logo
يدين حادثة اغتيال الفتاة الجزائرية رحمة عياط

يدين حادثة اغتيال الفتاة الجزائرية رحمة عياط

جزايرسمنذ يوم واحد
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بأشد العبارات، الأزهر :أدن الأزهر الشريف بأشد العبارات، الحادث الإرهابي الذي استهدف الفتاة الجزائرية رحمة عياط في مدينة هانوفر الألمانية، الذي نفذه إرهابي يميني ألماني.ويشدد الأزهر على ضرورة التصدي بكل حزم لإرهاب اليمين المتطرف والقوميَّة البيضاء الجديدة، التي تشكل تهديدًا متصاعدًا للمسلمين واللاجئين في أوروبا ، مع وضع تشريعات قانونيَّة رادعة لهذه الممارسات الإرهابيَّة.
والأزهر إذ يدين هذا العمل الإرهابي البغيض، فإنه يتقدَّم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفتاة رحمة عياط، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحداث تـوري باتشيكو ومغاربة العالم - إيطاليا تلغراف
أحداث تـوري باتشيكو ومغاربة العالم - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 2 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

أحداث تـوري باتشيكو ومغاربة العالم - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف محمد أحمد بنّيس شاعر وكاتب مغربي لا تزال بلدة توري باتشيكو (في إقليم مورسية جنوب شرقي إسبانيا) تعيش، إلى كتابة هذه السطور، على وقع أحداث عنف منذ أيام، بعد أن تسبّب اعتداءُ فِتية مهاجرين مغاربة على رجل إسباني مُسنّ، وتوثيق فعلتهم الشنعاء، بالصوت والصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، في موجة عنف عنصرية قادتها جماعات اليمين المتطرّف ضدّ المهاجرين المغاربة، الذين يشكّلون ما يقرب من ثلثي ساكنة البلدة. تندرج أحداث توري باتشيكو ضمن سياق داخلي إسباني، يتسم بصعود اليمين المتطرّف الذي يمثّله حزب فوكس، الذي وجد في هذه الأحداث فرصةً مواتيةً لتأليب الرأي العام الإسباني ضدّ المهاجرين، وبالأخصّ المغاربة، منطلقاً من خطاب سياسي يميني وشوفيني، يتغذّى من الإرثين السياسيَّين والرمزيَّين، الفاشي والنازي، مع استغلال ما تشهده السياسة الإسبانية من تناقضات، أبرزها عدمُ توافق سياسات الإدماج والمساواة التي تعتمدها الحكومة مع تصاعد خطاب سياسي يميني معادٍ للمهاجرين داخل بعض مؤسّسات الحكم المحلّي، بمختلف تدرّجاتها الترابية. باتت هذه الفجوة، تُتيح لليمين (المتطرّف) الإسباني تقديم سردية معادية للمهاجرين، تجد قبولاً بين أطياف في الرأي العام، خصوصاً في الأقاليم التي تشهد اختلالات اجتماعية واقتصادية. يُضاف إلى ذلك التقاطبُ الأيديولوجي والسياسي بين الحزبَين، الشعبي والاشتراكي العمّالي، الذي يحول دون التفاعل مع انشغالات الطبقة الوسطى وتطلّعاتها، على اعتبار أنها الطبقة التي شكّلت، منذ مطلع ثمانينيّات القرن الفائت، الأساس الاجتماعي المتين للتحوّل