القلق المسيحي يتصاعد في سوريا... هل ينتهي بالتهجير على غرار ما حصل في العراق؟
فإذا بالمشهد الامني الحاقد يتكرّر دائماً، فكان آخره في كنيسة مار الياس في العاصمة السورية، وسبقه ما جرى في معلولا في شهر آذار الماضي من تهجير مسيحي غير مسبوق، بسبب الاجراءات الامنية المشدّدة والمضايقات التي قام بها عناصر"هيئة تحرير الشام" التابعة للسلطة الحالية، ما جعل معلولا شبه فارغة من المسيحيين، الامر الذي شكّل ضربة سياسية قوية للرئيس السوري أحمد الشرع، نسبة الى المعنى الديني والتراثي الذي ينطبق على بلدة معلولا، أقدم المناطق المسيحية في العالم، التي تضم أديرة وكنائس يعود تاريخها الى العصور الأولى للمسيحية. واللافت انّ سكانها ما زالوا يتكلمون اللغة الآرامية اي لغة السيد المسيح.
الى ذلك، وعلى الرغم من كشف جهاز المخابرات السوري بعد 24 ساعة مدبّر عملية تفجير كنيسة مار الياس، مع عدد من افراد الخلية "الداعشية"، إضافة الى عدد من الخلايا النائمة، ما زالت المخاوف المسيحية حاضرة بقوة من تكرار هذا النوع من العمليات الارهابية، بالتزامن مع أخبار عن حدوث اخرى مماثلة قريباً، للتذكير بأنّ هذا النوع من الخلايا ما زال طرفاً في المعادلة السورية، وقادراً على إستهداف المسيحيين وغيرهم من الاقليات ساعة يشاء، وسط هواجس تتفاقم يومياً من ان يصبح مصيرهم كمسيحيي العراق، وتحديداً مسيحيي الموصل وبغداد وسهل نينوى، اي المناطق التي شهدت العنف والهجومات، ما أدى الى نزوح كبير للمسيحيين العراقيين.
للاضاءة على ما جرى والتداعيات التي نتجت عن تفجير الكنيسة، أجرت "الديار" حديثاً مع راعي أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، فأشار الى وجود مخاوف جرّاء التهديدات التي سمعنا بها عبر وسائل الاعلام من هؤلاء الارهابيين، الذين فجّروا بيت الله، مستنكراً بشدّة ما جرى، وقال: "هذه الامور ناتجة عن جهل، والجاهل يعتبر انّ الله غير موجود، لكن على هؤلاء ان يفهموا اننا أبناء هذه الارض منذ اكثر من 2000 سنة، والمسيحيون أتوا قبلهم وعليهم ان يحترموا أبناء البلد"، مشدّداً على "ضرورة بقاء المسيحيين في ارضهم لانهم متجذرون فيها"، مذكّراً بما قاله السيّد المسيح: "لا تخافوا انا معكم الى الابد"، لذا لا يجب ان نخاف ممَن يقتل الجسد، فنحن نادينا بالشهادة قبلهم".
وعن مدى وجود خوف على مسيحيي لبنان، أشار المطران كفوري الى وجود مخاوف بعد الذي حصل، لكن اقول لهم: "ارضنا ارض قداسة والمسيح زار ضواحي صيدا وصور وفعلَ العجائب، فنحن أهل الارض واهل البلد، وسنبقى منارة هذا الشرق وبلد الايمان والحضارة".
وعما اذا كان هناك شرق اوسط حضاري من دون المسيحيين؟ يجيب المطران كفوري: "ننحني امام الحضارة الاسلامية، لكن هذه الحضارة بدأت معنا وتفاعلت مع الديانات السماوية، فخلقت انفتاحاً على الآخر وتلاحماً بين المسيحيين والمسلمين، نشأت عنه حضارة العيش المشترك".
في سياق متصل، إعتبر مصدر أمني في حديث لـ"الديار" بأنّ التفجير المذكور ليس رسالة موجّهة فقط الى المسيحيين، بل الى العلويين والدروز الذين نالوا نصيبهم ايضاً، وللقول الى المجتمع الدولي "أننا هنا وقادرون على تحقيق اهدافنا"، لكن من خلال الاوتار الطائفية الحساسة لتأجيج الصراع من جديد في سوريا، وإستهداف الكنائس لبث الخوف في نفوس المسيحيين، الذين باتوا يشعرون انهم غرباء في ارضهم، وبأنهم معرّضون دائماً كي يكونوا كبش محرقة في اي وقت"، ناقلاً انه تم تعليق الصلوات في الكنائس لوقت غير محدّد خوفاً على سلامة المصلّين.
