
جمعية "تعايش" تهدي القائم بالأعمال التونسية نسخ من كتاب "في ضيافة ملك السلام"
وفي هذا السياق أشاد رئيس جمعية (تعايش) يوسف بوزبون بالعلاقات المتجذرة بين مملكة البحرين ودولة تونس الشقيقة وما تحظى من اهتمام القيادتين في البلدين الشقيقين، وما وصلت إليه من تطور وازدهار في المجالات كافة، وفي كل مراحلها اتسمت بالمحبة والتقدير المتبادلين، ولمست جوانب الحياة عامة وروابط الأخوة ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما والتي تزداد محبة وتقدير على مر الأيام وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة".
وفي هذا السياق ثمّن بوزبون الجهود الكبيرة التي تقوم بها سعادة السيدة منى المعلول في توطيد العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وهو ما يعبر عن روح الاخوة والمحبة الصادقة للقيادة التونسية تجاه مملكتنا العزيزة قيادة وشعبا، فقد ظلت دولة تونس على الدوام مكان القلب، وأشار رئيس جمعية (تعايش) خلال اللقاء إلى أن التسامح الديني والتعايش الإنساني يمثل قواسم مشتركة بين البلدين، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها سعادة السيدة منى المعلول في مملكة البحرين ومشاركاتها المقدرة في كل ما يهم المملكة وما تحققه مؤسساتها المجتمعية من إنجازات على أرض الواقع، مشيدا بحسن الاستقبال والضيافة، موكدا في الوقت نفسه أن زيارة وفد الجمعية لمقر السفارة والالتقاء بسعادة السيدة منى المعلول يأتي في اطار ما دأبت على جمعية (تعايش) في التواصل مع الأشقاء ولتبادل الأفكار في كل ما يهم أمر التعايش والتسامح.
ومن جانبها قدمة سعادة السيدة منى المعلول شكرها الجزيل لوفد جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان (تعايش) رئيسا وأعضاء مجلس الإدارة على الدور الكبير الذي يقومون به في هذا المجال الانساني المتفرد الذي يخدم الانسانية جمعاء بهدف تقوية النسيج البشري وبما يحقق الأمن والاستقرار، مشيدا في ذات الوقت بما احتوى عليه كتاب ( في ضيافة ملك السلام) الذي أصدرته الجمعية ويعتبر إنجازا كبيرا يرسخ لقيم التعايش والتسامح، ويوثق لحدث عالمي كبير نظر الانظار لما تتمتع به مملكة البحرين من رؤى وافكارا ريادية، لافتا إلى ما يشهده العالم من حروب ونزاعات تتطلب من الجميع المساهمة الفعالة في ترسيخ الشعور بالأمن والطمأنينة. وفي ختام اللقاء شكرة رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان (تعايش)، سعادة السيدة منى المعلول ما أبداها من لطف وإشادة بدور الجمعية متمنين لها دوام الصحة والعافية والتوفيق والسداد في مهمتها الدبلوماسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 41 دقائق
- البلاد البحرينية
وزارة الخارجية تنظم حلقة نقاشية بمناسبة اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي
