
الجرائد الغربية تعلق على طرد الوفد الأوروبي من بنغازي.. وجريدة يونانية تطالب بنهج جديد مع ليبيا
وأعلن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، أمس الثلاثاء، أن «المفوض الأوروبي والمرافقين له غير مرغوب بهم داخل ليبيا»، ووجه لهم اتهامات بانتهاك القوانين المحلية والأعراف الدولية.
موقف بروكسل يثير أزمة دبلوماسية
نقلت الجريدة الأميركية عن مصادر دبلوماسية عدة، طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن ما وصفته بــ«الحادثة الدبلوماسية» نشأت بسبب عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بالحكومة في شرق ليبيا.
وأوضحت المصادر أن «الوفد الأوروبي كان يتوقع الاجتماع مع المشير خليفة حفتر فقط، ورفض دعوة للقاء عدد من كبار المسؤولين والوزراء من حكومة حماد، بمن في ذلك رئيس الحكومة ووزير الخارجية».
وقال مصدر أوروبي في تصريحات إلى «بوليتيكو»: «كان الوفد في منطقة كبار الزوار في المطار مستعدا للمغادرة من أجل عقد الاجتماع، لكن حفتر أراد أن ينضم بعض الوزراء، على رأسهم رئيس الحكومة ووزير الخارجية، إلى الاجتماع، وهو ما رفضه المفوض والحكومات الأوروبية، إذ وافق برونر فقط على لقاء حفتر».
الوفد الأوروبي يغادر بنغازي
بدوره، أخبر مصدر من الحكومة الإيطالية جريدة «بوليتيكو» أن «المهمة انهارت بعد أن أثار سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، مخاوف بشأن المشاركين ضمن الجانب الليبي في المحادثات، وذلك رغبةً في تفادي التعامل مع وزيري خارجية وداخلية حكومة حماد، بحسب البروتوكول السياسي الأوروبي».
وفي أعقاب عودته إلى مالطا، كتب وزير الداخلية المالطي، بايرون كاميليري، في منشور على «فيسبوك»: «للأسف جرى إلغاء الاجتماع المقرر في بنغازي، بعد مشكلة بروتوكولية بين السلطات المحلية وسفارة الاتحاد الأوروبي في ليبيا».
وفي حين لم يعلق وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتيدوسي، على الواقعة الدبلوماسية «غير المألوفة»، تجاهل المفوض الأوروبي الواقعة، وأشاد بالاجتماعات التي أجراها في طرابلس، وكتب عبر منصة «إكس»: «لم تعقد الاجتماعات المقررة في بنغازي بنهاية الأمر».
نهج جديد للتعامل مع ليبيا
من جهتها، رأت جريدة «كاثمريني» اليونانية أن حكومة أثينا بحاجة إلى نهج جديد للتعامل مع ليبيا، وحثتها على الدعوة إلى اجتماع ثلاثي مع مصر وحكومة أسامة حماد، واجتماع آخر مع إيطاليا وطرابلس، لمواكبة التطورات، والتدخل عند الضرورة.
وقالت في تقرير نشرته أمس الثلاثاء: «احتمال تصديق مجلس النواب على مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وطرابلس بالعام 2019 يقتضي من اليونان أن تبدأ في التفكير، والتحرك خارج الصندوق».
وأضافت: «بالنظر إلى عودة الوجود الأميركي في ليبيا عبر عقود الطاقة، فهناك حاجة لأن تتواصل أثينا بشكل مكثف مع الشركات الأميركية، وغيرها الناشطة في المنطقة البحرية بين ليبيا وكريت».
كما دعت «كاثمريني» اليونان إلى أخذ ذمام المبادرة، لجمع جميع الأطراف على طاولة المفاوضات، ولا سيما مع احتمالات إبرام تتعلق بترسيم المناطق البحرية في شرق المتوسط، وأيضا إلى استخدام أدوات التمويل الأوروبية لممارسة ضغط استراتيجي مستمر على الأطراف في ليبيا.
وأوضحت: «تمثل ليبيا شريكا حيويا بالنسبة إلى تركيا، لأنها تخلق ممرا من النفوذ يمتد من وسط البحر المتوسط إلى وسط أفريقيا ومنطقة الساحل».
ملابسات إلغاء زيارة الوفد الأوروبي بنغازي
نشر موقع «بروتو ثيما» اليوناني ملابسات إلغاء زيارة الوفد، حيث حطت طائرته في مطار بنينا الدولي مساء أمس الثلاثاء كما كان مخططا بشكل سابق، وهو يضم المفوض الأوروبي للهجرة، ماغنوس برونر، رفقة وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا.
