
أميركا وروسيا تبادلتا «أفكاراً جديدة» اقترحها لافروف بشأن محادثات السلام الأوكرانية
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
لكنه أعلن لاحقاً أن نظيره الروسي اقترح عليه «فكرة جديدة» بشأن النزاع في أوكرانيا خلال «محادثة صريحة» بينهما، غداة تعرّض كييف لضربات جوية كثيفة.
وقال روبيو، للصحافيين، عقب محادثاته مع لافروف: «أعتقد أنه نهج جديد ومختلف»، مضيفاً: «لا أستطيع أن أعتبره شيئا يضمن تحقيق السلام، ولكنه مفهوم، كما تعلمون، سأعرضه على الرئيس»، مضيفاً: «إنها ليست مقاربة جديدة. إنها فكرة جديدة أو مفهوم جديد سأنقله إلى الرئيس لمناقشته»، مشيراً إلى أنه ليس شيئاً «يؤدي تلقائياً إلى السلام، لكنه قد يفتح مساراً». ولم يذكر روبيو المزيد من التفاصيل.
وقال روبيو إن الرئيس دونالد ترمب يشعر «بخيبة أمل وإحباط لعدم توافر المزيد من المرونة من الجانب الروسي لإنهاء هذا الصراع». وأوضح روبيو، بعد الاجتماع الذي استمر 50 دقيقة قائلاً: «نحن بحاجة إلى رؤية خريطة طريق للمضي قدماً بشأن كيفية إنهاء هذا النزاع. وقد تبادلنا بعض الأفكار حول ما قد يبدو عليه ذلك، سوف نواصل المشاركة حيثما نرى فرصاً يمكن أن تحدث فارقاً».
المشاركون بمؤتمر إعادة الإعمار في روما (إ.ب.أ)
وفي بيان صدر بعد اجتماع الخميس بفترة وجيزة، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه جرى «تبادل جوهري وصريح للآراء» حول قضايا من بينها أوكرانيا وإيران وسوريا ومشكلات عالمية أخرى. وجاء في البيان: «أكد البلدان مجدداً التزامهما المشترك بإيجاد حلول سلمية للنزاعات، واستعادة التعاون الاقتصادي والإنساني الروسي - الأميركي، وتيسير التواصل دون عراقيل بين مجتمعي البلدين، وهو أمر يمكن أن يسهل منه استئناف حركة الطيران المباشر». وأضاف البيان: «كما تم التأكيد أيضاً على أهمية مواصلة العمل من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية الثنائية».
وعقد اللقاء بين روبيو ولافروف بعد ساعات من هجوم جوّي روسي واسع النطاق ضدّ كييف، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 22، وفق خدمة الإسعاف. ومن روما حيث يعقد مؤتمر لإعمار أوكرانيا، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ«إرهاب بحت» ودعا الغرب عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى فرض عقوبات «بوتيرة أسرع» على موسكو لدفع فلاديمير بوتين إلى قبول وقف لإطلاق النار. وبحسب سلاح الجوّ الأوكراني، أطلقت روسيا 415 مسيّرة وصاروخاً، اعتُرض أو دُمّر أو فقد 382 منها.
وقال رئيس الإدارة العسكرية تيمور تكاتشينكو، كما نقلت عنه «فرانس برس»، إن القوات الروسية استهدفت ما لا يقل عن 6 أحياء في العاصمة. وأصابت الضربات أو شظايا المقذوفات التي تم اعتراضها، أبنية سكنية وسيارات ومخازن ومكاتب، بحسب تكاتشينكو. وكتب عبر «تلغرام»: «للأسف، لدينا قتيلان. لقد قُتل هذان الشخصان على أيدي الروس».
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا: «لا تقفوا مكتوفي الأيدي بينما ترهب روسيا الشعب الأوكراني. تحركوا الآن لحرمان آلة الحرب الروسية من مواردها المالية».