الديمقراطي في إسبانيا. هذا، طبعاً، من دون إغفال المناخ الاجتماعي والسياسي العام الذي تعرفه معظم البلدان الأوروبية نتيجة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب الروسية الأوكرانية. هذا المناخ الذي يلقي بظلاله على ملفّ الهجرة بكلّ تعقيداته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. بالموازاة، لا تزال سياسات الإدماج والهجرة في إسبانيا، قاصرةً عن حلّ معضلة المهاجرين. وفي هذا السياق، كان المرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب، التابع لوزارة الإدماج والتضامن الاجتماعي والهجرة، قد نبّه (في تقرير رسمي صدر قبل شهور) إلى الكلفة الاقتصادية الباهظة الناجمة عن التمييز الممارَس ضدّ الأجانب والمهاجرين في قطاعَي العمل والتعليم، بما يعنيه ذلك من مفاقمة معضلة إدماج المهاجرين، بكلّ تبعاتها الاجتماعية والثقافية، داخل المجتمع. في ضوء ذلك، تقدّم أحداث توري باتشيكو فرصةً انتخابيةً لليمين المتطرّف، سيّما أمام صعود تشكيلات اليمين المتطرّف في أوروبا، وتأثيرِ خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسياسته، في هذه التشكيلات. كما أن دنوَّ موعد الانتخابات الأوروبية (2026) يحوّل هذه الأحداث موردَ للتعبئة والتحشيد بالنسبة لحزب فوكس، الذي يمثّل مخزوناً احتياطياً سياسياً بالنسبة للحزب الشعبي في مواجهة العمّالي الاشتراكي. في المقابل، لا تُعفي أحداث توري باتيشكو الجانب المغربي من المسؤولية، حكومةً ونخباً وأحزاباً ومنظّماتٍ مدنيةً ومؤسّساتٍ ذات صلة، في استفحال معضلة الإدماج التي تواجه الجالية المغربية، في إسبانيا وعموم البلدان الأوروبية. ففضلاً عن أن معظم المهاجرين المغاربة، الذين يقصدون الديار الأوروبية بحثاً عن لقمة العيش خلال العقود الماضية، هم في الواقع ضحايا الفقر والهشاشة والتهميش والهدر المدرسي وغياب أفق الحياة الكريمة، وبالتالي، فإن إقامتهم في أوروبا تستدعي مواكبةً مدروسةً، يجب أن تقوم بها الجهات التي يدخل ذلك ضمن صلاحياتها، وفي مقدّمتها مجلس الجالية المغربية في الخارج، الذي يُفترض أن يساهم في تأهيل القاصرين المغاربة والعمل لإدماجهم في المجتمعات الأوروبية، في ظلّ افتقارهم إلى التكوين والتأطير والكفاءة والقدرة على الاندماج، وتأثيرِ سلوكياتهم الجانحة والعنيفة على صورة مغاربة العالم. يطرح الاندماج الاجتماعي للجيل الجديد من المهاجرين المغاربة تحدّيات جمّة، معظمها يتقاطع مع شبكة المصالح التي تجمع المغرب بشركائه في الاتحاد الأوروبي، وفي مقدّمتهم إسبانيا. ومع صعود خطاب اليمين المتطرّف في أوروبا، القائم على العنصرية وكراهية الأجانب، تزداد هذه التحدّيات صعوبةً، ما يجعل قسماً غير يسير من مسؤولية ما حدث في توري باتشيكو يقع على الجانب المغربي. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