ونزل المسؤولون في المطار، وجرى اصطحابهم إلى صالة كبار الشخصيات في المطار، وفقًا للبروتوكول الدبلوماسي. لكن أعضاء الوفد فوجئوا بإبلاغهم أن قائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، «غير راغب في مقابلتهم على انفراد»، ولن يستقبلهم إلا بحضور الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، ليردّ المفوض الأوروبي بأن «صلاحياته تقتصر على لقاء فردي مع حفتر»، مرجعا ذلك إلى «عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالحكومة المتمركزة في بنغازي».
وأثار موقف برونر رد فعل حفتر، الذي أوضح أن «أي اجتماع لن يُعقد» من دون حكومة حماد. ودارت تحركات دبلوماسية مكثفة ومناورات خلف الكواليس، لكن الاجتماع انهار، وتبعه هجوم دبلوماسي من أسامة حماد، الذي أصدر بيانًا أعلن فيه المسؤولين الأوروبيين - بمن فيهم المفوض - أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وطلب منهم مغادرة البلاد فورًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
«بوليتيكو»: تعرض دبلوماسيين بريطانيين لإطلاق نار في طرابلس أواخر يونيو الماضي
نقلت جريدة «بوليتيكو» الأميركية عن مصادر قولها إن دبلوماسيين بريطانيين تعرضوا لإطلاق نار في طرابلس أواخر الشهر الماضي، في وقت تشهد العاصمة توتراً أمنيًا واشتباكات بين الحين والآخر. وحسب تقارير محلية أكدها لـ«بوليتيكو» مسؤولان مطلعان على الأمر، كانت سيارتان تابعتان للسفارة البريطانية تقلان موظفين دبلوماسيين بريطانيين تتجهان من مطار معيتيقة نحو منطقة سكنية في العاصمة عند حوالي الساعة السادسة صباحاً يوم 26 يونيو، عندما صادفتا سيارة «تويوتا لاند كروزر» دون لوحات أرقام أو علامات تعريفية. حاول الموكب المناورة لتجنب السيارة المشبوهة، لكن سائقها لاحقهما وأطلق سلسلة من الأعيرة النارية، مما تسبب في أضرار بكلتا السيارتين البريطانيتين. ولم يجرى الإبلاغ عن إصابات. وأضاف دوافع الهجوم على موكب دبلوماسي بريطاني ولم تتضح دوافع المسلح الذي أطلق النار على الموظفين البريطانيين. وبحسب أحد المسؤولين (اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما)، فإن الهجوم على الموكب البريطاني نفذه أحد أعضاء «جهاز الخدمة العامة»، المدعومة من حكومة طرابلس. ومع ذلك، خلُص البريطانيون في النهاية إلى أن الحادث كان مجرد «واقعة شجار»، وفقاً لأحد المسؤولين. في وقت ترتبط فيه الحكومة البريطانية بعلاقات مع السلطات في طرابلس، وبالتالي استبعدت الجريدة أن يهاجم مسلحون تابعون لها طاقمها الدبلوماسي. وأضاف المسؤول أن سلطات طرابلس بذلت أيضاً جهوداً للتحقيق في الأمر. علاقة بريطانيا بشرق وغرب ليبيا وتطرقت جريدة «بوليتيكو» إلى زيارة خطط لها مسؤولون من وزارة الخارجية البريطانية لبنغازي في 15 يوليو لمقابلة أطراف رئيسية في البلاد، بما في ذلك قائد قوات «القيادة العامة» خليفة حفتر، لكن تمسك الأخير بحضور ممثلي عن الحكومة المكلفة من البرلمان جعل الزيارة تقتصر على طرابلس. وأضاف التقرير أن الزيارة كانت تهدف إلى انتزاع السلطات الشرقية من مدار النفوذ الروسي، بحسب ما أفاد دبلوماسي مطلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته. وتشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ إزاء توسع روسيا وجودها في ليبيا، ولا تريد أن تضطر لمواجهة وجود بحري روسي في البحر المتوسط على الجناح الجنوبي لحلف الناتو. في طرابلس، يشير التقرير إلى أن بريطانيا تسعى للحصول على مستحقات متأخرة على الجهات الليبية لصالح المستشفيات البريطانية، بالإضافة إلى معالجة ملف التأشيرات، وقضية الهجرة. وتطلق دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان صفارات الإنذار في بروكسل، مع تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا خلال أشهر الصيف. وبينما تدعم المملكة المتحدة رسمياً حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس، فقد حافظت أيضاً على تواصل دبلوماسي حذر مع حفتر كجزء من جهود أوسع لتعزيز الاستقرار. وقد التقى الدبلوماسيون البريطانيون مع حفتر بشكل متقطع على مر السنين، بما في ذلك خلال زيارتين لوزير الخارجية آنذاك بوريس جونسون في عام 2017.