هذا المشهد بدا واضحاً في كلمة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، خلال تشييع ضحايا التفجير اذ قال: "أنّ تعازي الرئيس أحمد الشرع لا تكفي في وقت يتصاعد فيه القلق بين الأقليات الدينية، بشأن قدرتهم على الاعتماد على ضمانات الحكومة الجديدة بالحماية"، محمّلاً الحكومة السورية مسؤولية التقصير في حماية الأقليات وسط تصفيق لافت من الحضور.
في غضون ذلك، إنتشرت احصاءات سورية تشير الى انّ أن المسيحيين كانوا يشكلون نحو 7 بالمئة من السكان قبل الحرب عام 2011، لكن نسبتهم اليوم لا تتجاوز 2 بالمئة، بعد هجرة كبيرة الى لبنان وبعض الدول الاوروبية.
وعلى الخط اللبناني، افيد بانّ إجراءات امنية إستباقية إتخذت على الحدود مع سوريا وفي الداخل، بعد إنتشار أخبار عن إمكانية تفجير بعض دور العبادة في لبنان، لإحداث فتنة مذهبية متنقلة بين المناطق خصوصاً المختلطة منها، لكن الاستنفار الامني منتشر بقوة، وآخر هذه الاجراءات ما اعلنه الجيش اللبناني يوم الثلاثاء الماضي في بيان: "انه تم توقيف قائد تنظيم داعش الإرهابي الملقب بـ" قسورة"، وقد أتى هذا الاعلان بعد يومين على تفجير الكنيسة في سوريا".
وبالتزامن مع أيام عاشوراء، تشهد المداخل الرئيسية للضاحية الجنوبية في بيروت إجراءات أمنيةً مشدّدةً من قبل الجيش تحسباً لأي طارئ، خصوصاً امام الجوامع والخيم العاشورائية، كما تشهد الكنائس وجوداً عسكرياً امام مداخلها خصوصاً أيام الآحاد، وتبدو الاجهزة الامنية في جهوزية تامة، والتدخل قائم بقوة ضدّ كل من يُخلّ بالأمن، على ان تبقى هذه التوجيهات الحيّز الأكبر لمنع انتشار الخلايا الارهابية.
صونيا رزق - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
بيت الزكاة يبدأ صرف إعانة يوليو للمستحقين بجميع المحافظات بتوجيه من الإمام الأكبر
وجَّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات، ببدء صرف الإعانة النقدية الشهرية للمستحقين، وذلك اعتبارًا من اليوم، الثلاثاء 1 يوليو 2025، في جميع محافظات الجمهورية. وأوضح بيت الزكاة والصدقات، في بيانه الصادر صباح اليوم، أن صرف إعانات شهر يوليو متاح عبر مكاتب البريد المنتشرة في أنحاء الجمهورية بدءًا من بعد عصر اليوم، وذلك للأسر الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية. وقال البيت إن هذه الإعانات تأتي ضمن إطار برنامج "سند"، أحد مشروعاته التنموية، الذي يهدف إلى تخفيف الأعباء المعيشية عن الفئات التي تواجه صعوبة في توفير احتياجاتها الأساسية من سكن وغذاء وعلاج. ويستند بيت الزكاة في عمله إلى التوجيه القرآني الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ... ﴾ [التوبة: 60]، مؤكدًا التزامه بمساعدة الفئات المستحقة وفق الضوابط الشرعية والتكافل المجتمعي. عقد الجامع الأزهر أمس، الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة)، تحت عنوان "العهود والمواثيق في ضوء وثيقة المدينة المنورة.. دروس من الهجرة"، بحضور: الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الحوار الشيخ أحمد عبد العظيم الطباخ، مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر. في بداية الملتقى، قال فضيلة الدكتور عبد الله النجار، إن الباحث في وثيقة المدينة، يجد أنها أحد الأركان التي أقام عليها النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة بعد الهجرة الشريفة، من خلال بيان الحقوق والواجبات اللازمة لبناء مجتمع إسلامي متكامل، فهي لم تكن مجرد تنظيم إداري، ولكن إطار يحدد الحقوق والواجبات اللازمة لبناء مجتمع وتوازن، وهذا الإطار المستمد من شرع الله، هو السبب في ظهور مجتمع المدينة في شكل حضاري، لأن الإسلام لا يكره أحدًا على العقيدة، وإنما ينظم حركة الناس بما يضمن سعادة الأفراد واستقرار المجتمع.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: وثيقة المدينة نموذج رائد لبناء المجتمعات المتنوعة
