logo
بلومبرغ : سوق النفط تدخل مرحلة الفائض بعد تحرك "أوبك+" الأخير

بلومبرغ : سوق النفط تدخل مرحلة الفائض بعد تحرك "أوبك+" الأخير

الاقتصاديةمنذ 12 ساعات
تتجه السوق النفطية إلى مزيد من الفائض في وقت لاحق من العام الحالي بعد قرار تحالف "أوبك+" الأخير زيادة الإنتاج، ما يزيد من الضغوط على الأسعار بالنسبة للمنتجين عالميا، لكنه في المقابل يلبي دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لخفض تكاليف الوقود.
لدى "أوبك" وحلفاءها ما يدعوهم للاعتقاد بأن زيادة إنتاج النفط ستجد من يشتريها، على الأقل في الأجل القصير، إذ ترمز الزيادات السعرية على النفط السعودي إلى آسيا، بعد القرار، إلى هذا القدر من الثقة.
لكن حتى قبل الخطوة المفاجئة التي أُعلنت يوم السبت- والتي اتُّخذت بعد 10 دقائق فقط من اجتماع عبر الفيديو- كانت السوق النفطية العالمية تواجه وضعاً هشاً، يسبق موجة فائض مرتقبة خلال فصل الشتاء.
جيوفاني ستاونوفو، محلل لدى بنك "يو بي إس" في زيورخ قال "في الوقت الراهن، لا تزال سوق النفط تُعاني شحاً في الإمدادات، ما يشير إلى قدرتها على استيعاب المزيد من الإنتاج".
وأضاف "لكن هناك مخاطر متزايدة مثل التوترات التجارية المستمرة، مما يعني أن الإمدادات في السوق ستتحسن ولن تكون قليلة كما هي الآن، خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة، وهو ما قد يشكّل مخاطر تدفع الأسعار إلى الهبوط".
قرار مفاجئ يقلب توقعات السوق
فاجأت منظمة البلدان المصدّرة للبترول وشركاؤها، يوم السبت، المتعاملين في أسواق الطاقة بإعلانها أنها ستُسرّع أكثر وتيرة استعادة الإنتاج الجماعي للنفط اعتباراً من الشهر المقبل.
وهي خطوة تُعد خبراً إيجابياً للمستهلكين وانتصاراً للرئيس دونالد ترمب، الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بخفض تكاليف الوقود. غير أن هذه الخطوة قد تُلحق ضرراً بالمنتجين، بدءاً من صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة وصولاً إلى بعض أعضاء "أوبك" أنفسهم.
رغم ذلك، أظهرت الرياض موقفاً واثقاً. فقد رفعت شركة "أرامكو" السعودية يوم الأحد العلاوات السعرية على خامها القياسي المتجه إلى السوق الآسيوية، متجاوزة توقعات المتعاملين. وهو ما يعكس ثقة قوية بالطلب، ولا يصدر عادة عن منتج يساوره القلق حيال ضعف السوق.
دلائل الطلب القوي خلال الصيف
قال مسؤولون في تحالف "أوبك+" إن ازدياد الطلب على النفط خلال فصل الصيف كان من بين العوامل التي عزّزت تفاؤلهم، مشيرين إلى تراجع مخزونات الخام في مركز كوشينغ الأمريكي، واستقرار فروقات التسعير التي لا تعكس وجود فائض حالياً، إلى جانب الانخفاض الحاد في مخزونات الديزل في الولايات المتحدة.
ويبلغ استهلاك الوقود ذروته خلال الصيف في نصف الكرة الشمالي، ما يمنح "أوبك+" فرصة لتسريع استراتيجيتها الهادفة إلى استعادة الحصة السوقية التي فقدتها في السنوات الأخيرة لصالح منافسين، أبرزهم منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة.
لكن قرار يوم السبت يمثل نقطة تحول في مسار الإمدادات العالمية. فبينما تتوقع "أوبك" استمرار الحاجة إلى الكميات الإضافية حتى ديسمبر، يشكك بعض المحللين في هذا السيناريو.
فقد كانت وكالة الطاقة الدولية –التي تتخذ من باريس مقراً وتقدّم المشورة للاقتصادات الكبرى– قد توقعت قبل صدور القرار أن يشهد الربع الرابع من العام فائضاً يعادل نحو 1.5% من الاستهلاك العالمي.
هبوط الأسعار رغم المخاوف الجيوسياسية
تراجعت العقود المستقبلية للنفط بنسبة 11% خلال الأسبوعين الماضيين في لندن، مُتجاوزةً بسرعة تداعيات الصراع بين إسرائيل وإيران، ما يُشير إلى أن المتعاملين لا يرون ضرورة ملحّة للبراميل الإضافية التي يعتزم تحالف "أوبك+" ضخها.
توقع كل من "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان تشيس" مزيداً من التراجع في الأسعار نحو مستوى 60 دولاراً للبرميل هذا العام، في ظل ضعف الاستهلاك في الصين، وتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترمب والتي تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي.