ليس تحالف "أقليات" بل نصرة المظلومين بعضهم بعضاً
ليس تحالف "أقليات" بل نصرة المظلومين بعضهم بعضاً

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 2 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

ليس تحالف "أقليات" بل نصرة المظلومين بعضهم بعضاً

إيطاليا تلغراف سوسن جميل حسن كاتبة وروائية سورية. تردّد مصطلح 'تحالف الأقليات' كثيراً في الفترة الماضية بلسان مسؤولين أو مثقّفين محسوبين على السلطة. في الواقع، ليس تحالف أقلّيات ما نراه من مواقف بعض شرائح المجتمع أو مكوّنات الشعب تجاه بعض الأحداث، إنما تعاطف ونصرة بعضهم بعضاً في وجه ما يرونه ظلماً وتعدّياً على هُويَّتهم الخاصّة. من السويداء، كتبت الصحافية كريستين ياسين شاهين، وجدّها الشيخ الثمانينيّ الذي ظهر في الفيديو يحلق أحدُ المسلحين شاربه بتشفٍّ وقح: 'جدّي استشهد. شيخ طاهر أبيض الذقن عمره ما انمدّت إيدو على حدا… حلقولوا شواربه قبل ما يقتلوه، لأنه ما سلّم بيته. لأنه ناطر يدفن حفيده قبل ما يفلّ'. هذا نموذج من فيديوهات كثيرة فاضت بها فضاءات التواصل الاجتماعي عن العنف الذي يمارس في السويداء، والتشفّي وإذلال الضعيف الأعزل من مقاتل يحمل سلاحاً. قتل، عنف، إذلال بطرائق متنوّعة، مع تأكيد على الكراهية الطائفية، وذلك بتوجيه النعت كما لو أنه شتيمة: 'درزي'. شاهدنا أفعالاً مشابهة في مجازر الساحل السوري في مارس/ آذار الماضي بحقّ المدنيين، والكبار في السنّ: 'عوّي ولاك'، أو 'نصيري خنزير'. عدا مشاهد الجثث والتنكيل بها، بتصوير منفّذي المجازر أنفسهم. هذه الفيديوهات ليست وليدة اليوم، بل كثيراً ما قامت بها الفصائل والمليشيات الداعمة لنظام الأسد بحقّ الشعب السوري في أثناء المواجهات الدامية خلال سنوات الثورة والحرب. ليس نظام الأسد وحده، بل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أيضاً، صوّروا عمليات الذبح التي نفّذوها بحقّ من يصنّفونهم 'أعداءً'، وشاهدنا أيضاً عناصر من جبهة النصرة، وبعض الفصائل المتطرّفة، ينفّذون أحكام إعدام أو تنكيلاً أو جلداً أو رمياً بالرصاص، في حقّ أفراد. يمكن تصنيف هذه الممارسات بأنها إحدى أدوات الأنظمة الشمولية والمتفرّدة بالسلطة، بحكم القوة، في دعم أجنداتها وآلتها الإعلامية، وإرسال رسائل القوة والهيمنة إلى أتباعها وأعدائها. إن دلّ هذا السلوك على شيء، فهو أن هناك معضلةً مترّسخةً لدى الشعب السوري، ناجمة عن ثقافة تراكمت عبر الزمن، كما الطبقات الرسوبية، هذه الثقافة التي التصقت بالوعيَين الجمعي والفردي هي ما يحتاج إلى تفكيك بالدرجة الأولى. كتب الصديق عمر قدور منشوراً في صفحته بـ'فيسبوك' سأل فيه، لمقتضيات بحثية، عن أول معتقل في عهد