نظّمت وزارة الخارجية حلقة نقاشية بمناسبة اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي، وذلك في إطار الفعاليات التوعوية والتدريبية التي تقيمها لجنة تكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين، بحضور الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، المدير العام لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، والدكتور يوسف عبدالكريم بوجيري، المدير العام للشؤون القانونية وحقوق الإنسان، رئيس لجنة تكافؤ الفرص، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين بالوزارة وأعضاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان. وفي كلمته الافتتاحية، أشاد الدكتور يوسف عبدالكريم بوجيري بإنجازات المرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي، وما حققته من إسهامات نوعية كشريك فاعل في دعم الأهداف الإنسانية والتنموية على الصعيدين الوطني والدولي، في ظل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبدعم ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. كما ثمّن الدور الحيوي الذي يضطلع به المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم، في تقدم المرأة البحرينية وتعزيز مشاركتها في مختلف ميادين العمل الوطني، وفي مقدمتها المجال الدبلوماسي. وأكد أن هذه المناسبة تمثل فرصة متجددة لتعزيز الحضور النسائي في العمل الدبلوماسي، ليس بوصفه تمثيلًا رمزيًا، بل كشراكة حقيقية في صياغة الفكر، وإيصال الصوت، والمشاركة في اتخاذ القرار، ضمن ساحات العلاقات الدولية ومنابر التأثير العالمي، مشيرًا إلى أن التجربة البحرينية رسّخت هذا النموذج من خلال تقدم المرأة على أساس الكفاءة والجدارة والاستحقاق. وأدارَت الحلقة النقاشية السفير الدكتورة أروى حسن السيد، رئيس قطاع شؤون حقوق الإنسان، بمشاركة نخبة من الشخصيات البحرينية والدولية، وهنّ، الدكتورة بهيّة جواد الجشي، عضو المجلس الأعلى للمرأة، والشيخة ضوى بنت خالد بن عبدالله آل خليفة، عضو المجلس الوطني للفنون، رئيس مجلس إدارة مركز لامع، والسيدة أسماء شلبي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مملكة البحرين، والدكتورة كريستال قمير، الأستاذة في الجامعة الملكية للبنات. وقد تناولت الحلقة النقاشية تجارب المشارِكات في العمل الدبلوماسي والوطني والدولي، واستعرضت قصص نجاح ملهمة تُبرز المكانة التي بلغتها المرأة البحرينية في تمثيل المملكة باقتدار في المحافل الإقليمية والدولية، بما يعكس نضج التجربة البحرينية في تقدم المرأة وتكريس حضورها ضمن منظومة العمل الدبلوماسي.


البلاد البحرينية
منذ 41 دقائق
- البلاد البحرينية
رحيل أيقونة الدبلوماسية البحرينية.. السفير سلمان الصباغ في ذمة الله
ودّعت البحرين يوم الأربعاء الموافق ٩ يوليو ٢٠٢٥ أحد أبرز أعلامها في الحقل الدبلوماسي، السفير سلمان عبدالوهاب الصباغ، الذي وافاه الأجل عن عمر ناهز ٩٣ عاما، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الوطني والتميز الدبلوماسي استمرت لعقود. النشأة والخبرات المهنية الأولى ولد الفقيد في مارس بالعام ١٩٣٢، وتلقى تعليمه الجامعي في جامعتي بغداد والقاهرة، حيث حصل على الإجازة الجامعية في المحاسبة بالعام ١٩٥٨، وبدأ حياته المهنية مدرسا للرياضيات والتجارة، وأسهم مع عدد من زملائه في تأسيس التعليم التجاري في البحرين، ووضع حجر الأساس لمناهجه الأولى. وتنوعت مساراته المهنية قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي، حيث