logo
الدورة الأكبر من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية تعقد فعالياتها في هذا الموعد

الدورة الأكبر من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية تعقد فعالياتها في هذا الموعد

مجلة سيدتيمنذ 14 ساعات
تنظم مجموعة أدنيك النسخة الثانية والعشرين من فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية والتي تعد الأضخم والأكبر في تاريخ المعرض، وتقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس نادي صقاري الإمارات ، في الفترة من 30 أغسطس إلى 7 سبتمبر 2025 في مركز أدنيك بأبوظبي.
الاحتفاء بتراث الإمارات
يذكر أنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ، الذي تنظمه مجموعة أدنيك بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، يحتفي بالتراث العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة وعاداتها الراسخة في الصيد والفروسية حيث يعد الحدث الأضخم على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويجسد تاريخًا يمتد لأكثر من عقدين من التراث الثقافي والتقاليد الأصيلة. وبعد نجاح نسخة 2024 التي سجلت حضور ما يزيد عن 350 ألف زائر؛ بمشاركة أكثر من 1700 شركة وعلامة تجارية، من المنتظر أن تشهد النسخة المقبلة نمواً قياسيًّا في جميع مؤشرات الأداء.
وستضم الدورة المقبلة للمعرض العديد من الفعاليات الجديدة التي تقام للمرة الأولى ومن أبرزها مزادات الصقور التي تقام على عدة مراحل قبل وأثناء المعرض، حيث يعقد المزاد الأول للصقور في الفترة من 16- 17 أغسطس في مركز أدنيك أبوظبي.
النسخة الـ22 من أبوظبي للصيد والفروسية
تجدر الإشارة إلى أنّ النسخة الثانية والعشرون من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 تستعد لتتميّز في كافة مؤشرات الأداء، فهي تجمع نخبة من العلامات التجارية المحلية والدولية وذلك عبر الشراكة مع نادي صقاري الإمارات لتقديم تجربة فريدة تعكس عمق الثقافة الإماراتية وأصالتها، وجاذبيتها الدولية مع الالتزام بمعايير الاستدامة فيما يتعلق برياضات الصيد والقنص المستدام.
وتشهد نسخة 2025 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية سلسلة من مزادات الصقور الاستثنائية، حيث تنظم على مرحلتين: المرحلة الاولي أيام 16-17 و23-24 أغسطس حضوريًّا، كما يمكن المزايدة أيضاً إلكترونيًّا على العديد من الصقور المتميزة. والمرحلة الثانية أيام 30-31 أغسطس و6-7 سبتمبر 2025، وهي مزادات مباشرة تفتح أبوابها للمشاركين من داخل الدولة وخارجها، وصممت هذه الفعالية لتقديم تجربة شاملة تجمع بين الأصالة والحداثة، مع ضمان الشفافية الكاملة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالمزادات.
فعاليات معرض أبوظبي للصيد والفروسية
يُقدم المعرض لزواره فرصة فريدة للاستمتاع بعروض ثقافية وتاريخية حيَّة تروي حكايات التراث العريق للمنطقة. كما يتعرف الزوار على أحدث التقنيات والمنتجات في مجالات متعددة تشمل الفروسية والصقارة، والصيد والرماية، والتخييم والسفاري، وصيد الأسماك والرياضات البحرية، والفنون والحرف اليدوية والمغامرات في الهواء الطلق.
وأيضًا تقدم هذه النسخة من المعرض الدولي للصيد والفروسية تجربة متنوعة من عروض الصقارة و الفروسية ، إلى ورش العمل التفاعلية. ويسعى المعرض لاستعراض العلاقة التي تربط بين التقاليد التراثية العريقة والابتكار، وهي السمة المميزة في المشهد الثقافي والتراثي الغني والفريد لأبوظبي.
ولا يقتصر المعرض على كونه منصة تجارية دولية فحسب، بل يشكل أيضًا ملتقى ثقافياً وإنسانياً يجمع عشاق التراث ، وممارسي الصيد والفروسية، وصُنّاع المعدات والمنتجات التراثية من مختلف أنحاء العالم، مع التأكيد والحرص على أن يكون المعرض وأنشطته المتنوعة والجديدة التي سيتم إضافتها منصة عالمية للتبادل الحضاري والثقافي، وأيضا منارة للتراث الإماراتي ومواصلة مسيرة التميز والابتكار على الساحة العالمية.
المعرض الدولي للصيد والفروسية العين
يشار إلى أنّ مجموعة أدنيك أعلنت عن تنظيم النسخة الأولى من المعرض الدولي للصيد والفروسية العين 2025، والتي تقام بين 26 و30 نوفمبر 2025 في مركز أدنيك العين، والذي يعد امتدادًا لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي تنظمه المجموعة في مركز أدنيك أبوظبي ، والذي يقام على مساحة تتجاوز الـ 12 ألف متر مربع، ويتم من خلالها عرض آخر الابتكارات والمعدات والتقنيات الحديثة المتخصصة في هذه القطاعات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مدخلي يودّع حياة العزوبية
مدخلي يودّع حياة العزوبية