ورغم الضغط الذي يمارسه دونالد ترمب، لا تزال موسكو وكييف بعيدتين عن اتفاق على هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إلى تشديد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر فرض عقوبات جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وقال ستارمر: «علينا إعادة تركيز جهودنا على التحضير للسلام، وإجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات... هذا الضغط المنسّق سيحدث فرقاً». بدوره، قال ماكرون: «من الواضح أننا بحاجة إلى شيء جديد... لتشديد الضغط على روسيا».
زيلينسكي مع رئيسة وزراء إيطاليا خلال مؤتمر إعادة الإعمار في روما (أ.ف.ب)
وترأس الزعيمان اجتماعاً عبر الفيديو من مركز قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في نورثوود شمال غربي لندن لـ«تحالف الراغبين» المستعد لضمان وقف إطلاق نار مستقبلي بين كييف وموسكو.
في هذا السياق، أعلن ستارمر وماكرون أن الخطط الخاصة بنشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار أصبحت جاهزة. وفي معرض حديثه عن قوة حفظ السلام، قال الرئيس الفرنسي: «لدينا خطة جاهزة للانطلاق والبدء في الساعات التي تلي وقف إطلاق النار». وأكد رئيس الوزراء البريطاني ذلك بقوله: «هذه الخطط ناضجة ونحن نضعها على أساس طويل الأمد».
المستشار الألماني مع زيلينسكي في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في روما (إ.ب.أ)
حضر الاجتماع من روما؛ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعضوا مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وريتشارد بلومنتال، فيما شارك زعماء أوروبيون آخرون من أماكن عدة. وقال زيلينسكي، في مداخلته: «من الواضح لجميع الشركاء أن روسيا تعرقل جميع جهود السلام»، وحثّ على فرض عقوبات جديدة على موسكو.
ومن جانب آخر، وخلال مؤتمر عن إعادة إعمار أوكرانيا، عقد في العاصمة الإيطالية روما، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس الخميس: «تحدثت بشأن ذلك مع الرئيس ترمب وطلبت منه أيضاً تزويدنا بهذه الأنظمة»، وذكر ميرتس أن وزيري الدفاع الأميركي والألماني يتفاوضان حالياً بهذا الشأن، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
ويشارك في مؤتمر روما الذي تستضيفه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مئات الشركات والمسؤولين، بالإضافة إلى 15 زعيماً من بينهم رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين والمستشار الألماني. ويركز المؤتمر على التعافي الطويل الأمد لأوكرانيا، فضلاً عن حاجاتها الفورية لصدّ الغزو الروسي.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إلى الاستثمار في الدفاع لمواجهة الهجمات الروسية المتزايدة التي قال إنها تظهر أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى تدمير «جوهر الحياة» في أوكرانيا. وقال زيلينسكي: «يجب أن نوقف الطائرات المسيّرة والصواريخ الروسية. هذا يعني المزيد من إمدادات الدفاع الجوي والاستثمارات في المسيّرات الاعتراضية وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ». وأضاف: «أحض جميع شركائنا على زيادة استثماراتهم. عندما تزيد روسيا من هجماتها، لا يمكننا أن نعاني نقصاً في التمويل».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 21 دقائق