الوسط
منذ 15 ساعات
- الوسط
روته: اتفاق بين «ناتو» والولايات المتحدة يتيح لأوكرانيا الحصول على أسلحة «هائلة»
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته، اليوم الإثنين، إن أوكرانيا ستحصل على كميات وصفها بالـ«هائلة» من الأسلحة دعما لمجهودها الحربي ضد روسيا، بموجب اتفاق جديد بين «ناتو» والولايات المتحدة، ولكنه لم يفصح عن تفاصيله. وأوضح لصحفيين خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يعني ذلك أن أوكرانيا ستحصل على كميات هائلة من العتاد العسكري في مجال الدفاع الجوي والصواريخ والذخيرة أيضا»، وفقا لوكالة «فرانس برس». ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن قيمة هذه الإمدادات التي تشمل ذخائر وأسلحة بينها أنظمة باتريوت المضادة للصواريخ تصل «إلى مليارات الدولارات». وكان ترامب قد ألمح في وقت سابق اليوم أن الاتحاد الأوروبي هو من سيدعم قيمة هذه الصفقة ، في إطار مشاركته مع الولايات المتحدة. وفي نفس السياق، أعلن ترامب، الأحد، أن الولايات المتحدة سترسل منظومات دفاع جوي من طراز «باتريوت» إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد الهجمات الروسية، موضحا «سنرسل إليهم منظومات باتريوت، فهم في أمس الحاجة إليها»، لكن دون أن يحدد عددها، وذلك بعد أسبوعين فقط من إعلان واشنطن تعليق إرسال بعض شحنات الأسلحة إلى كييف.


الوسط
منذ 18 ساعات
- الوسط
الاتحاد الأوروبي يشعل الحرب الاقتصادية على رسوم ترامب الجمركية
اشتعلت الحرب الاقتصادية ببن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب رسوم ترامب الجمركية، حيث قدّمت المفوضية الأوروبية للدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، اليوم الإثنين، لائحة بتعريفات على سلع بقيمة 72 مليار يورو قد يجرى اعتمادها كردٍّ إذا فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 30% على وارداتها من التكتل. وقال مفوّض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش بعد اجتماع وزراء تجارة التكتّل في بروكسل، «نتفاوض أولا، ولكننا نستعدّ في الوقت ذاته»، مؤكدا أنّ هذا موقف مشترك لكل الدول الأعضاء. ولا يزال الاتحاد الأوروبي يأمل في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على التكتل ولو أن صبره بدأ ينفد، بحسب ما أكد كبير مفاوضي الاتحاد وعدد من وزراء التجارة الأوروبيين، وفقا لوكالة «فرانس برس». وقال ماروس سيفكوفيتش قبيل اجتماع لوزراء التجارة في الكتلة يهدف إلى وضع استراتيجية لمواجهة الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة «أنوي التحدث مجددا مع نظرائي الأميركيين خلال اليوم (...) علينا الاستعداد لكل الاحتمالات واتخاذ تدابير مناسبة ومدروسة، إذا لزم الأمر، لاستعادة التوازن في علاقتنا العابرة للأطلسي». وأضاف «لا يمكن أن تستمر حالة عدم اليقين الحالية التي تسببها الرسوم الجمركية غير المبررة». من جهته، قال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي «لا نريد حربا تجارية، ولا نريد تصعيدا»، مشيرا إلى قول قديم «إذا أردت السلام فعليك أن تستعد للحرب». وأوضح وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن أن الوضع تغير منذ إعلان دونالد ترامب السبت، مؤكدا ضرورة التعامل «من دون أي محظورات». المفوضية الأوربية تأمل في إنجاز اتفاق مع أميركا وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد أن بروكسل لن ترد على الرسوم الجمركية الأميركية حول الصلب والألومنيوم، أملا بالتوصل إلى اتفاق يجنب الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية بنسبة ثلاثين في المئة على مجمل منتجاته المصدرة إلى الولايات المتحدة. وشدّدت على أن الاتحاد الأوروبي «لطالما كان واضحا في تفضيله حلا تفاوضيا. ما زال ذلك قائما، وسنستغل الوقت المتاح لنا حتى الأول من أغسطس». ومع ذلك، أشار دبلوماسيون إلى أن حزمة من الإجراءات ستُعرض على الوزراء الإثنين، وهي إجراءات قد تُنفذ إذا قرر دونالد ترامب فرض ضرائب بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي. وهدّد الاتحاد الأوروبي في مايو بفرض رسوم جمركية على منتجات أميركية تصل قيمتها إلى نحو 100 مليار يورو وتشمل السيارات والطائرات إذا فشلت المفاوضات، على الرغم من أن أحد الدبلوماسيين لمح إلى أن القائمة النهائية قُلصت لتبلغ 72 مليار يورو. وتسعى الدول الأوروبية إلى الحفاظ على وحدة موقفها في هذه القضية، على الرغم من التفاوت في مدى تأثر اقتصاداتها بتهديدات ترامب الجمركية.