عكاظ

timeمنذ 40 دقائق

  • عكاظ

مدخلي يودّع حياة العزوبية

احتفل الشاب محمد أحمد أحمد مدخلي بزواجه من ابنة هاني يحيى نجم، في إحدى قاعات الاحتفالات بجدة، وسط حضور الأهل والأصدقاء الذين قدموا التهاني والتبريكات. وعبّر العريس عن سعادته بتوديعه حياة العزوبية، سائلاً الله التوفيق والسعادة في حياته القادمة. أخبار ذات صلة

"فات الميعاد".. خلف كل قصة حب.. علاقة فاشلة
"فات الميعاد".. خلف كل قصة حب.. علاقة فاشلة

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

"فات الميعاد".. خلف كل قصة حب.. علاقة فاشلة

أثار مسلسل "فات الميعاد" ردود فعل واسعة خلال عرضه، وقبل وعقب هذا العرض، معظمها يتعلق بأداء بعض الممثلين، خاصة أحمد مجدي وسلوى محمد علي وأحمد صفوت، وبعض المشاهد الدرامية المؤثرة، وبعضها يشيد بالإخراج (سعد هنداوي) والتصوير (زكي عارف) والتأليف (إشراف محمد فريد) والموسيقى (عزيز الشافعي). من حسن حظ العمل أنه لم يعرض في شهر رمضان، رغم أنه مسلسل "رمضاني"، سواء من ناحية قالبه المكون من 30 حلقة، وهو قالب قديم يقل استخدامه بمرور الوقت وصار مرتبطاً بشهر رمضان أكثر من غيره، أو من ناحية المضمون الموجه بالأساس للعائلة المتوسطة، والذي يركز على العلاقات الزوجية والأنماط الشخصية العائلية بأنواعها. لقد شوهد المسلسل ونال من الدعاية وردود الفعل ما لا يتاح لأي مسلسل رمضاني، بسبب التزاحم والتنافس الشرس الذي يحدث في دراما رمضان بين عشرات الأعمال، ولا بد أنه درس للمنصات والموزعين والمعلنين الذين يتكالبون على العرض في رمضان، ناسين أن السنة 12 شهراً وأن المشاهدين هم أنفسهم وأن توقيت العرض المناسب قد يكون الابتعاد عن توقيتات الآخرين. تشابهات وتشابكات يبدو "فات الميعاد" قادماً من دراما رمضان، ومسلسلات التسعينيات، بسبب قالبه "الثلاثيني" ومضمونه العائلي متشعب الحكايات، ولكنه يحمل داخله أيضاً قالب المسلسل القصير ذا الحكاية الواحدة والشخصيات المحدودة. وفكرة العمل وحكاياته تتناص وتتقاطع وتتكامل مع مسلسلات وحكايات مشابهة، تستعرض العلاقات بين الجنسين وتركز على أنماط الرجال والنساء داخل الشرائح المختلفة للطبقة الوسطى المصرية، من الحارة الشعبية التقليدية وحتى المجمعات السكانية (الكومباوندات) على أطراف القاهرة التي تتوسع باستمرار. وتركز معظم هذه الحكايات الحديثة على إعادة النظر في مفهوم "الرجولة"، ووضع كل من الرجل والمرأة داخل الأسرة النووية (الأب والأم والأطفال) ثم العائلة والمجتمع والأمة بشكل عام. تدرك هذه الأعمال، بوعي أو غير وعي، بوجهة نظر ليبرالية أو محافظة، تقدمية أو رجعية، أن الأبوية هي المشكلة، أو ربما الحل، وتسعى بدأب للإسهام في المناقشة الواسعة حول مستقبل هذه الأبوية المهددة بالانهيار، سياسياً وإجتماعياً، وبالانهيار العصبي، درامياً. تحدد معظم الشخصيات في "فات الميعاد" بوظيفتها العائلية، باستثناء قليل من الشخصيات التكميلية كموظفين أو مسئولين أو خارجين على القانون، وإن كان يحسب له أنه يحدد المهن التي تعمل بها الشخصيات ويجعل تفاصيلها جزءاً عضوياً من الشخصيات والدراما، أحياناً. وهذه المهن تحتاج إلى نظرة مقربة، سأقوم بها لاحقاً. قصة حب معنفة الشخصيتان المحوريتان هنا هما مسعد (أحمد مجدي) بسمة (أسماء أبو اليزيد)، اللذين تنهار حياتهما الزوجية عقب سلسلة من الخلافات الناجمة عن عنف مسعد البدني واللفظي وارتباطه المرضي بأمه عبلة (سلوى محمد علي). يحيلنا اسم