وخلال اجتماع عُقد عبر الفيديو يوم السبت، قرّرت ثماني دول من الأعضاء الرئيسيين في تحالف "أوبك+" استعادة 548 ألف برميل يومياً من الإمدادات التي تم خفضها سابقاً، اعتباراً من أغسطس المقبل.
وتمثل هذه الزيادة تسارعاً واضحاً مقارنة بالزيادات التي بلغت 411 ألف برميل يومياً لكل من أشهر مايو ويونيو ويوليو، والتي كانت أصلاً تفوق بثلاثة أضعاف الكميات المحددة في الخطة الأصلية لتلك الاشهر.
خطط لزيادة إضافية محتملة في سبتمبر
وسينظر تحالف "أوبك+" في ضخ كمية إضافية بمقدار 548 ألف برميل لشهر سبتمبر خلال اجتماع يُعقد في 3 أغسطس، وهي خطوة ستُكمل بذلك إعادة 2.2 مليون برميل إلى السوق، كان اتُفق على خفضها عام 2023، قبل عام من الموعد الذي كان مخططاً له سابقاً.
من المرجح أن يكون التأثير الفعلي للإمدادات على أسواق النفط أقل مما تم الإعلان عنه، إذ يحرص وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على أن تتنازل الدول التي تجاوزت حصص الإنتاج المقررة سابقاً عن حصتها من زيادات الإنتاج لتعويض الإنتاج الزائد سابقاً. تُظهر روسيا والعراق الاستعداد لذلك، بينما تواصل كازاخستان مخالفة الحصص المقررة.
التباين بين الأرقام والواقع الفعلي للإمدادات
قال دوغ كينغ، الرئيس التنفيذي لشركة "آر سي إم إيه كابيتال" إن "الإعلان الرسمي عن عودة الإمدادات شيء، لكن الكميات الفعلية الجديدة مُقارنةً بالأرقام المعلنة شيء آخر تماماً". وأشار إلى أن "علاوات الديزل تُظهر أن السوق تعاني نقصاً في المعروض. لذا، ما لم نشهد ضعفاً فعلياً من خلال ارتفاع واضح في المخزونات، فلا أرى مساراً نحو انخفاض أسعار النفط".
يُؤكد المسؤولون أيضاً أن زيادة الإمدادات يمكن "إيقافها مؤقتاً أو التراجع عنها وفقاً لتطورات السوق". لكن ما لم يُفعّل هذا الخيار، فإن البراميل الإضافية التي جرى اعتمادها بالفعل ستؤدي حتماً إلى تعميق الهبوط في الأسعار.
خطوة ترضي ترمب وتحتوي تكاليف المعيشة
من شأن ذلك أن يهدئ من ضغوط الرئيس دونالد ترمب الذي طالما دعا إلى خفض تكاليف الوقود في إطار مساعيه لاحتواء أزمة تكلفة المعيشة التي أضرت بسلفه. يواجه ترمب كذلك ضغوط احتواء التضخم بالتزامن مع خطط لفرض رسوم جمركية جديدة، ويضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.
مع ذلك، فإن تراجع الأسعار قد يُلحق ضرراً بالغاً بصناعة النفط الأميركية، بدءاً من الشركات العملاقة مثل "إكسون موبيل"، وصولاً إلى منتجي النفط الصخري الذين دعموا بقوة عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
وأفاد مسؤولون تنفيذيون في قطاع النفط الصخري، ضمن استطلاع حديث، بأنهم يتوقعون حفر عدد أقل بكثير من الآبار هذا العام مقارنة بما كانوا يخططون له مطلع 2025، في ظل تراجع الأسعار. وقد تمتد تداعيات هذا التراجع لتطال تحالف "أوبك+" نفسه.
السعودية تواجه عجز الموازنة
تحتاج السعودية إلى سعر يزيد على 90 دولاراً لبرميل النفط لتغطية الإنفاق الحكومي، إذ يمضي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تنفيذ خطة جذرية لإحداث تحول في اقتصاد المملكة، وفقاً لصندوق النقد الدولي.
تواجه الرياض عجزاً في الموازنة، واضطُرت إلى تقليص الإنفاق على بعض المشاريع الكبرى. وقد تختار خفض الإمدادات مجدداً من السوق إذا اشتدت الضغوط المالية بفعل انخفاض سعر الخام.
وبنظر نيل أتكينسون، المحلل المستقل والرئيس السابق لقسم أسواق وصناعة النفط في وكالة الطاقة الدولية، فإن "لديهم بالفعل خيار التراجع الكامل عن موقفهم". لكن في الوقت الحالي "لا يوجد بديل سوى الحفاظ على الحصة السوقية وقبول الأسعار المنخفضة. من الأفضل قبول الواقع كما هو، وهذا ما يفعلونه".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يتمسك بموعد 1 أغسطس لبدء فرض «الرسوم» دون تمديد
ترمب يتمسك بموعد 1 أغسطس لبدء فرض «الرسوم» دون تمديد