كلّ من الرؤساء الذين حكموا سورية. وأول قتيل تحت التعذيب في عهد كلّ رئيس. والرؤساء الذين عينوا أقاربهم في مناصب. والرؤساء الذين ارتكبوا مجازر. ومتى. والرؤساء الذين تم في عهدهم الاعتداء على الحريات الشخصية أو الجماعية؛ الرؤساء الذين استخدموا الجيش في الداخل. وطلب ممن لديه هذه المعلومات أن يكتب بحثاً مقارناً عن مختلف العهود السورية منذ الاستقلال. ساهم هذا المنشور بشكل كبير في تجميع أفكاري، بينما كنت أتابع مساهمات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، والفيديوهات التي يشاركونها، وأقرأ المنشورات والآراء، وأتابع الأخبار والصحف، وبعدما لاحظت استخدام الأدوات نفسها، لا فارق بين أمس واليوم، وكأنّ النظام البائد لم يسقط، إنّما ما تغيّر لون النظام ليس أكثر. حجم الكراهية ومستواها وتجلياتها بالممارسات والسلوك العدائي والانتقامي يفوق التصوّر والاحتمال عاد سؤال قديم كنت قد أهملته أمام تسارع الأحداث، يحتلّ شاشة وعيي: هل نحن (شعوب هذه المنطقة) مسؤولون عمّا وصلنا إليه، ومسؤولون قبل كلّ شيء عن وصول الأنظمة التي حكمتنا هذه العقود كلّها، لا بل هذه القرون كلّها، أنظمة الاستبداد والقمع، إلى الحكم، أم أن هذه الأنظمة الشمولية المتسلّطة هي التي أوصلتنا، شعباً وجماعاتٍ، إلى ما نحن عليه من الاستنقاع والعيش في الماضي ووفق نزعاته؟… ليس نظام الأسد وحده، بكلّ جرائمه وشموليّته وقمعه، الذي أوصل الشعب إلى هذا المستوى من كراهية بعضه تجاه بعض، أو إلى تفضيل الانتماء الديني أو القومي أو العرقي على الانتماء إلى الوطن، بل هناك إرث طويل من التبعية للعقائد والفِكَر والشخصيات التاريخية التي رفعتها الجماعات إلى مراتب القدسية، ونصّبتها أصناماً في بالها. حجم الكراهية ومستواها وتجلياتها بالممارسات والسلوك العدائي والانتقامي يفوق التصوّر والاحتمال، لكن ما يحزّ بالنفس، في الدرجة الأولى، أن ينزلق المثقّفون إلى هذه الحلبة من الصراعات والكيديّات، وأن يروا الواقع بعين أيّ فرد عادي من أبناء هذا الشعب التابع لفِكَر وعقائد لا تصلح في بناء دولة حديثة قادرة على البقاء والنمو، خصوصاً في عصرنا هذا، عصر الحقوق الإنسانية والثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي. ليست السويداء تجّار مخدرات ومهرّبي كبتاغون، أو مجموعةً بشريةً انفصاليةً تنشد الحماية من دولة كانت (وما زالت) في وجدان الشعب السوري عدواً كبيراً، منذ إعلان تأسيسها في 1948، فحسب، إنها بقعة مباركة من الأرض السورية، ولشعبها تاريخه وحاضره اللذان يدعوان إلى الفخر، من ناحية الانتماء الوطني والوعي السياسي، ومساهمته الفاعلة في ازدهار الحياة الثقافية بكلّ جوانبها في سورية. هذه هي