لبنان "الرمادي" أمام الامتحان الأميركي الأصعب اليوم... السلاح أو "رماد" الحرب
... «كلام زعيم حزب الله يدلّ على أنه لم يتّعظ من (السيد حسن) نصرالله ولا من خليفته (هاشم صفي الدين)» اللذين اغتالتْهما إسرائيل في 27 سبتمبر و3 أكتوبر الماضييْن.
موقفان وكأنهما «على حدّ السيف»، من الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ومن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عَكَسا ما يشبه التقاطُعَ على أنّ ما بعد زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك لبيروت اليوم ملبَّد بغيوم داكنة ومحمَّلة بمخاطر عودة محتمَلة للحرب:
- سواء بوصْفها خياراً من تل أبيب كـ «بدَل عن ضائع» اسمه عدم الرغبة في الانزلاق إلى لعبة «استنزاف وقتٍ» بحال اعتمادها «سلّم الأولويات» اللبناني في مقاربة ورقة براك (بإزاء سلاح «حزب الله») والذي يُراعي، بطريقة أو أخرى، الرفضَ المطلق للحزب لأي نقاش في موضوع سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من التلال الخمس ووقف اعتداءاتها وتحليق طيرانها وإطلاق الأسرى وبدء إعادة الإعمار، على أن يكون البحث في هذا الملف تحت سقف حوار وتفاهُم داخلي ولافتةِ «إستراتيجية الأمن الوطني» أو الإستراتيجية الدفاعية، أي في إطار «ملبنن» وليس تحت ضغط «ساعة رملية» أميركية وعلى قاعدة مقترح قُدم للبحث على طريقة TAKE IT OR LEAVE IT.
- أو بوصْف الحرب «سُمّاً» سيُضطرّ الحزب لـ «تَجَرُّعه» بناء على مفاضَلة بين خيارين أحلاهما مُر: الأول أكلاف «رفْع الراية البيضاء» أمام واشنطن وتل أبيب والتسليم بسحْب «مَجاني» لسلاحه، مع ما لذلك من تداعيات على وزنه الداخلي وإن الذي أصابه الوهن بعد حرب الـ 65 يوماً، كما على الثِقل الإقليمي لإيران وإن الذي زادتْه ضموراً الحربُ الإسرائيلية على طهران.
والثاني مواجهة كل الاحتمالات والسيناريوهات وترْك الميدان، بحال قررت تل أبيب «الضغط على الزناد»، يأخذ مداه والرهان على ديناميات المعركة وما قد تستدرجه من وساطات دولية لوقفها وربما بما يتيح «ربط نزاع» بالنار مع مكاسب في «كعكة السلطة» بلبنان لا يمكن تحقيقها «على البارد».
وعزّز موقفُ قاسم في ختام مراسم يوم العاشر من محرم، وردّ كاتس عليه المَخاوف من ألّا ينجح لبنان في الردّ الذي سيسلّمه اليوم إلى براك والذي كان يضع «الروتشات» الأخيرة عليه، في الموازَنة بين عدم رَفْضِ الورقة الأميركية ومبادئها الرئيسية التي يلتزم بها كبارُ المسؤولين تحت عنوان حصر السلاح بيد الدولة، وبين عدم ترك ثغرة تتيح لإسرائيل النفاذ منها لتظهير أن بيروت تتنصّل من سَحْبِ سلاح «حزب الله»، مع ما يحمله ذلك من مخاطر إضافية هذه المرة لجهة إمكان جعْل لبنان – الدولة جزءاً من «أهداف» أي حربٍ، ما دام الجواب على مقترَح براك تم صوغُه بين رؤساء الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والبرلمان نبيه بري.
إحراج إضافي
واعتبرت أوساط مطلعة في بيروت أن كلام قاسم جاء بمثابة إحراجٍ إضافي للبنان الرسمي في أي التزاماتٍ ولو مبدئية يقدّمها لواشنطن، خصوصاً أن الأمين العام لـ «حزب الله» دعا بوضوح إلى أن تطبق إسرائيل أولاً اتفاق وقف الأعمال العدائية (27 نوفمبر) «فتنسحب من الأراضي المحتلة، وتُوقف عدوانها وطيرانها، وتُعيد الأسرى ويبدأ الإعمار وعندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية ولِنناقش الأمن الوطني والإستراتيجية الدفاعية ولِنرى كيف يكون بلدنا قوياً في الاقتصاد والعسكر والأمن والسياسة وبناء الدولة». قبل أن يضيف: «نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن، اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، ولا تعنينا معادلة أميركا وإسرائيل التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام (...) نحن متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لكن لا يوجد محلّ للاستسلام».