عقد الجامع الأزهر أمس الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة)، تحت عنوان "العهود والمواثيق في ضوء وثيقة المدينة المنورة.. دروس من الهجرة"، بحضور: أد عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الحوار الشيخ أحمد عبد العظيم الطباخ، مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر. في بداية الملتقى قال فضيلة الدكتور عبد الله النجار، إن الباحث في وثيقة المدينة، يجد أنها أحد الأركان التي أقام عليها النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة بعد الهجرة الشريفة، من خلال بيان الحقوق والواجبات اللازمة لبناء مجتمع إسلامي متكامل، فهي لم تكن مجرد تنظيم إداري، ولكن إطار يحدد الحقوق والواجبات اللازمة لبناء مجتمع وتوازن، وهذا الإطار المستمد من شرع الله، هو السبب في ظهور مجتمع المدينة في شكل حضاري، لأن الإسلام لا يكره أحدًا على العقيدة، وإنما ينظم حركة الناس بما يضمن سعادة الأفراد واستقرار المجتمع. وأوضح الدكتور عبد الله النجار، أن وثيقة المدينة المنورة لم تكن مجرد صدفة، بل جاءت كضرورة ملحة لضبط وتنظيم مجتمع المدينة الذي كان يتسم بالتنوع الكبير، هذا التنوع، الذي كان يتطلب إطارًا واضحًا لتحديد العلاقات بين الأفراد وضمان استقرار الجميع، حتى أن الدخول إلى المدينة خارج أفراده، وضع له النبي صلى الله عليه وسلم ما ينظمه، من أجل الحفاظ على هوية المجتمع واستقراره وأمانه، كما وضع الحدود المكانية للمدينة، وهو ما عرف فيما بعد باسم ترسيم الحدود، وهو رد على الدعوات التي تنادي بإزالة الحدود بين بعض الأقاليم. من جانبه قال فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، إن وثيقة المدينة المنورة تمثل دستورًا يُحتذى به في بناء المجتمعات، لهذا نجد كل القوانين والدساتير التي عرفتها البشرية بعدها والتي تضمن استقرار وأمن المجتمعات، هي انعكاس لما جاءت به وثيقة المدينة المنورة، لأنها شملت الحقوقًا كاملةً للإنسان غير منقوصة، كما تضمنت على كامل الحقوق والواجبات، التي من شأنها أن تحافظ على نسيج المجتمع مهما تشابكت خيوطه، وتعددت أطيافه، وهو ترجمة مدنية لما جاء به القرآن الكريم من أوامر ونواهي، مشيرًا إلى أن وثيقة المدينة المنورة كانت خير دليل على انفتاح المجتمع المسلم وقبوله للآخر مهما كان دينه ولونه وعرقه، لهذا لا تعرف المجتمعات البشرية مجتمعًا أكثر حضارة مما كان عليه المجتمع الإسلامي. وأضاف الدكتور عبد الفتاح العواري: إن وثيقة المدينة جاءت بالمعنى الحقيقي للمواطنة التي لا تعرف العنصرية لدين أو مذهب أو التشدد لعرقٍ دون الآخر، وعززت معنى مشاركة الجميع في بناء المجتمع، من خلال توجيه التعددية إلى التكامل، مشيرًا إلى أن نقض وثيقة المدينة كان من قبل اليهود الذين خانوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو التزموا بعهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نصت عليه وثيقة المدينة لما حدث خلاف بينهم وبين المسلمين في المدنية، لأن الإسلام بشريعته دين يحترم العهود والمواثيق، ولا يسمح لأتباعه أن يخونوا أي عهود أومواثيق قطعوها، لكنه في نفس الوقت يأمرهم أن يتعاملوا بحزم مع كل من يعتدي عليهم أو يخونهم. كما أكد فضيلة الشيخ أحمد الطباخ، مدير المكتب الفني للجامع الأزهر، أن الدين الإسلامي اهتم بالمواثيق والعهود بين البشر، لما فيها من تنظيم للعلاقات وضبها، والحفاظ على حركة الحياة في إطارها المنضبط، لهذا قال الحق سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ﴾، لهذا كانت وثيقة المدينة المنورة ضمانة لكي يكون المجتمع قوي من الداخل وقادر على مواجهة التحديات من الخارج، والباحث في تاريخ المواثيق والعهود المدنية، يجد أن وثيقة المدينة هي أول شكل لأشكال هذه المواثيق والدساتير، كما كانت هذ الوثيقة شاملة ومتكاملة، بما يجعلها ضمانة لنجاح أي مجتمع. يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.