السويداء، وهؤلاء هم السوريون الدروز، ساكني تلك البقعة من الأرض السورية. تحتاج المكوّنات السورية اعترافاً بهُويَّتها، ومعاملة أفرادها مواطنين متساوين في الحقوق، لا وفق 'أقليات وأغلبية' لو أمعن بعض مثقّفي سورية النظر مدّة أطول، وتمهّلوا قبل أن يطلقوا أحكامَ قيمةٍ أو أحكاماً قطعيةً تجاه بعض مكوّنات الشعب السوري، التي تعرّضت بشكل أساس للتنكيل والاعتداء والتهجير من مناطقها، لرأوا أن ما يحتاج إليه أفراد هذه المكوّنات هو الاعتراف بهويتهم ومشاركتهم في بناء سورية بعد سقوط نظام الطاغية، ومعاملتهم مواطنين متساوين في الحقوق من دون تمييز من الدولة وحكومتها الجديدة، لا أن يكون التداول الرسمي والعام على أساس أقليات وأغلبية، فيطغى مكوّن واحد على باقي المكوّنات، عندها يمكن قبول الرأي بأن القوة يجب أن تكون بيد الدولة فحسب، وأن أيَّ سلاح خارج هذا النطاق مرفوض، وإلا سيبقى السؤال العنيد مشهراً مثل سيف في وجه التضليل: أين الدولة؟ هل بالفعل تشكّلت دولة في سورية بعدما سقط النظام البائد فترك دولةً منهارةً اجتماعياً وهياكلَ ومؤسّسات؟ في الواقع، لم توضع المداميك الأساسية في بناء سورية الحديثة بعد، لذلك نرى الحذر والقلق من المستقبل يخيّم على المكوّنات التي تصنّف أقلية من هذا المنطلق الماضوي، خصوصاً في غياب الموقف الرسمي من تجاوزات وانتهاكات كثيرة ترتكبها بعض الجماعات أو الأشخاص، منهم من هم محسوبون على النظام أيضاً، وهذا ما أشار إليه تقرير 'رويترز' عن مجازر الساحل، وكثير من التقارير والتحقيقات حول ما تعانيه هذه الجماعة من تضييق واعتداء، وانتهاك لنسائها. من دون أن يصدر عن الحكومة أيُّ تبرير لتأخّر لجنة التحقيق عن تقديم (أو إعلان) تقريرها، وما نراه يتكرّر اليوم في السويداء، في وقت تجري فيه المفاوضات بين الإدارة السورية وإسرائيل. وسم شاع في صفحات التواصل الاجتماعي 'أنا درزي'، تضامناً مع الإخوة الدروز في محنتهم، وتأييداً لمطالبهم بدولة ديمقراطية حرّة تحفظ حقّ جميع مواطنيها من دون تمييز، وهذا مطلب كثيرين من الشعب السوري، بجميع مكوّناته، الأغلبية والأقلية. بينما كان شعار المظاهرات الداعمة للقوات الحكومية التي دخلت إلى المحافظة من أجل حماية 'السلم الأهلي' ينادي بأنهم مع السويداء. هناك فرق في المقصد والحمولة المعنوية للشعارَين، فأن يقول الفرد 'أنا درزي'، فهو يعلن بكلّ وضوح أنه مع الإنسان من هذه المجموعة حتى يحصل على حقوقه المطلوبة في المواطنة، أمّا شعار 'مع السويداء'، فلا يحمل إلا معنى شمولياً غامضاً، السويداء ليست كياناً جغرافياً فحسب، إنها فضاء إنساني بكل أشكال الإبداع الإنساني. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