- Independent عربية
إيران وتجميع الأوراق قبل استحقاق التفاوض
على رغم الأجواء التي توحي بوجود تباعد أو فتور في الموقف والأهداف بين طهران وموسكو، وأن نوعاً من الإحباط يسيطر على الشارع الإيراني نتيجة الشعور بالخذلان الروسي والامتناع من تقديم الدعم المطلوب لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، فإن ما يجري في الكواليس بين الطرفين يتعدى هذا الشعور وهذه المواقف المبنية على ظاهر الأمور، فسقوط طهران يعني أولاً أن الطريق بات مفتوحاً لمحاصرة موسكو، إن لم يكن إسقاطها، وهذا ما بدأت مؤشراته تتضح مع تصاعد مواقف الإدارة الأميركية وتحديداً الرئيس ترمب الذي أعلن انزعاجه الشديد من موقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذهب إلى قرار زيادة الضرائب على روسيا بالتزامن مع إعادة تزويد أوكرانيا بالأسلحة الأميركية مع التأكيد أن واشنطن لن تدفع ثمنها. وسقوط طهران ثانياً يضع نهاية تراجيدية لـ "مبادرة الحزام والطريق" الصينية، ويجعل من هدف ترمب محاصرة الصين وإنهاء طموحاتها الاقتصادية والسياسية أقرب إلى الوقع وأيسر تحققاً، بخاصة أن الأرض الإيرانية تشكل الحلقة الأهم والأكثر جيواقتصادية في مشروع الربط البري في غرب آسيا، ومن هنا يمكن فهم المبادرة الصينية في تسهيل اللقاء بين وزيري خارجية إيران عباس عراقجي وروسيا سيرغي لافروف في العاصمة الصينية بكين على هامش "مؤتمر وزراء خارجية منظمة شنغهاي"، وبعد اللقاء الذي جمع عراقجي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ بعد اجتماع تمهيدي مع نظيره وزير الخارجية الصيني هو وانغ يي. وفي ظل تمسك الوزير الروسي بالغموض، أو بمعنى آخر الابتعاد من إعلان موقف واضح وصريح من الأزمة الإيرانية - الأميركية حول الملف النووي، وإعلان لافروف وقوف روسيا إلى جانب إيران بحقها في امتلاك طاقة نووية سلمية، يترك موقف بلاده من المطلب الإيراني بحقها في امتلاك دورة التخصيب على أراضيها في حال من الإبهام، ويسمح لموسكو بتوظيف هذه العلاقة من أجل تقديم حلول ومخارج للأزمة مع واشنطن، في الأقل بما يتعلق بالمخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب وإمكان نقله إلى روسيا وتحويله إلى وقود لتوليد الطاقة الكهربائية تلبي حاجة إيران المستقبلية. إلا أن هذه اللقاءات الثنائية بالاتجاهين قد تؤسس لدبلوماسية جديدة من المفترض أن تسهم في رسم معالم المرحلة المقبلة، بخاصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة قبل الـ 16 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، موعد انتهاء مفاعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231) وسقوط ورقة "آلية الزناد" لإعادة تفعيل العقوبات الدولية ضد إيران تحت البند السابع. وما من شك أن كلا الطرفين، الأميركي والإيراني، محكومان بالعودة لطاولة التفاوض، المباشر هذه المرة، لذلك فإن كلاً منهما يسعى إلى حشد أوراق قوته قبل الوصول إلى الطاولة، وإذا ما كانت واشنطن تلوح بالإجراءات الحربية وتشهر سيف العودة للخيار العسكري، فإنها تراهن أيضاً على ورقة حلفائها في الـ "ترويكا" الأوروبية الذين يملكون حق العودة لمجلس الأمن وتفعيل آلية