كما استوقف الأوساط كلام قاسم عن «أننا مستعدّون للسلم وبناء البلد ومن أجل النهضة والاستقرار، كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع» وقوله رداً على مَن يسألون «لماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟ كيف نُواجه إسرائيل وهي تعتدي علينا إذا لم تكن معنا؟ مَن الذي يمنع إسرائيل من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال داخل بيوتهم؟ نحن لا نقبل أن نعيش بلبنان في سجن كبير»، معتبرةَ أن في هذا الموقف يؤشّر في جوانب منه على توغُّل ضمني متعدُّد البُعد في خلفيات السلاح الذي لم يَعُد «حزب الله» يتوانى في الأعوام الأخيرة عن أن يرفع بإزائه شعار «السلاح للدفاع عن السلاح»، وهو ما يجعل ترْكه لديناميةِ حوارٍ داخلي يبدأ بعد تنفيذ إسرائيل شروط الحزب يَنطوي على مَخاوف من استعجال تل أبيب «قلب الطاولة» والقارب بالجميع.
تغيير الشرق الأوسط!
وارتفع منسوب القلق في بيروت مما قد تحمله زيارة بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض اليوم واجتماعه بالرئيس دونالد ترامب والذي عنْونت «يديعوت أحرونوت» عنه أنه «لقاء يمكن أن يغير الشرق الأوسط»، ومن حصة لبنان من تأثيرات الزيارة في حال فُسِّر ردّه على مقترح براك على أنه «شراء للوقت» أو تنصُّل من التعهدات أو تظهير للعجز عن فرْض الدولة سيادتها تحت حجة «الخصوصية اللبنانية» والخشية من حرب أهلية، خصوصاً في ضوء رسم حزب الله خطاً أحمر حول سلاحه، أقله لهذه المرحلة.
وإذ كان لافتاً إعلان نائب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني أنه «حتى الآن لم يتخذ مجلس الوزراء أي قرار بخصوص جدول زمني وخطة لحصر السلاح بيد الدولة»، سائلاً «على أي أساس تتم صياغة الرد على ورقة الموفد الأميركي من الرؤساء الثلاثة من دون علم مجلس الوزراء وقرار منه، وهو الجهة التي أعطاها الدستور هذه الصلاحية؟ فهل سيمرّ الرد عبر مجلس الوزراء أم سيتحمل الرؤساء الثلاثة شخصياً مسؤولية تبعاته».
لا دولة بلا سيادة
وفيما كان يسود ترقب للقاء الرؤساء عون وسلام وبري لتأكيد وحدة الموقف من الردّ على ورقة برّاك، كرر رئيس الحكومة خلال وضع الحجر الأساس للمركز الإسلامي في البقاع الأوسط، «أن لا دولة بلا سيادة. ومعنى السيادة أن تكون الدولة قادرة أن تفرض سلطتها على كامل أراضي الوطن بقواها الذاتية حصراً، كما نصّ عليه اتفاق الطائف. وكذلك تقتضي السيادة أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها»، وأضاف: «لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما ان لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن مما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها».
قطع ممرات الربط
في موازاة ذلك، لم يكن عابراً ما كشفه المرصد السوري لحقوق الإنسان من أنّ قوة إسرائيلية خاصة دخلت قرية رخلة على الحدود مع لبنان، في خطوة نادرة اعتُبرت بهدف قطع ممرات الربط بين سورية ولبنان وتضييق الخناق على «حزب الله» في تلك المناطق.
وأشار المرصد إلى أنه تمّ رصد توغلٍ استهدف مواقع وثكن عسكرية تابعة للفوج 36 للنظام السوري السابق والتي كانت تُستخدم من الحزب، في محيط قلعة جندل بمنطقة جبل الشيخ، مع تذكير بأنه في 4 يوليو نفذت القوات الإسرائيلية تحركات غير معتادة قرب الحدود السورية - اللبنانية، شملت مناطق من بلدة يعفور في ريف دمشق الغربي وحتى قلعة جندل.
وأثارت هذه التحركات أسئلةً عما إذا كانت مرتبطة باستعداداتٍ لأي حرب جديدة مع «حزب الله» خصوصاً أن التلال الخمس التي أبقت إسرائيل على احتلالها في جنوب لبنان (جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص) تشكل خط دفاع متقدماً عن مستوطنات الشمال المقابِلة وتؤمّن «عيْناً» وإشرافاً إستراتيجياً على القطاعَين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان وصولاً إلى «حماية ظهر» الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية ولاسيما جبل الشيخ الذي يَتقاطع حدودياً بين لبنان و«بلاد الشام» وفلسطين.
