطين، والتي صيغت بالنار والدم والمصير الواحد. هل هذه حكايات قديمة؟ نعم، لكنها ليست قصصًا للنسيان. إنها بوصلة للزمن الجديد، وتذكير بأن الحرية لا تُورّث، بل تُنبت في الأرض التي ارتوت بدم الشرفاء. والهيّة، في معناها الحقيقي، لم تكن احتجاجًا على حاكم فقط، بل كانت لحظة إدراك جمعي أن الكرامة أغلى من الحياة. واليوم، في مئويتها، لا بدّ أن نسأل: ماذا بقي من تلك الروح؟ وهل الكرك، والأردن، والأمة، ما زالوا أوفياء لتلك القيم؟ وهل المشروع الوطني ما زال يضع الحرية في مقدّمة أولوياته؟ إن ما يجعل من الكرك مدينة غير عادية، هو أنها لا تبحث عن ضوء خارجي لتتجمّل، بل تستمدّ ألقها من داخلها، من ذاكرة مضرّجة، من مواقف لا تتكرّر. ليست مدينة محايدة، بل مدينة اختارت أن تكون في صفّ الإنسان، في صفّ العدل، ولو كلّفها ذلك كثيرًا. ورغم تبدّل الأزمان، ما زال في الكرك ما يُنبئ بأن نار 'الهيّة' لم تنطفئ. لعلّها هدأت، لكنها تقبع هناك، في صدور الناس، في شموخ القلعة، في حنين الأمهات، في نشيد الأطفال وهم يرددون: 'اضرب رصاص خلي رصاصك صايب'. تبدو الكرك اليوم، في مئويتها، مدينة تتطلّع إلى ما هو أكثر من الاحتفال. هي تطلب أن نعيد الاعتبار للحرية لا كشعار، بل كمشروع وطني حقيقي. فالمعرفة وحدها لا تكفي إذا لم ترتبط بالكرامة. والمشاريع لا تنهض إذا لم تكن جذورها ضاربة في القيم. والكرك تقول ذلك بلسانٍ عربيٍ فصيح: أعطوني حرية، وخذوا منّي أيّ شيء آخر. في زمن ترتبك فيه المدن بين المظهر والمضمون، تبقى الكرك واثقة كأنها حجر من كتاب التاريخ. تعرف أن المجد لا يُشترى بالرخاء، بل يُبنى بالصبر، وأن الكرامة لا تُهدى، بل تُنتزع من فم التنّين. من هنا، لا يجب أن تمرّ مئوية الهيّة بصمت. بل يجب أن تكون فرصة لاستعادة المشروع الوطني، وإعادة بناء العلاقة بين المواطن والمكان، بين التاريخ والمستقبل. ويكفي الكرك فخرًا أنها، في أصعب اللحظات، لم تتخلّ عن إنسانيتها، ولم تساوم على مبدئها. فالتحية للكرك، ولقلاعها، ولشهدائها، ولنسائها ورجالها. والتحية لأولئك الذين قدّموا أبناءهم فداءً للدخيل، لأنهم آمنوا أن الشرف لا يُقاس بعدد الأبناء، بل بنوع التضحية. في مئوية الهيّة، نحن لا نحتفل، بل نتذكّر لننهض. لأن الكرك ما زالت تُعلّم، وما زال على الأمة أن تُصغي، وتتعلم من مدينةٍ اختارت أن تكون حرة، حتى وإن دفعت الثمن كاملاً.