العمل إلى أغنية أم كلثوم الشهيرة، وتؤكد مقدمة المسلسل التي تحتوي على بعض مقاطع هذه الأغنية على هذا الربط: فات الميعاد وبقينا بعاد.. تفيد بإيه يا ندم وتعمل ايه يا عتاب.. بيني وبينك هجر وغدر وجرح بقلبي داريته.. بيني وبينك ليل وفراق وطريق انت اللي بديته". الأغنية تتحدث بلسان المرأة المكلومة في حبها، التي تعرضت للظلم والقهر طويلاً، ولكنها الآن ترفض العودة للحبيب بعد فوات الأوان. وبالفعل تعبر بسمة عن هذا الموقف عبر معظم أحداث المسلسل، أو على الأقل حتى نصفه الأول، حين تلقي بقصة زواجها من مسعد وراء ظهرها وتتزوج رئيسها في العمل، الطيب الشهم، الثري، النقيض التام لمسعد العنيف اللئيم والفقير. النصف الثاني من العمل يغادر جو أغنية "فات الميعاد" ليقترب أكثر من فيلم "موعد على العشاء" ومسلسل "قلبي ومفتاحه" اللذين يتحدثان عن زوج سابق يصر على استعادة طليقته بشتى الطرق، ليس حباً فيها، ولكن مداواةً لكبريائه وذكورته المجروحة. ينتقل "فات الميعاد" من وجهة نظر المرأة الضحية ليتابع مأساة مسعد الذي قتلته الرجولة (كما يقول عنوان فيلم الجزائري مرزاق علواش الشهير "عمر قتلته الرجولة"). ولكن هذا التركيز على رحلة مسعد إلى الجحيم، بدلاً من رحلة بسمة إلى الخروج من الجحيم، يعود جزئياً إلى السيناريو الذي يهتم بتحولات مسعد أكثر من بسمة، ولكنه يعود بشكل أساسي أيضاً إلى الإخراج والممثلين، وبشكل أكثر تحديداً إلى ضعف حضور أسماء أبو اليزيد في مقابل الحضور الطاغي لأحمد مجدي. تمثيل ولا تمثيل يؤكد "فات الميعاد"، إيجاباً وسلباً، أهمية عنصر التمثيل، خاصة في هذا النوع من الأعمال التي تعتمد على الحوار وصراع الشخصيات والطبائع. والمقارنة بين بعض الممثلين داخل العمل تبين الفرق، فرغم أن مساحة شخصية بسمة لا تقل عن مساحة مسعد إلا أنه يكاد يكون مستحيلاً أن يتذكر المرء مشهداً واحداً مميزاً لأسماء أبو اليزيد طوال حلقات المسلسل. أسماء ممثلة جيدة ولديها وجه مصري إفريقي مميز، ولكنها في الفترة الأخيرة تمثل بدون روح. تظهر أسماء هنا بوجه خاوي من التعبير وصوت "مونوتون" فاتر لا يعلو ولا يهبط، و عصب، Nerve، منخفض حتى في أكثر المشاهد سخونة وانفعالاً. ومن المدهش أن دور بسمة يحمل إمكانيات تحلم بها أي ممثلة، وسبق له أن صنع شخصيات لا تنسى، من فاتن حمامة في "أريد حلاً" و"لا عزاء للسيدات"، إلى سعاد حسني في "موعد على العشاء" إلى منى زكي في "احكي يا شهر زاد" و"تحت الوصاية" ونيللي كريم في "فاتن أمل حربي". ومن المفارقات أن صناع "فات الميعاد" يضعون صور سعاد حسني في كل بيت تسكنه بسمة، ربما تحية للنجمة الراحلة، أو للربط بينها وأبو اليزيد، ولكن الحقيقة أن المسافة شاسعة بين أداءها وأداء تلك الممثلات. وقد أضاعت بالفعل فرصة عمرها في دور يصعب أن تحصل على مثله مرة أخرى، سواء من ناحية التحولات التي تمر بها الشخصية والفترة العمرية الطويلة التي تقترب من 10 سنوات، بداية من كونها عروس جديدة تحب زوجها، وحملها بأول طفلة لها، وصولاً إلى المواجهات الدامية معه، عقب طلاقها وزواجها مرة أخرى، وحروب المحاكم من الخلع وحتى الحصول على حضانة الطفلة. على العكس من أسماء أبو اليزيد يستغل أحمد مجدي دور مسعد ليصنع نقلة في مسيرته الفنية، ينتقل بها من الشخصيات أحادية البعد إلى شخصية شديدة التركيب والتعقيد، من الواضح أنه بذل مجهوداً هائلاً في إعدادها وتنفيذها. وبشكل مماثل أدركت سلوى محمد علي أن شخصية الأم عبلة تحمل فرصة وإمكانية