بنود وثيقة براك
أوردت قناة «الحدث» البنود الأساسية لوثيقة توماس براك، كما لخّصتها مصادر سياسية ودبلوماسية:
- البند الأول: يتعلق بسحب سلاح «حزب الله» وتحديداً الصواريخ البالستية والمسيّرات الهجومية، أما الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فهي شأن داخلي وذلك خلال ستة أشهر، أو في حلول نهاية نوفمبر المقبل.
بالإضافة إلى سحب سلاح كل الفصائل المسلحة اللبنانية أو غير اللبنانية، على أن يقدم لبنان آلية تنفيذية تفصيلية حول خطة سحب السلاح.
ومن ضمن ما تقترحه ورقة برّاك، اعتماد مبدأ الخطوة مقابل خطوة، أي أن يبدأ سحب السلاح من شمال نهر الليطاني لتبدأ أميركا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس في الجنوب اللبناني.
- البند الثاني: يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية والجمركية، والعمل على إقفال كل المؤسسات المالية التابعة للحزب، خصوصاً «القرض الحسن».
- البند الثالث: يتعلق بإصلاح وتحسين العلاقة مع سوريا وتطويرها، لا سيما على المستوى السياسي بين البلدين لضبط الحدود ومنع التهريب. ويوافق لبنان على ترسيم الحدود مع إسرائيل بصورة نهائية، واعتبار مزارع شبعا أراضي سورية، وتثبيت خط الانسحاب الأزرق كحدود معترف بها دولياً.
- البند الرابع: حصر أي دعم مالي أو إعادة إعمار ما هدمته الحرب بشرط تنفيذ بند نزع السلاح، بما يشمل عدم إطلاق أي مشاريع إعادة إعمار قبل تجميع السلاح.
- البند الخامس: ربط الإفراج عن الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل بنزع السلاح.
البند السادس: عدم ممانعة استمرار «حزب الله» كمكوّن سياسي ضمن البرلمان والحكومة، شرط خروجه من العمل المسلّح كقوة مستقلة.
البند السابع: تحديد مهلة لا تتجاوز شهرين لتقديم الحكومة اللبنانية خطة تنفيذية واضحة، والبدء بجمع السلاح، مع تحذير صريح بأن البديل هو قيام إسرائيل بعمليات عسكرية لتدمير السلاح.
وسام أبوحرفوش وليندا عازار - الراي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 20 دقائق
- بيروت نيوز
هل ستخف قبضة حزب الله على لبنان؟.. تقرير بريطاني يُجيب
ذكر موقع 'UnHerd' البريطاني أنه 'قبل عامين، كان مجرد ذكر احتمال نزع سلاح حزب الله في لبنان كافياً لإثارة الغضب واتهامات بمحاولة إثارة الصراع الطائفي. ولكن في الشرق الأوسط اليوم أصبح ما لا يمكن تصوره مادة لعناوين الأخبار اليومية، والآن حزب الله نفسه هو الذي يدرس احتمال تخفيض ترسانته'. وبحسب الموقع، 'في أعقاب حربه مع إسرائيل، وإزاحة حليفه بشار الأسد في سوريا، وحرب إسرائيل مع إيران، بادر حزب الله إلى 'مراجعة استراتيجية' يقوم فيها بإعادة تقييم هيكله الهرمي، ودوره السياسي في لبنان، وحتى حجم مخزونه من الأسلحة. ورغم أن الحزب يزعم أن نزع سلاحه بالكامل ليس مطروحا على الطاولة، فإنه يفكر في التخلي عن أسلحته الأكثر فتكاً، بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار، مقابل انسحاب إسرائيل من المناطق الحدودية اللبنانية التي لا تزال تحتلها ووقف هجماتها المستمرة على حزب الله في كل أنحاء البلاد'. وتابع الموقع، 'في الواقع، لقد شهدت الساحة اللبنانية تحولًا جذريًا خلال الأشهر الستة الماضية، لا سيما مع انتخاب قائد الجيش السابق العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة، وكلاهما معارض للحزب. لقد أصبحت الدعوات التي وجهتها شخصيات عامة لبنانية لحزب الله لإلقاء سلاحه بعيدة كل البعد عن المحرمات. في الواقع، يمكن القول إن نزع السلاح أصبح أمراً شائعاً، وبات سياسيو البلاد ينظرون