بوابة اللاجئين
منذ 4 ساعات
- بوابة اللاجئين
الأستاذ حسان السيد: فصلي من "أونروا" استهداف للعمل النقابي وحرية التعبير
أكد حسان السيّد، نائب رئيس اتحاد المعلمين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومدير مدرسة القدس المتوسطة للبنين في بيروت، على تعسّفية القرار الذي اتخذته إدارة الوكالة بفصله وعدد من زملائه من العمل، مشيرًا إلى أن هذا القرار يندرج ضمن سياسة تكميم الأفواه واستهداف العمل النقابي داخل المؤسسة. وقال السيّد في بيان شخصي وصلت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة منه، نشره بعد تبليغه رسميًا بقرار الفصل، إن القرار "متخذ مسبقًا وتم تنفيذه بشكل جماعي"، موضحًا أنهم تعرّضوا للتوقيف عن العمل بالتزامن، دون تبليغ رسمي بالادعاءات الموجّهة إليهم إلا بعد خمسة أشهر، قبل أن تجرى معهم تحقيقات بخصوص منشورات على "فيسبوك" لا تتضمّن أي تحريض أو مخالفة جنائية، حسبما أكد السيّد. اقرأ/ي أيضًا: معلمو "أونروا" المفصولون في لبنان: بيان الوكالة سوقٌ للأكاذيب والافتراءات وأضاف السيّد أن القرار شمل حرمانهم من تعويضات نهاية الخدمة، ومنعهم من العمل مجددًا في وكالة "أونروا" تحت أي ظرف، مشيرًا إلى أن بيان الوكالة الرسمي علّل الفصل بـ"سوء السلوك والمسلكيات المخالفة للقوانين"، رغم عدم ثبوت الإدانة بمحتوى المنشورات. وتابع قائلًا: "تحمّلت المسؤولية الإدارية عن الحساب الذي نشرت فيه تلك المنشورات، رغم أنها لا تحتوي على أي إساءة، وكان القرار بفصلي جاهزًا". وذكّر السيّد بأنه خدم في "أونروا" لأكثر من عشرين عامًا، وتدرّج في مواقع عدة، وكان دائمًا يُقيَّم بشكل متميز، ومثّل الوكالة في قضايا تربوية أساسية وجلب التمويل. وأشار إلى إنجازه الأخير كمدير لمدرسة القدس، والتي قال إنها كانت من أصعب المدارس في بيروت، وتمكن خلال أقل من عام من رفع مستواها لتصبح من المدارس الرائدة، مضيفًا: "لكن شعار المدرسة، نبني القدس لأجل القدس.. والقدس تجمعنا، أزعج البعض، وكان أحد الأسباب غير المعلنة لاستهدافي". ولفت إلى أن نشاطه النقابي، وكونه أحد مؤسسي اتحاد المعلمين، وعضوًا في اللجنة القطاعية لدورتين، وحائزًا على أعلى نسبة أصوات في الانتخابات، كلها عوامل جعلته هدفًا، خاصة مع مساهمته في إطلاق مبادرات خيرية مثل صندوق الخير للطفل الفلسطيني و"سهم الجماعة بقوّي المناعة" لدعم اللاجئين. وخاطب السيّد زملاءه الموظفين بالقول: "لا تخشوا في الله لومة لائم، وازرعوا الفكر حيثما حللتم، فالفكر ثمرته نصر وعودة إلى الديار"، مضيفًا أن أونروا ليست مبانٍ وجدراناً، بل هي طلابها وموظفوها وشعبها. كما وجّه رسالة إلى طلابه، داعيًا إياهم إلى مواصلة طلب العلم والالتزام، وقال: "أنتم مشاعل عودتنا وأمل مستقبلنا". وختم السيّد بيانه بالتأكيد على الظلم الواقع عليه وزملائه، قائلًا: "في موسم عاشوراء أقول: كم حسينًا تريدون أن تقتلوا في كربلائكم هذه؟ اخشوا ثورة المظلوم، فالظلم لا يدوم، والحق منتصر لا محالة". ويأتي هذا البيان في سياق حملة تضامن تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي مع المعلمين المفصولين، وسط مطالبات من نقابيين وحقوقيين بإعادة النظر في القرار واحترام حرية التعبير والعمل النقابي داخل مؤسسات "أونروا". اقرأ/ي أيضًا: ماهر طويّة: "أونروا" تتمادى في سياسة الحيادية، ويشجّعها خنوع القيادة الفلسطينية بوابة اللاجئين الفلسطينيين