كبيرة لتغيير جلدها كممثلة، أو بمعنى آخر، لتقديم شخصية من جلد ولحم ودم وعظم، تكاد تنبض بالحياة وتنفصل عن صاحبتها. خطوط متوازية بالتوازي والتضاد بين مسعد وبسمة هناك علاقة معتصم، أحمد صفوت، بزوجته سارة، ولاء الشريف، على النقيض من مسعد فإن معتصم هادئ، عاقل، محب، بينما زوجته لا يعجبها شئ، وتقابل أي محاولة منه لإسعادها بجفاء غير مبرر. ولكن مثل أحمد مجدي يبذل أحمد صفوت جهداً كبيراً لتغيير جلده كممثل، حوصر كثيراً في دور الشرير، وينجح في بث الروح والجاذبية في الشخصية. ومثل أسماء أبو اليزيد، بل أسوأ بكثير، فإن ولاء الشريف تمثل بلا روح ولا فهم لطبيعة الشخصية، بالإضافة إلى كونها ممثلة محدودة الإمكانيات بشكل مروع. يعتمد "فات الميعاد"، بحكم طبيعته، على عنصر التمثيل بشكل رئيس، وبالفعل يتحدد مستوى المشاهد وتأثيرها بناء على كتابة الشخصيات وحتى أداء الممثلين لها في كل مشهد. وبجانب أحمد مجدي وسلوى محمد علي وأحمد صفوت هناك شخصيات مكتوبة جيداً وحظيت بممثلين جيدين يؤدونها مثل شخصية منعم، شقيق مسعد، التي يؤديها محمد علي رزق بطبيعية وبساطة ملفتة، رزق أدى شخصية الأخ الوغد في مسلسل "ظلم المصطبة" في رمضان الماضي، ورغم التشابهات بين الدورين لكنه استطاع إكساب كل منهما تفاصيل و"لزمات" ولهجة ولغة جسد مختلفين. الأمر نفسه ينطبق على دور زوجة منعم، محاسن، الذي تؤديه فدوى عابد بتلقائية شعبية محببة، بالرغم من أن الكتابة كان يمكن أن تعطيها اهتماماً أكبر نظراً لخصوصية ولا نمطية هذه الشخصية. وبالمقابل هناك شخصيات نمطية عديدة في "فات الميعاد"، بعضها مسطح وأحادي البعد بشكل ملفت، مثل شخصيات أشقاء بسمة، بحكاياتهم الفرعية الباهتة والزائدة والتي يبدو وكأن لا هدف لها سوى تعبئة الـ30 حلقة. مطبات إيقاعية بالرغم من أن "فات الميعاد" نجا من تدافع وعجلة دراما رمضان، لكن من الواضح أنه لم ينل كفايته من المراجعة وإعادة الكتابة. وسأضرب مثلاً بسيطاً على طريقة الكتابة السائدة: يفترض أنه بعد الانتهاء تماماً من كتابة كل الحلقات والاتفاق عليها بشكل مبدئي، يعاد النظر فيها من جديد لتلافي الأخطاء والثغرات وربط الأحداث وتحديد الشخصيات بشكل أفضل وفوق ذلك ضبط الايقاع الكلي للعمل. لا يبدو أن ذلك حدث هنا، ولو حدث، فكيف فات صناع العمل أن يسمحوا بكثير من الحشو في النصف الثاني من العمل، بينما كان لديهم فرصة لكتابة حلقة أولى عن قصة حب وزواج مسعد وبسمة وسعادتهما الأولى، والمقدمات الأولى للمشاكل، ما يمهد لنا بعد ذلك فهم تعلق مسعد المرضي ببسمة، حتى بعد زواجه بامرأة أخرى لا تقل عنها أنوثة، كما يبرر لنا شفقة بسمة عليه ودفاعها عنه، رغم العنف والجرائم والأفعال المدمرة التي يرتكبها طوال الوقت. هذه العلاقة "التوكسيك"، حسب تعبيرات شباب هذه الأيام، كان يمكن أن تحتمل المزيد من التعميق والكثافة، خاصة وأنها محور العمل و"ثيمته" الأساسية، فيما كان يمكن استبعاد أو اختصار الكثير من العلاقات والمشاهد الفائضة في النصف الثاني من السيناريو.. على الأقل تلك المشاهد التقليدية للطرق على الأبواب وسؤال من بالداخل عدة مرات عن هوية الطارق ثم الذهاب لفتح الباب وإلقاء السلام ودخول الضيف ودعوته لشرب الشاي وفي النهاية يدور الحوار حول شئ لا يؤخر ولا يقدم في الدراما، أو قيام الشخصيات بإعادة حكي ما شاهدناه بالفعل في مشاهد سابقة، أو تكرار الشجارات نفسها.. إلى آخر هذا الحشو الذي عاشت عليه دراما الـ30 حلقة لعقود! القلق الطبقي قد