بشكل متزايد إلى نزع السلاح باعتباره جزءاً أساسياً من إخراج لبنان من الأزمة المتعددة الجوانب التي يواجهها الآن بعد سنوات من الفوضى المالية وأكبر حرب شهدها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن'. وأضاف الموقع، 'هذا أبعد ما يكون عن نهاية حزب الله، ولكن نظرًا لمزيج من الضرورة القصوى وواقع النظام الشرق الأوسطي الجديد، فإن هذه الخطوة مفهومة. سوف تبقى إسرائيل عدو الحزب، إنما من الناحية العملية، سوف يتحول تركيزه إلى مكان آخر. وسوف يركز حزب الله على خدمة قاعدته الشيعية والتعامل مع المشهد السياسي المحلي المتغير حيث لم يعد يُنظر إلى أسلحته باعتبارها بوليصة تأمين ضد إسرائيل، بل باعتبارها تشكل تهديداً للبنان. ومن خلال القيام بذلك، سوف يعمل الحزب على تسريع التحول الذي من المرجح أن تحاكيه العديد من الفصائل في شبكة إيران بالوكالة في العراق وغزة وخارجهما: حماية نفوذ الشيعة السياسي في المنطقة ليس من خلال العسكرة، ولكن من خلال القوة الناعمة المحلية والتأثير الاجتماعي والاقتصادي على المجتمعات الشيعية الفردية'. وبحسب الموقع، 'في الوضع الراهن، يجد الشيعة اللبنانيون أنفسهم في مأزق: فهم لا يزالون يعتمدون على حزب الله وحلفائه في الدعم السياسي والاقتصادي، لكن إمكانيات الحزب لا تزال محدودة لمساعدتهم . باختصار، تركت الصراعات مع إسرائيل منذ عام 2024 إيران ووكلائها مكشوفين، ليس عسكريًا فحسب، بل ماليًا أيضًا. إن مهمة لبنان هائلة حقاً، فوفقاً للبنك الدولي، أسفرت الضربات الإسرائيلية في العام الماضي عن احتياجات إعادة إعمار بلغت قيمتها الإجمالية 11 مليار دولار، مع تضرر أو تدمير حوالي 163 ألف وحدة سكنية، معظمها في جنوب وشرق البلاد ذات الأغلبية الشيعية. ولكن على النقيض من الوضع في عام 2006، بعد الحرب السابقة التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله، فإن المانحين الدوليين غير راغبين في تقديم يد العون للبنان هذه المرة بسبب الاضطرابات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد والنخبة السياسية غير القادرة، أو غير الراغبة، في فعل أي شيء حيال ذلك. وبطبيعة الحال، رفضت الولايات المتحدة أيضًا المساعدة في إعادة الإعمار حتى يتم نزع سلاح حزب الله'. وتابع الموقع، 'إذا رفض حزب الله التخلي عن أسلحته، فإنه سوف يعرض نفسه ليس فقط لغضب اللبنانيين غير الشيعة، بل وربما لتداعيات سياسية أيضاً. وإذا كان يأمل في الحفاظ على نفوذه حتى بين الشيعة اللبنانيين، فإن فتح الباب أمام إعادة الإعمار أمر ضروري، وكذلك توجيه موارده المحدودة الآن لدعم مجتمعاته، التي تحملت وطأة العنف الذي وعد حزب الله بحمايتهم منه. هذا التغيير الناشئ في المعادلة ليس الحل السحري الذي سيحل مشاكل لبنان المتعددة، لكنه قد يكون الخطوة الأولى نحو خلق مشهد سياسي أكثر ديناميكية، تُوزّع فيه السلطة عبر المؤسسات، لا بالقوة'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 41 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
"مرونة" حزب الله بلا استجابة... وشبح "عودة الحرب" يطلّ برأسه
