
عدوان 'خراب الهيكل' في ظل حرب الإبادة
كل عدوان على المسجد_الأقصى هو عمل حربي على جبهة مركزية، وكل تقدم في تهويده وشطب وتغييب هويته الإسلامية هو اقتراب من تحقيق أهداف #حرب_الإبادة والتصفية. ليست هذه رؤية مجموعة معزولة من النشطاء، بل هي جزء مركزي من #الرؤية_الصهيونية الشاملة التي تخوض الحرب الحالية باعتبارها حرب حسم وتصفية.
أصحاب هذه الرؤية يريدون فرض #الكيان_الصهيوني كحقيقة مطلقة غير قابلة للمعارضة، مع تصفية وإنهاء كل أفقٍ لمعارضته أو مقاومته، وهم يظهرون برموزهم وهويتهم ورؤيتهم الواضحة على كافة الجبهات من غزة إلى الضفة الغربية فلبنان ثم سوريا واليمن وصولاً إلى إيران. فنرى رايات الهيكل على الدبابات، وشاراته على أزياء الجنود والضباط، ونرى رسوما للهيكل نفسه على مباني غزة قبل هدمها، إلى جانب الصلوات الجماعية من أجل جيش الاحتلال في الأقصى.
في واقع الأمر كان المسجد الأقصى عنوان مرحلة التصفية لسنوات سبقت الحرب، فمنه انطلقت هبات متتالية في مواجهة موجة متعاظمة لتصفية هويته، بمحاولة فرض البوابات عليه في 2017 ثم محاولة قضم جزء منه مباشرة متمثلة بباب الرحمة في 2019 ثم المحاولات المتتالية لفرض الاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية والقومية الصهيونية على ثراه في أقدس الأيام في عيد الأضحى والعشر الأخيرة من رمضان، وهو ما أسهم في التمهيد لمعركة سيف القدس في 2021، وصولاً إلى معركة الاعتكاف، التي خاضها المرابطون لوقف محاولة التحكم التام بالشعائر الإسلامية في الأقصى قبل الطوفان بستة أشهر، حتى وصلنا إلى الطوفان نفسه.
لم تكن صفقة القرن في 2020 أول إعلان للتصفية، بل كانت محاولة لتتويجها وفرضها بالمال والسياسة، ولما جاء الطوفان ليرفض التصفية ويحاول قلب مسارها أصبح فرضها هو الهدف المباشر للحرب، وبهذا بات الحسم في الأقصى صنوَ الإبادة في غزة، والخط المستمر الماضي بالتوازي معها.
منذ 2003 فُتح باب الاقتحام الفردي في الأقصى، وعلى مدى 22 عاماً حتى الآن مضت مسيرة تهويد كان عنوانها الإحلال الديني: تأسيس الهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى وعلى كامل مساحته، وجرى تطبيقها بمنهجية تدريجية عمادها كسر الحصرية الإسلامية عن الأقصى وتحويل هويته من هوية إسلامية خالصة إلى هوية مشتركة ما بين اليهود والمسلمين تمهيداً لنفي الهوية الإسلامية عنه. وقد تقلّب فرض هذا التغيير في هويته بين ثلاث مسارات: التقسيم الزماني ثم المكاني، ثم التأسيس المعنوي للهيكل بفرض كامل الطقوس التوراتية.
على مدى 22 عاماً تطور التقسيم الزماني من مجرد السماح باقتحام المستوطنين فرادى إلى تخصيص 6 ساعات يومياً لهم، والسماح بدخول ما يصل إلى 1,200 مقتحم للأقصى في اللحظة الواحدة بحلول عام 2025، مع طبقات من العزل والتقييد لدخول الأقصى تمسي محكمة وشاملة في أيام الأعياد التوراتية والقومية الصهيونية.
أما في التقسيم المكاني فقد وضعت ثلاث نقاط تحت مجهر القضم: الساحة الجنوبية الغربية قرب باب المغاربة، والساحة الشرقية حتى مصلى باب الرحمة، وباب الأسباط شمالاً، وكلها ما تزال تحت مجهر القضم والتهويد التدريجي مع اقتناص الفرص حيث تلوح.