الزناد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي المقابل فإن أحد الخيارات أمام طهران هو رفع مستوى استعداداتها لأية مواجهة عسكرية محتملة، إذ لا تأخذ على حين غرة كما حصل قبل شهر في هجوم فجر الـ 13 من يونيو (حزيران) الماضي، إضافة إلى تفعيل الخيار الدبلوماسي لتعطيل مفاعيل أي قرار قد تلجأ إليه الـ "ترويكا" الأوروبية بالتنسيق مع واشنطن، أي العمل على إقناع كل من موسكو وبكين بإعلان انسحابهما من الاتفاق النووي أيضاً قبل موعد الخامس من شهر أغسطس (آب) المقبل، وبالتالي يستعيدان حق النقض (فيتو) الذي يسقط في حال التزامهما باتفاق عام 2015، وبالتالي يصبحان قادرين على استخدام هذا الحق في مواجهة أي قرار قد تلجأ له واشنطن والـ "ترويكا" معها. وعلى رغم رفع طهران مستويات جاهزيتها العسكرية، سواء بإعادة تقويم قدراتها الصاروخية المتزامنة، ومع تأكيد رفضها لأي ضغوط قد تفرض عليها وضع هذه القدرات على طاولة التفاوض المحتملة، فإنها تسعى أيضاً إلى تجاوز عقدة الاختلاف القائمة بينها وبين موسكو حول تزويدها بالمقاتلات الحربية المتقدمة (SU-35) ضمن الشروط التي تريدها، بخاصة ما يتعلق بشروط الصيانة والقدرات القتالية من خلال الذهاب إلى خيار المقاتلات الصينية التي قد تلبي حاجاتها، بخاصة أن الشروط الصينية أقل تعقيداً وأكثر ديناميكية، وهذه الاستعدادات، أو كما تصفها طهران بإبقاء اليد على الزناد، لا تعني أنها ترفض العودة للمسار الدبلوماسي، بخاصة أنها تشعر أنها في موقع القوة، ولعل استعادة وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف لكلام المرشد الأعلى حول دور الدبلوماسية في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ النظام وإيران تحمل كثيراً من الدلالات على رغبة النظام الإيراني في تعزيز الخيار الدبلوماسي والسياسي وإبعاد شبح العودة إلى الخيار العسكري، فالمرشد وصف الجهد الدبلوماسي كما وصفه ظريف بأنه أحد أركان القوة الإيرانية، وأن اللجوء إليه لا يعني عدم وجود أو خسارة كل الخيارات أو مؤلفات القوة الأخرى، لأن "ما يمكن إنجازه بالدبلوماسية لا ينبغي إنجازه بالحرب، وأن الخيار الدبلوماسي بالتأكيد أقل كلفة"، وهو الخيار الذي يتمسك به الوزير عراقجي في كل تحركاته ومروحة اللقاءات والمشاروات التي يجريها مع نظرائه في منظمة شنغهاي أو "دول بريكس" أو حتى نظرائها في الـ "ترويكا" الأوروبية، ويرهن إمكان العودة لطاولة التفاوض مع واشنطن بإدانة واضحة من مجلس الأمن والـ "ترويكا" للاعتداء الأميركي - الإسرائيلي المشترك ضد المنشآت النووية الإيرانية، إضافة إلى سحب التداول بخيار إعادة فرض العقوبات "آلية الزناد" التي قد تخرج الـ "ترويكا" من التفاوض، وقد تفرض على إيران اللجوء إلى خطوات أكثر تصعيدية بعد قرار تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها. هذا الموقف المتشدد في الظاهر لعراقجي لا يعني أن إيران لا تريد التفاوض، بل تعمل من أجل الوصول إلى ذلك من موقع القوة، لأنها تعتقد بأنها أثبتت للجميع أنها تملك القدرة والقوة، وأنها قادرة على تفعيل هذه القوة، وقد أثبتت ذلك في ردها على الهجوم الأميركي – الإسرائيلي، ولذلك فإن الفرصة الدبلوماسية هي الطريق الأنسب والآلية الأقدر على تكرس هذه القوة وما حققته من إنجازات.