بين حدّي تسليم السلاح والاحتفاظ به، تبدو خيارات حزب الله محدودة للغاية، مكلفة للغاية، صعبة للغاية... لن يبقى الحزب كما كان عليه، إن هو تخلّى عن سلاحه... لن يبقى للحزب دوره الذي نشأ من أجله: الحماية، الردع والتحرير، إن فعل ذلك، وسيتعيّن عليه، البحث عن صيغة جديدة لوجوده واستمراره، وأدوات جديدة لعمله وفعله، ونطاق محلي أضيق لمجال هذا الدور وحدوده. لكنّ الحزب، وهو يُجري مراجعاته، ويتحضّر لاتخاذ أخطر القرارات في حياته، يدرك أنّ البدائل الأخرى، لن تكون سهلة أبداً، وقد تنطوي على مفاجآت ليست في الحسبان، تكون معها "مغامرة الإسناد" كما يصفها البعض من خصوم الحزب، وحتى بعض أصدقائه، نزهة قصيرة. يدرك الحزب تمام الإدراك، أنّ البيئة الاستراتيجية، إقليمياً ودولياً، والأهم إسرائيلياً، من حوله، لم تبقَ على حالها... لا خطوط إمداد وإسناد ممتدة من قزوين لشرق المتوسط، لا محطة ترانزيت للمال والسلاح في سوريا أو عبرها، إيران السند الرئيس، تلملم جراحها وخياراتها، غزة غارقة في بحر التطويق والإبادة والتطهير، حلفاؤه في العراق، بين فكّي كماشة فولاذية، من الداخل والخارج. والحزب يدرك كذلك، أنه مقابل انقسامات عمودية وأفقية عميقة، تثيرها الحرب في غزة وعليها، داخل المجتمع الإسرائيلي، فإنّ ثمة ما يشبه الإجماع، حكومة ومعارضة، مستوى سياسياً وعسكرياً، على إطلاق الحرب على لبنان، وربما استئنافها إن اقتضت الضرورة... الحرب على لبنان، كما على إيران، توحّد الإسرائيليين ولا تفرّقهم، وتعزّز مكانة نتنياهو بدل أن تبدّدها، كما في غزة. والحزب يدرك أيضاً وأيضاً، أنّ أصدقاء لبنان "الكثر" ليسوا بالضرورة أصدقاء له، معظم هؤلاء خصوم للحزب، ويتمنّون خروجه عن مسرحَي المقاومة والسياسة كذلك، وأنّ درجة التقارب العربي – الأميركي، واستتباعاً، الإسرائيلي، في لبنان، أعلى بكثير من نظيرتها في غزة... سنرى في أيّ مواجهة مقبلة، ما كنّا شهدناه في 2006، حين مُنحت "شهادات البراءة" للمعتدي مجاناً وبالجملة، بذريعة أنّ الحزب هو من وفّر "الذرائع" لعدو طامع متربّص... البيئة الإقليمية، ليست مواتية للحزب، إن هو سعى في استنقاذ سلاحه ودوره. على أنّ أبرز، وربما أخطر، ما شهدته البيئة الإقليمية المحيطة، من تطوّرات جذرية، ما حدث في سوريا في الثامن من كانون الأول/ديسمبر... لم تخرج دمشق من "المحور" فحسب، بل انتقلت إلى "المحور الآخر" جملة وتفصيلاً، وتلكم ليست "جزئية" يمكن المرور من فوقها أو من جنبها مرور الكرام، ذلكم تطوّر ينذر بفتح جبهات على الحزب، متزامنة أو متعاقبة، أثناء العدوان المتجدّد أو بعده، تماماً مثلما حدث من قبل، حين جاء التغيير في سوريا بعد أحد عشر يوماً فقط، من وقف النار بين الحزب و"إسرائيل"، والأنباء المتواترة من شمال الحدود مع سوريا وشرقها، لا تحمل معها بشائر مفرحة للحزب على أية حال. والتطوّرات السورية المتلاحقة منذ سقوط نظام الأسد حتى اليوم، لم تبقَ، ولن تبقى، محصورة في النطاق الجغرافي لسوريا، بل تنتقل على نحو متسارع نحو الداخل اللبناني... ثمّة استقواء مذهبي غير خافٍ على أحد بالعامل السوري المُستجدّ، ولقد رأينا ذلك في تبدّل موازين القوى داخل الطائفة السنيّة لصالح مدارس أقرب للسلفية من جهة على حساب سنيّة سياسية "عاقلة" مثّلتها إلى درجة كبيرة، "الحريرية السياسية"، التي تنكفئ عن المشهد، إلى درجة يكاد معها أن يفرغ "بيت الوسط" من ساكنيه... ونرى ارتفاعاً في نبرة السياسة داخل "الإفتاء" بعد الزيارة التاريخية لدمشق، وتعالي لغة الاستقواء في التصريحات الصادرة عن مرجعيات سياسية ودينية، تُعبّر في مجملها عن "الأمل" بانقلاب الموازين، وتبدّل توازنات القوى وديناميّاتها... أحاديث "التلزيم"، تلزيم لبنان لسوريا، ليست مجرّد "فانتازيا" يطلقها "المُتطيّرون" من كلا المعسكرين فحسب، بل هي انعكاس لمزاج يكاد يكون مهيمناً في عواصم إقليمية ودولية نافذة، تجد لنفسها ولحساباتها، مصلحة في ذلك. دمشق الجديدة، ليست بحاجة لمن "يحرّضها" ضد الحزب أو يستنفرها عليه... هي من يحرّض الآخرين، وهي صاحبة الحقوق الفكرية