أما فرض الطقوس التوراتية فبدأ بالتمتمة بالصلوات في 2016 ووصل إلى السجود الملحمي الجماعي في 2022 ورعاية شرطة الاحتلال للطقوس التوراتية ومشاركة أعضائها فيها بقرار حكومي في 2024، مع تكثيف محاولات إدخال القربان في 2025 باعتباره ذروة تلك الطقوس.
واليوم بعد أن بات المسجد الأقصى جبهة مركزية للحرب موازية للإبادة في غزة، وبعد تطور مسار تغيير هويته إلى حد فرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في الأقصى فقد أصبحت منظمات الهيكل ونشطاء الصهيونية الدينية يتطلعون إلى السقف التالي؛ إلى تجسيد هذه الهوية بوجودٍ دائم… لم يعد الأقصى يقف على أعتاب التهويد فحسب، بل بات ينتقل بين مراحله بكل أسف.
وأمام المنهجية التي ترى في الأعياد التوراتية مناسبات لتصعيد هذا العدوان والانتقال بين سقوفه، وأمام المكانة المركزية للأعياد القادمة باعتبارها الأطول وباعتبارها الأخيرة قبل انقطاع طويل للأعياد، فالمتوقع اليوم أن ترفع منظمات الهيكل سقوف الاعتداءات وفرض الوقائع الجديدة بدءاً من 'ذكرى خراب الهيكل' التي توافق يوم الأحد القادم 3-8 وصولاً إلى موسم الأعياد الأطول والأعتى والأكثر قسوة على الأقصى ما بين 23-9 وحتى 14-10-2025، وهو موسم العدوان الذي انطلق الطوفان في ختامه وكان رداً مباشراً عليه في 2023.
أما 'ذكرى خراب الهيكل' التي تقترب الآن فهي بمثابة يوم الأحزان الأسطوري في العقل التوراتي، ففيه هدم الهيكل الأول وفي اليوم ذاته جاء هدم الهيكل الثاني بعد نحو خمسة قرون وفق الأسطورة التوراتية، ويمضي التأريخ اليهودي المعاصر على النهج ذاته ليقول إن اليهود طردوا من إنجلترا في اليوم ذاته من عام 1290 ثم طردوا من الأندلس في اليوم ذاته من عام 1462، بل إن بن جوريون بعد قيام الكيان الصهيوني حاول نقل يوم إحياء ذكرى المحرقة (الهولوكوست) إلى هذا اليوم، لكنه جوبه بمعارضة لم تسمح له بذلك.
في هذا اليوم ذاته تزعم التفاسير التلمودية إن 'المسيح المخلص' سيولد، مُـمهِّـدةً لتحوله من يوم خالص للأحزان إلى يوم للأمل؛ وهي الفكرة التي تتبناها وتبني عليها جماعات الهيكل في عصرنا الحالي إذ تعتبر هذا اليوم مناسبة لتجديد العهد بتأسيس الهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى، وذلك عبر أكبر اقتحام عددي للأقصى في كل عام، حيث سجلت في عام 2022 رقماً قياسياً قوامه 2,200 مقتحم ثم كررته عام 2023 لتسجل في 2024 رقماً قارب 3,000 مقتحم، وهي اليوم تحشد لتتجاوز هذا السقف.