يكون المحرك الأول لصنع "فات الميعاد" هو حكاية مسعد وبسمة، ولكنه في الكتابة اقترب من نوعية مسلسلات شجرة العائلة، أو بانوراما العلاقات بين الأفراد والعائلات، التي اشتهرت بها المسلسلات الأميركية في سبعينيات القرن الماضي بأعمال مثل Dallas و Knots Landing وانتقلت إلى الدراما المصرية على يد أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي وغيرهما، وهو نوع يمكن أن يمتد إلى ما لا نهاية، وبعض الأعمال الأجنبية تعد حلقاتها بالمئات. في الحقيقة، مع نهاية "فات الميعاد" وبقاء الكثير من الخيوط مفتوحة، يمكن بمنتهى البساطة عمل جزء ثانٍ وربما ثالث ورابع منه، إذا رغب صناعه في ذلك وكان لديهم ما يقدمونه. حول قصة مسعد وبسمة التي تحتل قلب العمل هناك قصص عائلتيهما، مضافاً إليها عائلة صاحب المطبعة التي تعمل بها بسمة وأخوها، وتتداخل العائلات الثلاثة بوتيرة متسارعة ومفاجئة في النصف الثاني مع زواج بسمة من معتصم وزواج أخوها – السري ثم العلني- من أخت معتصم. وهذا التحول تحديداً يعطي للمسلسل بعداً طبقياً ملحوظاً: نحن أمام ثلاث شرائح من الطبقة الوسطى، أعلاها عائلة معتصم، وأدناها عائلة مسعد، وفي المنتصف عائلة بسمة. مسعد وأخوه منعم لم يكملا تعليمهما، ووالدهما كان صاحب ورشة جلود ميسور الحال، استطاع أن يبني للأسرة منزلاً في حي شعبي. أما عائلة بسمة فمن المتعلمين الأكثر انفتاحا وتحرراً، والدها معلم لغة عربية، وأخوها محاسب وأختها مدربة تربية رياضية والأصغر ابن عصر الكمبيوتر والتطبيقات الحديثة. تسكن أسرة بسمة في شقة مؤجرة، على عكس عائلة مسعد، ورغم أن المستوى الاقتصادي متقارب، لكن عائلة بسمة تعتبر أرقى بحكم التعليم ونمط المعيشة، كما أنهم قادرون على التحرك طبقياً بشكل أسهل من عائلة مسعد التي تصعد عن طريق أعمال مشكوك في صحتها قانونياً وأخلاقياً. أسرة معتصم أكثر ثراءً واستقامة أخلاقية (على الأقل معتصم وأبوه) وهم يملكون مطبعة كبيرة (مهنة تجمع بين الثقافة والبيزنس)، ولكنهم لا يعدمون وجود صراعات داخلية على الميراث، بسبب الأخت الطماعة وزوجها الخائن للأمانة، بالمناسبة يؤدي عماد إسماعيل هذه الشخصية الوضيعة ببراعة وحضور، على عكس شخصيتي الأختين، ما يبين مرة أخرى أن صناع العمل يهتمون بشخصيات الرجال أكثر من النساء، سواء في الكتابة أو توظيف الممثلين! خلف هذه العلاقات المتشابكة بين العائلات الثلاث يسري قلق طبقي مخيف، يهدد كل العلاقات، وبقليل من التدقيق يتبين أنه المحرك الرئيس لمعظم الصراعات وسلوك الشخصيات وفشل العلاقات بينهم. في الحقيقة يبدأ المسلسل حرفياً بمحاولات بسمة لجمع المال اللازم للإنتقال إلى شقة مستقلة بعيداً عن هيمنة وتدخلات حماتها، بينما مسعد الذي يشعر بالنقص المزمن، والضعف تجاه أمه، يخرب هذه المحاولة بقصد ودون قصد. وينتهي المسلسل، حرفياً أيضاً، باستقرار بسمة في بيتها وطبقتها الجديدة، وبعطف بسمة ومعتصم على مسعد من خلال مساعدته على تأسيس مشروعه الخاص. هذا التسكين المؤقت للقلق الطبقي لا يبدو أنه قابل للاستمرار طويلاً.. ذلك أن هاجس الفقر والرغبة في الصعود وتصادم المصالح والطبائع لم تزل مخيمة على المشهد الختامي، مهددة بالانفجار من جديد. ورغم أن المسلسل بدأ من قصة حب يفشل في منتصف الطريق، فإن كل قصص الحب والزواج الأخرى في المسلسل تبدو محكومة بالاعدام أو التمزق تدريجياً بنفس الدرجة.. حتى أنه يكاد لا يوجد مشهد حب صادق واحد على مدار الحلقات الثلاثين! * ناقد فني