لمقولة "العدو المشترك"، الذي يجمع صفاً من العرب والغربيين والإسرائيليين في بوتقة واحدة، حتى وإن تعدّدت مساراتهم وتنوّعت أدواتهم، وسار المتحالفون منفردين، فإنّ سهامهم وضرباتهم ستظلّ موجّهة صوب الهدف ذاته... هذه واحدة من معطيات "الإقليم الجديد"، رغب بعضنا بذلك أم كره. وليس التعويل على "يقظة" العامل المسيحي في لبنان، بالرهان الصائب، فالبعض ممن أعمتهم عداوتهم الشديدة للحزب ومرجعيّاته، قد يفكّرون بالرهان على "سلفية منضبطة" بمرجعيات تركية وسعودية وقطرية، وربما برعاية أميركية... فريق فقط من المسيحيين، لا ندري حجمه ونفوذه حتى الآن، قد يفكّر بخلاف ذلك، وربما تكون حادثة تفجير كنيسة "مار الياس"، باعثاً على قلق البعض من هذا المكوّن، بيد أنه من المرجّح، أنها لن تكون سبباً في تغيّر المواقف وتبديل الأولويات والتحالفات، فالرهانات على قوى إقليمية ودولية عند هؤلاء، أكبر بكثير، من المخاوف الناجمة عن تداعيات الحالة السورية. مرونة بلا استجابة أبدى حزب الله مرونة عالية في التجاوب مع استحقاقات مرحلة ما بعد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، الجنوب يكاد يكون خلوّاً من السلاح والمقاتلين، بشهادة الرئاسات الثلاث واليونيفيل ومصادر استخبارية أميركية-أوروبية-إسرائيلية... لكنّ الحزب لن يكافأ على ما فعل، بل يبدو مطالباً بالمزيد، والمزيد هنا، يعني شيئاً واحداً: تعميم تجربة جنوب الليطاني على عموم الأراضي اللبنانية، تحت شعار "حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم". لم تجد مرونة الحزب، استجابة مماثلة من السلطات اللبنانية... لا مائدة حوار التأمت للبحث في "استراتيجية دفاعية"، ولا تقبّل لفكرة احتفاظ لبنان بعناصر القوة المتبقّية لديه، ومن بينها "سلاح المقاومة"... والأهمّ من كلّ هذا وذاك، لا ضمانات ولا تفصيلات، حول كلّ ما يخصّ "مرحلة ما بعد السلاح"، إن افترضنا أنّ الحزب قد قرّر اجتياز عتباتها... لا شيء من هذه سوى تصريحات ناعمة ووعود برّاقة، لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه. من سيحمي الحزب، قادته وكوادره ومقاوميه، من يوقف الاستباحة الإسرائيلية ويبطل مفاعيل "الضوء الأخضر" الأحمر الأميركي للمضي بها، من يضمن أنّ استهداف الحزب وبيئته سيتوقّف بعد تسليم سلاحه، ماذا عن منظومة العقوبات التي تلاحقه ومؤسساته المالية والخدمية والاجتماعية والتربوية.... من سيكفل إعادة الإعمار والتعويض عن المدمّرة بيوتهم... من يضمن ترجمة وعود الرخاء والازدهار للبنان (وليس للحزب) و"المستقبل المشرق" الذي وعد به دونالد ترامب... من سيحمي لبنان من "تغوّل" قوى متطرّفة، تناصب أزيد من نصف سكانه ومكوّناته، عداءً أيديولوجياً "صفرياً"، تكشّفت بعض فصوله في سوريا (الساحل، الكنيسة، والسويداء وجرمانا)، وقد تأخذ في لبنان، أشكالاً أكثر دموية وخطورة؟ أسئلة وتساؤلات، يحاذر الثرثارون الإجابة عنها، حتى لا يعطوا الحزب مبرّراً واحداً، لا للحديث عن "سلاحه" فحسب، بل وللمطالبة بـ "استراتيجية دفاع وطني"، تحدّد التهديدات والمخاطر، وتقرّر سبل التصدّي لها وإحباطها... لا شيء آخر يحتلّ "عصب التفكير وبؤرته" عند هؤلاء، سوى "السلاح"، لكأنّ أنهار لبنان التي تعاني جفافاً وتلوّثاً غير مسبوقين، ستتدفّق لبناً وعسلاً" ما أن يُودِع الحزب سلاحه في مستودعات الجيش اللبناني. كنّا أشدنا بنافذة الفرص التي وفّرتها "القناة الخلفية المفتوحة" بين الحزب والرئاسة الأولى، لكن تبدو هذه القناة مهدّدة بدورها نتيجة لتعاظم ضغوط الداخل وابتزاز الخارج... والمؤسف حقاً، أنّ بعضاً ممن كانوا