المسألة طبعاً ليست مسألة أرقام فقط، فهذا الحشد العددي مهمته استعراض ما وصل إليه الصهاينة من هيمنة على الأقصى ومن تغيير لهويته برفع الأعلام والغناء والرقص الجماعي، وبممارسة الطقوس وأبرزها الانبطاح أو 'السجود الملحمي' الجماعي، علاوة على استعراض ملابس الكهنة والأدوات التوراتية في الأقصى، والتمهيد للسقوف التالية بتدشين الحديث عنها…
ويبقى السؤال المفتوح…هل سنخوض بدورنا معركة الأقصى باعتبارها جبهة من جبهات حرب الإبادة… أم سيُترك المقتحمون فيها لفرض الحقائق والمضي نحو سقوفهم التالية ونحن نتفرج و'نوثّق' في أحسن الأحوال؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
مسؤول أممي: إسرائيل تدير آلة تجويع ممنهجة في غزة والعالم لا يملك عذرا للصمت
#سواليف حذر #مايكل_فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحق الغذاء من أن #إسرائيل تدير #حملة #تجويع ممنهجة في #غزة، مؤكدا أن حكومات العالم لا يمكنها الادعاء بأنها فوجئت بالمأساة الحالية. وقال فخري في حديث لصحيفة 'الغارديان' إن 'إسرائيل تبني آلة تجويع هي الأكثر كفاءة، وهذا تجويع متعمد يمثل #إبادة_جماعية وجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب'، موضحا أن الحصار الذي فرضه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت في أكتوبر 2023 أدى إلى أن يصبح سكان غزة يمثلون 80% من حالات الجوع الكارثي في العالم بحلول نهاية العام نفسه. واتهم فخري إسرائيل باستخدام المساعدات كسلاح عبر مؤسسة 'غزة الإنسانية' المدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قلصت مراكز توزيع الغذاء من 400 إلى 4 فقط، ما أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. ودعا فخري المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات ووقف الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، مطالبا الجمعية العامة للأمم المتحدة بإرسال قوات حفظ سلام لمرافقة قوافل الإغاثة. وقال: 'السياسيون والشركات بلا أعذار، والملايين في العالم يدركون حجم التواطؤ مع جريمة التجويع هذه'. وأظهرت بيانات دولية أن أكثر من 20 ألف طفل أدخلوا المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد بين أبريل ويوليو 2024، فيما أكدت وكالة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن 'أسوأ سيناريوهات المجاعة تتحقق' في غزة. واعترفت محكمة العدل الدولية بخطر الإبادة الجماعية، وأمرت إسرائيل بضمان وصول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، استمرت سياسات منع الغذاء وتدمير الإنتاج الزراعي، ما دفع خبراء أمميين لإعلان حالة المجاعة في يوليو 2024.


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
ماذا سيحدث لو انهار الدولار؟
#سواليف ظلّ #الدولار لعقود حجر الزاوية في #النظام_المالي_العالمي، مدعوما بقوة #الاقتصاد_الأميركي، واستقرار مؤسساته، وريادته التكنولوجية والعسكرية، لكن هذا التفوق لم يعد مضمونا؛ فالتوترات الجيوسياسية تتصاعد، والدين العام يتفاقم، والثقة بالمؤسسات الأميركية تتآكل، ومع استمرار هذه الضغوط البنيوية من دون إصلاح، لم يعد سيناريو فقدان الدولار لمكانته ثم انهياره مجرد احتمال بعيد، بل هو مسار يتعزز يوما بعد يوم. يستعرض هذا المقال عناصر القوة التي صنعت #هيمنة_الدولار، ويتوقف عند أبرز التهديدات التي تُضعفها، ثم يطرح السؤال الكبير: ماذا لو تغيّر كل شيء؟ فالتاريخ يعلّمنا أن الانهيارات لا تحدث فجأة، بل تبدأ تدريجيا ثم تنفجر دفعة واحدة، حين لا يعود هناك وقت للإنقاذ. ما الذي يجعل أميركا قوة عظمى؟ أو ما الأساس الذي يستند إليه الدولار؟ لا يستمد الدولار الأميركي قوته من خصائص نقدية بحتة، بل من المنظومة الكاملة التي تمثّلها الولايات المتحدة الأميركية. فهذه العملة الخضراء هي انعكاس مباشر لمجموعة من ركائز القوة التي جعلت من أميركا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لاعبا مركزيا في النظام العالمي. وفيما يلي أبرز هذه الركائز: 1- #القوة_الاقتصادية تمتلك الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم بإجمالي ناتج محلي يتجاوز 30.5 تريليون دولار، أي أكثر من ربع الناتج العالمي. يُقدّر الإنفاق الاستهلاكي بنحو 16.35 تريليون دولار (67% من الناتج). وتضم سوق أسهم بقيمة 49 تريليون دولار (43% عالميا)، وسوق سندات بحجم 55 تريليون، منها 29 تريليون سندات خزان، وتحتضن أكثر من نصف أكبر 500 شركة عالمية، وتتجاوز قيمة تجارتها الخارجية 7 تريليونات دولار سنويا. 2- القوة العسكرية والجيوسياسية تشكل القوة العسكرية الأميركية ركيزة لحماية النظام العالمي. ففي 2025، بلغت ميزانية الدفاع الأميركية 962 مليار دولار (37% من الإنفاق العسكري العالمي)، وهي الأعلى عالميا، وتنتشر عبر أكثر من 750 قاعدة في 80 دولة. ويخدم خارج البلاد أكثر من 170 ألف جندي، وتؤمّن هذه القوة 90% من طرق التجارة، وتمر 80% من الإمدادات الحيوية عبر مناطق نفوذها. قدّرت جامعة براون الأميركية أن حروب ما بعد 2001 كلّفت الولايات المتحدة أكثر من 8 تريليونات دولار. 3- الاستقرار السياسي والمؤسسي تتمتع الولايات المتحدة بمنظومة دستورية راسخة تقوم على فصل السلطات، وتداول منتظم للسلطة، واحترام سيادة القانون، ورغم الانقسامات الحزبية، لا تزال مؤسساتها فاعلة ومستقرة، بقضاء مستقل وإعلام حر، وهذا الاستقرار المؤسسي يُعد من أبرز مصادر الثقة العالمية، وأسهم في ترسيخ مكانة الدولار كعملة دولية موثوقة. فالدول لا تحتفظ بالدولار لقوة الاقتصاد فحسب، بل لارتباطه بنظام قانوني وسياسي يُعد من بين الأكثر استقرارا وموثوقية عالميا. 4- الابتكار و #التكنولوجيا الريادة التكنولوجية الأميركية ليست مصادفة، بل ثمرة استثمارات سنوية تفوق 800 مليار دولار في البحث والتطوير، ومن وادي السيليكون خرجت ابتكارات كبرى كالذكاء الاصطناعي والإنترنت والاقتصاد الرقمي. تحتضن أميركا أكبر شركات التكنولوجيا عالميا، وتتصدّر تسجيل براءات الاختراع، ما يُرسّخ موقع الدولار كعملة الابتكار ومحور الاقتصاد. 5- الهيمنة على النظام العالمي تمتلك الولايات المتحدة النفوذ الأوسع في المؤسسات الدولية: فهي تسيطر على 16.5% من أصوات صندوق النقد الدولي وتُعد أكبر ممول للبنك الدولي وتشغل مقعدا دائما في مجلس الأمن وتهيمن أيضا على نظام التحويلات المالية العالمية، وشركات التصنيف الائتماني. ولها تأثير مباشر وغير مباشر في منتدى بازل، ومنظمة التجارة العالمية، ما يجعل سياساتها مرجعية في تشكيل القواعد والمعايير الدولية. تجاوز الدين الفدرالي الأميركي 37 تريليون دولار في 2025 (شترستوك) 6- التركيبة السكانية تمتلك الولايات المتحدة واحدة من أكثر التركيبات السكانية تنوعا، إذ يشكّل المهاجرون نحو 14% من السكان (أكثر من 47 مليونا)، وهي من أعلى النسب بين الدول المتقدمة، ونحو 45% من كبرى 500 شركة أميركية أسّسها مهاجرون أو أبناؤهم، كما أن 52% من السكان دون الـ40، ما يمنحها مرونة ديمغرافية تعزز التجدد الاقتصادي والتفوق التكنولوجي. 