«الفوضى في الشِّعر العباسي» بوصفها «نظاماً آخر»
«الفوضى في الشِّعر العباسي» بوصفها «نظاماً آخر»

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

«الفوضى في الشِّعر العباسي» بوصفها «نظاماً آخر»

لا تقرأ الباحثة الأردنيّة الدكتورة نهال عبد الله غرايبة، عبر كتابها الجديد «نظرية الفوضى في الشعر العباسي من التمرد إلى الجمال - مقاربة نصية في شعر أبي نواس وأبي تمام والمتنبي»، الفوضى بوصفها اضطراباً أو تشويشاً، بل بوصفها نظاماً آخر، متخفّياً في قلب اللامتوقَّع، نابضاً في عمق القصيدة، حيث تسكن اللغة في حدود الانفجار، ويتقاطع الإبداع مع العلم، ويولَد الجمال من رحم التنافر. الكتاب، الصادر حديثاً عن «الآن ناشرون وموزعون»، الأردن (2025)، هو بمثابة رحلة تأمُّل في صميم الشعر العربي حين يخلخل نسقه، ويعيد ترتيب عناصره بوعيٍ وجوديٍّ وثقافيٍّ جديد. وقد جاء بناء الكتاب موزعاً على مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة. وقد خُصص التمهيد لتقديم تصور شامل لمفهوم الفوضى، من حيث نشأتها وتطورها، مع إبراز علاقتها بالعلوم الطبيعية والإنسانية، وبيان امتداد تأثيرها إلى الحقول الأدبية والفكرية. وفي تقديمها للكتاب تُبيِّن الدكتورة غرايبة أن الدراسات النقدية المعاصرة «شهدت في العقود الأخيرة تحوّلاً لافتاً نحو توسيع أفق القراءة الأدبية، وذلك عبر توظيف مناهج مستمدة من العلوم الطبيعية والرياضية والفلسفية، وفي هذا الإطار يأتي هذا الكتاب ليسهم في إثراء الحقل النقدي بدراسة تتجاوز الأطر التقليدية في تحليل الشعر العربي القديم، من خلال مقاربة تقوم على توظيف «نظرية الفوضى» بوصفها إحدى النظريات العلمية التي لاقت حضوراً لافتاً في الحقول الإنسانية والفكرية، لا سيما الأدب والنقد. وهي تعد أحد أهم إنجازات ما بعد الحداثة في انتقال المنهج من التفسير الخطِّي إلى استكشاف الديناميات اللاخطِّية التي تحكم الظواهر اللغوية والجمالية والفكرية. وقد اختير كلٌّ من أبي نواس وأبي تمام والمتنبي بوصفهم ثلاثة من أبرز شعراء العصر العباسي الذين تجاوزوا بنى القصيدة التقليدية، ولكونهم يمثلون نماذج شعرية متميزة في الخروج على استراتيجيات الشكل والمضمون للقصيدة العربية، كلٌّ بطريقته، وكلٌّ بفوضاه الخاصة، التي لا تُعد خللاً بل نظاماً جديداً يولد من قلب التمرد والانزياح، ويشكّل بؤراً جمالية تحمل خصائص النص الحداثي». أما الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب، فقد