الشرق الأوسط

timeمنذ 15 دقائق

  • الشرق الأوسط

ترمب يتمسك بموعد 1 أغسطس لبدء فرض «الرسوم» دون تمديد

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الثلاثاء، أن الموعد النهائي لبدء فرض ما تُعرف بالرسوم الجمركية «التبادلية» سيبقى كما هو في 1 أغسطس (آب) 2025، مشدداً على أنه لن يكون هناك أي تمديد. وكتب ترمب في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «وفقاً للرسائل التي أُرسلت إلى عدد من الدول أمس، وتلك التي ستُرسل اليوم وغداً وخلال الفترة القصيرة المقبلة، فإن دفع الرسوم الجمركية سيبدأ في 1 أغسطس 2025. لم يطرأ أي تغيير على هذا التاريخ، ولن يكون هناك أي تغيير. بمعنى آخر، ستُصبح جميع المبالغ مستحقة الدفع بدءاً من 1 أغسطس دون أي تمديد. شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر!».

أمير جازان يتفقّد محافظة الريث ويلتقي المشايخ والأهالي
أمير جازان يتفقّد محافظة الريث ويلتقي المشايخ والأهالي

عكاظ

timeمنذ 20 دقائق

  • عكاظ

أمير جازان يتفقّد محافظة الريث ويلتقي المشايخ والأهالي

التقى أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، اليوم، بحضور نائبه الأمير ناصر بن جلوي مشايخ وأهالي محافظة الريث في إطار زيارته التفقدية للمحافظة. وقال أمير جازان في مستهل اللقاء: إن زيارته لمحافظة الريث والالتقاء بأهلها وتبادل وجهات النظر معهم حول كلّ ما يعنى بالتنمية في المحافظة، تأتي ضمن توجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله- بمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية بما يلبي احتياجات المواطن والمقيم، وتعزيز فرص استثمار المحافظة بما تمتلكه من مقومات طبيعية وسياحية وتراثية، مشدداً على دور أهالي الريث في تطوير محافظتهم وبناء مستقبل مزدهر. واستمع أمير منطقة جازان، خلال اللقاء، إلى كلمة ألقاها نيابة عن الأهالي، الدكتور مفرح بن يحيى الريثي، رحب فيها بأمير المنطقة ونائبه في هذه الزيارة التي تجسد عمق العِلاقة الوثيقة بين القيادة والمواطنين القائمة على الولاء والثقة والرعاية والمسؤولية المشتركة، مثمناً حرص أمير منطقة جازان ونائبه لكل ما فيه خير وتقدم ورفاه المنطقة وأهلها. بعد ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئيّاً، يحكي قصة التحول الذي شهدته محافظة الريث والمراكز التابعة لها بمتابعة سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه، وما شهدته من مشروعات تنموية لتوفير الخدمات للمواطنين وتهيئة البنية التحتية، وحيث تستمر سلسلة المشروعات التطويرية وتحسين المشهد الحضري مروراً بـ «سفلتة الطرق، وإنارتها، وإنشاء الحدائق والمتنزهات، وإنشاء عدد من المطلات الجبلية الرائعة»، وصولاً إلى مبادرات تحسين جودة الحياة في مراكز وقرى المحافظة. وشملت حزمة المشروعات البلدية تنفيذ 8 مشروعات بلغت