إلى متى سنظل دمية في يدهم؟
إلى متى سنظل دمية في يدهم؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 2 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

إلى متى سنظل دمية في يدهم؟

علي محمد فخرو نشر في 16 يوليو 2025 الساعة 22 و 49 دقيقة إيطاليا تلغراف علي محمد فخرو كاتب بحريني منذ أكثر من قرن والعرب ليسوا أكثر من دمية في يد بعض، أو كل القوى الاستعمارية الغربية، تقرّر أنواع كياناتهم ومقدار المسموح به من استقلالهم الوطني والقومي وطبيعة الأيديولوجيا السياسية والاقتصادية، التي يطمحون إلى أن يطبقوها في واقعهم. اليوم انتقلوا إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير، فهم يقررون ما هو مسموح به من أحزاب، يوافقون على وجود هذه، ويصرّون على زوال تلك. فالأحزاب ملكهم وليس ملك المواطنين العرب الذين كافحوا سنين من أجل إنشائها. وهم يقررون نوع الأسس والممارسات الديمقراطية المسموح بوجودها في هذا القطر أو ذاك، وهم في هذه اللحظة يقررون مصير الجامعة العربية، التي بالنسبة لهم لا تضمّ دولاً يرغبون في أن تكون من ضمن أعضائها، ولذلك يتحدّثون عن بناء تكتل إقليمي آخر، يضمّ على الأخص الكيان الصهيوني. وهم يقررون الحدود الجديدة لأي قطر عربي يشاؤون، مثلما يفعلون في هذه اللحظة بالنسبة لسوريا والسودان ولبنان والعراق واليمن والأردن وليبيا، على سبيل المثال. وهم يناقشون في هذه اللحظة ما سيسمح به، أو ما لن يسمح به في تفاصيل المناهج المدرسية العربية.. وهم يضعون تعاريف جديدة لكلمات المقاومة والجهاد والتحرّر، وكل كلمة لا تتلاءم مع أهدافهم الاستعمارية الحاضرة والمستقبلية. وبالطبع فإن كل ذلك لن يؤدي فقط إلى رجوع الاستعمار السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي الغربي إلى كل أرض العرب، بل وبالأهمية نفسها، سيؤدي إلى الاندماج الكامل للكيان الصهيوني في الجسم العربي، وسائر الحياة العربية اليومية المعيشة. نحن إذن أمام وضع جديد خطر بكل معنى الكلمة، مهما حاول البعض تبريره أو التخفيف من مخاطره الكبرى، ومهما حاول البعض أن يصفوه بأنه مشابه لكثير من أوضاع العالم، التي يعيشها اليوم. إذ لا توجد في هذه اللحظة منطقة أخرى تواجه الأوضاع الكارثية نفسها، التي تواجهها الأمة العربية، ولا تواجهها بمثل المواجهة المتشرذمة الضعيفة الحائرة، العربية. سنكون مخطئين إن لم نواجه هذا الوضع بأمانة وصدق وعزيمة، غير منافقة وغير مخادعة للنفس، ومبنيّة في الأساس على تضامن وتنسيق وتوحيد عربي، في شتى المجالات وعلى كل المستويات، ومن قبل سلطات الدول وأنظمتها من جهة، ومؤسسات المجتمعات المدنية العربية من جهة أخرى. لقد قلناها ونقولها للمرة الألف، هناك في هذه اللحظة طريقان يحتاج العرب أن يسلكونهما. الأول قيام بعض الحكومات العربية باقتراح أن تقوم جامعة الدولة العربية بالمبادرة، لوضع استراتيجية إنقاذية تضامنية عربية، قابلة للتفعيل في الواقع الرسمي العربي، ومن ثم الواقع المجتمعي العربي. وتستطيع أن تستعين الجامعة ببعض المفكرين والمثقفين النشيطين الملتزمين، للمساعدة في وضع تلك الاستراتيجية، أو بمجموعة من مراكز البحوث العربية المشهود لها بالحيوية والالتزام القومي العروبي. ما ستفعله الجامعة سيكون مماثلاً لما فعلته في الماضي، عندما واجهت الأمة أوضاعاً بالغة الصعوبة والتعقيد، خصوصاً في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وواجهت الاستعمار عند ذاك بقوة وعزيمة موحدة. أما الطريق الثاني فهو عمل بعض قوى المجتمع المدني العربي على تكوين كتلة شعبية تضامنية تنسيقية نضالية عربية، من مجموعة كبيرة من المؤسسات المدنية العربية العاملة والنشيطة في شتى الأقطار العربية. وقد كتبنا عن ذلك الطريق عدة مرات، وهو مطروح منذ أكثر من ثلاثة عقود. ويستطيع ذلك التجمع العروبي النضالي أن يكون منطلقه الأساسي الشعارات الستة، التي رفعها المشروع النهضوي العربي. هناك بالطبع تفاصيل كثيرة أخرى من أجل السير في الطريقين، لا يسمح المجال ومحدودية المقال الدخول فيها. سينبري البعض بوصف ما نقوله بأنه إعادة وتكرار لكلام قيل في الماضي، لهؤلاء، الذين لا يقدمون أية حلول، وكل ما يفعلونه هو الاستهزاء بأية قوى مناضلة ومقاومة ومتمردة، سنقول لهم إن أرواح الملايين العرب الذين ماتوا عبر التاريخ في سبيل حماية ونهضة أمتهم، ومقاومة أعدائها بكل أشكالهم وألوانهم، إن أرواحهم يجب أن لا تذهب سدى، وإن تكريمها هو السّير في الطريق البطولي النضالي المقاوم الذي سارت تلك الأرواح فيه بكل شجاعة وتضحيات. ما تحتاجه الأمة هو رفع المعنويات والتأكيد أن مؤامرات الاستعماريين سيكون طريقها إلى مزابل التاريخ. أما كفاح الأمة فسيبقى في سمو عليائه. دعنا نتذكّر ما قاله ماركوس أوريليوس لنفسه في القرن الثاني بعد الميلاد: «لا تضع بقية وقتك في قلق بشأن الآخرين، إلا إذا كان له تأثير على الصالح العام». الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق في دلالات مواجهة ألبانيز إعصار ترامب وتضليل نتنياهو التالي في دلالات مواجهة ألبانيز إعصار ترامب وتضليل نتنياهو

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store