شغل منصب مؤسس قسم التدقيق بوزارة الدفاع الكويتية (١٩٥٩ - ١٩٦٢)، ثم عمل محاسبا وسكرتيرا لمجلس إدارة بنك البحرين الوطني (١٩٦٤ - ١٩٦٧)، وقاد مؤسسة تجارية كبرى في الإمارات وهي مؤسسة الرفاعي، قبل أن يعود إلى وطنه الأم، البحرين. محطات دبلوماسية مشرفة التحق الراحل بوزارة الخارجية في العام ١٩٧٢ كمحاسب، ليبدأ مشوارا دبلوماسيا استثنائيا، إذ رقي إلى درجة مستشار بالعام ١٩٧٥، وعين أول سفير لمملكة البحرين لدى جمهورية العراق (١٩٧٥ - ١٩٧٩). وخلال تلك الفترة، ركز جهوده على دعم الطلبة البحرينيين الذين بلغ عددهم حينها نحو ٩٠٠ طالب، إلى جانب تسهيل زيارات العتبات المقدسة، وتعزيز التعاون الثنائي. وفي العام ١٩٧٩، تقلّد منصب سفير المملكة لدى الجمهورية الفرنسية، حيث كانت له مساهمات بارزة، منها تنظيم زيارة تاريخية للرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان للبحرين بالعام ١٩٨٠، وتوقيع ست اتفاقيات ثنائية. وقد مهدت تلك الزيارة لانطلاق تعليم اللغة الفرنسية في المدارس البحرينية. في العام ١٩٨٤، عُيّن سفيرا لدى المملكة المتحدة، واستمر حتى عام ١٩٩١، حيث عزّز التبادل التجاري والعلاقات الثنائية بشكل ملحوظ. واختتم مسيرته الدبلوماسية حين عين سفيرا لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية (١٩٩٨ - ٢٠٠١)، بعد أن تولى إدارة الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية (١٩٩٣ - ١٩٩٨). تكريم رسمي نال السفير سلمان الصباغ وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الثالثة في ديسمبر ٢٠٠٠، ووساما تكريميا من الحكومة الفرنسية تقديرا لإسهاماته في تعزيز العلاقات بين البلدين. وكان السفير الصباغ يُعرف بأخلاقه الرفيعة، وتواضعه اللافت، وروح الدعابة التي صاحبته طيلة حياته. شهادات وذكريات شخصية التقى كاتب هذه السطور، السفير سلمان الصباغ مرتين بالعام ٢٠١٨، وثق فيهما سيرته وتجربته الغنية، حيث بدا تعلقه بباريس واضحا خلال حديثه عن مسيرته الدبلوماسية، وأشار إلى ما حققه خلالها من إنجازات نوعية في العلاقات البحرينية الفرنسية. أما آخر لقاء جمعنا فكان خلال شهر رمضان بالعام ٢٠٢٣. أما آخر مكالمة هاتفية بيننا فكانت في العام الماضي. لقد أبهرني السفير سلمان الصباغ بذاكرته الحية التي احتفظت بتفاصيل دقيقة عن تاريخ البحرين الدبلوماسي؛ ما ساعد على توثيق سيرته بسهولة. بصمة لا تُنسى بعد التقاعد، تفرغ الفقيد لهواياته المحببة كجمع السبحات من الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى القراءة، حيث احتفظ بمكتبة غنية. وبرحيله، فقدت البحرين قامة وطنية بارزة، غير أن إرثه الإنساني والدبلوماسي سيبقى حيا في ذاكرة الوطن وقلوب محبيه. رحم الله السفير سلمان عبدالوهاب الصباغ، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. 'إنا لله وإنا إليه راجعون'.


البلاد البحرينية
منذ 41 دقائق
- البلاد البحرينية
الشيعة ليسوا 'مشاريع استشهاد'