تكلفتها 14 مليون ريال، تضمنت أعمال سفلتة ونظافة، و6 مشروعات يجري تنفيذها بقيمة 61 مليون ريال تعزز البنية التحتية وتغطي مجالات «درء السيول، والسفلتة، والإنارة، والتشجير»، وأطلقت البلدية 3 مشروعات استثمارية بقيمة 17 مليون ريال شملت إنشاء «نزل ريفية، ومصنع لإنتاج البلك والخرسانة»، إضافة إلى «منتجع ترفيهي» في مركز الجبل الأسود ليكون معلماً سياحيّاً واقتصاديّاً يعزز من جاذبية المنطقة. ثم ألقيت قصيدتان شعريتان، نالتا استحسان الحضور. وفي ختام اللقاء كرّم أمير جازان عدداً من المشايخ الذين أسهموا في تشجيع المزارعين بالمحافظة على زراعة البن، فيما تسلّم ونائبه هديتين تذكاريتين بهذه المناسبة. حضر اللقاء محافظ الريث إبراهيم بن هادي الشعبي، ومديرو الإدارات الحكومية، ورؤساء المراكز. أخبار ذات صلة

بعد تحريك موعد «الرسوم»..«وول ستريت» تلتقط الأنفاس
بعد تحريك موعد «الرسوم»..«وول ستريت» تلتقط الأنفاس

عكاظ

timeمنذ 20 دقائق

  • عكاظ

بعد تحريك موعد «الرسوم»..«وول ستريت» تلتقط الأنفاس

حاول المستثمرون في بورصة «وول ستريت» التعافي من موجة بيع حادة، بعدما أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحريك موعد فرض الرسوم الجمركية، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية التفاوض حول هذا التوقيت مع الدول المستعدة للدخول في محادثات. وتداول مؤشر S&P 500 بالقرب من مستوى الإغلاق السابق، فيما صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3%. أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد تراجع بنحو 61 نقطة، أو ما يعادل 0.1%. وكان ترمب قد صرّح في وقت متأخر أمس، أن الموعد الجديد لتطبيق الرسوم الجمركية، المحدد في الأول من أغسطس، ليس نهائياً بنسبة 100%. وأضاف: «إذا تواصلوا معنا وأبدوا مواقف مختلفة، فسنكون منفتحين على ذلك»، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «CNBC»، واطلعت عليه «العربية Business». وجاءت تصريحاته بعد أن أرسل رسائل إلى عدد من الدول يعلن فيها فرض رسوم جمركية جديدة على وارداتها. وقال الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات آدم باركر: «إذا تعمقت في التفاصيل، لا أظن أن أحداً يفهم فعلياً الفرق بين ما تم الإعلان عنه اليوم وما كان موجوداً مسبقاً، وإن كان سيُطبق فعلاً، أو حتى ما هي الشركات التي سيتأثر بها القرار». وأضاف: «أعتقد أن ما حصل هو مجرد عمليات بيع خفيفة بعد تسجيل الأسواق لمستويات مرتفعة، وإعادة تموضع قبل موسم أرباح يوليو الجاري، ولا أرى في ذلك مؤشراً على بداية مرحلة جديدة». يذكر أن أسهم إنفيديا ارتفعت بنسبة 0.6% اليوم، مع اقتراب الشركة من تحقيق قيمة سوقية تبلغ 4 تريليونات دولار، كما صعدت أسهم تسلا بنسبة 2% بعد أن كانت قد هبطت بنسبة 6.1%. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store