7- القوة الناعمة والثقافية تمتلك الولايات المتحدة أدوات تأثير ثقافي استثنائية؛ فهي تضم 8 من أفضل 10 جامعات عالميا، وتستقطب سنويا أكثر من 1.1 مليون طالب دولي، وتُنتج هوليود أكثر من 700 فيلم سنويا، وتُقدّر صناعتها بنحو 100 مليار دولار، وهذا النفوذ التعليمي والثقافي يعزّز المكانة الأميركية عالميا ويدعم نفوذها الاقتصادي والسياسي بشكل غير مباشر. لكن هذه الركائز، رغم صلابتها الظاهرة، بدأت تتآكل تدريجيا ماليا ومؤسسيا وجيوسياسيا ما يفتح الباب لأسئلة جوهرية عن مستقبل الهيمنة الأميركية واستمراريتها. كيف أصبح الدولار قلب النظام المالي العالمي؟ لم يصعد الدولار إلى موقعه الحالي بمحض الصدفة أو فقط لقوة الاقتصاد الأميركي، بل نتيجة مسار تاريخي منظم، بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وزاد قوة مع الوقت بتحالفات ومؤسسات وسياسات وضعت الدولار في قلب النظام المالي العالمي. 1- بريتون وودز 1944 في عام 1944، أقرّ مؤتمر بريتون وودز، بمشاركة 44 دولة، اعتماد الدولار الأميركي كعملة مرجعية للنظام المالي العالمي، على أن يُربط بالذهب بسعر 35 دولارا للأونصة، وتربط باقي العملات بالدولار. وتحوّل الدولار بذلك إلى عملة عالمية مدعومة بالذهب، لكن عام 1971، أنهت واشنطن هذا النظام بعد قرار الرئيس نيكسون بفك الارتباط بين الدولار والذهب، ليصبح الدولار غير مغطى بأي أصل مادي، ويستمد قيمته من الثقة في الاقتصاد الأميركي وحده. 2- البترودولار: 1974 في 1974، أبرمت الولايات المتحدة اتفاقا مع السعودية يقضي بتسعير النفط بالدولار. واليوم، يُسعّر أكثر من 80% من صادرات النفط عالميا بالدولار، ما يجعل امتلاكه ضرورة لأي دولة تستورد الطاقة، ويُنتج العالم نحو 100 مليون برميل يوميا، تُباع معظمها بالعملة الأميركية، ما يخلق طلبا دوليا دائما لا يرتبط بحجم الاقتصاد الأميركي، ويحوّل الدولار إلى العملة المحورية لسوق الطاقة العالمية. إعلان 3- هيمنة في #التجارة_العالمية بعد ترسيخ نظام البترودولار، تمددت هيمنة الدولار ليُستخدم في تسعير أكثر من 85% من التجارة العالمية، بما فيها النفط، والذهب، والقمح، والنحاس، وصارت نحو 90% من العقود الآجلة للسلع مقوّمة به، و60% من فواتير الاستيراد تُسجَّل بالدولار، حتى بين دول لا تتعامل مع أميركا. كما يُستخدم في 95% من معاملات الصرف الأجنبي، و75% من واردات أفريقيا وأميركا اللاتينية. 4- عملة احتياط وديون دولية يمثّل الدولار 58.4% من احتياطيات البنوك المركزية عالميا (2025). أكثر من 65%من السندات والديون الدولية مقوّمة به، حتى في دول لا تربطها علاقات سياسية بواشنطن. كما يُستخدم في نحو 80% من تمويل التجارة، ويظل طرفا في 88% من معاملات الصرف. ونمت أصول صناديق كالرهن والتقاعد والأسهم الخاصة من 28 إلى 63 تريليون دولار بين 2009 و2022، تحت مظلته. تهديدات تواجه أميركا والدولار رغم احتفاظ الدولار بمكانته كأول عملة احتياط في العالم، تواجه الولايات المتحدة سلسلة تهديدات بنيوية تضرب اقتصادها في العمق، وتتفاوت في حدّتها، لكنها قائمة فعليا. ومع