خُصصت لدراسة استراتيجيات الفوضى في شعر كل من أبي نواس وأبي تمام والمتنبي، على الترتيب، مع التركيز على تفكيك البنى الشعرية والموضوعاتية في نصوصهم، وتحليل تحوّلات المعنى والصورة والأسلوب، بما يكشف عن مظاهر الانزياح والتشظي التي تعكس حضور الفوضى في بنية القصيدة. في حين تناول الفصل الرابع «بلاغة التشويش» بوصفها مظهراً مركزياً من مظاهر الفوضى الفنية، حيث تم الوقوف على أبعادها المعجمية والدلالية والجمالية. أما الخاتمة، فقد تضمنت عرضاً لأبرز النتائج التي خلصت إليها الدراسة، وجاء فيها: «في هذا الكتاب، سعيت إلى تقديم مقاربة شاملة لنظرية الفوضى، من خلال تتبع جذورها الفكرية والعلمية في مختلف مصادرها، واستكشاف تجلياتها في الشعر العربي العباسي، عبر تحليل استراتيجياتها الجمالية والفكرية في نماذج مختارة من شعر ثلاثة من أعلامه: أبي نواس، وأبي تمام، والمتنبي، وقد تبيّن من خلال هذه الدراسة أن كلّ شاعر من هؤلاء أسّس لنظام شعري خاص به، خرج فيه على بنى القصيدة التقليدية، وابتكر فضاءً فوضوياً منضبطاً، أعاد من خلاله تشكيل المعنى، وبناء الذائقة، وصياغة الوعي الجمالي». وكشفت الدراسة عن أن فوضى أبي نواس لم تكن مجرد تمرد أسلوبي، بل كانت خطاباً فكرياً حادّاً، واجه به المؤسسات الدينية والسياسية والاجتماعية، عبر تقويض قيمها وتفكيك بنيتها من الداخل، فصوته الشعري جاء معارضاً، ثائراً، يعيد رسم حدود المسموح والممنوع. أما أبو تمام، فقد تجلّت فوضاه في إحداث قطيعة مع البلاغة القديمة، ليبني جماليات جديدة تُعلي من شأن التعقيد والغموض، وتفتح باب الشعر على احتمالات التأويل والتعدد والانزياح، مؤسساً لعقد جمالي جديد. أما المتنبي، فقد مارس فوضاه ضمن بنية المدح التقليدية، غير أنه أعاد توجيهها لتكون أداة لتمجيد الذات، فأزاح الممدوح إلى الهامش، ورفع الشاعر إلى مركز النص، مشكّلاً بذلك بنية شعرية جديدة تنطلق من تفوق الذات الشاعرة وتأسيسها لمؤسسة شعرية مغايرة. وقد خلصت الدراسة أيضاً إلى أن بعض التقنيات الشعرية -كالانزياح الدلالي، والمفارقة، وثنائية المحو والكتابة- لعبت دوراً جوهرياً في بناء «بلاغة التشويش»، بوصفها وسائل فنية تهدف إلى كسر أفق توقع المتلقي، وتحفيزه على التفكير، وتأويل النصوص في ضوء احتمالات غير مألوفة، مما يعزز البعد الفوضوي بوصفه عنصراً جمالياً فاعلاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store