Independent عربية
منذ 36 دقائق
- Independent عربية
ترمب يسعى إلى جني المال من "الناتو" لا حماية أوكرانيا
لم ينقلب دونالد ترمب على فلاديمير بوتين، بل أعلن فعلياً عن يوم كبير مقبل لصناعة السلاح الأميركية، من خلال موجة مبيعات ضخمة إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" تتضمن شراء كميات كبيرة من الأسلحة ستُرسل لاحقاً إلى أوكرانيا. وبحضور الأمين العام لـ"الناتو" إلى جانبه في المكتب البيضاوي، حذّر الرئيس الأميركي من أن روسيا ستواجه "رسوماً جمركية بنسبة 100 في المئة" إذا لم توافق على وقف لإطلاق النار مع كييف في غضون 50 يوماً. ثم وجّه ترمب انتقادات متكررة لبوتين بسبب أسلوبه الودي في المحادثات الهاتفية، والذي كان يعقبه تجديد الهجمات الصاروخية على أوكرانيا. وقال عن الرئيس الروسي: "لن أصفه بالقاتل، لكني سأصفه بأنه رجل شديد القسوة". أما ما وصفه ترمب في الأيام السابقة بـ"البيان الكبير" عن بوتين، فقد تبين في نهاية المطاف أنه اتفاق على صفقة وصفها هو والأمين العام لـ"الناتو" مارك روته بأنها "ضخمة جداً"، وتتعلق ببيع أسلحة لـ"الناتو"، يمكن إرسالها لاحقاً إلى أوكرانيا- من دون الكشف عن أي تفاصيل حول مضمونها. وقال الرئيس الأميركي: "توصلنا اليوم إلى صفقة سنرسل بموجبها الأسلحة إليهم، وهم [الناتو] من سيدفع ثمنها. الولايات المتحدة لن تشتري شيئاً. لسنا من يدفع، بل نحن من يتولى التصنيع". أفراد من القيادة العاشرة للدفاع الجوي والصاروخي في الجيش الأميركي يقفون إلى جانب نظام دفاع صاروخي أرض - جو من طراز "باتريوت"، خلال تدريب لحلف "الناتو" (أ ب) ولم تكن هذه أول صفقة يبرمها ترمب في سياق الحرب، إذ سبق له أن توصّل إلى اتفاق مباشر مع أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام لتبادل عائدات المعادن مقابل مبيعات سلاح، على رغم أن أي عمليات شراء لم تُسجَّل حتى الآن بموجب هذه الآلية. وبالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت تلك الأنباء ذات أهمية خاصة، إذ يسعى منذ فبراير (شباط) إلى إيجاد سبل لشراء الأسلحة الأميركية، سواء بشكل مباشر أو من خلال حلفاء مثل المملكة المتحدة ودول أخرى في "الناتو". وعلى رغم أن "الناتو" لا يخضع عادة لقيود في ما يتعلق بشراء الأسلحة من أعضائه، فإن واشنطن تفرض بعض الشروط على إمكانية بيع هذه الأسلحة أو منحها لدول أخرى. أما الآن، فقد أعلن ترمب أن تسليم صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة لمواجهة الهجمات الروسية المكثفة خلال الشهر الماضي، يمكن أن يبدأ قريباً. إضافة إلى ذلك، قد تشمل الحزم الجديدة من الأسلحة صواريخ بعيدة المدى قادرة على تنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية– وهو ما قد يترك أثراً تكتيكياً، بل وربما استراتيجياً. وقد أظهرت أوكرانيا في الآونة الأخيرة قدرتها، عبر التخفي والدهاء، على استخدام عملاء استخبارات وطائرات مسيّرة لتحقيق تأثير مدمر على امتداد آلاف الأميال من الأراضي الروسية. ومع ذلك، فإن الحصول على مزيد من صواريخ كروز بعيدة المدى مثل "ستورم شادو" التي تقدمها حالياً بريطانيا وفرنسا، سيكون موضع ترحيب كبير. جنود من اللواء الميكانيكي الثلاثين المستقل في الجيش الأوكراني يطلقون راجمة صواريخ "غراد" باتجاه مواقع روسية في منطقة دونيتسك (أ ب) لكن على كييف أن تدرك أنه لا ضمان على الإطلاق بأن ترمب لن يُغلق باب الدعم العسكري لأوكرانيا في حال أبدى بوتين استعداده للدخول في محادثات لوقف إطلاق النار. فقد سبق له أن فعل ذلك في وقت سابق من هذا العام- وقام حينها أيضاً بتعطيل قنوات الإمداد الاستخباراتي التي تصل أوكرانيا عبر مصادر أميركية. أما روته، فمن جانبه كان حريصاً على التأكيد أن الفضل الكامل في هذا التحول- من دعم كل موقف يتخذه بوتين إلى تقديم بعض الدعم لحلف "الناتو"– يعود إلى ترمب. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: "القرار هو أنك تريد لأوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا. لكنك تريد من الأوروبيين أن يدفعوا الثمن، وهذا منطقي تماماً. وهذا يمثّل امتداداً للنجاح اللافت الذي سجلته قمة الناتو". من ناحيته، أعرب ترمب عن أمله في أن تترك صفقة السلاح مع "الناتو" أثراً لدى الطرفين، وأقرّ بأن إمدادات الأسلحة الجديدة من الولايات المتحدة قد تمنح أوكرانيا جرعة من الثقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن العبارة الأساسية في أداء ترمب المتذبذب يوم الإثنين من المكتب البيضاوي كانت: "لدينا معايير معينة يعرفها الطرفان، ونحن نعلم بالفعل ما الذي ينبغي فعله". وما يقصده ترمب هو كلام لا ينفك يكرره، مفاده أن أوكرانيا عليها أن تتقبل أنها خسرت المناطق التي تحتلها القوات الروسية (وتشكل نحو 20 في المئة من أراضيها، بما في ذلك القرم)، وأن الولايات المتحدة لن تضمن أمن أوكرانيا مستقبلاً، وكييف عليها التخلي نهائياً عن حلم الانضمام إلى حلف "الناتو". ولا شك في أن هذه المواقف، التي أعلن عنها ترمب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، قد شكلت صدمة في كييف، وكذلك لدى حلفاء الولايات المتحدة حول العالم. بالتالي، فإن موافقة ترمب على بيع السلاح والذخيرة لأوكرانيا تمثل تحولاً طفيفاً نابعاً من انزعاج شخصي، لا من حسابات استراتيجية. وما سيحصل هو أن أوكرانيا وحلفاءها سيبادرون إلى استخدام تلك الأسلحة على جناح السرعة تحسباً لاحتمال أن يعود ترمب مجدداً إلى التقارب مع بوتين– وهو ما ينبغي لهم أن يتوقعوه.


أرقام
منذ 2 ساعات
- أرقام
عضو بالفيدرالي يحذر من انهيار مالي بسبب تخفيف قواعد البنوك
أكد عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي "مايكل بار"، ضرورة تطور القواعد التنظيمية مع تطور النظام المالي، في تحذير يتزامن مع سعي إدارة "دونالد ترامب" إلى تخفيف اللوائح الخاصة بالبنوك الكبرى والتحول إلى نهج أكثر مرونة. وقال في تصريحات خلال فعالية في مؤسسة "بروكينغز" الأربعاء: "من اللافت للنظر رؤية نمط الضعف التنظيمي خلال فترات الازدهار، بما في ذلك فشل البيئة التنظيمية في مواكبة تطور القطاع المالي، وكيف يُمهّد هذا الضعف الطريق لانهيار لاحق". وأضاف "بار" أن ضعف القواعد غالبًا ما يدفع إلى المخاطرة ويزيد من هشاشة البنوك خلال فترة الازدهار، مما يجعل الانهيار اللاحق أكثر إيلامًا. تولت "ميشيل بومان" - التي اختارها "ترامب" - منصب نائب رئيس هيئة الإشراف، بدلًا من "بار"، في يونيو بعد أن أشادت بها وول ستريت لجهودها في تخفيف القواعد. ويرى "بار" أن فترات الازدهار الاقتصادي اتسمت تاريخيًا بالعديد من المزايا، مثل النمو الاقتصادي السريع، وعودة العمال المهمشين إلى سوق العمل، والابتكارات المالية التي غالبًا ما تجعل الائتمان أو الاستثمارات متاحة بسهولة أكبر. وحذر من أن بعض هذه الخصائص نفسها خلال ازدهار الاقتصاد قد تُنذر بانهيارات، إذ ينخفض النشاط الاقتصادي وعقود الإقراض وأسعار الأصول، مما يؤدي إلى تقليص سريع للديون واضطراب في النظام المالي بأكمله.