دعوني أكون صادقًا معكم، وأضع إصبعي في الجرح، وأنا أنزع الفتيل عن أكبر قنبلة فكرية شيعية يُساء استخدامها في كثير من الأماكن، هي ليست موقعًا لا شهادة ولا استشهاد. شعار 'هيهات منا الذلة'، و'القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة'، لقد فهمنا النص بشكل خاطئ، ونطبقه بشكل مبتسر، فلسنا نحن الإمام الحسين (ع)، وليس العالم عبيدالله بن زياد... لا تقتلوا النص وتخرجوه من سياقه التاريخي. 'كل يوم كربلاء وكل أرض عاشوراء' هذه مفردة كررتها إيران لتصدير الثورة، اقرأوها بشكل علمي ودقيق دون عاطفة، هل يعني كل أرض نعيش فيها تتحول إلى ساحة حرب ومواجهة وتحدٍّ لمجرد أننا نختلف مع الآخر؟ وهل كل من نختلف معه هو ظالم ونحن أهل الحق؟ أعيدوا قراءة منهج أهل البيت (ع) بشكل علمي لتفهموا جمال فكر أهل البيت. هل يصح كلما اختلفنا مع دولة أو حكومة شرقية أو غربية، عربية أو أجنبية، نضعهم في خانة 'الظالمين' بكل بساطة، ونرفع شعارات تاريخية مقتطعة من سياقاتها الموضوعية فنصرخ في وجه من نختلف معه: 'هيهات منا الذلة'؟ ومجرد أن يختلف معنا حتى في مسألة فكرية بحتة نصرخ: 'ألا لعنة الله على الظالمين'، 'القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة'؟ ما الذي استفاده بعض الشيعة من مواجهة العالم، كل العالم، بعنوان الشهادة؟ أين العقل من ذلك؟ يقول الفيلسوف سقراط: عليك أن تمتلك الجرأة في استخدام عقلك! كم من الشباب سقطوا في معارك وهمية، أو لأجل معركة عبثية لصالح دكان سياسي أو مشروع تجاري أو بسبب أوهام غيبية أو نتيجة شعار تاريخي لا يتناسب مع الواقع وهم لا يعلمون؟ مثال: معركة مقتدى الصدر العبثية في مواجهة الأمريكان بداية الألفية؟ وكم في اليمن من ضحايا سقطوا بسبب غباء الحوثيين؟ انظروا إلى ما حدث لجنوب لبنان بسبب خطأ 'جبهة الإسناد'! أعيدوا قراءة الواقع بعلم، لهذا أتمنى في لبنان تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، والاندماج في الدولة كي يحفظوا دماء الناس ويتم إعمار لبنان والجنوب مما أصابه من دمار. أقول: لا تكرر شعارات لا تعرف سياقها التاريخي. عندما تعيش في أمريكا أو أوروبا أو أي دولة عربية، لا يمكن أن تطبق عليها الشعارات الثورية 'التاريخانية'، وتُعلِّم شبابًا في عمر الزهور أن الدولة التي يعيشون فيها هي الشر المطلق، وأنت المنهج الحق. ليس كل دولة أو إنسان نختلف معه نواجهه بأقوال تاريخية أو أحاديث مقتطعة ونقوم بتماهٍ إسقاطي سيكولوجي، ونضعه في عنوان الخيانة، وأننا نمثل الحق والحقيقة المطلقة، وبقية العالم متآمر علينا. هل تعلمون خطورة أن نعلم أبناءنا عبارات مجتزأة، ونكررها عليهم، ونصنع بداخل عقولهم أن الحياة إما أسود أو أبيض، ولا يوجد منطقة رمادية؟ في لندن قبل سنين، كنت أسأل أحدهم في نقاش: لماذا لا تلتزم بقوانين البلد؟ فإذا به بعد توتر ونقاش طويل يقول: هؤلاء الغرب ظلمة، ودعاة عدالة كاذبة، وهم يريدون غزونا ثقافيًا، ونحن نرد عليهم: 'ألا وإن الدعي ابن الدعي...' ما دخل 'الدعي' هنا؟ و 'هيهات منا الذلة' بالدولة؟ هذا جهل قاتل باستخدام عبارات ملقّنة من خطباء يكررونها، وهم لا يعرفون حتى السياق التاريخي لها. الأدهى أن أغلب الخطباء لم يقرؤوا لا كتب التاريخ الأولى (كالطبري، أو المفيد في 'الإرشاد'، أو الشيخ الطوسي، أو اليعقوبي، أو 'الكامل في التاريخ' لابن الأثير)، ولا يمتلكون أدوات العلوم الأنثروبولوجية في تحليل التاريخ، ويأتون ليبرمجوا عقول أجيال بعبارات قد تتحول إلى قنابل تتفجر بهم وبمستقبلهم. لا تختزلوا التاريخ والمقدس والمعتقد في بندقية. هذا هو سر ضياع إيران. كان بإمكان إيران أن تصبح أفضل من اليابان، فهي تمتلك حضارة ما قبل أربعة آلاف سنة، وتمتلك موارد طبيعية غنية بالبترول والغاز، وعقولًا، وطبيعة جميلة، وشعبًا يعشق الحياة. لكن الخطأ منذ التأسيس، بدلًا من الاشتغال على تنمية الداخل كاليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، انشغلت بتصدير الثورة للخارج، و 'ضاع المال على الفاضي'. هذا العناد في دعم المليشيات واختصار أهل البيت في سلاح، ضيّعها وقاد الشيعة إلى محارق لا حصر لها. أول الوعي: التخلص من فخ الانتصار الوهمي، ومن نشوة انتصارات 'السوشيال ميديا' الوهمية. ستكررون نفس الأخطاء إذا لم تناقشوا الأحداث بلغة الأرقام، والمنهج الكيفي لا الكمي، وإلا ستكررون نفس أخطاء جمال عبد الناصر، والنكسات في ازدياد، وأنتم ما زلتم تكررون ذات الأخطاء وتنتظرون نتائج مختلفة. بلغة الأرقام ومنهج الكيف لا الكم، 'حماس' لم تنتصر، ولبنان لم ينتصر، وإيران لم تنتصر.. النصر لا يكون بالمغيبات، ولا بالأدعية، ولا بالأماني. اسمحوا لي، أنا أُصدمكم بهذه الحقيقة حتى تفيقوا، ويمكنكم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح ودول وأموال. قارئ نصوص 'شيّال' يمسك الميكروفون ويصرخ بجمع كبير من الأطفال ليرددوا معه: 'هيهات منا الذلة'... شيء يدعو للأسى. فبدلًا من أن تُعلِّمهم أهمية الدراسة والتسامح وثقافة الحياة، وأن منهج الإمام الحسين ترسيخ الوحدة الوطنية، تصرخ فيهم بعبارات لا يعرفون دلالتها التاريخية، ومدى خطورة استخدامها في غير موقعها! آن الأوان ليقف مفكرو الشيعة ويصرخوا في هذه المدرسة الثورية العبثية بالتوقف، والرجوع إلى المدرسة الواعية: مدرسة المرجع السيد الخوئي، والمرجع السيد محسن الحكيم، والمرجع فضل الله، الذين كانوا يمثلون العقل في التعاطي مع الفقه والسياسة بلا محارق ومواجهات عبثية. كان وضع الشيعة أفضل ألف مرة بالمنهج التقليدي العاقل والمدرسة الكلاسيكية التي كانت تتسم بعلاقة العقل والثقة مع الدولة الوطنية. أولاد الشيعة ليسوا مشاريع استشهاد وموت لأجل مشاريع سياسية. دعوهم يعيشون الحياة، ويستمتعوا بالوجود والحضارة. الاستمرار في العناد، وضرب الرأس بالجدار العالمي، سيقود إلى بقائكم وحيدين في العراء السياسي مثل اليتامى. فـ 'المنهج الصح' هو الاندماج مع العالم، والتمسك بدولكم الوطنية. أنا قلبي على الناس، هؤلاء المطحونين في فرّامة اللحم البشري. يقول محمد الماغوط: 'يخرج الفقراء باكرًا كي لا يسبقهم إلى العذاب أحد'. هذا الجيل يستحق أن يعيش وينعم بالحياة. الإمام الحسين (ع) صوت العدالة الإنسانية، وخلود للضمير. لكن ما أدعو إليه: افهموا كربلاء الحسين (ع) بشكل صحيح، افهموا أقواله بشكل علمي ومنطقي وواقعي كما هو طرحه. اتركوا ثقافة الارتطام بالجدار، ومواجهة العالم.. آن لكم أن تعيشوا الحياة وثقافة الحياة، وأيضًا بحكمة الإمام الحسين (ع)، بسمو المعنى في سمو الذات.