محتسبين على معسكر "التقدّم"، لم يعودوا يتورّعون عن التلويح بـ "بهراوة أفخاي أدرعي"، لكأنه وحكومته، بات فريقاً منضوياً في اصطفافاتهم الداخلية... المشهد اللبناني، يزداد تعقيداً، وتزداد معه صعوبة الخيارات المتبقّية أمام الحزب. في بحثه عن خياراته وبدائله، يتعيّن على الحزب أن يضع في حسبانه، أنّ سيناريو معاودة الحرب، بصورة أعمق وأقسى وأعنف، لم يُسحب من التداول، بل يبدو مرجّحاً، حال جاء الردّ اللبناني على ورقة توم باراك غير متناسب مع الرغبة الأميركية (التي تخفي معظم ما تجيش به صدور الإسرائيليين)... يعني ذلك من ضمن ما يعني، أنّ تكتيك "التصعيد المتدرّج" وإرسال "الرسائل" لم يعد صائباً اليوم مثلما كان من قبل... إن لم يكن الحزب قادراً على استعادة ميزان الردع، وتحويل الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى جحيم لا يطاق، فلا أظنّ أنّ نتائج الجولة المقبلة ستكون في صالحه. نتنياهو، والأخصّ ترامب، سيكونان معنيين بحرب قصيرة هذه المرة، تستحدث انقلاباً في المشهد والموازين، لديهما ما يستعدّان لخوض غماره، داخلياً وعلى ساحتي الإقليم والعالم... لا "سيناريو حرب السنتين" في غزة، قابل لإعادة الإنتاج، ولا سيناريو "الإسناد" مرشح للعودة من جديد... أخال الحرب المقبلة، سلسلة غير منقطعة من الطلعات الجوية والضربات الصاروخية المكثّفة، التي تستهدف الحزب في بيئته وأصوله العسكرية والاستراتيجية، مدعومة بغطاء محلي وعربي ودولي، ودائماً بحجة أننا نصحنا الحزب، والحزب لم ينتصح. لا يمكن إسقاط هذا سيناريو "العودة للحرب" من حسابات الحزب، برغم ارتفاع كلفه، وبرغم التطوّرات غير المواتية التي مرّ بها في لبنان، ومرّ بها داعموه في الإقليم... بيد أنه سيكون أقرب إلى "خيار شمشون"، منه إلى خيار "صفقة بشروط مواتية" بنظر المراقبين، وإن كان الجواب بالطبع، سيظلّ متروكاً للحزب، فهو الأعلم بما لديه، وما بمقدوره فعله أو عدم فعله. لا أحد يكترث بمرافعات الحزب حول الانتهاكات الإسرائيلية (أكثر من 4000 انتهاك)، ولا بجدية التزامه بمندرجات وقف النار جنوب الليطاني... لا أحد يكترث باتفاقات مبرمة ولا بقانون دولي، ولا بفكرة الحقّ والأخلاق، فقد أسقطت حروب العامين الفائتين "قوة المنطق" وأعلت من شأن "منطق القوة"... نزع سلاح الحزب، وتجريده من ورقة إعادة الإعمار والمضي في خنقه مالياً واقتصادياً، كانت في صلب أهداف الحرب، وما زالت في صلب أهداف الدبلوماسية، وإن لم تتحقّق، فليس من الحكمة استبعاد سيناريو عودة الحرب مجدّداً، ولا عزاء للبكّائين على ضياع "موسم الصيف والاصطياف". عريب الرنتاوي - الميادين انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
هل ستخف قبضة حزب الله على لبنان؟.. تقرير بريطاني يُجيب
ذكر موقع "UnHerd" البريطاني أنه "قبل عامين، كان مجرد ذكر احتمال نزع سلاح حزب الله في لبنان كافياً لإثارة الغضب واتهامات بمحاولة إثارة الصراع الطائفي. ولكن في الشرق الأوسط اليوم أصبح ما لا يمكن تصوره مادة لعناوين الأخبار اليومية، والآن حزب الله نفسه هو الذي يدرس احتمال تخفيض ترسانته". وبحسب الموقع، "في أعقاب حربه مع إسرائيل، وإزاحة حليفه بشار الأسد في سوريا، وحرب إسرائيل مع إيران، بادر حزب الله إلى "مراجعة استراتيجية" يقوم فيها بإعادة تقييم هيكله الهرمي، ودوره السياسي في لبنان، وحتى حجم مخزونه من الأسلحة. ورغم أن الحزب يزعم أن نزع سلاحه بالكامل ليس مطروحا على الطاولة، فإنه يفكر في التخلي عن أسلحته الأكثر فتكاً، بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار، مقابل انسحاب