استمرارها دون إصلاح جذري، فإن أثرها على الثقة بالدولار ومكانته في النظام المالي العالمي سيغدو مسألة وقت. 1- ديون ضخمة تُهدد الاستقرار المالي تجاوز الدين الفدرالي الأميركي 37 تريليون دولار في 2025، أي ما يعادل 120% من الناتج المحلي، مع توقّع بلوغه 50 تريليون خلال 10 سنوات. بلغت كلفة خدمة الدين أكثر من 1.1 تريليون دولار سنويا، أي أعلى من الإنفاق الدفاعي، وتمثّل اليوم أكثر من 15% من إيرادات الدولة. هذا المسار يُضعف الاستقرار المالي ويهدد صورة الدولار كأصل آمن. 2- عجز دائم يضغط على الاقتصاد والدولار تسجّل الولايات المتحدة عجزا تجاريا يتجاوز 900 مليار دولار، وعجزا ماليا بلغ 1.7 تريليون دولار في 2024، وهذا الاختلال المزمن يفاقم الحاجة للتمويل الخارجي، ما يعرّض الاقتصاد لضغوط متراكمة، ويهدد مكانة الدولار عالميا. 3- تضخم مرتفع يضعف الإنفاق والثقة رغم تراجع التضخم من 9% في 2022 إلى 3.2% في منتصف 2025، فإن أسعار الغذاء والإيجارات لا تزال مرتفعة، وارتفعت كلفة المعيشة 17% خلال 3 سنوات، ما يضغط على الإنفاق ويُضعف ثقة الداخل والخارج بفعالية السياسات النقدية. 4- ضعف الثقة في مؤسسات الحكم الأميركية الخلافات الحزبية حول سقف الدين، والتشكيك في الانتخابات، وخفض التصنيف السيادي، وزعزعة الثقة في المؤسسات جميعها تقوّض صورة الولايات المتحدة كمصدر للاستقرار القانوني والمالي، ما يضعف الأساس الذي تقوم عليه الثقة بالدولار. 5- تراجع مكانة الدولار في العالم تراجعت حصة الدولار من احتياطيات البنوك المركزية من 71% عام 2000 إلى 58.4% في 2025، وحصته في نظم التسويات المالية إلى 42%، وثلث الاحتياطيات الجديدة تتجه نحو عملات بديلة، ما يُنذر بانحسار عالمي لدور الدولار. 6- تحوّل الدولار إلى أداة ضغط سياسي تحوّله إلى أداة عقوبات دفع دولا لتقليص الاعتماد عليه وبناء شبكات بديلة، وهذا الاتجاه يُقوّض حيادية الدولار ويهدد استقراره طويل الأمد. 7- صعود العملات الرقمية كبدائل محتملة يشهد العالم توسعا في العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، إضافة إلى الأصول المشفّرة. هذه البدائل تضعف هيمنة الدولار، خصوصا في التجارة العابرة للحدود. United States of America flag with handcuffs and a bundle of dollars. The concept of illegal banking operations in US currency تحوّل الدولار إلى أداة عقوبات دفع دولا لتقليص الاعتماد عليه وبناء شبكات بديلة (شترستوك) 8- هروب الاستثمارات وتفكك النظام المالي في الربع الثاني من 2025، شهدت السندات الأميركية أطول موجة نزوح منذ الجائحة. بالتزامن، ظهرت تكتلات نقدية جديدة، في حين فقد الدولار 99% من قيمته أمام الذهب منذ 1972، ما يُضعف صورته كمخزن للقيمة. 9- الانعزالية الأميركية تقوّض العولمة سياسات الحماية والانكفاء التجاري تُقوّض النظام الليبرالي الذي دعم الدولار لعقود، حتى بين الحلفاء، وتُسرّع من الانفصال المالي عن منظومة واشنطن. 10- الإنفاق العسكري يستنزف الموارد الاقتصادية الإنفاق الأميركي على الحروب غير المباشرة يكلف مئات المليارات سنويا، ويستهلك موارد تحتاجها الدولة لدعم اقتصادها. هذا الاستنزاف يُضعف قدرة الولايات المتحدة على حماية نظام يخدم عملتها. هذه التهديدات لا تزال قائمة، بل إن وتيرتها تتسارع مقارنة بالماضي، وهذا يرفع احتمالات تآكل مكانة الدولار بشكل أكبر. ماذا لو فقد الدولار مكانته العالمية؟ مع تنامي الضغوط المالية والجيوسياسية التي تحيط بالاقتصاد الأميركي، لم يعد مستبعدا طرح السؤال الجوهري: ماذا لو تراجعت مكانة الدولار عالميا، وتخلّى عن دوره كعملة مرجعية في التجارة الدولية والديون والاحتياطيات؟ ما الذي يعنيه تراجع مكانة الدولار أو انهياره؟ وهل يمكن أن يتحوّل إلى انهيار؟ تراجع الدولار لا يُقاس فقط بانخفاض قيمته السوقية، بل بفقدانه التدريجي لموقعه المحوري في النظام المالي العالمي، سواء كعملة احتياط أو كوسيط للتسعير والتبادل. وهذا المسار لا يحدث فجأة، بل يتشكّل بفعل التهديدات البنيوية المتراكمة التي تناولناها سابقا. ومع غياب الإصلاحات الداخلية، واستمرار الولايات المتحدة في تبنّي سياساتها الحالية، يصبح التآكل أكثر تسارعا، ويقترب الدولار من فقدان ميزته التفضيلية تدريجيا لا عبر انهيار مفاجئ، بل كنهاية طبيعية لمسار طويل من التراجع غير المعالج. American, European and Chinese banknotes background. Dollars, Euro and Yuan currencies %65 من الديون العالمية مقوّمة بالدولار، وأي تراجع حاد في قيمته يُعقّد آليات السداد ويُولّد ضغوطا تمويلية على مستوى العالم (شترستوك) التأثيرات المحتملة: 1- اضطراب التجارة العالمية في حال فقد الدولار موقعه كمرجعية عالمية بشكل مفاجئ، ستجد التجارة الدولية نفسها في فراغ تنظيمي يُربك التسعير، ويُعطّل الإمدادات، ويرفع التكاليف بشكل حاد، ما يُهدد بحدوث اضطراب واسع في سلاسل التوريد العالمية. 2- اهتزاز الاستقرار المالي العالمي معظم البنوك والمؤسسات الكبرى تحتفظ بجزء كبير من أصولها بالدولار، بالتالي فإن تراجعه الحاد قد يزعزع ميزانياتها، ويؤثر على السيولة والإقراض، ويغذي تقلبات مالية واسعة. 3- موجة تضخم عالمي كونه عملة تسعير رئيسية للغذاء والطاقة، فإن انهياره يدفع أسعار هذه السلع إلى الارتفاع عالميا، ما يُفاقم أزمات التضخم في الدول المستورِدة. 4- تآكل الاحتياطيات الوطنية إذا انهارت قيمة الدولار أو تراجعت بشكل حاد، ستتقلص القيمة الفعلية لاحتياطيات الدول (حوالي 6.6 تريليونات دولار)، ما يحدّ من قدرتها على استيراد السلع وسداد التزاماتها الخارجية. 5- ضغط على الشركات والأسواق تحتفظ الشركات متعددة الجنسيات بسيولة وأصول ضخمة مقوّمة بالدولار، وأي تراجع حاد في قيمته يضر بميزانياتها، ويرفع كلفة التمويل، ويقلّل من جاذبية الأسواق الأميركية للاستثمار. 6- تقويض المدخرات الفردية الأفراد الذين يحتفظون بمدخرات دولارية سيفقدون جزءا من قيمتها الحقيقية، ما يؤدي إلى تآكل الثروة وانخفاض الثقة في الاستقرار النقدي. 7- أزمة في سوق الديون نحو 65% من الديون العالمية مقوّمة بالدولار، وأي تراجع حاد في قيمته يُعقّد آليات السداد ويُولّد ضغوطا تمويلية على مستوى العالم. 8- تداعيات اجتماعية واقتصادية ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة يُفاقم أزمات الفقر في الدول النامية، ويهدد الأمن الغذائي والصحي لمئات الملايين حول العالم. 9- تراجع الهيمنة الأميركية فقدان مكانة الدولار يُضعف نفوذ واشنطن المالي والعسكري، ويُسرّع الانتقال نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب. 10- فوضى في أسواق المال والتسعير تراجع الدولار الحاد قد يُحدث فوضى مؤقتة في تسعير الأصول وتدفقات الأموال، ويدفع نحو تسريع اعتماد بدائل كاليورو واليوان والذهب والعملات الرقمية. وهنا السؤال الأهم: هل الولايات المتحدة مستعدة لتحمّل كلفة فقدان الدولار لمكانته؟ وهل العالم مهيأ للتعامل مع ما قد يترتب على ذلك من اضطرابات؟ وماذا لو جاء هذا التحوّل أسرع مما نتوقّع؟