إسرائيل من المناطق الحدودية اللبنانية التي لا تزال تحتلها ووقف هجماتها المستمرة على حزب الله في كل أنحاء البلاد". وتابع الموقع، "في الواقع، لقد شهدت الساحة اللبنانية تحولًا جذريًا خلال الأشهر الستة الماضية، لا سيما مع انتخاب قائد الجيش السابق العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة، وكلاهما معارض للحزب. لقد أصبحت الدعوات التي وجهتها شخصيات عامة لبنانية لحزب الله لإلقاء سلاحه بعيدة كل البعد عن المحرمات. في الواقع، يمكن القول إن نزع السلاح أصبح أمراً شائعاً، وبات سياسيو البلاد ينظرون بشكل متزايد إلى نزع السلاح باعتباره جزءاً أساسياً من إخراج لبنان من الأزمة المتعددة الجوانب التي يواجهها الآن بعد سنوات من الفوضى المالية وأكبر حرب شهدها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن". وأضاف الموقع، "هذا أبعد ما يكون عن نهاية حزب الله، ولكن نظرًا لمزيج من الضرورة القصوى وواقع النظام الشرق الأوسطي الجديد، فإن هذه الخطوة مفهومة. سوف تبقى إسرائيل عدو الحزب، إنما من الناحية العملية، سوف يتحول تركيزه إلى مكان آخر. وسوف يركز حزب الله على خدمة قاعدته الشيعية والتعامل مع المشهد السياسي المحلي المتغير حيث لم يعد يُنظر إلى أسلحته باعتبارها بوليصة تأمين ضد إسرائيل، بل باعتبارها تشكل تهديداً للبنان. ومن خلال القيام بذلك، سوف يعمل الحزب على تسريع التحول الذي من المرجح أن تحاكيه العديد من الفصائل في شبكة إيران بالوكالة في العراق وغزة وخارجهما: حماية نفوذ الشيعة السياسي في المنطقة ليس من خلال العسكرة، ولكن من خلال القوة الناعمة المحلية والتأثير الاجتماعي والاقتصادي على المجتمعات الشيعية الفردية". وبحسب الموقع، "في الوضع الراهن، يجد الشيعة اللبنانيون أنفسهم في مأزق: فهم لا يزالون يعتمدون على حزب الله وحلفائه في الدعم السياسي والاقتصادي، لكن إمكانيات الحزب لا تزال محدودة لمساعدتهم . باختصار، تركت الصراعات مع إسرائيل منذ عام 2024 إيران ووكلائها مكشوفين، ليس عسكريًا فحسب، بل ماليًا أيضًا. إن مهمة لبنان هائلة حقاً، فوفقاً للبنك الدولي، أسفرت الضربات الإسرائيلية في العام الماضي عن احتياجات إعادة إعمار بلغت قيمتها الإجمالية 11 مليار دولار، مع تضرر أو تدمير حوالي 163 ألف وحدة سكنية، معظمها في جنوب وشرق البلاد ذات الأغلبية الشيعية. ولكن على النقيض من الوضع في عام 2006، بعد الحرب السابقة التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله، فإن المانحين الدوليين غير راغبين في تقديم يد العون للبنان هذه المرة بسبب الاضطرابات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد والنخبة السياسية غير القادرة، أو غير الراغبة، في فعل أي شيء حيال ذلك. وبطبيعة الحال، رفضت الولايات المتحدة أيضًا المساعدة في إعادة الإعمار حتى يتم نزع سلاح حزب الله". وتابع الموقع، "إذا رفض حزب الله التخلي عن أسلحته، فإنه سوف يعرض نفسه ليس فقط لغضب اللبنانيين غير الشيعة، بل وربما لتداعيات سياسية أيضاً. وإذا كان يأمل في الحفاظ على نفوذه حتى بين الشيعة اللبنانيين، فإن فتح الباب أمام إعادة الإعمار أمر ضروري، وكذلك توجيه موارده المحدودة الآن لدعم مجتمعاته، التي تحملت وطأة العنف الذي وعد حزب الله بحمايتهم منه. هذا التغيير الناشئ في المعادلة ليس الحل السحري الذي سيحل مشاكل لبنان المتعددة، لكنه قد يكون الخطوة الأولى نحو خلق مشهد سياسي أكثر ديناميكية، تُوزّع فيه السلطة عبر المؤسسات، لا بالقوة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News