هلا اخبار
منذ 6 ساعات
- هلا اخبار
'الملكية لشؤون القدس': اقتحام الأقصى الأجندة الأكثر تطرفا في سياسة بن غفير
هلا أخبار – قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن اقتحام الأقصى المبارك وبشكل يومي يعتبر الأجندة الأكثر تطرفا في سياسة بن غفير وحكومة اليمين الإسرائيلية بزعامة نتنياهو. وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن ما يجري من عدوان وحشي على غزة وما تلقاه إسرائيل للأسف من دعم بعض القوى العالمية، جميعها تشكل مناخا تستغله في اقتحام الأقصى المبارك، لتنفيذ المخطط الصهيوني التلمودي المزيف والمتمثل بالسعي لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. وزاد 'وسط ذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم، تتواصل مخططات الإبادة والتخريب الصهيوني في غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، ويتصدر قيادة حراك التخريب والتدمير وزراء حكومة اليمين الإسرائيلي ويترأس هذه المهمة الخبيثة ما يسمى بوزير الأمن القومي بن غفير'. وأكد أن تصريحات الكراهية والعنف التي يطلقها بن غفير باستمرار، تعكس تركيبة منظومة ما يسمى بالأمن القومي الإسرائيلي، وتؤكد للعالم أنها قائمة على القتل وتدمير المقدسات الإسلامية والمسيحية، فمن قيادته لآلاف المستوطنين المقتحمين للأقصى المبارك أمس وأداء الصلوات الكهنوتية والرقص الاستفزازي فيه، وحتى تصريحه على منصة إكس اليوم والموجه لرئيس الأركان الإسرائيلي والمتضمن' إذا قررنا احتلال غزة سيكون على رئيس الأركان التنفيذ'، فإننا والعالم أصبحنا أمام نموذج خطير لسياسي متطرف يستهتر بالأمن العالمي، ويهيمن على القرار السياسي في إسرائيل، بشكل يدفع بالمنطقة لحرب دينية شاملة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. وقال إن الرد الإسرائيلي على بيان مؤتمر نيويورك الأممي المنعقد أخيرا، وعلى الاعتراف الدولي المتصاعد بالدولة الفلسطينية، لم يقتصر على مقاطعة إسرائيل للمؤتمر وضربها عرض الحائط ببيانه الختامي وبكل مواد القانون الدولي والشرعية الدولية فقط، بل تضمن أيضا المضي قدما وبشكل متسارع بتهديد المقدسات والتطاول على كل الأعراف والأخلاق الدولية، والتلويح بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، كخطوة تمهد لانتهاكات واعتداءات أوسع مستقبلا، وبصورة تهدد 'الاستاتيسكو' التاريخي القائم على أساس احترام الوضع القانوني التاريخي الراهن. وزاد 'تؤكد اللجنة أن إسلامية المسجد الأقصى المبارك وبمساحته الكلية 144 دونما وباعتراف دولي في الأمم المتحدة واليونسكو، لن يغير من حقيقتها التاريخية والشرعية طقوس الرقص والغناء والصلوات التلمودية المزيفة، وسيبقى الأقصى والقدس عقيدة ورمزية راسخة في نفوس الأجيال وستكون شعارا للنضال والصمود على الدوام، ولن تجلب استفزازات بن غفير وجماعات الهيكل أوهام الأمن والاستقرار المزعومين لإسرائيل'. وأكد أن الأردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيبقى السند الداعم لأهلنا في القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.